اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57964
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180624
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259975
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8311
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53080
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38415 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • لقد أخذ الترف والتعلق بزينة الحياة الدنيا وشهوتها بألباب أفراد من الأمة واستحوذا على عقولهم إلى درجة أنهم أصبحوا ينظرون إلى تعاليم الإسلام وأحكامه على أنها تفسد عليهم متعتهم وبهجتهم بها فاتخذوا كتاب ربهم وسنة نبيهم وراءهم ظهرياً وتولوا وأعرضوا حتى وصل الأمر ببعضهم إلى ترك الطاعة بل ومبارزة الله تعالى بالمعاصي.   حقيقة الترف: جاء في القاموس: التُّرْفَةُ: النعمة والطعام الطيب، والشيء الظريف تخص به صاحبك، والمترف كمُكرمَ: هو المتروك يصنع ما يشاء لا يُمنَع، والمُتَنَعَّمُ لا يمنع من تنعمه [القاموس المحيط 1026]. والترف هو مجاوزة حد الاعتدال بنعمة أو الإكثار من النعم التي يحصل بها الترف [الترف للأستاذ/ ناصر بن عمار، ص 7]. والمترف هو من أبطرته النعمة وسعة العيش وألهته عن طاعة الله، فتراه حريصاً على زيادة أحواله وعوائده ساعٍ إلى بلوغ الغاية في حاجات الذات الحسية من مأكل ومشرب ومسكن ومركب. موقف الإسلام من الترف: وقد ورد ذكر الترف في ثمانية مواضع من كتاب الله كلها في مقام الذم له والتحذير منه؛ لأن الترف والتكذيب بآيات الله غالباً ما يقترنان، كما في قوله تعالى: {وكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] وكما في قوله عن سبب عذاب وشقاء أصحاب الشِّمال: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ* وََكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ * وَكَانُوا يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [الواقعة: 45: 47]. وورد عدد من الأحاديث النبوية تنهى عن الترف وتحذر من تعلُّق القلب به، ومن غلو الإنسان في الانغماس في متع الحياة وملذاتها، وتحث على تركه والانصراف عنه إلى ما هو خير في الدارين. عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم» [رواه مسلم 4/2274]. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة» [رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في صحيح الجامع 2/830].   إنَّ دعوة الإسلام إلى ذم الترف والتحذير منه لا تعني تحريم ما أحل الله من النعم والطيبات، وإنما المراد الاقتصاد في الإنفاق وعدم تعلق القلب بها والركون إليها. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس» [رواه البيهقي في الشعب وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/359]. وقال صلى الله عليه وسلم لوالد أبي الأحوص: «فإذا آتاك الله مالاً فليُرَ أثر نعمة الله عليك وكرامته» [رواه أبو داود وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 1/284]. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي» [رواه مسلم 4/2087]. حال المترفين: ولكن مِنَ المترفين مَنْ لم يراعِ هذا المفهوم السامي الذي أرشدت إليه الأحاديث النبوية لاستعمال نعم الله تعالى على خير وجه يحقق سعادة الدنيا والآخرة، فتجده غير مبالٍ بصحة جسده مفرِطاً في تناول الطعام والشراب وتوفير متطلبات النفس مما لذ وطاب، فوقع فريسة السمنة وأمراض التخمة لإعراضه عن التوجيه النبوي الذي يستأصل مشاكل السمنة ويعالجها قبل ظهورها. عن مِقدام بن معدي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطن بحسْب ابن آدم أُكُلات يُقِمْنَ صلبه فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لِنَفَسِه» [رواه أحمد والنسائي وغيرهما وصححه الألباني في الإرواء 1938]. وتراه يتباهى بلبس الملابس الراقية والأقمشة الفاخرة متعالياً على غيره والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها» [رواه الترمذي وأحمد وسنده حسن]. والبعض يسبل الإزار تحت الكعبين تكبراً وبطراً، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، فما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جرَّ إزاره بطراً لم ينظر الله إليه» [رواه أبو داود وإسناده صحيح]. والبعض الآخر ينوِّع من استعمال الملابس حسب أوقات اليوم فللصباح ملابس وللمساء أخرى، حتى كثرت بسبب ذلك الملابس غير المستخدمة وتكدست، وأكثر ما يكون هذا الترف لدى النساء. ومن سماتهم: التبذير والإسراف وإنفاق الأموال الطائلة في بناء المنازل والدور، والتباهي في إعدادها وتصاميمها البديعة في الشكل الخارجي والداخلي، مع الحرص على تعدد مواقعها فبعضها للشتاء والآخر للصيف، وبعضها للسكن وبعضها للنزهة، ومع الحرص على سعتها وكثرة غرفها ووجود ملحقات لها ووفرة وسائل الترفيه فيها، وحسب ابن آدم من كل هذا الشيء القليل. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "مرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أطيِّن حائطاً لي أنا وأمي فقال: «ما هذا يا عبد الله؟» فقلت: يا رسول الله شيء أصلحه، فقال: «الأمر أسرع من ذلك» [رواه أبو داود وصححه الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند 1 / 535]. ومنهم من يبالغ في العناية بنعومة جسده وطراوته وترهُّل الأطراف ويستكثر من الكماليات ووسائل العناية بالنفس، والإفراط في التدهن والتطيُّب وترجيل الشعر. عن عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً" [رواه أبو داود وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة. قال السندي معنى غِبَّاً: أي أن يسرح شعره يوماً ويترك يوماً، والمراد كراهة المداومة على ذلك. وعن عبد الله بن بريدة: أنَّ رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد رضي الله عنه وهو بمصر فقدم عليه وهو يمد ناقة له أي يسقيها مديداً من الماء، فقال: إني لم آتك زائراً، وإنما أتيتك لحديث بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم، فرآه شعثاً، فقال له: ما لي أراك شعثاً وأنت أمير البلد؟ فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه، ورآه حافياً فقال: مالي أراك حافياً؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نحتفي أحياناً [أخرجه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني في الصحيحة 2/4]. قال في النهاية: الإرفاه هو كثرة التدهن والتنعم، وقيل التوسع في المشرب والمطعم، أراد صلى الله عليه وسلم ترك التنعم والدعة ولين العيش؛ لأنه من زي العجم وأرباب الدنيا. ومِنَ المترفين مَنْ يسرف في اقتناء الفرش الوثيرة والأواني الفاخرة والمتاع الراقي، أو يكثر من ذلك كثرة تقصر معها أيام العمر وتأبى أن تتسع للعبد لكي ينتفع بها ويستخدمها. لقد كان من هدي النبوة التقلل من ذلك قدر الإمكان فقد روى البخاري والنسائي عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه أنه قال: "ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سلاحه وبغلته وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة". وقالت عائشة رضي الله عنها: "كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أُدْم" أي من جلد حشوه من ليف [رواه البخاري]. ومنهم مَنْ لا يقوم بحاجاته الذاتية والاجتماعية التي يمكنه القيام بها، ويلجأ بدلاً من ذلك إلى استقدام الخدم رجالاً ونساء من غير حاجة إليهم، وإنما رغبة في ترفيه النفس وحب التفاخر والتباهي والظهور بمظهر المتميز أمام الآخرين. وغالبهم يكثر من استخدام وسائل الترويح عن النفس من مزاح وألعاب ونزهة وزيارات كثيرة تخرج بالترويح عن الحكمة التي شرع لأجلها، حتى تصبح في حياة كثير من الناس هي الأصل والطاعة والعبادة هو الفرع فلا يحرص على طاعة ولا يجتهد في قربة، ويتوانى عن القيام بما يقِّربه إلى الآخرة من صلاة النفل وصيام التطوع وكثرة الذكر ويضيع ساعات العمر وأيامه في أمور إن لم تكن من السيئات فلن تكون من الحسنات بحال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً من ذلك: «ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة [رواه أبو نعيم في الحلية وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 2/997] ومما استحسن من كلام الحجاج قوله على المنبر: "إن امرءاً ذهب من عمره ساعة في غير ما خُلِق له، لخليقٌ أن تتطاول عليه حسراته" [أورده الماوردي في نصيحة الملوك 17]. كما أنَّ قلة العبادة والتكاسل عن الطاعة هي السمة الغالبة على معظمهم إلا من رحم الله منهم وقليل ما هم؛ وذلك لأن قلب ابن آدم إذا ملىء بشيء حتى فاض استحال ملؤه بغيره، وكل إناء بالذي فيه ينضح، فالمترف قد ملأ قلبه أو كاد بحب الدنيا وتحصيل متعها وشهواتها، فإذا لم تجد الطاعة مكاناً لما في قلبه فإنها ترحل عنه، قال أبو حازم رحمه الله: "يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة" [ذم الدنيا لابن أبي الدنيا 135].فإذا كان هذا حال اليسير من الدنيا فكيف بحال الكثير منها؟ ولم يقف حالهم عند ذلك بل إن الكثير منهم خرج عن الجادة وولغ في المعصية وانغمس في الرذيلة، لإكثاره من الملذات والشهوات المباحة أولاً، ثم توسع فيها حتى خرج عن دائرة المباح إلى دائرة المشتبه فيه، ومع الزمن وقع في المحرمات قليلاً قليلاً حتى وصل إلى مرحلة الفسق والمجاهرة بالمعصية، نسأل الله السلامة والعافية. ومنهم من وقع في عبودية الهوى والشهوات وردَّ الحق وكذَّب به، وقد أبان الله تعالى في كتابه أن الترف سبب ذلك فقال: {واتَّبَعَ الَذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود: 116]، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِن نَّذِيرٍ إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ: 34]. ومن حال المترفين: قسوة القلب وغلظة الحس وثقل البدن مما يؤدي إلى نسيان العلم وزوال الفطنة والحرمان من متعة التطلع إلى ما وراء اللذة الآنية بالإضافة إلى حرمان النفس من لذة الاهتمامات الكبرى اللائقة بالدور العظيم للمسلم في حياته مع انشغال القلب عن التبصر بما يدور حوله واستلهام العبرة والعظة من ذلك، كل هذا نتيجة غرقه في لجة اللذائذ والشهوات، قال الشوكاني رحمه الله عند قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} قال: "وخصص المترفين تنبيهاً على أن التنعم هو سبب إهمال النظر" [فتح القدير 4/773].   ومن سيما هؤلاء: العجز والكسل والتواني عن أداء الأعمال النافعة بحيث ينجز الواحد منهم عمل اليوم في أسبوع، وعمل الأسبوع في شهر، ولقبح هاتين الخصلتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منهما بقوله: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل» [رواه مسلم 4/2079]. أسباب الترف: ولوقوعهم هؤلاء في الترف أسباب منها: 1- نسيان الموت والغفلة عن الدار الآخرة وقلة خشية الله تعالى، وعدم محاسبة النفس وطول الأمل، قال تعالى محذراً من ذلك: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16]، وقال صلى الله عليه وسلم موصياً ابن عمر: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» [رواه البخاري، الفتح 11/237]. قال ابن عبد البر في جامع العلوم والحكم: "وذلك لأن الغريب لا تعلق له ببلد الغربة، ولا تشاغل لديه بملذاتها وملهياتها، بل قلبه معلق بوطنه الذي يرجع إليه، والمسافر لا هَمَّ له في الاستكثار من متاع الدنيا أثناء قطعه لمنازل السفر، وإنما يكتفي بتحصيل زاد السفر له ولراحلته لا غير" [جامع العلوم والحكم 2/378 381].   2- ومن الأسباب: تغليب متطلبات الجسد من مأكل ومشرب وملبس ومركب ومسكن ووسائل ترويح وتلبيتها والتكاسل عن العمل للباقية والتزود للآخرة، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الموازنة بين عمل الدنيا وعمل الآخرة وعدم الانشغال بالأمور الدنيوية على العبادة وعدم الانقطاع لعمل الآخرة وإهمال ما فيه مصلحة للعبد في دنياه. روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين علم بمغالاته في العبادة: «ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟»، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: «فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقاً وإن لعينك عليك حقاً وإن لزوجك عليك حقاً وإن لزورك عليك حقاً». وروى البخاري أيضاً أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا عن عبادته فلما أُخبِروا فكأنهم تقالُّوها وقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» [الفتح 5063].   3- آخرون وقعوا في الترف بزعم أنه لا بد أن يكون الإنسان ابن بيئته وأن يظهر بالمظهر اللائق به مطعماً ومشرباً ومركباً ومسكناً وخدماً فيقع قي تقليد المترفين ممن لا خلاق لهم مباهاةً وتفاخراً وحباً في مساواتهم في أحوالهم ومعاشهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» [متفق عليه واللفظ لمسلم]. وقد ندب الله المؤمنين إلى التنافس في أمور الآخرة والمسارعة إلى مغفرته ورضوانه وجنته فقال: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148] وقال سبحانه: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً مُنْسِياً أو غنى مُطْغِياً أو مرضاً مُفسداً أو هرماً مُفنِداً أو موتاً مجْهِزاً أو الدجال فشرُّ غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر» [رواه الترمذي وهو حديث حسن].   4- ومن الأسباب: ضعف التربية الإيمانية والتوجيه الجاد من قبل بعض الأهل والمربين في التحذير من فتنة الحياة الدنيا وزخرفها، والتقاعس عن تربية النشء على الطاعة والجَلَدَ والخشونة يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]. وقال عمر رضي الله عنه: "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم" [ذكره ابن القيم في كتاب الفروسية].   5- ومن أسباب الترف: تعلق النفس بالشهوات، فقد حبب الله تعالى للبشر زينة الحياة الدنيا وزخرفها، فقال: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14]، ولا بأس بالحب الفطري والضروري لاستمرار الحياة البشرية، ولكن المترفون يقدمون حب تلك الأشياء على محبوبات الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويتشاغلون بها ويركنون إليها حتى يصبحوا أرقاء لها، وقد حذر تعالى في كتابه عباده من تقديم حبهم لشهواتهم وملذاتهم على حبه سبحانه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل لدينه، فقال عز وجل: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].   6- كما أن للدعوات المضللة والإغراءات المتكررة التي مارسها اليهود والنصارى لإيقاع المسلمين في الشهوات أثر كبير في انجراف الكثير منهم في تيار الترف، فقد سعى هؤلاء إلى إلهاء الأمة بالشهوات وانغماسها بالملذات واللهو والعبث حتى لا تفيق ولا تنتبه لما يخططون لها لطمس عقيدتها وإذلال كرامتها {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89] فأغرقوا أسواق المسلمين بوسائل الترف وفنون الملذات، وزينوا ذلك في نفوسهم وبثوا الدعايات المختلفة وأقنعوا الكثيرين بأنها دليل من أدلة الحضارة وعنوان من عناوين التقدم والتميز والرقي في المجتمع. ولقد أفصح اليهود قبحهم الله عن نواياهم الخبيثة من هذا الفعل: جاء في البروتوكول السادس من بروتوكولات بني صهيون: "سنشجع حب الترف المطلق" وجاء في البروتوكول الثالث عشر: "سنلهيها - أي الجماهير المسلمة - أيضاً بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات للفراغ والمجامع العامة وهلم جرا" [الخطر اليهودي للتونسي 126: 151 بتصرف كبير]. وصدق الله القائل: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. إن في هدي السلف وكيفية تعاملهم مع متع الحياة وملذاتها، للأخذ منهم والسير على منوالهم، علاجاً ناجعاً وبلسماً شافياً لهذه الآفة فمن هديهم: أولاً: تربية النفس على عدم تحقيق كل ما تشتهيه رغم القدرة على تحقيق مطلوبها؛ قال رجل لابن عمر رضي الله عنهم: ألا أجيئك بجوارش، قال: وأي شيء هو؟ قال: شيء يهضم الطعام إذا أكلته، قال: ما شبعت منذ أربعة أشهر، وليس ذاك أني لا أقدر عليه، ولكن أدركت أقواماً يجوعون أكثر مما يشبعون [رواه الإمام أحمد في الزهد 189]، وفي رواية: ولكن عهدت أقواماً يجوعون مرة ويشبعون مرة. وسئل الحسن عن الرجل يبتاع الطعام ويبتاع اللحم، هل عليه في ذلك؟ فقال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كفى سرفاً ألا تشتهي شيئاً إلا أكلته" [أورده ابن أبي الدنيا في كتاب إصلاح المال 106].   ثانياً: النظر إلى ملذات الحياة الدنيا وشهواتها على أساس أنها وسيلة زائلة تقرب إلى الدار الآخرة لا على أنها غاية في ذاتها وهدف يطمح إلى تحقيقه والتشبث به، قال عثمان ابن عفان رضي الله عنه في آخر خطبة له: إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى، لا تبطركم الفانية، ولا تشغلكم عن الباقية، آثِروا ما يبقى على ما يفنى فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله عز وجل [ذكره ابن أبي الدنيا في ذم المال 77].   ثالثاً: التوسط في الإنفاق على النفس والأهل؛ قال عبدالملك بن مروان لعمر ابن عبد العزيز: كيف وما يغنيك؟ قال: الحسنة بين السيئتين، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [الفرقان: 67]. وقال الحسن: إن من علامة المؤمن: أن لا يقصر به بيته، ولا يبخل ولا يبذر، ولا يسرف ولا يقتر. وعن سفيان قال: "كانوا يكرهون الشهرتين: الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يُحتقر فيها ويُستَذَل دينه" [ذكره ابن أبي الدنيا في إصلاح المال 100].   رابعاً: الإنفاق في وجوه البر والخير، عن علي رضي الله عنه قال: ما أنفقت على نفسك وأهلك من غير سرف ولا تقتير فلك، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان ذكره الماوردي في كنز العمال (6 / 509)، وأورد الذهبي في السير عن الزهري قال: تصدق ابن عوف رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة [سير أعلام النبلاء 2 / 81]، وعن الحسن قال: "باع طلحة رضي الله عنه أرضاً له بسبعمائة ألف، فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أرقاً من مخافة المال حتى أصبح ففرقه" [ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 89]، وعن مغيث بن سمي قال: "كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فكان يقسمه كل ليلة ثم يقوم إلى منزله وليس معه منه شيء" [أورده أبو نعيم في الحلية].   خامساً: السعي في طلب الرزق سعياً لا يؤدي إلى التفريط في الطاعات قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك" [رواه البخاري - الفتح 1 / 223]، وعن ثابت البناني قال: "ذكر أنس سبعين رجلاً من الأنصار كانوا إذا جَنَّهم الليل أودوا إلى معلم لهم بالمدينة يبيتون يدرسون القرآن، فإذا أصبحوا فمن كانت عنده قوة أصاب من الحطب واستعذب من الماء، ومن كانت عنده سعة أصاب الشاة فأصلحها فكانت تصبح معلقة بحُجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء" (1 / 123)، وقال علامة الشام القاسمي رحمه الله: "وكان السلف يبتدرون عند الأذان ويُخلُون الأسواق لأهل الذمة والصبيان" [موعظة المؤمنين 1 / 125].   سادساً: الإكثار من محاسبة النفس عند سعة الرزق وانبساطه، وخشيتهم من أن يكون ذلك استدراجاً، قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: "قُتل حمزة فلم نجد ما نكفنه فيه وهو خير مني، وقتل مصعب بن عمير وهو خير مني فلم نجد ما نكفنه، وقد أصبنا منها ما قد أصبنا، ثم قال: إني لأخشى أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في الدنيا" [حلية الأولياء 1 / 100]. وعاد خباباً رضي الله عنه نفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: "أبشر يا أبا عبد الله إخوانك تقدم عليهم غداً، قال: فبكى وقال: أما إنه ليس بي جزع ولكنكم ذكرتموني أقواماً وسميتم لي إخواناً، وإن أولئك قد مضوا بأجورهم كلهم، وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أوتينا بعدهم" [الحلية 1 / 145]. وينبغي على كل مسلم أن يعلم: أن الترف والتنعم والرفاهية مما لا يليق بأهل الآخرة، بل اللائق بهم العمل بدين الله والدعوة إليه والذود عنه؛ فما عند الله خير وأبقى، {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16، 17]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» [رواه البخاري - الفتح 6 / 366]، وقال ابن القيم رحمه الله: "قال لي شيخ الإسلام في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطاً في النجاة"، ثم قال ابن القيم: "فالعارف يترك كثيراً من المباح إبقاءً على صيانته ولاسيما إذا كان ذلك المباح برزخاً بين الحلال والحرام" [مدارج السالكين 2 / 28]، وقال رحمه الله في الفوائد: "من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته" [الفوائد 146]. وعلى المترف أن ينظر في حوادث الزمان ونوائب الليالي والأيام، وليعلم أنه إن كان غنياً اليوم فقد يكون فقيراً غداً، فإن لم يردع نفسه في غناه واغتر بحاله فقد تزول دنياه فجأة ويتحول غناه فقراً وعزه ذلاً، وعندها تضيق به الأرض بما رحبت وتسوء عاقبته، فالعاقل يُعِدُّ نفسه لتقلب الأحوال وتبدل الأزمان، ولله در القائل: "إذا تم أمر بدا نقصه توقع زوالاً إذا قيل تم". كما أنه عليه أن ينظر في مدى خسارته وغبنه لاشتغاله بالترف ومظاهره: من ذهاب أمواله سدى، وإفناء الوقت في غير ما ينفع عند الله مع أنه يدنو بصاحبه من الآخرة، وضعف محبته لربه؛ لأن اشتغاله بملذات الدنيا وشهواتها يؤدي به إلى حبها حباً يصده عن الطاعة، قال ابن القيم رحمه الله: "لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة" [الفوائد 127]. وليدرك أن توفر وسائل الترف ومغريات الحياة بين يديه ليس من أسباب تحصيل السعادة، فكم من مترف منعم معرض عن دينه واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم بلغ الغاية في الاستمتاع بزهرة الحياة ومتعها ولكنه كثير الخوف والهموم، شارد البال، حياته ضنك وأيامه بؤس وشقاء وقد يصل الأمر به إلى الانتحار، ولهذا يقول تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، وكم من فقير دنياه مقترة عليه، يعيش في سعادة وانشراح صدر وحياة طيبة بسبب صلاحه وتقواه واستقامته قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، قال الحسن رحمه الله: أهينوا الدنيا، فوالله ما هي لأحد بأهنأ منها لمن أهانها [رواه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا 138 139]. ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد لا بد للعبد من إشغال نفسه بما ينفعه في آخرته، وترتيب الأولويات بحيث يقدم الأنفع على النافع والنافع على ما ليس فيه نفع، ومن يوفق لفعل ذلك فإنه سيتعالى بإذن الله عن التعلق بالدنيا وزينتها؛ قال سليمان الداراني: "لا يصبر عن شهوات الدنيا إلا من كان في قلبه ما يشغله بالآخرة"، وقال مالك بن دينار: "بقدر ما تخزن للآخرة يخرج هم الدنيا من قلبك" [ذكرهما ابن أبي الدنيا - ذم الدنيا 66]. إن في التأمل في تبعات الترف في الآخرة، واستشعار الوقوف بين يدي الله تعالى، والأسئلة التي ستوجه إلى العبد في ذلك الموقف عن النعيم الذي يتقلب بين جنباته في هذه الدنيا من أكبر الدوافع على ترك الترفه والتنعم، ولهذا ذكّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك فقال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع 2 / 221]، ولقد كان هذا التأمل من أكبر الأسباب التي دفعت بعض السلف إلى التقلل من الدنيا وملذاتها؛ قال طاووس رحمه الله: "حلو الدنيا مر الآخرة، ومر الدنيا حلو الآخرة" [حلية الأولياء 4 / 12]، وكان الأسود يقول: "من كانت الدنيا أكبر همه، طال غداً في القيامة غمه" [ذم الدنيا 132]. وعلى العاقل إدامة النظر في حال أهل الترف قديماً وحديثاً، والتأمل في أوضاعهم وما يعانيه غالبهم من غفلة، وقلة طاعة، وقسوة قلب، وكثرة هم، وتشتت فكر، بالإضافة إلى الفجيعة من تقلب الأحوال والخوف من انصرام ما هم عليه من نعيم وملذات، وهذا كفيل بردعه عن التعلق بالملذات، ورحم الله سفيان الثوري حين قال: "إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا فانظر عند من هي" [ذم الدنيا145]. كما أن القليل من نعيم الدنيا يكفي لعبورها والوصول إلى الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم حين دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال له: "يا نبي الله لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا!"، فقال: «مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» [رواه أحمد وصححه الألباني - المسند 1 / 301]، وكان خالد بن صفوان يقول: "بتُّ أفكر فكسبت البحر الأخضر بالذهب الأحمر، ثم نظرت فإذا الذي يكفيني من ذلك رغيفان وطمران" [أورده ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا 148]. وإن نظر المترف في أحوال إخوانه المسلمين والتأمل في ما يعانون من فقر وجهل ومرض وما يتعرضون له من حروب يجعله يدرك أن الأنفع له تقديم ما يفيض عن حاجته إلى إخوانه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه». اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في دورنا،   المصدر: موقع الشيخ سعد البريك    
    • لم اجده فبدلته بالرقم 15547
      وخرج لي هذا الموضوع بعنوان: نيدو ... لورباك ... أنكور .. كلها منتجات لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم

      وما اشبه اليوم بالبارحة !   لمن تأتي بعدي : 195445
    • 😢دخلت لأفعل الموضوع لأني احبه جدا لكن وجدت تعليقي - الذي نسيته - ورغم ذلك كذبته وجربت والحمدلله لقيت حيلة لاعادة تفعيله ..

      الروابط القديمة تعمل لكن الجديدة لا تعمل إلا بكتابة اسم الموضوع بالعربي..
      لذلك نستخدم هذا النطاق:
       
      ونضيف لنهايته الرقم بدل الأصفار الذي وضعته الأخت قبلنا .. 
      عملية معقدة شوية لكن تستحق 😉
    • عندما يقال للمسلم: (لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ) [العنكبوت:33] وعندما يقال للمسلمة: (لَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي) [القصص:7] فليس المقصود أن الإنسان لا يحزن ولا يخاف مطلقًا فالدنيا فيها أشياء تُحزن الإنسان وتُخفيه وقد حدث ذلك لأفضل الخلق الأنبياء والرسل قال عز وجل: (وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ) [العنكبوت:33] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الأنبياء كغيرهم من البشر يلحقهم المساءةُ والأحزان والسرور، لقوله عز وجل:(سِيءَ بِهِمْ) وقال عز وجل: (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ)[ص:22] قال العلامة العثيمين رحمه الله: من فوائدها: أن الأنبياء يلحقهم من الطبائع البشرية ما يلحق غيرهم، لقوله: (فَفَزِعَ مِنْهُمْ) حيث لحقه الفزع كما يلحق سائر الناس. فالمقصود بعدم الخوف والحزن، أن لا تكون أحزان المسلم ومخاوفه دائمة مستمرة، لأن ذلك يضعف قلبه ويمنعه من السير والتشمير في طاعة ربه، كما أن استمرار الأحزان، ودوام القلق، وكثرت المخاوف تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية، فالحزن الدائم (الاكتئاب)، والخوف المبالغ فيه (القلق)، من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا في العالم،  يقول الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي: (القلق)  من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم بأجمعه، ويقول الدكتور محمد الصغير استشاري الطب النفسي: يعد (الاكتئاب) من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم.، ويقول الدكتور محمد عثمان نجاتي: تتفق جميع مدارس العلاج النفسي على أن القلق هو السبب الرئيسي في نشوء أعراض الأمراض النفسية.   فينبغي للمسلم أن يبتعد عن الإحزان والمخاوف الدائمة يعينه على ذلك أمور، منها:       إفراد الله عز وجل بالعبادة وحده لا شريك له: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: إذا جرد العبدُ التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله تعالى، بل يفرد الله بالمخافة...فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، قال بعض السلف: من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله أخاف من كل شيء
        •        قوة الإيمان: قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [ آل عمران:175] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: كلما قوي الإيمان بالله قوي الخوف منه، وضعف الخوف من أولياء الشيطان، لقوله: (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)     •        الخوف من الله جل جلاله: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من خافه واتقاه آمنه من كل ما يخافُ ويحذرُ،...ومن لم يخفهُ أخافه من كل شيء، وما خاف أحد غير الله إلا لنقص خوفه من الله، قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُون) [النحل:98-100] وقال: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران:175] أي: يخوفكم بأوليائه، ويعظمهم في صدوركم، في تخافوهم، وأفردوني بالمخافة أكفِكُم إياهم
        •        الإيمان بالقضاء والقدر: قال ابن القيم: الإيمان بالقضاء والرضا به يُذهب عن العبد الهمَّ والغمَّ والحزن.
      •        التوكل على الله: قال العلامة السعدي رحمه الله: ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام، ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه. وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله تعالى...حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه، وهو الذي يؤمِّنُ الخائف، ويجير المستجير، وهو نعم المولى، ونعم النصير، فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه تولاه وحفه وحرسه وصانه، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله تعالى...حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه، وهو الذي يؤمِّنُ الخائف، ويجير المستجير، وهو نعم المولى، ونعم النصير، فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه تولاه وحفه وحرسه وصانه،
        •        التفاؤل: الأمراض وإن كثرت فالصحة أكثر منها، والآلام وإن وجدت فالعافية أكثر منها، والبلايا وإن وجدت فالسلامة أكثر منها، فالخير غالب كثير، يحتاج إلى قلب سليم يبصره، فليكن التفاؤل ملازمًا لك، تذهب عنك الأحزان، وتبتعد عن المخاوف، والقلق، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فاللذة والسرور والخير والنعم والعافية والصحة والرحمة في هذه الدار المملوءة بالمحن والبلاء أكثر من أضدادها بأضعافٍ مضاعفة
      •        عدم الاستسلام للأوهام والخيالات: لا تستسلم للأوهام، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: هناك ما يسمى بالوهم وليس بخوف، مثل أن يرى ظل شجرة تهتز، فيظن أن هذا عدو يتهدده. احذر توهم وجود أمراض فيك، وليست فيك، يقول الدكتور محمد بن عبدالله الصغير استشاري الطب النفسي: توهم المرض، هو اضطراب نفسي، يتعلق بمحتوى التفكير، حيث يظل ذهن الشخص مشغولًا بوظائف جسمه، وصحة بدنه، ويتصور أن لديه مرضًا خطيرًا خفيًا يدب في أعضائه، أو بعضها، ويهدده بالموت، فتراه يفسر أي عرض بسيط (كالخفقان أو بثور في الجلد...) على أنه دلالة على مرض خطير، فيبادر بالذهاب إلى الأطباء...باحثًا عن نتيجة تقنعه بأنه مريض فعلًا، وقد لا يقتنع بكثير من آراء الأطباء، ولا نتائج الفحوصات. وهذا الخوف خوف مذموم، قال  العلامة السعدي رحمه الله: الخوف...إن كان خوفًا وهميًا، كالخوف الذي ليس له سبب أصلًا، أو له سبب ضعيف، فهذا مذموم، يدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الجبن. ولذا ينبغي مقاومة هذا الخوف، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ينبغي للمؤمن أن...يطارد هذه الأوهام لأنه لا حقيقية لها وإذا لم يطاردها فإنها تهلكه، وقال: يجب على المؤمن أن يطادره ما أمكن، لأن المؤمن...قوي. فإن لم يقاوم المسلم هذا الخوف جلب له الأمراض والأزمات النفسية، يقول العلامة السعدي رحمه الله:"  فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة،...وكم أدت إلى الحمق والجنون، والمعافى من عافه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه
      •        عدم الاسترسال في الأحزان، فذلك لا يرد ما فات: الإنسان العاقل إذا فقد شيئًا عزيزًا عليه، فإنه يحزن عليه الحزن الطبيعي، بحيث لا يكون حزنه دائمًا مستمرًا معه، فذلك لا يجلب له نفعًا، فالأحزان الدائمة على ما مضى لا ترد ما فائت، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران:139] قال العلامة محمد العثيمين رحمه الله: ينهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن...الحزن على ما مضى، لأن هذا في الحقيقة كما أنه خلاف الشرع فهو خلاف العقل، لأن الحزن على ما فات لا يرد الفائت، لو تحزن ليلًا ونهارًا على ما مضى لن تغير شيئًا، الذي مضى وقع كما هو لن يتغير، ولهذا كان من الحزم أن لا يحزن الإنسان على شيءٍ مضى، بل يقول: قدر الله، وما شاء فعل
      •        التأسي بالأخرين فالكل يعاني: من نظر إلى أحوال الناس فسيجد أن الكلَّ يعاني،  فهذا من فقر، وهذا من مرض، وهذا من دين، وهذا من فقد عزيز، وهذا من كساد تجارة، وهذا من عقوق أولاد، ونحو ذلك، فلست الوحيد في معاناتك، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وليعلم أنه في كل وادٍ بنو سعدٍ، ولينظر يمنةً فهل يرى إلا محنةً ؟ ثم ليعطف يسرةً فهل يرى إلا حسرةٍ ؟ وأنه لو فتش العالم لم يرَ فيهم إلا مبتلىً، إما بفوات محبوبٍ، أو حصول مكروهٍ، وأن شرور الدنيا أحلامُ نوم، أو كظلِّ زائلٍ، إن أضحكت قليلًا أبكت كثيرًا، وإن سرت يومًا ساءت دهرًا، وإن متعت قليلًا منعت طويلًا، وما ملأت دارًا خيرةً إلا ملأتها عبرة، ولا سرته بيوم سرورٍ إلا خبأت له يوم شرورٍ، قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لكل فرحةٍ ترحة، وما مُلئ بيت فرحًا، إلا مُلئ ترحًا
        •        قراءة سورة يوسف ليرى المسلم كيف أن المحنة قد تتحول إلى منحة: المحنة قد تتحول إلى منحة، ومن قرأ سورة يوسف بتدبر ظهر له ذلك جليًا، قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: هذه القصة العظيمة التي قال الله في أولها: (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ) [يوسف: 3].وقال في آخرها: (قَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ) [يوسف:111]...هذه القصة من أحسن القصص، وأوضحها، وأبينها، لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال، ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة ومنةٍ، ومن ذل إلى عز، ومن رقٍّ إلى ملك، ومن فرقة وشتات، إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور...ومن ضيق إلى سعة...فتبارك من قصها فأحسنها ووضحها وبينها...وقال رحمه الله: ومن فوائد قصة يوسف: أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا، فإنه لما طال الحزن على يعقوب، واشتد به إلى أنهى ما يكون، ثم حصل الاضطرار لآل يعقوب، ومسهم الضر، أذن الله حينئذ بالفرج، فحصل التلاقي في أشد الأوقات إليه حاجة، واضطرارًا، فتم بذلك الأجر، وحصل السرور
      •        عدم التفكر كثيرًا في المستقبل: التفكير الكثير المبالغ فيه في المستقبل، يؤدي بالبعض إلى الخوف من المستقبل، وهو شعور بخوف من احتمال وقوع شيء غامض مكروه في المستقبل، من مرض، أو فقر، أو فقدان وظيفة، أو حدوث مصائب أو كوارث، ونحو ذلك، يقول الدكتور فالح بن محمد الصغير: التفكير المستمر في كيفية حمل أثقال المستقبل، ومسئولياته،...داء نفسي يدخل إلى النفس من خلال وساس الشيطان للإنسان المسلم بعظم الأمور التي تحدث حوله وإن كانت صغيرة. ويعالج ذلك بقوة الإيمان، يقول الطبيب النفسي محمد عبدالفتاح المهدي: إن المؤمن بالله إيمانًا صادقًا لا يخاف من شيء في هذه الحياة الدنيا، فهو يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة الله تعالى...والمؤمن الصادق الإيمان لا يخاف من مصائب الدهر، وغوائل الأيام، إنه لا يخاف أن تصيبه الأمراض، أو تقع له الحوادث، أو تحل به الكوارث، فهو يؤمن بالقضاء والقدر، ويعلم حق العلم أن ما يحل بالناس من سراء، أو ضراء، إنما هو ابتلاء من الله تعالى ليعلم من سيحمده على ما يناله من سراء، ومن سيصبر على ما يناله من ضراء، ولذلك فهو لا يجزع إذا أصابه شر، بل يتحمل ويصبر، ويحمد الله تعالى، ويدعوه أن يرفع عنه الشر والبلاء. اللهم فرج كروب المحزونين من المسلمين، ونفس همومهم، وأذهب أحزانهم، واجعل ما أصابهم كفارةً لذنوبهم، ورفعةً لدرجاتهم، واجعلنا ممن لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، في الدنيا والآخرة.
                                                              وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين فهد بن عبدالعزيز الشويرخ موقع مداد    
    • * "آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله" أي شرف له أن يقدم الله الأمر بالإيمان به على الإيمان بكتابه؟

      * "من يطع الرسول فقد أطاع الله" أوقف فلسفتك وآراءك ووجهات نظرك .. واجعلها تطأطئ رأسها جيدا عند جملة: قال رسول الله

      * "والضحى.والليل إذا سجى.ما ودعك ربك وما قلى" أي حب إلهي عظيم هذا ؟ حين يقسم الله لنبيه بالضحى وبالليل على أنه يحبه    .     * "ألم يجدك يتيما فآوى"أتذكر كيف أحبتك حليمة..وكيف حن عليك عمك..أتذكر ذلك الأمان الذي كان يحيط طفولتك..إنه بسبب إيوائنا لك .

      * تخيل حين يقول الله لعبد من عباده : أقسم لك بالضحى وبالليل إذا سجى أني أحبك .. اقرأ بداية سورة الضحى ثم عش ذلك الشعور الشفيف .

      * "ألم نشرح لك صدرك"ألم نجعل الإيمان يغمره وصدور أهل مكة ملأى بالكفر؟ألم نأمر الهداية أن تشع منه؟ألم نجعله القلب الأكثر ضياء؟   * "إنا كفيناك المستهزئين" لم يقل سنكفيك .. بل جاءت بصيغة الماضي .. لزيادة توكيدها .. فهو مكفي حتما بالله وحده.

      * "إنا كفيناك المستهزئين" فيه إشارة إلى أن العداوة الأكثر بقاء هي عداوة الاستهزاء.

      * "إنا كفيناك المستهزئين" فدفاع الرب سبحانه عن نبيه يكفيه عن دفاعنا .. ولكن احرص على أن تكون ممن يستعملهم الله للدفاع عن نبيه.

      * "إنا كفيناك المستهزئين " أهوِن بخصم وعدو قصارى عداوته استهزاء وسخرية .. إن كيده إذن لضعيف .. ومكره لتافه وسخيف.

      * "إنا كفيناك المستهزئين" .. هناك ذعر يسكن قلب المستهزئ بالنبي لا نعلمه نحن .. هناك ضيق لا ندركه .. هناك حرب يخوضها مع الجبار.

      * "سبحان الذي أسرى بعبده" ما يضره استهزاء دواب الأرض .. وقد أسرى به ربه إلى الأرض المباركة وعرج به إلى السماء .

      * من حكم تمكين الله الكفرة أن ينتجوا فيلما تافها يسيء لأعظم رسله؛ اختباره سبحانه لنا "وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب".

      * "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" يقسم الله تعالى بحياته .. تشريفا لها .. أفلا ينصره بعد مماته ؟ بلى والله .

      * "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" مهما بلغت العطاءات التي ينالها مخلوق..فلن يقارب شأنها إنزال القرآن على النبي.

      * "قل..." إذا سمعت كلمة قل في القرآن فليزد تعظيمك لهذا النبي الذي اختاره الله من بين البشر ليقول لك ويخبرك عنه سبحانه.

      * "وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلا" الإهلاك العام عقوبة إخراج النبي .. فما ظنكم بعقوبة السخرية به .. وبطريقته .. وشريعته؟   * "عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" حتى أهل الكفر والساخرين به سيحمدونه ويشكرونه على شفاعته عند ربه للفصل بين الخلائق .

      * "إن فضله كان عليك كبيرا"لم يؤت الله أحدا من الأولين والآخرين من النعم والأفضال والخيرات كماآتى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

      * "قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم" أعظم من شهد ويشهد وسيشهد على صدق نبوة محمد هو الله .. ألا يكفي الله؟

      صيد الفوائد  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182561
    • إجمالي المشاركات
      2536158
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×