اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. ساحة القرآن الكريم العامة

      مواضيع عامة تتعلق بالقرآن الكريم

      المشرفات: **راضية**
      58108
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9073
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      المشرفات: **راضية**
      180666
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 260001
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23503
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8346
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32136
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25484
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30263
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53104
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21008
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97014
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36840
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4884
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15482
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12928
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41316
      مشاركات
    2. 33886
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32212
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34853
      مشاركات
    4. 65624
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      المشرفات: خُـزَامَى
      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38508 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • الحديث (30) «إن الله عز وجل فرض فرائض...»

      عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها،وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها»[1].
      عباد الله،هذا الحديث له أهمية عظيمة؛ لأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، ورغم تضعيف بعض العلماء له من حيث إسناده، فإن مرادنا وتركيزنا على معانيه، ومعانيه صحيحة بشواهد أخرى. والحديث في بيان أحكام الدين، وهي أربعة أقسام: فرائض، وحدود، ومحارم، ومسكوت عنه.

      فما هي الفوائد التي نستفيدها من هذا الحديث؟
      نستفيد من هذا الحديث لواقعنا ما يلي:
      1- عدم تضييع الفرائض: الفرائض هي ما أوجبه الله على عباده، ومنها في باب العبادات؛ كالتوحيد، والصلاة، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وغيرها. وكل عبادة لها فرائض بالمعنى الفقهي عند الفقهاء التي لا تصحُّ بدونها؛ كالنية في كل العبادات وقراءة الفاتحة في الصلاة. والفرض منه ما هو عيني؛ كإقامة الصلوات الخمس، فتجب على كل واحد توفَّرت فيه شروط الصلاة بعينه. وفرض كفاية؛ بحيث لو قام به البعض يكفي؛ كصلاة الجنازة، والجهاد في سبيل الله.
      وهناك فرائض في أبواب المعاملات والعلاقات بين الناس؛ كَبِرِّ الوالدين؛ قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]. والعدل والوفاء بالعقود والعهود والالتزامات وغيرها؛ قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].
      وهذه الفرائض يجب عدم تضييعها؛ بل من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربِّه، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه"[2]، فحافظوا على فرائض الله- عباد الله- تنالوا وتفوزوا بمحبَّة الله.
      2- عدم الاعتداء على حدود الله: قال تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]. وحدود الله هي أوامره ونواهيه، وهي تشمل الفرائض والمحرَّمات والحدود الشرعية (يعني العقوبات المحددة)؛ فمثلًا: حد الزاني والزانية الجلد إذا كانا غير محصنين؛ قال تعالى:﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، وحد السارق قطع اليد من الرسغ (المعصم) إذا تحققت فيه الشروط؛ كأن تكون قيمة المسروق ربع دينار فصاعدًا؛ قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 38]، والتي توفي عنها زوجها تعتدُّ أربعة أشهر وعشرة أيام؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾ [البقرة: 234].
      فعلى الأمة الرجوع إلى حدود الله، وعدم الاعتداء عليها بتحكيم شرعه في العقوبات والجنايات، وعدم استنساخ قوانين غيرها، وترك شريعة ربها وراءها ظهريًّا.
      3- عدم انتهاك المحرمات: والمحرمات هي الأمور المنهي عنها في كتاب ربنا أو في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وهي قسمان: كبائر الذنوب التي فيها وعيد شديد؛ كالشرك، وقتل النفس المحرمة، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وشهادة الزور، وشرب الخمر، والسحر، والزنا، والسرقة، وغيرها؛ فوجب اجتنابها، قال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]، وصغائر الذنوب وهي التي ليس فيها وعيد شديد؛ كنظر الفجأة، والتأخُّر عن صلاة الجماعة، وكثرة الكلام بما لا فائدة فيه، وإساءة الأدب في الكلام دون سبٍّ أو قذف، وسماع الكلام الباطل؛ كالغيبة دون المشاركة فيها، وتطويل الأظافر، وغيرها. وإدمان الصغائر يجعلها من الكبائر، ومن المكفِّرات لها ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر"[3].
      4- عدم البحث عن المسكوت عنه: وهي الأمور التي لم يرد فيها نصٌّ بإيجاب أو تحريم، وسكتت عنها الشريعة تخفيفًا على العباد؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "وسكت عن أشياء رحمةً بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها"، فوجب السكوت عنها حتى لا تأتي أحكام تكون فيها المشقة، وهذا النهي خاص بزمان نزول الوحي، أو السؤال عن تفاصيل دقيقة وأمور غير مهمة لا تنفع السائل في شيء؛ قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 101، 102].
      ومثال الأمور المسكوت عنها: السؤال عن اسم كلب أصحاب الكهف، أو تعيين عددهم، أو اسم الغلام الذي قتله الخضر، أو اسم مؤمن آل فرعون، أو موضع جبل الطور، أو التشدُّد في تعيين ليلة القَدْر، أو تعيين وقت قيام الساعة، أو وقت زوال دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو مكان دفن الأنبياء، أو تعيين أسماء المنافقين، أو تعيين وقت النفخ في الصور، وغيرها؛ إذ لو كان فيه فائدة في معرفتها لوجدنا الجواب في القرآن أو السُّنَّة.
      ومثالها كذلك السؤال عن حكم الأطعمة التي لم يرد نص في تحريمها، أو حكم ركوب السيارة والطائرة أو استعمال الوسائل الحديثة المبتكرة، أو الألعاب المبتكرة إذا خلت من القمار أو المحرمات، فهذه الأمور وغيرها على قاعدة "الأصل فيها الإباحة ما لم يرد دليل في التحريم، أو يترتب عنها ضرر"، وقاعدة "ما سكتت عنه الشريعة فهو عفو".

      والفائدة في هذا السكوت، إلى جانب الرحمة والشفقة، توجيه الأمة الى الاشتغال بما ينفعها، والابتعاد عن الجدال العقيم الذي لا يثمر عملًا، وتحقيق علم الله المطلق لكل الأشياء، فيشعر العبد بضعفه وجهله، فتجنَّبوا- رحمكم الله- كثرة السؤال، أو البحث بتكلُّف في الأمور المسكوت عنها، ولا تُضيِّقوا ما وسَّعه الله عليكم، ولا تتشددوا فيشدد الله عليكم، والتزموا الوسط، فشريعة الله عدل وسط، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. فاللهم اجعلنا من المشتغلين بما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم. آمين. [1] رواه الدارقطني، رقم: 4396. وحسَّنه شعيب الأرناؤوط في تخريجه لرياض الصالحين، رقم: 1832. وضعَّفه الألباني في تحقيقه لرياض الصالحين، رقم: 1841.
      [2] رواه البخاري، رقم: 6502.
      [3] رواه مسلم، رقم: 233.
       
    • حديثنا اليوم عن (السنن المهجورة عند الوضوء)، وكم هو جميل أن يتعلم المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية وضوئه حتى يسير على نهجه ويقتفي أثره، وإليكم بعضًا من السنن التي ينبغي للعبد أن يفعلها عند كل وضوء تطبيقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم واحتسابًا للأجر.

      أولًا: من السنة عند الخلاء الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى، وأن يقول الدعاء الوارد في ذلك؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء، قال: ((اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُثِ والخبائِثِ))؛ متفق عليه.

      وعن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: "كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا خرَجَ مِن الخلاءِ قال: ((غُفرانَك)).

      ثانيًا: من السنة التي يغفل عنها بعض الناس السِّواك عند الوضوء؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ))،ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فيَبْعَثُهُ الله مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي... ))؛ رواه مسلم.



      ثالثًا: من السنن المهجورة عند الوضوء: المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة، وذلك لفعل النبي عليه الصلاة والسلام؛ كما في حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: ((ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَها فَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ مِن كَفٍّ واحِدَةٍ فَفَعَلَ ذلكَ ثَلاثًا)). ومعنى هذا كما قال ابن القيم: "كان يصل بين المضمضة والاستنشاق، فيأخذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه". وقال ابن حجر رحمه الله: "وفيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة".

      رابعًا: إسباغ الوضوء على المكاره: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟))، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إلى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ))؛ رواه مسلم.

      قال القاضي عياض رحِمه الله: "إسباغ الوضوء: تَمامه، والمكاره تكون بشدَّة البرد، وألَم الجسم ونحوه".



      خامسًا: من السنن المهجورة وقليل من الناس من ينتبه لها هي الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف أثناء الوضوء: فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالـمُدِّ".

      سادسًا: النطق بالشهادتين، وذكر الدعاء المأثور بعد الانتهاء من الوضوء؛ لحديث النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدالله ورَسولُهُ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ))؛ رواه مسلم.

      وزاد الترمذي: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ))؛ صححه الألباني.

      ومن الأدعية بعد الوضوء وهو يُقال أيضًا كفَّارة للمجلس ما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من توضَّأَ فقال: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ في رقٍّ ثم طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكْسَرْ إلى يومِ القيامة)).



      سابعًا: صلاة ركعتينِ بعد الوضوء من السنن المهجورة التي يغفل عنها بعض الناس؛ عن عثمان بن عفان، قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم توضَّأ نحو وُضوئي هذا، ثم قال: ((من تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ))؛ رواه البخاري.

      وعن أَبي هُريرةَرضي الله عنهأَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِبلالٍ:((يَا بِلالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَل عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلامِ، فَإِنِّي سمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَديَّ في الجَنَّة))،قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عنْدِي مِنْ أَنِّي لَم أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذلكَ الطُّهورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ؛ متفقٌ عَلَيْهِ.

      هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ الْخَلْقِ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي قَوْلِهِ الْكَرِيمِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

      خالد سعد الشهري
      شبكة الألوكة  
    • برنامج دولة التلاوة
      تلاوة المتسابق يوسف عبد العزيز ما تيسر من سورة مريم

      * فضل سورة مريم :
      رحمة الله بعباده/ توريث الدين للأبناء/ إثبات الوحدانية ونفي الولد والشريك وإثبات الوحي والبعث/ سورة المواهب
      • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالْكَهْفُ، وَمَرْيَمُ، وَطه، وَالْأَنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنْ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي»، قال ابن حجر: «وَمُرَاد اِبْن مَسْعُود أَنَّهُنَّ مِنْ أَوَّل مَا تُعُلِّمَ مِنْ الْقُرْآن، وَأَنَّ لَهُنَّ فَضْلًا لِمَا فِيهِنَّ مِنْ الْقَصَص وَأَخْبَار الْأَنْبِيَاء وَالْأُمَم».
      • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».وسورة مريم من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.

      * من خصائص سورة مريم :
      • أكثر سورة تكرر فيها اسم (الرحمن)، تكرر 16 مرة.
      • احتوت السورة على السجدة الخامسة -بحسب ترتيب المصحف- من سجدات التلاوة في القرآن الكريم.
      • هي أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- يُذكَر فيها لفظ (كلا) في آيتين منها (79، 82)، وذكر هذا اللفظ في السورة يدل على أنها مكية.
      • سورة مريم هي السورة التي قرأ جعفر بن أبي طالب صدرها على النجاشي فأسلم، وهذا أثناء الهجرة للحبشة.
      • جرت عادة السور التي تبدأ بالحروف المقطعة (وهي: 29 سورة) أن يأتي الحديث عن القرآن الكريم بعد الأحرف المقطعة مباشرة؛ إلا أربع سور، وهي: مريم والعنكبوت والروم والقلم.



      برنامج دولة التلاوة
      تلاوة عمر علي ما تيسر من سورة طه

      * فضل سورة طه :
      الإسلام سعادة لا شقاء/ تقوية النبي ﷺ لحمل الرسالة والصبر عليها/ طغيان من أعرض عن هدي الله عز وجل

      • عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ فِي ثَلاثِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه».
      • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالْكَهْفُ، وَمَرْيَمُ، وَطه، وَالْأَنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنْ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي»، قال ابن حجر: «وَمُرَاد اِبْن مَسْعُود أَنَّهُنَّ مِنْ أَوَّل مَا تُعُلِّمَ مِنْ الْقُرْآن، وَأَنَّ لَهُنَّ فَضْلًا لِمَا فِيهِنَّ مِنْ الْقَصَص وَأَخْبَار الْأَنْبِيَاء وَالْأُمَم».
      • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة طه من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.

      * من خصائص سورة طه:
      • جو السورة هو جو الرحمة والمن والطمأنينة والرعاية بالمختارين، فلذا جاء نظم ألفاظها سهلًا يشبه سورة مريم السابقة.
      • يذكر العوام أن «يس» و«طه» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح
      • قال الشيخ ابن باز رحمه الله: وليس «طه» و«يس» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في أصح قولي العلماء، بل هما من الحروف المقطعة في أوائل السور؛ مثل «ص» و«ق» و«ن» ونحوها.
      • قال البقاعي: «ومن أعظم فضائلها (أي سورة طه): أن قراءة أولها كان سببًا لإسلام عمر بن الخطاب ...». والصحيح: أن ما ورد أن سورة «طه» كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب لم يصح رغم شهرته.

      الحفظ الميسر
    • اللهم بلغنا رمضان سالمين و اجعلنا فيه من الفائزين💞
    • 1- أخرج البخاريُّ في كتاب العِلْم، عن ابن عبَّاس - رضِي الله عنْهما - قال: ضمَّني رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وقال: ((اللَّهُمَّ علِّمْه الكتاب)).
        فهذا أسلوب نبويٌّ في التَّربية والدَّعوة والتَّعليم، ما أروعَه! إنَّه أسلوب التودُّد، والملاطفة، والدُّعاء، إنَّه تواضع وتربية على التَّواضع، ودعوة إليْه بالقدوة الحسنة، إنَّه تعليم منه بسلوكِه إلى الأسلوب الأمثل في تأليف القلوب، فبهذا المعنى ينبغي أن يهتمَّ المربِّي والداعية.   2- أخرج البخاري في كتاب العلم أيضًا، عن ابن مسعود - رضِي الله عنه - قال: "كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يتخوَّلُنا بالموعِظة في الأيَّام؛ كراهة السآمة عليْنا".
        هذا أسلوب نبويٌّ آخَر في الدَّعوة والتربية، وسط بين الإفْراط والتَّفريط؛ ذلك أنَّه يُراعي الظُّروف النفسيَّة للسَّامعين، فيتحدَّث حين يكون للحديث قابليَّة أفضل، واستعداد أحسن؛ لتلقِّي كلِمات المتكلم وفَهْمِها واستيعابها، كما أنَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يراعي سنَّة التدرُّج الطَّبيعي في التَّربية، ويطلب الإقْناع الرَّاسخ الثَّابت، ولو جاء بطيئًا.   3- أخرج البخاري في كتاب العلم أيضًا، عن عبدالله بن عبَّاس - رضِي الله عنْهما -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - "بعثَ بكتابِه رجُلاً، وأمره أن يدْفَعه إلى عظيم البحْرَين، فدفعه عظيمُ البحرَيْن إلى كِسْرى..."؛ الحديث.
        فنجِد هنا من الأساليب النبويَّة في التَّربية والتَّعليم: استِخْدامَ الرَّسائل، وجَميع الوسائل المتاحة المشْروعة، فإذا تهيَّأت أسباب أُخْرى للدَّعوة، فينبغي أن يأْخُذَ بها الدَّاعية، سواء أَكانتْ إذاعة مسْموعة، أم مرئيَّة، أم شريطًا مسجَّلاً، أم كتابًا، أم صحيفة، أم مُكالمة هاتفيَّة، أم غير ذلك.   4- أخْرج البُخاريُّ عن أنس بن مالِك - رضِي الله عنْه - قال: "كتبَ النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم – كتابًا - أو أراد أن يكتب - فقيل له: إنَّهم لا يقرؤون كتابًا إلاَّ مختومًا، فاتَّخذ خاتمًا من فضَّة نقشُه: محمَّد رسول الله".
        يُستفاد من الحديث: أسلوبٌ نبويٌّ في الدَّعوة والتَّربية، ألا وهو التعرُّف على حال المدْعُوِّين والمربِّين؛ لمراعاة أسباب استجابتِهم.   5- أخْرج البخاري عن معاوية - رضِي الله عنْه - قال: سمعتُ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن يُرِد الله به خيرًا يفقِّهه في الدِّين...))؛ الحديث.
        ففي الحديث تربيةٌ على الفِقْه في الدِّين، ودعْوة إليْه، فما أحْرى المسلمَ أن يقِف عند معنى هذه التَّربية، وهذه الدَّعوة! والدَّاعيةُ إلى الإسلام هو أوْلى المسلمين بالفِقْه في الدين؛ حتَّى يدْعو إليْه على بصيرة.   6- عن عُمَر بن أبي سلمة - رضِي الله عنْهُما - قال: قال لي رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يا غُلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينِك، وكُلْ ممَّا يَليك))؛[1] متَّفق عليه.
      تربية الصِّغار على الآداب الفاضلة، والأخْلاق الحسنة - ومنْها أدب الطَّعام - مع اللطف واللين في ذلك؛ حتَّى يصبحوا أفرادًا صالحين في المجْتمع والأمَّة. 7- عن أبِي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((أتَدْرون ما الغِيبة؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذِكْرك أخاك بِما يكره))[2]؛ الحديث.
        استِخْدام أسلوب الحِوار في التَّربية؛ لغرض إثارة عواطف المربِّي وانفعالاتِه في سبيل تَحقيق سلوكٍ طيب، أو الابتِعاد عن سلوك شرير.   8- عن عبدالله بن عُمر - رضِي الله عنْهُما - قال: سَمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((انطلقَ ثلاثةُ نفر ممَّن كان قبلكم، حتَّى أواهم المبيت إلى غارٍ فدخلوه..))[3]؛ الحديث.
        استِخْدام أسلوب القصص في التَّربية؛ لتنبيه ذهْن المربي أو تَحريك عواطفه نَحو أمر من الأمور المهمَّة، أو غير ذلك، وفي هذه القصَّة بيان أهميَّة إخلاص العمل الصَّالح لله، والتوسُّل به إلى الله لتفريج الكُرُبات.   9- عن أبي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ما اجتمع قومٌ في بيْتٍ من بُيوت الله يتْلون كِتاب الله، ويتدارسونَه بيْنَهم، إلاَّ نزلت عليْهِم السَّكينة ...))[4]، الحديث.
        في الحديثِ إشارةٌ إلى الوظيفة التَّربويَّة للمسجِد، حيثُ يربَّى المسلمون فيه على الفضيلة، وحبِّ العلم، ومعرفة ما لَهم وما عليْهِم ... إلخ.   10- قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((صلُّوا كما رأيْتُموني أصلِّي))[5]، وقال: ((خذوا عني مناسِكَكم))[6].
        لأنَّ حبَّ التَّقليد غريزةٌ تَكْمُن في نفوس البشَر جميعًا؛ فعلى المربِّي القُدْوة استغلال هذه النَّاحية في النَّاس، فيربيهم بأفعاله، ويلْفِت نظرهم إلى الاقتداء به.   11- عن ابن عمر - رضِي الله عنهما - عنِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لا تتركوا النَّار في بيوتِكم حين تنامون))[7]؛ متَّفق عليه.
      تربية النَّاس - وبخاصَّة الصِّغار - على اتِّباع إرشادات الأمْن والسَّلامة، ومن ذلك تعْويدهم على إطْفاء النَّار عند النَّوم في بيوتِهم.   12- عن عبدالله بن عُمَر: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سابَقَ بين الخيل التي أُضْمِرت من الحفياء وأمدُها ثنية الوداع، وسابقَ بين الخيل التي لم تُضْمر من الثَّنية إلى مسجد بني زريق"[8].   12-اهتِمام التَّربية الإسلاميَّة بتنمية الجِسْم، وتربية الجوارح، بواسطة الرِّياضات المباحة؛ كالسِّباق والسِّباحة وركوب الخيل، وتوجَّه هذه الطَّاقات الجسميَّة نحو خير الإنسان والمجتمَع، وتُحَذَّر من البطْش والاعتِداء. 13- عن جابر - رضِي الله عنْه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مرَّ بالسُّوق والنَّاس كَنَفَتيْه، فمرَّ بِجدْي أسكَّ ميِّت فتناوله، فأخذ بأُذُنه، ثم قال: ((أيُّكم يحبُّ أن يكون هذا له بدِرْهم؟))، فقالوا: ما نُحبُّ أنَّه لنا بشيء، وما نصنع به؟! ثم قال: ((أتُحبُّون أنَّه لكم؟)) قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا أنَّه أسكُّ، فكيف وهو ميت؟! فقال: ((فوالله، لَلدُّنيا أهون على الله من هذا عليْكُم))[9].
        يظْهر في هذا الحديث عدَّة أساليب نبويَّة تربويَّة، هي:
      ♦ أسلوب الحوار الخطابي التنبيهي.
      ♦ استخدام ذوات الأشْياء لتكون هي الوسائل الحسِّيَّة المعِينة على الفهم والوضوح.
      ♦ ضَرْب المثل، حيث مثَّل لهم الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - هوانَ الدُّنيا على الله بِهوان هذا الجدْي عندهم.   14- عن عبدالله بن زيد بن عاصم قال: لمَّا أفاء الله على رسولِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يوم حُنَيْن، قسم في النَّاس في المؤلَّفة قلوبُهم، ولَم يُعْطِ الأنصار شيئًا، فكأنَّهم وجدوا؛ إذْ لَم يُصِبْهم ما أصاب النَّاس، فخطبهم فقال: ((... أتَرْضَون أن يذهب النَّاس بالشَّاة والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إلى رحالكم؟ لولا الهِجْرةُ، لكنتُ امرأً من الأنصار، الأنصار شِعار والنَّاس دثار))[10]؛ الحديث.
        مراعاة المربِّي للحالة النفسيَّة لدى طلاَّبه وأتباعه، وتطْيِيبه لخواطرِهم إذا وجدوا عليْه بالكلمة الطَّيبة، والثَّناء الحسن بما هم أهلُه.   15- قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إذا مات ابنُ آدمَ، انقطع عملُه إلاَّ من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له))[11].
      في الحديث دلالة واضحة على أهمِّيَّة تربية الأب لأبنائِه وبناتِه، وأنَّه لا تقرُّ عينُه بِهِم في الدُّنيا فقط؛ بل إنَّ خيرَهم يصِل إليْه حتَّى بعد موته؛ وذلك بدعائِهم له؛ ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾ [الفرقان: 74].   16- عن النعمان بن بشير - رضِي الله عنْهُما -: أنَّ أباه أتى به رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقال: إني نَحلتُ ابني هذا غلامًا كان لي، فقال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أفعلتَ هذا بولدِك كلِّهم؟)) قال: لا، قال: ((اتَّقوا الله واعْدِلوا في أولادِكم))، فرجع أبي، فردَّ تلك الصدقة؛ متَّفق عليه.
        ينبغي للمربِّي - وبخاصَّة الأب - أن يلتزم العدْل في تعامُلِه مع مَن يربِّيهم، فلا يقرِّب بعضَهم دون بعض، أو يعطي قسمًا دون قسم، وإن دعت الحاجة إلى شيءٍ من ذلك - كما جاء في قصَّة الأنصار - فمن الحكمة أن يطيِّب خاطر البقيَّة بالكلِمة الحسنة والثَّناء الجميل، ونَحو ذلك.   17- عن أبِي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه -: أنَّ الأقرعَ بن حابسٍ أبْصر النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُقَبِّل الحسن فقال: إنَّ لي عشرةً من الولد، ما قبَّلتُ واحدًا منهم، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّه مَن لا يرحَم لا يُرحم))؛ متَّفق عليه.
        ينبغي للأبِ المربِّي أن يفيض لطفًا وحنانًا على أولادِه؛ حتَّى يَأْنسوا به ويسمعوا له، ويحذَر من القسْوة الشَّديدة عليْهِم؛ لأنَّها تسبِّب النَّظرة والوحْشة، وإن كانت القسْوة المعتدِلة قد تكون مطلوبةً - بل لازمةً - في بعض الأحيان؛ كما قال الشَّاعر: فَقَسَا لِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ حَازِمًا        فَلْيَقْسُ أَحْيَانًا  عَلَى  مَنْ  يَرْحَمُ 18- عن أبي أُمامة: أنَّ غلامًا شابًّا أتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقال: يا نبيَّ الله، أتأذَنُ لي في الزِّنا؟ فصاح النَّاس به، فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((قرِّبوه، ادْن))، فدنا حتَّى جلس بين يديْه، فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أتُحبُّه لأمِّك؟)) قال: لا، قال: ((كذلِك النَّاس لا يحبُّونه لأمَّهاتِهم، أتحبُّه لابنتِك؟)) قال: لا، قال: ((كذلِك النَّاس لا يحبُّونه لبناتِهم، أتُحبُّه لأختك؟)) قال: لا، قال: ((كذلِك النَّاس لا يحبُّونه لأخواتِهم)) ثُمَّ ذكر له العمَّة والخالة، وهو يقول في كلِّ واحدة: لا، جعلني الله فِداك، فوضع رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يدَه على صدْرِه، وقال: ((اللَّهُمَّ طهِّر قلْبَه، واغْفِر ذنبَه، وحصِّن فرْجَه))، فقام من بين يدَيْ رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وليس شيء أبْغض إليْه من الزِّنا؛ رواه أحمد.
        المتأمِّل في هذا الحديث يَخرج بعدَّة فوائدَ تربويَّةٍ، منها:
      ♦ إدْخال الأمن والطُّمأنينة في نفس المربَّى إذا حدث ما يخيفه؛ حتَّى يصير مهيَّأً للاستِجابة؛ وذلك من قولِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - له: ((ادن)) بعد أن صاح به النَّاس.
      ♦ استِخدام أسلوب الحوار العقْلي؛ لإقناع المخاطَب بأمرٍ ما.
      ♦ تلطُّف المربِّي ودعاؤه لمن يربِّيهم.
      نفعنا الله بما علِمْنا، وعلَّمنا ما ينفعُنا، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحابته، والتَّابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين ، وآخِرُ دعْوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.   [1] البخاري (9/ 458)، مسلم (2022).   [2] مسلم (2589).   [3] البخاري (4/ 340)، مسلم (2743).   [4] مسلم (2699).   [5] البخاري: (ك10 / ب 18).   [6] أحمد: (3/ 337، 338)، مسلم: (ك 15/ حديث 310).   [7] البخاري: (11/ 71)، مسلم (2015).   [8] فتح الباري.   [9] مسلم (2957).   [10] البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف.   [11] مسلم (2589).     محمد بن سالم بن علي جابر شبكة الألوكة  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182675
    • إجمالي المشاركات
      2536560
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93296
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×