اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57268
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180517
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8238
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52994
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31793
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33904
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36979 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 20 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 14، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • إن لله عز وجل في معاملة عباده سُننًا ثابتة لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، كما قال الحق جل وعلا: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43] وقال سبحانه: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الفتح: 23]، وسنن الله جل جلاله في معاملة عباده قائمة على العدل التام، ومنها هذه الثلاثة الآتية:   الأولى: ترتيب ما يجري من تغير في أحوال العباد على ما يحدثونه من تغيير في أنفسهم:   مفاد هذه السنة الإلهية أن الملك العدل جل وعلا يقلب أحوال العباد من شر إلى خير، أو من خير إلى شر؛ جزاءً وفاقًا لما يُحدثونه من تغيير في أنفسهم، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، وقال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[الأنفال: 53]، ويروى في الحديث القدسي: "قال الرب: وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي"[1]، وفي بعض الآثار عن الرب تبارك وتعالى: "وعزتي وجلالي، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ثم ينتقل عنه إلى ما أحب إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب"[2].       فهذه سنة من سنن الله عز وجل في معاملته لعباده، وهي سنة قائمة على العدل التام، حيث إنه سبحانه: "لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه"[3]، "وأنه لا يغير ما بقوم من النعمة والإحسان ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم، بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها، فيسلبهم عند ذلك إياها. وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة"[4].       بناءً على ما تقدَّم ومراعاة لهذه السنة، ينبغي لكل مسلم أن يسعى لإحداث تغيير إيجابي دائم ومتجدد في حياته، يتجلى في التخلي عن القبيح من الأحوال والأقوال والأفعال، والتحلِّي بالجميل من كل ذلك، حتى يحفظ عليه ربُّه ما وهبه من نعم، فلا يسلبها منه ولا يحولها إلى نقم، فإنه سبحانه لا ينقل عباده من حال النعمة إلى حال النقمة إلا بانتقالهم من حال الشكر إلى حال الكفر، ومن حال الطاعة إلى حال المعصية، قال ابن القيم رحمه الله: "فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب"[5]، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "ومتى رأيت تكديرًا في حال؛ فاذكر نعمة ما شُكرت، أو زلة قد فُعلت، واحذر من نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتر بسعة بساط الحِلْم؛ فربما عجل انقباضه"[6]، وقال: "من أحب تصفية الأحوال؛ فليجتهد في تصفية الأعمال"[7].       الثانية: الجزاء من جنس العمل:   مفاد هذه السنة الإلهية أن الملك العدل سبحانه يجازي على الخير خيرًا من جنسه، ويجازي على الشر شرًّا من جنسه، وبيان ذلك في ما يلي:   أولًا: الجزاء على الخير بخير من جنسه:   فمن يعمل عملًا من أعمال الخير؛ جزاه الله تعالى خيرًا من جنس ما عمِل، دل على هذا آياتٌ وأحاديثُ كثيرة منها:   قول الله جل وعلا: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ [محمد: 7]، وفي الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرتُه في ملإ هم خيرٌ منهم، وإن تقَرَّب مني شبرًا تقرَّبْتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبْت منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً"[8].       ومنها: قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..."[9]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء"[10]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "من نفَّس عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا، نفَّس الله عنه كُربةً من كرب يوم القيامة، ومَن يَسَّر على معسر، يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سَهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَا به عمله، لم يُسرع به نسبه"[11].       ثانيًا: الجزاء على الشر بشر من جنسه:   أما من يعمل شرًّا، فيُجزى شرًّا من جنس الشر الذي عمله، قال الله جل جلاله: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142]، وفي الحديث قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحمُ الناس لا يرحمُه الله "[12]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته"[13]، وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمانُ في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه في بيته"[14].       حاصل القول: أن الملك العدل سبحانه يجزي كل صاحب عمل، جزاء من جنس ما عمِل، خيرًا كان أو شرًّا.   ففي باب الخير مثلًا:   • من عفا وصفح، عفا وصفح الله عنه.   • ومن أنفق في سبيل الله، أنفق الله عليه.   • ومن رحم الخلق، رحمه الخالق.   • ومن ستر المسلمين، ستره الله.   • ومن أعان الناس في الخير، أعانه الله.   • ومن بَرَّ والديه، برَّه أولاده.   • ومن عفَّ، عفَّت زوجته وبناته... إلخ.       وفي باب الشر:   • من اعتدى، سلَّط الله من يعتدي عليه.   • ومن استعلى وتكبَّر، وضعه الله وأذَلَّه.   • ومن عقَّ أبويه، عقَّه أولاده.   • ومن تتبَّع عورات المسلمين، تتبَّع الله عورته وفضحه.   • ومن هتك عرض مسلم أو مسلمة، هتك الله عرضه...إلخ.       فمن يقدم شيئًا من خير أو من شرٍّ، فإنما يقدمه لنفسه، ويجد جزاءه من جنسه، قال الله جل وعلا: ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7] وقال: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، وقال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].       الثالثة: لا تزر وازرة وزر أخرى:   الوزر: هو الحِمْل، وهو ما يحمله المرء على ظهره، فعبر عن الإثم بالوزر؛ لأنه يُتخيل ثقيلًا على نفس المؤمن[15].       وقد ذُكرت هذه السنة في مواضع متعددة من القرآن الكريم لأجل تأكيدها، ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18].       ومفادها: أن كل إنسان يتحمل تبعات ذنوبه، وأوزاره، وما رَتَّب الله عليها من عقاب وعذاب. ولا أحد من العباد يحمل عنه غيرُه شيئًا من ذلك، ولا هو يحمل شيئًا من ذلك عن غيره، ولو كان من أقرب الناس وأحبهم إليه في الدنيا، قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾، قال الشيخ السعدي: "في يوم القيامة كل أحد يجازى بعمله، ولا يحمل أحد ذنب أحد. ﴿ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ﴾؛ أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب، تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها ﴿ لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾، فإنه لا يحمل عن قريب، فليست حال الآخرة بمنزلة حال الدنيا، يساعد الحميم حميمه، والصديق صديقه، بل يوم القيامة يتمنَّى العبد أن يكون له حق على أحد، ولو على والديه وأقاربه"[16].       فلا يحمل الأسياد ولا المتبوعون أوزار أتباعهم، ولا يُغنون عنهم شيئًا: قال جل وعلا: ﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴾[غافر: 47، 48].       ولا يحمل والدٌ عن ولده شيئًا من أوزاره، ولا الولدُ يحمل عن والده شيئًا من أوزاره، ولا تحمل زوجة عن زوجها شيئًا من أوزاره، ولا الزوج يحمل عنها شيئًا من أوزارها؛ بل يكون هَمُّ كل أحد يوم القيامة هو نفسه ونجاته من أهوال ما يرى! قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 33 - 37]، قال عكرمة: "يلقى الرجل زوجته، فيقول لها: يا هذه! أي بعل كنت لك؟ فتقول: نِعْم البعل كنت، وتُثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي، لعلي أنجو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكن لا أطيق أن أعطيك شيئًا؛ أتخوف مثل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له: يا بني، إني احتجتُ إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده: يا أبتِ، ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئًا، فيقول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 36][17].       فالحاصل: أن كل إنسان رهين بما كسبت يداه، وملاقٍ ما قدم، ومُجاز بما عمل، ولا أحد يتحمل عنه تبعات أخطائه وعواقب أوزاره.       من فروع هذه القاعدة:   يتفرع عن هذه القاعدة فروع، منها:   (أ) ـ "من تسبب في إضلال العباد؛ حُمِّل مثل أوزارهم"، كما قال الله تعالى في الكفار الذين كانوا يحاولون إغراء الناس بالبقاء على الكفر أو الردة عن الإسلام: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 12، 13].       (ب) ـ "من ابتدأ عملًا سيئًا فتبعه الناس عليه وعملوا به من بعدِه؛ حُمِّل مثل أوزارهم" و"من ابتدأ عملًا حسنًا فتبعه الناس عليه، وعملوا به من بعده، كُتِب له مثل أجورهم"، وفي هذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة، فله أجرها وأجر مَنْ عَمِل بها من بعده من غير أن ينقُص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سُنَّة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عَمِل بها مِن بعده، من غير أن ينقُص من أوزارهم شيء"[18]، وقال عليه الصلاة والسلام في ابن آدم الأول الذي سنَّ القتل: "ليس من نفس تُقتَل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها؛ لأنه كان أول من سنَّ القتل"[19].       خاتمة:   • إن لله تعالى في خلقه وفي معاملة عباده، سننًا لا تتبدَّل ولا تتغير.       • وإن مراعاة هذه السنن، والتفقُّه فيها، والسير على هداها، وعدم إهمالها أو مخالفتها؛ لشروط آكدة للفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.   والله المستعان، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.     [1] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج4، ص254، مكتبة الصفا، القاهرة، ط1(1425هـ/2004م). [2] الجواب الكافي فيمن سئل عن الدواء الشافي، ابن قيم الجوزية، ص92، اعتنى به وراجعه: عبدالكريم الفضيلي، المكتبة العصرية، صيدا ـ بيروت (1424هـ/2003م). [3] تفسير القرآن العظيم، ج4، ص46. [4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ج2، ص100 ـ 101، تح: محمد سيد عبد رب الرسول، دار أبو بكر الصديق ـ القاهرة، ط1(1424هـ/ 2008م). [5] الجواب الكافي، ص92. [6] صيد الخاطر، ابن الجوزي، ص18. تح: محمد بيومي، دار الغد الجديد ـ القاهرة، ط1(1430هـ/ 2009م). [7] صيد الخاطر، ص18. [8] صحيح مسلم، رقم: 2675. [9] سنن الترمذي، رقم: 2516، وقال: حديث حسن صحيح. [10] جزء من حديث رواه الترمذي في سننه، رقم: 1924، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [11] صحيح مسلم، رقم: 2699. [12] صحيح البخاري، رقم: 6013، وصحيح مسلم، رقم: 2319. [13] سنن ابن ماجه، رقم: 2546. وانظر: جامع العلوم والحكم، هامش1، ص: 423. [14] سننن أبي داود، رقم: 4880. وانظر جامع العلوم والحكم، هامش3، ص: 423. [15] التحرير والتنوير لابن عاشور، ج5، ص293. [16] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج3، ص27. [17] تفسير القرآن العظيم، ج8، ص205. [18] صحيحمسلم، رقم:1017. [19] صحيح البخاري، رقم: 3335، وصحيح مسلم، رقم: 1677. عبدالقادر دغوتي شبكة الالوكة
    • قال الله تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾ [البقرة: 61]، قاعدة قرآنية عامة بالغة الأهمية تشدُّ الانتباه إلى تربية الإنسان والارتقاء به إلى ما يحبُّه الله ويرضاه بالحث على العناية بما هو أنفع وأصلح له في شؤون دينه ودنياه، وفي هذا المعنى قول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها))؛ (الألباني، صحيح الجامع، 1890).   وسأعرض جملةً من التطبيقات التربوية المستنبطة من القاعدة القرآنية المشار إليها: أولًا: عقيدة التوحيد الخالص منطلق أساس في الإسلام، فمن حاد عنها بالكلية، أو أدخل فيها ما ليس منها من قريب أو بعيد، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.   ثانيًا: من ضعفت هِمَّتُه في تعلُّم ومعرفة الضروري من الدين، أو قَلَّ حرصه على التفقه فيما يحتاج إليه في صلاح نفسه وأهله وأولاده، وما يعينه بالوجه الأكمل في علاقاته وكافة شؤون حياته، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.   ثالثًا: من أضاع عمره، وأشغل جُلَّ وقته في العناية بتوافُه الأمور؛ مثل: قراءة الروايات الفاسدة، ومتابعة الأفلام والمسلسلات الآثمة، وكل ما يدور في فلكها من ضياع الأوقات وتبديد الأموال فيما لا خير منه في أمر دينه أو دنياه؛ بل قد يلحقه ضرر بالغ منها، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.   وختامًا: إن الموفق من علم بفقه المصالح والمفاسد، وفقه الأولويات في أعماله وأقواله وفي شؤون حياته كلها، فلم يَقْدُم على قول أو عمل مهما كان إلا بعد التأكُّد التام من موافقتهما للضوابط الشرعية من جهة، ومحققة لأعلى المصالح التي تعود عليه بالخير والصلاح في دينه ودنياه من جهة أخرى.   والله أسأل أن يتولى أمرنا، وأن يسدد أعمالنا وأقوالنا، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، ويُرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه. والحمد لله رب العالمين.   د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي   شيكة الالوكة
    • (والله يدعو إلى دار السلام) تخيل.. أن يأتيك كرت دعوة من مصدر رفيع المقام ((للإقامة)) -وليس للزيارة- في أفخم المنتجعات ماذا يكون رد فعلك؟ ولله المثل الأعلى , فقط هناك شروط تلتزم بها للإقامة                                                            
    • السلام عليكم عملت فحوصات الماموغراف والتراسان ضهر في ثديي الايمن كتلة مشتبه بهاحسب ماقالت الطبيبة وانا خائفة جدا هل كل الكتل خبيثة ام اطمئن ربما هي حميدة ارجوكم اهل الاختصاص افيدوني 
    • تفسير الشيخ الشعراوي سورة الاسراء ١٨_١٩-٢٠ (مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً )١٨-الإسراء الحق تبارك وتعالى قبل أن يخلق الإنسان الذي جعله خليفة له في أرضه، خلق له الكون كُلّه بما فيه، وخلق له جميع مُقوّمات حياته، ووالى عليه نِعَمه إيجاداً من عدم، وإمداداً من عُدم، وجعل من مُقوّمات الحياة ما ينفعل له وإنْ لم يُطلب منه، كالشمس والقمر والهواء والمطر .. الخ فهذه من مُقوّمات حياتك التي تُعطيك دون أنْ تتفاعلَ معها.
      ومن مُقوّمات الحياة مَا لا ينفعل لك، إلا إذا تفاعلتَ معه، كالأرض مثلاً لا تعطيك إلا إذا حرثتها، وبذرت فيها البذور فتجدها قد انفعلتْ لك، وأعطتْك الإنتاج الوفير.
        والمتأمل في حضارات البشر وارتقاءاتهم في الدنيا يجدها نتيجة لتفاعل الناس مع مُقوّمات الحياة بجوارحهم وطاقاتهم، فتتفاعل معهم مُقوِّمات الحياة، ويحدث التقدم والارتقاء.
      وقد يرتقي الإنسان ارتقاءً آخر، بأن يستفيد من النوع الأول من مُقوّمات الحياة، والذي يعطيه دون أنْ يتفاعل معه، استفادة جديدة، ومن ذلك ما توصّل إليه العلماء من استخدام الطاقة الشمسية استخدامات جديدة لم تكن موجودة من قبل.
      إذن: فهذه نواميس في الكون، الذي يُحسِن استعمالها تُعطيه النتيجة المرجوة، وبذلك يُثري الإنسان حياته ويرتقي بها، وهذا ما أَسْمَيناه سابقاً عطاء الربوبية الذي يستوي فيه المؤمن والكافر، والطائع والعاصي.
        لذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: { مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ .. } [الإسراء: 18].
      أي: عطاء الدنيا ومتعها ورُقيها وتقدّمها.
      { عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ .. } [الإسراء: 18].
      أجبْنَاهُ لما يريد من متاع الدنيا.
        ولا بُدَّ لنا أنْ نتنبه إلى أن عطاء الربوبية الذي جعله الله للمؤمن والكافر، قد يغفل عنه المؤمن ويترك مُقوّمات الحياة وأسبابها يستفيد منها الكافر ويتفاعل معها ويرتقي بها، ويتقدم على المؤمن، ويمتلك قُوته ورغيف عيشه، بل وجميع متطلبات حياتهم، ثم بالتالي تكون لهم الكلمة العليا والغلبة والقهر، وقد يفتنونك عن دينك بما في أيديهم من أسباب الحياة.
        وهذا حال لا يليق بالمؤمن، ومذلة لا يقبلها الخالق سبحانه لعباده، فلا يكفي أن نأخذ عطاء الألوهية من أمر ونهي وتكليف وعبادة، ونغفل أسباب الحياة ومُقوّماتها المادية التي لا قِوامَ للحياة إلا بها.
      في حين أن المؤمن أَوْلَى بمقوّمات الحياة التي جعلها الخالق في الكون من الكافر الذي لا يؤمن بإله.
      إذن: فمن الدين ألاَّ تمكِّن أعداء الله من السيطرة على مُقوِّمات حياتك، وألاَّ تجعلَهم يتفوقون عليك.
        وقوله: { مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ .. } [الإسراء: 18].
      أي: أن تفاعل الأشياء معك ليس مُطْلقاً، بل للمشيئة تدخُّلٌ في هذه المسألة، فقد تفعل، ولكن لا تأخذ لحكمة ومراد أعلى، فليس الجميع أمام حكمة الله سواء، وفي هذا دليل على طلاقة القدرة الإلهية.
      ومعنى { مَا نَشَآءُ .. } للمعجَّل و { لِمَن نُّرِيدُ } للمعجَّل له.
      وما دام هذا يريد العاجلة، ويتطلع إلى رُقيِّ الحياة الدنيا وزينتها، إذن: فالآخرة ليستْ في باله، وليست في حُسْبانه؛ لذلك لم يعمل لها، فإذا ما جاء هذا اليوم وجد رصيده صِفْراً لا نصيبَ له فيها؛ لأن الإنسان يأخذ أجره على ما قدّم، وهذا قدَّم للدنيا وأخذ فيها جزاءه من الشهرة والرقيّ والتقدّم والتكريم.
      قال تعالى: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [النور: 39].
      والسراب ظاهرة طبيعية يراها مَنْ يسير في الصحراء وقت الظهيرة، فيرى أمامه شيئاً يشبه الماء، حتى إذا وصل إليه لم يجدْهُ شيئاً، كذلك إنْ عمل الكافرُ خيراً في الدنيا فإذا أتى الآخرة لم يجدْ له شيئاً من عمله؛ لأنه أخذ جزاءه في الدنيا.
      ثم تأتي المفاجأة: { وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ .. } [النور: 39].
      لأن الله تعالى لم يكُنْ في حُسْبانه حينما قدَّم الخير في الدنيا.
      وفي آية أخرى يصفه القرآن بقوله: { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [إبراهيم: 18].
      فمرة يُشبِّه عمل الكافر بالماء الذي يبدو في السراب، ومرة يُشبِّهه بالرماد؛ لأن الماء إذا اختلط بالرماد صار طيناً، وهو مادة الخِصْب والنماء، وهو مُقوِّم من مُقوِّمات الحياة.
      ووصفه بقوله تعالى: { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [البقرة: 264].
      والحق تبارك وتعالى في هذه الآية يُجسِّم لنا خَيْبة أمل الكافر في الآخرة في صورة مُحسَّة ظاهرة، فمثَلُ عمل الكافر كحجر أملس أصابه المطر، فماذا تنتظر منه؟ وماذا وراءه من الخير؟
        ثم يقول الحق سبحانه: { ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً } [الإسراء: 18].
      أي: أعددناها له، وخلقناها من أجله يُقاسي حرارتها { مَذْمُوماً } أي: يذمُّه الناس، والإنسان لا يُذَمّ إلا إذا ارتكب شيئاً ما كان يصحّ له أنْ يرتكبه.
      و { مَّدْحُوراً } [الإسراء: 18] مطروداً من رحمة الله.
      وبعد أنْ أعطانا الحق سبحانه صورة لمن أراد العاجلة وغفل عن الآخرة، وما انتهى إليه من العذاب، يعطينا صورة مقابلة، صورة لمن كان أعقل وأكيس، ففضَّل الآخرة.
      (وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً)١٩-الإسراء المتأمل في أسلوب القرآن الكريم يجده عادة يُعطِيِ الصورة ومقابلها؛ لأن الشيء يزداد وضوحاً بمقابله، والضِّد يظهر حُسْنه الضّد، ونرى هذه المقابلات في مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى كما في: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار: 13-14].
      وهنا يقول تعالى: { وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ .. } [الإسراء: 19] في مقابل: { مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ.. } [الإسراء: 18].
      قوله تعالى: { وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا .. } [الإسراء: 19].
      أي: أراد ثوابها وعمل لها.
        { وَهُوَ مُؤْمِنٌ .. } [الإسراء: 19].
      لأن الإيمان شَرْط في قبول العمل، وكُلُّ سعي للإنسان في حركة الحياة لا بُدَّ فيه من الإيمان ومراعاة الله تعالى لكي يُقبَل العمل، ويأخذ صاحبه الأجر يوم القيامة، فالعامل يأخذ أجره ممَّنْ عمل له.
      فالكفار الذين خدموا البشرية باختراعاتهم واكتشافاتهم، حينما قدّموا هذا الإنجازات لم يكُنْ في بالهم أبداً العمل لله، بل للبشرية وتقدُّمها؛ لذلك أخذوا حقهم من البشرية تكريماً وشهرة، فأقاموا لهم التماثيل، وألّفوا فيهم الكتب .. الخ.
      إذن: انتهت المسألة: عملوا وأخذوا الأجر ممن عملوا لهم.
      وكذلك الذي يقوم ببناء مسجد مثلاً، وهذا عمل عظيم يمكن أن يُدخل صاحبه الجنة إذا توافر فيه الإيمان والإخلاص لله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة" .
      ولكن سرعان ما نقرأ على باب المسجد لافتة عريضة تقول: أنشأه فلان، وافتتحه فلان .. الخ مع أنه قد يكون من أموال الزكاة!! وهكذا يُفسد الإنسان على نفسه العمل، ويُقدم بنفسه ما يُحبطه، إذن: فقد فعل ليقال وقد قيل. وانتهت القضية.
        وقوله تعالى: { فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } [الإسراء: 19].
      وهذا جزاء أهل الآخرة الذين يعملون لها، ومعلوم أن الشكر يكون لله استدراراً لمزيد نِعَمه، كما قال تعالى: { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ .. } [إبراهيم: 7].
      فما بالك إنْ كان الشاكر هو الله تعالى، يشكر عبده على طاعته؟
      وهذا يدل على أن العمل الإيماني يُصادف شُكْراً حتى من المخالف له، فاللص مثلاً إنْ كان لديه شيء نفيس يخاف عليه، فهل يضعه أمانة عند لصٍّ مثله، أم عند الأمين الذي يحفظه؟
        فاللصّ لا يحترم اللص، ولا يثق فيه، في حين يحترم الأمين مع أنه مخالف له، وكذلك الكذاب يحترم الصادق، والخائن يحترم الأمين.
      ومن هنا كان كفار مكة رغم عدائهم للنبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم بما جاء به إلا أنهم كانوا يأتمنونه على الغالي والنفيس عندهم؛ لأنهم واثقون من أمانته، ويلقبونه "بالأمين"، رغم ما بينهما من خلاف عقديّ جوهري، فهم فعلاً يكذبونه، أما عند حفْظ الأمانات فلن يغشُّوا أنفسهم، لأن الأحفظ لأماناتهم محمد صلى الله عليه وسلم.
      وقد ضربنا لذلك مثلاً بشاهد الزور الذي تستعين بشهادته ليُخرجك من ورطة، أو قضية، فرغم أنه قضى لك حاجتك وأخرجك من ورطتك، إلا أنه قد سقط من نظرك، ولم يعُدْ أهلاً لثقتك فيما بعد.
      لذلك قالوا: مَنِ استعان بك في نقيصة فقد سقطْتَ من نظره، وإنْ أعنْتَه على أمره كشاهد الزور ترتفع الرأس على الخصم بشهادته وتدوس القدم على كرامته.
          ثم يقول الحق سبحانه عن كلا الفريقين: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً )٢٠-الإسراء { كُلاًّ } أي: كلاَ الفريقين السابقين: مَن أراد العاجلة، ومَن أراد الآخرة: { نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ .. } [الإسراء: 20].
      أي: أن الله تعالى يمدُّ الجميع بمُقوّمات الحياة، فمنهم مَنْ يستخدم هذه المقومات في الطاعة، ومنهم مَنْ يستخدمها في المعصية، كما لو أعطيتَ لرجلين مالاً، فالأول تصدّق بماله، والآخر شرب بماله خمراً.
      إذن: فعطاء الربوبية مدَدٌ ينال المؤمن والكافر، والطائع والعاصي، أما عطاء الألوهية المتمثل في منهج الله: افعل ولا تفعل، فهو عطاء خاصٌّ للمؤمنين دون غيرهم.
        وقوله تعالى: { وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً .. } [الإسراء: 20].
      أي: ممنوعاً عن أحد؛ لأن الجميع خَلْقه تعالى، المؤمن والكافر، وهو الذي استدعاهم إلى الحياة، وهو سبحانه المتكفّل لهم بمُقوّمات حياتهم، كما تستدعي ضيفاً إلى بيتك فعليك أنْ تقومَ له بواجب الضيافة.
      ونلاحظ هنا أن الحق سبحانه اختار التعبير بقوله: { مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ .. } [الإسراء: 20].
      لأن العطاء المراد هنا عطاء ربوبية، وهو سبحانه ربّ كلّ شيء. أي: مُربّيه ومتكفّل به، وشرف كبير أن يُنسبَ العطاء إلى الرب تبارك وتعالى.   التفاسير العظيمة  
  • أكثر العضوات تفاعلاً

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181965
    • إجمالي المشاركات
      2535195
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93143
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    أأم محمد
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×