اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. ساحة القرآن الكريم العامة

      مواضيع عامة تتعلق بالقرآن الكريم

      المشرفات: **راضية**
      58128
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9073
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      المشرفات: **راضية**
      180671
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 260001
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23503
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8348
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32136
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25484
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30264
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53104
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21008
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97014
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36840
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4884
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15482
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12928
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41316
      مشاركات
    2. 33886
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32214
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34853
      مشاركات
    4. 65624
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      المشرفات: خُـزَامَى
      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38517 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • دولة التلاوة   المتسابق علي عثمان، لما تيسر من سورة الحجرات   إذا كانت المنظومة العقديَّة - كالتوحيد، والنبوَّة، والمعاد - تُؤسِّسُ الدينَ والملَّة، فإنّ المنظومة القِيَميَّة تُؤسِّسُ المجتمعَ والأمَّةَ، مِن هنا كان الترابُط المتِين بين المنظومتَين من بداية نزول الوحي، حتى كأنّهما منظومة واحدة.

      فالقرآن المكِّي يدمِجُ بين الإيمان بالله وبين احترام الإنسان ﴿أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یُكَذِّبُ بِٱلدِّینِ ﴿١﴾ فَذَ ٰ⁠لِكَ ٱلَّذِی یَدُعُّ ٱلۡیَتِیمَ﴾ [الماعون: 1، 2]، ويجعل تحرير العبيد ومساعدة المساكين طريقًا للفوز وتجاوز العقبة ﴿فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ ﴿١١﴾ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوۡ إِطۡعَـٰمࣱ فِی یَوۡمࣲ ذِی مَسۡغَبَةࣲ ﴿١٤﴾ أَوۡ إِطۡعَـٰمࣱ فِی یَوۡمࣲ ذِی مَسۡغَبَةࣲ ﴿١٥﴾ أَوۡ مِسۡكِینࣰا ذَا مَتۡرَبَةࣲ﴾ [البلد: 11- 16]، ويتوعَّد بالويل لمن يأكل حقوق الآخرين ﴿وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِی نَ ﴿١﴾ ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُونَ ﴿٢﴾ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ یُخۡسِرُونَ﴾ [المطففين: 1- 3]، ويُندِّد باضطهاد الأُنثَى ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُىِٕلَتۡ ﴿٨﴾ بِأَیِّ ذَنۢبࣲ قُتِلَتۡ﴾ [التكوير: 8، 9]، ويُنبِّه إلى مُراعاة المُعاقِين ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ﴿١﴾ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ﴾ [عبس: 1، 2]، وغير ذلك كثيرٌ، وهذا كلُّه في القرآن المكِّي، وبذلك تسقُط نظريةُ أنّ القرآن المكِّي جاء لتأصيلِ العقيدة حَصرًا، فبناء الإنسان لا يقِلُّ أهميَّة وضرورة عن بناء الإيمان، وهل يحمِلُ الإيمانَ إلَّا الإنسان.
      وقد مرَّت معنا سورٌ مكيَّة عنِيَت أشدَّ العناية بموضوع القِيَم، مثل: سورة الأنعام، وسورة النحل، وسورة الإسراء.

      هذه السورة تكاد تكون مُخصَّصة بالكامل لموضوع القِيَم، خاصَّةً تلك التي تُسمَّى اليوم بـ (القِيَم العلائقيَّة)، وهي المعايِيرُ التي تحكُم علاقة الناس بعضهم ببعضٍ، ويمكن تلخيص هذه القِيَم وما يتَّصِل بها في النقاط الآتية:
        أولًا: الأدب مع الوحي، وعدم التقدُّم عليه برأيٍ أو هوى نفسٍ وما إلى ذلك ﴿یــٰۤأیّها ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَیۡنَ یَدَیِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ﴾؛ إذ الإسلام إنّما هو الاستسلام لأمر الله ونَهيِه، وتلك حقيقة التقوى، فمن قدَّم عليهما ما يراه هو من تصوُّراتٍ وأفكارٍ وآراء فقد أساءَ الأدبَ مع الله، وخالف نهجَ المتقين.

      ثانيًا: الأدب مع رسول الله ﷺ ﴿یــٰۤأیّها ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوۤاْ أَصۡوَ ٰ⁠تَكُم ۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِیِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَـٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ﴿٢﴾ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَغُضُّونَ أَصۡوَ ٰ⁠تَهُم ۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَــٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَأَجۡرٌ عَظِیمٌ ﴿٣﴾ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُنَادُونَكَ مِن وَرَاۤءِ ٱلۡحُجُرَ ٰ⁠تِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡقِلُونَ ﴿٤﴾ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَیۡهِمۡ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾.
      وقد جاء التحذير شديدًا بحقِّ مَن يرفع صوته بحضرة النبي الكريم ﷺ إلى حدِّ التهديد بإبطال العمل، وهذا لم يَرِد في القرآن إلا بحقِّ الكافرين المشركين، كقوله تعالى: ﴿لَىِٕنۡ أَشۡرَكۡتَ لَیَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ [الزمر: 65]، وكقوله تعالى: ﴿وَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلۡإِیمَـٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ﴾ [المائدة: 5].

      ثالثًا: التبيُّن من الأخبار وعدم التسرُّع في تصديقها، خاصَّة تلك التي تنبَنِي عليها مواقف وتصرُّفات قد يندم عليها صاحبها ﴿یــٰۤأیّها ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤاْ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤاْ أَن تُصِیبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ ﴿٦﴾ وَٱعۡلَمُوۤاْ أَنَّ فِیكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ یُطِیعُكُمۡ فِی كَثِیرࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَزَیَّنَهُۥ فِی قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡیَانَۚ أُوْلَــٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلرَّ ٰ⁠شِدُون َ﴾.

      رابعًا: الإصلاح بين الناس ﴿وَإِن طَاۤىِٕفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَیۡنَهُمَاۖ﴾.

      خامسًا: ردُّ الباغي المُعتَدي، ونصرة المظلوم المُعتَدى عليه ﴿فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَـٰتِلُواْ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ﴾.
      سادسًا: الحكم بالعدل بين المختصمين ﴿فَأَصۡلِحُواْ بَیۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوۤاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلمقۡسطِین.

      سابعًا: ترسيخ معاني الأخوَّة الإيمانيَّة، وتساوي المؤمنين جميعًا في ذلك ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُواْ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾.

      ثامنًا: وجوب احترام الإنسان وعدم السخريَّة منه، أو لمزه، أو نبزه بما يُسيء إليه ﴿یـٰۤـأیّها ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ لَا یَسۡخَرۡ قَوۡمࣱ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُونُواْ خَیۡرࣰا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَاۤءࣱ مِّن نِّسَاۤءٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُنَّ خَیۡرࣰا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَـٰبِ ۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِیمَـٰنِۚ وَمَن لَّمۡ یَتُبۡ فَأُوْلَــٰۤىِٕ كَ هُمُ ٱلظّلمون.

      تاسعًا: حُسن الظنِّ بالمسلمين، وتجنُّب إساءة الظن؛ فالأصل في المؤمن الخير، والأصل في الإنسان براءة الذمة ﴿یـٰۤـأیّها ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمࣱۖ﴾.

      عاشرًا: تحريم التجسُّس ﴿وَلَا تَجَسَّسُواْ﴾ ولا يأتي التجسُّس إلّا بعد إساءة الظنِّ، فيكون المُتجسِّس قد ارتكَبَ إثمَين في آنٍ واحدٍ.

      حادي عشر: تحريم الغِيبة ﴿وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ﴾ والغِيبة: ذِكرُك أخاك بما يكرَه وإن كنت صادقًا.

      ثاني عشر: اعتقاد المساواة بين الناس في أصل الخِلْقة؛ فكلّ الناس خُلِقوا من أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ، بمعنى أنّ البشريَّة كلّها إنّما هم أسرةٌ أو قبيلةٌ واحدةٌ ﴿یـٰۤـأیّها ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُم ۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ﴾.

      ثالث عشر: التعارُف بين الناس وعدم الانعزال أو التقاطع ﴿لتعارفوا﴾.

      رابع عشر: وضع الميزان العدل للتنافس والتفاضل بين الناس ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ والتقوى مجالٌ يقبلُ التنافس، فبإمكان أي شخصٍ أن يتقدَّم فيه أو يتأخَّر، بخلاف الجنس واللون والنوع.

      خامس عشر: التواضع والطموح نحو الأفضل، والتنافس في مدارج الإيمان والطاعة، والاعتراف لأهل السبقِ بسبقهم، ولأهل الفضلِ بفضلهم ﴿۞ قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا یَدۡخُلِ ٱلۡإِیمَـٰنُ فِی قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِیعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا یَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَـٰلِكُمۡ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ﴾.
      سادس عشر: اليقين والإيمان الصادق الذي لا تشُوبه شائبةُ الشكِّ والتردُّدِ، ولا يعقُبُه النكوث والنكوص ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ یَرۡتَابُواْ﴾.

      سابع عشر: الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس عن عقيدةٍ وصدقٍ ﴿وَجَـٰهَدُواْ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِه ِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَــٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلصّـدقون

      ثامن عشر: ضبط مصدر التلقي؛ فالدين لا يُؤخَذ بالأهواء ولا الآراء المجرَّدة، وإنّما يُؤخَذ من الوحي، وأمّا الاجتهاد فإنّما هو طريقٌ لفهم الوحي وتنزيله على الواقع، وإدراك غاياته وقواعده ومقاصده ﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِینِكُمۡ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠ تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾.

      تاسع عشر: الإخلاص في النيَّة وصدق التوجُّه باعتقاد حاجةِ الإنسان إلى التديُّن، لمعرفة طريق نجاته وسعادته في الدنيا والآخرة ﴿یَمُنُّونَ عَلَیۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَیَّ إسلامكم فإذا كانت منَّة الإنسان على الإنسان مفسدة للصدقة والبر ﴿یــٰۤأیّها ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَـٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾ [البقرة: 264]. فكيف بالإنسان الذي يمُنُّ بإسلامه على الله؟

      عشرون: الشكرُ لله بالاعتراف له سبحانه بالفضل والنعمة ﴿بَلِ ٱللَّهُ یَمُنُّ عَلَیۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِیمَـٰنِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾.

      (مجالس النور في تدبر القرآن الكريم وتفسيره)
      يقع الكتاب في أربعة مجلدات من القطع المتوسط، في نحو ألفي صفحة، أصدرته دار نشر جامعة قطر عام 2020، وهو من تأليف الدكتور محمد عيّاش الكبيسي، بمشاركة عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د. إبراهيم الأنصاري ود. محمد المصلح و د. وليد الحسيني؛ بهدف تقديم وقفات تدبرية لفهم القرآن الكريم وتفسيره بمنهج علمي تربوي جديد، يصلح لمخاطبة الإنسان المعاصر ويسهم في بناء شخصيته،
    • دولة التلاوة  المتسابق محمد أبو العلا  جزء من سورة "النمل"   (وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِینُ ﴿١٦﴾ النمل
      لا ينبغي ونحن نتدبَّر قصَّة سيدنا سُليمان على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام أن نغفَل عن حقيقة أنَّ مُلك سُليمان إنما هو ثمرةٌ للدعوة الموسويَّة التي نجَحَت بإخراج بني إسرائيل مِن وطأة فرعون، وكوَّنَت منهم أمةً قادرةً على أن تَشُقَّ طريقها، وأن تصنع تجربتها بنفسها.
      ومِن ثَمَّ فإننا حينما نقرأ عن نبوَّة سُليمان عليه السلام وتجربته في المُلك، فإننا نقرأ امتدادًا لنبوَّة موسى عليه السلاموتجربته في التأسيس والتمهيد لهذا المُلك.

      وأما صِلَة هذه التجربة بالدعوة المحمديَّة، فلا شكَّ أن هذه الأُمة موعودة بالمُلك والتمكين، وقد كان لها ذلك في عصر النبوَّة والخلافة الراشدة، ثم في العصور المتعاقبة أيام الأمويين والعباسيين والعثمانيين وغيرهم، والأمة الوريثة لا غِنَى لها عن تجارب أسلافها، إضافةً إلى القاعدة المحوريَّة: أن هذه الرسالة المحمديَّة ليست على قطيعةٍ مع تلك الرسالات، بل هي امتدادٌ لها ولنور الوحي فيها، ولكن بما يناسب تطوُّر الحياة الإنسانيَّة وتوسُّعها وتشعُّبها.
          ويمكن أن نُلخِّص هذه التجربة المُبارَكة بالآتي:
      أولًا: أنَّ الله قد فضَّل سُليمان كما فضَّل أباه داود عليهما السلام بالعلم ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ عِلۡمࣰاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ وقد أعطاهما الله المُلك، ثم ورِث سُليمان أباه ﴿وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَۖ﴾ في إشارةٍ أن المُلك لا يكون بغير علم، وإلَّا كان وبالًا ووباءً عامًّا، وفتنةً عميَاء.

      ثانيًا: لقد حظِيَت التجربةُ السُّليمانيَّةُ بمؤيّدات ومعجزات ربَّانيَّة لا يُمكن القياس عليها، ولا الاعتِماد عليها في العمل، أو اتخاذها مثالًا يحُتذى أو يُنتظر، وإنما جاءت للتذكير بقدرة الله التي لا تحدُّها حدود، وسعة عطائه من حيث يحتسب الناس ومن حيث لا يحتسبون، ويستلزم هذا أدبًا وتواضعًا لمن يُعطِيهم الله بعضًا من عطائه، وأملًا ورجاءً مفتوحًا لمن يُعانون ويئِنُّون تحت وطأَة الظلم والحِرمان.
      ومن تلك المؤيِّدات والمعجزات: أنَّه عليه السلام كان يفهم لغة الطير والنمل وغيرهما: ﴿وَقَالَ یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ﴾ ثم أكَّد هذا بحواره مع الهدهد كما سيأتي، وأما النمل فقد سمِعَ سُليمان نملةً تُوجِّهُ صاحباتها وتُحذِّرُهم: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكࣰا مِّن قَوۡلِهَا﴾.
      ومنها: تسخير الجنِّ والمخلوقات الأخرى له، بل كانوا جُندًا من جُنده ﴿قَالَ عِفۡرِیتࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّی عَلَیۡهِ لَقَوِیٌّ أَمِینࣱ ﴿٣٩﴾ قَالَ ٱلَّذِی عِندَهُۥ عِلۡمࣱ مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن یَرۡتَدَّ إِلَیۡكَ طَرۡفُكَۚﮛ﴾، والإتيان بعرش بلقيس هو بذاته معجزة أيضًا.

      ثالثًا: أنَّ هذه المؤيِّدات أو المعجزات قد تضمَّنَت دروسًا عمليَّةً كبيرةً، ومن ذلك:
      في قصة النملة تبرزُ قيمة المبادرة، وقيمة الحرص على المجتمع ﴿حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةࣱ یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَـٰكِنَكُمۡ لَا یَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَیۡمَـٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾.
      ويلحظ في قولها: ﴿وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾ قيمة أخرى، وهي: التِماس العُذر للمُخطِئ الذي قد لا يكون قاصدًا أو عامدًا.
      وفي قصة الهدهد: تأكيد لقيمة المبادرة مع قيمة الحرص على الدعوة، وقيمة الأمانة في النقل، وقيمة الشجاعة في قول الحقِّ، والدفاع عن النفس ﴿وَتَفَقَّدَ ٱلطَّیۡرَ فَقَالَ مَا لِیَ لَاۤ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَاۤىِٕبِینَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابࣰا شَدِیدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥۤ أَوۡ لَیَأۡتِیَنِّی بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ ﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَیۡرَ بَعِیدࣲ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإࣲ یَقِینٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ﴾.
      وفي قصة العفريت وصاحب العلم تظهر ميزة العلم وتفوُّقه على القوَّة، وفي هذا دلائل ومعانٍ عميقة ﴿قَالَ عِفۡرِیتࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّی عَلَیۡهِ لَقَوِیٌّ أَمِینࣱ ﴿٣٩﴾ قَالَ ٱلَّذِی عِندَهُۥ عِلۡمࣱ مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن یَرۡتَدَّ إِلَیۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّی لِیَبۡلُوَنِیۤ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیࣱّ كَرِیمࣱ﴾.

      رابعًا: برز في هذه التجربة حدثٌ تاريخيٌّ كبيرٌ، ألا وهو إسلام ملكة سبأ مع قومها، وقد تضمَّن هذا الحدَث عددًا مِن الدروس الكبيرة أيضًا، ومنها:
      الدرس الأول: تجاوز الدعوة لحدود العِرق واللون والولاءات الضيقة؛ فملكة سبأ وكلُّ قومها الذين أسلموا مع سُليمان لم يكونوا مِن قوم سُليمان، وليس لهم صلة نسب ولا مصاهرة، ولا جِوار ببني إسرائيل، وقد كان هذا المعنى راسخًا حتى عند الطير المسخَّر في ذلك الوقت لخدمة الدعوة ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾.
      الدرس الثاني: السياسة الحكيمة التي اتَّبَعها سُليمان عليه السلام مع الملكة وقومها، فأرسل لها رسالة متضمِّنةً معنى الرحمة: ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَیۡمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾، ثم أعرب لها عن قوَّته وشدَّته بالحقِّ ﴿ٱرۡجِعۡ إِلَیۡهِمۡ فَلَنَأۡتِیَنَّهُم بِجُنُودࣲ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَاۤ أَذِلَّةࣰ وَهُمۡ صَـٰغِرُونَ﴾، ثم بهرها بالعلم الذي معه من خلال العرش والصرح؛ العرش الذي نقله بطرفة عين، فرَأَتْه أمامها في الشام بعد أن خَلَّفَتْه وراءها في اليمن ﴿فَلَمَّا جَاۤءَتۡ قِیلَ أَهَـٰكَذَا عَرۡشُكِۖ قَالَتۡ كَأَنَّهُۥ هُوَۚ﴾، والصَّرح الذي لم تعهده في دولتها حتى حسِبَتْه بِركةَ ماء ﴿فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةࣰ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَیۡهَاۚ﴾ فهذه قيم ثلاث: الرحمة، والقوَّة، والعلم، وهي منظومة المُلك والحكم الرشيد.
      الدرس الثالث: أن المرأة بإمكانها أن تتحلَّى بأخلاق القيادة الرشيدة، وأن تقودَ شعبَها إلى الخير، وهذا النموذج القرآني الكبير لا يجوز أن نَمُرَّ عليه سريعًا؛ فبلقيس أدارَت معركتها السياسيَّة مع سُليمان بحكمةٍ فائقةٍ.
      فجمَعَت أُولِي الرأي في قومها واستشارَتْهم مشورة صادقة ﴿قَالَتۡ یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِی فِیۤ أَمۡرِی مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ ﴿٣٢﴾ قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةࣲ وَأُوْلُواْ بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَیۡكِ فَٱنظُرِی مَاذَا تَأۡمُرِینَ﴾، ثم شخَّصَت الخطر المحتمل وفق خبرتها وتجاربها السابقة: ﴿إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡیَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَاۤ أَذِلَّةࣰۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ یَفۡعَلُونَ﴾، ثم بادَرَت بما يسمَّى اليوم (جسّ النبض)، فأرسَلَت بهديَّتها إلى سُليمان، وفي الهديَّة أكثر من رسالة، ثم أعربت عن مستوى عالٍ من الشعور بالمسؤوليَّة والاعتراف بالخطأ ﴿إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَیۡمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾.
      إنَّ هذا النموذج ينبغي أن يكون مُوجِّهًا لنا في فَهمِ بعض الأحاديث التي يُوحِي ظاهرها بما يُخالف هذا النموذج الكبير، ولا يصحُّ بحالٍ الأخذ بتلك الروايات، وببعض الاجتهادات الفقهيَّة المنبثقة منها بمعزِلٍ عن هذه الآيات، والله أعلم.

      خامسًا: صفة التبيُّن والتثبُّت التي كان سيِّدنا سُليمان يتحلَّى بها حتى مع أضعَفِ رعيَّتِه؛ فحينما اعتذر الهُدهُد عن غيبته بالخبر الذي ساقَه عن مملكة سبأ، قال له سُليمان: ﴿۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ ﴿٢٧﴾ ٱذۡهَب بِّكِتَـٰبِی هَـٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَیۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا یَرۡجِعُونَ﴾.
      إنَّ هذا الجوَّ المليء بالثقة والعدل والصدق هو الذي شجَّع الهُدهُد أن يقول لسُليمان: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ﴾ هذا درسٌ في استنهاض الطاقات، وكشف المخبوء منها في نفوس الرعيَّة، أما التعالِي والاستخفاف فإنه يجعل الدولةَ تخسَرُ الكثير من الطاقات، وتُضيِّع الكثير من الفرص.

      سادسًا: الصفة الثابتة والمكررة في هذه القصة والتي يتحلَّى بها سُليمان عليه السلام هي الشكر، الشكر بمعناه العملي السلوكي ﴿وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِیۤ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ ٰ⁠لِدَیَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحࣰا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِی بِرَحۡمَتِكَ فِی عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِینَ﴾، ﴿قَالَ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّی لِیَبۡلُوَنِیۤ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیࣱّ كَرِیمࣱ﴾.

      سابعًا: يُلاحَظ هنا - إلى جانب ما تقدَّم - أنَّ طبيعة المُلك كانت طبيعة مترفة، وفيها قَدر كبير من إظهار النعمة: ﴿قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحࣱ مُّمَرَّدࣱ مِّن قَوَارِیرَۗ﴾، وفي موضعٍ آخر يقول القرآن: ﴿یَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا یَشَاۤءُ مِن مَّحَـٰرِیبَ وَتَمَـٰثِیلَ وَجِفَانࣲ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورࣲ رَّاسِیَـٰتٍۚ ٱعۡمَلُوۤاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرࣰاۚ﴾ [سبأ: 13].
      وفي هذا تصحيحٌ لمفهوم الحكم الرشيد الذي اقتَرَن لدى كثيرٍ مٍن الوعَّاظ بالزهد والتقشُّف، وحِرمان النفس من النعم، وهي الصورة المأخُوذة من حياة الخلفاء الراشدين  دون النظر إلى أسبابها الموضوعيَّة، ومنها: الحالة الاجتماعية العامة، ومستوى الحياة الاقتصاديَّة، ومنها: التوجُّه الشخصي نحو الإقلال من التَّرَف، وهذا حقٌّ، لكنه ليس شَرعًا مُلزِمًا لكلِّ الناس، فضلًا عن ملوكهم وأمرائهم، والله أعلم.

      إسلام أون لاين
    • دولة التلاوة | أحمد علي يقدّم تلاوة سورة المزمل تدبر سورة المزمل   كلمة ثقيل جاءت بموضعين ﴿إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا﴾ ﴿إن هؤلاءيحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا﴾ لتنجو في اليوم الثقيل تحتاج للقول الثقيل. / د.عبد المحسن المطيري


      (وتبتل إليه تبتيلا) أي : انقطع له . الله يريدك (كلك) لأن عنده كل شيء


      ورتل القرآن (ترتيلا) إنا سنلقي عليك قولا (ثقيلا)" حين توهنك الأعباء والمهمات الثقيلة رتل القران ..سيعينك الله. \عبدالله بن بلقاسم


      -لا إله إلا هو ( فاتخذه وكيلا)" لا تقتصر في توكلك على قضية أو هم واحد. اتخذ ربك وكيلا دائما وفوض إليه كل حياتك. / عبد الله بلقاسم


      حسن التوكل ليس أن تتوكل على ربك في همك الذي تشعر به الآن فقط ! بل ﴿ فاتخذه وكيلا ﴾ دائما في كل همومك وكل جوانب الحياة بلا انتقاء . / نايف الفيصل


      - أنواع الصبر: . صبر على الطاعة: ﴿ وَاصْطَبِرْ لِعِبادته ﴾ . صبر عن المعصية: ﴿ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ ﴾ . صبر على الأقدار: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ﴾ . .


      ﴿وسرحوهن سراحا جميلا﴾ ﴿واهجرهم هجرا جميلا﴾ حتى في لحظات العتاب والفراق كُن جميل الأخلاق . / إبراهيم العقيل


      " فاقرؤا ماتيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى ..." ليكن لك ورد من القرآن دائما ولو كان يسيرا / محمد الربيعة


      ﴿وما تُقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله﴾؛ لاتندم على فعل الخير ولاتخجل من تعاطفك لأن تجارتك مع الله ولن يضيع الجزاء


      تعلمنى المزمل أنني حين أقرأ: {وما تقدموا لأنفسكم} وأنفقُ شيئًا من مالي ولو كان قليلاً، فإنما أقدّم لنفسي حين ألقى ربي يوم القيامة. / د.عمر المقبل


      ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ) اجعل هذه الآية نصب عينك ولا تحقرن من المعروف شيئا

      ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَٰهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿١٥﴾ ] واختير لهم [ أي كفار مكة ] ضرب المثل بفرعون مع موسى عليه السلام لأن الجامع بين حال أهل مكة وحال أهل مصر في سبب الإعراض عن دعوة الرسول هو مجموع ما هم عليه من عبادة غير الله، وما يملأ نفوسهم من التكبر والتعاظم على الرسول المبعوث إليهم. ابن عاشور: 29/273.

      ﴿ وَذَرْنِى وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُو۟لِى ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿١١﴾ ] ووصفهم بــ(أولي النعمة) توبيخاً لهم بأنهم كذَّبوا لغرورهم وبطرهم بسعة حالهم، وتهديداً لهم بأن الذي قال: (ذرني والمكذبين) سيزيل عنهم ذلك التنعم. ابن عاشور: 29/269.


      ﴿ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٨﴾ ] جاء على التفعيل لسِرٍّ لطيف: فإن في هذا الفعل إيذاناًً بالتدريج، والتكلف، والتعمل، والتكثر، والمبالغة. ابن القيم:3/212.


      ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْـًٔا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٦﴾ ] أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، وأوقات المعاش. ابن كثير: 4/436.

      ﴿ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٤﴾ ] الترتيل هو التمهل والمد وإشباع الحركات وبيان الحروف، وذلك مُعينٌ على التفكر في معاني القرآن، بخلاف [الهذ] الذي لا يفقه صاحبه ما يقول، وكان رسول الله ﷺ يُقَطِّع قراءته حرفاًً حرفاًً، ولا يمرُّ بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمرّ بآية عذاب إلا وقف وتعوَّذ. ابن جزي: 2/501.


      ﴿ نِّصْفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٣﴾ ] إن قيل: لم قيد النقص من النصف بالقلة فقال: (أو انقص منه قليلاًً)، وأطلق في الزيادة فقال: (أو زد عليه)، ولم يقل: «قليلاً»؟ فالجواب: أن الزيادة تحسن فيها الكثرة فلذلك لم يقيدها بالقلة بخلاف النقص؛ فإنه لو أطلقه لاحتمل أن ينقص من النصف كثيراًً. ابن جزي: 2/501.


      ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿١﴾ ] وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان : إحداهما: الملاطفة؛ فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها ... والفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليله ليتنبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه. القرطبي: 21/316.

      ﴿ وَٱسْتَغْفِرُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌۢ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٢٠﴾ ] وجملة ( إن الله غفور رحيم ) تعليل للأمر بالاستغفار؛ أي: لأن الله كثير المغفرة شديد الرحمة. والمقصود من هذا التعليل الترغيب والتحريض على الاستغفار بأنه مرجو الإجابة. وفي الإتيان بالوصفين الدالين على المبالغة في الصفة إيماء إلى الوعد بالإجابة. ابن عاشور: 29/290.


      ﴿ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٢٠﴾ ] ذكر سبحانه عذرهم فقال: (علم أن سيكون منكم مرضى) فلا يطيقون قيام الليل، (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) أي: يسافرون فيها للتجارة والأرباح؛ يطلبون من رزق الله ما يحتاجون إليه في معاشهم، فلا يطيقون قيام الليل، (وآخرون يقاتلون في سبيل الله) يعني: المجاهدين؛ فلا يطيقون قيام الليل. ذكر سبحانه ها هنا ثلاثة أسباب مقتضية للترخيص ورفع وجوب قيام الليل، فرفعه عن جميع الأمة لأجل هذه الأعذار التي تنوب بعضهم. الشوكاني: 5/322.


      ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ ۚ ...... ﴾ [ سورة المزمل آية:﴿٢٠﴾ ] وافتتاح الكلام بـ(إن ربك يعلم أنك تقوم) يشعر بالثناء عليه لوفائه بحق القيام الذي أُمِر به، وأنه كان يبسط إليه ويهتم به، ثم يقتصر على القدر المعين فيه النصف أو أنقص منه قليلا أو زائد عليه، بل أخذ بالأقصى -وذلك ما يقرب من ثلثي الليل- كما هو شأن أولي العزم. ابن عاشور: 29/280.

      المصدر مجالس التدبر و الكلم الطيب   فقه الحياة في سورة المزمل   أورد الدكتور وهبة الزحيلي رحمة الله في كتابه “التفسير المنير” فوائد دلت عليها آيات سورة المزمل :   1- فرضية التهجد: يدل ظاهر توجيه الخطاب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم خاصة، وأمره بقيام الليل، ووصفه بالتزمل أن التهجد كان فريضة عليه، وأن فرضيته كانت خاصة به. وهذا رأي أكثر العلماء لأن الندب والحضّ لا يقع على بعض الليل دون بعض لأن قيامه ليس مخصوصا به وقتا دون وقت. وهو الذي يدل عليه قوله تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ [الإسراء 17/ 79] فإن قوله: نافِلَةً لَكَ بعد الأمر بالتهجد ظاهر في أن الوجوب من خصائصه صلّى الله عليه وسلّم. وليس معنى النافلة في هذه الآية: التطوع، فإنه لا يكون خاصا به عليه الصلاة والسلام، بل معناه أنه شيء زائد على ما هو مفروض على غيره من الأمة. وقيل: كان التهجد فرضا على النبي صلّى الله عليه وسلّم وعلى أمته، ثم نسخ بالصلوات الخمس ليلة المعراج. وقيل: إن التهجد كان نافلة، لا مفروضا، لقوله تعالى: نافِلَةً لَكَ ولأن حمل الأمر: قُمِ اللَّيْلَ على الندب أولى لأنه متيقن، فإن أوامر الشريعة تارة تفيد الوجوب، وتارة تفيد الندب، فلا بد من دليل آخر على الوجوب كالتوعد على الترك ونحوه، وليس هذا متوفرا هنا.   ‌‌2- وجوب ترتيل القرآن: لا خلاف في أنه يقرأ القرآن بترتيل على مهل، وتبيين حروف، وتحسين مخارج، وإظهار مقاطع، مع تدبر المعاني. والترتيل: التنضيد والتنسيق وحسن النظام والخلاف في التغني به وتلحينه فقال بكراهته جماعة منهم الإمامان مالك وأحمد، وأجازه جماعة آخرون منهم الإمامان أبو حنيفة والشافعي، ولكل فريق أدلة .   ‌‌3- ناشئة الليل: إن أوقات الليل وساعاته أو العبادة الناشئة في الليل، أو النفس الناشئة في الليل الناقضة من مضاجعها للعبادة أشد وطأ، أي أشد موافقة بين السر والعلانية أو القلب واللسان، وأكثر مصادفة للخشوع والإخلاص وأسدّ مقالا وأثبت قراءة، بسبب سكون الليل، وراحة النفس من الضوضاء والعناء، والبعد عن الرياء والمباهاة، أو حبّ اطلاع الآخرين على الطاعة والعبادة، وشدة الاستقامة والاستمرار على الصواب لأن الأصوات هادئة، والدنيا ساكنة، فلا يضطرب على المصلّي ما يقرؤه.   4- مشاغل النهار: الإنسان مشغول عادة بحاجاته ومصالحه المعيشية في النهار، فلا يتفرغ عادة للعبادة، وإنما الفراغ موجود في الليل   ‌‌5- ذكر الله والتبتل: المؤمن مأمور بالاستكثار من ذكر الله وأسمائه الحسنى، وبالمداومة على التسبيح والتحميد والتهليل و قراءة القرآن، دون أن يشغله شاغل في الليل والنهار، وهو مطالب أيضا بأن يجعل همه كله في إرضاء ربه، وتجريد نفسه عن التعلق بغيره، والاستغراق في مراقبته في جميع أعماله. ويكون أشرف الأعمال عند قيام الليل: ذكر اسم الرب، والتبتل إليه، وهو الانقطاع إلى الله بالكلية وليس المراد الانقطاع عن أعمال النهار، والعكوف على الذكر والعبادة، فهذا يتنافى مع قوله تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا بل المراد التنبيه إلى أنه ينبغي ألا يشغله السّبح في أعمال النهار عن ذكر الله تعالى. والتبتل: الانقطاع إلى عبادة الله عز وجل، أي انقطاع الإنسان بعبادته إلى ربه، دون أن يشرك به غيره، وليس المعنى الانقطاع عن مشاغل الحياة لكسب المعيشة من طرق عزيزة كريمة، لا يكون فيها الإنسان عالة على غيره. فقد ورد في الحديث النهي عن التبتل بمعنى الانقطاع عن الناس والجماعات. وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة 5/ 87] وهذا يدل على كراهة من تبتّل، وانقطع عن الناس، وسلك سبيل الرهبانية.   6- إفراد الله بالتوكل عليه: كما أن المؤمن مطالب بإفراد الله بالعبادة، مطالب أيضا بإفراده بالتوكل عليه، فمن علم أن الله رب المشارق والمغارب، انقطع بعمله وأمله إليه، وفوّض جميع أموره إليه، فهو القائم بأمور العباد، الكفيل بما وعد.   ‌‌7- الصبر على الأذى في سبيل الدعوة: أمر الله نبيه بأن يصبر من أجل دعوته على الأذى والسب والاستهزاء من سفهاء قومه الذين كذبوه، وبألا يتعرض لهم، ولا يعاتبهم ويداريهم. قال قتادة وغيره: وكان هذا قبل الأمر بالقتال، ثم أمر بعد بقتالهم وقتلهم، فنسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك. وأرى أن هذا من منهج الدعوة الدائم وسياستها الثابتة التي يحتاج إليها الدعاة في كل عصر. قال أبو الدرداء: إنا لنكشر في وجوه أقوام، ونضحك إليهم، وإن قلوبنا لتقليهم أو لتلعنهم   إسلام أون لاين  
    • الحديث 31: «ازهد في الدنيا يحبك الله...» عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبَّني الله وأحبَّني الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس»[1].   عباد الله، هذا الحديث له أهمية عظيمة؛ لأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، بين فيه سبب محبة الله للعبد، وسبب محبة الناس للعبد.   فما هي الفوائد التي نستفيدها من هذا الحديث؟   نستفيد من هذا الحديث لواقعنا ما يلي: 1- الحرص على الخير: فالصحابة- رضوان الله عليهم- من أحرص الناس على الخير، ولا أدلكم على ذلك من هذا السؤال لسهل بن سعد الساعدي- رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبَّني الله وأحبَّني الناس؟". وقد رأينا في الحديث التاسع والعشرين سؤال معاذ بن جبل- رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أخبرني بعمل يُدخِلني الجنة ويُباعِدني عن النار"[2]؛ فدلَّ على حرص معاذ على هذا العمل الذي يُدخِل الجنة ويُبعِد من النار. وسهل بن سعد الساعدي في هذا الحديث يسأل عن سبب نيل محبة الله، وسبب نيل محبة الناس، ولا شك أنه سؤال عظيم يدلُّ على الحرص على الخير؛ لأن من أحبَّه الله يضع له القبول في الأرض، ومن أبغضه يضع له البغضاء في الأرض، ومن أحبه الناس أكرموه وسمعوا لدعوته وألفوه، ومن أبغضه الناس تركوا الأخذ عنه، فتخسر دعوته.   ونستفيد من هذا- إخواني- أن نحرص على السؤال عما ينفعنا من أمور ديننا ودنيانا، وأن نأخذ بأسباب نيل محبة الله ومحبة الناس. فما هي هذه الأسباب؟   2- السبب الأول: ازهد في الدنيا يحبك الله: الزهد أن تترك في الدنيا ما لا ينفع في الآخرة، والورع أن تترك ما تخاف ضرره في الآخرة [3]. وليس من الزهد ترك الدنيا بالكلية ولبس الخشن من الثوب، وأكل الرديء من الطعام، أو ترك الزواج، أو الزهد في العلم الشرعي، وغيرها من مظاهر الزهد الظاهري، كلا، بل الزهد الحقيقي في زهد القلب عن حب الدنيا والركون إليها، ولو كان من أغنى الناس، فهذا سليمان عليه السلام طلب الدنيا وقال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]؛ فسخَّر الله له الجن والريح وغير ذلك من مظاهر الملك والرياسة، ومع ذا كان أزهد الناس، فلما ألهته الدنيا- ومنها الخيل- عن ذكر ربه، وعن صلاة العصر ضربها بالسيف؛ قال تعالى: ﴿ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴾ [ص: 32، 33]، وبهذا نال محبة الله فجمع له بين النبوَّة والملك؛ قال تعالى: ﴿ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ * وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ [ص: 39، 40]. والنبي صلى الله عليه وسلم إمام الزاهدين، وله تسع نسوة، وبعض الصحابة كانوا من أزهد الناس، ولهم من المال الشيء الكثير؛ كأبي بكر الذي تصدَّق بكل ماله، وعمر الذي تصدَّق بنصف ماله، وعثمان الذي جهَّز جيش العسرة رضي الله عن الجميع.   فالأنبياء والصالحون من العلماء العارفين عرَفوا معنى الزهد الحقيقي، وأخذوا بأسباب النجاة يوم القيامة، وفقهوا خطاب ربهم الذي يبين حقيقة الدنيا في قوله تعالى: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾ [النحل: 96]. فالزاهد يعلم أن ما عنده من زخرف الدنيا إلى زوال. وقوله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20]، فالزاهد يعلم أنها لعب ولهو وزينة، وأنها متاع الغرور. وقوله تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23]، فالزاهد لا يفرح من الدنيا بموجود، ولا يأسف منها على مفقود. فقهوا هذه الآيات وغيرها في معنى الزهد، وفقهوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها"[4]. فهموا من الحديث أن موضع العصا خير من الدنيا كلها من أولها إلى آخرها، بكل ما فيها من نعيم وترف. فهل يفضل عاقل- بعد هذا- الدنيا؟ وكيف يؤثر أقوام الدنيا على الآخرة؟ وكيف ينغمسون في شهواتهم، ويتكاسلون عن الصلوات، ويتثاقلون عن ذكر الله، ويخونون الأمانات؟ وكيف يعملون لها ويحبون من أجلها ويبغضون من أجلها وهم يعلمون أنهم عنها راحلون؟   3- ازهد فيما عند الناس يحبك الناس: مفتاح السعادة الحقيقية في العلاقة مع الناس، ومفتاح جلب محبتهم، هو الزهد مما في أيديهم من حطام الدنيا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس"؛ لأن الناس مجبولون على كره من ينازعهم ما في أيديهم. قال الشافعي رحمه الله: فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها   وليس كذلك من الزهد مما في أيدي الناس، رفض مساعدتهم فيما يقدرون عليه، فهذه مخالفة لسنن الله، الذي سخَّر البعض لخدمة البعض؛ قال تعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]، فلا نقول: من الزهد إذا مرضت أن تزهد في خدمات الطبيب، وإذا تعطلت سيارتك أن تزهد في خدمات الميكانيكي، فهذا زهد أعوج لا تستقيم معه الحياة. وذم سبحانه الذين يمنعون الماعون؛ قال تعالى: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 7]، فلا تمتنع من تقديم خدماتك ومهاراتك لمساعدة إخوانك وما يسهم في تقدم الإسلام والمسلمين؛ لكن بالمقابل لا تطمع في أحد، ولا تطمع فيما ليس من حقك؛ كأكل الميراث، أو الغش في المعاملة، أو أكل أموال الناس بالباطل، أو التنافس والغضب لأجل دنيا الناس، أو مجاملتهم على حسب دينك، قال صلى الله عليه وسلم: "من التمس رضا الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس"[5].   فاللهم اجعلنا من الزاهدين مما في أيدي الناس، المتعاونين مع إخوانهم على البر والتقوى. آمين.     [1] رواه ابن ماجه، رقم: 4102. وصححه الألباني في تحقيقه لرياض الصالحين، رقم: 476. [2] رواه الترمذي، رقم: 2616. وقال: حديث حسن صحيح. وانظر: صحيح الجامع، رقم 5136. [3] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم: 2/ 12. [4] رواه البخاري، رقم: 2892. [5] صحيح الترغيب، رقم: 2250.
    • دولة التلاوة خالد عطية- الاحقاف(13-14-15-16)   إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)
      وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15)

      ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ . الاستقامة هي الإيمان الحق، والعمل الصالح، والثبات على ذلك، والثمرة: تأمين شامل من أخوف ما يخاف الناس: "الخوف والحزن" الخوف مما هو آت، والحزن على ما فات. .

      ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللهُ ثُمَّ ستقموا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ . الذين جمعوا بين التوحيد الذي هو خلاصة العلم، والاستقامة في الدِّين التي هي منتهى العمل. .

      ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون﴾ لم يأت الحزن بالقرآن ﺇﻻﻣﻨﻬﻴﺎﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻻﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺐ ﺷﻲﺀ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ وقدﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﻣﻨﻪ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎلله ابن القيم

      ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾ قال ابن رجب : الذين قالوا ربنا الله كثير ولكن أهل الاستقامة قليل .

      ﴿إن الذين قالوا ربُنا الله ثم استقاموا﴾ الإيمان تصديقٌ وقول وعمل فليس مجرد ادعاء ؟! ﴿ ثم استقاموا ﴾

      قال السعدي في تفسيره: أي: إن الذين أقروا بربهم وشهدوا له بالوحدانية والتزموا طاعته وداموا على ذلك، و ** {اسْتَقَامُوا} } مدة حياتهم ** {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} } من كل شر أمامهم، ** {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} } على ما خلفوا وراءهم.

      ** {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} } أي: أهلها الملازمون لها الذين لا يبغون عنها حولا ولا يريدون بها بدلا، ** {خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} } من الإيمان بالله المقتضى للأعمال الصالحة التي استقاموا عليها.

      ﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ﴾ مدة الرضاعة: ﴿ حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ﴾ وأقل مدة الحمل ٦ أشهر حولين + ٦ = ٣٠ . / ‏فرائد قرآنية

      قال “ووصّينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ..” ليس معنى “كُرها” الإكراه أو الكراهية؛ بل المعنى حملته على مشقة. تصحيح_التفسير” / د.عبد المحسن المطيري

      ( وَأَصْلحْ لي في ذُرِّيَّتي إنِّي تُبْتُ إلَيْك .. ) التـوبة والدعـاء ، من أسباب صلاح الأبناء !! / عايض المطيري

      ” وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك ” تب إلى ربك قبل أن تسأله ….. / نايف الفيصل

      (وأن أعمل صالحاً ترضاه) المؤمن لا تنتهي (همته) عند حدود أن يكون العمل صالحاً ، وإنما يزين عمله حتى يرضى ربه / عقيل الشمري

      «ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي (وعلى والديّ)» من البرّ أن تشكر الله على النعم التي أنعمها على والديك !

      (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)الدعاء بالهداية والتوفيق للأبناء ، يختصر مسافات التربية والعناء ، وفي ذلك خير قدوة لنا هم الأنبياء . ./ عايض المطيري

      ﴿ربِّ أوْزِعْني أنْ أشكُر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ﴾ . هذا من تمام بر الوالدين. كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصّرا في شكر الرب عز وجل، فسأل الله أن يُلْهِمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما؛ ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصّرا.

      حصاد التدبر


       
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182697
    • إجمالي المشاركات
      2536589
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93296
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×