اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57850
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180593
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8284
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53045
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31798
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37638 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 44 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • الباب الأول: الفضل بالسبق للذاكرين الله كثيرًا والذكرات: عن أبي هريرة، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسير في طريق مكة، فمرَّ على جبل يُقال له جُمْدان، فقال: سيروا، هذا جمدان، سبق المُفرِّدون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات))[1].   وعن أبي الدرداء، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألَا أُنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخير لكم من أن تلقَوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى، قال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله))[2].   الباب الثاني: فضل حياة قلب وروح الذاكر لربِّه على الحقيقة: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت))[3].   وفي رواية لمسلم: ((مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت))[4].   الباب الثالث: فضل من قال: الذكر عند المتضمن بالإيمان بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم: عن البراء بن عازب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قُل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متَّ من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به، قال: فردَّدتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت))[5].   وفي رواية: ((فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت، أصبت خيرًا))[6].   الباب الرابع: فضل الذكر والدعاء بعد الاستيقاظ من النوم: عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعارَّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى، قُبلت صلاته))[7].   وعن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرًا، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه))[8].   الباب الخامس: فضل إحسان الوضوء والذكر بعده: عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره))[9].   وعن عقبة بن عامر، قال: ((كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي، فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا يحدث الناس، فأدركت من قوله: ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبلًا عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة، قال: فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يديَّ يقول: التي قبلها أجود، فنظرت فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت آنفًا، قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدالله ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))[10].     الباب السادس: فضل الأذان: عن أنس بن مالك، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك، وإلا أغار، فسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على الفطرة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرجتَ من النار، فنظروا فإذا هو راعي مِعزًى))[11].     الباب السابع: فضل من قال هذا الذكر حيث يسمع الأذان: عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا، وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا، غُفر له ذنبه))، قال ابن رمح في روايته: ((من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد))، ولم يذكر قتيبة قوله: "وأنا"[12].     الباب الثامن: فضل الترديد خلف المؤذن، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سؤال الله له الوسيلة: عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))[13].   وعن عبدالله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلَّت له الشفاعة))[14].   الباب التاسع: فضل إجابة دعاء من قال ما يقول المؤذن ثم دعا: عن عبدالله بن عمرو، ((أن رجلًا قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل كما يقولون، فإذا انتهيت، فسَلْ تُعْطَهْ))[15].     الباب العاشر: فضل كثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة: عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألَا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))[16].   وعن أنس رضي الله عنه، قال: ((أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فكرِه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تعرى المدينة وقال: يا بني سلمة ألَا تحتسبون آثاركم؟ فأقاموا))[17].     وعن عباية بن رفاعة، قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغبرَّت قدماه في سبيل الله، حرَّمه الله على النار))[18].   وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضةً من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً))[19].     وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه، خمسًا وعشرين درجةً، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن، وأتى المسجد، لا يريد إلا الصلاة، لم يخطُ خطوةً إلا رفعه الله بها درجةً، وحط عنه خطيئةً، حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد، كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي - يعني الملائكة – عليه، ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يُحدث فيه))[20].   الباب الحادي عشر: فضل الدعاء بين الأذان والإقامة: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء لا يُرَدُّ بين الأذان والإقامة))[21].   الباب الثاني عشر: فضل من حمِد الله بهذا الذكر عند الاستفتاح للصلاة: عن أنس: ((أن رجلًا جاء فدخل الصف وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ، فقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فأرمَّ القوم، فقال: أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأسًا، فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: لقد رأيت اثني عشر مَلَكًا يبتدرونها، أيهم يرفعها))[22].     الباب الثالث عشر: فضل من أمَّن خلف الإمام فوافق تأمينه تأمين الملائكة: عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أمَّن الإمام، فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه، وقال ابن شهاب: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آمين))[23].     الباب الرابع عشر: فضل من قال الذكر بعد الرافع موافقًا تأمين الملائكة: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه))[24].   الباب الخامس عشر: فضل من سبَّح الله وحمده وكبَّره دُبر كل صلاة: عن أبي هريرة: ((أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم، فقال: وما ذاك؟ قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويُعتقون ولا نُعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَفَلَا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبِّحون، وتكبِّرون، وتحمدون، دُبُر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرةً، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء))[25].     الباب السادس عشر: فضل من قال سيد الاستغفار حين يصبح أو يمسي موقنًا بها قلبه: عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة))[26].   الباب السابع عشر: فضل من قال هذا الذكر بعد صلاة الصبح: عن ابن عباس، عن جويرية: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلتِ على الحال التي فارقتكِ عليها؟ قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلتُ بعدكِ أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهنَّ: سبحان الله وبحمده، عددَ خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))[27].   الباب الثامن عشر: فضل من قال هذا الذكر مائة مرة أو زاد عن ذلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك))[28].   الباب التاسع عشر: فضل التسبيح بحمد الله في يوم مائة مرة أو زاد على ذلك: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأتِ أحد يوم القيامة، بأفضلَ مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه))[29].   الباب العشرون: فضل أعمال فاضلة متنوعة للعبد المسلم من ذكر واستغفار، وكفِّ أذًى، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر بدخول الجنة: عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مَفصل، فمن كبَّر الله، وحمِد الله، وهلَّل الله، وسبَّح الله، واستغفر الله، وعزل حجرًا عن طريق الناس، أو شوكةً أو عظمًا عن طريق الناس، وأمَر بمعروف أو نهى عن منكر، عددَ تلك الستين والثلاثمائة السُّلامى، فإنه يمشي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار، قال أبو توبة: وربما قال: يمسي))[30].   الباب الحادي والعشرون: فضل من سقى كلبًا رحمة به: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما كلب يَطِيف بركية، كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت مَوقها فسقَته، فغُفر لها به))[31].   الباب الثاني والعشرون: فضل من كف الأذى عن الطريق: عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريقٍ وَجد غصن شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له))[32].     الباب الثالث والعشرون: فضل طهارة القلب وصدق اللسان: عن عبدالله بن عمرو، قال: ((قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان، نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غلَّ، ولا حسد))[33].   الباب الرابع والعشرون: فضل الحامد لربه بعد تناوله لطعامه وشرابه: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لَيرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمَده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها))[34].   الباب الخامس والعشرون: فضل الكلمة من رضوان الله، وإمساك اللسان عن كل ما لا يجوز، والعزلة حين تغير حال الناس: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد لَيتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم))[35].   وعن عقبة بن عامر، قال: ((قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك))[36].     الباب السادس والعشرون: فضل من اكتفى بعد عبادة ربه بأن يدَع الناس عن شره: عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعةً، أو فزعةً طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانِّه، أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفة من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير))[37].   وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أعلاها ثمنًا، وأنفَسها عند أهلها، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين ضائعًا، أو تصنع لأخرق، قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك))[38].   الباب السابع والعشرون: فضل التصدق بشق تمرة أو بكلمة طيبة: عن عدي بن حاتم، قال: ((ذَكَرَ النبي صلى الله عليه وسلم النار، فتعوذ منها وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه - قال شعبة: أما مرتين فلا أشك - ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة))[39].   الباب السابع والعشرون: فضل من سأل الله الجنة واستعاذ به سبحانه من النار: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجِره من النار))[40].   والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات.   [1] مسلم 4 - (2676)، وأحمد (9332)، وابن حبان (858). [2] صحيح: رواه أحمد (21702)، والترمذي (3377)، وابن ماجه (3790)، وصححه الألباني. [3] رواه البخاري (6407). [4] رواه مسلم 211 - (779)، وابن حبان (854). [5] البخاري (247)، ومسلم 56 - (2710). [6] رواه البخاري (7488)، ومسلم 58 - (2710). [7] البخاري (1154)، وأحمد (2596)، وأبو داود (5060)، والترمذي (3414)، وابن ماجه (3878)، وابن حبان (2596). [8] صحيح: رواه أحمد (22092)، أبو داود (5042)، وابن ماجه (3881)، وصححه الألباني. [9] مسلم 33 - (245). [10] مسلم 17 - (234)، وأبو داود (169)، وأحمد (17314)، والترمذي (55)، والنسائي (148)، وابن ماجه (470). [11] مسلم 9 - (382)، وأحمد (12351)، والترمذي (1618)، وابن حبان (4753). [12] مسلم 13 - (386). [13] البخاري (614)، وأحمد (14817)، وأبو داود (529)، والترمذي (211)، والنسائي (680)، وابن ماجه (722). [14] مسلم 11 - (384)، وأحمد (6568)، أبو داود (523)، والترمذي (3614)، والنسائي (678). [15] حسن صحيح: رواه أحمد (6601)، وأبو داود (524)، وابن حبان (1695)، وقال الألباني: حسن صحيح. [16] مسلم 41 - (251)، وأحمد (7729)، والترمذي (51)، والنسائي (143)، وابن ماجه (428)، وابن حبان (1038). [17] البخاري (1887)، وأحمد (12033)، وابن ماجه (784). [18] البخاري (907)، وأحمد (15935)، والترمذي (1632)، والنسائي (3116)، وابن حبان (4605). [19] مسلم 282 - (666)، والترمذي (603)، وابن ماجه (774)، وابن حبان (2044). [20] البخاري (647) واللفظ له، ومسلم 246 - (649). [21] صحيح: رواه أحمد (12200)، وأبو داود (521)، والترمذي (212)، وابن حبان (1696). [22] مسلم 149 - (600). [23] البخاري (780)، ومسلم 72 - (410). [24] البخاري (6306)، وأحمد (17111)، والترمذي (3393)، والنسائي (5522)، وابن حبان (933). [25] البخاري (796)، ومسلم 71 - (409)، وأحمد (9923)، والترمذي (267)، والنسائي (848). [26] البخاري (843)، ومسلم 142 - (595). [27] مسلم 79 - (2726)، وأحمد (27421)، وأبو داود (1503)، والترمذي (3555)، وابن ماجه (3808)، وابن حبان (832). [28] البخاري (3293)، ومسلم 28 - (2691). [29] مسلم 29 - (2692)، وأبو داود (5091)، والترمذي (3469)، وابن حبان (860). [30] مسلم 54 - (1007). [31] البخاري (3467)، ومسلم 155 - (2245)، وأحمد (10621)، وابن حبان (386). [32] البخاري (652)، ومسلم 164 - (1914). [33] صحيح: رواه ابن ماجه (4216)، وصححه الألباني. [34] مسلم 89 - (2734)، وأحمد (12168)، والترمذي (1816). [35] البخاري (6478) واللفظ له، ومسلم 49 - (2988) مختصرًا على الشطر الثاني، وأحمد (8411)، وابن حبان (5707). [36] صحيح: رواه أحمد (17334)، والترمذي (2406)، وصححه الألباني. [37] البخاري (2518)، ومسلم 136 - (84). [38] مسلم 125 - (1889). [39] البخاري (6023)، ومسلم 68 - (1016). [40] صحيح: رواه أحمد (13173)، والترمذي (2572)، والنسائي (5521)، وابن ماجه (4340)، وابن حبان (1034)، وصححه الألباني.   صلاح عامر قمصان   شبكة الالوكة
    • الأنبياء والرسل تعرف الناس بالآله الحق (المعبود) وتعرفهم بما يصلح آخرتهم (العبادات) وتعرفهم بما يصلح دنياهم (العادات) فإرسالهم من أعظم النعم والمنن ﴿لقدمن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولامن أنفسهم يتلوعليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوامن قبل لفي ضلال مبين﴾   تخيل أن رجلًا ذهب إلى الله، ثم يرسل لك وصية بعد أن انتقل عن الدنيا؟ فكيف ستكون أهمية وصيته؟ فهذا إبراهيم أعلم الناس بالله بعد نبينا يرسل لنا وصية بعد موته وارتحاله عن هذه الدنيا.. إنها وصية قادمة من رجل سبقنا في الرحلة إلى المستقبل الأبدي.. فكأنها وصية قادمة من المستقبل.. وماذا كانت هذه الوصية.. إنها الوصية بأمور تبني لك موقعًا في الجنة: «يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».    
    • {يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} [الحجرات : ١٧]   فَمَا الَّذِي فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا إِنْ أَنْتَ ظَفِرْتَ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ السَّنِيَّةِ وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ؛ إِنْ كَانَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا قَدِ اصْطَفَاكَ وَاجْتَبَاكَ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ وَجَعَلَكَ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَالطَّرِيقِ الْقَوِيمِ؟ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟» قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».   إِنَّ نُورَ الْهِدَايَةِ قَدْ يُقْذَفُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ وَإِنْ كَانَتِ الْآلَةُ كَالَّةً وَالْفَهْمُ ضَئِيلًا! وَقَدْ يُسْلَبُهَا مَنْ كَانَ فَطِنًا ذَكِيًّا حَادَّ الذَّكَاءِ، لَهُ اعْتِبَارَاتُهُ فِي عَالَمِ الدُّنْيَا، أَبْحَاثٌ دَقِيقَةٌ وَدِرَاسَاتٌ عَمِيقَةٌ، وَلَهُ مِنَ الْأَلْقَابِ مَا يَكِلُّ مِنْهَا اللِّسَانُ، تَقُومُ لَهُ الدُّنْيَا وَلَا تَقْعُدُ، وَمَعَ هَذَا يَعْبُدُ بَقَرَةً أَوْ فَأْرَةً أَوْ حَجَرًا أَوْ شَجَرًا!! حَتَّى تُدْرِكَ أَيُّهَا الْمُوَفَّقُ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمَقَايِيسِ الدُّنْيَوِيَّةِ لَا عِبْرَةَ بِهَا فِي الْمَوَازِينِ الْأُخْرَوِيَّةِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَقَالَ: اقْرَءُوا، ] فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا  [ [الكهف:105]» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. فَالْعِبْرَةُ بِمَا حَمَلَ الْجَنَانُ مِنْ أَنْوَارِ الْيَقِينِ وَالْإِيمَانِ، وَلِذَا فَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَسْتَشْعِرُونَ نِعْمَةَ الْهِدَايَةِ عِنْدَمَا يَدْخُلُونَهَا؛ قَالَ اللهُ: ] وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [ [الأعراف:43]. بَلْ إِنَّ أَحَدَهُمْ رُبَّمَا تَذَكَّرَ قَرِينَهُ وَصَاحِبَهُ الَّذِي كَانَ يَؤُزُّهُ إِلَى الشَّرِّ أَزًّا؛ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَصَمَهُ عَنْ سُلُوكِ سَبِيلِ الرَّدَى وَيَسَّرَ لَهُ طَرِيقَ الْهُدَى؛ ]فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ * قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٞ * يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُصَدِّقِينَ * أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلۡ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ * قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرۡدِينِ[  [الصافات:50-56].


      {يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} [الحجرات : ١٧]

      إذا أعجبتك نفسك عند الطّاعة فذكرها بهذه الآية ..

      من هُدي إلى الإيمان وعمل بأركان الإسلام فهو الموفق وليسأل ربه الثبات وحسن الختام ..
      الهداية للإيمان أعظم منن الرحمن ، كل صواب من أعمالك فالمنة فيها لله ، ومن أعظم نعم الله على عبده توفيقه للطاعة ، ومن أعظم الخذلان بعد الطاعة أن يمن العبد بطاعته .
      انكسار المذنب ، وحرقة قلبه ، وصدق توبته خيرٌ من كِبر وإعجاب الطائع وإدلائه بعمله .. يمنون أن سلكوا الطريق إلى الجنة !!.. لا بل المنة لله وحده من قبل ، أن وفقهم لذلك ، والمنة له من بعد ، أن لم يؤاخذهم بما قالوا !!..
      (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه)
    • {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات : 13]

      كيف يتفاخر الناسُ بالآباء والأحساب والأنساب؛ وآدمُ عليه السلام هو أبو البشر جميعاً؟! وقد خُلِقَ من تُراب؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ؛ جَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ» صحيح – رواه أبو داود. فأصل البشر جميعاً إلى التُّراب والطِّين، فلا يجوز لأحد – بعد ظهور هذه الحقيقة – أنْ يَفتخر بآبائه ونسبه على أحد؛ فإنَّ التفاضل بين بني آدم لا يكون إلاَّ بالتقوى.


      ولَمَّا خَطَبَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ - قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ؛ إِلاَّ بِالتَّقْوَى» صحيح – رواه أحمد. وقال عليه الصلاة والسلام: «كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» رواه مسلم. قَالَ شُرَيْحٌ: (كُلُّكُمْ بَنُو عَبِيدٍ وَإِمَاءٍ) رواه البخاري.


      وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ - فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلاَنِ: رَجُلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ» صحيح – رواه الترمذي.



      ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التفاخر بالآباء الذين ماتوا، فقال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا، إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونَنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجُعَلِ [هو دُويبة أرْضِية] الَّذِى يُدَهْدِهُ [أي: يُدَحْرِج] الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ [الكِبْرُ وَالفَخْرُ] إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ» حسن – رواه الترمذي.



      ونَهَى - أيضاً - عن احتقار الناس وازدرائهم، وأبان بأنَّ ذلك يصدر – في الغالب – عَمَّنْ غلب عليه داءُ الكِبْرِ والجهل، لذا يَسْتَصْغِرُ غيره، ويَنْظُر إلى نفسه بعين الرضا؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ. قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ. الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ [أي: دَفْعُهُ ورَدُّه] وَغَمْطُ النَّاسِ [أي: هو احتقارُهم وازدراؤُهم]» رواه مسلم.

      فلا ينبغي أن يغتر الناس بالمظاهِرِ والصُّور، والأشخاصِ والأجسام، وإنما المقياس بالأعمال والقلوب؛ فعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الأَرَاكِ - وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ - فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ» حسن - رواه أحمد. دل الحديثُ: على أنَّ الذي يثقل في الميزان صحيفةُ الأعمال، لا أشخاصُ العاملين.



      ويوم القيامة تُكشَفُ الحقائِقُ، وتُبلى السَّرائرُ، فَرُبَّ شَخْصٍ عَظِيمٍ في بدنه، مُعَظَّمٍ عند قومِه، وهو لا يَزِنُ عند الله جناحَ بعوضة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ. وَقَالَ: اقْرَءُوا: ﴿ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف:105]» رواه البخاري ومسلم. دل الحديث: على أنَّ السِّمَنَ المُكْتَسَب للرِّجال مذموم؛ وسبب ذلك؛ أنَّ السِّمَنَ المُكْتَسَب إنما هو كثرة الأكل، والشَّرَه، والدَّعَة، والراحة، والاسترسال مع النفس على شهواتها.

      (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) التقوى مقياس ربّاني ، الأكرم هو الأتقى
      ليس في كتاب الله آية يمدح فيها أحداً بنسبه ولا يذم أحداً بنسبه ، وإنما يمدح الله الإنسان بإلإيمان والتقوى .. ألا تحب أن تكون أكرم الناس ؟ اتق الله

      هذه الآية الكريمة تُلغي الكِبر والإعتزاز بالنسب . من أنت ؟ لاتقل أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ماقد حصل .
      يُكرم الإنسان بتقواه وأخلاقه لابنسبه وشهاداته ، ويرفع الله عباده بالتواضع ، ويرزقهم القبول في الأرض ويوم العرض .. يمدحهم بالإيمان الراسخ في قلوبهم ويذمهم بالكفر والمعاصي .. هذا هو الميزان الحق ، وما عداه هو باطل ..

      د. محمود بن أحمد الدوسري






      يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

      - ” وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا … ” تضيف لهم ….. ويضيفون لك … / نايف الفيصل

      - ألاَ تحب أن تكون أكرم الناس ؟ ﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾/ نايف الفيصل

      - {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ليس في كتاب الله آية يمدح فيها أحدا بنسبه ، ولا يذم أحدا بنسبه ، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى . ابن تيمية/ نايف الفيصل

      - “إن أكرمكم عند الله أتقاكم …. ” مقياس رباني ……. (الأكرم هو الأتقى)/ نايف الفيصل

      - ﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ آية تُلغي الكبر والاعتزاز بالنسب.. من أنت ؟ لا تقل أصْلي وفصلي أبدا إنما أصل الفتى ما قد حصل/ نايف الفيصل

      - ﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ ؛ يرفعهم بالتواضع ، يرزقهم القبول في الأرض ويوم العرض ، أحباؤه وأصفياؤه ، عُليَة القوم. / فرائد قرآنية

      -قالوا : المَرءُ بآدابه لا بثيابه، وبفَضِيلته لا بفَصيلته ، وبأنبائه لا بآبائه ، وبكماله لا بجَمَاله... ومصداقه في كتاب الله : . ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ .

      -}إن أكرمكم عند الله أتقاكم{ التفضيل ليس بالفقر والغنى، ولا بالعافيه والبلاء، ولا بالحر والعبد، وإنما فضّل الله الناس بالتقوى.



      حصاد التدبر  
    • إن من أعظم أسباب صلاح القلوب، وتزكية النفوس: الحرص على تدبر آيات القرآن الكريم؛ كما قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، فإن التدبر يورث اليقين، ويزيد الإيمان، وهو طريق إلى العمل بما في القرآن من المأمورات، والكف عن المنهيات، وهو سبيل إلى الاعتبار والاتعاظ بأمثاله وقصصه، وكل ذلك يزيد القلب تعظيمًا للقرآن الكريم، يقول ابن القيم رحمه الله: "ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته".   ومن هذا المنطلق نقف هذه الوقفات مع سورة من قصار السور؛ ألا وهي: [سورة العاديات] ومع قلة عدد آياتها إلا أن فيها دروسًا وعبرًا لا تحصى!   • سورة العاديات: هي سورة مكية، وعدد آياتها إحدى عشرة آيةً، والغريب أنها تتحدَّث عن الجهاد!   اشتملت السورة على ثلاثة موضوعات؛ ولذلك يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: 1- آيات القسم: مشهد الخيل وهي تجري في الجهاد في سبيل الله تعالى؛ فقد صور الله تعالى هذا المشهد بأدق التفاصيل. 2- جواب القسم: وهو جحود الإنسان وحبه الشديد للدنيا. 3- خاتمة السورة: وعيد وتذكير ببعثرة القبور، وتحصيل ما في الصدور.   أولًا: آيات القسم الأول: بدأت السورة بأسلوب قسم؛ فالواو من حروف القسم، والعظيم سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بالشيء العظيم، وهو سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته: المرسلات، الفجر، الضحى، الليل، الشمس؛ وفيها أطول قسم.   وهنا أقسم الله تعالى: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴾ [العاديات: 1]؛ أي: الجاريات من العَدْو والجري؛ فذكر الوصف ولم يذكر الموصوف، وأشهر التفاسير أنها: الخيل حين تعْدُو بسرعة، والضبح: هو صوت أنفاسها في صدرها عند اشتداد عدوها.   تعلمنا هذه الآية: المسارعة والمسابقة في أبواب الخير؛ تقول لك: تعلم من الخيل في عدوها في سبيل الله الجري والمسارعة في الطاعات وأبواب الخير؛ كما قال تعالى في آيات كثيرة: ﴿ وَسَارِعُوا ﴾ [آل عمران: 133]، ﴿ سَابِقُوا ﴾ [الحديد: 21]، ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة: 148].   قوله: ﴿ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴾ [العاديات: 2]؛ أي: النار التي تخرج من أثر احتكاكهن بالحجارة خلال عدوها بسرعة؛ كما قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴾ [الواقعة: 71].   تعلمنا هذه الآية: القوة في كل شيء؛ ففيها دليل على قوة الخيل في الجري؛ لدرجة أن اصطكاك حافرها بالصخر يقدح شررًا، وفيه دليل على إقبال راكبها نحو العَدْو.   قوله: ﴿ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴾ [العاديات: 3]؛ أي: يغير أهلها على العدو في وقت الصباح، وهذا أمر أغلبي؛ أي غالبًا ما تكون الإغارة في الصباح، وهذا أحسن ما يكون إغارةً على العدو أن يكون في الصباح؛ لأن العدو غالبًا يكون في غفلة ونوم، وحتى لو استيقظ من الغارة فسوف يكون على كسل وعلى إعياء.   وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُغِير على قوم في الليل؛ بل ينتظر، فإذا أصبح؛ إن سمع أذانًا كفَّ وإلا أغار.   تعلمنا هذه الآية: المسارعة والإقدام والمداومة؛ حيت تشير الآية إلى أن الخيل تجري نحو العدو الليل كله باستمرار ومداومة.   وفيه أيضًا: البركة في البكور.   قوله: ﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴾ [العاديات: 4]؛ أي: فهيجن من الإثارة الغبار بذلك العدو، أو المكان الذي حلت فيه.   تعلمنا هذه الآية: أن يكون لك أثر في كل مكان لخدمة هذا الدين العظيم.   وهذا الغبار له فضل عند الله تعالى، وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسهما النار)) ((ولا يجتمع غبار في سبيل الله مع نار جهنم))؛ [رواه البخاري].   قوله: ﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾ [العاديات: 5]؛ أي: فتوسطن براكبهن جموع العدو، وتوسطته؛ بسبب الغبار الذي هيجته، وهذا دليل على أنهم مقدمون على الأعداء، ودليل على شجاعتهم؛ فلم يقفوا على الأطراف؛ ليكون سهلًا للفرار!   ثانيًا: آيات القسم الثاني: بعد الكلام عن معالي الأمور، وذروة سنام الإسلام، وحال الخيل في أرض الجهاد، وبعد أن أقسم بالأشياء العظيمة لتأكيد هذا الأمر؛ وهو: قوله: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6]؛ أي: لكفور جحود لنعم ربه عليه، وهو جواب القسم، وهذا الجواب: أكد بثلاثة مؤكدات: واو القسم، وإن، اللام.   عن الحسن البصري: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ قال: "هو الكفور الذي يعد المصائب، وينسى نعم ربه".   تعلمنا هذه الآية: لا تكن الخيل أفضل منك أيها الإنسان الجحود! وهذا يدعو الإنسان: أن يسأل نفسه: ما هي أحواله من نعم الله تعالى عليه؟ • ما هي صفات الإنسان الكنود؟ 1- لا ينظر إلا للمفقود؛ وهذه من أخطر أسباب التعاسة والشقاء: أن ينظر إلى ما ينقصه ولا ينظر إلى ما يملكه! وصدق القائل عن أحوال الناس في هذا الزمان: "الفقر في قلوبهم، ولكن في أيديهم ما يكفيهم".   نعم الله تعالى ليست محصورة في المال؛ فقد تعطى المال وتحرم غيره؛ عن يونس بن عبيد رحمه الله: أن رجلًا شكا إليه ضيق حاله، فقال له يونس: أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم؟ قال الرجل: لا. قال: فبرجليك؟ قال: لا، قال: فذكره نعم الله عليه، فقال يونس: أرى عندك مئين ألوف، وأنت تشكو الحاجة!".   تأمل معي أخي الحبيب، وسل نفسك هذه الأسئلة؛ لتعرف كثرة نعم الله عليك: ألست اليوم أنت تقوم وحدك؟ وتجلس وحدك؟ وتمشي وحدك؟ وتقضي حوائجك وحدك؟ وتشرب كوب الماء وحدك دون مساعدة أحد؟ وتنظر وتسمع وتتكلم؟ وتنام مرتاحًا ولا تشعر بألم؟ هذه والله نعم حرم منها الكثير من الناس اليوم.   2- ومن صفات الكنود: أنه لا ينظر إلا لما في أيدي الناس، والتوجيه القرآني: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131]، والتوجيه النبوي كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم)) وفي راوية: ((إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق؛ فلينظر إلى من هو أسفل منه))، قال عون بن عبدالله رحمه الله: "صحبت الأغنياء فلم أر أحدًا أكثر همًّا مني، أرى دابةً خيرًا من دابتي، وثوبًا خيرًا من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت".   3- ومن صفات الكنود: ينسب النعم لغير المنعم؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا؛ فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب)).   4- ومن صفات الكنود: عدم شكر النعم، وقد قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].   قوله: ﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾ [العاديات: 7]؛ أي: وإن الإنسان على كنوده وجحوده يشهد على نفسه لظهور أثره عليه، وقيل: الضمير عائد على الله تعالى؛ لكن سياق الآيات يدل على أنه عائد على الإنسان الجحود.   يشهد على ذلك: بأقواله وأفعاله وما يخفيه في صدره؛ فهو كنود بلسانه: بكثرة التشكي وكثرة عبارات التسخط، وإعلان الحاجة والفلس دائمًا، وكنود بقلبة: بكثرة التسخط والاعتراض على قدر الله تعالى، وكنود بأفعاله: لا يظهر نعم الله عليه!   قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8]؛ أي: إن الإنسان لأجل حب المال لبخيل ممسك.   والخير: هو المال؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20]، وسمي المال خيرًا؛ لأنه يفعل به الخير، أو يظن الناس فيه الخير.   ومن شدة حب المال: ربما يظلم، ويعتدي، ويسرق، وغيرها من صور الكسب الحرام!   ومن شدة حب المال: يبخل به، ويبخس الناس حقوقهم!   ولماذا جحد الإنسان نعم ربه؟ لأنه غفل عن الآخرة؛ ولذلك جاءت آيات القسم الثالث: وعيدًا وتذكيرًا لهذا الكنود ببعثرة القبور، وتحصيل ما في الصدور.   ثالثًا: آيات القسم الثالث: بعد أن ذكر أحوال المجاهدين، ثم الذين يجحدون ويبخلون، جاء التهديد لهذا الكنود: ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾ [العاديات: 9]؛ أي: هذا الإنسان إذا بعث من القبر للحساب والجزاء.   قوله: ﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [العاديات: 10]؛ أي: واستخرج وأظهر ما في صدره من خير أو شر، فكما أن الأجساد أخرجت، فكذلك ما في الصدور.   تعلمنا هذه الآية: منزلة القلوب، وأهمية الاعتناء بها؛ كما قال: ﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴾ [الطارق: 9]؛ ففي الدنيا الأحكام على الظاهر، لكن في الآخرة المعاملة بما في القلوب.   قوله: ﴿ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾ [العاديات: 11]؛ أي: عالم بما أعلنوا وما أسروا فيجازيهم عليه؛ فهذا وعد ووعيد؛ وعد لمن آمن وعمل صالحًا، ووعيد لمن كفر بالله وجحد نعمه! إنسان يقدم ويبذل، والآخر يجحد ويبخل، والله تعالى خبير بهم، ويعلم أحوالهم.   نسأل الله في عليائه أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم على نبينا محمد.   رمضان صالح العجرمي   شبكة الالوكة
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182449
    • إجمالي المشاركات
      2535958
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93293
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×