اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57888
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180609
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8289
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53055
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32204
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37775 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • 1- ومن أعظم وأهم أسباب البركة في الرزق: أن يحرص الإنسان على كسب هذا المال من حِلِّه، وذلك بأن يتحرى الرزق الحلال؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فمن يأخذ مالًا بحقه يبارَك له فيه، ومن يأخذ مالًا بغير حقه، فمَثَلُه كمثل الذي يأكل ولا يشبع))؛ [متفق عليه]، وعن عمرة بنت الحارث رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدنيا حُلوة خضِرة، فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها، ورُبَّ متخوِّض في مال الله ورسوله له النار يومَ يلقاه))؛ [رواه الطبراني، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة].   وأما إذا لم يكسبه من حله، فإنه يكون عُرضة لمحق بركته؛ قال الله تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276]، قال العلماء: "يمحق الربا؛ أي: يُذهبه، إما بأن يذهبه بالكلية من يد صاحبه، أو يحرِمه بركة ماله فلا ينتفع به، بل يعذبه به في الدنيا، ويعاقبه عليه يوم القيامة".   وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أحدٌ أكثر من الربا، إلا كان عاقبة أمره إلى قلة)).   2- الصدق والأمانة في البيع والشراء، وسائر المعاملات؛ فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيَّنا، بُورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما، مُحقت بركة بيعهما))؛ [متفق عليه]، فمن كذب في بيعه وشرائه، ولم يتحرَّ الصدق والأمانة، فهذا ممحوق البركة؛ عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المُسبل إزاره، والمنَّان، والمُنفق سلعته بالحلف الكاذب))؛ [رواه مسلم].   3- عدم الإكثار من الحلف في البيع والشراء، فقد تُنزع البركة أيضًا بسبب كثرة الحلف في البيع والشراء، ولو كان صادقًا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحلف مَنفقة للسلعة، مَمحقة للربح))، وذهاب البركة من المال: إما بتلف يلحقه فيذهب المال، أو بإنفاقه في غير ما فيه منفعة تعود على صاحبه.   4- البكور في طلب الرزق: فالبكور فيه خير وبركة، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البكور؛ فعن صخر بن وداعة الغامدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها))، قال: وكان إذا بعث سريةً أو جيشًا بعثهم في أول النهار، وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله، حتى كان لا يدري أين يضع ماله؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني].   5- الإيثار به والنفقة في سبيل الله وكثرة الصدقات؛ قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]؛ قال ابن كثير رحمه الله: "يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب".   وفي الحديث: ((يقول الله تبارك وتعالى: يا بن آدم، أَنفِق أُنفِق عليك))؛ [متفق عليه]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملَكانِ ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ مُنفقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا))؛ [متفق عليه].   6- صلة الأرحام: فقد جعلها الله تعالى سببًا لسَعَةِ الأرزاق، وجلب البركة على الواصل في ماله وعياله، وصحته وعمره؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثَره، فليصِل رحِمه))؛ [متفق عليه]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مَثراة في المال، منسأة في الأثر))؛ [رواه أحمد، والترمذي، وصححه الألباني].   7- الشكر والرضا والقناعة: فإن الرضا بما قسم الله تعالى والقناعة، سبب في البركة، والسعة في الأرزاق؛ كما في الحديث الصحيح: ((أن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضيَ بما قسم الله له، بارك الله له فيه ووسَّعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له))؛ [رواه أحمد، والحاكم، وصححه الألباني].   وقد تكفل الله تعالى للشاكرين بالزيادة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].   والرضا هو باب الغِنى الأكبر والأوسع؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))؛ [رواه أحمد، والترمذي، وحسنه الألباني].   يعني: اقنع بما أعطاك الله، وجعله حظك من الرزق، تكن أغنى الناس، فإن من قنع استغنى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس الغِنى عن كثرة العرَض، ولكن الغنى غنى النفس))؛ [متفق عليه].   8- الدعاء بالبركة لمن رأى من ماله ما يعجبه: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للصحابة بالبركة في أرزاقهم؛ كما في صحيح البخاري عن عروة البارقي رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارًا يشتري له به شاةً، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه))، وفي رواية الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((بارك الله لك في صفقة يمينك))، فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة الكوفة فيربح الربح العظيم، فكان من أكثر أهل الكوفة مالًا.   وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يحظى بدعوات مباركات من النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته))؛ [متفق عليه]، فوجد أنس رضي الله عنه أثر هذه الدعوة في حياته؛ فقال كما في الأدب المفرد للبخاري بسند صحيح: "فدفنت مائة وثلاثة، وإن ثمرتي لَتطعم في السنة مرتين، وطالت حياتي حتى استحييت من الناس وأرجو المغفرة"، وعند مسلم قال أنس: "فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي يتعاقبون على نحو المائة".   وليحذر المسلم أن يغتر بما لديه من النِّعم، وليقل: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، عندما يرى ما يعجبه من حاله أو ماله أو ولده، فمن قالها فإنه لا يصيبه شيء بإذن الله؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من وجد في نفسه أو ماله أو ولده ما يعجبه، فليدْعُ بالبركة، فإن العين حق))؛ [رواه الحاكم].   ولعلكم تذكرون قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39]، قال الإمام مالك رحمه الله: "ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله".   نسأل الله العظيم أن يبارك لنا أجمعين في أقواتنا وأرزاقنا وأموالنا، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا.   رمضان صالح العجرمي   شبكة الالوكة      
    • ختم الله عز وجل هذه السورة المباركة بقوله: ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [يونس: 109]، أمَرَ الله سبحانه نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم ومصطفاه - والأمة تَبَعٌ له - بما فيه نجاته من مضلَّات الفتن والشرور، وبما فيه ثباته على الإيمان والحق المبين. ويتجلى في هذه الآية أن درب السائرين إلى الله عز وجل يُحتاج فيه إلى ثبات وصبر، وإلى عزيمة وصدقة، وإلى إخلاص ويقين، وأن الله سبحانه خَلَقَ عباده ليبلوَهم أيهم أحسن عملًا: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 14].   وفي الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ))؛ [مسلم 2564].   والمنهج الذي يسير عليه المسلم - عبادَ الله - هو صراط الله المستقيم الذي عنوانه اتباع الوحي: ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ﴾ [يونس: 109].   والوحي إما علم نافع أو عمل صالح؛ إذ الإيمان لا يكون إلا بالعلم والعمل: علم القلب وعمله، وعمل اللسان والجوارح، ثم إن هذا الاتباع لا يُمدح عليه المرء إلا إذا ثبت وصبر واستمر؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ ﴾ [يونس: 109]، وحقيقة الصبر - عباد الله - الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله عز وجل المؤلمة.   وثباتُك - أيها المسلم - لا يكون إلا بكتاب الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا *وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ [الفرقان: 32، 33].   والصبر على أعباء الدعوة والثبات على الدين لا يكون إلا باليقين بوعد الله ووعيده؛ إذ الإمامة في الدين لا تُنال إلا بالصبر واليقين؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].   ﴿ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾ [يونس: 109]: واصبر حتى يحكم الله عز وجل بالنصر وقهر الأعداء، وإظهار الدين والفتح المبين، وهذا يدل على أن الصراع دائر بين الحق والباطل، بين الجماعة المؤمنة وبين المخالفين للحق المبين، وهم الكافرون بالله، التاركون لشريعة الله، فالمؤمن ثابت على الحق، متمسك بالوحي، صابر على مخالفة مَن خالفه من الناس، والمؤمن الذي يتعرض لأذى الناس لإيمانه ودينه، أو المؤمن الذي يُنال من عِرْضه وماله من أجل إسلامه، أو المؤمن الذي أُخِذَت أرضه وبُغِيَ عليه، ﴿ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [يونس: 109]، وسيرى من حكم الله العادل ومشيئته النافذة ما تقَرُّ به عينه، وما يفرح به قلبه، ويُذهِب الله عز وجل تعالى غَيظَ قلبه. : فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنكم ملاقو الله، فقدِّموا لأنفسكم ما يقرِّبكم إلى الله والجنة، ويباعدكم عن سخطه والنار: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، ثم اعلموا أن في قوله سبحانه: ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [يونس: 109] ثلاثَ حقائق:   الأولى: الاتباع للوحي: ويكون هذا الاتباع في جميع شؤون العبد؛ من الاعتقاد والعمل الصالح والتبليغ، على وجه الثبات والتجدد والاستمرار.   الحقيقة الثانية: الصبر على ما يعتري الإنسان من مشاقِّ التبليغ وأذى مَن ضَلَّ؛ روى البخاري من حديث خباب بن الأرتِّ رضي الله تعالى عنه قال: ((شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ، فَقُلْنا: ألَا تَسْتَنْصِرُ لنا؟ ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ))؛ [البخاري]. فاصبر – عبدَالله - على الحق، اصبر على الإيمان، لا تَمَلَّ وانتظر الفَرَج من الله، فالدرب طويل، والوعد حق، والعاقبة للمتقين، وإن الله مُوهِنُ كيدِ الكافرين.   أما الحقيقة الثالثة، فهي حُكْمُ الله تعالى، فإنه كائن لا محالة، سيقع حكمه، ويفرح المؤمنون بنصر الله: ﴿ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾ [التين: 7، 8]، ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [يونس: 109]، عندما يحكم الله عز وجل بالنصر والظَّفَر في الدنيا، وعندما يحكم بين عباده في الآخرة من حكمه الجزائي: ﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]، ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، والزيادة هي النظر إلى وجه الله، ﴿ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26]، جعلنا الله وإياكم من أهلها.   ﴿ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 27]، أجارنا الله وإياكم من النار.   نسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا بهداية من عنده، وأن يغفر لنا ويرحمنا.   سعد محسن الشمري   شبكة الالوكة
    • الخوف من الله عز وجل ورجاؤه سبحانه مبني على محبته تعالى؛ ولهذا حَثَّنا الله عز وجل على فعل الطاعات، وبَيَّن لنا فضلها وثوابها وثمراتها لنكثر منها، حتى إن العبد يسمو بها إلى الدرجات العالية والمنزلة الرفيعة عند الله عز وجل.   ووصف لنا ربنا عز وجل الجنة وما فيها من أنواع النعيم والكرامة: • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين"[1].   وفي القرآن الكريم من وصف الجنة ما لا مزيد عليه، وقد حذرنا الله عز وجل من معصيته، وبَيَّن لنا عاقبة مَنْ عصاه وتمرَّد عليه، وإثم من عصى، وأثر تلك المعاصي في قلب العبد وعمله حتى نبتعد عن كل ما فيه مضرة لنا في الدنيا والآخرة.   كل هذا حتى يكون العبد دائمًا بين الخوف والرجاء، لا يأمن عذاب، ولا ييأس من رحمة الله عز وجل.   ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾ [المعارج: 27].   ﴿ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [فصلت: 43].   ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الرعد: 6].   ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40].   ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾ [البروج: 12].   ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28].   ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37].   ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]. ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].   وقد جاء من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يثمر في قلب المرء الخوف من الله عز وجل وخشيته لله تعالى حق خشيته: • عن شقيق، عن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"[2].   • عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أهون أهل النار عذابًا من له نعلان وشراكان من نار، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا، وإنه لأهونهم عذابًا"[3].   • عن أنس رضي الله عنه، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةً ما سمعت مثلها قط، قال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا"[4].   • عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحق لها أن تئطَّ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله"[5].   • عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحشرون حُفاةً عُراةً غُرْلًا" قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضُهم إلى بعض؟ فقال: "الأمر أشدُّ من أن يهمهم ذاك"[6].   • عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه؛ ينتظر أن يؤمر فينفخ؟!"، فكأن ذلك ثقل على أصحابه، فقالوا: كيف نفعل يا رسول الله؟! أو نقول؟! قال: "قولوا: حسبنا الله، ونعم الوكيل"[7].   عباد الله، عن عدي بن حاتم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئًا قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة"[8].   • عن أبي هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة"[9].   عباد الله، إن العبد إذا علم أن الله شديد العقاب.. شديد العذاب.. ذو انتقام.. حمله على أن يخاف من الله عز وجل، فيسارع إلى العمل الذي ينجيه من عذاب الله تعالى من الإيمان والعمل الصالح، والذي ينتفع بهذه الآيات والأحاديث هم أهل الإيمان الذين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴾ [الفرقان: 73].   ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].   عباد الله، من أعظم الآيات رجاءً في الله عز وجل وفي دار كرامته: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].   ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].   ﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].   فالمرء عباد الله يملأ قلبه رجاءً في الله عز وجل، وفي دار كرامته، يطمع أن يكون من أهل الجنة مع العمل الصالح، وذلك بأن الله تعالى يقبل توبة من تاب، ويقرب عبده الصالح إليه، وأن الله سبحانه وتعالى واسع الرحمة، واسع المغفرة، سبقت رحمته غضبه، أعَدَّ لأهل طاعته جنات النعيم، فيها من صنوف النعم ما فيها، ليس ذلك إلا للمتقين، واستمع- رعاك الله- لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الرجاء: • عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي"[10].   • عن أبي صرمة، عن أبي أيوب، أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "لولا أنكم تذنبون لخَلَق اللهُ خلقًا يذنبون يغفر لهم"[11].   • عن صفوان بن محرز، قال: بينا ابن عمر يطوف إذ عرض رجل، فقال: يا أبا عبدالرحمن - أو قال: يا ابن عمر • سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يدنى المؤمن من ربه • وقال هشام: يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته"[12].   • عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنك لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة"[13].   عباد الله، عن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك"[14].   فاتقوا الله واعملوا صالحًا، وأقيموا أمر ربكم، واجتنبوا ما نهاكم عنه.   نسأل الله عز وجل أن يمنَّ علينا هدايةً من عنده، وأن يملأ قلوبنا خوفًا ورجاءً ومحبةً له.     [1] صحيح البخاري (3244). [2] مسلم (2842). [3] مسلم (213). [4] البخاري (4621). [5] ابن ماجه (4190)، وحسَّنه الألباني. [6] البخاري (6527). [7] الترمذي (3243)، وصححه الألباني. [8] البخاري (6539). [9] الترمذي (2450). [10] البخاري (7422). [11] مسلم (2748). [12] البخاري (4685). [13] الترمذي (3540)، وحسنه الألباني. [14] البخاري (6488). سعد محسن الشمري شبكة الالوكة
    • أبواب الجنة الثمانية وأسماؤها   1) باب الصلاة. 2) باب الجهـاد. 3) باب الرَّيَّـان. 4) باب الصدقة. 5) باب المتوكلين. 6) باب بر الوالدين. 7) باب الذكر. 😎 باب التائبين.   أما دليل العدد: ففي الصحيحين من حديث عبادة: ((أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ)).   أما أسماء الأبواب: فدليل الأربعة الأُوَل حديث الصحيحين: باب الصلاة: ((فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ)). باب الجهاد: ((وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَاد)). باب الرَّيَّان: ((وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ)). باب الصدقة: ((وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ)).     تتمة: قد يدخل الحج في باب الجهاد؛ لِما فيه من معنى الجهاد، ولما ورد من تسميته به، إن لم يكن له باب مستقل؛ وقد قال الحافظ ابن حجر: له باب مستقل، وتدخل الزكاة في باب الصدقة من باب أولى.   ودليل الخامس حديث الصحيحين: ((يا محمد أدْخِلِ الجنة من أمتك مَن لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب)).   ودليل السادس حديث المسند والترمذي وصححه: ((الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ)).     ودليل السابع حديث الترمذي: عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما ((أن أباه دَفَعَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال: فأتى عَلَيَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليتُ ركعتين فَضَرَبني برجلِه، فقال: ألا أَدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ [سنن الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه].   دليل الثامن: ((للجنة ثمانية أبواب؛ سبعةٌ مغلقة، وبابٌ مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه))؛ [قال المنذري والهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني، وإسناده جيد].   انتهى ما أمكنني جمعه مما صحَّ فيما جاء وصفه بابًا من أبواب الجنة، أو تسميته بذلك.   قال الحافظ ابن حجر: "ويحتمل أن يكون بالأبواب التي يُدعى منها أبوابٌ من داخل أبواب الجنَّة الأصليَّة؛ لأن الأعمال الصالحة أكثر عددًا من ثمانية، واللَّه أعلم"؛ [انتهى].   قال الشيخ آدم الإثيوبي حفظه الله: "هذا الاحتمال الأخير هو الأقرب عندي، واللَّه تعالى أعلم". شبكة الالوكة
    • كثيراً من الأولياء والورثة إذا نزل قضاء الله بميتهم احتاروا وترددوا، وبعضهم لا يعلم ماذا يفعل في مثل هذه الأحوال.   فما هي حقوق الميت على ورثته وأوليائه؟ وكل منا سيقف ذلك الموقف حين يشاء الله.   اللهم إنا نسألك الميتة الحسنة والشهادة في سبيل الله بعد طول عمر وحُسن عمل.   عند الاحتضار: ينبغي للمسلم إذا أشرف على الموت أن يحسن الظن بالله من أنه سيرحمه ولا يُعذبه ويغفر له وأنه واسع المغفرة ورحمته وسعت كل شيء.   ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم مما قاله وهو يموت: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى».         والله عند حسن ظن عبده به، وليُعلم المسلم أنه إذا حانت أمارات الموت ودنا الموت أنه سيُقدم على رب حليم رحيم كريم، وأن الله سبحانه أرحم به من أهله وألطف به من خلقه، وعليه أن يُقبل مجيبًا داعي الله بقلب مطمئن ونفس منشرحة، مشتاق أشد من شوق الحبيب إلى حبيبه.   وينبغي للمسلم إذا عاين احتضار أخيه أن يُلقنه كلمة الإخلاص فيقول لا اله إلا الله، يُذكّره بها حتى يذكرها ويقولها، فإذا قالها كُف عنه وهذا التلقين رجاء أن يكون آخر كلامه لا اله إلا الله فيدخل الجنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله، دخل الجنة»؛ [أخرجه أبو داوود في سننه كتاب الجنائز باب في التلقين 3 /190].   وينبغي أن يوجه المحتضر وهو الذي ظهرت عليه علامات الموت إلى القبلة مضطجعا على شقه الأيمن، وان اشتدت عليه سكرات الموت قرئت عليه سورة يس رجاء أن يخفّف عليه ببركتها لقوله لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال:     «ما من ميت يقرأ عند رأسه سورة ﴿ يس ﴾ [يس: 1] إلا هوّن الله تعالى عليه»، وفي سنده ضعف، ولكنها رسالة أن القرآن ما أُنزل لقراءته على الأموات وبدء الاحتفالات فقط، إنما أُنزل ليحكم في الناس وليدّبروا آياته فقد قال تعالى في سورة يس عن هذا القرآن: ﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [يس: 70].     إذا نزل قضاء الله، فإنه لا بد من صيانة الميت، وجاءت الشريعة بإغماض عينيه، وستره وأن لا يقال عنده إلا كل خير اللهم اغفر له اللهم ارحمه لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه»؛ [أخرجه مسلم وأحمد (6 / 297) والبيهقي (3 / 334)].     ما بعد الوفاة:   ما بعد الوفاة يستحب أن تُعلن وفاة المسلم في أقربائه وأصدقائه والصالحين من أهل بلده ليحضروا جنازته فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه».   ونعى زيداً وجعفراً وعبد الله بن رواحه لما استشهدوا في مؤتة، وأما النعي المنهي عنه ما كان في الشوارع وعلى أبواب المساجد بصوت مرتفع وصياح فهذا منهي عنه شرعا     تحريم النياحة:   ومن حقوق الأموات تحريم النياحة عليهم وهي رفع الصوت بالندب بتعديد شمائل الميت، وهذا من أجهل الجهل؛ لأن فيه اعتراضا على القدر وعدم التسليم بقضاء الله، وأكثر من يقوم بالنياحة النساء في المآتم، فإنهن يولولن ويصرخن بذكر محاسن الميت؛ كونه صغيرا وطيبا إلى غير ذلك من صفات، وكأنهن يعترضن على الله ولسان حالهن يقول: لماذا ـ يا رب ـ تقبض روح هذا الرجل الطيب أو صغير السن؟! إلى آخر هذه الاعتراضات على رب الأرض والسماوات.     ففي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «النياحة من أمر الجاهلية، وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار».   قال صلى الله عليه وسلم: «وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» وفي رواية: «الميت يُعذّب في قبره بما نِيح عليه»؛ [أخرجه الشيخان وأحمد من حديث ابن عمر، والرواية الأخرى لمسلم وأحمد ورواه ابن حبان في صحيحه (742) من حديث عمران بن حصين] يعني: النوح والندب بما ليس فيه، وأما دمع العين والبكاء الطبيعي المحمود الذي لا يكون فيه نوح ولا تكلف فهذا محمود.   وبكاء ودمع النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم معلوم ومعروف حينما ذرفت عيناه بالدموع وقال صلى الله عليه وسلم: «إن العين تدمع، وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»؛ [أخرجه البخاري ومسلم].   وقد روي أن امرأة مات عنها زوجها فظلّت أيام تبكي عليه فوق قبره كل يوم تأتي إلى قبره تبكي عليه. فمر عليها أحد جيرانهم فعرفها فقال: «يا أمَة الله اتق لله واصبري واحتسبي». ثم قال لها علمي بحالكم أنت وزوجك في شجار دائم واختلاف وشحناء فكيف جاء الحب بعد الموت فقالت: علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه»؛ [متفق عليه]، فأردت أن أُعذبه في قبره بعد موته.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.     الإحداد:   نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم المرأةَ عن الإحدادِ أكثرَ من ثلاثةِ أيام إلاَّ على الزوجِ أربعةَ أشهر وعشرًا، أما غيرُ زوجها من أبيها أو أخيها أو ولدها فإنَّها لو أرادَت أن تحادَّ وتجتنب الزينة فلا تزيدُ على ثلاثة أيام.       توفِّي أبو سفيان أبو أمِّ حبيبة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا مضى عليها ثلاثةُ أيام دعَت بصُفرةٍ يعني: زعفران أو غيره، فوضعت في يدَيها وقالت: ما لي بالطيبِ شأنٌ، ولكن سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ بالله واليوم الآخر أن تحادَّ على ميِّت فوقَ ثلاثٍ إلاَّ على زوج أربعةَ أشهر وعشرا»؛ [ رواه البخاري].     كم نرى ونسمع من نساء يحدن ويحزن ويلبسن ملابس الحزن ويتركن الزينة فوق الشهر والشهرين والثلاثة لموت أب أو أخ أو ابن وهذا لا يجوز شرعا.     هذه سنّةُ رسول الله، فاعمَلي بها أيتها المرأة المسلمة، والتزِمي بأحكام الله، ففيها السعادةُ لك في الدنيا والآخرة.     تغسيل الميت: ومن حقوق الميت المبادرة بتغسيله إذا مات صغيراً أو كبيراً وجب تغسيله والذي لا يُغسل من موتى المسلمين هو شهيد المعركة الذي سقط شهيداً بأيدي الكفار في ميدان الجهاد في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تُغسلوهم، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة»؛ [رواه أحمد في مسده ج3/ص299 ح14225]. وعن عبد الله بن الزبير في قصة أُحد واستشهاد حنظلة بن أبي عامر، قال:     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن صاحبكم تُغسّله الملائكة، فاسألوا صاحبته»، فقالت زوجته: خرج وهو جُنُب لما سمع داع الجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لذلك غسّلته الملائكة»؛ [أخرجه ابن حبان في " صحيحه " والحاكم (3 / 204) والبيهقي (4 / 15)].     وأولى الناس بغسل الميت وصيه الذي أوصى له الميت، فقد يوصي ألا يغسله إلا فلان فيقوم عليه، ثم أولياؤه لأنهم أشد شفقة وأعلم بالميت، ثم الأقرب فالأقرب.   يُستحب أن يُختار من المغسلين أهل الصلاح والأمانة والتقوى ليستروا ما يروا من الميت.   تكفينه:   ومن حقوق الميت تكفينه ويستحب أن يكون الكفن أبيضاً نظيفًا لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنه: «عليكم بالبياض من الثياب، ليلبسها أحياؤكم، وكفّنوا فيها موتاكم، فإنَّها من خير ثيابكم»؛ [(صحيح) انظر حديث رقم: 4062 في صحيح الجامع].   إلا المحرم فإنه يكفن في إحرامه ردائه وإزاره فقط ولا يُطيّب ولا يُغطّى رأسه إبقاءً على إحرامه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا كان محرماً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقصته ناقته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:     «اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تمسوه طيبا فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا»؛ [متفق عليه].   الصلاة عليه: ومن حقوق الميت الصلاة عليه فمما يخفف عن الميت ذنوبه وأوزاره كثرة المصلين عليه خاصة إذا كانوا من أهل الصلاح فقد يفوز بدعوة صالحة خالصة خاشعة من أحد المصليين عليه يقولون: اللهم اغفر له اللهم ارحمه.     الإسراع بالجنازة: ومن حقوق الميت الإسراع بالجنازة وتشييعها والخروج معها لقوله صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:     «عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة»؛ [رواه الإمام أحمد].     وقوله صلى الله عليه وسلم: «أسرعوا بالجنازة فإن تكُ صالحة فخير تقدمونها، وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم»؛ [أخرجه الشيخان، والسياق لمسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وصححه الترمذي وأحمد].   العجلة من الشيطان إلا في خمس: التوبة من الذنب إذا أذنب، وإطعام الطعام إذا حضر الضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب.     يُكره لأهل الميت:   ويُكره لأهل الميت أن يصنعوا الطعام للناس، وهذه كراهة تحريمية، فجمع الناس على العزاء، وصنع الطعام نياحة وإثم، لما جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: «كنا نعد صنع الطعام والاجتماع لأهل الميت من النياحة»؛ [رواه ابن ماجه1612]، فلا يجوز إذاً جمع الناس في العزاء على الطعام، وهذا مما عمّت به البلوى بين الناس فبدلاً أن يواسى أهل الميت ويُصنع لهم طعاما يقيمون الولائم والطعام للناس بل منهم من يستدين من اجل ذلك.   ولا بأس أن يطعم معهم من نزل عليهم ضيفاً من أقربائهم الذين جاءوا من الأماكن المختلفة يشاطرونهم المصيبة، فلا بأس أن يطعموا معهم؛ لأن هذا طعام ضيف وليس بطعام عزاء، أما جمع عامة الناس على طعام العزاء فهو من النياحة وهو بدعة محرمة، ولما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبر مقتل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قام فقال: «اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاءهم ما يشغلهم»؛ [رواه الترمذي وأحمد].       قضاء ما عليه من ديون: ومن حقوق الميت زكاة لم يؤدها فإنهم يخرجونها من تركته، وكذلك إذا مات وعليه نذر صيام صاموا عنه، والراجح أيضًا ما تركه من قضاء رمضان وهو يقدر عليه، وقد جاء رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال:«نعم دين الله أحق أن يُقضى»؛ [رواه البخاري1953 ومسلم1148].   وقالت عائشة ك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه»؛ [رواه البخاري1952 ومسلم1147].   وكذلك من مات ولم يحج حج عنه أولياؤه، كما قال صلى الله عليه وسلم لرجل أتاه يقول: إن أبي مات ولم يحج أفأحج عنه؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟» قال: نعم، قال: «فدين الله أحق»؛ [رواه النسائي2639]، وعن ابن عباس ب: أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها؟ قال: «نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟» قال: نعم، فقال: «اقضوا الله الذي له فإن الله أحق بالوفاء»؛ [رواه البخاري1852].   ومن كرم الله وجوده أن جعل حج الورثة عن الميت كحجه عن نفسه، ولا بأس أن يحجوا عنه نافلة، أو يعتمروا نافلة، إذا حجوا عن أنفسهم واعتمروا.   ومن مات وعليه نذر، أو كفارة يمين، أو نحو ذلك من الكفارات فإن من الإحسان إلى الميت أن يقوم ورثته بقضاء ذلك.   الله الله في قضاء ديون موتاكم لا تؤخروها فان الشهيد وهو شهيد يغفر له كل شيء إلا الدين، والميت مرهون بدينه.   وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نفس المؤمن معلّقة بدينه حتى يُقْضَى عنه»؛ [رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه]، وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة ليُصلي عليها قال: «هل عليه دين؟» قالوا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ جبريل نهاني أن أصلّي على من عليه دين، فقال: إن صاحب الدين مرتهن في قبره حتى يقضى عنه دينه»، وفي الرواية الأخرى: «فما ينفعكم أن أُصلي على رجل روحه مرتهن في قبره لا تصعد روحه إلى السماء، فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فإن صلاتي تنفعه»؛ [رواه أبو يعلى والطبراني].   قال جابر -رضي الله عنه-: توفي والدي وعليه دين فاستعنت النبي صلى الله عليه وسلم على غرمائه، يعني: على غرماء أبيه من اليهود كي يضعوا عنه شيئًا من دينه، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فلم يفعلوا، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهب فصنّف تمرك أصنافًا ثم أرسل إلي» ففعلت ثم أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس على أعلاه ثم قال: «كل» -بالمكيال- للقوم فكلت لهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء. [رواه البخاري2127].   وقد أوصى الزبير رضي الله عنه ابنه عبد الله بذلك فكان عبد الله حريصًا، فقال لما وقف الزبير يوم الجمل: دعاني فقمت إلى جنبه -يعني: أباه- فقال: يا بني إنه لا يُقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأُقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همي لديني أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئًا؟ ثم قال: يا بني بع مالنا فاقض ديني وأوصى بالثلث... " الحديث وفيه: "وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات، قال عبد الله بن الزبير: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه بمولاي، قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟   قال: الله، فقال الزبير رضي الله عنه: الله، ثم قُتل فقال عبد الله: فوالله ما وقعت في كُربة من دينه إلا قلت: «يا مولى الزبير اقض عنه دينه » فيقضيه.   فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دين أبيه قال بنو الزبير ثمانية عشر نفسًا والزوجات: «اقسم بيننا ميراثنا»، قال: لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم الحج أربع سنين: ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه، قال: فجعل كل سنة ينادي بالموسم، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم»؛ [رواه البخاري3129].   ويجب على أولياء الميت وورثته القيام بحقوق الله وحقوق الآدميين، ومن نعمة الله على الإنسان ورحمته أن هيأ له ما ينتفع به بعد موته، فإذا مات ابن آدم انقطع عمله وكف سعيه إلا ما كان من بر يصله وارثه به، وعلى الأقربين والوارثين أن يوافوا ميتهم بما ينفعه من الصالحات من العبادات، والطاعات، والسعي في نفعه، وذلك بوفاء حقوق الله، وحقوق العباد، والإحسان إلى الميت بالدعاء.   وكذلك إذا أوصى أن يُسافر به إلى بلد وفي المكان الذي مات فيه مقبرة للمسلمين يُدفن في مكانه الذي مات فيه، هذه هي السُّنة، ولا يُنقل إلا لحاجة كأن لا يكون في المكان الذي مات فيه مقبرة للمسلمين.     فئةٌ من الناس:   إن هناك فئة من الناس لا يرعون حق الميت ولا حُرمة الميت بل جُل همهم المال والدنيا الفانية، ففي دولة من الدول أدخل الناس جنازة، وقبل الصلاة قام أحد الناس وقال: لا تصلوا عليه فإن عليه دين لي ولا تصح صلاتكم حتى يُقضى ما عليه، حاول الناس دون جدوى فجُمع له ماله وصُلّي على الجنازة، وبعد الصلاة انفض الناس وبقيت الجنازة لوحدها ففتح إمام المسجد وإذا به يرى خشبة وليس هناك ميت.   وفي بلادنا أخرج أناسٌ ميتهم من ثلاجة المستشفى ووضعوه في مؤخرة السيارة ودخلوا لإكمال المعاملة في المستشفى وجاء سارق وشغّل السيارة وهولا يعلم أن هناك ميت في السيارة، وتم إبلاغ نقاط الشرطة وفي إحدى النقاط قُبض عليه فقال له الضابط: هل هذه سيارتك؟ قال: نعم. قال الشرطي: وهذا الميت تعرفه قال: أما هذا فلا أعرفه.     الميراث: لو مات المورّث وكان قد أكل مالًا بالباطل، أو ظلم عمالًا، أو غصب شيئًا، أو أخذ مال شريكه بغير حق، فهذا كسْبٌ حرام، على الورثة أن يأخذوا فيه بالحزم والورع، وأن يردوا الحقوق إلى أصحابها قبل أن يأخذوا شيئًا من التركة، فإن لم يعرفوا أصحابها وعرفوا عين المال المحرم تصدقوا به على نية صاحبه.   ولو مات المورّث وكان في ماله شيء من حق أخواته اللاتي حرمهن من ميراث أبيهن مثلًا، فيجب على الورثة إعطاؤه للعمّات.   ولو قسّم هذا الإنسان تركته قبل موته وأعطى الأبناء دون البنات فهو ظالم متعد، لو فضّل بعض أولاده على بعض فهو كذلك ظالم فإذا مات فعلى الأولاد الذين أخذوا أن يسترضوا الأولاد الذين لم يأخذوا.   وأما الميراث فلا يجوز التلاعب به أبدًا: قال تعالى: بعد أن ذكر قسمة المواريث: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].   ومن العجب أن بعض الناس إذا صار مقبلًا على الآخرة مفارقًا للدنيا يجور في وصيته، قال ابن القيم رحمه الله: «من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته، ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعًا، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه» [الفوائد:63].   وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: «مصيبتان لم يسمع الأولون والآخرون بمثلهما للعبد في ماله عند موته، قيل: وما هما؟ قال: يؤخذ منه كله ويُسأل عنه كله»[ صفة الصفوة: 2 /293].   كما ينبغي للورثة أن يتحللوا ممن كان مورثهم قد أساء إليه بسب، أو شتم، أو غيبة، ونحو ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه»؛ [رواه البخاري: 6534]، حتى المعاصي في العرض، حتى الاعتداء بالقول، حتى الاستهزاء والسخرية؛ ولذلك يتعلق الورثة والأولياء بالمظلوم ليقولوا له: سامح صاحبنا.   وصية الميت: إن ما أوصى به الميت مهم جدًا، وقد يوصي ببناته أن يزوجهن أحد الورثة أو الأولياء، وقد يوصي أولاده بعدم النياحة فتزداد تحريمًا، ويوصيهم بعدم التفرق بعده فيزداد التفرق بين الأشقاء تحريمًا، وتزداد قطيعة الرحم تحريمًا.   يجب المبادرة إلى تنفيذ وصية المورث؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 11]، فإذا كان في الوصية مصلحة بينة ولم تشتمل على محرم اتقوا الله فيها ونفذوها كما حددها دون تجاوز، وهم مؤتمنون عليها، لا يصرفوا منها شيئًا بغير حق، ولا يضعوا في غير ما أوصى به الميت، ولا يخالفوا ما ذهب إليه في وصيته، ولا يفوتوا غرضه الذي أراده، وللأسف فإن كثيرًا من الوصايا تتعرض للإهمال والضياع بعد موت الموصي، فإن لم ينفذوا وصيته، أو أساءوا، فالوزر عليهم، قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 181] ويحرم عليهم كتمان الوصية الشرعية الصادرة عن ميتهم، قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 283] أظهروها لا تخفوها لأن إخفاءها من أعظم الذنوب؛ لأنه يترتب عليه فوات الحقوق: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 283] يعني: فاجر، قال الله تعالى في الوصايا: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ﴾ [المائدة: 106].   وعن عيسى بن حازم قال: كنت مع إبراهيم بن أدهم بمكة إذ لقيَه قوم فقالوا: آجرك الله مات أبوك، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقالوا: قد أوصى إليك، فقام فسبقهم إلى البلد فأنفذ وصايا أبيه وقسم نصيبه على الورثة وخرج راجعًا إلى مكة.   وعلى الورثة أن يقوموا بتوزيع التركة لأهلها لضمان الحقوق، وخصوصًا النساء الضعيفات، وما يمكنهم أن يوصلوه لمورثهم من الطاعات فإنه يستحب لهم أن يقوموا به؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»؛ [رواه مسلم1631]، فعمل الميت وثوابه ينقطع إلا في هذه الأشياء لأنها تستمر، ونفعها متصل، وهو السبب فالولد من كسبه، والعلم الذي خلفه من تعليم، أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية، والوقف، وفي هذا ترغيب في الأعمال الصالحة، والصدقة الجارية هي أن يتصدق الإنسان بشيء يستمر نفعه من بعده كالوقف على الفقراء، والمساكين، وطلبة العلم، والدعاة، ونحو ذلك، وطباعة الكتب النافعة للمسلمين، وإصلاح الطرق، وإجراء الأنهار.   الدعاء للميت فأفضل ما يُقدمه الحي للميت الدعاء والصدقة عنه، وبعض العلماء أجازوا قراءة القرآن عنه، والعمرة إلى نيته.   ومن الأعمال زيارة قبر الميت، والدعاء له، والترحم عليه، قال صلى الله عليه وسلم: «استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي»؛ [رواه مسلم976]، ولكنه تعالى لم يأذن له بالدعاء لها لأنها ماتت على الشرك.   وكذلك الصدقة عن الميت شأنها عظيم، قال صلى الله عليه وسلم لرجل سأل: إن أمي افتلتت نفسُها -يعني ماتت- وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: «نعم»؛ [رواه البخاري1388 ومسلم1004].   فأكرم بمن وهب، ووصل، وتصدق، وبذل، سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله! إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: (نعم)، قال: فإني أشهدك أن حائط المخراف بستاني المثمر صدقة عليها. [رواه البخاري2756]، وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالًا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: «نعم»؛ [رواه مسلم1630].   أما صلاة النوافل، وإهداؤها فإن ذلك لا دليل عليه؛ ولذلك فإن الإنسان يعمل بما ثبت، ويترك ما لم يثبت، وذبح الذبيحة والتصدق بها يصل؛ لأنه من الصدقة، وإشراكه في الأضحية كذلك، الميت يصل إليه الخير.   صلة أقاربه: إن مما ينبغي على الورثة بعد ذهاب ميتهم أن يصلوا أقاربه وأصحابه بعد موته بالزيارة، والإحسان، وأنواع العطاء، وحُسْن العهد من الإيمان.   عن عبد الله بن دينار قال: مر ابن عمر بأعرابي في طريق مكة فقال له: ألست ابن فلان بن فلان؟ فقال الأعرابي: بلى، فأعطاه حمارًا وقال: اركب هذا، وأعطاه عمامة وقال: اشدد بها رأسك، فقال بعض أصحاب عبد الله بن عمر لعبد الله بن عمر: غفر الله لك أعطيت هذا الأعرابي حمارًا كنت تروح عليه وعمامة كنت تشد بها رأسك. يعني: هؤلاء الأعراب يقنعون بالقليل، أعطيته كل هذا وحرمت نفسك من الفوائد فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي» -يعني الأب-، وإن أباه -والد هذا الأعرابي- كان صديقًا لعمر. [رواه مسلم2552].   فاطمة بنت عبد الملك لما تزوجها عمر بن عبد العزيز آثر الآخرة وترك زينة الدنيا، وخيرها بين البقاء معه في عيشته التي اختارها، وبين حياة الترف، فاختارت البقاء معه، وتخلت عن جواهرها، وحليها، وأرسلتها إلى بيت المال، وتحولت من سيدة قصر إلى امرأة تغزل، وتعجن، بلا خدم، ولا حشم، فلما مات زوجها أعاد إليها أخوها الخليفة يزيد بن عبد الملك جواهرها فرفضتها وقالت: «والله لا أطيعه حيًا، وأعصيه ميتًا».   ولما أراد الوزير ابن الفرات أن يعاقب كاتبًا عنده دعاه يومًا فقال له: إن نيتي فيك سيئة، وكلما أردت أن أعاقبك أراك في المنام وأنت تمنعني برغيف في يدك فما قصة الرغيف؟ فقال له: كانت أمي وأنا صغير تعلمني الصدقة، فتضع رغيفًا تحت وسادتي، وفي الصباح تتصدق به عني، فلما ماتت فعلت ذلك من بعدها، فأنا أتصدق كل يوم برغيف، فعجب منه الوزير وقال: والله لا ينالك مني سوء.   مما يجب على الورثة إذا خلّف ميتهم شيئًا من المحرمات من أدوات سواء كانت أدوات موسيقية، أو صورًا محرمة، أو مقاطع مخزية، أو اشتراك في موقع أو صفحة ترسل صورا ومقاطع حرام، ونحو ذلك، أو أنشأ موقعًا من مواقع الفسق، أو ترك خمرًا، أن يتخلصوا من ذلك بأسرع ما يمكن؛ لأن ميّتهم في حرج، قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»؛ [رواه مسلم142] ولذلك الرعية عليهم إذا مات هذا الراعي الذي كان قد غشهم بعدم النصح لهم، وترك المحرمات في البيت أن يتخلصوا منها مباشرة بعد موته، إذا أرادوا له الراحة والسلامة من شر ما فعل.   «لا طاعة لمخلوق في معصية الله»؛ [رواه أحمد في مسنده]، فإذا أوصى الميت بوصية فيها حرام فلا تنفذ.   إذا نظروا في كسب مورثهم، فوجدوا فيه الربا الصريح، وأسهم المصارف الربوية، فإنهم يتخلصون من ذلك، ويأخذون رأس المال؛ لأنه حلال عليهم، وكل ما نتج من ربا فإنهم ينفقونه في مصارف الخير.   الموت في المنام: الموت في الرؤيا ندامة من أمر عظيم، فمن رأى أنّه مات ثم عاش، فإنّه يذنب ذنبًا ثم يتوب، لقوله تعالى: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [غافر: 11].   ومن رأى ميتًا معروفًا، مات مرة أُخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنّه يتزوجٍ من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتًا مات موتا جديدًا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، ومن رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه أو غسلوه وكفنوه أو حملوه على النعش أو دفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه ويرجى لهذا الميت صلاح دينه ما لم يدفن فإن دفن لقي الله على غير التوبة والله أعلم بالصواب.   وقيل الموت في المنام سفر، الموت في المنام تحسن حال للمؤمن أو زواج.   والميت إذا تكلم لا يقول إلا حقا لأنه في دار حق.   أسأل الله تعالى أن يجعلني من الهداة المهتدين، والصلحاء المصلحين إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.   د. أمير بن محمد المدري شبكة الالوكة
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182488
    • إجمالي المشاركات
      2536034
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×