اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57213
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180503
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259982
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8234
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32130
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52989
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97008
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31793
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15478
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31145
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  9. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41314
      مشاركات
    2. 33909
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36905 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ٨-فاطر   الأسلوب في { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِه } [فاطر: 8] أسلوب استفهام، لكن لم يذكر المقابل له، وتقديره هل يستوي، ومَنْ لم يُزين له سوء عمله؟
      والحق سبحانه لم يذكر جواباً لأنه معلوم، ولا يملك أحد إلا أن يقول لا يستويان، لأن الناس منهم مَنْ يعمل السيئة، ويعلم أنها سيئة، ويكتفي بها لا يتعداها، ومنهم مَنْ يتعدَّى فيفعل السيئة ويدَّعي أنها حسنة، وهذا مصيبته أعظم لأنه ارتكب جريمة حين فعل السيئة، وارتكب جريمة أخرى حين ادعى أنها حسنة، هذا معنى: { فَرَآهُ حَسَناً } [فاطر: 8]، وهذا اختلال في الرؤية وضلال.
        لذلك يقول تعالى بعدها: { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } [فاطر: 8] وهذه الآية وقف عندها كثيرون، يقولون: إنْ كان الله هو الذي يهدي، وهو الذي يُضل. فلماذا يُحاسب الإنسان؟ ولا بُدَّ لتوضيح هذه المسألة أن نُبين معنى يهدي ويُضل. يهدي يعنى: يدلُّه على طريق الخير ويرشده إليه، وهذا الإرشاد من الله لكل الناس، فمَنْ سمع هذا الإرشاد وسار على هُدَاه وصل إلى طريق الخير، فكان له من الله العون وزيادة الهدى، كما قال سبحانه: { { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [محمد: 17].
      أما الذي أغلق سمعه فلم يسمع ولم يَهْتَدِ فَضَلَّ الطريق وانحرف عن الجادة، فأعانه الله أيضاً على غايته، وزاده ضلالاً، وختم على قلبه ليكون له ما يريد، فلا يدخل قلبه إيمانٌ، ولا يخرج منه كفر، وهؤلاء قال الله فيهم: { { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } [البقرة: 10].
      لذلك يقول تعالى عن قوم ثمود: { { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } [فصلت: 17].
      فمعنى { هَدَيْنَاهُمْ } يعني: دللناهم وأرشدناهم لطريق الخير، ولكنهم رفضوا هذه الدلالة وعارضوا الله فضَلُّوا فأضلهم الله. يعني: زادهم ضلالاً.
        وسبق أنْ أوضحنا هذه القضية وقلنا: هَبْ أنك تريد أنْ تذهب إلى مكان ما، ووقفتَ عند مفترق الطرق لا تدري أيهما يُوصِّلك إلى غايتك، فذهبتَ إلى رجل المرور تسأله أين الطريق، فدلَّك عليه فشكرته وعرفتَ له جميله، فلما رآك مُطيعاً له، شاكراً لفضله قال الله: لكن أمامك في هذا الطريق عقبة سأسير معك حتى تتجاوزها، هكذا يعامل الحق سبحانه المهتدين: { { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [محمد: 17].
        وقد خاطب الحق سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: { { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } [القصص: 56] وخاطبه بقوله: { { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52] فأثبت له صلى الله عليه وسلم الهداية بمعنى الإرشاد والدلالة، لكن نفى في حقِّه الهداية بمعنى المعونة على الهدى، فالذي يُعين هو الله.
      ثم إن الحق سبحانه لم يترك هذه المسألة هكذا، إنما بيَّن مَنْ يهديه ومَنْ يُضِلُّه، فقال سبحانه: { { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [المائدة: 67] وقال: { { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } [الصف: 5] وأيُّ هداية للإنسان بعد أنْ كفر بالله، وفَسَق عن منهجه، وأفسد في البلاد، وظلم العباد؟
        وقوله تعالى: { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر: 8] يعني: لا تُهلك نفسك حسرة على عدم إيمانهم، وهذا المعنى شرحه الحق سبحانه في قوله: { { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } [الكهف: 6].
      فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على هداية قومه، يألم أشدَّ الألم حين يشرد أحد منهم عن طريق الإيمان؛ لذلك قال تعالى عن نبيه محمد: { { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [التوبة: 128].
      ثم يقول سبحانه مُسلِّياً رسوله صلى الله عليه وسلم: { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [فاطر: 8] يعني: لا تَخْفى عليه خافية من أفعالهم، وسوف يجازيهم ما يستحقون من عقاب على قَدْر ما بدر منهم من إعراض، فاطمئن ولا تحزن.   التفاسير العظيمة
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اتَّبع هدْيَه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:   فضائل وثمرات قيام الليل: • هو إقامة للروح على معارج القدس، وإقامة للحياة وترويحٌ للنفس، ومناجاة للمولى وكلام همس، حيث يحلو القرب من الله والأنس، هذه السنة والعبادة التي أصبحت منسيةً، فتسلط علينا كل وسواس خناس، فاضطربت الأحوال وضاقت الحياة على الناس، هل عرفتم عن ماذا أتحدث؟ إنها (قيام الليل)، وهذه كلماتٌ وقطوف من دوحة القانتين والذاكرين، نستشعر بها معاني الصلاة في جوف الليل.   فضائل قيام الليل: يقول الله تعالى مادحًا عباده المؤمنين بخصالٍ جميلة وأعمالٍ جليلة: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]. ومن أخص هذه الصفات (قيام الليل) الذي هو طريق الأولياء إلى الله، الولاية تلك المنزلة التي يتمناها كل مسلم؛ منزلة القرب والعناية، فندخل في قوله تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].   فطريق الأولياء إلى الله هو: الابتعاد عن المُحرَّمات، وأداء الفرائض، والتقرُّب بالنوافل، كلٌّ بحسب استطاعته وإقباله، وأفضل النوافل قيام الليل، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".   وهذا الفضل الكبير لقيام الليل؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص فهو عبادة سرية لا يعلم بها أحد، وفيه مشقة على النفس، فالمؤمن يقوم من فراشه ونومه وراحته، وهو أقرب إلى التدبُّر والخشوع.. ولهذا سميَ قيام الليل (شرف المؤمن)، قال عليه الصلاة والسلام: "أتاني جبريل، فقال يا محمد، عِشْ ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس".   فوائد وثمرات قيام الليل: • وفوائد قيام الليل عظيمة، وثمراته كثيرة، أذكر لكم بعضها: • تكفير الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني، فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).   • استجابة الدعاء: إن كنت تريد قضاء الحاجات، وتفريج الهموم وتيسير الأمور وتحقيق الأمنيات، فعليك بالدعاء في قيام الليل، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ((إنَّ من اللَّيل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة)).   • يطرد العجز والكسل وداء الجسد: قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنَّه دأْبُ الصالحين قبلكم؛ فإنَّ قيامَ الليل قُرْبَةٌ إلى الله عز وجل، وتكفيرٌ للذُّنوب، ومَطْرَدَةٌ للدَّاء عن الجسد، ومنهاة عن الإثم))، وقال العراقيُّ: إسنادُه حسنٌ.   • صلاح الأبناء والأسرة: فعندما يراك أهلك وأولادك تقوم الليل فإن هذا السلوك سيؤثر فيهم، ويُحبِّب إليهم الدين والعبادة فيقتدون بك، والله سبحانه وتعالى يتولَّى ذريته حتى بعد مماته، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ [الكهف: 82].   • سبب الرحمة: قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ((رَحِم اللهُ رجلًا قام من الليل فصلَّى وأيقظَ امرأتَه، فإن أَبَتْ نضح في وجهها الماءَ، ورحم اللهُ امرأةً قامت من اللَّيل فصلَّت وأيقظت زوجَها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)). • دخول الجنة: قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ((يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)).   حال السلف مع قيام الليل:   • ولهذه الفضائل والفوائد صار قيام الليل حال الصالحين ودَأْب العابدين، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يَمُرُّ بالآية من وِرْده بالليل فيسقط، حتى يُعاد منها أيَّامًا كثيرةً كما يُعادُ المريضُ. • وكان ابنُ مسعود رضي الله عنه إذا هدأت العيونُ قام فيُسْمَعُ له دَوِيٌّ كَدَويِّ النَّحْل حتى يصبحَ.   • كل ذلك الحرص على قيام الليل خوفًا من عذاب الله سبحانه، ورجاء لرضا الله سبحانه، قال المغيرةُ بن حبيب: رمقتُ مالك بن دينار رحمه اللهُ فتوضَّأ بعد العشاء ثم قام إلى مُصَلَّاه فقبضَ على لحيته فخنقته العبرةُ، فجعل يقول: اللهم حَرِّمْ شيبةَ مالك على النار، إلهي قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار، فأيُّ الرجلين مالك، وأيُّ الدَّارين دار مالك؟! فلم يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر.   • سبحان الله! هذا حال الولي الصالح والرجل العابد مالك بن دينار، فما حالنا نحن اليوم الذين غرقنا في الذنوب والغفلة؟!   • وكما أن الطعام لنا أمر لا نتركه في كل يوم، فكذلك كان حال سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين مع قيام الليل، ويندر أن تجد أحدًا في ذلك الزمان لا يصلي في جوف الليل، وإن وجد فهو أمرٌ منكرٌ مستغرب، كان للحسن بن صالح جاريةٌ فباعها من قوم، فلما كان في جوف الليل قامت الجاريةُ فقالت: يا أهلَ الدار، الصلاة الصلاة، فقالوا: أصبحنا؟ أَطَلَعَ الفجرُ؟ فقالت: وما تُصَلُّون إلا المكتوبة؟! قالوا: نعم، فرجعت إلى الحسن فقالت: يا مولاي، بعتني من قوم لا يُصَلُّون إلا المكتوبة؛ رُدَّني، فَرَدَّها. • وعن مسعر عن رجل قال: أتى طاووس رجلًا في السحر، فقالوا: هو نائم، فقال: ما كنت أرى أن أحدًا ينام في السحر؟     الحث على قيام الليل: • إن قيام الليل هو السبيل الأوفى للإصلاح للفرد والأسرة والمجتمع، والمنزل الأكرم للسعادة والرضا والعلاج الأنجع للحفظ من الفتن، وبعد أن استعرضنا بعض الفضائل والفوائد لقيام الليل، فحريٌّ بنا أن نسارع إلى امتثال هذه العبادة العظيمة، لما يترتب عليها من مهنأة في العيش وسعة في الرزق، ورضا الرحمن ومسارعة الدخول إلى الجنان بسلام، كل هذه الخيرات الدنيوية والأخروية مفتاح بابها الصلاة في جوف الليل، فهل يليق بمسلمٍ أن يتأخر عنها؟ هل يليق بمسلم أن يقصر فيها؟ إن الإنسان فُطِرَ على حب الخير والسعادة، وها نحن الآن نتعرف على مفتاح الخير كله (قيام الليل) فهيا لنشمر عن ساعد الجد، ونسعى لنكون من أهل القرب، ونسارع لنخرج من الغفلة ونكتب مع الذاكرين، قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ((من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين)).   • ومن الأسباب التي تعيننا على قيام الليل: ترك المعاصي، والحرص على الأكل الحلال، وتجنُّب الحرام، الاستعانة والتقوِّي بقيلولة في النهار، والإكثار من ذكر الله في النهار، عسى نحظى برضا التواب الغفار، وندخل في فريق أتباع المختار صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.   صلاة قيام الليل وطريقة تأديتها: • ويندب أن تكون صلاة الليل في آخره، فهو أفضل الأوقات، وأقل ما ينبغي أن يتنفل بالليل ثمانٍ ركعات، والأفضل أن يصليها أربعًا أربعًا، وطول القيام فيها أفضل، هذا مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى. • فيا أيها المسلم، اشددْ مئزرك واسْعَ لإرضاء الله تعالى، وقف بين يدي ربك متواضعًا وخاضعًا في جوف الليل، وكن من المستغفرين بالأسحار، فلن يخيب أملك ولن يُبعدك عن رحمته؛ بل سيُدْنيك منه ويُكرمك بالخير الكثير ويمُنُّ عليك بالنِّعَم الوفيرة.   • نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لقيام الليل، ويجعلنا من الذين يعبدونه آناء الليل وأطراف النهار.   وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.   الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري شبكة الالوكة  
    • سورة الأنبياء : ===========   1/ قال تعالى : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)) سورة اﻷنبياء تأمل سياق هذه الآية العظيمة الواردة للتهديد والوعيد والتهويل تجده جاء بأسلوب بديع : ( المس ) هو الإصابة الخفيفة ، و ( النفحة ) القليل من الشيء ، و ( من ) دالة على التبعيض ، و( العذاب ) أخف من النكال ، و ( ربك ) هذا يدل على الشفقة . إن من سيكون هذا واقعه عند أول نفحة تصيبه من بعض عذاب رب رحيم ، كيف سيصبر على أنكال لدى الجبار ؟!.. إنه لحري به أن يبادر إلى ما ينجيه منه . صالح العايد ـ نظرات لغوية في القرآن الكريم .   2/ قال تعالى ذاكراً مخاطبة إبراهيم  لأبيه وقومه : (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)) سورة اﻷنبياء وليس العكوف على التماثيل على الصور الممثلة فقط ، بل تعلق القلب بغير الله وانشغاله به والركون إليه ، عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه . وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام ، ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبداً لها ودعا عليه بالتعس والنكس فقال : ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس وانتكس وإذ شيك فلا انتقش ) . ابن القيم ـ الفوائد .   3/ قال تعالى عن تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام في سورة الأنبياء 58:( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ) .. تأمل هذا الاحتراز العجيب !.. فإن كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: إلى عظيم الفرس إلى عظيم الروم ونحو ذلك ولم يقل إلى العظيم. وهنا قال تعالى: (إلا كَبِيراً لَهُم) ولم يقل كبيراً من أصنامهم، فهذا ينبغي التنبه له والاحتراز من تعظيم ما حقره الله إلا إذا أضيف إلى من عظمه. السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان   4/ قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)) سورة اﻷنبياء فعموم العالمين حصل لهم النفع برسالته  . أما أتباعه فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة ، وأما أعداؤه المحاربون له فالذين عجل قتلهم ، موتهم خيرا لهم من حياتهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة .. وأما المعاهدون له فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته وهم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له ، أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيره ، أما الأمم النائية عنه فإن الله  رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العالمين النفع برسالته  . ابن القيم - جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام .                       سورة الحج : ==========   1/ قال تعالى في وصف عذاب الكافرين في جهنم في سورة الحج : (كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)) .. لما كان الكفار في سجن الكفر والشرك وضيقه، وكانوا كلما هموا بالخروج منه إلى فضاء الإيمان وسعته وروحه، رجعوا على حوافرهم، كانت عقوبتهم في الآخرة كذلك .فالكفر والمعاصي والفسوق كله غموم، وكلما عزم العبد أن يخرج منه أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفه، فلا يزال في غم ذلك حتى يموت، فإن لم يخرج من غم ذلك في الدنيا بقي في غمه في البرزخ وفي القيامة، وإن خرج من غمه وضيقه ها هنا خرج منه هناك .فما حَبَسَ العبد عن الله في هذه الدار حبسه عنه بعد الموت، وكان معذباً به هناك كما كان قلبه معذباً به في الدنيا. ابن القيم - روضة المحبين   2/ قال تعالى : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ) سورة الحج المغتم بالشيء قد يتسلى بأن يكون له في مصيبته شريك .ألا ترى أن الله  كيف عزى رسول الله بمشاركة من مضى قبله من الأنبياء في تكذيب قومهم إياهم واحتمال مضضه وأذاهم . القصاب - نكت القرآن .   3/ يتحدث القرآن في سورة الحج عن طريقة تلقي المؤمن لآيات الوحي ، وأنه ليس المطلوب فقط تنفيذ أحكام القرآن ، بل لابد أن يقوم في القلب معنى آخر يظهر به (ذُل العبودية) لله سبحانه وتعالى ،وهو طأطأة القلب ورقته فور تلقيه القرآن ، يقول الله : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) الحج : 54. الشيخ إبراهيم السكران - الطريق إلى القرآن ص١٠٦     سورة المؤمنون : ============= 1/ عن أبي سعيد الخدري  قال : خلق الله الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها المسك ، وقال لها تكلمي فقالت : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)) سورة المؤمنون فقالت الملائكة : (طوبى لك منزل الملوك) . رواه الطبراني والبزار . صحيح الترغيب والترهيب للألباني .   2/ قال تعالى مخبرا عن فرعون وملئه : (فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)) سورة المؤمنون تأمل كيف أن الله  يجري نقض ضلالة الضالين على ألسنتهم فلا يشعرون بها و لا أتباعهم ليحق كلمته على من قضى عليه الشقوة . ألا ترى أن فرعون مع ادعائه الربوبية قال مع ملئه (أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا) ولم يحترز من تسمية نفسه بشرا وقد سماها من قبل ربا فقال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) سورة النازعات 24 القصاب - نكت القرآن .   3/ قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)) سورة المؤمنون في تقديم الأكل من الطيبات على العمل الصالح تنبيه على أنه هو الذي يثمرها ، لأن الغذاء الطيب يصلح عليه القلب والبدن فتصلح الأعمال ، كما أن الغذاء الخبيث يفسد به القلب والبدن فتفسد الأعمال . عبدالحميد بن باديس ـ تفسير ابن باديس .   4/ قال تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)) سورة المؤمنون العبد أضعف من أن يتجلد على ربه والرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه بل أراد منه أن يستكين له ويتضرع إليه وهو تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه ويحب من يشكو ما به إليه .قيل لبعضهم :كيف تشتكي إليه ما ليس يخفى عليه ؟.. فقال : ربي يحب ذل العبد إليه . ابن القيم - عدة الصابرين .   5/ قال تعالى : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ) سورة المؤمنون 97 وما دام الشيطان هو الذي يهمز الإنسان كما يهمز الراكب الدابة لتسرع ، فليحذر المسلم من الأمور التي يرى نفسه مندفعاً إليها بقوة شديدة خشية أن تكون من همز الشيطان . أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير .                     سورة النور : ==========   1/ قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ) سورة النور 11 لما اتهم موسى  ، برأه الله بحجر يشهد له ، ولما اتهمت مريم برأها الله بلسان نبي وهو ابنها عيسى حيث قال : (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ) سورة مريم 30 .. ولما اتهم يوسف برأه الله بشاهد يشهد من أهلها ، ولما اتهمت عائشة برأها الله بقرآن يتلى إلى يوم القيامة . صالح المغامسي ـ تفسير سورة الأحزاب ( مسموع ) .   2/ أكثر فساد القلب من تخليط العين ، ما دام باب العين موثقاً بالغض فالقلب سليم من آفة ، فإذا فُتَح الباب طار طائره وربما لم يعد . يا متصرفين في إطلاق الأبصار ، جاء توقيع العزل (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) سورة النور 30 .. إطلاق البصر ينقُشُ في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ، وما يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام . ابن الجوزي ـ المدهش .   3/ من فوائد غض البصر أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه .ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) سورة النور 35 .. عقيب قوله : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) سورة النور 30 . ابن القيم - روضة المحبين .   4/ قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) سورة النور 35 لم شبه الله تعالى الزجاجة بالكوكب ولم يشبهها بالشمس والقمر مع أنهما أشد من الكوكب إضاءة ؟.. لأن الشمس والقمر يلحقهما الخسوف والكواكب لا يلحقها الخسوف . البغوي - معالم التنزيل                    سورة الفرقان : ===========   1/ قال تعالى في سورة الفرقان : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) .. وفي هذه الشكوى من التخويف والتحذير ما لا يخفى، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله قومهم عجل لهم العذاب ولم ينظروا. الألوسي – روح المعاني   2/ قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله تعالى في سورة الفرقان : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) .. فبين أن من هجر القرآن فهو من أعداء الرسول . شيخ الإسلام ابن تيمية - مجموع الفتاوى المجلد الرابع ص ١٠٦   3/ وهذه الآيات وإن كانت في المشركين إلا أن العبرة بعموم لفظها، فنظمها الكريم مما يرهب عموم المعرضين عن العمل بالقرآن، والأخذ بآدابه. القاسمي - محاسن التأويل   4/ لذا ينبغي لكل مسلم يخاف العرض على ربه أن يتأمل هذه الآية الكريمة، ويمعن النظر فيها مراراً وتكراراً ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى والطامة الكبرى التي عمت جل بلاد المسلمين من هذه المعمورة وهي هجر القرآن الكريم. الشنقيطي- أضواء البيان   5/ قال تعالى : (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)) سورة الفرقان من خصائص أهل الأهواء أنهم يلجؤون إلى السخرية بالفضلاء ، والتهكم على المؤمنين العقلاء ، وذلك لأنهم عدموا المنطق المقنع ، فلجأوا إلى اللغو المفزع . أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير .   6/ قال تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) سورة الفرقان 58 فإذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها وكملها وأتمها ، وهذا من المناسبات الحسنة التي ينتفع العبد باستحضارها وثبوتها في قلبه . فنسأل الله تعالى أن يرزقنا توكلاً يحيي به قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا وديننا ودنيانا ، ولا يكلنا إلى أنفسنا ، ولا إلى غيره طرفة عين ، ولا أقل من ذلك إنه جواد كريم . السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .   7/ قال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) سورة الفرقان 63 أضاف عبودية أنبيائه وأوليائه إلى اسمه (الرَّحْمَٰنِ) إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته . السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .   8/ قال تعالى في وصف عباده المؤمنين في سورة الفرقان : (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)) .. كان التعليق بـ إذا؛ لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين ؟!. عبدالحميد بن باديس - تفسير ابن باديس   9/ قال تعالى مبيناً لدعاء المؤمنين : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) سورة الفرقان 74 هل قرة الأعين في الدنيا أم في الآخرة ؟.. لا بل في الدنيا وأي شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله . والله ما طلب القوم إلا أن يطاع الله فتقر أعينهم . الحسن البصري - زاد المسير لابن الجوزي .
    • أيها الموفق:   إياك أن تغتر بما وفقك الله إليه، فيدخل إلى قلبك العُجب بنفسك وعلمك وعملك ومالك وحجك وصلاتك ودعوتك وإنفاقك وبصالح قولك وعملك، فتصغر في عينيك ذنوبك أو تحتقر غيرك.   " فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى " [النجم: 32].   الحذر أشد الحذر من هذا الداء الخفي الذي لا ينتبه له إلا أُولو الألباب، خاصة ونحن في زمن تفتحت فيه كاميرات الأضواء وعدسات الأهواء !   أخي السائر على درب التوفيق:   ما بك من نعمة أو توفيق فمن الله وحده، فأسال المنعم والموفق على ما أعطاك وحباك واجتباك فهو القائل:   " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ " [فاطر: 3].   يقول الفقيه السمرقندي (رحمه الله): من أراد أن يكسر العجب، فعليه بأربعة أشياء:   1- أن يرى التوفيق من الله تعالى، فإذا رأى التوفيق من الله، فإنه يشتغل بالشكر، ولا يعجب بنفسه.   2- أن ينظر الموفق إلى النعماء التي أنعم الله بها عليه، فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها، واستقل عمله، ولا يعجب به.   3- أن يخاف أن لا يُتقبل منه، فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه.   4- أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد كسر عجبه. ا.هـ.   أن تقرأ أيها الموفق في كتاب ربك الكريم: " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ " [المؤمنون: 61].   عن عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: يا رسول الله " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ " [المؤمنون: 60] هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل» [رواه الترمذي].   إن قلب المؤمن يستشعر يد الله عليه، ويحس آلاءه في كل نفس وكل نبضة، ومن ثم يشعر بالهيبة، ويشعر بالوجل، ويشفق أن يلقى الله وهو مقصر في حقه، لم يوفه حقه عبادة وطاعة، ولم يقارب آياديه عليه معرفة وشكراً، كما قال صاحب كتاب في ظلال القرآن (رحمه الله) تعالى.   كما إنني احذر نفسي وأحبتي من إغلاق باب التوفيق والرشاد عنا من حيث لا نشعر، وما يفقه ذاك إلا من أراد الله به توفيقاً، هذا ما أشار إليه شقيق بن إبراهيم (رحمه الله) بقوله:   أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء: · اشتغالهم بالنعمة عن شكرها. · رغبتهم في العلم، وتركهم العمل. · المسارعة إلى الذنب، وتأخير التوبة. · الاغترار بصحبة الصالحين، وترك الاقتداء بفعالهم. · إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها. · إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها. ا.هـ.   أيها الموفق:   أعد قراءة هذه الأمور الستة، وقف عندها وتأملها بقلب واعٍ، واعرضها على نفسك، وتأمل في حالك ومآلك، وأجب عليها بصدق وصراحة، تجد أننا واقعون فيها إلا من رحم ربك.   قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» [رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الجامع].   إن الذي يعجب بنفسه وعمله، وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والسداد نقول له:   أيها المسكين: من الذي وفقك؟ من الذي أعانك؟ من الذي أعطاك؟ من الذي علمك؟ من الذي فهمك؟ من الذي أنطقك؟ إنك لم تبلغ ما بلغت إلا بتوفيقه لك، فاحمد الله، وكن من الشاكرين " بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ " [الزمر: 66]. بل تعلم أيها الموفق هذا الدرس من سفيان الثوري (رحمه الله) حين قال: كل شيء أظهرته من عملي فلا أعده شيئًا؛ لعجز أمثالنا عن الإخلاص إذا رآه الناس. ويؤكد ذلك لك أحمد بن قدامه (رحمه الله) عندما قال: اعلم أن الله سبحانه هو المنعم عليك بإيجادك، وإيجاد أعمالك، فلا معنى لعجب عامل بعمله، ولا عالم بعلمه؛ إذ كل ذلك من فضل الله تعالى، وإنما الآدمي محل لفيض النعم عليه. ا.هـ.   " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ " [الانفطار: 7].   يقول مطرف بن عبد الله الشخير (رحمه الله): لأن أبيت نائما وأصبح نادماً أحب إليَّ من أن أبيت قائماً وأصبح مُعجبًا.   وتأمل في هذا الكلام القيم من مدرسة الإمام ابن القيم حيث يقول: اعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي مرضاة الله، مطالعًا فيه منّة الله عليه به، وتوفيقه له فيه، وأنه بالله لا بنفسه ولا بمعرفته، وفكره وحوله وقوته، بل هو الذي أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن، فالذي من عليه بذلك هو الذي منَّ عليه بالقول والفعل، فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته، ونظر قلبه، لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه، وغيبته عن شهود منّة ربه وتوفيقه وإعانته، فإذا غاب عن تلك الملاحظة، وثبّت النفس، وقامت في مقام الدعوى فوقع العجب، فسد عليه القول والعمل... كما في الفوائد.   قال رجل لتميم الداري: ما صلاتك بالليل؟   فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: والله لركعة أُصليها في جوف الليل في سرٍّ أحب إليَّ من أن أصلي الليل كله، ثم أقصه على الناس.   إنه فقه السلف الصالح وكفى، فهيا شمّر عن ساعد الجد والاجتهاد والصبر والمثابرة والمجاهدة والبذل والعطاء في سلوك طريق أهل التوفيق والرشاد، فمتى علم الله صدق نياتنا وسرائرنا، وفقنا الله إلى ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال.   " وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ " [الرعد: 24].   " معالم على طريق التوفيق " لفيصل بن سعيد شهوان الزهراني  
    • *يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ* ٥-فاطر وعده حَقٌّ في أنكم ستُردُّون إلى الله في الآخرة، فيحاسبكم ويُجازيكم، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، وهذا مبدأ معروف ومعمول به في كل المجتمعات، حتى البدائية منها، وحتى الملاحدة يعملون بهذا المبدأ، فيعطي المُجِدَّ ويعاقب المقصِّر، بل بعض هؤلاء يضعون قوانينَ للثواب والعقاب
      والمجتمع لا يستقيم أمره إلا بهذا المبدأ، فإنِ اختلَّ تطبيقه فَسَد المجتمع، وأُحبِط الأفراد، وعمّتْ الفوضى، ولم لا والمحسن لا يأخذ ثمرة إحسانه، والمجرم لا يُعاقب على جريمته؟ إذن: لا بُدَّ أنْ نربي في الناس وازعَ الرغبة في الخير، والرهبة من الشر؛ ليزداد المحسن في إحسانه، ويرعوى المسيىء عن إساءته.
      وكيف لا يُقبل هذا المبدأ في عالم مليء بالمظالم والتعديات والبطش والجبروت، ثم لا يأتي الوقت الذي ينال فيه كُلٌّ ما يستحقه؟
        لذلك كثيراً ما أذكر ما دار بيننا وبين الشيوعيين الذين ينكرون مسألة البعث والحساب، فكنتُ أقول لهم: لقد أخذتم أعداءكم وقتلتموهم، وصادرتم أموالهم، وفعلتم بهم الأفاعيل؛ لأنهم في نظركم غيَّروا مقاييس العطاء، فما بال مَنْ فعلوا هذا وظلموا، لكنهم أفلتوا منكم، ولم تَطُلْهم أيديكم بعقاب؟
      وما بال الظالمين قبلكم وبعدكم؟ أليس من الصواب القوْلُ بموعد يجمع هؤلاء جميعاً للحساب، حيث ينال كل منهم جزاءه؟ أليس هذا الجزاء يسعدكم ويُثلج صدوركم حين تروْنَ الظالم يُؤخذ بظلمه.
      إذن: كان عليكم أنْ تؤمنوا بهذا اليوم، لا أنْ تنكروه وتكفروا به، وهو يقوم على نفس المبدأ الذي تنادون به أنتم.
        لذلك تلاحظ أن النداء هنا لكل الناس: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } [فاطر: 5] أي: وعده بالقيامة والبعث والحساب، فهذه مسألة يُخاطب بها كل الناس، ووَعْد الله حقٌّ؛ لأن الوعد يأخذ حقيَّة من الواعد، ومن قدرته على إنفاذ وعده، ومَنْ أقدرُ من الله؟
      إذن: ينبغي أن نثِقَ في الوعد إنْ جاء من الله سبحانه، ولا نثق في وعد مَنْ لا قدرةَ له في ذاته.
        وسبق أن بيَّنا أن الإنسان يَعِد وينوي الوفاء وقت الوعد، لكنه لا يملك أسباب الوفاء، فربما طرأ عليه طارئ، أو تغيَّرت الظروف، فحالتْ بينه وبين الوفاء بوعده؛ لذلك يُعلمنا ربنا أدباً عالياً في هذه المسألة في سورة الكهف، فيقول سبحانه: { { وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ.. } [الكهف: 23-24] فتعليق فِعْلك على مشيئة ربك يُعفيك من الكذب إنْ عجزْتَ عن الوفاء، فَلَك أَن تقول: نويتُ الوفاء، لكن الله لم يشأ.
      لذلك لا يُوصَف وعد بالحقية إلا وعد الله؛ لأنه سبحانه وحده الذي يملك كل أسباب الوفاء بوعده. ولا يعوقه عن الوفاء شيء، ولا يمانعه أحد.   وما دام أن وعد الله حَقٌّ { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } [فاطر: 5] لا تخدعنَّكم؛ لأن الناس طبائع، منهم مَنْ يغتر بثناء الناس عليه، ومنهم مَنْ يغتر في ذاته، وهذا هو الذي تغرُّه الحياة الدنيا بشهواتها، فيعيش فيها بلا تكاليف وبلا التزامات، كما فعل الكفار حين عبدوا الحجارة، لأنها آلهة بلا تكاليف.
      لذلك يحذرنا ربنا: لا تخدعنكم الدنيا عن شيء آخر أعلى منها هو الآخرة، ويكفي ذَمًا لهذه الحياة أن الله تعالى سماها دُنْيا، والمقابل للدنيا حياة عليا هي الآخرة، فالمعنى: لا تخدعنكم الدنيا عن مطلوب الله الذي يؤهلكم لحياة أخرى عُلْيا.
        وسبق أنْ بيَّنا أن الدنيا بالنسبة للإنسان هي مدة بقائه فيها، لا عمر الدنيا كله، وعمرك في الدنيا رغم قِصَره هو عمر مظنون، ونعيمك فيها على قدر حركتك فيها، أما عمرك في الآخرة فمتيقن، ونعيمك فيها على قدر إمكانات الله، وأنت مهما بلغتَ من نعيم الدنيا يُنغِّصه عليك أنْ يزول، إما أن تتركه أنت وتموت، أو يتركك هو فتظل في الدنيا رغم غِنَاك وتمتعك بها، مُؤرَّقاً مشغولَ البال خائفاً من فوات النعمة، أما في الآخرة فالنعمة باقية دائمة، لا مقطوعة ولا ممنوعة. إذن: إنِ اغتررتَ بالدنيا فأجْرِ هذه المقارنة.
        لذلك، لما تكلَّم الحق سبحانه عن هذه الحياة وصفها بأنها دُنْيا، ولما تكلم عن الآخرة قال: { { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [العنكبوت: 64] فمعنى الحيوان أي: الحياة الحقيقية الباقية التي لا يهددها موْتٌ ولا فناء، فيجب - إذن - أنْ تتنبه، وأنْ تختار البديل الأرجح والأنفع لك؛ لذلك نقول للذين اعتمدوا على الله وعاشوا في كَنَف الله وعلى منهج الله نقول: إنهم عرفوا كيف يسوسون حياتهم، فأخذوها من أقصر الطرق، ونَصِف هؤلاء بالمكر، والمراد المكر العالي المكر الحسن.
      وفي موضع آخر، يُبيِّن الحق سبحانه لنا حبائلَ الدنيا ووسائل غرورها، فيقول سبحانه: { { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ } [آل عمران: 14].
      وقوله سبحانه: { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } [فاطر: 5] أي: الشيطان، فالخداع والغرور إما أن يكون من النفس ذاتها بدون مؤثر خارجي، وإما أنْ يوجد شيطان سُوءٍ يغرُّك ويُوسوس لك، إذن: أنت أمام عدوين، إما الدنيا بشهواتها، وإما الشيطان بهَمْزه ونَزْغه، وقد حذرنا ربنا منه، فقال: { { وَإِماَّ يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 200].
      تعني: تنبه لهذا العدو، وكُنْ منه على حذر، فعداوته لك مُسْبقة منذ أبيك آدم، وكُرْهه لك واضح مُعْلَن، فينبغي أنْ يكون لك معه موقف     التفاسير العظيمة  
  • أكثر العضوات تفاعلاً

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181903
    • إجمالي المشاركات
      2535119
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93122
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    شرين حاتم
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×