اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. ساحة القرآن الكريم العامة

      مواضيع عامة تتعلق بالقرآن الكريم

      المشرفات: **راضية**
      58057
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9071
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      المشرفات: **راضية**
      180657
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 260001
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23503
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8334
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32136
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25484
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30262
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53097
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21008
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97014
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36840
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15482
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12928
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41316
      مشاركات
    2. 33886
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32206
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. 65624
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      المشرفات: خُـزَامَى
      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38492 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • سورة يونس
        1- علمتني سورة يونس: المبادرة بالتوبة قبل فوات الأوان.
      2- علمتني سورة يونس: التسليم لقضاء الله وقدره.
      3- علمتني سورة يونس: أن الله حافظ عبده، فبقي يونس في بطن الحوت دون أن يموت، وقد أعاده الله للحياة.
      4- نادتني سورة يونس:: أن تبشير المؤمنين سنة؛ فلا تغفل عنها: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (2).
      5- نادتني سورة يونس:: ما يقدره الله حولك من أحداث وأخبار ونوازل إنما هو تذكير لك، فاحذر أن تكون عنها غافلًا: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ﴾ (7).
      6- علمتني سورة يونس: أن النفع والضر بيد الله عز وجل وحده دون ما سواه: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ﴾ (18).
      7- نادتني سورة يونس:: كل بغي تبغيه، وكل ظلم تظلمه؛ فإنه عائد إليك، وراجع وباله عليك: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم﴾ (23).
      8- نادتني سورة يونس:: سل الله تعالى أن يرزقك دار السلام: ﴿وَاللهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ﴾ (25).
      9- علمتني سورة يونس: أن الحق والباطل، والهدى والضلال، نقيضان لا يجتمعان:﴿فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ﴾ (32).
      10- نادتني سورة يونس:: الدنيا ساعة؛ فعمّرها بالطاعة: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ﴾ (45).
      11- علمتني سورة يونس: أن القرآن موعظة وشفاء وهدى ورحمة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (57).
      12- علمتني سورة يونس: أن الله وعد أولياءه بعدم الخوف وعدم الحزن: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (62)، فلا خوف يعتريهم على ما هو قادم، ولا حزن يعتريهم على ما فات.
      13- علمتني سورة يونس: أن ولاية الله تكون لمن آمن به، وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ (62، 63(.
      14- علمتني سورة يونس: النهى عن الحزن، والنهى عن لوازمه كالإكثار من محاولة تجديد شأن المصائب، وتعظيم أمرها، وبذلك تتجدد الآلام، ويصعب نسيانها: ﴿وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ (65).
      15- علمتني سورة يونس: أن السحر صاحبه لا يفلح أبدًا، ولا يفوز بمطلوب ولا ينجو من مرهوب: ﴿قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ﴾ (77).
      16- علمتني سورة يونس: أن الذرية والشباب أقبل للحق وأسرع له انقيادًا: ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ﴾ (83)، بخلاف الشيوخ ونحوهم ممن تربى على الكفر، فإنهمبسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة أبعد من الحق من غيرهم.
      17- علمتني سورة يونس: وجوب التوكل على الله تعالى لتحمل عبء الدعوة إلى الله والقيام بطاعته: ﴿فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ )85).
      18- نادتني سورة يونس:: بادِرْ بالتَّوبةِ، فقدْ يكُونُ انتِهَاءُ وقتِها مُفاجئًا لَكَ: ﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ ... آلْآنَ﴾ (90، 91).
      19- علمتني سورة يونس: أن الإيمان طريق النجاة: ﴿لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ (98).
      20- علمتني سورة يونس: أن ما أراده الله لي من خير أو شر لا يستطيع أحد دفعه ولا تحويله بحال من الأحوال: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ (107).
      21- علمتني سورة يونس: الصبر في مجال الدعوة: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ (109).     سورة هود

      1- علمتني سورة هود: الثبات والاستمرار في الدعوة والإصلاح رغم كل الظروف.

      2- علمتني سورة هود : رعاية الله عز وجل لأوليائه ولطفه بهم في أوقات الشدائد والمحن.

      3- علمتني سورة هود: أن التوحيد أول الواجبات: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ...﴾ (1، 2).

      4- علمتني سورة هود: أن العبرة بالأحسن، لا بالأكثر! فالله لم يقل: (أكثر عملًا)، بل قال: ﴿ليبلوكم أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ (7).

      5- علمتني سورة هود: أن مهمة الأنبياء واحدة على مر الدهور، وهي: الدعوة إلى الله وإفراده بالعبادة، والمقولة واحدة لا تتغير، قالها نوح u: ﴿أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾ (26)، ورأيناها نفسها عند هود u: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (50)، وألفيناها نفسها عند صالح u: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (61)، وكذلك نجد المقولة نفسها عند شعيب u: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (84).

      6- علمتني سورة هود: أن جميع الأنبياء طلبوا من أقوامهم أن يتوبوا إلى الله ويستغفروه، فهذا محمد صلى الله عليه وسلم في الآية (3) يذكر قومه بالاستغفار والتوبة: ﴿وأن استغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وكذلك هود u في الآية (52): ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وصالح u في الآية (61): ﴿فاستغفره ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وشعيب u في الآية (90): ﴿واستغفرا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إليه﴾،نتيجة الاستغفار والتوبة في الآية (3): الحياة الطيبة في الدنيا والفضل العميم في الآخرة، ونتيجته في الآية (52): الحياة الرغيدة والقوة العظيمة، ونتيجته في الآية (61): التمكن في الأرض ورضاء الله تعالى، ونتيجته في قصة شعيب: الخير والنماء والرحمة والود والأمان من العذاب.

      7- علمتني سورة هود: أن أقارن بين خاتمة المجرمين والمؤمنين، فقد وجدت الكافرين في النار، ليس لهم أولياء يدفعون عنهم العذاب الأليم، أما المؤمنون فـ ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (23)، فالفريق الأول (الكفار) مثلهم كمثل الأعمى الأصم، والفريق الثاني (المؤمنون) كالبصير السميع، وشتان شتان بين هؤلاء وهؤلاء: ﴿مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ (24).

      8- علمتني سورة هود: أن اعتنِ أكثر بهداية الوجهاء؛ فإنهم سبب لهداية أتباعهم: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا﴾ (27).

      9- علمتني سورة هود: أن نجاتنا من الهلاك في استجابتنا لأمر الله، وإن خفيت علينا الحكمة: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ... وَاصْنَعِ الْفُلْكَ ...﴾ (36، 37).

      10- نادتني سورة هود: : لا تحزنْ إذَا قَلَّ مَنْ يستجيبُ لِدَعوتِكَ: ﴿إِلَّا قَلِيلٌ﴾ (40).

      11- نادتني سورة هود:: إنك لا تهدى من أحببت، ولكن الله يهدى من يشاء: ﴿وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ المغرقين(43).

      12- علمتني سورة هود: أن رابطة الدين أقوى من رابطة النسب: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...﴾ (46)، ومن عاد إلى سيرة الصحابة رأى هذا جليًا واضحًا.

      13- علمتني سورة هود: أن الصبر والتقوى هما سببا الانتصار على من ظلمك: ﴿فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ للمتّقين (49).

      14- علمتني سورة هود: أن السلام قبْلَ الكلامِ: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا﴾ (69).

      15- نادتني سورة هود:: اسأل الله الرحمة والهداية للعاصين: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ (74).

      16- علمتني سورة هود: أن فصل الدين عن الحياة والمعاملات سنّة جاهلية قديمة: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾ (87).

      17- علمتني سورة هود: أهمية القدوة الصالحة، فشعيب u حين دعا قومه إلى إيفاء المكيال والميزان، وإعطاء الناس حقوقهم قال: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ (88)، فهو يأمر بالمعروف ويبدأ بنفسه، وينهاهم عن المنكر وينتهي عنه أولاً، وهكذا الداعية الصادق، ورحم الله الشاعر القائل:

      يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ ... هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ... فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ

      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم القدوة في كل شيء، ففي المعركة كان المقدّم، وحين نهى عن الربا نهى عمه العباس أول الناس، وحين نهى عن الثأر في الدماء الجاهلية بدأ بدم ابن عمه، وكان تلميذه النجيب عمر الفاروق t حين يأمر أو ينهى يجمع أهل بيته فيأمرهم وينهاهم أولاً، ويلوّح بالعقوبة المضاعفة لهم إن خالفوا، وهنا نجد في الآية (112) أمرًا للنبي صلى الله عليه وسلم -وهو قدوتنا- بالاستقامة: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾، فإذا استقام الرأس استقام ما بعده، وإن فسد الرأس فسد ما دونه، ولن يتبع أحد أحدًا ولن يصدقه مالم يره يبدأ بنفسه قبل الآخرين في كل شيء.

      18- علمتني سورة هود: أن القصص القرآني ليس للتسليةِ، وإنما للتذكرِ والاتعاظِ: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ﴾ (103).

      19- علمتني سورة هود : أن الاستقامة تكون كما يأمر الله لا كما يريد الإنسان: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (112).

      20- علمتني سورة هود: أن الحسنة تمحو السيئة: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ (114).

      21- علمتني سورة هود: أن الاجتماع رحمة والفرقة عذاب: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ (118، 119).

      22- نادتني سورة هود:: من أراد الثبات فليقرأ في قصص الأنبياء، وأفضل كتاب لقصص الأنبياء كتاب الله: ﴿وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ (120).

      23- نادتني سورة هود:: اعبد الله تعالى وتوكل عليه واعلم أنه يعلم ما تخفي وما تعلن: ﴿وَلِلَّـهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (123).



      سورة يوسف

      1- علمتني سورة يوسف: الثقة بتدبير الله، والأمل، والصبر، وعدم اليأس رغم كل الظروف.

      2- علمتني سورة يوسف: رعاية الله عز وجل لأوليائه ولطفه بهم في أوقات المحن.

      3- علمتني سورة يوسف: أن من المحن تأتي المنح.

      4- علمتني سورة يوسف: أنه لا اصطفاء بغير ابتلاء.

      5- علمتني سورة يوسف: أن القصص فيها الحسن والسيِّئ، وأن قصص القرآن أحسن القصص: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (3).

      6- علمتني سورة يوسف: ألا نقص الرؤيا على غير شفيق ولا ناصح، ولا على من لا يحسن التأويل فيها: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ (5).

      7- نادتني سورة يوسف:: انتبه لعباراتك عندما تتكلم، هل هي لائقة أم لا؟: ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (8).

      8- نادتني سورة يوسف:: حتى أبناء الأنبياء يحبون اللعب؛ فلا تقتل فرحة طفلك!: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ (12).

      9- علمتني سورة يوسف: أنالاعتداد بالقوة مؤشر خللٍ، فهؤلاء إخوة يوسف كرَّروا: ﴿وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ (8، 14) مرتين.

      10- نادتني سورة يوسف:: لو أجمع من حولك على الكيد بك فلا يكون إلا ما أراد الله، أسقطوه في البئر فرفعه الله على عرش الملك: ﴿وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ (15).

      11- علمتني سورة يوسف: أنّ الظالم المخادع يتظاهر بالصدق، وقد يفضح نفسه بمخادعته؛ ذلك أنّ إخوة يوسف أحضروا قميصه ملطخًا بالدم دون أثر التمزّق!: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ (18).

      12- نادتني سورة يوسف:: حقيقتك لن تغيّرها نظرة الناس إليك، يوسف ظنوه بضاعة، وحقيقته نبيّ كريم: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ (19).

      13- نادتني سورة يوسف:: كن صارمًا مع الشهوات: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ﴾ (23).

      14- علمتني سورة يوسف: خطورة الخلوة بالمرأة الأجنبية: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ﴾ (12).

      15- علمتني سورة يوسف: الفرار من الفتن مهما بلغ الإنسان من العلم والدين والعقل: ﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ﴾ (25).

      16- دعتني سورة يوسف: إلى الاقتداء بأخلاق الكبار؛ فبعد كل هذا الظلم والسجن لبضع سنين يمحضهم النصيحة لإصلاح دنياهم: ﴿فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ﴾ (47)، إنها أخلاق الأنبياء.

      17- علمتني سورة يوسف: أن الستر مطلوب، فيوسف لم يفضح المرأة التي تربى في بيتها، وقال: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ﴾، ولم يقل ما بال فلانة؟! (50).

      18- نادتني سورة يوسف:: حُسن سيرتك أفصح من يدافع عنك في غيابك: ﴿قُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ﴾ (51).

      19- نادتني سورة يوسف:: احذر؛ إذا فقد أحبتك ثقتهم فيك فمن الصعب جدًا أن تعود: ﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ﴾ (64).

      20- علمتني سورة يوسف: أن العاقل يحذر من العين والحسد، ويعمل بالأسباب من غير مبالغة: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ﴾ (67).

      21- علمتني سورة يوسف: أنّ من محاسن الأخلاق التغافل عن الأذى، والصفح عن الذنب، وطلب الأجر من الله: ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ (77).

      22- علمتني سورة يوسف: أن كبير النفس يبقى كبيرًا ﻻ تغره المناصب، فيوسف u لم يقل: (أنا عزيز مصر)، بل ذكر اسمه خاليًا من أي صفة: ﴿قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي﴾ (90).

      23- علمتني سورة يوسف: العفو والصفح ثم الإحسان بالدعاء من أخلاق الأنبياء: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (92).

      24- علمتني سورة يوسف: أنه ينبغي على أهل الوعودِ ألا يملوا الانتظار، فأكثر ما قيل بين رؤيا يوسف وتأويلها: ثمانون سنة، وأقل ما قيل: ثماني عشرة سنة: ﴿وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ (100). 25- علمتني سورة يوسف: أنّ هداية النّاس ليست بيد أحد، إنما هي بيد الله تعالى وحده، فمن الداعية حكمة بليغة، وموعظة حسنة، ودلالة لينة رفيقة، ومن الله التوفيق والتثبيت: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ (103).



      سورة الرعد

      1- علمتني سورة الرعد : أن الحق قوي راسخ ثابت منتصر، وإن لم يظهر أمام الأعين، والباطل ضعيف زائف خادع مهزوم، وإن كان ظاهرًا متفشيًا.

      2- علمتني سورة الرعد : أن علامة الحق الدليل الصحيح، وليس كثرة الأتباع وقلتهم: ﴿ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ (1).
      3- نادتني سورة الرعد: : إنما يتعظ بآيات الله تعالى من كان له عقل: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (4).
      4- نادتني سورة الرعد:: كل الناس يشربون الماء، لكن ليس كلهم كلامه تمرة سكرية: ﴿يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾(4).
      5- علمتني سورة الرعد : أن مهمة الداعية هي تبليغ الدعوة، لا إدخال الهداية إلى قلوب الناس: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (7).
      6- علمتني سورة الرعد: أن منهج الحياة مرسوم بدقة: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ (8)، فكيف لا اطمئن.
      7- نادتني سورة الرعد:: أن التغيير يبدأ منك أنت أولًا: ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (11).
      8- علمتني سورة الرعد:: لا تكن أقل مخلوقات الله تعالى في الخضوع له، فجميع الكائنات تسجد لله تعالى: ﴿وَلِلَّـهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ (15).
      9- علمتني سورة الرعد: أن ضرب الأمثال وسيلة تعليمية وتربوية هامة استخدمها القرآن: ﴿كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ﴾ (17)، واستخدمها النبي فتدرب عليها.
      10- علمتني سورة الرعد: قاعدة لا تتبدل ولا تتغير: الحق يبقى وإن ظن الناس زواله واندثاره، والباطل يضمحل مهما انتفش وتضخم: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ (17).
      11- نادتني سورة الرعد: : تصدَّقْ بصدقةِ تطوعٍ قبلَ أنْ يأتِي يومٌ تتمنَّى أنْ تتصدَّقَ فيه ولا تستطيعُ: ﴿لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ﴾ (18).
      12- علمتني سورة الرعد: أن الله يبسط الرزق ويقدر ابتلاء؛ ولا يدل البسط على رضى الله، ولا التضييق على سخطه:﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ (26).
      13- علمتني سورة الرعد: أن كثرة الذكر سبب لطمأنينة القلب: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (28)، فإذا كثر الذكر وقلّت الطمأنينة فلأن اللسان يذكر والقلب غافل.
      14- علمتني سورة الرعد: أن الله حفيظ رقيب على عمل كل واحد: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾(33).
      15- علمتني سورة الرعد: أن من أعظم ظلم العالِم لنفسه أن يتّبع أهواء الناس والجماهير بفتواه: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ (37).
      16- علمتني سورة الرعد: أن الزواج من سنن المرسلين:
      17- نادتني سورة الرعد: : ليست قضيتك انتظار ما يحل بهم؛ قضيتك الدعوة والبلاغ فحسب: ﴿وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّك َ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ (40).  
    • ·         هل ترغب في مضاعفة مبيعاتك والوصول إلى عملائك المستهدفين بدقة؟  ·         شركة تك سوفت للحلول الذكية تقدّم لك خدمات احترافية في إعلانات Google Ads و إنشاء حملات التسويق الإلكتروني المتكاملة . ·         إن إنشاء إعلان على جوجل آدز  و إنشاء حملات التسويق الإلكتروني مع شركة تك سوفت سيوفر لك التالي : ·         إدارة كاملة لحملاتك الإعلانية . ·         استهداف دقيق لعملائك حسب الموقع والاهتمام . ·         ظهور إعلانك بأعلى نتائج البحث . ·         دعم مستمر وتعديل الحملة حسب الأداء من خلال فريق متخصص بخبرة عالية في السوق العربي والدولي . ·         سواء كنت من أصحاب العيادات، الخدمات العقارية، المطاعم، التطبيقات ، تمتلك متجر إلكتروني، موقع خدمات، أو نشاطًا تجاريًا آخر ، فنحن نساعدك على الوصول إلى عملائك بأفضل الطرق . ·         مع شركة تك سوفت ... إعلانك يصل إلى العميل المناسب في الوقت المناسب .   شركة تك سوفت – Tec Soft                  SMART solutions for SMART business
      للمزيد عن شركة تك سوفت للحلول الذكية يرجى الضغط على الرابط التالي 👇
      https://tec-soft.net/
    • لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ( 92 ) .

      هذا حث من الله لعباده على الإنفاق في طرق الخيرات، فقال ( لن تنالوا ) أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع المثوبات الموصل لصاحبه إلى الجنة، ( حتى تنفقوا مما تحبون ) أي: من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم، فإنكم إذا قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضاته، دل ذلك على إيمانكم الصادق وبر قلوبكم ويقين تقواكم، فيدخل في ذلك إنفاق نفائس الأموال،

      والإنفاق في حال حاجة المنفق إلى ما أنفقه، والإنفاق في حال الصحة، ودلت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بره، وأنه ينقص من بره بحسب ما نقص من ذلك، ولما كان الإنفاق على أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيرا، محبوبا للنفس أم لا وكان قوله ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد غير نافع، احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله ( وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ) فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه.

      ******************************

      كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 93 ) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( 94 ) قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 95 ) .

      وهذا رد على اليهود بزعمهم الباطل أن النسخ غير جائز، فكفروا بعيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم، لأنهما قد أتيا بما يخالف بعض أحكام التوراة بالتحليل والتحريم فمن تمام الإنصاف في المجادلة إلزامهم بما في كتابهم التوراة من أن جميع أنواع الأطعمة محللة لبني إسرائيل ( إلا ما حرم إسرائيل ) وهو يعقوب عليه السلام ( على نفسه ) أي: من غير تحريم من الله تعالى،

      بل حرمه على نفسه لما أصابه عرق النسا نذر لئن شفاه الله تعالى ليحرمن أحب الأطعمة عليه، فحرم فيما يذكرون لحوم الإبل وألبانها وتبعه بنوه على ذلك وكان ذلك قبل نزول التوراة، ثم نزل في التوراة أشياء من المحرمات غير ما حرم إسرائيل مما كان حلالا لهم طيبا، كما قال تعالى فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وأمر الله رسوله إن أنكروا ذلك أن يأمرهم بإحضار التوراة، فاستمروا بعد هذا على الظلم والعناد، فلهذا قال تعالى ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ) وأي ظلم أعظم من ظلم من يدعى إلى تحكيم كتابه فيمتنع من ذلك عنادا وتكبرا وتجبرا، وهذا من أعظم الأدلة على صحة نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقيام الآيات البينات المتنوعات على صدقه وصدق من نبأه وأخبره بما أخبره به من الأمور التي لا يعلمها إلا بإخبار ربه له بها،

      فلهذا قال تعالى ( قل صدق الله ) أي: فيما أخبر به وحكم، وهذا أمر من الله لرسوله ولمن يتبعه أن يقولوا بألسنتهم: صدق الله، معتقدين بذلك في قلوبهم عن أدلة يقينية، مقيمين هذه الشهادة على من أنكرها،

      ومن هنا تعلم أن أعظم الناس تصديقا لله أعظمهم علما ويقينا بالأدلة التفصيلية السمعية والعقلية، ثم أمرهم باتباع ملة أبيهم إبراهيم عليه السلام بالتوحيد وترك الشرك الذي هو مدار السعادة، وبتركه حصول الشقاوة، وفي هذا دليل على أن اليهود وغيرهم ممن ليس على ملة إبراهيم مشركون غير موحدين، ولما أمرهم باتباع ملة إبراهيم في التوحيد وترك الشرك أمرهم باتباعه بتعظيم بيته الحرام بالحج وغيره، فقال:

      ******************************

      إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ( 96 ) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( 97 ) .

      يخبر تعالى عن شرف هذا البيت الحرام، وأنه أول بيت وضعه الله للناس، يتعبدون فيه لربهم فتغفر أوزارهم، وتقال عثارهم، ويحصل لهم به من الطاعات والقربات ما ينالون به رضى ربهم والفوز بثوابه والنجاة من عقابه،

      ولهذا قال: ( مباركا ) أي: فيه البركة الكثيرة في المنافع الدينية والدنيوية كما قال تعالى لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ

      ( وهدى للعالمين )نوعان:هدى في المعرفة، وهدى في العمل، فالهدى في العمل ظاهر، وهو ما جعل الله فيه من أنواع التعبدات المختصة به، وأما هدى العلم فبما يحصل لهم بسببه من العلم بالحق بسبب الآيات البينات التي ذكر الله تعالى في قوله ( فيه آيات بينات ) أي: أدلة واضحات، وبراهين قاطعات على أنواع من العلوم الإلهية والمطالب العالية، كالأدلة على توحيده ورحمته وحكمته وعظمته وجلاله وكمال علمه وسعة جوده، وما مَنَّ به على أوليائه وأنبيائه،

      فمن الآيات ( مقام إبراهيم ) يحتمل أن المراد به المقام المعروف وهو الحجر الذي كان يقوم عليه الخليل لبنيان الكعبة لما ارتفع البنيان، وكان ملصقا في جدار الكعبة، فلما كان عمر رضي الله عنه وضعه في مكانه الموجود فيه الآن، والآية فيه قيل أثر قدمي إبراهيم، قد أثرت في الصخرة وبقي ذلك الأثر إلى أوائل هذه الأمة، وهذا من خوارق العادات، وقيل إن الآية فيه ما أودعه الله في القلوب من تعظيمه وتكريمه وتشريفه واحترامه،

      ويحتمل أن المراد بمقام إبراهيم أنه مفرد مضاف يراد به مقاماته في مواضع المناسك كلها، فيكون على هذا جميع أجزاء الحج ومفرداته آيات بينات، كالطواف والسعي ومواضعها، والوقوف بعرفة ومزدلفة، والرمي، وسائر الشعائر، والآية في ذلك ما جعله الله في القلوب من تعظيمها واحترامها وبذل نفائس النفوس والأموال في الوصول إليها وتحمل كل مشقة لأجلها، وما في ضمنها من الأسرار البديعة والمعاني الرفيعة، وما في أفعالها من الحكم والمصالح التي يعجز الخلق عن إحصاء بعضها، ومن الآيات البينات فيها أن من دخله كان آمنا شرعا وقدرا، فالشرع قد أمر الله رسوله إبراهيم ثم رسوله محمد باحترامه وتأمين من دخله، وأن لا يهاج،

      حتى إن التحريم في ذلك شمل صيودها وأشجارها ونباتها، وقد استدل بهذه الآية من ذهب من العلماء أن من جنى جناية خارج الحرم ثم لجأ إليه أنه يأمن ولا يقام عليه الحد حتى يخرج منه، وأما تأمينها قدرا فلأن الله تعالى بقضائه وقدره وضع في النفوس حتى نفوس المشركين به الكافرين بربهم احترامه،

      حتى إن الواحد منهم مع شدة حميتهم ونعرتهم وعدم احتمالهم للضيم يجد أحدهم قاتل أبيه في الحرم فلا يهيجه، ومن جعله حرما أن كل من أراده بسوء فلا بد أن يعاقبه عقوبة عاجلة، كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم،

      وقد رأيت لابن القيم هاهنا كلاما حسنا أحببت إيراده لشدة الحاجة إليه قال فائدة: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) « حج البيت » مبتدأ وخبره في أحد المجرورين قبله، والذي يقتضيه المعنى أن يكون في قوله: « على الناس » لأنه وجوب، والوجوب يقتضي « على » ويجوز أن يكون في قوله: « ولله » لأنه متضمن الوجوب والاستحقاق، ويرجح هذا التقدير أن الخبر محط الفائدة وموضعها، وتقديمه في هذا الباب في نية التأخير، فكان الأحسن أن يكون « ولله على الناس » .

      ويرجح الوجه الأول بأن يقال قوله: « حج البيت على الناس » أكثر استعمالا في باب الوجوب من أن يقال: « حج البيت لله » أي: حق واجب لله، فتأمله. وعلى هذا ففي تقديم المجرور الأول وليس بخبر

      فائدتان:

      إحداهما: أنه اسم للموجب للحج، فكان أحق بالتقديم من ذكر الوجوب، فتضمنت الآية ثلاثة أمور مرتبة بحسب الوقائع: أحدها: الموجب لهذا الفرض فبدأ بذكره، والثاني: مؤدي الواجب وهو المفترض عليه وهم الناس، والثالث: النسبة، والحق المتعلق به إيجابا وبهم وجوبا وأداء، وهو الحج.
      والفائدة الثانية: أن الاسم المجرور من حيث كان اسما لله سبحانه، وجب الاهتمام بتقديمه تعظيما لحرمة هذا الواجب الذي أوجبه، وتخويفا من تضييعه، إذ ليس ما أوجبه الله سبحانه بمثابة ما يوجبه غيره.
      وأما قوله: « مَنْ » فهي بدل،

      وقد استهوى طائفة من الناس القول بأنها فاعل بالمصدر، كأنه قال: أن يحج البيت من استطاع إليه سبيلا وهذا القول يضعف من وجوه، منها: أن الحج فرض عين، ولو كان معنى الآية ما ذكره لأفهم فرض الكفاية، لأنه إذا حج المستطيعون برئت ذمم غيرهم، لأن المعنى يؤل إلى: ولله على الناس حج البيت مستطيعهم، فإذا أدى المستطيعون الواجب لم يبق واجبا على غير المستطيعين، وليس الأمر كذلك، بل الحج فرض عين على كل أحد، حج المستطيعون أو قعدوا، ولكن الله سبحانه عذر غير المستطيع بعجزه عن أداء الواجب، فلا يؤاخذه به ولا يطالبه بأدائه، فإذا حج سقط الفرض عن نفسه، وليس حج المستطيعين بمسقط الفرض عن العاجزين، وإذا أردت زيادة إيضاح، فإذا قلت: واجب على أهل هذه الناحية أن يجاهد منهم الطائفة المستطيعون للجهاد، فإذا جاهدت تلك الطائفة انقطع تعلق الوجوب في غيرهم، وإذا قلت واجب على الناس كلهم أن يجاهد منهم المستطيع، كان الوجوب متعلقا بالجميع وعذر العاجز بعجزه، ففي نظم الآية على هذا الوجه دون أن يقال: ولله حج البيت على المستطيعين، هذه النكتة البديعة فتأملها.

      الوجه الثاني: أن إضافة المصدر إلى الفاعل إذا وجد أولى من إضافته إلى المفعول ولا يعدل عن هذا الأصل إلا بدليل منقول، فلو كان من هو الفاعل لأضيف المصدر إليه فكان يقال: « ولله على الناس حج مَنْ استطاع » وحمله على باب « يعجبني ضرب زيد عمرا » وفيما يفصل فيه بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول والظرف حمل على المكتوب المرجوح، وهي قراءة ابن عامر ( قتل أولادهم شركائهم ) ، فلا يصار إليه.وإذا ثبت أن « من » بدل بعض من كل وجب أن يكون في الكلام ضمير يعود إلى « الناس » كأنه قيل: من استطاع منهم، وحذف هذا الضمير في أكثر الكلام لا يحسن، وحسنه هاهنا أمور منها: أن « من » واقعة على من لا يعقل، كالاسم المبدل منه فارتبطت به، ومنها: أنها موصولة بما هو أخص من الاسم الأول، ولو كانت الصلة أعم لقبح حذف الضمير العائد،

      ومثال ذلك إذا قلت: رأيت إخوتك من ذهب إلى السوق منهم، كان قبيحا، لأن الذاهب إلى السوق أعم من الإخوة، وكذلك لو قلت: البس الثياب ما حسن وجمل، يريد منها، ولم يذكر الضمير كان أبعد في الجواز، لأن لفظ ما حسن أعم من الثياب.
      وباب البعض من الكل أن يكون أخص من المبدل منه، فإذا كان أعم وأضفته إلى ضمير أو قيدته بضمير يعود إلى الأول ارتفع العموم وبقي الخصوص، ومما حسن حذف المضاف في هذه أيضا مع ما تقدم طول الكلام بالصلة والموصول.

      وأما المجرور من قوله « لله » فيحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون في موضع من سبيل، كأنه نعت نكرة قدم عليها، لأنه لو تأخر لكان في موضع النعت لسبيل، والثاني: أن يكون متعلقا بسبيل، فإن قلت: كيف يتعلق به وليس فيه معنى الفعل؟ قيل: السبيل لما كان عبارة هاهنا عن الموصل إلى البيت من قوت وزاد ونحوهما، كان فيه رائحة الفعل، ولم يقصد به السبيل الذي هو الطريق، فصلح تعلق المجرور به، واقتضى حسن النظم وإعجاز اللفظ تقديم المجرور وإن كان موضعه التأخير، لأنه ضمير يعود على البيت، والبيت هو المقصود به الاعتناء، وهم يقدمون في كلامهم ما هم به أهم وببيانه أعني هذا تقرير السهيلي، وهذا بعيد جدا بل الصواب في متعلق الجار والمجرور وجه آخر أحسن من هذين، ولا يليق بالآية سواه، وهو الوجوب المفهوم من قوله « على الناس » أي: يجب لله على الناس الحج، فهو حق واجب لله، وأما تعليقه بالسبيل وجعله حالا منها، ففي غاية البعد فتأمله، ولا يكاد يخطر بالبال من الآية، وهذا كما تقول: لله عليك الصلاة والزكاة والصيام.

      ومن فوائد الآية وأسرارها أنه سبحانه إذا ذكر ما يوجبه ويحرمه يذكره بلفظ الأمر والنهي، وهو الأكثر، وبلفظ الإيجاب والكتابة والتحريم نحو كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ وفي الحج أتى بهذا اللفظ الدال على تأكد الوجوب من عشرة أوجه، أحدها أنه قدم اسمه تعالى وأدخل عليه لام الاستحقاق والاختصاص ثم ذكر من أوجبه عليهم بصيغة العموم الداخلة عليها حرف على أبدل منه أهل الاستطاعة، ثم نكر السبيل في سياق الشرط إيذانا بأنه يجب الحج على أي: سبيل تيسرت، من قوت أو مال، فعلق الوجوب بحصول ما يسمى سبيلا ثم أتبع ذلك بأعظم التهديد بالكفر فقال ( ومن كفر ) أي: لعدم التزامه هذا الواجب وتركه ثم عظم الشأن وأكد الوعيد بإخباره ما يستغنى به عنه، والله تعالى هو الغني الحميد، ولا حاجة به إلى حج أحد، وإنما في ذكر استغنائه عنه هنا من الإعلام بمقته له وسخطه عليه وإعراضه بوجهه عنه ما هو أعظم التهديد وأبلغه، ثم أكد ذلك بذكر اسم « العالمين » عموما، ولم يقل: فإن الله غني عنه، لأنه إذا كان غنيا عن العالمين كلهم فله الغنى الكامل التام من كل وجه بكل اعتبار، فكان أدل لعظم مقته لتارك حقه الذي أوجبه عليه، ثم أكد هذا المعنى بأداة « إن » الدالة على التأكيد، فهذه عشرة أوجه تقتضي تأكد هذا الفرض العظيم.

      وتأمل سر البدل في الآية المقتضي لذكر الإسناد مرتين، مرة بإسناده إلى عموم الناس، ومرة بإسناده إلى خصوص المستطيعين، وهذا من فوائد البدل تقوية المعنى وتأكيده بتكرر الإسناد ولهذا كان في نية تكرار العامل وإعادته.
      ثم تأمل ما في الآية من الإيضاح بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال، وكيف تضمن ذلك إيراد الكلام في صورتين وخلتين، اعتناء به وتأكيد لشأنه، ثم تأمل كيف افتتح هذا الإيجاب بذكر محاسن البيت وعظم شأنه بما تدعوا النفوس إلى قصده وحجه وان لم يطلب ذلك منها، فقال: ( إن أول بيت ) إلخ، فوصفه بخمس صفات: أحدها كونه أسبق بيوت العالم وضع في الأرض، الثاني: أنه مبارك، والبركة كثرة الخير ودوامه، وليس في بيوت العالم أبرك منه ولا أكثر خيرا ولا أدوم ولا أنفع للخلائق، الثالث: أنه هدى، ووصفه بالمصدر نفسه مبالغة، حتى كأنه نفس الهدى، الرابع ما تضمن من الآيات البينات التي تزيد على أربعين آية، الخامس: الأمن الحاصل لداخله، وفي وصفه بهذه الصفات دون إيجاب قصده ما يبعث النفوس على حجه وإن شطت بالزائرين الديار وتناءت بهم الأقطار، ثم أتبع ذلك بصريح الوجوب المؤكد بتلك التأكيدات، وهذا يدل على الاعتناء منه سبحانه لهذا البيت العظيم، والتنويه بذكره، والتعظيم لشأنه، والرفعة من قدره، ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباله وشوقا إلى رؤيته، فهذه المثابة للمحبين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرا أبدا، كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له حبا وإليه اشتياقا، فلا الوصال يشفيهم ولا البعاد يسليهم، كما قيل:
      أطــوف بـه والنفس بعـد مشـوقة إليـه وهـل بعــد الطــواف تداني
      وألثـم منـه الـركـن أطلـب برد ما بقلبـي مـن شــوق ومـن هيمـان
      فـواللـه مــا ازداد إلا صبــابـة ولا القــلــب إلا كــثرة الخفقـان
      فيــا جنـة المـأوى ويا غاية المنى ويـا منيتـي مـن دون كـل أمــان
      أبـت غلبــات الشــوق إلا تقـربا إليــك فمــا لـي بالبـعـاد يـدان
      ومــا كـان صـدى عنك صد ملالة ولـي شــاهد مـن مقلتـي ولسـان
      دعـوت اصطبـاري عنك بعدك والبكا فلبـى البكـا والصـبر عنـك عصاني
      وقــد زعمـوا أن المـحـب إذا نأى سـيبلى هــواه بعـد طــول زمان
      ولــو كـان هـذا الزعم حقا لكان ذا دواء الهـوى فـي النـاس كـل زمان
      بـلى إنــه يبـلـى والهـوى عـلى حالــه لم يبلــه الملـــوان
      وهـذا محــب قـاده الشوق والهوى بغـــير زمــام قـائد وعنـــان
      أتـاك عــلى بعد المـزار ولو ونت مطيتــه جـــاءت بـه القـدمـان
      انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

      ******************************

      قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ( 98 ) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 99 ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ( 100 ) .

      يوبخ تعالى أهل الكتاب من اليهود والنصارى على كفرهم بآيات الله التي أنزلها الله على رسله، التي جعلها رحمة لعباده يهتدون بها إليه، ويستدلون بها على جميع المطالب المهمة والعلوم النافعة، فهؤلاء الكفرة جمعوا بين الكفر بها وصد من آمن بالله عنها وتحريفها وتعويجها عما جعلت له، وهم شاهدون بذلك عالمون بأن ما فعلوه أعظم الكفر الموجب لأعظم العقوبة الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ فلهذا توعدهم هنا بقوله: وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ بل محيط بأعمالكم ونياتكم ومكركم السيء، فمجازيكم عليه أشر الجزاء لما توعدهم ووبخهم عطف برحمته وجوده وإحسانه وحذر عباده المؤمنين منهم لئلا يمكروا بهم من حيث لا يشعرون، فقال: ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) وذلك لحسدهم وبغيهم عليكم، وشدة حرصهم على ردكم عن دينكم، كما قال تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ .

      ******************************
        وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 101 ) .
      ثم ذكر تعالى السبب الأعظم والموجب الأكبر لثبات المؤمنين على إيمانهم، وعدم تزلزلهم عن إيقانهم، وأن ذلك من أبعد الأشياء، فقال: ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ) أي: الرسول بين أظهركم يتلو عليكم آيات ربكم كل وقت، وهي الآيات البينات التي توجب القطع بموجبها والجزم بمقتضاها وعدم الشك فيما دلت عليه بوجه من الوجوه، خصوصا والمبين لها أفضل الخلق وأعلمهم وأفصحهم وأنصحهم وأرأفهم بالمؤمنين، الحريص على هداية الخلق وإرشادهم بكل طريق يقدر عليه، فصلوات الله وسلامه عليه، فلقد نصح وبلغ البلاغ المبين، فلم يبق في نفوس القائلين مقالا ولم يترك لجائل في طلب الخير مجالا ثم أخبر أن من اعتصم به فتوكل عليه وامتنع بقوته ورحمته عن كل شر، واستعان به على كل خير ( فقد هدي إلى صراط مستقيم ) موصل له إلى غاية المرغوب، لأنه جمع بين اتباع الرسول في أقواله وأفعاله وأحواله وبين الاعتصام بالله.
        ******************************
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 102 ) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 103 ) .
      هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه، وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات، فإن من عاش على شيء مات عليه، فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما لتقوى ربه وطاعته، منيبا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه حسن الخاتمة، وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود: وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وهذه الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما ما يجب على العبد منها، فكما قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا، يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه، ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام،
      ثم ذكرهم تعالى نعمته وأمرهم بذكرها فقال: ( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء ) يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض، حتى إن القبيلة يعادي بعضهم بعضا، وأهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي والاقتتال، وكانوا في شر عظيم، وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وآمنوا به واجتمعوا على الإسلام وتآلفت قلوبهم على الإيمان كانوا كالشخص الواحد، من تآلف قلوبهم وموالاة بعضهم لبعض،
      ولهذا قال: ( فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار ) أي: قد استحقيتم النار ولم يبق بينكم وبينها إلا أن تموتوا فتدخلوها ( فأنقذكم منها ) بما مَنَّ عليكم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ( كذلك يبين الله لكم آياته ) أي: يوضحها ويفسرها،
      ويبين لكم الحق من الباطل، والهدى من الضلال ( لعلكم تهتدون ) بمعرفة الحق والعمل به، وفي هذه الآية ما يدل أن الله يحب من عباده أن يذكروا نعمته بقلوبهم وألسنتهم ليزدادوا شكرا له ومحبة، وليزيدهم من فضله وإحسانه، وإن من أعظم ما يذكر من نعمه نعمة الهداية إلى الإسلام، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجتماع كلمة المسلمين وعدم تفرقها.  
    • سورة الفاتحة 1- علمتني سورة الفاتحة: أن أَعْظَمَ كتاب ابتُدِئ باسم الله؛ فغيره أحوج لذلك: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (1).

      2- علمتني سورة الفاتحة: أن الله هو المستحق لجميع المحامد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (2).

      3- نادتني سورة الفاتحة:: رحمة الله تسع الكون كلَّه، فكيف لا تسع أخطاء الإنسان؟!: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (3).

      4- نادتني سورة الفاتحة:: ارفع يديك إلى ربك طلبًا لرحمته ومغفرته، واطلب منه النجاة يوم الدين، ولا تغفل عن هذا اليوم واستعد له، ولا تقنط من رحمة الله، فـ ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ هو: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (3، 4).

      5- علمتني سورة الفاتحة: أن أطمئن، فأنا ومن ظلمني ومن أساء إليَّ سنقف جميعًا أمام: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (4)، وسيحاسب كل شخص على عمله.

      6- علمتني سورة الفاتحة: أنني لن أعبد اللهَ حقَ العبادةِ حتى يعينني اللهُ على ذلك، فلولا إعانة الله وتوفيقه ما ركع العبد ركعة، ولا سجد سجدة، ولا مشى خطوة إلى طاعة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (5).

      7- علمتني سورة الفاتحة: أن أمتنا أمة واحدة، فكل ألفاظ المخاطبة والدعاء في سورة الفاتحة جاءت بصيغة الجمع، فحتى لو كان المرء يصلي وحيدًا في غرفته لا تصح صلاته بأن يقول: (إياك أعبد وإياك أستعين)، أو: (اهدني الصراط المستقيم)، بل لابد أن يقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، ﴿ٱهْدِنَا﴾، وكلها بصيغة الجمع، حتى يعرف المرء أنه ضمن أمة واحدة، وأنه ليس وحيدًا في هذا الكون (5، 6).

      8- علمتني سورة الفاتحة: أن الهداية إلى الصراط المستقيم لا تكون إلا بتوفيق الله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (6).

      9- علمتني سورة الفاتحة: لزوم المداومة على الدعاء بالثبات على الدين القويم والالتزام بشرائع الله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (6).

      10- علمتني سورة الفاتحة: أن أختار الصحبة الصالحة: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، وأبتعد وأفارق أصحاب السوء، وخاصة من غضب الله عليهم كاليهود، ومن ضلوا كالنصارى، ولا أتبعهما: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ (7).

      سورة البقرة 1- علمتني سورة البقرة: وجوب الاستجابة لأوامر الله، والاستسلام الكامل لأحكامه، والانقياد والإذعان لها.

      2- علمتني سورة البقرة: أن هذا الكتاب العزيز لا شك فيه بأي وجه من الوجوه، لا شك في نزوله، ولا في أخباره، ولا أحكامه، ولاهدايته: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ (2).

      3- علمتني سورة البقرة: أن المنافقين أعظم خطرًا من الكافرين على المؤمنين، فقد تحدث الله عنهم بثلاثة عشر آية (من 8 إلى 20)، في حين أنه لم يتحدث عن الكفار إلا بآيتين (6، 7)، وذلك لأنهم يطعنون الإسلام من الظهر.

      4- علمتني سورة البقرة: تكريم الله للإنسان بسجود الملائكة له، وتعليمه أسماء جميع الأشياء، وإسكانه الجنة، واستخلافه في الأرض: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ...﴾ (34).

      5- علمتني سورة البقرة: أن ذكر بني إسرائيل ليس لمجرد الحديث التاريخي عنهم، بل لنحذر من تكرار أخطائهم: (الآيات: 40- 123).

      6- علمتني سورة البقرة: أن من تشدد في الدين شدد الله عليه، وذلك واضح من قصة البقرة: (الآيات: 67- 74).

      7- علمتني سورة البقرة: أن البقرة ما زالت موجودة، فعند كل أمر شرعي هناك من يتعامل معه كما تعامل بنو إسرائيل مع البقرة: (الآيات: 67- 74).

      8- علمتني سورة البقرة: أن من لا يعرف من القرآن إلا تلاوته دون فهم يشابه طائفة من اليهود لم يعلموا من التوراة إلا التلاوة: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ (78).

      9- علمتني سورة البقرة: أن اليهود ليس لهم عهد: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ (100).

      10- علمتني سورة البقرة : أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا، وعلينا أن نقبل على طاعة الله تعالى ونحذر من موالاتهم: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ...﴾ (120).

      11- علمتني سورة البقرة : أن الشهداء أحياء عند الله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ﴾ (154).

      12- علمتني سورة البقرة: أن الدنيا دار ابتلاء واختبار: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ ...﴾ (155).

      13- علمتني سورة البقرة: أن الصيام والدعاء مقترنان بما يفيد أن دعاء الصائم مستجاب، ولذلك وردت آية الدعاء وسط آيات الصيام: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ (186).

      14- علمتني سورة البقرة: أن المسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويحترم مال أخيه كما يحترم ماله: ﴿لَا تَأْكُلُوا (أَمْوَالَكُم) بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ﴾ (188).

      15- علمتني سورة البقرة: أنه لابد من الابتلاء لمن يريد الفوز بالجنة: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا ...﴾ (214).

      16- نادتني سورة البقرة:: خير ما أنفقت من مالك فهو: للوالدين، وللأقربين، وللمساكين، ولابن السبيل: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ...﴾ (215).

      17- علمتني سورة البقرة: أن من رحمة الله بنا أنه لا يؤاخذنا بالحلف غير المقصود: ﴿لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (225).

      18- علمتني سورة البقرة: أن الفرار من أقدار الله لا يجدي: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾، فقد خرج أولئك حذر الموت: ﴿فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا﴾ (243)، فروا من الموت وفي الموت وقعوا.


      19- علمتني سورة البقرة : أن النصر دائمًا لا يأتي بالعدد؛ ولكن بالإيمان، فأصحاب طالوت كان عددهم بعدد أصحاب بدر، وتلك قضية مطردة معروفة ظاهرة في كل زمان.

      20- علمتني سورة البقرة: الإنفاق، فقد دعاني الله في أكثر من 11 آية إلى ذلك: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ... ﴾ (261)، وما بعدها.

      21- علمتني سورة البقرة: أن الكلمة الطيبة صدقة، وهي خير من الإنفاق الذي يتبعه أذى ومنٌّ: ﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى﴾ (263).

      22- علمتني سورة البقرة: من مبطلات الصدقة: المن والأذى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ...﴾ (264).

      23- نادتني سورة البقرة:: إذا أنفقت فأنفق من أطيب ما كسبت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ...﴾ (267).

      24- نادتني سورة البقرة:: من خطوات الشيطان أنه يخوفك بالفقر عند الإنفاق، فإذا وجدت ذلك فتعوذ من الشيطان، واتبع ما أمرك الله به، وأنفق في سبيله: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ...﴾ (268).

      25- علمتني سورة البقرة: أن إخفاء الصدقة خير من إظهارها، لأنه أقرب للإخلاص، ;وخير للفقير حتى لا نحرجه: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ (271).

      26- علمتني سورة البقرة: أنني أنا المنتفع الأول عندما أتصدق: ﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ﴾ (272)، ;يرضى الله عني، وتلاحقني البركة في مالي، وأدخل السرور على محتاج فتأتيني الدعوات.

      27- علمتني سورة البقرة: أن أعظم تهديد لله فيالقرآنهو لمن تعامل بالربا: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (279)، وذاك يشمل الأفراد والشركات والبنوك والدول، والمحقُ أول العذاب.

      28- علمتني سورة البقرة: أهمية الكتابة في الحقوق المالية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾ (282).

      29- علمتني سورة البقرة : أن الإنسان عليه ألا يُحَمِّل نفسه ما لا تطيق، سواء في جانب العبادات أو تكاليف الحياة ومشاقها: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (286).

      سورة آل عمران 1- علمتني سورة آل عمران: أن الطريق إلى الله مأهولة بالسالكين من النبيين والصالحين الذين آثروا الله على كل شيء، وضحوا في سبيله بكل غال ونفيس، وثبتوا على طريق الله، وهؤلاء لا يخلو منهم زمان ولا مكان.

      2- علمتني سورة آل عمران: كيف أردعلى النصارى الذين يزعمون إلهية عيسى بن مريم u: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾) 6).

      3- علمتني سورة آل عمران: أن نهاية القصة هي في يوم: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ (9)، وليس في أيام عابرة مهما كانت مؤلمة.

      4- علمتني سورة آل عمران: أن الفصول تتغير، والدوائر تدور، وأن ما يبدو منتصرًا عزيزًا في مرحلة ما قد ينتهي خاسرًا ذليلًا في نهاية المطاف (10-13).

      5- علمتني سورة آل عمران: أن الله لن يسألنا لماذا لم ننتصر؟ لكنه سيسألنا لماذا لم نجاهد؟ لأن النصر من عنده يؤيد به من يشاء: ﴿وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ (13).

      6- علمتني سورة آل عمران: أن أبيع القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وأبيع الخيل والأنعام والحرث، أن أبيع زخرف يفنى ودنيا واهية، وأشتري جنات واسعة ورضوان من الله أكبر: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ ...﴾ (14، 15).

      7- علمتني سورة آل عمران: أن شهوات الحياة مباحة، لكن لا تحصر نفسك فيها، فثم ما هو أكثر من ذلك في هذه الحياة: (14، 15).

      8- نادتني سورة آل عمران:: مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء، يعز من يشاء ويذل من يشاء؛ فلا تغتر بعزك فهو عابر، ولا يحزنك عزهم فهو عابر كذلك، لا شيء يدوم: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ...﴾ (26).

      9- نادتني سورة آل عمران:: أعمالك محصاة عليك، وستعرض لك يوم القيامة: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ...﴾ (30).

      10- علمتني سورة آل عمران: أن علامة حب الله اتباع السنة فمن كان مطبقًا للسنة فذاك محب لله: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (31).

      11- علمتني سورة آل عمران: أن الصالحين يفرحون عند رؤية النعم على غيرهم ويتفاءلون بها، بينما يتألم الحاسدون: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ﴾ (38).

      12- نادتني سورة آل عمران:: بقدر خدمتك ربك بقدر ما يخدمك الخلق، فمريم كانت تخدم ربها في بيت المقدس فكان شأنها اقتراعهم على خدمتها وكفالتها: ﴿إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ (44).

      13- علمتني سورة آل عمران: مكانة البيت الحرام :﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ...﴾ (96-97).

      14- علمتني سورة آل عمران: أن الكافر لن تنفعه أمواله ولا أولاده: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ...﴾ (116-117).

      15- علمتني سورة آل عمران: أن الأيام دُول، ومن المحال دوام الحال: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (140)، نصر وهزيمة، سراء وضراء، فرح وبؤس، مرض وصحة، لكن الذي لا يتغير هو الواحد الأحد، فنعلق آمالنا فيه.

      16- علمتني سورة آل عمران: أن الموت واقع لا مفر منه، والحياة الدنيا دار متاع وغرور؛ فعلينا الحذر منها: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ...﴾ (185).

      17- علمتني سورة آل عمران: أن المؤمن لابد أن يبتلي في ماله وفي نفسه، وأن عليه الصبر والاحتساب: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (186).

      18- علمتني سورة آل عمران: الكثير من الدروس من غزوةِ أُحدٍ، ومنها:  1) الابتلاءُ للاختبارِ والتمحيصِ.  2) الدَّعوةُ إلي اللهِ يجبُ ألا ترتبطَ بحياةِ أحدٍ من البشرِ.  3) لا يموتُ أحدٌ حتى يستوفي المدةَ التي حدَّدها اللهُ له.  4) تحذيرُ المؤمنينَ من طاعةِ الكافرينَ.  5) اللهُ ينصرُ أولياءَه، ويُلقي الرعبَ في قلوبِ أعدائِه.  6) من أسباب الهزيمةِ: مخالفةُ النَّبي صلى الله عليه وسلم والطمعُ في الغنائمِ.  7) عنايةُ اللهِ بأوليائِه وحفظِه لهم، فألقى في قلوبِهم اطمئنانًا وغَشِيَ النَّومُ طائفةً منهم. 😎 الأعمارُ بيدِ اللهِ.  9) الهزيمةُ في أُحدٍ امتحانُ لِما في الصدورِ من الإخلاصِ والثباتِ.  10) الفرارُ سببُه الذنوبِ وطاعةِ الشيطانِ.  11) من نصَرَه اللهُ فلا غالبَ له.  12) تحريمُ الغُلُولِ (السَّرِقَة من الغَنِيمةِ قبلَ القِسْمةِ).  13) لا يَستوي مَن كان قَصْدُه رِضا ربِّه ومَن ليس كذلك.  14) الخِذلانُ والانهزامُ إنَّما يَحصُلُ بشُؤمِ المعصيةِ.  15) ما أصابَ المؤمنينَ يومَ أُحدٍ لحكمةٍ بالغةٍ؛ حتَّى يَظْهرَ المؤمنونَ الصادقونَ.

      19- نادتني سورة آل عمران:: لا تحزن عندما ترى أعداء الله في ترف ونعمة، ولا يزيدك ذلك إلا إيمانًا بالله وتقوى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ (196-197).
      سورة النساء 1- علمتني سورة النساء: العدل والرحمة بالضعفاء.

      2- علمتني سورة النساء: أن الإسلام لم يظلم المرأة كما زعموا، بل كَرَّمَهَا وَشَرَّفَهَا وَرَفَعَهَا، وَجَعَلَ لها مكانة لَمْ تَنْعَمْ بِهِ امْرَأَةٌ فِي أُمَّةٍ قَطُّ، وها هي ثاني أطول سورة في القرآن اسمها النساء.

      3- علمتني سورة النساء: أن الناس أصلهم واحد، وأكرمهم عند الله أتقاهم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ (1).

      4- علمتني سورة النساء: أن المهرحق للمرأة، يجب على الرجل دفعه لها كاملًا: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ (4).

      5- علمتني سورة النساء: جبر الخواطر: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ﴾ (8).

      6- علمتني سورة النساء: حرمة أكل مال اليتامى ظلمًا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ (10).

      7- علمتني سورة النساء: أن الله تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده، حيث أوصى الوالدين بأولادهم: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ (11)، فعلم من ذلك أنه أرحم بهم منهم، كما في الحديث: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا[1].

      8- علمتني سورة النساء: أن اللهَ لَمْ يَرْضَ فِي قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ بِتَقْسِيمِ أَحَدٍ، وَلَمْ يَتْرُكْهَا لِلْهَوَى أَوِ التَّشَهِّي، وَإِنَّمَا قَسَمَهَا هُوَ بِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ (11).

      9- علمتني سورة النساء: أن الإنسان ضعيف: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ (28)، فلا تغتر بنفسك، وتلقي بها في مواطن الشهوات، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه.

      10- علمتني سورة النساء: أن من نوى الخير هيأ الله له أسبابه: ﴿إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّـهُ بَيْنَهُمَا﴾ (35).

      11- علمتني سورة النساء: وجوب أَدَاء الْأَمَانَاتِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ (58).

      12- علمتني سورة النساء: أن الكل سيموت: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ (78)، سَيَمُوتُ الْكَبِيرُ والصَّغِيرُ، الصَّحِيحُ والْمَرِيضُ، الشَّرِيفُ والْوَضِيعُ، ولذا وجب الاستعداد.

      13- علمتني سورة النساء: أن نية المؤمن أبلغ من عمله: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ (100)، أي ثبت، ويدخل في ذلك المجاهد وطالب العلم وكل من نيته حسنة.

      14- علمتني سورة النساء: مشروعية قصر الصلاة في حال السفر: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ﴾ (101).

      15- نادتني سورة النساء: : لا تكن ممن يخاف أن يراه الخلق على معصية، ولا يخاف أن يراه الخالق على هذه المعصية: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ﴾ (108).

      16- علمتني سورة النساء: أن كل الذنوب تحت مشيئة الله، فقد يُغفر لصاحبها، إلا الشرك، فلا يغفره الله أبدًا: ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ (116).

      17- علمتني سورة النساء: أن العبرة بالعمل الصالح، أما الأماني والرجاء مع ترك العمل فخدعة من الشيطان: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ (123).

      18- علمتني سورة النساء: وجوب العدل في القضاء بين الناس، وعند أداء الشهادة، حتى لو كان الحق على النفس أو على أحد من القرابة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾ (135).

      19- علمتني سورة النساء: أن كثرة ذكرِ الله أمانٌ من النِّفاق، فإنَّ المنَافقين قليلو الذِّكر: ﴿وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ (142).

      20- علمتني سورة النساء: أن العفو عن الآخرين سبب لعفو الله عنك: ﴿أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ (149).

      21- علمتني سورة النساء: أن الظلم يوجب حرمان النعم وزوالها: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ﴾ (160).

      سورة المائدة 1- علمتني سورة المائدة: الوفاء بالعقود مع الله، ومع الناس، ومع النفس: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ...﴾ (1).


      2- علمتني سورة المائدة: أن الأخلاق الفاضلة هي أثر للعقيدة الصحيحة والتشريعات الحكيمة.


      3- علمتني سورة المائدة: أن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله.


      4- علمتني سورة المائدة: أن الإنسان غال عند ربه، من أجل ذلك شرع الله الشرائع التي تضبط حياته، وتصون حرمته ودمه وماله (سورة المائدة أكثر سورة ذكرًا لآيات الأحكام).


      5- علمتني سورة المائدة: أنه ينبغي على الدعاة أن يبدأوا مع الناس بما أبيح أولًا، ثمّ يبينوا المحرّمات بعد ذلك، لكي يكسبوا القلوب: ﴿يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ٱلاْنْعَامِ﴾ (1)، فلم يبدأ ربنا بما قد حُرِّم لكي لا ينفروا، فكلمة ﴿أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ﴾ توحي بأن الخطاب بعدها شديد اللهجة، فتأتي مباشرة كلمة ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ﴾ وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة.


      6- علمتني سورة المائدة: أن الله أكمل لنا الدين، فلا نحتاج إلى دين غيره: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا﴾ (3).


      7- علمتني سورة المائدة: أن للعالم من الفضيلة ما ليس للجاهل؛ فالكلب المعلم صيده حلال، والإنسان إذا كان له علم أولى أن يكون له فضل على سائر الناس، لا سيما إذا عمل بما علم: ﴿وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ (4).


      8- علمتني سورة المائدة: سماحة الدين ويسره، فجعل الله التيمم بديلًا للماء في الطهارة، ثم قال: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ﴾ (6).


      9- علمتني سورة المائدة: أن الحبيب لا يعذب حبيبه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾ (18).


      10- علمتني سورة المائدة: أن التهويل لقوة العدو عذر الجبناء: ﴿قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ﴾ (22).


      11- علمتني سورة المائدة: أن من تربى على عبودية البشر لن تفلح فيه حتى تربية الأنبياء: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (24).


      12- علمتني سورة المائدة: أن سبب نزول المصائب هو الوقوع في الذنوب: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ (49)، فابتعد عن الذنوب تبتعد عنك المصائب.


      13- علمتني سورة المائدة: أن عمليتي الاستعمال والاستبدال جارية لا تتوقف، فمن لم يعمل للدين يُستبدل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ...﴾ (54)، فالدين إن لم ينتصر بك سينتصر بغيرك، فلا تتراجع.


      14- علمتني سورة المائدة: أن الإيمان الصادق والعمل الصحيح سبب لجلب الخيرات والبركات والأرزاق: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ (66).


      15- علمتني سورة المائدة:: أعظم ذنب يرتكبه الإنسان الشرك بالله: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ...﴾ (72).


      16- علمتني سورة المائدة: أن المؤمن لا يحرم طيبات ما أحل الله له من المتع واللذات بدعوى الزهد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ (87).


      17- علمتني سورة المائدة: أن الخمر والميسر من المحرمات التي توجب العداوة والبغضاء بين الناس، والشيطان حريص على بثها ليوقع بين المؤمنين العداوة والبغضاء: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾ (91).


      18- علمتني سورة المائدة: أن الابتلاء يُظهر المؤمن على حقيقته، ولا يزال الابتلاء قائمًا على كل من آمن بالله، وكما ابتلى الله بني إسرائيل بعدم الاصطياد في البحر يوم السبت كذلك ابتلى هذه الأمة بعدم الاصطياد في البر حال الإحرام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ...﴾ (94).


      19- علمتني سورة المائدة: أن ما كان مخبئًا عني ولا يفيدني شيئًا فلا أسأل عنه؛ لأن الإجابة ربما تعكر حياتي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ (101).


      20- علمتني سورة المائدة: فضل الصحابة الكرام: ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء﴾ (112)، فما سمعنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلميومًا من الدهر سألوا النبي صلى الله عليه وسلمأن يأتيهم بمعجزة حتى يصدّقوا أو يزدادوا إيمانًا؟! قط، وإنما كفار قريش كانوا يقولون اجعل لنا الصفا ذهبًا، أما الصحابة فكانوا موحدين مؤمنين بالله؛ إذا ظهرت المعجزة على النبيصلى الله عليه وسلم زادتهم إيمانًا، لكن لا يطلبونها ابتداءً.


      سورة الأنعام 1- علمتني سورة الأنعام: أن توحيد الله لا يكون في الاعتقاد فحسبْ، بل يجب أن يشمل الاعتقاد والسلوك.


      2- علمتني سورة الأنعام : أن توحيد الله تعالى أجلى حقائق الكون وأوضحها، وأن المنكر لذلك معاند مكابر.


      3- علمتني سورة الأنعام: أن الله أرحم بنا من أي أحد، ولذا عرفنا بنفسه، وأرسل لنا رسله، وأنزل علينا كتبه، ووعظنا بأحوال السابقين حتى لا نلقي مصيرهم.


      4- نادتني سورة الأنعام:: مهما علا نسبك فأصلك: ﴿مِّن طِينٍ﴾ (2).


      5- نادتني سورة الأنعام:: اعمل هذا اليوم لله تعالى طاعة في السر: ﴿يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ (3).


      6- علمتني سورة الأنعام: أن الاستغفار من أسباب رفع البلاء وتخفيفه؛ لأن البلاء ينزل بالذنوب: ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ (6).


      7- علمتني سورة الأنعام: أن السخرية بآيات الله مؤذن بالهلاك والخراب والمحق: ﴿فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (10).


      8- نادتني سورة الأنعام: : إذا هممت بمعصية فـ: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (15).


      9- علمتني سورة الأنعام: أن كل سبل الأرض لن تستطيع أن تقف أمام خير أراده الله لك: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (17).


      10- نادتني سورة الأنعام: : كرر هذا الدعاء: ﴿رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (25).


      11- علمتني سورة الأنعام: أن أسوأ حمل هو الذنوب، أحمال ثقيلة تحمل على الظهر فتعيق المرور على الصراط: ﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ (31).


      12- نادتني سورة الأنعام:: لا تحزن إن فاتك شيء من أمور الدنيا، فهي لا تستحق، وعلق همك بالآخرة: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ (32).


      13- علمتني سورة الأنعام: أن الله لم يمكن للرسل وهم أفضل البشر إلا بعد ابتلاءات في الدين أو النفس أو الأهل: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾ (34).


      14- نادتني سورة الأنعام:: أنكِر منكرًا -ولو كان ذلك لأقرب قريب- وقدم النصح له؛ ولكن بأسلوب حكيم يرغبه في الاستجابة: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً﴾ (74).


      15- علمتني سورة الأنعام : أن الذي يغيب لا يستحق أن يكوم معبودًا: ﴿قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾ (76).


      16- نادتني سورة الأنعام:: كلما ابتعد المجتمع عن الشرك والكفر تحقق له الأمن: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ﴾ (82).


      17- علمتني سورة الأنعام: أن الشرك بالله محبط للأعمال الصالحة: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (88).


      18- نادتني سورة الأنعام:: لن تنفعك أموالك ولا أولادك ولا من اتخذته شفيعًا من دون الله يوم القيامة: ﴿وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ﴾ (94).


      19- علمتني سورة الأنعام: أن ما كنا نظنه ميتًا لا يصلح لشيء، سواء ولد أو عمل أو نعمة لا نشعر بأهميتها سيحييها الله لنا بالدعاء واليقين بقدرة الله، سيخرج لنا منها حياة جديدة، فلا ينبغي أن نيأس: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ﴾ (95).


      20- نادتني سورة الأنعام:: حين تكون مهذبًا في كلامك؛ فأنت تصون دينك عن عبث العابثين وكلمات الجاهلين: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ (108).


      21- علمتني سورة الأنعام: أن الكثرة ليست دليلًا على الحق: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ﴾ (116).


      22- نادتني سورة الأنعام:: قدرك عند الله على قدر عملك: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا﴾ (132).


      23- علمتني سورة الأنعام: رحمة الله بالخلق، فهذه الشريعة ليس فيها تكليف بما لا يطاق: ﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (152).


      24- نادتني سورة الأنعام:: بقدر اتباعك للقرآن تكون رحمة الله لك: ﴿وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (155).

      سورة الأعراف 1- علمتني سورة الأعراف : أن الصراع دائم ومستمر بين الحق والباطل، من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق، مرورًا بنوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام، وفي قصص هؤلاء الأنبياء ظهر لنا كيف أن الله ينجي أولياءه ويهلك أعداءه.


      2- علمتني سورة الأعراف: وجوب اتباع الوحي، وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء والمبتدعة: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾ (3).


      3- علمتني سورة الأعراف: أن الوزن يوم القيامة لأعمال العباد يكون بالعدل والقسط: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾ (8).


      4- علمتني سورة الأعراف: أن: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ﴾ (12) شعار إبليس الذي أهلكه، ويهلك كل من سار على خطاه.


      5- علمتني سورة الأعراف: أن احتجاج العاصي على معصيته بالقدر مشابهة لإبليس: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ (16).


      6- علمتني سورة الأعراف: أن الله لا ينهانا عن الحرام فقط؛ بل عن الاقتراب منه: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ (19).


      7- علمتني سورة الأعراف: أن تزيين الظاهر بالثياب مستحب لمن أراد الذهاب إلى المسجد: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ (31)، وتزيين الباطن بالإخلاص والخشوع أهم.


      8- علمتني سورة الأعراف: متى بدأت عداوة إبليس لآدم وذريته، لذا بعدها وجه الله لنا أربعة نداءات متتالية: ﴿يَا بَنِي آدَمَ ...﴾ (26، 27، 31، 35) ليحذرنا من عداوة من وسوس لأبينا آدم حتى أوقعه في المخالفة لأمر الله.


      9- علمتني سورة الأعراف: أن من أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع إذا صدرت منه الذنوباجتباه ربه وهداه، ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب، فإنه لن يزداد من اللّه إلا بعدًا.


      10- علمتني سورة الأعراف: كل حكم أو قول ليس عليه دليل فهو باطل: ﴿أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ﴾ (71).


      11- نادتني سورة الأعراف:: تذكر شخصًا نصحك واشكره وادعُ له: ﴿فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ (79).


      12- علمتني سورة الأعراف: أن التأمل في عاقبة المفسدين سببٌ رادع وزاجر لمن يفكر بالمعصية: ﴿وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ (86).


      13- علمتني سورة الأعراف: أن سبب نزول الخيرات والبركات هو استقامة الناس على أمر الله: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ (96).


      14- علمتني سورة الأعراف: أن الذنوب تمنع العقل من تدبر القرآن وفهمه، وتحجب عن القلب قوّة التأمل: ﴿لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ (100).


      15- علمتني سورة الأعراف: أن الحرص على الدنيا من أهمِّ صفاتِ دعاةِ الضلالِ: ﴿وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا﴾ (113).


      16- علمتني سورة الأعراف: أن الاستضعاف أول مراحلِ التمكينِ: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾ (137).


      17- نادتني سورة الأعراف:: طهِّر قلبَكَ من الكبرِ؛ فإنَّ المتكبِّرَ لا يوفَّقُ إلى الهدايةِ: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ﴾ (146).


      18- نادتني سورة الأعراف:: المحبون الصادقون لا تتأثر محبتهم وتقديرهم بلحظة غضب، ولا يبيعون محبة عمر طويل بها: ﴿وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾ (150).


      19- علمتني سورة الأعراف: أن علاج المشاكل مهما كانت كبيرة ينبغي أن يخلو من أي أسلوب يجلب شماتة الأعداء والحاسدين: ﴿فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء﴾ (150).


      20- نادتني سورة الأعراف:: الهداية والإضلال بيد الله سبحانه، فاسأل الله الهداية: ﴿مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي﴾ (178).


      21- نادتني سورة الأعراف:: الله يتولى الصالحين: تولى الله أمر يوسف؛ فأحوج القافلة في الصحراء للماء ليخرجه من البئر، ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه، ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا ليخرجه من السجن، ثم أحوج مصر كلها للطعام ليصبح عزيز مصر؛ إنها ولاية الله ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ (196).


      22- نادتني سورة الأعراف:: يرحمُ اللهُ المستمعَ المنصتَ، فكيف بالمُتدبِّرِ العاملِ؟!: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (204).


      23- نادتني سورة الأعراف:: ليكن ذكر الله تعالى على لسانك، ولا تتكبر عن عبادته، وسبحه وكن من الساجدين: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾ (205).

      سورة الأنفال 1- علمتني سورة الأنفال: أن النصر من عند الله، وهو ليس بكثرة عَدَدٍ ولا عُدَدٍ، مع وجوب الأخذ بالأسباب.


      2- علمتني سورة الأنفال: الحذر من تحول القتال من إعلاء كلمة الله إلى طلب المغانم الرخيصة.


      3- نادتني سورة الأنفال:: البدريون يحتاجون لدعوة الصلح، فهل نحن لا نحتاج؟! الصلح خير: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ (1).


      4- علمتني سورة الأنفال: أن الإيمان يزيد وينقص: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ (2).


      5- علمتني سورة الأنفال: أن المؤمنين حقًا هم من نجحوا في ترجمة العبادات والإيمانيات إلى معاملات وأخلاق، ثم إلي عمل وجهاد، فالسورة بدأت بـ: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (2، 3)، وانتهت بـ: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (74(.


      6- نادتني سورة الأنفال:: لا يغرنك ثقتك بنفسك؛ فلست في غنى عن توفيق الله لك، فإنك ربما فعلت الشيء وأتقنته لكن لا يكتب لك التوفيق فيه: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ رَمَىٰ﴾ (17).


      7- نادتني سورة الأنفال:: كلُّ طاعةٍ تعملها دليلٌ على وجودِ الخيرِ فيكَ: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ﴾ (23).


      8- نادتني سورة الأنفال:: كرر الأمر لأولادك وأهلك بالصلاة في وقتها؛ رجاء ألا تكون ممن فتنتهم أموالهم وأولادهم: ﴿وَٱعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَٰلُكُمْ وَأَوْلَٰدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (28).


      9- نادتني سورة الأنفال:: الاستغفارُ مانعٌ من موانعِ وقوعِ العذابِ، فلا تغفَلْ عنه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (33).


      10- نادتني سورة الأنفال:: من تاب تاب الله عليه، ومن لم يتب فسنة الله ماضية فيه: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ﴾ (38).


      11- علمتني سورة الأنفال: كيفية توزيعالغنائم: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ...﴾ (41).


      12- نادتني سورة الأنفال:: من أراد الفلاح؛ فليكثر من ذكر الله: ﴿واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون﴾ (45).


      13- علمتني سورة الأنفال: أنالتنازعسبب الفشل: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ (46).


      14- علمتني سورة الأنفال: أن الذي يزيّنُ للآخرِين أعمالَهم القبيحةَ، ويمدحُ أفعالَهم المشينةَ: شيطانٌ: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ (48).


      15- علمتني سورة الأنفال: أن من عدل الله تعالى أنه لا يغير نعمة أنعمها علينا إلا بذنب: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (53).


      16- علمتني سورة الأنفال: أن السورة التي تؤكد أن النصر من عند الله وحده هي نفسها تؤكد ضرورة الأخذ بالأسباب: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ (60).


      17- علمتني سورة الأنفال: أن محبة الناس رزق عظيم من الله، وكنز ليس له ثمن، حتى لو أنفق المرء عليه كنوز الدنيا مجتمعة: ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ (63).


      18- علمتني سورة الأنفال: أن رزق العبد على قدر نيته: ﴿إِن يَعْلَمِ اللَّـهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ﴾ (70).


      19- نادتني سورة الأنفال:: اعمَلْ بهذه الآيةِ وتصدَّقْ بشيءٍ اليومَ: ﴿وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ﴾ (72).


      20- نادتني سورة الأنفال:: احذر من ولاية الكفار؛ فإنها فتنة وفساد كبير: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ (73).


      21- علمتني سورة الأنفال: كيف تكون الشخصية القرآنية العظيمة التى أدرك صاحبها غايته جيدًا، فكان بين يدي ربه خاشعًا متذللًا باكيًا تائبًا، يسمع آيات القرآن فتغيره وتربيه، يسرع إلى صلاته ويستمتع بمناجاة ربه، يكثر من الصدقات ويضع ماله ووقته ونفسه كلها وقف لله عز وجل، وقت نصرة الحق والدين مجاهدًا متقدمًا، ووقت توزيع الغنائم غائبًا.

      سورة التوبة 1- علمتني سورة التوبة: أن باب التوبة مفتوح للجميع


      2- علمتني سورة التوبة: أن التوبة إعلان للبداية الجديدة، إعلان للحياة الجديدة، إعلان للهجرة من الظلمات إلى النور، من الضيق الى السعة، من الحزن إلى السعادة.


      3- علمتني سورة التوبة: أنَّ الجهاد سبيل الأمة إلى العزّة، وطريقها إلى الريادة، متى أقامته قويَت وعزّت، وإذا تخلّت عنه ضعفت وهانت.


      4- نادتني سورة التوبة:: لقد برئ الله ورسوله من المشركين: ﴿بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (1)، فما موقفك منهم؟


      5- نادتني سورة التوبة:: قلِّلْ في أوامرِكَ من: فورًا، وحالًا، فالربُّ قال لأعدائِه: سِيرُوا ﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ (2) آمنين، ولا عهد لكم بعدها ولا أمان.


      6- نادتني سورة التوبة:: كنْ دقيقًا في ألفاظِك حتى مع الخُصُومِ والأعداءِ، فالله قال: ﴿وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (8)، ولم يقل: (كلهم فاسقون).


      7- نادتني سورة التوبة:: سل الله تعالى أن يرزقك الخشية؛ فإنها أجلُّ علامات الهداية: ﴿وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ (18).


      8- علمتني سورة التوبة: حرمة دخول الكافر حدود الحرم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـٰذَا﴾ (28).


      9- علمتني سورة التوبة: أن العذاب الشديد لمن يكنز الذهب والفضة ولا يخرج الزكاة: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (34).


      10- علمتني سورة التوبة: أن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواه، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا ولكن الله يعظم من أمره ما شاء: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ (36).


      11- علمتني سورة التوبة: أن متاع الحياة الدنيا قليل بالنسبة للآخرة: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ (38).


      12- نادتني سورة التوبة:: الصَّاحبُ بحقٍّ هو الذي يُخفِّفُ عنكَ الأحزانَ: ﴿يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ﴾ (40).


      13- نادتني سورة التوبة:: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه؟: ﴿عَفَا اللَّـهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾ (43)، بدأ بالعفو قبل المعاتبة.


      14- علمتني سورة التوبة: أن من صفات المنافق: يأمر بالمنكر، ينهى عن المعروف، لا ينفق في سبيل الله، لا يذكر الله تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّـهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (67).


      15- علمتني سورة التوبة: أن من صفات المؤمن: ينصر أخاه المؤمن، يأمر بالمعروف، ينهى عن المنكر، يقيم الصلاة، يخرج الزكاة، يطيع الله ورسوله: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (71).


      16- علمتني سورة التوبة: أن الفرح بفوات الطاعة وكراهية فعلها مرحلة متقدمة من مراحل النفاق: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّـهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ﴾ (81).


      17- نادتني سورة التوبة: : احذر من استثقال الصدقة عند إخراجها، فيقع ما وقع من أولئك حين اتخذوا النفقة مغرمًا، وهي قربات ومغانم: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا﴾ (98).


      18- نادتني سورة التوبة: : اسبق اليوم إلى عمل خير وبر وطاعة، أو مشروع دعوي وخيري؛ لعلك تكتب عند الله تعالى من السابقين: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ (100).


      19- علمتني سورة التوبة: أن التوبة والصدقة تطهر المرء من المعاصي والذنوب: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (103).


      20- نادتني سورة التوبة: : جميع أعمالك تعرض على الله تعالى؛ فاعمل صالحًا: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (105).


      21- نادتني سورة التوبة:: لا تنخدع بالمنافق؛ ولو بنى مسجدًا: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (107).

      يتبع
      مواقع الحفظ الميسر
    • فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ( 61 ) . أي: ( فمن ) جادلك ( وحاجك ) في عيسى عليه السلام وزعم أنه فوق منزلة العبودية، بل رفعه فوق منزلته ( من بعد ما جاءك من العلم ) بأنه عبد الله ورسوله وبينت لمن جادلك ما عندك من الأدلة الدالة على أنه عبد أنعم الله عليه، دل على عناد من لم يتبعك في هذا العلم اليقيني، فلم يبق في مجادلته فائدة تستفيدها ولا يستفيدها هو، لأن الحق قد تبين، فجداله فيه جدال معاند مشاق لله ورسوله، قصده اتباع هواه، لا اتباع ما أنزل الله، فهذا ليس فيه حيلة، فأمر الله نبيه أن ينتقل إلى مباهلته وملاعنته، فيدعون الله ويبتهلون إليه أن يجعل لعنته وعقوبته على الكاذب من الفريقين، هو وأحب الناس إليه من الأولاد والأبناء والنساء، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فتولوا وأعرضوا ونكلوا، وعلموا أنهم إن لاعنوه رجعوا إلى أهليهم وأولادهم فلم يجدوا أهلا ولا مالا وعوجلوا بالعقوبة، فرضوا بدينهم مع جزمهم ببطلانه، وهذا غاية الفساد والعناد، فلهذا قال تعالى: ****************************** إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 62 ) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ( 63 ) . ( فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ) فيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة. وأخبر تعالى ( إن هذا ) الذي قصه الله على عباده هو ( القصص الحق ) وكل قصص يقص عليهم مما يخالفه ويناقضه فهو باطل ( وما من إله إلا الله ) فهو المألوه المعبود حقا الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ولا يستحق غيره مثقال ذرة من العبادة ( وإن الله لهو العزيز ) الذي قهر كل شيء وخضع له كل شيء ( الحكيم ) الذي يضع الأشياء مواضعها، وله الحكمة التامة في ابتلاء المؤمنين بالكافرين، يقاتلونهم ويجادلونهم ويجاهدونهم بالقول والفعل . ****************************** قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( 64 ) . أي: قل لأهل الكتاب من اليهود والنصارى ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) أي: هلموا نجتمع عليها وهي الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، ولم يخالفها إلا المعاندون والضالون، ليست مختصة بأحدنا دون الآخر، بل مشتركة بيننا وبينكم، وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال، ثم فسرها بقوله ( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ) فنفرد الله بالعبادة ونخصه بالحب والخوف والرجاء ولا نشرك به نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا صنما ولا وثنا ولا حيوانا ولا جمادا ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) بل تكون الطاعة كلها لله ولرسله، فلا نطيع المخلوقين في معصية الخالق، لأن ذلك جعل للمخلوقين في منزلة الربوبية، فإذا دعي أهل الكتاب أو غيرهم إلى ذلك، فإن أجابوا كانوا مثلكم، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، وإن تولوا فهم معاندون متبعون أهواءهم فأشهدوهم أنكم مسلمون، ولعل الفائدة في ذلك أنكم إذا قلتم لهم ذلك وأنتم أهل العلم على الحقيقة، كان ذلك زيادة على إقامة الحجة عليهم كما استشهد تعالى بأهل العلم حجة على المعاندين، وأيضا فإنكم إذا أسلمتم أنتم وآمنتم فلا يعبأ الله بعدم إسلام غيركم لعدم زكائهم ولخبث طويتهم، كما قال تعالى قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا الآية وأيضا فإن في ورود الشبهات على العقيدة الإيمانية مما يوجب للمؤمن أن يجدد إيمانه ويعلن بإسلامه، إخبارا بيقينه وشكرا لنعمة ربه. ****************************** يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ( 65 ) هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( 66 ) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 67 ) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ( 68 ) . لما ادعى اليهود أن إبراهيم كان يهوديا، والنصارى أنه نصراني، وجادلوا على ذلك، رد تعالى محاجتهم ومجادلتهم من ثلاثة أوجه، أحدها: أن جدالهم في إبراهيم جدال في أمر ليس لهم به علم، فلا يمكن لهم ولا يسمح لهم أن يحتجوا ويجادلوا في أمر هم أجانب عنه وهم جادلوا في أحكام التوراة والإنجيل سواء أخطأوا أم أصابوا فليس معهم المحاجة في شأن إبراهيم، الوجه الثاني: أن اليهود ينتسبون إلى أحكام التوراة، والنصارى ينتسبون إلى أحكام الإنجيل، والتوراة والإنجيل ما أنزلا إلا من بعد إبراهيم، فكيف ينسبون إبراهيم إليهم وهو قبلهم متقدم عليهم، فهل هذا يعقل؟! فلهذا قال ( أفلا تعقلون ) أي: فلو عقلتم ما تقولون لم تقولوا ذلك، الوجه الثالث: أن الله تعالى برأ خليله من اليهود والنصارى والمشركين، وجعله حنيفا مسلما، وجعل أولى الناس به من آمن به من أمته، وهذا النبي وهو محمد صلى الله على وسلم ومن آمن معه، فهم الذين اتبعوه وهم أولى به من غيرهم، والله تعالى وليهم وناصرهم ومؤيدهم، وأما من نبذ ملته وراء ظهره كاليهود والنصارى والمشركين، فليسوا من إبراهيم وليس منهم، ولا ينفعهم مجرد الانتساب الخالي من الصواب. وقد اشتملت هذه الآيات على النهي عن المحاجة والمجادلة بغير علم، وأن من تكلم بذلك فهو متكلم في أمر لا يمكن منه ولا يسمح له فيه، وفيها أيضا حث على علم التاريخ، وأنه طريق لرد كثير من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تخالف ما علم من التاريخ، ثم قال تعالى: ****************************** وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 69 ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ( 70 ) يحذر تعالى عباده المؤمنين عن مكر هذه الطائفة الخبيثة من أهل الكتاب، وأنهم يودون أن يضلوكم، كما قال تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا ومن المعلوم أن من ود شيئا سعى بجهده على تحصيل مراده، فهذه الطائفة تسعى وتبذل جهدها في رد المؤمنين وإدخال الشبه عليهم بكل طريق يقدرون عليه، ولكن من لطف الله أنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فلهذا قال تعالى ( وما يضلون إلا أنفسهم ) فسعيهم في إضلال المؤمنين زيادة في ضلال أنفسهم وزيادة عذاب لهم، قال تعالى الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ( وما يشعرون ) بذلك أنهم يسعون في ضرر أنفسهم وأنهم لا يضرونكم شيئا. ****************************** يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 71 ) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 72 ) وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 73 ) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 74 ) . يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ أي: ما الذي دعاكم إلى الكفر بآيات الله مع علمكم بأن ما أنتم عليه باطل، وأن ما جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق الذي لا تشكون فيه، بل تشهدون به ويسر به بعضكم إلى بعض في بعض الأوقات، فهذا نهيهم عن ضلالهم.
      ثم وبخهم على إضلالهم الخلق، فقال ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) فوبخهم على لبس الحق بالباطل وعلى كتمان الحق، لأنهم بهذين الأمرين يضلون من انتسب إليهم، فإن العلماء إذا لبسوا الحق بالباطل فلم يميزوا بينهما، بل أبقوا الأمر مبهما وكتموا الحق الذي يجب عليهم إظهاره، ترتب على ذلك من خفاء الحق وظهور الباطل ما ترتب، ولم يهتد العوام الذين يريدون الحق لمعرفته حتى يؤثروه، والمقصود من أهل العلم أن يظهروا للناس الحق ويعلنوا به، ويميزوا الحق من الباطل، ويظهروا الخبيث من الطيب، والحلال والحرام ، والعقائد الصحيحة من العقائد الفاسدة، ليهتدي المهتدون ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين قال تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ .
        ثم أخبر تعالى عن ما همت به هذه الطائفة الخبيثة، وإرادة المكر بالمؤمنين، فقال ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره ) أي: ادخلوا في دينهم على وجه المكر والكيد أول النهار، فإذا كان آخر النهار فاخرجوا منه ( لعلهم يرجعون ) عن دينهم، فيقولون لو كان صحيحا لما خرج منه أهل العلم والكتاب، هذا الذي أرادوه عجبا بأنفهسم وظنا أن الناس سيحسنون ظنهم بهم ويتابعونهم على ما يقولونه ويفعلونه، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
      ( و ) قال بعضهم لبعض ( لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ) أي: لا تثقوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم، واكتموا أمركم، فإنكم إذا أخبرتم غيركم وغير من هو على دينكم حصل لهم من العلم ما حصل لكم فصاروا مثلكم، أو حاجوكم عند ربكم وشهدوا عليكم أنها قامت عليكم الحجة وتبين لكم الهدى فلم تتبعوه، فالحاصل أنهم جعلوا عدم إخبار المؤمنين بما معهم من العلم قاطعا عنهم العلم، لأن العلم بزعمهم لا يكون إلا عندهم وموجبا للحجة عليهم، فرد الله عليهم بأن ( الهدى هدى الله ) فمادة الهدى من الله تعالى لكل من اهتدى، فإن الهدى إما علم الحق، أو إيثارة، ولا علم إلا ما جاءت به رسل الله، ولا موفق إلا من وفقه الله، وأهل الكتاب لم يؤتوا من العلم إلا قليلا وأما التوفيق فقد انقطع حظهم منه لخبث نياتهم وسوء مقاصدهم، وأما هذه الأمة فقد حصل لهم ولله الحمد من هداية الله من العلوم والمعارف مع العمل بذلك ما فاقوا به وبرزوا على كل أحد، فكانوا هم الهداة الذين يهدون بأمر الله، وهذا من فضل الله عليها وإحسانه العظيم، فلهذا قال تعالى ( قل إن الفضل بيد الله ) أي: الله هو الذي يحسن على عباده بأنواع الإحسان ( يؤتيه من يشاء ) ممن أتى بأسبابه ( والله واسع ) الفضل كثير الإحسان ( عليم ) بمن يصلح للإحسان فيعطيه، ومن لا يستحقه فيحرمه إياه.
        ( يختص برحمته من يشاء ) أي: برحمته المطلقة التي تكون في الدنيا متصلة بالآخرة وهي نعمة الدين ومتمماته ( والله ذو الفضل العظيم ) الذي لا يصفه الواصفون ولا يخطر بقلب بشر، بل وصل فضله وإحسانه إلى ما وصل إليه علمه، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. ****************************** وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 75 ) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ( 76 ) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 77 ) . يخبر تعالى عن حال أهل الكتاب في الوفاء والخيانة في الأموال، لما ذكر خيانتهم في الدين ومكرهم وكتمهم الحق، فأخبر أن منهم الخائن والأمين، وأن منهم ( من إن تأمنه بقنطار ) وهو المال الكثير ( يؤده ) وهو على أداء ما دونه من باب أولى، ومنهم ( من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ) وهو على عدم أداء ما فوقه من باب أولى وأحرى، والذي أوجب لهم الخيانة وعدم الوفاء إليكم بأنهم زعموا أنه ( ليس ) عليهم ( في الأميين سبيل ) أي: ليس عليهم إثم في عدم أداء أموالهم إليهم، لأنهم بزعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد قد احتقروهم غاية الاحتقار، ورأوا أنفسهم في غاية العظمة، وهم الأذلاء الأحقرون، فلم يجعلوا للأميين حرمة، وأجازوا ذلك، فجمعوا بين أكل الحرام واعتقاد حله وكان هذا كذبا على الله، لأن العالم الذي يحلل الأشياء المحرمة قد كان عند الناس معلوم أنه يخبر عن حكم الله ليس يخبر عن نفسه، وذلك هو الكذب، فلهذا قال ( ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) وهذا أعظم إثما من القول على الله بلا علم، ثم رد عليهم زعمهم الفاسد.
        فقال ( بلى ) أي: ليس الأمر كما تزعمون أنه ليس عليكم في الأميين حرج، بل عليكم في ذلك أعظم الحرج وأشد الإثم. ( من أوفى بعهده واتقى ) والعهد يشمل العهد الذي بين العبد وبين ربه، وهو جميع ما أوجبه الله على العبد من حقه، ويشمل العهد الذي بينه وبين العباد، والتقوى تكون في هذا الموضع، ترجع إلى اتقاء المعاصي التي بين العبد وبين ربه، وبينه وبين الخلق، فمن كان كذلك فإنه من المتقين الذين يحبهم الله تعالى، سواء كانوا من الأميين أو غيرهم، فمن قال ليس علينا في الأميين سبيل، فلم يوف بعهده ولم يتق الله، فلم يكن ممن يحبه الله، بل ممن يبغضه الله، وإذا كان الأميون قد عرفوا بوفاء العهود وبتقوى الله وعدم التجرئ على الأموال المحترمة، كانوا هم المحبوبين لله، المتقين الذين أعدت لهم الجنة، وكانوا أفضل خلق الله وأجلهم، بخلاف الذين يقولون ليس علينا في الأميين سبيل، فإنهم داخلون في قوله: ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) ويدخل في ذلك كل من أخذ شيئا من الدنيا في مقابلة ما تركه من حق الله أو حق عباده، وكذلك من حلف على يمين يقتطع بها مال معصوم فهو داخل في هذه الآية، فهؤلاء ( لا خلاق لهم في الآخرة ) أي: لا نصيب لهم من الخير ( ولا يكلمهم الله ) يوم القيامة غضبا عليهم وسخطا، لتقديمهم هوى أنفسهم على رضا ربهم ( ولا يزكيهم ) أي: يطهرهم من ذنوبهم، ولا يزيل عيوبهم ( ولهم عذاب أليم ) أي: موجع للقلوب والأبدان، وهو عذاب السخط والحجاب، وعذاب جهنم، نسأل الله العافية.   ****************************** وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 ) . يخبر تعالى أن من أهل الكتاب فريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب، أي: يميلونه ويحرفونه عن المقصود به، وهذا يشمل اللي والتحريف لألفاظه ومعانيه، وذلك أن المقصود من الكتاب حفظ ألفاظه وعدم تغييرها، وفهم المراد منها وإفهامه، وهؤلاء عكسوا القضية وأفهموا غير المراد من الكتاب، إما تعريضا وإما تصريحا، فالتعريض في قوله ( لتحسبوه من الكتاب ) أي: يلوون ألسنتهم ويوهمونكم أنه هو المراد من كتاب الله، وليس هو المراد، والتصريح في قولهم: ( ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) وهذا أعظم جرما ممن يقول على الله بلا علم، هؤلاء يقولون على الله الكذب فيجمعون بين نفي المعنى الحق، وإثبات المعنى الباطل، وتنزيل اللفظ الدال على الحق على المعنى الفاسد، مع علمهم بذلك. ****************************** مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ( 79 ) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 80 ) . وهذه الآية نزلت ردا لمن قال من أهل الكتاب للنبي صلى الله عليه وسلم لما أمرهم بالإيمان به ودعاهم إلى طاعته: أتريد يا محمد أن نعبدك مع الله، فقوله ( ما كان لبشر ) أي: يمتنع ويستحيل على بشر مَنَّ الله عليه بإنزال الكتاب وتعليمه ما لم يكن يعلم وإرساله للخلق ( ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ) فهذا من أمحل المحال صدوره من أحد من الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، لأن هذا أقبح الأوامر على الإطلاق، والأنبياء أكمل الخلق على الإطلاق، فأوامرهم تكون مناسبة لأحوالهم، فلا يأمرون إلا بمعالي الأمور وهم أعظم الناس نهيا عن الأمور القبيحة، فلهذا قال ( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) أي: ولكن يأمرهم بأن يكونوا ربانيين، أي: علماء حكماء حلماء معلمين للناس ومربيهم، بصغار العلم قبل كباره، عاملين بذلك، فهم يأمرون بالعلم والعمل والتعليم التي هي مدار السعادة، وبفوات شيء منها يحصل النقص والخلل، والباء في قوله ( بما كنتم تعلمون ) إلخ، باء السببية، أي: بسبب تعليمكم لغيركم المتضمن لعلمكم ودرسكم لكتاب الله وسنة نبيه، التي بدرسها يرسخ العلم ويبقى، تكونون ربانيين.
      ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ) وهذا تعميم بعد تخصيص، أي: لا يأمركم بعبادة نفسه ولا بعبادة أحد من الخلق من الملائكة والنبيين وغيرهم ( أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) هذا ما لا يكون ولا يتصور أن يصدر من أحد مَنَّ الله عليه بالنبوة، فمن قدح في أحد منهم بشيء من ذلك فقد ارتكب إثما عظيما وكفرا وخيما. ****************************** وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( 81 ) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 82 ) . يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله، وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه وسلم لما قررهم تعالى ( قالوا أقررنا ) أي: قبلنا ما أمرتنا به على الرأس والعين ( قال ) الله لهم: ( فاشهدوا ) على أنفسكم وعلى أممكم بذلك، قال ( وأنا معكم من الشاهدين * فمن تولى بعد ذلك ) العهد والميثاق المؤكد بالشهادة من الله ومن رسله ( فأولئك هم الفاسقون ) فعلى هذا كل من ادعى أنه من أتباع الأنبياء كاليهود والنصارى ومن تبعهم، فقد تولوا عن هذا الميثاق الغليظ، واستحقوا الفسق الموجب للخلود في النار إن لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. ****************************** أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ( 83 ) . أي: أيطلب الطالبون ويرغب الراغبون في غير دين الله؟ لا يحسن هذا ولا يليق، لأنه لا أحسن دينا من دين الله ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) أي: الخلق كلهم منقادون بتسخيره مستسلمون له طوعا واختيارا، وهم المؤمنون المسلمون المنقادون لعبادة ربهم، وكرها وهم سائر الخلق، حتى الكافرون مستسلمون لقضائه وقدره لا خروج لهم عنه، ولا امتناع لهم منه، وإليه مرجع الخلائق كلها، فيحكم بينهم ويجازيهم بحكمه الدائر بين الفضل والعدل.   ****************************** قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ( 84 ) . تقدم نظير هذه الآية في سورة البقرة، ثم قال تعالى. ****************************** وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 85 ) . أي: من يدين لله بغير دين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده، فعمله مردود غير مقبول، لأن دين الإسلام هو المتضمن للاستسلام لله، إخلاصا وانقيادا لرسله فما لم يأت به العبد لم يأت بسبب النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، وكل دين سواه فباطل، ثم قال تعالى: ****************************** كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 86 ) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ( 87 ) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ( 88 ) . هذا من باب الاستبعاد، أي: من الأمر البعيد أن يهدي الله قوما اختاروا الكفر والضلال بعدما آمنوا وشهدوا أن الرسول حق بما جاءهم به من الآيات البينات والبراهين القاطعات ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) فهؤلاء ظلموا وتركوا الحق بعدما عرفوه، واتبعوا الباطل مع علمهم ببطلانه ظلما وبغيا واتباعا لأهوائهم، فهؤلاء لا يوفقون للهداية، لأن الذي يرجى أن يهتدي هو الذي لم يعرف الحق وهو حريص على التماسه، فهذا بالحري أن ييسر الله له أسباب الهداية ويصونه من أسباب الغواية.
      ثم أخبر عن عقوبة هؤلاء المعاندين الظالمين الدنيوية والأخروية، فقال ( أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) أي: لا يفتر عنهم العذاب ساعة ولا لحظة، لا بإزالته أو إزالة بعض شدته، ( ولا هم ينظرون ) أي: يمهلون، لأن زمن الإمهال قد مضى، وقد أعذر الله منهم وعمرهم ما يتذكر فيه من تذكر، فلو كان فيهم خير لوجد، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. ****************************** إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ( 90 ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ( 91 ) يخبر تعالى أن من كفر بعد إيمانه، ثم ازداد كفرا إلى كفره بتماديه في الغي والضلال، واستمراره على ترك الرشد والهدى، أنه لا تقبل توبتهم، أي: لا يوفقون لتوبة تقبل بل يمدهم الله في طغيانهم يعمهون، قال تعالى وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ فالسيئات ينتج بعضها بعضا، وخصوصا لمن أقدم على الكفر العظيم وترك الصراط المستقيم، وقد قامت عليه الحجة ووضح الله له الآيات والبراهين، فهذا هو الذي سعى في قطع أسباب رحمة ربه عنه، وهو الذي سد على نفسه باب التوبة، ولهذا حصر الضلال في هذا الصنف، فقال ( وأولئك هم الضالون ) وأي: ضلال أعظم من ضلال من ترك الطريق عن بصيرة، وهؤلاء الكفرة إذا استمروا على كفرهم إلى الممات تعين هلاكهم وشقاؤهم الأبدي، ولم ينفعهم شيء، فلو أنفق أحدهم ملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب الله ما نفعه ذلك، بل لا يزالون في العذاب الأليم، لا شافع لهم ولا ناصر ولا مغيث ولا مجير ينقذهم من عذاب الله فأيسوا من كل خير، وجزموا على الخلود الدائم في العقاب والسخط، فعياذا بالله من حالهم.    
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182636
    • إجمالي المشاركات
      2536491
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93297
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×