اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57936
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180621
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259973
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8309
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53075
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38404 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 15 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • أسماء الجنة:
      الجنة لها أسماء كثيرة، قال ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح": "ولها (الجنة) عدة أسماء باعتبار صفاتها، ومُسمَّاها واحد باعتبار الذات، فهي مترادفة من هذا الوجه، وتختلف باعتبار الصفات، فهي متباينة من هذا الوجه، وهكذا أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه، وأسماء رسوله، وأسماء اليوم الآخر، وأسماء النار". وقال المناوي في "فيض القدير": "وقال الزمخشري: الجنة اسم لدار الثواب كلها، وهي مشتملة على جنات كثيرة مرتبة مراتب على حسب استحقاق العاملين، لكل طبقة منهم جنة منها. قال ابن القيم: ولها سبعة عشر اسما وكثرة الأسماء آية شرف المُسَمَّى، أولها هذا اللفظ العام (الجنة) المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، والبهجة والسرور، وقرة العين، ثم دار السلام: أي السلامة مِن كل بلية، ودار الله، ودار الخلد ودار الإقامة، وجنة المأوى، وجنة عدن، والفردوس، وهو يطلق تارة على جميع الجنان، وأخرى على أعلاها.. وغير ذلك مما ورد به القرآن". وقال القرطبي في "التذكرة": "والجنة اسم الجنس، فمرة يقال: جنة، ومرة يقال: جنات، وكذلك جنة عدن، وجنات عدن، لأن العدن الإقامة، وكلها دار إقامة، كما أن كلها مأوى المؤمنين، وكذلك دار الخلد، ودار السلام، لأن جميعها للخلود والسلامة من كل خوف وحزن. وكذلك جنات النعيم، وجنة النعيم، لأن كلها مشحونة بأصناف النعيم".
      ومن أسماء الجنة:
      1 ـ الجنة: وهي أشهر أسماء الجنة، والاسم العام المتناول لتلك الدار. والجنة: هي الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها جنات، والجنة كل بستان يستر بأشجاره الأرض، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ}(سبأ:15). وقد ذُكِر هذا الاسم في الكثير من الآيات القرآنية، قال الله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا}(مريم:63). قال ابن القيم: "الجنة، وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، واللذَّة، والبهجة، والسرور، وقرّة العين".
      2 ـ جنات عدن: قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ}(التوبة:72). قال ابن تيمية: "فإن جنة عدن خلقها الله تعالى وغرسها بيده، ولم يطلع على ما فيها مقربًا، ولا نبيًا مرسلاً، وقال لها: تكلمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}(المؤمنون:1) جاء ذلك في أحاديث عديدة". 3 ـ جنات النعيم: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}(يونس:9). وسُميت بذلك لما فيها من النعيم المقيم الكريم، لأنه يتنعم بما فيها من المأكول، والمشروب، والملبوس، والصور، والرائحة الطيبة، والمنظر البهيج، والمساكن الواسعة، وغير ذلك من النعيم الظاهر والباطن، الحسي والجسدي.
      4 ـ جنات الفردوس: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}(الكهف:107).. والفردوس في اللغة: البستان، والفراديس البساتين. والفردوس يطلق على اسم جميع الجنة، ويقال على أفضلها وأعلاها أيضًا، كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة) رواه البخاري. قال ابن القيم: "أنزه الموجودات، وأظهرها، وأنورها، وأشرفها، وأعلاها، ذاتًا وقدرًا، وأوسطها عرش الرحمن عز وجل، وكلما كان أقرب إلى العرش كان أنور وأظهر وأشرف، مما بُعد عنه، ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان، وأشرفها وأنورها وأجلها لقربها من العرش".
      5 ـ جنة الخلد: قال الله تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً}(الفرقان:15).. وسُميت بذلك لخلود أهلها فيها، فإن أهلها لا يظعنون عنها أبدًا، ولا ينتقلون، فالخلد هو دوام البقاء، قال الله تعالى: {وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ}(الحجر:48).
      6 ـ الحُسْنى: قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}(يونس: 26). وقال صلى الله عليه وسلم: (الحُسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه ربهم) أخرجه الطبري في التفسير، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد".
      7 ـ دار السلام: قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ}(يونس:25). قال السعدي: "وسمى الله الجنة "دار السلام" لسلامتها من جميع الآفات والنقائص، وذلك لكمال نعيمها وتمامه وبقائه، وحسنه من كل وجه". وقال ابن القيم: "وهي جديرة بهذا الاسم لسلامتها مِن كل بلية وآفة، فإن الله هو السلام، وهي داره، فمن أسمائه الحسنى السلام. فالله سبحانه سلم هذه الدار، وسلم أهلها من كل نكبة وداهية، وتحيتهم فيها سلام، والرب تعالى سلم عليهم من فوقهم، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم، وكلامهم كله فيها سلام، ولا يسمعون فيها لغوا إلا سلاماً". 8 ـ الغُرفة: قال الله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً}(الفرقان:75). قال ابن كثير: "لما ذكر تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذكر من الصفات الجميلة، والأفعال والأقوال الجليلة قال بعد ذلك كله: {أُولَئِكَ} أي: المتصفون بهذه {يُجْزَوْنَ} أي: يوم القيامة {الْغُرْفَةَ} وهي الجنة".

      والجنة كما لها أبواب وأسماء، فإن لها درجات ومنازل. عن أنس بْن مالك رضي الله عنه أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّع بِنْتَ الْبَرَاء وهِي أُم حارِثةَ بْنِ سُرَاقَة أَتَت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: (يَا نَبِيَّ اللَّه أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ حارِثة؟ وكان قُتِل يوْم بَدْرٍ أَصَابه سَهْمٌ غَرْب (لم يُعرف مَصْدَرُه)، فَإِنْ كان في الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كان غَيْرَ ذَلِك اجْتَهَدْتُ عَلَيْه في الْبُكاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يَا أُمَّ حَارِثة إِنَّهَا جِنَانٌ في الْجَنَّة ـ وفي رواية إنها جنان كثيرة ـ، وإِنَّ ابْنَكِ أَصَاب الْفِرْدَوْسَ الأَعْلى) رواه البخاري. قال الطيبي: "والمراد بالجِنان الدرجات فيها، لما ورد (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها)". وقال الهروي: "(جِنانٌ في الجنة) التنوين للتعظيم، والمراد بها درجات فيها". وقال القسطلاني: "(إنها جِنان) أي درجات". وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "والجنَّة درجات متفاضلة تفاضلاً عظيماً، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم". اسلام ويب
    • الجنة دار المُقامة والكرامة التي أعدّها الله تعالى لعباده المؤمنين، فيها مِن النعيم المقيم واللذة الدائمة ما يعجز الوصف عنه، فيها مِنَ النعيم ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بَشر.. وأما جهنم فهي النار التي أعدّها الله عز وجل للكافرين خالدين فيها، يعاني أهلها الحسرة والشقاء، ويذوقون فيها العذاب الشّديد الذي لا يتصوره بَشر.. والطريق إلى الآخرة لا يتشابه فيه السائرون، ولا تتشابه فيه الخُطى، ولهذا لم تكن الجنة منزلةً ودرجة واحدة، بل هي درجات متفاوتة في النعيم، وفي المقابل، لم تكن النار دَرَكة واحدة، بل دركاتٌ متفاوتة في العذاب كما تفاوتت أسباب دخولها..

      درجات الجنة ودَرَكات النار:
      قال الرَّاغِب الأصفهانيّ في "المفردات في غريب القرآن": "الدرَك كالدرَج، لَكِنَّ الدَّرَج يُقال اعتِبارًا بالصعود، والدرَك اعتِباراً بالحُدُور (الهبوط)، ولهذا قيل: دَرَجات الجَنَّة، ودَرَكات النار".. وقال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر": "الدرَك بالتَّحريك، وقَد يُسَكَّن، واحِدُ الأدراك، وهي منازل في النار. والدرَك إلى أسفل، والدرَج إلى فوق".. وأضاف ابن رجب في "التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار" فقال: "قال الضحاك: والدرَك إذا كان بعضها أسفل من بعض، وقال غيره: الجنة درجات والنار دركات. وقد تُسمَّى النار درجات أيضا، كما قال تعالى بعد أنْ ذكر أهل الجنة وأهل النار: {ولِكُلِّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}(الأحقاف:19)، وقال: {أفمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ}(آل عمران:163:162) قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلَم: دَرَجات الجَنَّة تَذهب عُلُوًّا، ودَرَجات النَّار تَذهَب سُفُولًا".. وقال أبو البَقاء الحَنفيّ في "الكليات": "الدَّرَجة: هي نَحو المَنزِلة، إلَّا أنَّها تُقال إذا اعتُبِرت بالصعود كما في الجِنان. والدَّرَك لِلسَّافِل (للنازل) كما في النِّيران، وقوله تعالى: {ولِكُلِّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} فمِن باب التَّغليب.. إلَّا أنَّ زيادة أهل الجَنَّة في الخيرات والطاعات، وزيادة أهل الشَّرِّ في المَعاصي والسيئات".. وقال ابن عاشور في "التحرير والتنوير": "َوالدَّرَك: اسْم جَمْعِ دَرَكَة، ضِدّ الدَّرَج اسْم جَمْع دَرَجَة. وَالدَّرَكَةُ الْمَنْزِلَة فِي الْهُبُوط. فَالشَّيْء الذي يُقْصَد أَسْفَلُه تَكُونُ مُنَازِلُ التَّدَلِّي إِلَيْهِ دَرَكَاتٍ، وَالشَّيْء الَّذِي يُقْصَد أَعْلَاه تكون مَنَازِل الرُّقِيِّ إليه درجات، وقد يُطْلَق الِاسْمَانِ عَلَى الْمَنْزِلَة الْوَاحِدَة بِاخْتِلَافِ الِاعْتِبَار". دركات النار وتفاوت العذاب فيها:
      النار دركات، وأهلها متفاوتون في العذاب فيها على قدْر كفرهم وأعمالهم، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في ذلك كثيرة، ومِنها:
      1 ـ قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}(النساء:145).
      قال الطبري: "إنَّ المُنافِقين في الطَّبَق الأسفَل مِن أطباق جَهَنَّم، وكُلُّ طَبَقٍ مِن أطباقِ جَهَنَّم دَرَك".. وأضاف ابن كثير: "أخبر تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} أي: يوم القيامة، جَزاءً على كُفرِهم الغَليظ. قال الوالِبيُّ عن ابن عباس: {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} أي: في أسفَل النار. وقال غيره: النار دَرَكات، كَما أنَّ الجَنَّةَ دَرَجات".. وقال السمعاني: "{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} قال أبو عبيدة والأخفش: النَّار دركات، والْجنَّة دَرَجَات، قال أهل الْعلم: يجوز أَن يكون فِرْعَوْن وهامان أَشد عذَابا من الْمُنَافِقين، وإِنْ كان المنافقون في الدَّرك الْأَسْفل". وقال ابن عاشور: "وإنما كان المنافقون في الدَّرَكِ الْأَسْفَل، أي في أذَلِّ منازل العذاب، لأن كفرهم أسوأ الكفر لما حف به من الرذائل"..
      وفصل القُرطُبيّ في "التذكرة" فقال: "هذا الباب يدلك على أنَّ كُفر مَن كَفر فقَط ليس كَكُفرِ مَن طَغى وكَفر وتَمرَّد وعصى، ولا شَكَّ أنَّ الكفار في عذاب جَهَنم متفاوِتون كما قَد عُلِمَ مِنَ الكتاب والسُّنَّة، ولَأنَّا نعلم على القَطْع والثَّبات أنه ليس عذاب مَن قَتل الأنبياء والمسلمين وفَتَك فيهم وأفسَد في الأرض وكفر، مُساويًا لِعَذاب مَن كفر فقط وأحسَن للأنبياء والمسلمين، ألا ترى أبا طالِبٍ كيف أخرجه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ضَحضاحٍ لِنُصرَتِه إيَّاه، وذَبِّه (دفاعه) عنه وإحسانه إليه؟!"..
      وأضاف ابن رجب في "التخويف من النار" بقوله: "اعلَمْ أنَّ تَفاوُت أهل النار في العذاب هو بحَسب تَفاوُت أعمالهم التي دَخَلُوا بها النَّار كما قال تعالى: {وَلِكُلِّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}(الأحقاف:19)، وقال تعالى: {جَزَاءً وِفَاقًا}(النبأ:26)، قال ابن عباس: وافَقَ أعمالَهم، فليس عِقاب مَن تَغَلَّظ كُفره، وأفسَد في الأرض، ودعا إلى الكفر، كَمَن ليسَ كذلك، قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدَّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ}(النحل:88)، وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}(غافر:46)،وكَذَلِكَ تَفاوُت عذاب عُصاة المُوحِّدين في النار بحَسب أعمالهم، فليس عُقوبة أهل الكبائر كعقوبة أصحاب الصغائر، وقَد يُخَفَّف عَن بَعضِهم العَذاب بحَسَناتٍ أُخَرَ له، أو بما شاءَ الله مِنَ الأسباب"..
      2 ـ قال الله تعالى: {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا}(الإسراء:21). قال ابن كثير: "أي: ولَتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من الدنيا، فإن منهم مَنْ يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلى ونعيمها وسرورها، ثم أهل الدركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون".. 3 ـ قال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ}(آل عمران:163). قال السعدي: "أي: كل هؤلاء متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوتهم في أعمالهم، فالمتبعون لرضوان الله يسعون في نيل الدرجات العاليات، والمنازل والغرفات، فيعطيهم الله من فضله وجوده على قدر أعمالهم. والمتبعون لمساخط الله يسعون في النزول في الدركات إلى أسفل سافلين، كل على حسب عمله"..
      4 ـ عن عُتْبَة بن غَزْوان رضي الله عنه قال: (قدْ ذُكِرَ لَنَا أنَّ الحَجَرَ يُلْقَى مِن شَفَةِ جَهَنَّمَ، فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا، لا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا) رواه مسلم.. (قد ذُكِر لنا) يُشيرُ بذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ الحَجَر يُلقَى مِن شَفَةِ جَهنَّم) أي: مِن طَرَفِها (فيَهوِي) أي: يَظَلُّ يَنزِلُ ويَسقُطُ فيها قَدْرَ سبعينَ عامًا ولا يَصِلُ إلى آخِرِ ما بداخلِها وعُمقِها..
      5 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كُنَّا مع رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذْ سَمِعَ وَجْبَة (السَّقطة مِن عُلوٍّ إلى أَسفلَ بصَوتٍ مُزعجٍ كصَوتِ الهَدمِ) ، فَقالَ النبي صلى الله عليه وسلم: تَدْرُونَ ما هذا (سبب الصوت)؟ قالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: هذا حَجَرٌ رُمِيَ به في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا (والمرادُ بالخريف السنة)، فَهو يَهْوِي في النَّارِ الآنَ، حتَّى انْتَهَى إلى قَعْرِهَا) رواه مسلم.
      قال ابن هبيرة في "الإفصاح عن معاني الصحاح": "في هذا الحديث من الفقه: أن الله عز وجل أسمع رسوله صلى الله عليه وسلم ومَنْ حضر معه مِن أصحابه وجبة: وقوع هذا الحجر في النار، ليجري على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ذِكْر مقدار عمق جهنم، وأنها مسيرة سبعين سنة للحجر الذي يهوي به في هذا الهبوط على سرعة تشابه سرعة النجم، والله تعالى يرحمنا بإعاذتنا من هذه النار".. فائدة:
      1 ـ النّار مثوَى الكافرين والمنافقين، والفُجار والأشرار، نار قال الله تعالى عنها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ}(التحريم:6). قال ابن عاشور: "وتنكير {نَارًا} للتعظيم، وأجري عليها وصف بجملة وقودها الناس والحجارة زيادة في التحذير لئلا يكونوا من وقود النار، وتذكيراً بحال المشركين الذي في قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}(الْأَنْبِياء:98)، وتفظيعًا للنار إذ يكون الحجر عوضا لها عن الحطب"..
      2 ـ عُصاة المسلمين أقَلّ أهل النَّارِ عَذابًا ـ إذا لم يغفر الله تعالى لهم بفضله ـ، فإنهم يدخلون النَّارَ فيَعذَّبون فيها على قَدرِ أعمالهم، ثُمَّ يخرجون مِنها ويدخلون الجنة، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(النساء:48). والأحاديث النبوية الصحيحة المتواترة الدالة على إخراج عصاة الموحدين من النار، وعدم خلودهم فيها كثيرة، ومن ذلك الحديث الذي رواه البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا.. فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومَنْ أصاب في ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) رواه البخاري.
      قال ابن رجب: "وكذلك تفاوت عذاب عصاة الموحدين في النار، بحسب أعمالهم، فليس عقوبة أهل الكبائر، كعقوبة أصحاب الصغائر، وقد يخفف عن بعضهم العذاب، بحسنات أخر له، أو بما شاء الله من الأسباب".. وقال الشيخ ابن عثيمين: "عُصاة المسلمين ثلاثة أقسام: قسم يغفر الله له ولا يدخل النار أصلاً، وقسم آخر يدخل النار ويعذب بقدر ذنوبه ثم يخرج، وقسم ثالث يدخل النار ويعذَّب، ولكن يكون له الشفاعة، فيخرج من النار قبل أن يستكمل ما يستحقه من العذاب".. وهذا القدْر من العذاب لعصاة المسلمين لا يعلم قدر شدته ولا قدر مدته إلا الله عز وجل، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب معاصيهم..

      وختامًا، فإنَّ الإيمان بالجنة والنار، وما أعدَّه الله تعالى للمؤمنين مِنْ نعيمٍ في الجنة لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر، ومِنْ عذابٍ للكافرين في نارٍ وقودها الناس والحجارة، يدخل ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان.. والجنّة درجاتٌ متفاوتة في النعيم بتفاوت أهلها في الإيمان والتقوى والعمل الصالح، والنار دركات متفاوتة في العذاب بتفاوت أهلها في الكفر والمعاصي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمْرة) رواه البخاري.
      نسأل الله تعالى أنْ يُنجينا مِنَ النار، وأنْ يدخلنا الجنّة مع الأبرار.. اسلام ويب
    • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فمن الدروس المستفادة من هذه السورة الكريمة ما ذكره الشيخ أبوبكرالجزائري في أيسر التفاسير: 1- بيان حكم الله بهلاك أبي لهب وإبطال كيده الذي كان يكيده لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- لا يغني المال ولا الولد عن العبد شيئا من عذاب الله إذا عمل بمساخطه وترك مراضيه. 3- حرمة أذية المؤمنين مطلقا. 4- عدم إغناء القرابة شيئا من الشرك والكفر؛ إذ أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في النار ذات اللهب اهـ. وقال ابن كثير في تفسيره: قال العلماء: وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوة، فإنه منذ نزل قوله تعالى: سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ. فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان، لم يقيض لهما أن يؤمنا، ولا واحد منهما لا ظاهرًا ولا باطنًا، لا مسرًا ولا معلنًا، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة. اهـ. وقال الشيخ ابن عثيمين في مطلع تفسير هذه السورة: هذا القرآن فيه من الدلالات الكثيرة ما يدل دلالة واضحة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حق، ليس يدعو لملك ولا لجاه، ولا لرئاسة قومه... ثم لا شك أن كل من تشبه بأبي لهب وامرأته في أفعالهما يكون لهما نصيب من هذا الوعيد لهما بقدر شبهه بهما، فإن الله حكم عدل، قال تعالى: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ {الأنعام: 132} وقال سبحانه: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (الأحقاف: 19). فكل من كفر وكذب يناله الوعيد ولا تنفعه قرابة نبي ولا غيره. ولكن لا يمكن أن يشبه أحد أبا لهب من كل وجه، فإنه كان عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كان ـ كما يقول السعدي ـ: شديد العداوة والأذية للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة. اهـ. فمثلا أخوه أبو طالب كان كافرا مثله إلا أنه كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم ويدفع عنه، فجازاه الله على ذلك، فقد قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك ؛ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار. رواه البخاري ومسلم. في حين كان أبو جهل – مثلا - كأبي لهب في العداوة والأذية، بل أشد، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه فرعون هذه الأمة، كما في مسند أحمد. ولكنه لم يكن قريبا للنبي صلى الله عليه وسلم كأبي لهب، فلم تكن عداوته في القبح والشناعة كعداوة أبي لهب. والله أعلم   اسلام ويب
    • الأمر بالشورى ورد في القرآن مرتان: في سورة الشورى (وأمرهم شورى بينهم)للمدعويين وفي آل عمران أمر للداعي القائد (وشاورهم في الأمر)   “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا” أنزل ربنا الغيث على اليائسين كيف بمن تشبث بالأمل وحسن الظن به!     قال الحسن رحمه الله ما تشاور قوم قط إلا هُدُوا ، وأُرشِد أمرهم ، ثم تلا : ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾
          (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) قال قتادة عن هذه الآية : خير الرزق ما لا يطغيك .. ولا يلهيك.
           {ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير} المحروم: من حرم رحمة الله آلا ما أقبح الظلم
           (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) من أجَل صفات المؤمنين اتصافهم بالغفران عند الغضب
          قال الحسن رحمه الله ما تشاور قوم قط إلا هُدُوا ، وأُرشِد أمرهم ، ثم تلا : ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾
           ميزان الإستجابة لأوامر الله .. هو(إيمانك) فكلما زاد إيمانك .. أسرعت إجابتك ! . ﴿ويستجيب الذين آمنواوعملوا الصالحات﴾
           (وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) كيف يظلم من يعلم أنه لا ولاية ولا نصر له من الله بظلمه
           (ويهدي إليه من ينيب) انابته الى الله وانجذاب دواعي قلبه الى الله وكونه قاصدا وجهه تعالى ، سبب في هدايته
           (وَالَّذِينَ يجتنبون كَبَائِرَ الإِثْمِ والفواحش) (وَإِذا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)” إلزموا العفوا ولو أغضبكم وكرهته نفوسكم
          (فلذلك فادع واستقم كما أمرت ) وليس كما رغبت اوكما قال به ادعياء التحضر والانفتاح ومن والاهم
          فادع واستقم كماأمرت ولا تتبع أهواءهم اتباع الهوى سبيل التشرذم والتفرق والإختلاف!! والتمسك بالدين أصل الإئتلاف.
          { وإذا ما غضبوا هم يغفرون} لم يقل : أنهم لا يغضبون وإنما تجدهم يقدمون العفو على الانتقام     (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) ( إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن جزاء السيئة السيئة بعدها) تفسير ابن كثير
           ﴿وهو الذي ينزل الغيث من بعدماقنطوا وينشر رحمته﴾ لاتفهم من القنوط تعذّرالفرج بل هوإشارة لقرب زوال الهم وتنفيس الكرب
          (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًامِّنْ أَمْرِنَا) كم من بعيد عن الله مُتبعٌ لهواه هداه الله بتلك الروح من أمره؟
          قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: “الدين كله في قوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)
          لا تنفرد برأيك ! ﴿ وأمرُهم شورى بينهم ﴾ أمر الله نبيه ﷺ بالشورى مع أن الوحي ينزل ويحسم الأمر..
           (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) تقديم التسبيح على الحمد تنزيه الله عمّا لا يليق به أهم من إثبات صفات الكمال له . ابن عاشور
          “ولاتتبع أهواءهم” كل بدعة هوى
          ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ هذان الأصلان كثيراً ما يذكرهما الله في كتابه لأنهما يحصل بمجموعهما كمال العبد. السعدي
          أصول السعادة البشرية: توحيد الله (ليس كمثله شيء) اتباع النبي(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) التحلي بمكارم الأخلاق     ( وكذلك أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا) وهوالقرآن الكريم،سماه الله روحا،لأنه تحيابه القلوب والأرواح، فكيف حالنا معه؟
          لايموت قلب خالطت نبضه آيات القرآن كما أنه لاحياة لقلب خلي منها “وكذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا”
          “فاستقم كمآ أمرت”ابن تيمية:عاية الكرامة لزوم الاستقامة فلم يكرم الله عبدا بمثل ان يعينه على مايحبه ويرضاه.ويقربه إليه
           “وكذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا”تذكر جيدا عظمة هذا القرآن وأنه لاحياة لقلبك ولن ينعم بالهداية إلا بهذا الكتاب.
           من أهداف سورة الشورى الاجتماع على الدين الحق ونبذ الفرقة
           ما تشاور قوم قط إلا هداهم الله وسددهم وأرشدهم (وأمرهم شورى بينهم)
          العفو من أعظم وسائل التربية للنفس وإعدادها فلو التزمنا العفو لوجدنا من الخيرمالا يخطرعلى بال (ولمن صبروغفر…)
           (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) أنظر إلى قيمة الخلق وهوانهم على الله إذا كانوا من الجبابرة المتكبرين
           (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) أقبل على الله يهديك الله لأن الجزاء من جنس العمل
           (وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) البلاغ عليك والهداية ليست إليك     المرض: ( الذي يوسوس في صدور الناس ) العلاج ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور )
           (وما عند الله خير وأبقى ) كل ماعند الله خير من مافي هذه الدنيا من نعيم ومتاع ،وهو باق لازوال ولا نفاد له نسألك فضلك
           (يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى ٱلْأَرْضِ) يسألون ربهم المغفرة لذنوب من في الأرض من أهل الإيمان به. الطبري
           “تكاد السموات يتفطرن من فوقهن”لعظمته وجلاله وهيبته تفطرت جمادات لاتعقل، أفلا تلين قلوب تعقل!؟
           ذكر أولو العزم من الرسل”محمد،نوح، إبراهيم، موسى، عيسى،”عليهم السلام في آيتان في القرآن :الشورى13، الأحزاب7
           (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء) من لطف ﷲ أن يرزق البعض ويترك البعض والسبب: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)
           “فمن عفا وأصلح فأجره على الله”نفوس عظيمة تركت ثأرها لأجل ربها.    (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) الروح هي سر الحياة فكما أن لا حياة للجسد بلا روح فلا حياة للقلب بعيدا عن كلام الله
          “فلذللك فادع..” اشتملت هذه الآية على عشر جمل منفصلة، قالوا ولانظير لها سوى آية الكرسي. ابن كثير
         اسم السورة (الشورى ) فيه الكثير من سماحة الدين ويسره وكذلك من صفات الولي وكيف يتولى امر من هم تحت ولايته     { وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ } فتسأل عن أعمالهم، وإنما أنت مبلغ أديت وظيفتك
           { اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } يحفظ عليهم أعمالهم، فيجازيهم بخيرها وشرها.
           ما يصيب المسلم من سيئةفمن نفسه؛ ولا يصاب بكل سيئة لأن الله يعفو عن كثير
           عندما يتأثر الجميع بالقرار فلا بد من مشاورتهم فيه لأنه أمرهم جميعا
           العافي لايضيع حقه وإنما ينتقل من الإنسان البخيل إلى الله الكريم
           آية(45) كل خسارة ممكن تعوض في الدنيا، الا خسارة يوم القيامة فهي الخسارة الحقيقيةفعذابها مقيم
          (ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فضل لاتدركه العقول ولاتهتدي لحقيقته
           “عليه توكلت وإليه أنيب”هذان الأصلان بهما يحصل كمال العبد ويفوته الكمال بفوتهما كقوله”إياك نعبد وإياك نستعين” السعدي
          (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ) أن العبد ليحرم من الرزق بالذنب يصيبه
          (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) من بعد ما يئس الناس منه ، وذلك أدعى لهم إلى الشكر
           لايموت قلب خالطت نبضه آيات القرآن،كماأنه لا حياةلقب خلا منها (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
           في العطية من الله قدمت الأنثى،وحق لهاأن تفتخربهذاالتكريم فمن رزق البنات فعليه أن يشكرالله فسمى الله ذلك هبة (يهب لمن يشاءإناثا)
           (والذين إذاأصابهم البغي هم ينتصرون) مدحهم بالانتصار؛لأنهم لم يزيدوا عليه،إذ لو زادوا عليه لكان تعديا ولم يكن انتصارا
        من يؤثردنياه على آخرته،لم يجعل الله له نصيبافي الآخرةإلاالنار،ولم يزددبذلك من الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ منه وقسم له
         لو طبقنا شريعة الله التي ارتضاها لنا لما احتجنا أن نكون نُسخا ممسوخة من أحد لامن الشرق ولامن الغرب(شرع لكم من الدين)
           عظمةالشريعة بعظم المشرّع العزيزالحكيم العلي العظيم أنزلهافي أفضل كتاب على أفضل البشر وسيدهم لتقودبها هذه الأمة العالم     التعبير بـ(أم القرى)(يوم الجمع) يتناسب مع مقصد السورة الدعوة للاجتماع على إقامة دين الله أم القرى: أصل انطلاق الدعوة
           (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش) أما صغيرها فيدخل تحت (ويعف عن كثير) لعلم الله تعالى بضعف البشر اللهم اعفُ عنا
           (يهب لمن يشاء إناثا…) الذرية من مظاهر العطاء الرباني والمنحُ والمنع مرتبط بمشيئة الوهاب سبحانه لا بمشيئة الموهوب
          (صبار شكور) قد لا تحتاج إلى مداومة الصبر أما شكر النعم فيلزمك في كل حين لأن نعم الله لا تنقطع حتى في المنع نِعمٌ خفية
           العزيز الحكيم العلي العظيم، تكاد السموات يتفطرن، والملائكة يسبّحون: هيبة وعظمة وترهيب (هو الغفور الرحيم) ترغيب
          شاء، يشاء تكررت في سورة الشورى 15 مرة هل أيقنت الآن أن المشيئة لله تعالى وحده؟! توكل عليه، فوّض أمرك إليه، اتخذه وليا ونصيرا
           (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم) (ويعف عن كثير) راجع سجل ذنوبك واسجد لربك شاكرا حامدا له على عفوه وحلمه بعد علمه
           (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)قد تجاهد نفسك على الصبرفتصبر أماالمغفرة تحتاج لكبح هوى النفس ولايقدر عليه كل أحد     إن أردت أن تكون ممن يشملهم عفو الله (ويعف عن كثير) فكُن من أهل (فمن عفا وأصلح) وأهل (ولمن صبر وغفر)
          
          مهمة الداعي إلى الله عز وجل: البلاغ (إن عليك إلا البلاغ) هداية الدلالة والإرشاد (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)
           العالم العلوي وأهله يسبحون بحمدربهم فمابال أهل العالم السفلي منشغلون بمتاع الدنيا غافلون عن أن ما عند الله خير وأبقى!   اسلاميات    
    • السؤال: 95733 ما تفسير الآية التالية : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور ، وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .   الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أولاً :
      قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور/26 .
      وقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .
      فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :
      1. الخبث والطيب في الأقوال .
      فيكون معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .
      وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك ، واختاره ابن جرير الطبري .
      قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :
      وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .
      ودل على صحة هذا القول : قوله تعالى ( أولئك مبرءون مما يقولون ) أي : عائشة وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .
      قال الطبري – رحمه الله - :
      وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية : قول من قال : عنى بالخبيثات : الخبيثات من القول ، وذلك قبيحه وسيئه ، للخبيثين من الرجال والنساء ، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، هم بها أولى ؛ لأنهم أهلها ، والطيبات من القول ، وذلك حسنه وجميله ، للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول ; لأنهم أهلها وأحقّ بها .
      وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية : لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في عائشة الإفك ، والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم ، فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به : أشبه من الخبر عن غيرهم .
      وقوله : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ ) يقول : الطيبون من الناس مبرّءون من خبيثات القول ، إن قالوها فإن الله يصفح لهم عنها ، ويغفرها لهم ، وإن قيلت فيهم ضرّت قائلها ولم تضرّهم ، كما لو قال الطيبَ من القول الخبيثُ من الناس لم ينفعه الله به ؛ لأن الله لا يتقبله .. "
      " ولو قيلت له لضرّته؛ لأنه يلحقه عارها في الدنيا، وذلها في الآخرة " .
      " تفسير الطبري " ( 19 / 144 ، 145 ) . 2. الخبيث والطيب من الأفعال :
      ويكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال ، وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .
      وهو قول حبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وروي عن هؤلاء الأئمة أنهم أضافوا الأقوال إلى الأفعال في معنى الآية ؛ فجمعوا بين القولين السابقين .
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
      قال جمهور السلف : الكلمات الخبيثة للخبيثين ، ومن كلام بعضهم : الأقوال والأفعال الخبيثة للخبيثين .
      وقد قال تعالى ( ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) ، ( ومثل كلمة خبيثة ) ، وقال الله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، والأقوال والأفعال صفات القائل الفاعل ، فإذا كانت النفس متصفة بالسوء والخبث : لم يكن محلها ينفعه إلا ما يناسبها .
      " مجموع الفتاوى " ( 14 / 343 ) .
      3. الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح :
      ويكون معنى الآية : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
      وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :
      كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة ، وكانت عائشة الطيبة , وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .
      قال القرطبي – رحمه الله - :
      وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) النور/3 ، الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .
      واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد .
      " تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) . ثانياً :
      لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها وبين ما ذكر السائل ، ويراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة والزوج فاسقا ، أو العكس . وإنما الإشكال – عند بعض الناس – في القول الثالث في مسألتين :
      1. ما يرونه من عموم تزوج طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .
      2. ما ورد بخصوص زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ووصف الله لهما بالخيانة ، وما ورد في تزوج امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية . فيقال هنا : إن معنى الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب : خبث الأزواج وطيبهم ـ : أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله ، ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها : فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله .
      قال ابن كثير – رحمه الله - :
      وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
      وهذا - أيضاً - يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم ، أي : ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً ولا قَدَراً ؛ ولهذا قال : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان .
      ( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) أي : بسبب ما قيل فيهم من الكذب .
      ( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي : عند الله في جنات النعيم .
      وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .
      " تفسير ابن كثير " ( 6 / 35 ) . وفي الآية بيان براءة عائشة رضي الله عنها ، حيث زكاها الله تعالى بوصفها بالطيبة لأنها كانت تحت الطيب ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الله تعالى ليختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم لو كانت خبيثة ! ومن هنا كان الطاعن في عرض عائشة طاعناً في النبي صلى الله عليه ، ومستحقّاً للحكم بالردة والقتل .
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
      قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان ، وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة ، وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26) فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر ، فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي
      " الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .
      والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " للالكائي ( 1958 ) .
      فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم . وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام ، حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة في قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 ، فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .
      قال ابن كثير – رحمه الله - :
      ( فَخَانَتَاهُمَا ) أي : في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة ، فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ؛ ولهذا قال : ( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) أي : لكفرهما .
      ( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .
      وليس المراد ( فَخَانَتَاهُمَا ) في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .
      قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة : سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : ما زنتا ، أما امرأة نوح : فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .
      وقال العَوفي عن ابن عباس قال : كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما ، فكانت امرأة نُوح تَطَلع على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .
      وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .
      وقال الضحاك عن ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .
      " تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) . وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ ، وفيها الجواب على القسم الثاني من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة من فرعون الطاغية .
      سئل علماء اللجنة الدائمة :
      حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي : هناك آية في القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) إلخ الآية ، والآية الأخرى تتضمن قوله تعالى ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) ، ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ، وهناك آية أخرى وهي قوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ . وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) إلخ الآية ، وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ) إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات ، وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .
      فأجابوا :
      أولاً :
      قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، زوراً وبهتاناً ، وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وللآية معنيان :
      الأول : أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ، والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .
      والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء ، والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات ، والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .
      ثانياً :
      قال الله تعالى ( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ، ومعنى الآيتين :
      أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك من قوله تعالى له ( احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ) فقال : ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) ، وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت ( أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) ، ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) أي : الذين وعدتك بإنجائهم ؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء مَن آمن مِن أهلك ، بدليل الاستثناء في قوله تعالى ( إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) ؛ ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، وبيَّن ذلك بقوله ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ؛ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ، وإن كان ابناً له من النسب ، قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم : " ما زنت امرأة نبي قط " وهذا هو الحق ، فإن الله سبحانه أغْيَر مِن أن يمكِّن امرأة نبي من الفاحشة ؛ ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك وبرَّأها مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة .
      ثالثاً :
      قال الله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) الآيتين من سورة التحريم .
      بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعاً على ما بدَر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهراً ، وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام ، وأنذرهن بالطلاق وأن يبدله أزواجاً خيراً منهن : ختم سورة التحريم بمثلَين : مثل ضربه للذين كفروا بامرأتين كافرتين امرأة نوح وامرأة لوط ، ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين صالحتين بآسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ؛ إيذاناً بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده ، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة ، وحث العباد على التقوى ، وأن يخشوا يوماً يرجعون فيه إلى الله ، يوماً لا يجزي فيه والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ، يوم يفرُّ المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، يوم لا تزر فيه وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ، يوم لا تنفع فيه الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً ، فبيَّن سبحانه أن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين ، وكانتا تحت رسوليْن كريميْن من رسل الله ، وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على مَن آمن بزوجها ، وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه ، إيذاء وخيانة لهما ، وصدّاً للنَّاس عن اتباعهما ، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط ، ولم يدفعا عنهما من بأس الله شيئاً ، وقيل لهاتين المرأتين : ادخلا النار مع الداخلين ، جزاءً وفاقاً بكفرهما وخيانتهما ؛ بدلالة امرأة نوح على من آمن به ، ودلالة امرأة لوط على ضيوفه ، لا بالزنى ، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من أنبيائه زوجة زانية ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : " ما زنتا " ، وقال : " ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين " ، وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم .
      وبيَّن الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون ، وكان أعتى الجبابرة في زمانه ، أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم ، إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى متمسكين بدينه ، كما لم ينفع صلاحُ الرسولين : نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين ، قال الله تعالى : ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) ، ولذلك لم يضر زوجة فرعون كفرُ زوجها وجبروته ، فإن الله حكم عدل لا يؤاخذ أحداً بذنب غيره بل حماها وأحاطها بعنايته وحسن رعايته ، واستجاب دعاءها وبنى لها بيتاً في الجنة ، ونجَّاها من فرعون وكيده ، وسائر القوم الظالمين
      مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى ، وأن عائشة رضي الله عنها برَّأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ، ومن انخدع بقوله من المؤمنين والمؤمنات ، وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم تزن وإنما كانتا كافرتين ، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد الناس عن اتباعهما ، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحاً في الشرائع السابقة ، وكذا زواج الكافر بالمؤمنة ، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده وحفظ عليها دينها ونجاها من الظالمين : يتبين أن الآيات المذكورة متوافقة ، لا متناقضة ، وأن بعضها يؤيِّد بعضاً .
      الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان
      " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 270 – 276 ) . والله أعلم   الاسلام سؤال وجواب
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182524
    • إجمالي المشاركات
      2536114
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×