اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57863
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180594
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8285
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53048
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31798
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37649 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 472 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    2 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • برنامج بنيان مرصوص. د. رقية العلواني.( الرضا)   حديثنا اليوم هو ملخص لحوار جرى بيني وبين إحدى الصديقات قالت لي وهي تحدثني لما لا تكون الحلقة القادمة في البنيان المرصوص عن الرضا؟ فاستغربت قلت:ولكن ما دخل الرضا في قضية البنيان المرصوص؟ نحن نتكلم عن الأخوة نتكلم عن العلاقات بين الناس نتكلم عن إصلاح الإنسان لنفسه حتى يستطيع أن يكون مصلحاً مع غيره ودار بيننا الحديث.

      استوقفني في الحديث العديد من النقاط:
      النقطة الأولى أنها بالفعل كانت على حق. الرضا هو أعظم ما نحتاج إليه اليوم لأجل أنفسنا أولاً ولأجل تعاملنا مع الآخرين. الرضا هو نوع من أنواع الحلقات المفقودة إلى حد ما في حياتنا المعاصرة التي جعلت العلاقات بين الناس علاقات مشتتة علاقات يحكمها في كثير من الأحيان الهجر والقطيعة والحسد وإرادة وتربص الشر بالآخرين في بعض الأحيان، الرضا. وللرضا شعور نفسي يمن الله سبحانه وتعالى على بعض عباده نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً منهم.
      للرضا إحساس بالسعادة لا يمكن أن نشتريه من أي سوق من أسواق الدنيا أبداً لا يشترى بمال هو شعور ينبع من داخل نفس الإنسان من أعماق قلبه شعور بالرضا، ولكن بالرضا عن أي شيء؟ بالرضا عن ربه عز وجل.

      ولكم أن تتساءلوا معي كيف يرضى الإنسان عن ربه والإنسان هذا المخلوق الضعيف غاية ما يتمناه أن يرضى ربه عنه، فكيف هو يرضى عن ربه؟
      أن ترضى عن ربك سبحانه وتعالى بمعنى أن تستشعر عظيم نعمه وإحسانه إليك ليل نهار. النَفَس الذي يدخل إلى الرئة ونتنفسه الماء الذي نشرب الرجل التي أستطيع المشي عليها اليد التي أحركها اللسان الذي ينطق الآن بيني وبينكم فيوصل ما أريد من كلمات ومشاعر إليكم عبر كل هذه المسافات، كل النعم التي أنا وأنتم نتقلب فيها ليل نهار هي مجرد مؤشرات ودلائل ينبغي أن تقودني إلى ذاك الشعور الذي نتحدث عنه الشعور بالرضا، شعوري بالرضا عن الله عز وجل،

      شعوري بأن كل ما فيّ من نعمة ومن عطاء ومن خير ومن عمل صالح ومن حسنة إنما هو من عطاء ربي وإحسانه أولاً وأخيراً. أرأيت اللسان الذي ينطق بذكر الله؟ أرأيت كيف أنا وانت الأن قد شغلنا بحديث عن الله عز وجل ولم نُشغل بحديث من اللغو أو الكلام الفارغ أو الباطل أو أي نوع من أنواع الحديث بين الناس؟ هذه نعمة تستحق منك ومني تمام الرضا عن الله سبحانه الذي أعطى، الذي وفّق، الذي هدى، الذي أنعم ولذا ربي سبحانه وتعالى ينال العبد رضاه بلقمة يأكلها أو بشربة ماء يشربها فيحمد ربه عز وجل عليها. الحمد الذي هو صنوان الرضا، الحمد الذي هو قبل أن يكون كلمة تقال باللسان هو شعور، هو إحساس بأني راضي عن الله راضي عن نعمه، راضي عن عطائه، راضي عن ما أنا فيه، راضي عن الحال التي أنا فيها هذا الذي نفتقده في هذه الأيام.

      والله لقد جلست في حياتي في مواقف وانا متأكده أنكم مررتم بالشيء ذاته مع أناس يمتلكون كل شيء تقريباً من متاع الدنيا ومع ذلك فقدوا الإحساس بطعم أي شيء مما يمتلكون هذه كارثة!
      عدم وجود الرضا الذي قطعاً سيؤدي إلى نوع من أنواع القلق النفسي في داخل نفس الإنسان، ينعكس في طريقته في التعامل مع الآخرين على الشعور بأنه قد ربما ينظر إلى ما في أيدي الآخرين حتى وإن كان الذي في أيديهم أقل بكثير مما يمتلك وما ذاك إلا لغياب وفقدان شعور الرضا في داخل نفسه. وعلى العكس تماماً قد تجد فقد كل شيء، أم فقدت لا قدّر الله أولاد، فقدت صحة، فقدت زوجاً، فقدت بيتاً كما في الكوارث التي تحدث في عصرنا الآن في الوقت الذي نتحدث عنه في مختلف البلدان في عالمنا الإسلامي نسأل الله العظيم أن يرفع الظلم والضر عن إخواننا المسلمين في كل مكان. ومع ذلك تجد امرأة أو رجل قد فقد كل هذه الأشياء وتراه يرفع يديه يحمد الله عز وجل على النعم التي هو فيها. وتخيّل كل ما هو فيه من مصائب مادية أو معينة دنيوية نحن نظر إليها والله لما أعطاه الله عز وجل إياه من الصبر والثبات أعظم من نعم الدنيا كاملة مجتمعة لو أعطيت له.

      الرضا عن الله عز وجل في السراء وفي الضراء في الشدة وفي الرخاء في الفرحة وفي المصيبة حين أحزن وحين أفرح، حين تُقبل عليّ الدنيا وحين تُدبر وتُعرض عني الدنيا، الرضا، الإحساس بأن ما يقضي به الله عز وجل عليّ هو خير ولذلك المصائب التي تصيب البشر، مصيبة يصاب بها البشر كأن يفقد كما قال الله عز وجل في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة) اُنظر إلى الجزاء (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة)

      أترى ما أُخذ منهم من متاع الدنيا النقص في الأموال والأنفس والثمرات والأولاد والدنيا والأوطان، تضحيات، متاع الدنيا الذي فُقِد، ما أعطاهم إياه ربي من الصلاة عليهم ومن هدايتهم ومن اللطف بهم ومن الرضا ومن الثبات ومن اليقين به سبحانه أعظم بكثير جداً مما قد أُخذ منهم.

      ودعوني أذكر لكم قصة أو موقف حدث معي أنا شخصياً أذكر في يوم من الأيام كنت على علاقة بإحدى الصديقات علاقة قوية وكنت أراها في ساحات الدعوة وكنت أراها في ساحة الأنشطة المختلفة الإجتماعية والخيرية ولكن بشكل معتاد ثم إذا بهذه المرأة تفقد ابنها الوحيد شاب فجأة فقدت ابنها الوحيد الذي أشد ما تكون تعلقاً به. أنا حين رأيتها للوهلة الأولى قلت هذه المرأة ستُجنّ، ثبتت بحمد الله عز وجل عند الوهلة الأولى وربي سبحانه وتعالى أنعم عليها بالثبات وبالصبر أحسبها كذلك والله حسيبها ولكن ليس هنا بيت القصيد. بيت القصيد أن هذه المرأة التي كانت قد تنجز في بعض الأحيان في الأسبوع مثلاً درساً أو درسين أو ما شابه من الدروس تعطي، تقدّم دروساً في المساجد وفي الجمعيات أصبحت طاقة مهولة جداً، عشر دروس خمسة عشر درساً على الجمعيات على البيوت على الحيّ الذي تسكن فيه على الكتب على توزيع على مشاريع خيرية فهنا تساهم في مشروع في الهند في حفر آبار وهناك تساهم في منطقة في إفريقيا وتجمع هنا لبناء مسجد، أكاد أن أرى بصمة لها في كل عمل خير أسأل عنه أو تكون يأي نوع من أنواع الصة مع القائمين عليه ما وجدت هذه المرأة إلا قائمة وقاعدة في عمل الخير. فوالله أذكر ذات يوم أني حدثتها بعد إنتهاء المصيبة وما ألمّ بها بطبيعة الحال ومرور بعض الفترات أو السنوات على الموضوع على وفاة ابنها رحمه الله فبكيت قلت لها يا فلانة يعني اسمحيلي ولكن كأن وفاة فلان رحمة الله عليه فتحت عليك أبواباً من عمل الخير يعني أغبطك عليها. قالت نعم، فلان كان في حياته كان خيراً لي وبعد وفاته كان خيراً لي انغمست في عمل الخير اندفعت إليه لأخرج من الشعور بالفقدان، الألم والحسرة والحزن موجود على الفراق لكن الرضا موجود. العطاء عطاء الله سبحانه وتعالى الرضا عن الله عز وجل سواء كنت كما ذكرنا في خير أو في شيء قد أنا بتقديري وأنت كبشر نحسب أنه شر ولكن من قال أنه شر؟ لا تحسبوه شراً لكم. لمّا يدفعني إلى مزيد من التقديم العطاء المزيد من اليقين بالله عز وجل المزيد من التقرّب إليه والشعور بالرضا تجاه ربي سبحانه وتعالى هل هذا شر؟! هذا ليس بشر، البلاء والإبتلاء هو صحيح بالخير والشر فتنة لكن النجاح أن يزرع الله سبحانه وتعالى في قلبي الرضا عنه في موقف قد يسخُط بعض الناس عليه أو ربما قد يقعون في مصائب سواء بالكلمات أو بالمشاعر تجاه قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره. ولكن هناك أناس تقع المصيبة فإذا بهذه المصيبة تفتح عليهم أبواباً من الخير تعجب لها! أبواب مشرعة إلى الجنة ولا نزكي على الله أحداً، الرضا القناعة.

      اليوم أريد منكم من نفسي طبعاً ومنكم جميعاً حاول أن تأخذ وأنت في أثناء صلاتك بعد أن تنتهي من صلاة قيام الليل أو ما شابه خذ نصف ساعة أو ساعة، ساعة جيد وإن كان أكثر وجدت نفسك مقبلة ولها الرغبة في الأكثر فلا تضيع الفرصة عليك إجلس مع نفسك وتدبر في نعم الله سبحانه وتعالى عليك وتدبر في إحسانه إليك كيف أنه قد اختصك بأن تجلس هذه الجلسة وتتحدث إليه عن الرضا عن ما أنعم به عليك. أشكُر الله سبحانه وتعالى أظهر له عجزك عن شكره أظهر له امتنانك أظهر له رضاك عنه سبحانه، أظهر له كم أنت راضٍ أن يكون سبحانه وتعالى رباً لك رضيت بالله رباً أظهر امتنانك لله سبحانه وتعالى بأنك أنت مسلم تشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمد نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم. أظهِر امتنانك ولا تجعله مجرد كلمات في اللسان، لا، اجعل هذا الشكر والإمتنان شعور في القلب من أعماق قلبك اشكر الله عز وجل اِحمد الله عز وجل اشكره أنه قد أجرى على لسانك شكره، شكره أنه قد أجرى على لسانك ذكره، اشكره على أنه استعملك في ما يرضيه، اشكره على أنه أوقف قدميك لتصلي بين يديه، اشكره على أنه قد أذن لك أن تشكره، فإن ملوك الدنيا وهم ملوك الدنيا لا أحد يدخل عليهم إلا من يستأذن يؤذن له هم من يأذنون له ولله المثل الأعلى، لو ما أذن ربي لي ولك أن نذكره، لما ذكرناه فمن هو المنعِم إذاً؟ المنعِم من أذن أولاً وأخيراً فاشكر الله عز وجل أنه قد أذن لنا أن نذكره واشعر واستشعر بعظمة هذه النعمة استشعر بعظمة هذه النعمة التي نحن الآن أنا وأنت فيها ونحن نتذاكر نعم الله عز وجل وقارن بين حالنا وحال عشارات مئات ألوف البشر ممن يقضون زهرة شبابهم وأوقاتهم في الكلام الفارغ كلام لا قيمة له كلام هذر لا معنى له ولكن ربي سبحانه بعظيم إنعامه ومنته عز وجل منّ علينا وجعلنا نتشرف بذكره سبحانه.
      اقضِ ليلتك اليوم وأنت تذكر الله عز وجل وتقرأ القرآن اِقضِ ليلتك باستشعار الحمد كن من الحامدين ادعو بإلحاح وقل يا رب اجعلني من الحامدين فلربما كلمة حمد تخرج من أعماق أعماق قلبك ونفسك تبلغ بها ما لا يبلِّغك عمل كثير جداً كنت قد حسبت له حساباً!

      الرضا، ارضَ عن ربك عز وجل حتى يرضى ربك سبحانه عنك وهذا الشعور الذي نتكلم عنه الإحساس النفسي أريدك أن تدون مشاعر أحاسيس كلمات بعد أن تشعر به كيف ستكون نظرتك للأمور؟ كيف سيكون تعاملك مع الناس وأنت في حال الرضا؟ كيف سيكون تعاملك مع من حولك مع الأسرة وأنت تشعر بالرضا؟

      أنت تحس بأنك راضي عن كل ما أنت فيه راضي بما قسم الله لك راضي بما أعطاك راضي بما أخذ منك راضي بما زواه عنك لأنه ليس فيه خير لك راضي عن ماضيك بكل ما فيه واستغفر الله عن ما يمكن أن يكون قد بدر فيه من أخطاء راضي عن حاضرك راضي عن ما أخذ منك وما أعطي لك راضي عن مستقبلك وما سيأتي به هذا المستقبل وهذا الغيب لأنه من عند الله عز وجل. راضي بكل شيء راضي بقضاء الله وقدره راضي بدينك راضي بإسلامك راضي بكل شيء واستجلب رضاه سبحانه -كما ذكرنا- برضاك أنت عنه ورضاك عن الحال التي أنت فيها واجعل قلبك ونفسك تستشعر نعمة الرضا

      واجعلها اليوم تسرح هكذا في عالم من الرضا وتدبر الحال التي أنت فيها النفسية اليوم وأنت في حال الرضا وطبيعة وطريقة نظرتك للأمور ولكل من حولك في البنيان المرصوص كيف ستكون حين تكون في حالة الرضا؟ لا حسد ولا مكر ولا خداع ولا كيد ولا أي شيء ولا ضغينة وإنما قلب مفتوح يتمنى الخير لكل البشر، أترككم في رضا الله سبحانه وتعالى إلى لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله.

         
    • ( سورة النور)


      ﴿ وَٱلْخَٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٩﴾]
      فخصها بالغضب؛ لأن الغالب أن الرجل لا يتجشم فضيحة أهله، ورميها بالزنا إلا وهو صادق معذور، وهي تعلم صدقه فيما رماها به، ولهذا كانت الخامسة في حقها أن غضب الله عليها، والمغضوب عليه هو الذي يعلم الحق ثم يحيد عنه. ابن كثير:3/257.


      ﴿ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا۟ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَٰنِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا۟ لَهُمْ شَهَٰدَةً أَبَدًا ۚ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٤﴾]
      ذكر الله تعالى في الآية النساء من حيث هن أهم، ورميهن بالفاحشة أشنع وأنكى للنفوس. وقذف الرجال داخل في حكم الآية بالمعنى، وإجماع الأمة على ذلك. القرطبي:15/123.



      ﴿ ٱلزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣﴾]
      هذا بيان لرذيلة الزنا، وأنه يدنس عرض صاحبه وعرض من قارنه ومازجه ما لا يفعله بقية الذنوب. السعدي:561.


      ﴿ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢﴾]
      ليشتهر، ويحصل بذلك الخزي والارتداع. السعدي:561.

      ﴿ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢﴾]
      وليس المنهي عنه الرأفة الطبيعية، وإنما هي الرأفة التي تحمل الحاكم على ترك الحد؛ فلا يجوز ذلك. ابن كثير:3/253.



      ﴿ ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُوا۟ كُلَّ وَٰحِدٍ مِّنْهُمَا مِا۟ئَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢﴾]
      وهذا في الحقيقة من رحمة الله بعباده؛ فإن الله إنما أرسل محمدا رحمة للعالمين، وهو سبحانه أرحم بعباده من الوالدة بولدها، لكن قد تكون الرحمة المطلوبة لا تحصل إلا بنوع من ألم وشدة تلحق بعض النفوس. ابن تيمية:4/486.


      ﴿ ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُوا۟ كُلَّ وَٰحِدٍ مِّنْهُمَا مِا۟ئَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢﴾]
      وقُدم ذكر الزانية على الزاني للاهتمام بالحكم؛ لأن المرأة هي الباعث على زنى الرجل، وبمساعفتها الرجل يحصل الزنى، ولو منعت المرأة نفسها ما وجد الرجل إلى الزنى تمكينا، فتقديم المرأة في الذكر لأنه أشد في تحذيرها. ابن عاشور:18/146.





      ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿١٩﴾]
      (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة): الإشارة بذلك إلى المنافقين الذين أحبوا أن يشيع حديث الإفك، ثم هو عام في غيرهم ممن اتصف بصفتهم. ابن جزي:2/85.


      ﴿ وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿١٦﴾]
      قال العلماء: إن الآية أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان، ومنزلة الصلاح التي حـلها المؤمن، ولبسة العفـاف التي يستتر بها المسلـم، لا يـزيلها عنه خبر محتمل -وإن شاع- إذا كان أصله فاسدا أو مجهولا. القرطبي:15/172.


      ﴿ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿١٥﴾]
      وهذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها؛ فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئاً، ولا يخفف من عقوبة الذنب، بل يضاعف الذنب، ويسهل عليه مواقعته مرة أخرى. السعدي:564.





      ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿١٥﴾]
      وفي هذا من الأدب الأخلاقي أن المرء لا يقول بلسانه إلا ما يعلمه، ويتحققه. ابن عاشور:18/178.

      ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿١٥﴾]
      ومعنى (تلَقَّونه): يأخذ بعضكم من بعض. وفي هذا الكلام، وفي الذي قبله وبعده عتاب لهم على خوضهم في حديث الإفك، وإن كانوا لم يصدقوه؛ فإن الواجب كان الإغضاء عن ذكره، والترك بالكلية، فعاتبهم على ثلاثة أشياء، وهي: تلقيه بالألسنة: أي: السؤال عنه، وأخذه من المسؤول، والثاني: قولهم ذلك، والثالث: أنهم حسبوه هيناً، وهو عند الله عظيم. وفائدة قوله: (بألسنتكم) و(بأفواهكم): الإشارة إلى أن ذلك الحديث كان باللسان دون القلب؛ إذ كانوا لم يعلموا حقيقته بقلوبهم. ابن جزي:2/85.


      ﴿ لَّوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا۟ هَٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿١٢﴾]
      المعنى: أنه كان ينبغي للمؤمنين والمؤمنات أن يقيسوا ذلك الأمر على أنفسهم؛ فإن كان ذلك يبعد في حقهم، فهو في حق عائشة أبعد؛ لفضلها، وروي أن هذا النظر وقع لأبي أيوب الأنصاري، فقال لزوجته: أكنت أنت تفعلين ذلك، قالت: لا والله، قال: فعائشة أفضل منك؟ قالت: نعم. ابن جزي:2/85.



      ﴿ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ ٱمْرِئٍ مِّنْهُم مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلْإِثْمِ ۚ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُۥ مِنْهُمْ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿١١﴾]
      (بل هو خير لكم): خطاب للمسلمين، والخير في ذلك من خمسة أوجه: تبرئة أم المؤمنين، وكرامة الله لها بإنزال الوحي في شأنها، والأجر الجزيل لها في الفرية عليها، وموعظة المؤمنين، والانتقام من المفترين. ابن جزي:2/84.


      ﴿ ٱلْخَبِيثَٰتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَٰتِ ۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٦﴾]
      قال أبو السائب القاضي: كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي...، وكان بحضرته رجل، فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام: اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي ﷺ؛ قال الله تعالى: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرأون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم)؛ فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي ﷺ خبيث، فهو كافر، فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه و أنا حاضر. رواه اللالكائي. ابن تيمية:4/505.

      ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٤﴾]
      لأن لهذه الأعضاء عملاً في رمي المحصنات؛ فهم ينطقون بالقذف، ويشيرون بالأيدي إلى المقذوفات، ويسعون بأرجلهم إلى مجالس الناس لإبلاغ القذف. ابن عاشور:18/191.


      ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٤﴾]
      لأن لهذه الأعضاء عملاً في رمي المحصنات؛ فهم ينطقون بالقذف، ويشيرون بالأيدي إلى المقذوفات، ويسعون بأرجلهم إلى مجالس الناس لإبلاغ القذف. ابن عاشور:18/191.



      ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ٱلْغَٰفِلَٰتِ ٱلْمُؤْمِنَٰتِ لُعِنُوا۟ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٣﴾]
      والغافلة عن الفاحشة أي: لا يقع في قلبها فعل الفاحشة، وكانت عائشة -رضي الله عنها- كذلك. البغوي:3/282.


      ﴿ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٢﴾]
      فإن الجزاء من جنس العمل؛ فكما تغفر ذنب من أذنب إليك يغفر الله لك، وكما تصفح يصفح عنك. ابن كثير:3/267.



      ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُو۟لُوا۟ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓا۟ أُو۟لِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينَ وَٱلْمُهَٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٢﴾]
      نزلت الآية بسبب أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- حين حلف أن لا ينفق على مسطح لما تكلم في حديث الإفك، وكان ينفق عليه لمسكنته، ولأنه قريبه، وكان ابن بنت خالته، فلما نزلت الآية رجع إلى مسطح النفقة والإحسان، وكفر عن يمينه. قال بعضهم: هذه أرجى آية في القرآن؛ لأن الله أوصى بالإحسان إلى القاذف، ثم إن لفظ الآية على عمومه في أن لا يحلف أحد على ترك عمل صالح، (ألا تُحِبونَ أَنْ يَغفِرَ الله لَكُم) أي: كما تحبون أن يغفر الله لكم، كذلك اغفروا أنتم لمن أساء إليكم، ولما نزلت قال أبو بكر رضي الله عنه: «إني لأحب أن يغفر الله لي»، ثم ردّ النفقة إلى مسطح. ابن جزي:2/87.



      ﴿ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِي ﴾ [سورة النور آية:﴿٢١﴾]
      والآية على العموم عند بعض المفسرين؛ قالوا: أخبر اللّه أنه لولا فضله ورحمته بالعصمة ما صلح منكم أحد. البغوي:3/281.


      ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢١﴾]
      والكلام كناية عن اتباع الشيطان، وامتثال وساوسه؛ فكأنه قيل: لا تتبعوا الشيطان في شيء من الأفاعيل؛ التي من جملتها إشاعة الفاحشة، وحبها. الألوسي:9/320.



      ﴿ وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣١﴾]
      البواعث على التوبة سبعة: خوف العقاب، ورجاء الثواب، والخجل من الحساب، ومحبة الحبيب، ومراقبة الرقيب القريب، وتعظيم بالمقام، وشكر الإنعام. ابن جزي:2/90.


      ﴿ ۚ وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٨﴾]
      التوبة واجبة على كل مؤمن مكلف بدليل الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وفرائضها ثلاثة: الندم على الذنب من حيث عصي به ذو الجلال -لا من حيث أضر ببدن أو مال- والإقلاع عن الذنب في أول أوقات الإمكان من غير تأخير ولا توان، والعزم أن لا يعود إليها أبداً... وآدابها ثلاثة: الاعتراف بالذنب مقروناً بالانكسار، والإكثار من التضرع والاستغفار، والإكثار من الحسنات لمحو ما تقدم من السيئات. ابن جزي:2/90.


      ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣١﴾]
      ويؤخذ من هذا ونحوه: قاعدة (سد الوسائل، وأن الأمر إذا كان مباحاً ولكنه يفضي إلى محرم أو يخاف من وقوعه فإنه يمنع منه)؛ فالضرب بالرجل في الأرض الأصل أنه مباح، ولكن لما كان وسيلة لعلم الزينة منع منه. السعدي:567.


      ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣١﴾]
      نهى عن إبداء الزينة نفسها ليعلم أن النظر إذا لم يحل إليها لملابستها تلك المواقع... كان النظر إلى المواقع أنفسها متمكنا في الحظر، ثابت القدم في الحرمة، شاهدا على أن النساء حقهن أن يحتطن في سترها ويتقين الله تعالى في الكشف عنها. الألوسي:9/335.


      ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٠﴾]
      من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن غض بصره عن المحرم أنار الله بصيرته؛ ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ؛ ولهذا سماه الله حفظاً؛ فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه وعمل الأسباب الموجبة لحفظه لم ينحفظ، كذلك البصر والفرج: إن لم يجتهد العبد في حفظهما أوقعاه في بلايا ومحن. السعدي:566.


      ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٠﴾]
      البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه. وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله. القرطبي: 15/203.


      ﴿ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرْجِعُوا۟ فَٱرْجِعُوا۟ ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ﴾ [سورة النور آية:﴿٢٨﴾]
      عن قتادة قال: قال رجل من المهاجرين: «لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها: أن أستأذن على بعض إخواني، فيقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط؛ لقوله: (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم). الطبري:19/150.


      ﴿ فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٦﴾]
      (يُسَبِّحُ) أي: يصلي وينزه، (لَهُ) أي: خاصة، (فِيهَا بِالغُدُوِّ) أي: الإبكار بصلاة الصبح، (والآصالِ) أي: العشيات ببقية الصلوات؛ فيفتحون أعمالهم ويختمونها بذكره ليُحفظوا فيما بين ذلك، ويُبارَك لهم فيما يتقلبون فيه. البقاعي:13/278.



      ﴿ ىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٥﴾]
      قال تعالى: (نُورٌ عَلَى نُورٍ) قال بعض السلف في الآية: هو المؤمن ينطق بالحكمة وإن لم يسمع فيها بأثر، فإذا سمع بالأثر كان نورا على نور؛ نور الإيمان الذي في قلبه يطابق نور القرآن. ابن تيمية: 4/513.



      ﴿ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ....... نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٥﴾]
      وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر، فقال: (الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة، وكان يقول: «من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال: لم تخطئ له فراسة». والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله؛ فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه، فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه. ابن تيمية:4/513.



      ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٢﴾]
      أمر بالاستعفاف؛ وهو الاجتهاد في طلب العفة من الحرام لمن لا يقدر على التزويج؛ فقوله: (لا يَجِدونَ نِكاحاًً) معناه لا يجدون استطاعة على التزويج؛ بأي وجه تعذر التزويج. ابن جزي:2/91.


      ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٣﴾]
      إرشاد للتائقين العاجزين عن مبادي النكاح وأسبابه إلى ما هو أولى لهم وأحرى بهم؛ أي وليجتهد في العفة وصون النفس. الألوسي:9/344.



      ﴿ وَأَنكِحُوا۟ ٱلْأَيَٰمَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا۟ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٢﴾]
      لما طبع الآدمي عليه من الهلع في قلة الوثوق بالرزق، أجاب من كأنه قال: قد يكون الإنسان غير قادر لكونه معدماً بقوله: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله) إذا تزوجوا. (من فضله)؛ لأنه قد كتب لكل نفس رزقها فلا يمنعكم فقرهم من إنكاحهم... وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: «أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى». البقاعي:13/265.





      ﴿ وَأَنكِحُوا۟ ٱلْأَيَٰمَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا۟ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٢﴾]
      أردفت أوامر العفاف بالإرشاد إلى ما يعين عليه، ويُعف نفوس المؤمنين والمؤمنات، ويغض من أبصارهم، فأمر الأولياء بأن يزوجوا أياماهم ولا يتركوهن متأيمات؛ لأن ذلك أعف لهن وللرجال الذين يتزوجونهن. ابن عاشور:18/215.





      ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَٰٓفَّٰتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسْبِيحَهُۥ ۗ ﴾ [سورة النور آية:﴿٤١﴾]
      خص الطير بالذكر من جملة الحيوان؛ لأنها تكون بين السماء والأرض؛ فتكون خارجة عن حكم من في السماء والأرض. القرطبي:3/306.






      ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَعْمَٰلُهُمْ كَسَرَابٍۭ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمْ يَجِدْهُ شَيْـًٔا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥ ۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٩﴾]
      لما ذكر الله حال المؤمنين أعقب ذلك بمثالين لأعمال الكافرين: الأول يقتضي حال أعمالهم في الآخرة، وأنها لا تنفعهم، بل يضمحل ثوابها كما يضمحل السراب... والسراب هو ما يرى في الفلوات من ضوء الشمس في الهجيرة حتى يظهر كأنه ماء يجري على وجه الأرض. ابن جزي:2/94.





      ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَعْمَٰلُهُمْ كَسَرَابٍۭ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمْ يَجِدْهُ شَيْـًٔا ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٩﴾]
      الكافر يحسب أنه قد عمل عملا، وأنه قد حصل شيئا، فإذا وافى الله يوم القيامة وحاسبه عليها، ونوقش على أفعاله، لم يجد له شيئا بالكلية قد قبل، إما لعدم الإخلاص، وإما لعدم سلوك الشرع؛ كما قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) [الفرقان: 23]. ابن كثير:3/286.





      ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا۟ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٨﴾]
      فذكر الجزاء على الحسنات، ولم يذكر الجزاء على السيئات –وإن كان يُجازي عليها-لأمرين: أحدهما أنه ترغيب، فاقتصر على ذكر الرغبة، الثاني: أنه صفة قوم لا تكون منهم الكبائر؛ فكانت صغائرهم مغفورة. القرطبي:15/304.





      ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَٰرُ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٧﴾]
      ولما كان ترك الدنيا شديداً على أكثر النفوس، وحب المكاسب بأنواع التجارات محبوباً لها، ويشق عليها تركه في الغالب، وتتكلف من تقديم حق الله على ذلك، ذكر ما يدعوها إلى ذلك ترغيباً وترهيباً، فقال: (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار). السعدي:569.   يتبع

       
    • (لمن ضره أقرب من نفعه)     في سياق حديث القرآن الكريم عن فريق من الناس يعبدون الله على تردد وتشكك، يذكر سبحانه من صفات هذا الفريق أنه: { يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه } (الحج:12)، ثم يبين عز وجل أن هؤلاء المدعوين ضررهم أكثر من نفعهم، فيقول تعالى: { يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير } (الحج:13). وهاتان الآيتين الكريمتان قد يبدو بينهما للوهلة الأولى شيء من التعارض والتناقض؛ وذلك أن الآية الأولى نفت أن يكون لهؤلاء المدعوين أي تأثير فيمن يدعونهم نفعاً أو ضراً؛ بالمقابل فإن الآية الثانية أثبتت لهؤلاء المدعوين شيئاً من التأثير، حيث قررت أن ضرهم أكثر من نفعهم، ومفهوم هذا أنهم يملكون ضراً ونفعاً؛ لأن صيغة التفضيل في قوله: { أقرب } دلت على أن هناك نفعاً وضراً، ولكن الضر أقرب من النفع. غير أن المعبود من دون الله، ليس فيه نفع البتة، حتى يقال فيه: إن ضره أقرب من نفعه. فهذا وجه التعارض بين الآيتين. فكيف التوفيق بينهما؟ يذكر المفسرون أجوبة عديدة في التوفيق بين الآيتين، نختار منها ما ذكره الرازي وما ذكره أبو حيان، ففيما ذكراه بيان لما هو مطلوب، وغَناء عما سواهما: أما الرازي فقد وفَّق بين الآيتين بأمور ثلاثة، نذكر منها اثنين: أحدهما: أن الأصنام لا تضر بأنفسها ولا تنفع، ولكن عبادتها سبب الضرر؛ وذلك كافٍ في إضافة الضرر إليها، كقوله تعالى: { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس } (إبراهيم:36)، فأضاف الإضلال إلى الأصنام من حيث كانوا سبباً للضلال. وهكذا هنا نفى الضرر عنهم في الآية الأولى بمعنى كونها فاعلة، وأضاف الضرر إليهم في هذه الآية بمعنى أن عبادتها سبب الضرر. وعليه، فإن الضر والنفع المنفيين في الآية الأولى ما يكون بطريق المباشرة، أما الضر والنفع المثبتين في الآية الثانية ما يكون بطريق التسبب. وتأسيساً على هذا التوجيه، فإن إثبات الضر والنفع للمدعوين، ليس على سبيل الحقيقة، وإنما هو على سبيل الإضافة، كما نقول: هذا مال فلان. فنسبة الملك لفلان إنما هي نسبة إضافية، وليست حقيقية؛ لأن المالك الحقيقي للمال هو الله سبحانه، قال تعالى: { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } (النور:33). ثانيهما: أن إضافة النفع والضر إلى هؤلاء المدعوين، إنما هو على سبيل الافتراض، ومسايرة الخصم في المجادلة، فكأنه سبحانه بيَّن في الآية الأولى أنها في الحقيقة لا تضر ولا تنفع، ثم قال في الآية الثانية: لو سلمنا كونها ضارة نافعة، لكان ضررها أكثر من نفعها. وعلى هذا، فإن الضر والنفع المنفيين هما الحقيقيان، والضر والنفع المثبتان هما الافتراضيان. أما أبو حيان فقد وفق بين الآيتين بما حاصله: أن الآية الأولى واردة في الذين يعبدون الأصنام، فالأصنام لا تنفع مَن عَبَدها، ولا تضر من كفر بها؛ ولذا قال فيها: { ما لا يضره وما لا ينفعه }، والقرينة على أن المراد بذلك الأصنام، هي التعبير بحرف (ما) في قوله { ما لا يضره وما لا ينفعه }؛ لأن هذا الحرف يأتي لما لا يعقل، والأصنام لا تعقل. أما الآية الأخرى فهي فيمن عبد بعض الطغاة المعبودين من دون الله، كفرعون القائل: { ما علمت لكم من إله غيري } (القصص:38)، والقائل: { لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين } (الشعراء:29)، والقائل: { أنا ربكم الأعلى } (النازعات:24)، فإن فرعون ونحوه من الطغاة المعبودين قد يغدقون نِعَم الدنيا على عابديهم؛ ولذا قال له سحرته: { أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين } (الشعراء:41-42)، فهذا النفع الدنيوي بالنسبة إلى ما سيلاقونه، من العذاب والخلود في النار، لا يساوي شيئاً يذكر، فضرُّ هذا المعبود بخلود عباده في النار، أقرب من نفعه، بعَرَض قليل زائل من حطام الدنيا. والقرينة على أن المعبود في هذه بعض الطغاة الذين هم من جنس العقلاء: هي التعبير بالحرف (مَن)، الذي يأتي لمن يعقل في قوله: { يدعو لمن ضره أقرب من نفعه }. هذا، وقد عقب الشيخ الشنقيطي على جواب أبي حيان بقوله: وله اتجاه. وهذا تصويب من الشيخ لما ذهب إليه أبو حيان. ومن متممات الحديث عن هاتين الآيتين، أن إيراد صيغة التفضيل في قوله سبحانه: { أقرب من نفعه }، مع عدم النفع بالمرة؛ للمبالغة في تقبيح حال ذلك الداعي، وللتهكم بحال المدعوين الذي لا يملكون من أمرها شيئاً. وبناء على ما تقدم، يتضح ألا تعارض في الحقيقة بين الآيتين، بل كل واحدة منهما كاشفة عن وجه المقصود، ومبينة أن الضار والنافع في المحصلة هو الله سبحانه، وأن الأصنام - سواء أكانت بشرية أم حجرية - لا نفع فيها بحال من الأحوال، بل هي ضرر بحت لمن يعبدها.   •المصدر:- موقع الشبكة الإسلامية  
    • يرتكب الكثير من الرجال والنساء بعض الأخطاء أثناء الوضوء لأداء الصلوات، دون معرفة ببعض الأمور التي قد تبدو بسيطة ولكنها قد تؤدي إلى نقض الوضوء، ونستعرض في السطور التالية أخطاء قد يقع فيها المسلم أثناء الوضوء وتؤدي إلى بطلانه وهي كالآتي: المقرر شرعًا غسل الوجه كاملاً أثناء الوضوء وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أخطاء الوضوء التي تنقضه، وهي «كُحْل العين» حال حرصت المرأة على ألا يلمس الماء جفنها كي لا يزول من عينيها، فمن المقرر شرعا أثناء الوضوء غسل الوجه كاملا، بما في ذلك الحاجِبَان وأَهْدَاب العين والعَنْفَقَةُ (الشعر أسفل الشفة السفلى) والشَّارِب، ومن باب أولى جفون العين
      وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6] فإن الوضوء يتوجب غسل الوجه كاملًا، بما فيه من شعر الحاجبين وأهداب العين (الرموش) وجفونها، ولا تصح الصلاة بغير ذلك. طلاء الأظافر والحناء   ومن الأمور الأخرى التي تحير كثيرا من الإناث حول سلامة وضوئهن هو طلاء الأظافر، فحسمت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية الأمر، قائلة إن طلاء الأظافر إذا كان مادة عازلة تمنع وصول الماء إلى الظفر فإنه بذلك يمنع تمام الوضوء، والله تعالى لما أمر عباده المؤمنين في الوضوء بغسل أعضاء مخصوصة في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]، فيعني ذلك غسل كل عضو من هذه الأعضاء بتمامه، وأن وجود الحائل يمنع وصول الماء لعضو من هذه الأعضاء أو لبعض عضو منها يجعل الوضوء غير تام. كما أن كثيرًا من الفقهاء نصوا على أن وجود حائل ولو كان يسيرًا لا يكون الوضوء معه صحيحًا؛ من ذلك: قول الإمام الدردير المالكي في «الشرح الصغير» (1/ 132، ط. دار المعارف): [ومن شروط صحة الوضوء: ... عدم الحائل من وصول الماء للبشرة؛ كشمع ودهن متجسم على العضو، ومنه عماص العين والمداد بيد الكاتب، ونحو ذلك] اهـ. حكم التسوك في الوضوء  يحبذ الكثيرون استخدام  السواك عند الوضوء باعتباره سُنَّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن آراء الفقهاء قد اختلفت في هذا الأمر وانقسمت إلى رأيين، بناء على الفتاوى الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، فالأول يرى أن: التسوك سُنَّة من سنن الوضوء وهو مذهب الحنفية والمالكية، ورأي للشفاعية. وقد قال الإمام النووي في «المجموع شرح المهذب» (273/1): [وَدَلِيلُ اسْتِحْبَابِهِ عِنْدَ الْوُضُوءِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لولا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتهمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ»، وَفِي رِوَايَةٍ: «لَفَرَضْت عَلَيْهِمْ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ»، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ ابْنُ خزيمة والحاكم في «صحيحهما» وَصَحَّحَاهُ وَأَسَانِيدُهُ جَيِّدَةٌ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» فِي كِتَابِ (الصِّيَامِ) تَعْلِيقًا بِصِيغَةِ جَزْمٍ] اهـ والرأي الثاني: السواك سنة خارجة عن الوضوء متقدمة عليه وليست منه، وهو مذهب الحنابلة، والرأي الأوجه عند الشافعية.  ثبوت عمص العين في مكانه بعد الانتهاء من الوضوء يفسده قد لا يلاحظ البعض عدم إزالة الرمص (عماص العين) بعد الوضوء ولا ننتبه للأمر، ونتوجه للصلاة، وهو ما أوضحته أمانة الفتاوى لدار الإفتاء المصرية، قائلة: حال وجود العماص بعد الانتهاء من الوضوء الرَّمَصَ ملتصق في موضوعه، يجب إزالته وإعادة الوضوء، أما إذا وجدته في غير محلِّه الأصلي فلا يضر؛ فانتقاله يدل على غسل موضعه. قال ابن نجيم في «البحر الرائق شرح كنز الدقائق» (1/ 12): [وَلَوْ رَمِدَتْ عَيْنُهُ فَرَمِصَتْ يَجِبُ إيصَالُ الْمَاءِ تَحْتَ الرَّمَصِ إنْ بَقِيَ خَارِجًا بِتَغْمِيضِ الْعَيْنِ، وَإِلَّا فَلَا] اهـ، وقال العلامة الرملي في «نهاية المحتاج» (1/ 168): [وَيَجِبُ غَسْلُ مَوْقَى الْعَيْنِ قَطْعًا، فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ نَحْوُ رَمَاصٍ يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ إلَى الْمَحَلِّ الْوَاجِبِ وَجَبَ إزَالَتُهُ وَغَسْلُ مَا تَحْتَهُ] اهـ، وفي «تهذيب اللغة» للأزهري (12/ 129): [قَالَ اللَّيْث: الرَّمَص: عَمَصٌ أَبيض تَلفِظُه العَيْن فتَوْجَع لَهُ، عَينٌ رَمْصاءُ، وَقد رَمِصَتْ رَمَصًا: إِذا لَزِمها ذَلِك] اهـ
      المصدر الوطن
    • • تَركُ المَضمَضةِ والاستِنْشاقِ، قالَ عُلماءُ اللجنةِ الدائمةِ للإفْتاءِ: (ثبتَتِ المَضمَضةُ والاستِنْشاقُ فِي الوُضُوءِ من فِعْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقولِه، وهمَا داخِلانِ فِي غَسْلِ الوجهِ، فلا يَصِحُّ وُضُوءُ مَن تركَهمَا، أو ترَكَ واحدًا منهمَا) فَتاوى اللجنةِ الدائمةِ (4 /78).   • ومن تلكَ الأخْطاءِ: عدمُ غَسْلِ الكَفَّينِ معَ اليدَينِ، والاكتفاءُ بغَسلِهمَا أولَ الوضوءِ، والصوابُ أنْ يَغسِلَ الكفَّينِ معَ اليدَينِ حتَّى لو غَسَلَهمَا فِي أولِ الوضوءِ، فَغَسلُهمَا أولَ الوضوءِ مُستحَبٌّ، وغَسلُهمَا معَ اليدَينِ واجبٌ.   • ومنَ الأخْطاءِ فِي الوضوءِ: تَركُ أوِ التساهُلُ فِي غَسلِ المِرفَقَينِ أوِ الكَعبينِ أوِ العَقِبَينِ، وقد جاءَ الوَعيدُ فِي ذلكَ كمَا ورَدَ فِي الحديثِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ» [رواه مسلم] والعَقِبُ: هوَ مؤخَّرُ القَدَمِ.   ورَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجُلًا تَرَكَ مَوضِعَ ظُفرٍ علَى قَدَمِه لم يُصِبهُ ماءُ الوُضوءِ، فقالَ له: «ارْجِعْ، فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ» [رواه مسلم]، وفِي حديثٍ: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى رجُلًا يُصلّي، وفِي ظَهْرِ قَدَمَهِ لُمعَةٌ قدْرَ الدِّرهَمِ لم يُصِبْها الماءُ، فأمَرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُعِيدَ الوضوءَ والصلاةَ» [رواه أبو داود وصححه الألباني].   • ومنَ الأخْطاءِ فِي الوضوءِ: الزيادةُ فِي غَسلِ أعْضاءِ الوُضوءِ أو بعضِها أكثَرَ من ثلاثِ مرَّاتٍ، وهذَا مخالِفٌ للسُّنةِ.   • ومنَ الأخْطاءِ الشائعةِ: الإسْرافُ فِي استِخْدامِ الماءِ، واللهُ تعالَى يقولُ: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].   وفَّقَنَا اللهُ لاتِّباع هَديِ نبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، واقْتِفاءِ أثَرِهِ، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونتحدَّثُ فِي الدرسِ القادِمِ -بمَشيئةِ اللهِ- عن أحْكامِ المَسحِ علَى الخُفَّينِ.   تركي بن إبراهيم الخنيزان شبكة الالوكة  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182454
    • إجمالي المشاركات
      2535976
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93294
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×