اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57268
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180519
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8238
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52994
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31793
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33904
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36981 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • • أن يحرمك الله المال الحرام، خيرٌ لك من أن يسيل بين يدك مدراراً؛ ثم تعاني به ألوان الشقاء في الدنيا، حينما تلاحق لعناته صحة أبنائك، فيفنى منك على علاجهم في حياتك بما كان من محق بركته، ثم تواجه سؤالاً يطول بين يدي جبار السماوات والأرض على انتهاكك حرمته؛ وذلك يوم تفزع الملائكة، ويقول كل نبيٍ نفسي نفسي، يارب سلم سلم!! فهلا شكرت ربك الرحمن على نعمة الحرمان من المال الحرام؟!       • الاختلاط ريح الزنى، ولا اعتبار باختلاق الأعذار، لأن النهاية اقتراف فاحشة العار، ولفح الجسد الزاني بأليم لهب النار!!     • لا مجال للثقة بالنفس في مواجهة مواطن الفتن، والجرأة على تحدي المعصية بحال!!  إذ كلما كان استشعار العبد لضعفه وهوانه أمامها خوفاً من اقترافها؛ ابتغاء وجه العزيز الغفار؛ كلما كان في مأمن من سخط وعذاب الجبار!!       • كن على يقين من أن الدنيا لم ولن تكتمل أبداً لحي من الأحياء!! وذلك لأن النقصان صفة ملازمة لها منذ أن خلقها الله، وحتى قيام الساعة!! فمن سعى وراء كمالها؛ ولج حفرة قبره على حين غرةٍ، وهو لا يزال غارقاً في أوهامها!!        
    • 1- اخواني : الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
      2- يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
      3- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
      4- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
      5- أيها الغافل ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
      6- واعجباً لك ! لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ، و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
      7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت ! اما علمت ان النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
      8- سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .
      9- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !
      10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
      11- كان بشر الحافي طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
      12- من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
      13- عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ، و لمختار دار الكدر على الصافية ، و لمقدم حب الأمراض على العافية .
      14- قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل ادركتها ؟ قال لا ، فقال : واعجباً ! انت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
      15- يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه .
      16- كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
      17- ياطفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ، عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كسب الحطام .
      18- أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
      19- تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
      20- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ، ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ، و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ، و اهوال القبر لا تطاق .
      21- كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ، كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل اعمانا .
      22- يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ، و حزنها في غد طويل ، ما دام المؤمن في نور التقوى ، فهو يبصر طريق الهدى ، فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
      23- انتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
      24- يا من عمله بالنفاق مغشوش ، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
      25- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ، و اللب يُثقل الكفة لا القشر     26- رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
      27- يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ، و لا رق أملك من الشهوة ، و لا مصيبة كموت القلب ، و لا نذير أبلغ من الشيب .
      28- إلى كم اعمالك كلها قباح ، اين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ، و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفي هذا شك ام الأمر مزاح .
      29- فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ، فما صدق صادق فرُد ، و لا اتى الباب مخلص فصُد ، و كيف يُرد من استُدعي ؟ و إنما الشان في صدق التوية .
      30- إخواني : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .
      31- النظر النظر إلى العواقب ، فإن اللبيب لها يراقب ، أين تعب من صام الهواجر ؟ و أين لذة العاصي الفاجر ؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات ، و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
      32- حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له : كيف وجدت محبسك ؟ قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ، حتى يجمعنا يوم
      33- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه .
      34- إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
      35- اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ، في كتاب يًحصي حتى الذرة ، و العصاة عن المعاصي في سكرة ، فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
      36- يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع ، و ماء العين على الخد حياة القلب .
      37- يا طالب الجنة ! بذنب واحد أُخرج ابوك منها ، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها ! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ، و تذهب بالمعاصي أوقاته ، لخليق ان تجري دائماً دموعه ، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
      38- أعقل الناس محسن خائف ، و أحمق الناس مسئ آمن .
      39- لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ، من زرع حصد و من جد وجد ، فالمال لا يحصل إلا بالتعب ، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ، و اسم الجواد لا يناله بخيل ، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .
      40- كاتبوا بالدموع فجائهم الطف جواب ، اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم .
      41- كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، و شهره يهدم سنته ، و سنته تهدم عمره ، كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ، وحياته على موته .
      42- إخواني : الدنيا في إدبار ، و اهلها منها في استكثار ، و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم .
      43- ويحك ! أنت في القب محصور إلى ان ينفخ في الصور ، ثم راكب أو مجرور ، حزين او مسرور ، مطلق او مأسور ، فما هذا اللهو و الغرور !
      44- بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني ، بأي وجه تلقاني ، يا من نسي عظمة شاني ، خاب المحجوبون عني ، و هلك المبعدون مني .
      45- يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ، و سر في سرب أهل اليقين ، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم ، و ما نياس لك من ذلك .
      46- ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ، ألا رُب معرض عن سبيل رشده ، قد آن أوان شق لحده ، ألا رُب ساع في جمع حطامه ، قد دنا تشتيت عظامه ، ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته ، قد آن خراب ذاته
      47- يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ، و تنبه للسعود فإلى كم نحس ، و احفظ بقية العمر ، فقد بعت الماضي بالبخس .
      48- عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك منبسط في الآثام ، و لأقدامك على الذنوب إقدام ، و الكل مثبت في الديوان .
      49- كانوا يتقون الشرك و المعاصي ، و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي ، و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي ، فاجتهد في لحاقهم ايها العاصي ، قبل ان تبغتك المنون .     50- أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام ، و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام ، و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام ، و اناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام ، فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو ، فإذا الأظافير ظافرة .
      51- يا مقيمين سترحلون ، يا غافلين عن الرحيل ستظعنون ، يا مستقرين ما تتركون ، أراكم متوطنين تأمنون المنون
      52- وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
      53- يا له من يوم لا كالأيام ، تيقظ فيه من غفل و نام ، و يحزن كل من فرح بالآثام ، و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام ، واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها .
      54- إن النفس إذا أُطمعت طمعت ، و إذا أُقنعت باليسير قنعت ، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها ، و غُض طرفها عن محرم نظراتها ، و كُف كفها عن مؤذي شهواتها ، إن شئت ان تسعى لها في نجاتها .
      55- علامة الاستدراج : العمى عن عيوب النفس ، ما ملكها عبد إلا عز ، و ما ملكت عبداً غلا ذل .
      56- ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ، و النظرة نظرها في الشر ، فيا من زاده من الخير طفيف ، احذر ميزان عدل لا يحيف .
      57- سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ، فقال له عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
      58- يا من أجدبت أرض قلبه ، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ، فيه رعود و تخويف ، و بروق و خشية ، فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت .
      59- قال بعض السلف : إذا نطقت فاذكر من يسمع ، و إذا نظرت فاذكر من يرى ، و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
      60- قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه : أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ ؟ قالوا : لا ، قال ، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
      61- كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب .   إعداد \ فرحان العطار   صيد الفوائد      
    • إن لله عز وجل في معاملة عباده سُننًا ثابتة لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، كما قال الحق جل وعلا: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43] وقال سبحانه: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الفتح: 23]، وسنن الله جل جلاله في معاملة عباده قائمة على العدل التام، ومنها هذه الثلاثة الآتية:   الأولى: ترتيب ما يجري من تغير في أحوال العباد على ما يحدثونه من تغيير في أنفسهم:   مفاد هذه السنة الإلهية أن الملك العدل جل وعلا يقلب أحوال العباد من شر إلى خير، أو من خير إلى شر؛ جزاءً وفاقًا لما يُحدثونه من تغيير في أنفسهم، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، وقال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[الأنفال: 53]، ويروى في الحديث القدسي: "قال الرب: وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي"[1]، وفي بعض الآثار عن الرب تبارك وتعالى: "وعزتي وجلالي، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ثم ينتقل عنه إلى ما أحب إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب"[2].       فهذه سنة من سنن الله عز وجل في معاملته لعباده، وهي سنة قائمة على العدل التام، حيث إنه سبحانه: "لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه"[3]، "وأنه لا يغير ما بقوم من النعمة والإحسان ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم، بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها، فيسلبهم عند ذلك إياها. وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة"[4].       بناءً على ما تقدَّم ومراعاة لهذه السنة، ينبغي لكل مسلم أن يسعى لإحداث تغيير إيجابي دائم ومتجدد في حياته، يتجلى في التخلي عن القبيح من الأحوال والأقوال والأفعال، والتحلِّي بالجميل من كل ذلك، حتى يحفظ عليه ربُّه ما وهبه من نعم، فلا يسلبها منه ولا يحولها إلى نقم، فإنه سبحانه لا ينقل عباده من حال النعمة إلى حال النقمة إلا بانتقالهم من حال الشكر إلى حال الكفر، ومن حال الطاعة إلى حال المعصية، قال ابن القيم رحمه الله: "فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب"[5]، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "ومتى رأيت تكديرًا في حال؛ فاذكر نعمة ما شُكرت، أو زلة قد فُعلت، واحذر من نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتر بسعة بساط الحِلْم؛ فربما عجل انقباضه"[6]، وقال: "من أحب تصفية الأحوال؛ فليجتهد في تصفية الأعمال"[7].       الثانية: الجزاء من جنس العمل:   مفاد هذه السنة الإلهية أن الملك العدل سبحانه يجازي على الخير خيرًا من جنسه، ويجازي على الشر شرًّا من جنسه، وبيان ذلك في ما يلي:   أولًا: الجزاء على الخير بخير من جنسه:   فمن يعمل عملًا من أعمال الخير؛ جزاه الله تعالى خيرًا من جنس ما عمِل، دل على هذا آياتٌ وأحاديثُ كثيرة منها:   قول الله جل وعلا: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ [محمد: 7]، وفي الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرتُه في ملإ هم خيرٌ منهم، وإن تقَرَّب مني شبرًا تقرَّبْتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبْت منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً"[8].       ومنها: قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..."[9]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء"[10]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "من نفَّس عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا، نفَّس الله عنه كُربةً من كرب يوم القيامة، ومَن يَسَّر على معسر، يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سَهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَا به عمله، لم يُسرع به نسبه"[11].       ثانيًا: الجزاء على الشر بشر من جنسه:   أما من يعمل شرًّا، فيُجزى شرًّا من جنس الشر الذي عمله، قال الله جل جلاله: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142]، وفي الحديث قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحمُ الناس لا يرحمُه الله "[12]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته"[13]، وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمانُ في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه في بيته"[14].       حاصل القول: أن الملك العدل سبحانه يجزي كل صاحب عمل، جزاء من جنس ما عمِل، خيرًا كان أو شرًّا.   ففي باب الخير مثلًا:   • من عفا وصفح، عفا وصفح الله عنه.   • ومن أنفق في سبيل الله، أنفق الله عليه.   • ومن رحم الخلق، رحمه الخالق.   • ومن ستر المسلمين، ستره الله.   • ومن أعان الناس في الخير، أعانه الله.   • ومن بَرَّ والديه، برَّه أولاده.   • ومن عفَّ، عفَّت زوجته وبناته... إلخ.       وفي باب الشر:   • من اعتدى، سلَّط الله من يعتدي عليه.   • ومن استعلى وتكبَّر، وضعه الله وأذَلَّه.   • ومن عقَّ أبويه، عقَّه أولاده.   • ومن تتبَّع عورات المسلمين، تتبَّع الله عورته وفضحه.   • ومن هتك عرض مسلم أو مسلمة، هتك الله عرضه...إلخ.       فمن يقدم شيئًا من خير أو من شرٍّ، فإنما يقدمه لنفسه، ويجد جزاءه من جنسه، قال الله جل وعلا: ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7] وقال: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، وقال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].       الثالثة: لا تزر وازرة وزر أخرى:   الوزر: هو الحِمْل، وهو ما يحمله المرء على ظهره، فعبر عن الإثم بالوزر؛ لأنه يُتخيل ثقيلًا على نفس المؤمن[15].       وقد ذُكرت هذه السنة في مواضع متعددة من القرآن الكريم لأجل تأكيدها، ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18].       ومفادها: أن كل إنسان يتحمل تبعات ذنوبه، وأوزاره، وما رَتَّب الله عليها من عقاب وعذاب. ولا أحد من العباد يحمل عنه غيرُه شيئًا من ذلك، ولا هو يحمل شيئًا من ذلك عن غيره، ولو كان من أقرب الناس وأحبهم إليه في الدنيا، قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾، قال الشيخ السعدي: "في يوم القيامة كل أحد يجازى بعمله، ولا يحمل أحد ذنب أحد. ﴿ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ﴾؛ أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب، تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها ﴿ لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾، فإنه لا يحمل عن قريب، فليست حال الآخرة بمنزلة حال الدنيا، يساعد الحميم حميمه، والصديق صديقه، بل يوم القيامة يتمنَّى العبد أن يكون له حق على أحد، ولو على والديه وأقاربه"[16].       فلا يحمل الأسياد ولا المتبوعون أوزار أتباعهم، ولا يُغنون عنهم شيئًا: قال جل وعلا: ﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴾[غافر: 47، 48].       ولا يحمل والدٌ عن ولده شيئًا من أوزاره، ولا الولدُ يحمل عن والده شيئًا من أوزاره، ولا تحمل زوجة عن زوجها شيئًا من أوزاره، ولا الزوج يحمل عنها شيئًا من أوزارها؛ بل يكون هَمُّ كل أحد يوم القيامة هو نفسه ونجاته من أهوال ما يرى! قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 33 - 37]، قال عكرمة: "يلقى الرجل زوجته، فيقول لها: يا هذه! أي بعل كنت لك؟ فتقول: نِعْم البعل كنت، وتُثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي، لعلي أنجو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكن لا أطيق أن أعطيك شيئًا؛ أتخوف مثل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له: يا بني، إني احتجتُ إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده: يا أبتِ، ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئًا، فيقول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 36][17].       فالحاصل: أن كل إنسان رهين بما كسبت يداه، وملاقٍ ما قدم، ومُجاز بما عمل، ولا أحد يتحمل عنه تبعات أخطائه وعواقب أوزاره.       من فروع هذه القاعدة:   يتفرع عن هذه القاعدة فروع، منها:   (أ) ـ "من تسبب في إضلال العباد؛ حُمِّل مثل أوزارهم"، كما قال الله تعالى في الكفار الذين كانوا يحاولون إغراء الناس بالبقاء على الكفر أو الردة عن الإسلام: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 12، 13].       (ب) ـ "من ابتدأ عملًا سيئًا فتبعه الناس عليه وعملوا به من بعدِه؛ حُمِّل مثل أوزارهم" و"من ابتدأ عملًا حسنًا فتبعه الناس عليه، وعملوا به من بعده، كُتِب له مثل أجورهم"، وفي هذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة، فله أجرها وأجر مَنْ عَمِل بها من بعده من غير أن ينقُص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سُنَّة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عَمِل بها مِن بعده، من غير أن ينقُص من أوزارهم شيء"[18]، وقال عليه الصلاة والسلام في ابن آدم الأول الذي سنَّ القتل: "ليس من نفس تُقتَل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها؛ لأنه كان أول من سنَّ القتل"[19].       خاتمة:   • إن لله تعالى في خلقه وفي معاملة عباده، سننًا لا تتبدَّل ولا تتغير.       • وإن مراعاة هذه السنن، والتفقُّه فيها، والسير على هداها، وعدم إهمالها أو مخالفتها؛ لشروط آكدة للفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.   والله المستعان، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.     [1] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج4، ص254، مكتبة الصفا، القاهرة، ط1(1425هـ/2004م). [2] الجواب الكافي فيمن سئل عن الدواء الشافي، ابن قيم الجوزية، ص92، اعتنى به وراجعه: عبدالكريم الفضيلي، المكتبة العصرية، صيدا ـ بيروت (1424هـ/2003م). [3] تفسير القرآن العظيم، ج4، ص46. [4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ج2، ص100 ـ 101، تح: محمد سيد عبد رب الرسول، دار أبو بكر الصديق ـ القاهرة، ط1(1424هـ/ 2008م). [5] الجواب الكافي، ص92. [6] صيد الخاطر، ابن الجوزي، ص18. تح: محمد بيومي، دار الغد الجديد ـ القاهرة، ط1(1430هـ/ 2009م). [7] صيد الخاطر، ص18. [8] صحيح مسلم، رقم: 2675. [9] سنن الترمذي، رقم: 2516، وقال: حديث حسن صحيح. [10] جزء من حديث رواه الترمذي في سننه، رقم: 1924، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [11] صحيح مسلم، رقم: 2699. [12] صحيح البخاري، رقم: 6013، وصحيح مسلم، رقم: 2319. [13] سنن ابن ماجه، رقم: 2546. وانظر: جامع العلوم والحكم، هامش1، ص: 423. [14] سننن أبي داود، رقم: 4880. وانظر جامع العلوم والحكم، هامش3، ص: 423. [15] التحرير والتنوير لابن عاشور، ج5، ص293. [16] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج3، ص27. [17] تفسير القرآن العظيم، ج8، ص205. [18] صحيحمسلم، رقم:1017. [19] صحيح البخاري، رقم: 3335، وصحيح مسلم، رقم: 1677. عبدالقادر دغوتي شبكة الالوكة
    • قال الله تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾ [البقرة: 61]، قاعدة قرآنية عامة بالغة الأهمية تشدُّ الانتباه إلى تربية الإنسان والارتقاء به إلى ما يحبُّه الله ويرضاه بالحث على العناية بما هو أنفع وأصلح له في شؤون دينه ودنياه، وفي هذا المعنى قول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها))؛ (الألباني، صحيح الجامع، 1890).   وسأعرض جملةً من التطبيقات التربوية المستنبطة من القاعدة القرآنية المشار إليها: أولًا: عقيدة التوحيد الخالص منطلق أساس في الإسلام، فمن حاد عنها بالكلية، أو أدخل فيها ما ليس منها من قريب أو بعيد، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.   ثانيًا: من ضعفت هِمَّتُه في تعلُّم ومعرفة الضروري من الدين، أو قَلَّ حرصه على التفقه فيما يحتاج إليه في صلاح نفسه وأهله وأولاده، وما يعينه بالوجه الأكمل في علاقاته وكافة شؤون حياته، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.   ثالثًا: من أضاع عمره، وأشغل جُلَّ وقته في العناية بتوافُه الأمور؛ مثل: قراءة الروايات الفاسدة، ومتابعة الأفلام والمسلسلات الآثمة، وكل ما يدور في فلكها من ضياع الأوقات وتبديد الأموال فيما لا خير منه في أمر دينه أو دنياه؛ بل قد يلحقه ضرر بالغ منها، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.   وختامًا: إن الموفق من علم بفقه المصالح والمفاسد، وفقه الأولويات في أعماله وأقواله وفي شؤون حياته كلها، فلم يَقْدُم على قول أو عمل مهما كان إلا بعد التأكُّد التام من موافقتهما للضوابط الشرعية من جهة، ومحققة لأعلى المصالح التي تعود عليه بالخير والصلاح في دينه ودنياه من جهة أخرى.   والله أسأل أن يتولى أمرنا، وأن يسدد أعمالنا وأقوالنا، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، ويُرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه. والحمد لله رب العالمين.   د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي   شيكة الالوكة
    • (والله يدعو إلى دار السلام) تخيل.. أن يأتيك كرت دعوة من مصدر رفيع المقام ((للإقامة)) -وليس للزيارة- في أفخم المنتجعات ماذا يكون رد فعلك؟ ولله المثل الأعلى , فقط هناك شروط تلتزم بها للإقامة                                                            
  • أكثر العضوات تفاعلاً

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181967
    • إجمالي المشاركات
      2535197
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93143
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    أأم محمد
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×