اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57210
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180502
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259982
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8234
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32130
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52988
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97008
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31793
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15478
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31145
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  9. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41314
      مشاركات
    2. 33909
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36903 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:   فهذه طائفة من أقوال السلف في فوائد متفرقة، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.         فائدة الإيمان بمعية الله سبحانه تعالى:   قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: "إذا آمن بأن الله معه؛ أي: عالمٌ به، ومطلع عليه، ورقيب على أعماله، فإن ذلك يحمله على مراقبة الله، وعلى خوفه، وعدم الخروج عن طاعته، وعدم ارتكاب شيء من معاصيه... ويحمله هذا على إصلاح الأعمال وعدم إفسادها، وعلى الإكثار من الحسنات، والبعد عن السيئات؛ هذه فائدة الإيمان بالمعية".         فائدة الإيمان بعظمة الله وقدرته وعلوه وفوقِيَّتِه:   قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: "والعبد إذا آمن بعظمة الله وقدرته وعلوه وفوقيته... أوْرَثَهُ ذلك فائدة عظيمة؛ وهي تعظيمه، والخوف منه، فإنه متى عظُمَ قَدْرُ ربه في قلبه، خافه أشد الخوف، وراقبه واستحضر أنه يراه في كل وقت، فحمى نفسه عن أن يقدم على معصيته؛ لأنه يراه، فيقول: كيف أقدم على معصيته وهو يراني؟ كيف أفعل ما نهاني عنه؟ كيف أترك ما أمرني به؟ هذا من ثمرات الإيمان بهذه الصفات".           فوائد إفشاء السلام:   قال النووي رحمه الله: "السلام أول أسباب التألف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكُّن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميِّز لهم من غيرهم من أهل الْمِلَلِ، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين".         فوائد محبة المساكين:   قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "اعلم أن محبة المساكين لها فوائد كثيرة.       منها: أنها تُوجِب إخلاص العمل لله عز وجل؛ لأن الإحسان إليهم لمحبتهم لا يكون إلا لله عز وجل، لأن نفعهم لا يُرجى غالبًا، فأما من أحسن إليهم ليُمدَح بذلك، فما أحسن إليهم حبًّا لهم، بل حبًّا للدنيا، وطلبًا لمدحهم له بحب المساكين.       ومنها: أنها تُزِيل الكِبر؛ فإن المستكبر لا يرضى مجالسة المساكين... ويمتنع بسبب هذا الكبر خيرٌ كثيرٌ جدًّا؛ فإن مجالس الذكر والعلم يقع فيها كثيرًا مجالسةُ المساكين؛ فإنهم أكثر هذه المجالس، فيمتنع المتكبر من هذه المجالس بتكبره.       ومنها: أن مجالسة المساكين تُوجِب رضا من يجالسهم برزق الله عز وجل، وتعظم عنده نعمة الله عز وجل عليه بنظره في الدنيا إلى من دونه، ومجالسة الأغنياء توجب التسخط بالرزق، ومد العين إلى زينتهم وما هم فيه، وقد نهى الله عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فقال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131]، وكان عون بن عبدالله بن عتبة بن مسعود يجالس الأغنياء، فلا يزال في غمٍّ؛ لأنه يرى من هو أحسن منه لباسًا ومركبًا، ومسكنًا ومطعمًا، فتركهم وجالس المساكين، فاستراح من ذلك، ومنها: أنه يُوجِب صلاح القلب وخشوعه.           فوائد العبادات:   قال العلامة السعدي رحمه الله: "مما أمر الله به الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، التي من فوائدها: انشراح الصدر ونوره، وزوال همومه وغمومه، ونشاط البدن وخفَّتُه، ونور الوجه، وسَعَةُ الرزق، والمحبة في قلوب المؤمنين، وفي الزكاة والصدقة ووجوه الإحسان: زكاة النفس، وتطهيرها، وزوال الوسخ والدَّرَن عنها، ودفع حاجة أخيه المسلم، وزيادة بركة ماله ونماؤه، مع ما في هذه الأعمال من عظيم ثواب الله الذي لا يمكن وصفه، ومن حصول رضاه الذي هو أكبر من كل شيء، وزوال سخطه".         فوائد أداء النوافل في البيوت:   قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: "النوافل: الأفضل أن تكون في البيت؛ وذلك فيه فوائد:   أولًا: أن يعمر البيت بذكر الله، ولا يخلو البيت من ذكر الله.       ثانيًا: أنه متى عمر البيت بالذكر، فإنه يكون مطردة للشياطين، ومأوى للملائكة والخير.       ثالثًا: أنه يكون قدوة حسنة للزوجة، والصغار، ولأهله، إذا رأوه يُكْثِر من النوافل، اقتدَوا به في هذه النوافل؛ فأَكْثَروا منها.       رابعًا: تعليم الأهل كيفية الصلاة؛ فقد يكون بعض الأولاد أو بعض النساء لا يحسن الصلاة... فإذا صلى ولِيُّ أمرهم أمامهم في البيت، اقتدَوا به وتعلموا صفة الصلاة.       خامسًا: أن يكون أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء".         فوائد العزلة:   • قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "العزلة راحة من خلطاء السوء".       • قال طلحة بن عبيدالله: "أقل لعيب الرجل لزوم بيته".       • قال إسماعيل بن محمد: سمعت ابن إبراهيم يقول: "لو لم يكن في العزلة أكثر من أنك لا تجد أعوانًا على الغِيبة، لكفى".       • قال الفضيل بن عياض: "من خالط الناس لم يسلم من أحد اثنين، إما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل، أو يسكت إن رأى منكرًا فيأثم، وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوعيد، وسوَّى في العقوبة بين من أتى المنكر، وبين من رآه، فلا يغيِّره، ولا يأباه".       • قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: "الناس... من نأى عنهم سلِموا منه، وسلِم منهم؛ لِما في مجالستهم من الخوض في الغِيبة واللغو وأنواع اللغط".       • قال الإمام الخطابي رحمه الله:   "من مناقب العزلة: أنها خالعة عنك رِبْقَةَ ذلِّ الآمال، وقاطعة رِقَّ الأطماع، ومعيدة عز اليأس من الناس، فإن من صحِبهم وكان فيهم ومعهم، لم يَكَدْ يخلو من أن يحدِّث نفسه بنوع من الطمع فيهم، إما في مال، أو جاه، والطمع فقر حاضر، وذلٌّ صاعر.       في العزلة السلامة من المأثم في المنكر يراه الإنسان فلا يغيِّره، والأمان من غوائل أهله ومن عاديتهم إذا غيَّره؛ فقد أبى أكثر هذا الزمان قبول النصائح، ونصبوا العداوة لمن دعاهم إلى هدًى، أو نهاهم عن ردًى، فلو لم يكن في الوحدة والتباعد منهم إلا السلامة من إثم المداهنة، وخطر المكافحة، لكان في ذلك الربح الرابح، والغنيمة الباردة".         فوائد المخالطة:   قال الإمام الغزالي رحمه الله: "الفائدة الأولى: التعليم والتعلم؛ وهما أعظم العبادات في الدنيا، ولا يتصور ذلك إلا بالمخالطة.       الفائدة الثانية: النفع والانتفاع؛ أما الانتفاع بالناس، فبالكسب والمعاملة، وذلك لا يتأتَّى إلا بالمخالطة، وأما النفع، فهو أن ينفع الناس إما بماله، أو ببدنه، فيقوم بحاجتهم على سبيل الحسبة، ففي النهوض بحوائج المسلمين ثوابٌ، وذلك لا يُنال إلا بالمخالطة.       الفائدة الثالثة: التأديب والتأدُّب؛ ونعني به الارتياض بمقاساة الناس، والمجاهدة في تحمُّل أذاهم؛ كسرًا للنفس، وقهرًا للشهوات، وهي من الفوائد التي تُستفاد بالمخالطة، وهي أفضل من العزلة في حق من لم تتهذَّب أخلاقه، ولم تُذْعِنْ لحدود الشرع شهواته.       الفائدة الرابعة: الاستئناس والإيناس، وهو غرض من يحضر الولائم والدعوات، ومواضع العشرة والإنس، وقد يكون ذلك على وجه حرام... أو على وجه مباح، ويُستحَبُّ ذلك إذا كان الغرض منه ترويح القلب؛ لتهيج دواعي النشاط في العبادة.       الفائدة الخامسة: في نيل الثواب وإنالته؛ أما النيل، فبحضور الجنائز، وعيادة المريض، وحضور العيدين، وأما إنالته، فهو أن يفتح الباب لتَعُوده الناس، أو ليعزُّوه في المصائب، أو يهنُّوه على النعم؛ فإنهم ينالون بذلك ثوابًا.       الفائدة السادسة: التواضع، من أفضل المقامات، ولا يُقدَر عليه في الوحدة، وقد يكون الكِبْرُ سببًا في اختيار العزلة.       الفائدة السابعة: التجارِب؛ فإنها تُستفاد من المخالطة للخلق ومجاري أحوالهم، والعقل الغريزي ليس كافيًا في تفهم مصالح الدين والدنيا، وإنما تفيدها التجربة والممارسة، ولا خيرَ في عزلة من لم تحنِّكْهُ التجارِب".           فوائد تغطية الإناء:   قال الإمام النووي رحمه الله: "ذكر العلماء للأمر بالتغطية فوائد؛ منها: صيانته من الشيطان؛ فإن الشيطان لا يكشف غطاء، الثانية: صيانته من الوباء الذي ينزل ليلة من السنة، الثالثة: صيانته من النجاسة، والمقذرات، الرابعة: صيانته من الحشرات، والهوامِّ".         فوائد التشميت:   قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قال ابن دقيق العيد: ومن فوائد التشميت: تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكِبْرِ، والحمل على التواضع لِما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه أكثر المكلفين".       فائدة إيهام ساعة الاستجابة يوم الجمعة، وليلة القدر:   قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ليلة القدر... وساعة الجمعة... اشتركا في إخفاء كل منهما؛ ليقع الجدُّ في طلبهما؛ قال ابن المنير في الحاشية: إذا عُلِم أن فائدة الإيهام لهذه الساعة، ولليلة القدر، بعث الداعي على الإكثار من الصلاة، والدعاء، ولو بُيِّن لاتكل الناس على ذلك، وتركوا ما عداها، فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلبها".         فائدة الاستعاذة بالله تعالى:   قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: "الحاصل أن الاستعاذة بالله تعالى فيها الخير، وفيها الفائدة العظيمة؛ وذلك لأن الله تعالى إذا علم من عبده صدق اللجوء إليه، وعلم أنه ما استعاذ به إلا وقد عظُم قدرُ ربِّه في قلبه، فعند ذلك يعيذه، ويحميه، وينصره من المخاوف، وهذه فائدة كبيرة يحصلها العبد من آثار هذه الاستعاذة، فإذا أكْثَرَ من الاستعاذة من كل الشرور، سواء من أخلاق، أو أعمال، أو شرور المخلوقات المستقلة، فإن الله تعالى ينجينا منها".         فضائل للصف الأول:   قال ابن حجر في الحض على الصف الأول: "المسارعة إلى خلاص الذمة، والسبق إلى دخول المسجد، والقرب من الإمام، واستماع قراءته والتعلم منه، والفتح عليه، والتبليغ عنه، والسلامة من اختراق المارة بين يديه، وسلامة البال من رؤية من يكون قُدَّامه".         منافع المرض:   قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: "المرض يُصاب به العبد ليس شرًّا محضًا، بل فيه مصالح ومنافع أعظم، ومن تلك المنافع: الأمر الأول: تكفير الذنوب والسيئات؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همٍّ ولا حزن، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه)).       الأمر الثاني: ظهور عبادة الصبر، وعبادة الصبر عبادة عظيمة الشأن؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].       الأمر الثالث: ظهور عبودية الرضا بالله ربًّا، فنرضى عن الله أن قدَّر لنا المرض، ونعلم أنه لم يقدره علينا إلا لمصلحتنا، وأنه لا يريد بنا إعناتًا، ولا سوءًا، ولا شرًّا، وإنما يريد بنا الخير والإحسان.       الأمر الرابع: أن تظهر عبودية فعل الأسباب لجلب التداوي بإذن الله، إلى غير ذلك من العبادات في هذا".         منافع السواك:   قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "في السواك عدة منافع... يطيب الفم، ويشد اللِّثة، ويقطع الْبَلْغَمَ، ويجلو البصر، ويصح المعدة، ويُصفِّي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويُسهِّل مجاري الكلام، ويُنشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويُرضي الرب، ويُعجب الملائكة، ويُكْثِر الحسنات".   فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ   شبكة الالوكة        
    • الله يسعدك ويبارك فيك مشرفتنا الجميلة ام عبدالله..  جزاك الله عنا وعن كل ما بُذل وسُطِّر في هذا الصرح العظيم خير الجزاء ♥️♥️ زماااان كنت انتظر بفارغ الصبر ان تتم خطبتي أو زواجي ليكتب لي موضوع مباركة باسمي...  دلوقتي الله المستعان قربنا نزوج اولادنا🙈🙈   لكن سبحان الله الحنين للمنتدى لا يتوقف ابدا❤️❤️❤️
    • الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِهِ الْكَرِيمِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ: مِنْ أَكْثَرِ الْهُمُومِ الَّتِي تَشْغَلُ النَّاسَ وَتُرْهِقُهُمْ؛ هَمُّ تَحْصِيلِ الرِّزْقِ، مَعَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَسَمَ رِزْقَهُ بَيْنَ الْخَلَائِقِ، وَضَمِنَ لَهُمْ ذَلِكَ، بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذَّارِيَاتِ: 56-58]، وَمَفَاتِيحُ الرِّزْقِ الْحَلَالِ كَثِيرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُبَارِكَ اللَّهُ لَهُ فِي رِزْقِهِ؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يُرَاعِيَ هَذِهِ الْأُمُورَ الْمُهِمَّةَ:   1- التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، مَعَ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَابِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ: تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنَا بِالسَّعْيِ فِي الْأَرْضِ لِتَحْصِيلِ الْمَعَاشِ: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الْمُلْكِ: 15]؛ وَقَالَ أَيْضًا: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الْجُمُعَةِ: 10].   2- تَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتُهُ، وَالْبُعْدُ عَنِ الْمَعَاصِي: قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطَّلَاقِ: 2-3]؛ وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الْأَعْرَافِ: 96].   3- الْبُعْدُ عَنِ الْحَرَامِ، وَتَحْصِيلُ الرِّزْقِ الْحَلَالِ: عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْحَرَامِ، وَيَجْتَهِدَ فِي تَحْصِيلِ الْكَسْبِ الْحَلَالِ؛ حَتَّى يُوَسِّعَ اللَّهُ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُبَارِكَ لَهُ فِيهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [الْمُؤْمِنُونَ: 51]؛ وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 172]، وَقَدْ أَوْدَعَ اللَّهُ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ مُؤَشِّرًا يَدُلُّهُ عَلَى الْخَيْرِ، أَوْ يَصْرِفُهُ عَنِ الشَّرِّ؛ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ؟ فَقَالَ: «الْبِرُّ: حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ: مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.   4- التَّوْبَةُ وَكَثْرَةُ الِاسْتِغْفَارِ: فَإِنَّ الْعَبْدَ قَدْ يُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشُّورَى: 30]، وَالِاسْتِغْفَارُ يَرْفَعُ الْبَلَاءَ، وَيُزِيلُ النِّقَمَ، وَيَفْتَحُ أَبْوَابَ الرِّزْقِ وَالنَّمَاءِ؛ قَالَ تَعَالَى – عَلَى لِسَانِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نُوحٍ: 10-12].   5- شُكْرُ النِّعَمِ: بِالشُّكْرِ تَزْدَادُ النِّعَمُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إِبْرَاهِيمَ: 7]، وَبِالشُّكْرِ أَمَرَ الْأَنْبِيَاءُ أَقْوَامَهُمْ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِقَوْمِهِ: ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الْعَنْكَبُوتِ: 17]؛ وَهُوَ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ كَمَا قَالَ: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ! لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"» صَحِيحٌ – رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.   6- صِلَةُ الرَّحِمِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَمَنْ يَقْطَعْ رَحِمَهُ؛ يَقْطَعِ اللَّهُ عَنْهُ الْخَيْرَ؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ؛ قَالَتِ الرَّحِمُ: "هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ". قَالَ: نَعَمْ؛ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: "بَلَى يَا رَبِّ". قَالَ: فَهْوَ لَكِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.   7- الْإِنْفَاقُ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سَبَأٍ: 39]، وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ! أَنْفِقْ؛ أُنْفِقْ عَلَيْكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ أَيْضًا: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ؛ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.   8- التَّفَرُّغُ لِلْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ: وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ أَنْ يَنْقَطِعَ الْمُسْلِمُ عَنِ التَّكَسُّبِ وَالْعَمَلِ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ: أَنْ يَتَوَقَّفَ عَنِ الْعَمَلِ لِيُؤَدِّيَ الْفَرَائِضَ وَالْعِبَادَاتِ؛ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الْجُمُعَةِ: 9]، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي؛ أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ؛ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.   9- الْإِحْسَانُ إِلَى الضُّعَفَاءِ وَالْمُحْتَاجِينَ: عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ: أَنَّ عِبَادَةَ الضُّعَفَاءِ وَدُعَاءَهُمْ أَشَدُّ إِخْلَاصًا وَأَكْثَرُ خُشُوعًا؛ لِخَلَاءِ قُلُوبِهِمْ مِنَ التَّعَلُّقِ بِزُخْرُفِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، وَصَفَاءِ ضَمَائِرِهِمْ مِمَّا يَقْطَعُهُمْ عَنِ اللَّهِ، فَجَعَلُوا هَمَّهُمْ وَاحِدًا؛ فَزَكَتْ أَعْمَالُهُمْ).   10- الْمُتَابَعَةُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.   11- الزَّوَاجُ: مِنَ الْمَفَاهِيمِ الْخَاطِئَةِ تَرْكُ الزَّوَاجِ؛ بِحُجَّةِ عَدَمِ تَوَفُّرِ الْإِمْكَانَاتِ الْمَادِّيَّةِ! وَاللَّهُ تَعَالَى يَرُدُّ عَلَى هَذَا الْفَهْمِ الْخَاطِئِ وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النُّورِ: 32]؛ وَالْمَعْنَى: لَا يَمْنَعْكُمْ مَا تَتَوَهَّمُونَ: مِنْ أَنَّهُ إِذَا تَزَوَّجَ؛ افْتَقَرَ بِسَبَبِ كَثْرَةِ الْعَائِلَةِ وَنَحْوِهِ! وَفِيهِ حَثٌّ عَلَى التَّزَوُّجِ، وَوَعْدٌ لِلْمُتَزَوِّجِ بِالْغِنَى بَعْدَ الْفَقْرِ.   قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: ‌‌بَابُ: تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النُّورِ: 32]، ثُمَّ أَوْرَدَ حَدِيثَ الْبَابِ؛ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَ رَجُلًا فَقِيرًا بِمَا يَحْفَظُ مِنَ الْقُرْآنِ؛ فَقَالَ لَهُ: «مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.   12- إِنْجَابُ الذُّرِّيَّةِ، وَعَدَمُ الْخَوْفِ مِنَ الْفَقْرِ بِسَبَبِهِمْ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الْإِسْرَاءِ: 31]. قَالَ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَهَذَا مِنْ رَحْمَتِهِ بِعِبَادِهِ؛ حَيْثُ كَانَ أَرْحَمَ بِهِمْ مِنْ وَالِدِيهِمْ، فَنَهَى الْوَالِدِينَ أَنْ يَقْتُلُوا أَوْلَادَهُمْ؛ خَوْفًا مِنَ الْفَقْرِ وَالْإِمْلَاقِ، وَتَكَفَّلَ بِرِزْقِ الْجَمِيعِ).   13- الرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالْقَنَاعَةُ بِمَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنْ نِعَمٍ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» حَسَنٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.   د. محمود بن أحمد الدوسري   شبكة الالوكة        
    • الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:   أخي الكريم، قبل أن تكتب تمهل، وقِفْ عند أمر الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، قال الحافظ ابن كثير: "أي: كلموهم طيبًا، ولِينُوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ فالحسن من القول: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم، ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنًا كما قال الله، وهو كل خلق حسن رضيه الله"[1].   وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله: "أمر بالإحسان إلى الناس عمومًا، فقال: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾،ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة، وغير ذلك من كل كلام طيب. ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46].   ومن أدب الإنسان الذي أدَّبَ الله به عباده، أن يكون الإنسان نزيهًا في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملًا لكل أحد، صبورًا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالًا لأمر الله، ورجاءً لثوابه"[2].    فكلما أردتَ أن تأخذ القلم أو الهاتف أو الكمبيوتر للكتابة تمهل! تمهل قبل أن تكتب. • ماذا ستكتب؟ • ولماذا ستكتب؟ • وهل ما تكتبه يُرضي الله سبحانه؟ فإن كان نعم فهو المطلوب، وإن كان لا فأعرض ولا تكتب خير لك. • هل ما تكتبه لله تعالى؟ وقصد النصيحة أم انتصارًا لنفسك وحزبك وجماعتك؟
        فإن كانت الأولى فنِعم ما قمتَ به، وإن كانت الأخرى فالإعراض أولى.   • وليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر غير منكر. •   وليكن نقدك للخطأ صحيحًا بعيدًا عن الفجور في الخصومة والبهتان، ولا تقوله بما لم يقل، أو تلزمه بما ليس بلازم،   ولا يكن نقدك وردك انتصارًا لنفسك وحزبك، وأن يكون سالمًا من السب والشتم والألفاظ التي يترفع عنها العوامُّ. •   إياك والتطاول على الكبار ممن أفنوا أعمارهم في خدمة الدين تعلمًا وتعليمًا، واعلم بأنك إن فعلت ذلك فلن تضر إلا نفسك. • واعلم بأن البحر لا ينجس برمي القاذورات فيه. • ولا تكن كمن يعالج الزكام بما يسبب الجذام. • ولا ترد الخطأ بمثله أو أشد، ولا المنكر بمنكر. •   ومن عصى الله تعالى فيك فلا تعص الله سبحانه فيه؛ بمعنى إن سبَّك وشتمك وافترى عليك واغتابك شخص فهذه معصية لله تعالى، فلا يكن هذا مبررًا لك لمعصية الله تعالى فيه بأن تغتابه أو تسبه أو تفتري عليه، فالحرام حرام،   يجوز لك أن تنتصر لنفسك، لكن لا تتجاوز بحيث إن كذب عليك فتبين كذبه وافتراءه، ولا يجوز لك بحال أن تكذب عليه بحجة أنه كما كذب عليك تكذب عليه، أو افترى عليك أن تفتري عليه. •   الرد على المبطلين من أفضل القُرب إلى الله تعالى، ولكن الرد ليس لكل أحد، وأن للرد آدابًا فاحرص عليها؛ ليكن ردك مقبولًا عند الله تعالى، ويضع له القبول عند خلقه، بل على المردود عليه أحيانًا، بخلاف الرد حين يكون فيه ألفاظ وكلمات لا تليق، فإن ذلك سبب في الإعراض عن القراءة ولو كنتَ محقًّا.   وإن من الفجور في الخصومة ومن الظلم أيضًا:حين تُخرج إنسانًا من السُّنَّة بمجرد أن تختلف معه أو بمجرد أن يختلف هو مع من تُحب! ومن الظلم أيضًا رمي من تختلف معه بالفواقر، وتفتري عليه بما ليس فيه، وتقوِّله ما لم يقل، فكيف إذا كان ذلك مع أهل العلم والفضل؟! وكيف إذا كان ذلك مع من تعرفه لكن لحظوظ نفس؟! فالإنصاف الإنصاف. ومع الأسف أصبحنا في زمنٍ الإنصافُ فيه أندرُ من الكبريت الأحمر كما يُقال.
        وأخيرًا أخي الفاضل:إن كان قصدك الخير بردك، فتخيَّر الأسلوب الأجمل الذي يكون سببًا لقبول نصحك وردك عند المردود عليه ومن يقرأ كلامك.وتذكر أن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يقول لأكبر طاغية فرعون قولًا لينًا: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 44]، قال الحافظ ابن كثير: "هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهي أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، كما قال يزيد الرقاشي عند قوله: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾: يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولاه ويناديه؟! وقال وهب بن منبه: "قولا له: إني إلى العفو والمغفرة أقرب مني إلى الغضب والعقوبة"[3]. وقال السعدي رحمه الله: "أي: سهلًا لطيفًا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، ﴿لَعَلَّهُ﴾ بسبب القول اللين ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ ما ينفعه فيأتيه، ﴿أَوْ يَخْشَى﴾ ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داعٍ لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسَّر القول اللين في قوله: ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾[النازعات: 18، 19]فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل فإنه أتى بـ "هل" الدالة على العرض والمشاورة التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر من الشرك الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل: "أزكيك"، بل قال: "تزكى" أنت بنفسك. ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي ربَّاه وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها، فقال: ﴿ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر"[4].   وقد سئل الإمام ابن باز رحمه الله: ما هو الأسلوب المناسب للنصيحة والدعوة إلى الله سبحانه؟
      فأجاب: الأسلوب المناسب في الدعوة إلى الله والنصيحة هو الأسلوب الذي أرشد الله إليه، وأمر به عباده في كتابه الكريم في قوله سبحانه: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[الإسراء: 53]. وقوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾[البقرة: 83]. وقوله سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل: 125]. وقوله سبحانه: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾[العنكبوت: 46]. وقوله تعالى يخاطب نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم في آل عمران: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[آل عمران: 159]. وقوله سبحانه لما بعث موسى وهارون إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[طه: 44].   وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه)). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، اللهم ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه))؛ أخرجه مسلم في صحيحه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)). والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة     فالواجب على العلماء والأمراء والدعاة إلى الله تعالى أن ينهجوا هذا المنهج الذي أرشد الله إليه، وأرشد إليه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ينصحوا الناس ويعالجوا مشاكلهم بالطريق التي أرشد الله إليها سبحانه، وأرشد إليها رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ظلم واعتدى ولم ينفع فيه التوجيه والنصيحة وجب على ولاة الأمر أن يعاقبوه بالعقوبات الشرعية. ومن ثبت عليه ما يوجب إقامة الحد أو التعزير وجب تنفيذ حكم الله فيه بواسطة أولي الأمر ومن يستنيبونه في ذلك؛ ردعًا له ولأمثاله، وحماية للمجتمع الإسلامي من جميع أنواع الفساد[5].   واعلم أخي الكريم، أن المسلم ليس بالسَّبَّاب ولا باللَّعَّان ولا الفاحش البذيء، واجعل نصب عينك قول الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة:83]، فلنستجب لأمر الله سبحانه، فلا يقول أحدنا إلا الخير، والقول الحسن الطيب، والله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبًا. فاللهم بصِّرنا بعيوبنا، وقنا شر أنفسنا، وفقني الله وإياكم للإخلاص في القول والعمل، وجنبنا الزلل في القول والعمل، "إلهِي لا تعذب لسانًا يُخبر عنك، ولا عينًا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدمًا تمشي إلى خدمتك، ولا يدًا تكتب حديث رسولك. فبعزتك لا تدخلني النار، فقد علم أهلها أني كنت أذبُّ عن دينك"[6].
      والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

      [1] تفسير ابن كثير، ت سلامة (1/ 317).
      [2] تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) (ص: 57-58).
      [3] تفسير ابن كثير، ت سلامة (5/ 294).
      [4] تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) (ص: 506).
      [5] من سؤال وُجِّه لسماحته من جريدة عكاظ بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك عام1413هـ؛ (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (27/ 359).
      [6] ذيل طبقات الحنابلة (2/ 499).

      محمد بن عبدالله العبدلي
        شبكة الالوكة  
    • مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ٢-فاطر     مادام أنه - سبحانه وتعالى - هو الخالق، هو الخالق، فمقتضى الخَلْق أنْ يوفر الله للمخلوق ما يصلحه، فهو أولاً يحتاج إلى رحمة في بقاء حياته؛ لذلك يُنزل سبحانه المطرَ فيحيى الأرضَ بالنبات ليزرع الإنسان ويأكل ويشرب، وهذا قِوَام حياته المادية، ثم يوفر له أيضاً قوام حياته الروحية والمعنوية، فيُنزل عليه ما يحفظ قيمه، وما يُنظم حياته بأدب مع غيره، وهذا هو المنهج الذي قال الله فيه { { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ } [الزخرف: 32].     وهذه الرحمة إنْ أرادها الله بعبد، فلا أحدَ يمنعها عنه { مَّا يَفْتَحِ } [فاطر: 2] يعني: يعطي ويمنح { فَلاَ مُمْسِكَ } [فاطر: 2] فلا مانع ولا حابس لها { وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ } [فاطر: 2] لا معطي { لَهُ مِن بَعْدِهِ } [فاطر: 2] أي: من بعد الله.   وتأمل الأسلوب القرآني في { مَّا يَفْتَحِ } [فاطر: 2] مقابلها يغلق، لكن الحق سبحانه لم يَقُل: وما يغلق، إنما { وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ } [فاطر: 2] لماذا؟ قالوا: لأن المغلَق ربما تمكَّن أحد من فتحه بالحيلة أو بالقوة، أما { وَمَا يُمْسِكْ } [فاطر: 2] فلا أحدَ يستطيع أنْ ينال شيئاً أمسكه الله.     ومن معاني هذا الفتح وهذه الرحمة: الرسالة التي خَصَّ الله بها سيدنا رسول الله؛ لذلك قال الكفار { { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف: 31].
      وقالوا: { { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا } [ص: 8].
      فردَّ الله عليهم: { { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا.. } [الزخرف: 32].
      يعني: تأدبوا مع الله، فهو الذي قسم لكم أمور الدنيا وأمور المعايش، أيترك لكم ولأهوائكم أنْ تُقسِّموا الوحي، وأنْ تجعلوه ينزل على مَنْ تهوون؟
      والفتح: إزالة حاجز بين شيئين، ومنه حِسيٌّ كما نفتح الباب أو الشنطة مثلاً، كما ورد في القرآن: { { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } [يوسف: 65].     وقد يكون الفتح أمراً معنوياً كالفتح بالخير، أو بالرحمة كالوحي الذي اختص الله به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه قوله تعالى: { { أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } [البقرة: 76] يعني: من الوحي الموجود في التوراة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا فَتْح معنوي بالخير وبالبركة.
      ومن معاني الفتح: الفصل وفضّ الإشكال بين الخصوم، كما في قوله سبحانه: { { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } [الأعراف: 89].
        وعِلَّة قوله تعالى: { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا .. } [فاطر: 2] لأنه سبحانه واحد لا شريك له، ولا إله غيره، فلو كان معه إله آخر لكان له رأي آخر، أمَّا الحق سبحانه وحده فيتصرف في مُلْكه تصرُّف مَنْ لا شريكَ له، وإلا فكيف يثق بأنه حين يقول للشيء كُنْ فيكون أن الشيء يطيعه؟
        فالله يقول هذا الأمر، وهو يعلم أن الشيء سيطيع، فلا أحدَ يستطيع أنْ يقول له لا تطع، لذلك أول مَنْ شهد بالألوهية والوحدانية الواحدة هو الله سبحانه، شهد بها لنفسه سبحانه، فقال: { { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [آل عمران: 18] وهذه شهادة الذات للذات، لذلك أقبل على الأشياء بكُنْ فكانت، وسمعت، وأطاعت، ونفذت.
      واقرأ: { { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } [الانشقاق: 1-2] يعني: سمعتْ بوعى وحَقّ لها أنْ تسمع، وأن تطيع؛ لأنه ليس لها إله آخر يعارضها إنْ أطاعتْ.   وبعد أنْ شهد الحق سبحانه لنفسه شهادة الذات للذات شهدتْ بذلك الملائكةُ شهادةَ المشاهدة، ثم شهد أولو العلم شهادةَ التدليل: { { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ .. } [آل عمران: 18].
      ثم تُذيَّل الآية بقوله تعالى: { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [فاطر: 2] نعم، ما دام أنه تعالى إله واحد لا شريك له، يرسل رحمته لمن يشاء، ويمسك عَمَّنْ يشاء فهو عزيز، والعزيز هو الذي لا يُغْلَب ولا يُمَانع، لكن هذه العزة وهذه الغلبة ليست صادرة عن بطش أو ظلم أو جبروت، إنما صادرة عن حكمة { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [فاطر: 2] فهو سبحانه حكيم في عطائه، حكيم في منعه، والحكمة - كما قلنا - هي وَضْع الشيء في موضعه المناسب.     التفاسير العظيمة    
  • أكثر العضوات تفاعلاً

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181899
    • إجمالي المشاركات
      2535114
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93120
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    شرين حاتم
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×