اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57907
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180618
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259973
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8306
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53067
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38396 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • هل تبحث عن واجهة موقع الكتروني احترافية تمثل نشاطك التجاري على الانترنت ؟ نحن في شركة تك سوفت نقدم لك أفضل خدمات تصميم مواقع الانترنت باحترافية وجودة عالية ، مع استخدام أحدث التقنيات وبتصاميم احترافية . ·         تصميم عصري ومتجاوب مع جميع الأجهزة . ·         لوحة تحكم سهلة لإدارة محتوى موقعك . ·         ربط الموقع بمحركات البحث . ·         دعم فني واستضافة مجانية لموقعك . ·         باقات متنوعة تناسب جميع الأنشطة (شركات – متاجر – مدونات – خدمات...) ، كذلك تصميم مواقع تعريفية للأشخاص أيضاً . ·         صممنا أكثر من 1000 موقع في كثير من الدول العربية والغربية مثل مصر والسعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر وتركيا وفرنسا وموريتانيا وأمريكا .   شركة تك سوفت – Tec Soft                  SMART solutions for SMART business
       
    • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: إليك أنت.. نعم أنت وحدك يا من ترجو ما عند الله تعالى من الرضا والنعيم المقيم، وتخاف ما أعد الله تعالى للعصاة والكافرين من النكال والهون والجحيم. إليك إليك يا من قد ذاق قلبُه حلاوة الإيمان وتنعم بها يوماً ما من الدهر ويا من كان يتلذذ بالمتاعب والمكاره ابتغاء رضا ربه وجنة عرضها السماوات والأرض. إليك يا من كان ديدنه الذكر، وراحة باله الفكر، وجنته في الدنيا ترديد آيات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار. إليك يا من كان مرغماً للشيطان، لا يستطيع أن يُحصل منك أدنى اللمم فضلاً عما هو أعظم من ذلك. مالي أرى الفتور قد اعتراك، والإعراض قد ارتسم على تصرفاتك، والوهن قد دبّ إلى عزيمتك التي طالما كانت مشرأبة إلى المعالي معرضة عن السفاسف. مالي أرى الشهوات قد استعبدتك والنزوات قد تملكتك فصرت محجماً عن الخيرات، مسارعاً إلى الشهوات معرضاً عن سُبُل الرحمات.   إلى من حاد عن صفّي *** وولّى تاركاً كفِّي     ضللت الدرب يا صاحِ *** وخنت العهد يا إلفي     إلى من قال لي يوماً *** يمين الله لن أخنع     سأبقى ثابتاً دوماً *** وللشيطان لن أركع     أتانا العلم أنكموا *** تركتم عفة البصر     وصرتم تتبعون العين *** منظر فاتن الصور     أراك اليوم قد خارت *** قواك وزارك الخطل     وسرت وراء شيطانٍ *** بزي الإنس يستتر   أتراك قد اكتشفت أن التزامك واستقامتك وطاعتك لربك كانت خطأً فاخترت الطريق الآخر - طريق الغواية والمعصية والانتكاس - لتصل إلى جنة الفردوس؟! أم تراك قد استبعدت الطريق واستبطأت النصر فسرت في ركاب الساهين اللاهين عبدة أهوائهم الذين لا همّ لهم سوى أنفسهم غير آبهين بدين الله ولا بدعوة رسول الله . أم تراك قد أعجبك طريق الضلالة والنكسة الذي سلكه المرتدون بعد وفاة الحبيب ، وسلكه بعدهم من ختم الله على قلوبهم وكره انبعاثهم فثبطهم. أم تراك قد نسيت الموت وسكراته، والقبر وظلماته، ويوم القيامة وروعاته، والصراط وزلاته، وعذاب جهنم ولوعاته وحسراته. أعيذك بالله تعالى من ذلك كله. وأعيذك بالله أيضاً من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم:  وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ  [الأعراف:175]. فالسعيد من وعظ بغيره لا من اتعظ به غيره. استسمحك العذر - يا رعاك الله - لقسوة كلماتي معك ولكنه الحب الذي أكنّه لك في صدري، وخوفي عليك من سوء الخاتمة - هما اللذان أحرقا قلبي وفطرا كبدي كلما رأيتك بهذا الوضع المزري الذي يسر العدو - عدوك الأول: الشيطان وأعوانه من أعداء الله تعالى ويحزن الحبيب والصديق. فهل من عودة إلى الله قبل الموت، هل من أوبة أيها المبارك إلى روضة الطاعة وحياض التوبة والإستقامة والندم حيث الراحة وتعقبها الرحمة.  وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  [آل عمران:135] فأبشر ياعبدالله، فإن لك رباً واسع المغفرة باسطاً يدية بالرحمة بالليل والنهار. واسأل الله تعالى الهدايه من قلبك بصدق، فهذا حبيبك المعصوم  يسأل ربه الهداية ويقول: { اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى }، وكان يرشد إلى ذلك، كما أرشد سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى أن يدعو في القنوت ويقول: { اللهم اهدني فيمن هديت }. وكان يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهدى. قم في ظلام الليل وانطرح بين يدي الرؤوف الرحيم واسأله المغفرة والرحمة، والعون والتسديد. اعترف بذنبك، وابك على خطيئتك وتقصيرك، واسأل المولى أن لا يخزيك يوم الفزع الأكبر، وأن يبيض وجهك أذا اسودت وجوه العصاة والكافرين. ابدأ صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى بالطاعة والإنابة الحقة  وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ  [الكهف:28] واصرف وجهك عن قرناء السوء، ورفقة الرخاء الذين لا يأبهون بك أفي نعيم صرت أم في جحيم، بل فوق ذلك هم يسألون الله تعالى أن يزيد قرناءهم عذاباً فوق عذابهم  قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ  [ص:61]. انفض عنك غبار القعود والحق بركب النجاة السائر إلى الله تعالى. فهذه أمتك الموتورة الثكلى تنتظرك، وتنتظر جهدك وعطاءك، ففيك يابن الإسلام كوامن الخير الدفاقة ومتابعة الرقراقة، قَعُد يا أخي الحبيب عوداً حميداً رشيداً إلى الله تعالى لتتفجر ينابيعك الخيرة، ولتكون لبنة إصلاح في بناء الأمة السامق. بعض الأسباب المعينة على الثبات والإستقامة بإذن الله تعالى: 1 ـ الدعاء الصادق ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ). 2 ـ البحث عن صحبة طيبة صالحة تعين على طاعة الله. 3 ـ البعد عن كل صحبة سوء ولو كانوا من الأقارب. 4 ـ الإعتناء بكتاب الله تعالى تلاوةً وحفظاً وتعليماً لمعانيه وأحكامه فهو دواء القلوب العليلة. 5 ـ المحافظة على الفرائض وما يتبعها من النوافل. 6 ـ طلب العلم الشرعي وحضور مجالس الذكر والعلم. 7 ـ الخوف من الذنوب وتبعتها إذ هي سبب سوء الخاتمة. 8 ـ قراءة الكتب النافعة والدوريات العلمية والدعوية الطيبة بدلاً من بعض الصحف والمجلات الهابطة. 9 ـ غض البصر: ففيه راحة القلب وحلاوة الإيمان. 10 ـ تذكر عداوة الشيطان لك في كل لحظة وأنه يريد إغواءك لتكون من حزبه الهالكين الخاسرين نعوذ بالله منه. وأخيراً... فهذا كلمات قاسية، ولكنها صادقة، جاد بها قلبي قبل قلمي شفقة عليك يا أخي الحبيب... وخوفاً عليك من نار وقودها الناس والحجارة علها أن توافق قلباً منشرحاً وسمعاً متفتحاً فتصل إلى بغيتها. وإلى الملتقى القريب بإذن الله على درب الخير وجادة الصواب والله يحفظك   نقلا من موقع كلمات الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: إليك أنت.. نعم أنت وحدك يا من ترجو ما عند الله تعالى من الرضا والنعيم المقيم، وتخاف ما أعد الله تعالى للعصاة والكافرين من النكال والهون والجحيم. إليك إليك يا من قد ذاق قلبُه حلاوة الإيمان وتنعم بها يوماً ما من الدهر ويا من كان يتلذذ بالمتاعب والمكاره ابتغاء رضا ربه وجنة عرضها السماوات والأرض. إليك يا من كان ديدنه الذكر، وراحة باله الفكر، وجنته في الدنيا ترديد آيات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار. إليك يا من كان مرغماً للشيطان، لا يستطيع أن يُحصل منك أدنى اللمم فضلاً عما هو أعظم من ذلك. مالي أرى الفتور قد اعتراك، والإعراض قد ارتسم على تصرفاتك، والوهن قد دبّ إلى عزيمتك التي طالما كانت مشرأبة إلى المعالي معرضة عن السفاسف. مالي أرى الشهوات قد استعبدتك والنزوات قد تملكتك فصرت محجماً عن الخيرات، مسارعاً إلى الشهوات معرضاً عن سُبُل الرحمات. إلى من حاد عن صفّي *** وولّى تاركاً كفِّي
      ضللت الدرب يا صاحِ *** وخنت العهد يا إلفي
      إلى من قال لي يوماً *** يمين الله لن أخنع
      سأبقى ثابتاً دوماً *** وللشيطان لن أركع
      أتانا العلم أنكموا *** تركتم عفة البصر
      وصرتم تتبعون العين *** منظر فاتن الصور
      أراك اليوم قد خارت *** قواك وزارك الخطل
      وسرت وراء شيطانٍ *** بزي الإنس يستتر
      أتراك قد اكتشفت أن التزامك واستقامتك وطاعتك لربك كانت خطأً فاخترت الطريق الآخر - طريق الغواية والمعصية والانتكاس - لتصل إلى جنة الفردوس؟! أم تراك قد استبعدت الطريق واستبطأت النصر فسرت في ركاب الساهين اللاهين عبدة أهوائهم الذين لا همّ لهم سوى أنفسهم غير آبهين بدين الله ولا بدعوة رسول الله . أم تراك قد أعجبك طريق الضلالة والنكسة الذي سلكه المرتدون بعد وفاة الحبيب ، وسلكه بعدهم من ختم الله على قلوبهم وكره انبعاثهم فثبطهم. أم تراك قد نسيت الموت وسكراته، والقبر وظلماته، ويوم القيامة وروعاته، والصراط وزلاته، وعذاب جهنم ولوعاته وحسراته. أعيذك بالله تعالى من ذلك كله. وأعيذك بالله أيضاً من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم:  وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ  [الأعراف:175]. فالسعيد من وعظ بغيره لا من اتعظ به غيره. استسمحك العذر - يا رعاك الله - لقسوة كلماتي معك ولكنه الحب الذي أكنّه لك في صدري، وخوفي عليك من سوء الخاتمة - هما اللذان أحرقا قلبي وفطرا كبدي كلما رأيتك بهذا الوضع المزري الذي يسر العدو - عدوك الأول: الشيطان وأعوانه من أعداء الله تعالى ويحزن الحبيب والصديق. فهل من عودة إلى الله قبل الموت، هل من أوبة أيها المبارك إلى روضة الطاعة وحياض التوبة والإستقامة والندم حيث الراحة وتعقبها الرحمة.  وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  [آل عمران:135] فأبشر ياعبدالله، فإن لك رباً واسع المغفرة باسطاً يدية بالرحمة بالليل والنهار. واسأل الله تعالى الهدايه من قلبك بصدق، فهذا حبيبك المعصوم  يسأل ربه الهداية ويقول: { اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى }، وكان يرشد إلى ذلك، كما أرشد سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى أن يدعو في القنوت ويقول: { اللهم اهدني فيمن هديت }. وكان يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهدى. قم في ظلام الليل وانطرح بين يدي الرؤوف الرحيم واسأله المغفرة والرحمة، والعون والتسديد. اعترف بذنبك، وابك على خطيئتك وتقصيرك، واسأل المولى أن لا يخزيك يوم الفزع الأكبر، وأن يبيض وجهك أذا اسودت وجوه العصاة والكافرين. ابدأ صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى بالطاعة والإنابة الحقة  وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ  [الكهف:28] واصرف وجهك عن قرناء السوء، ورفقة الرخاء الذين لا يأبهون بك أفي نعيم صرت أم في جحيم، بل فوق ذلك هم يسألون الله تعالى أن يزيد قرناءهم عذاباً فوق عذابهم  قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ  [ص:61]. انفض عنك غبار القعود والحق بركب النجاة السائر إلى الله تعالى. فهذه أمتك الموتورة الثكلى تنتظرك، وتنتظر جهدك وعطاءك، ففيك يابن الإسلام كوامن الخير الدفاقة ومتابعة الرقراقة، قَعُد يا أخي الحبيب عوداً حميداً رشيداً إلى الله تعالى لتتفجر ينابيعك الخيرة، ولتكون لبنة إصلاح في بناء الأمة السامق. بعض الأسباب المعينة على الثبات والإستقامة بإذن الله تعالى: 1 ـ الدعاء الصادق ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ). 2 ـ البحث عن صحبة طيبة صالحة تعين على طاعة الله. 3 ـ البعد عن كل صحبة سوء ولو كانوا من الأقارب. 4 ـ الإعتناء بكتاب الله تعالى تلاوةً وحفظاً وتعليماً لمعانيه وأحكامه فهو دواء القلوب العليلة. 5 ـ المحافظة على الفرائض وما يتبعها من النوافل. 6 ـ طلب العلم الشرعي وحضور مجالس الذكر والعلم. 7 ـ الخوف من الذنوب وتبعتها إذ هي سبب سوء الخاتمة. 8 ـ قراءة الكتب النافعة والدوريات العلمية والدعوية الطيبة بدلاً من بعض الصحف والمجلات الهابطة. 9 ـ غض البصر: ففيه راحة القلب وحلاوة الإيمان. 10 ـ تذكر عداوة الشيطان لك في كل لحظة وأنه يريد إغواءك لتكون من حزبه الهالكين الخاسرين نعوذ بالله منه. وأخيراً... فهذا كلمات قاسية، ولكنها صادقة، جاد بها قلبي قبل قلمي شفقة عليك يا أخي الحبيب... وخوفاً عليك من نار وقودها الناس والحجارة علها أن توافق قلباً منشرحاً وسمعاً متفتحاً فتصل إلى بغيتها. وإلى الملتقى القريب بإذن الله على درب الخير وجادة الصواب والله يحفظك     نقلا عن دار القاسم موقع كلمات
    • مما قصَّه الله تعالى في كتابه الكريم عن الأمم السابقة لأخْذِ العِبَرِ والاتعاظ؛ قوله عز وجل عن بني إسرائيل: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61]؛ قال ابن كثير رحمه الله: "في الآية تقريع لهم وتوبيخ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدَّنِيَّة، مع ما هم فيه من العيش الرغيد، والطعام الهني الطيب النافع"، وقال ابن عثيمين رحمه الله: "وهذا يدل على السَّفَهِ والانحطاط، وكما يكون هذا في المحسوسات، يكون أيضًا في المعنويات، فكون الإنسان يختار الأشياء الدنيئة من الأخلاق والمعاملات وغيرها، ويترك ما هو خير، بلا شك قد وقع في خطأ".   أيها المسلمون: إن ذُكِرَتْ هذه الآية الكريمة في حق بني إسرائيل، الذين أرادوا أن يستبدلوا بالطيب من الرزق - وهو المن والسلوى - ما هو دونه، مع كونه حلالًا، ثم ضُرِبت عليهم بسبب ذلك وغيره مما جَنَوا مما يُغضِب الله تعالى - الذلةَ والْمَسْكَنَةَ - فهي مُتعينة على كل من استبدل بالطيب مما أمر الله تعالى به، أو أباحه، ما هو دونه، وإن كان حلالًا، فكيف من استبدل بالحلال ما حرمه الله تعالى أو كان مكروهًا؟   ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، تُقال لمن استبدل بشُرْبِ ما أباحه الله عز وجل من المشروبات الطيبة بأصنافها وألوانها المختلفة، ومذاقاتها المتعددة، شربَ الدخان أو الشيشة، أو الْمُسْكِرات والمخدِّرات بأنواعها مما حرمه الله تعالى لخُبْثِهِ؛ فأفسدت عليه صحته وماله، وعقله ودينه.   ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، تُقال لمن استبدل بالبر والإحسان إلى والديه، ورعايتهما، ومصاحبتهما في الدنيا معروفًا؛ امتثالًا لأمر الله تعالى القائل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، وجزاء ذلك التوفيق والخير والرزق في الدنيا، والنعيم في الأخرى - العقوقَ لهما، وإدخال الهم والحزن عليهما، والإعراض عنهما، خاصةً عند كِبَرِهما وشدة حاجتهما لمزيد من البر والإحسان من الولد، فاستحق بذلك قلة التوفيق، وخيبة المسعى في الدنيا، وغضب الله تعالى وعقابه في الأخرى، إن لم يَتُبْ إلى الله تعالى، ويُصلِح ما أفسده بعقوقه.   ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، تُقال لمن علِم فضلَ الإقدام على الزواج، والمسارعة إليه من البنين والبنات؛ استجابةً لترغيب النبي صلى الله عليه في الزواج، والمبادرة إليه، خاصةً عند القدرة عليه، والحاجة الماسة لإعفاف النفس، خاصةً في هذا الزمن الذي تنوَّعت فيه وسائل الفتنة، ووعد الله تعالى بإعانة مُريد النكاح لإعفاف نفسه بالإعانة والغِنى؛ فقال: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، لِما في الزواج من الخير العظيم في الدنيا والآخرة، والسكن والطمأنينة والاستقرار، وتحصين النفس وإعفافها، ويأبى كثيرٌ ممن هو في سن الزواج من الشباب والفتيات وأولياؤهم مخالفةَ هذا الهَدْيِ الإلهي، والترغيب النبوي، بالبقاء بلا زواج وتأخيره؛ بحجة إكمال الدراسة والوظيفة، وتأمين المستقبل كما زعموا، وما عملُهم من تأخير الزواج إلا طاعةٌ للشيطان، وإعراضٌ عن هَدْيِ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك تعريض أنفسهم للانحراف والوقوع فيما يغضب الله تعالى، والتفريط في كثير من الخير في التبكير إلى الزواج.   ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، تُقال لمن رزقه الله تعالى زوجةً لتكون سكنًا له، ويكون بينهما مودة ورحمة، ويقضيَ وَطَرَه منها، وتقضي وطرها منه، ويُؤجران على ذلك، إذا احتسبا الأجر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((وفي بُضْعِ أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بها أجر؟ قال: نعم، أرأيتم إن وضعها في حرام، أيكون عليه وزر؟ قالوا: بلى، قال: كذلك إذا وضعها في حلال كان لها بها أجر))؛ [رواه مسلم]، ثم أعرض الزوج عن هذا الحلال، وهجر الزوجة، واستبدل بما أحله الله تعالى ما حرم من الكبائر؛ كالزنا، أو اللواط، والعياذ بالله تعالى، أو بممارسة ما يسمى بالعادة السرية، أو نكاح اليد، وقد يستغرِب المعافى من ذلك والعاقل من هذا القول، إلا أنه وللأسف الشديد يقع من قليل وشُذَّاذ من الأزواج هداهم الله، فليتَّقِ الله أولئك الأزواج في زوجاتهم، وليحذروا مَقْتَ الله وعقابه، وليبادروا للتوبة وإصلاح ما أفسدوه ما داموا في زمن المهلة، وما أجمل أن تُراجِع الزوجة حالها وحُسْنَ تبعُّلها لزوجها، وكذا تعاملها معه؛ تقريبًا للأنْفُسِ، وإدامةً لحسن العشرة، حتى لا ينفر الزوج منها، فيقع فيما حرم الله تعالى.   ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، تُقال لمن رزقه الله ذريةً من بنين وبنات ليقوم بالإحسان إليهم، وتربيتهم تربية صالحة، ليكونوا خيرَ من يقوم به، ويردوا الجميل له بحسن البر خاصةً عند كبره، ويدعوا له بعد موته، ويكونوا لبنة خير في مجتمعهم وأمتهم، إلا أن الأب أعرض عن ذلك، ولازم الانشغال عنهم بكثرة خروج لاستراحات أو سفر، أو غير ذلك من المشغلات عنهم بلا فائدة تعود عليه وعليهم، من نفع ديني أو دنيوي، فأهمل رعايتهم وتربيتهم وتوجيههم، ثم إنه يشكو العقوق منهم له إذا كبِروا، إلا من رحِمَ الله تعالى، وذاك ما قدمت يداه، وجناه على نفسه.   اللهم اهدِ قلوبنا، وحبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي كان غفارًا   عبدالعزيز أبو يوسف   شبكة الالوكة
    • مقدمة: لقد أكرمنا الله سبحانه بهذا الدِّين الحنيف، وأنعم علينا بشريعةٍ سمحةٍ غرّاء، ثمّ أمرنا باتّباع تعاليمها دون تغييرٍ أو تبديلٍ، أو زيادةٍ أو نقصانٍ، قال تعالى: {‌ثُمَّ ‌جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18-19]. فشريعة الله تامّةٌ مستقيمةٌ؛ لا نقص فيها ولا اعوجاج، وإنّ مِن تمامها وكمالها أنّنا قد أُمرنا بمخالفة المشركين في الظّاهر والباطن، ونُهينا عن التّشبّه بهم، أو أن نعبد الله جل جلاله بغير ما شرع، ومَن أعرض عن تعاليم هذا الدِّين القيّم كان مِن الخاسرين، قال عز وجل: {وَمَنْ ‌يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. ولقد نهانا الإسلام أن نتشبّه بأهل الكتاب في شعائرهم الوثنيّة الّتي جعلوها مِن أصل دينهم، ونسبوا بعضها للمسيح أو لحواريّيه، وهم ممّا أحدثوا بُرآء، وإنّ مِن أعظم شعائرهم الباطلة ما يحتفلون به كلّ عامٍ مِن الأعياد المحدَثة، الّتي ليست مِن دِين المسيح في شيءٍ، حيث يحتفلون قبل رأس السّنة بأيّامٍ قليلةٍ بالكريسماس، ثمّ يحتفلون برأس السّنة الميلاديّة، ويمارسون فيهما طقوسًا وجملةً مِن الأعمال المملوءة بالشّرك والكفر، والمشتملة على أنواعٍ مِن الشّبهات المضلّة، والشّهوات المحرّمة، والاعتقادات الفاسدة، ومِن خطورة هذه الأعياد المحرّمة: أنّ احتفالاتها وشعائرها قد وصلت إلى بيوت بعض المسلمين، عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ، ممّا جعل مِن الواجب علينا التّحذير منها، حتّى يتبيّن لكلّ مسلمٍ خطرها وفظاعة أمرها، فينكرها ويبتعد عنها، ويرفضها رفضًا قاطعًا، ويبقى معتزّا بدينه وعقيدته الصّافية، مواليًا الله ورسوله، متبرّئًا مِن الشّرك وأهله.   1- عيدٌ وثنيٌّ، وعقيدةٌ فاسدةٌ إنّ الشّعائر الباطلة لا يكاد يحيط بها أحدٌ لكثرتها، وليس مِن مهمّات المسلم معرفتها إلّا ما يُخشى على المسلمين وقوعهم فيها، تحذيرًا وتنفيرًا، وذلك مِن معرفة الشّرّ لاتّقائه، عَنْ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْخَيْرِ، ‌وَكُنْتُ ‌أَسْأَلُهُ ‌عَنِ ‌الشَّرِّ"، قِيلَ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "مَنْ اتَّقَى الشَّرَّ وَقَعَ فِي الْخَيْرِ". [ 1 ] وإنّ النّصارى يحتفلون في اليوم الخامس والعشرين مِن الشّهر الثّاني عشر مِن السّنة الميلاديّة بما يسمّونه (الكريسماس)، ويعتقدون أنّ هذا اليوم هو يوم ميلاد المسيح ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، ولقد شنّع الله سبحانه أبلغ تشنيعٍ، وتوعّد أولئك بأشدّ أنواع العذاب، قال تعالى: {‌وَقَالُوا ‌اتَّخَذَ ‌الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا *وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا *إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 88-93]. وهذا مِن أعظم الفرية على الله جل جلاله، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (قَالَ اللهُ: ‌كَذَّبَنِي ‌ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ). [ 2 ] كما أحدث النّصارى عيد رأس السّنة الميلاديّة تجديدًا لذكرى مولد المسيح المزعومة، مع أنّه لم يثبت لدى مؤرّخي النّصارى يوم مولده، وهذا العيد قد أحدثوه في أواسط المائة الرّابعة مِن التّاريخ النّصرانيّ الميلادي. [ 3 ] ومِن شعائرهم في أعيادهم هذه أنّهم يحتفلون فيها، ويرقصون ويطربون، ويشربون الخمر، ويذهبون إلى الكنائس، ويرتّلون التّرانيم، ويقرؤون قصّة المولد مِن إنجيلي متّى ولوقا. [ 4 ] وكلّ هذا مِن الشّرك والباطل الّذي ينافي عقيدتنا السّليمة، الّتي تأمرنا باجتناب كلّ هراءٍ وزيغٍ وفسادٍ، فموالاة أهل الإيمان والتّوحيد -بمحبّتهم ونصرتهم- والبراءة مِن الشّرك وأهله، لَمِنْ أصول الدِّين العظيمة، ومِن أجلّ العبادات، ولنا في رُسل الله أسوةٌ حسنةٌ، قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا ‌بُرَآءُ ‌مِنْكُمْ ‌وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].   2- التَّشبُّه بالكفَّار، موجبٌ لسخط الجبَّار لقد أضحى الاحتفال بالأعياد الوثنيّة النّصرانيّة ظاهرًا معلنًا، وتساهل كثيرٌ مِن المسلمين في حضورها، والمشاركة فيها، والإعانة عليها، والتّهادي بمناسبتها، والتّهاني بها، وهذا مِن التّساهل في شعائر الكفر الظّاهرة، والحقّ أنّه لا يحلّ لمسلمٍ أن يستهين بذلك، وواجبٌ على مَن يؤمن بالله ويعظّم شريعته، أن يجتنب حضورها، أو المشاركة فيها، أو تهنئة الغير بها، أو الرّدّ على تهنئتهم بمثلها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد أجمع الصّحابة والأئمّة بعدهم على إنكار أعياد الكفّار". [ 5 ] ولمّا صالح عمر رضي الله عنه نصارى الشّام، اشترط عليهم ألّا يظهروا الاحتفال بأعيادهم أمام المسلمين. [ 6 ] ولكَم هي النّصوص الواردة في النّهي عن التّشبّه بالكفّار! فقد بيّن ربّنا عز وجل أنّ اتّباعهم خروجٌ عن طاعته، وسببٌ لقسوة القلب وموته، قال سبحانه: {‌وَلَا ‌يَكُونُوا ‌كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16]. وجعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم تشبُّهَ المسلمِ بأهل الشّرك والكفر يجعله مثلهم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ). [ 7 ] وقد يعجب بعض النّاس مِن هذا التّشديد في أعياد الكفّار، وليس بعجيبٍ عند مَن يفهم شريعة الله سبحانه، فلو أنّ وثنيًّا سجد لصنمٍ، أو نصرانيًّا سجد لقسّيسٍ، فهنّأه مسلمٌ على سجوده، لاستعظم النّاس منه ذلك، لِما في تهنئته مِن إقراره السّجود لغير الله، فإذا كان ذلك كذلك، فكيف يعجبون مِن تحريم تهنئة الكفّار بأعيادهم، وأعيادُهم مِن أظهر شعائرهم وأبْيَنِها! والمسلم الحقّ لا يُعظّم إلّا شعائر الله جل جلاله، قال تعالى: {‌وَمَنْ ‌يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحجّ: 32]. فمَن عظّم شعائر الله سبحانه، قام في قلبه إنكار شعائر الكفر الظّاهرة والباطنة، فلا يداهن أحدًا ولو كثر الزّائغون، حيث إنّ أهل الضّلال أكثر مِن أهل الحقّ، قال عز وجل: {‌وَإِنْ ‌تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116]. ولقد أرشد الله نبيّه صلى الله عليه وسلم إلى القيام بنهي أهل الكتاب عن المغالاة في الدِّين، واجتناب طريق مَن ضلّ وأضلّ غيره، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ‌وَلَا ‌تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77]. فهلّا فقهنا تعاليم دِيننا، وتمسّكنا بها، ووقفنا عند حدود الله فلم نتعدّاها!   خاتمةٌ: إنّنا نشاهد ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم -عيانًا- وهو يحدّث عن اتباع سَنَن مَن كان قبلنا، عَنْ ‌أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (‌لَتَتَّبِعُنَّ ‌سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ؟). [ 8 ] ولذا علينا أن نعلم أنّ الاحتفال بهذه الأعياد مِن أعظم المنكرات، وفيه إقرارٌ للنّصارى بأنّ لله ولدًا، وهذا مِن الكفر البواح، وقد أخبرنا كتاب ربّنا أنّ أهل الكتاب لن يهدأ لهم بالٌ، ولن يهنأ لهم عيشٌ حتّى يضلّوا المسلمين فيتركوا هدى الله جل جلاله، قال تعالى: {‌وَلَنْ ‌تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة:120]. ومتابعتهم فيما هم عليهم مِن الأعياد الباطلة نوعٌ مِن أنواع الموالاة الّتي نهانا الله عنها، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌لَا ‌تَتَّخِذُوا ‌الْيَهُودَ ‌وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]. فليجتنب المسلم مشاركتهم وتهنئتهم فيما يسمّونه عيدًا، ويجعل الإنسان ينغمس في الكبائر الفظيعة المحرّمة باتفاق الأئمّة، قال ابن القيّم: "وأمّا التّهنئة بشعائر الكفر المختصّة به فحرامٌ بالاتّفاق، مثل أن يهنّئهم بأعيادهم وصومهم؛ فيقول: عيدٌ مباركٌ عليك، أو تَهْنَأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله مِن الكفر فهو مِن المحرّمات، وهو بمنزلة أن يهنّئه بسجوده للصّليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله عز وجل، وأشدّ مقتًا مِن التّهنئة بشرب الخمر، وقتل النّفس، وارتكاب الفرْج الحرام ونحوه، وكثيرٌ ممّن لا قدْر للدّين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمَن هنّأ عبدًا بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفرٍ فقد تعرّض لمقت الله وسخطه". [ 9 ] فلنجتنب طريق أهل الضّلال، الّذين نسبوا الولد لربّ العباد، ولنتّبع سبيل المؤمنين أهل الهدى والرّشاد، فالعزّة والكرامة بالتّمسّك بالدِّين القويم، والسّير على نهج رسول ربّ العالمين، والذلّ والخسارة بموالاة المغضوب عليهم والضّالين، وبتنكّب طريق المُنَعم عليهم مِن الصّالحين.    هوامش: 1 - مسند أحمد: 23390 2 - صحيح البخاريّ: 4974 3 - ينظر: الموسوعة العربيّة الميلاديّة: 16/711 4 - ينظر: دائرة المعارف الكتابيّة: 7 /133 5 - اقتضاء الصّراط المستقيم: 2/524 6 - ابن الأعرابيّ في معجمه: 1/358 7 - مسند أحمد: 5115 8 - صحيح البخاريّ: 3456 9 - أحكام أهل الذّمّة: 1/441     رابطة العلماء السوريين
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182510
    • إجمالي المشاركات
      2536072
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×