اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57838
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180592
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8283
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53044
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31798
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37620 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • ( وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وزكاةً ) هل (الحنان) من صفات الله ؟ ( الحنَان ) صفة ثابتة لله تعالى ، وهي بمعنى : الرحمة . قال " الحليمي " : " الحنان : وهو الواسع الرحمة ، وقد يكون المبالغ في إكرام أهل طاعته، إذا وافوا دار القرار، لأن مَن حَنّ إلى غيره من الناس، أكرمه عند لقائه ، وكَلِف به عند قدومه "، انتهى  من "المنهاج في شعب الإيمان" (1/ 207). وقال ابن تيمية في "شرح حديث النُّزول" (184) : " وقال [يعني: الجوهري] : الحنين : الشوق ، وتوقان النفس . وقال: حنَّ إليه يحنُّ حنينًا فهو حانٌّ .   والحَنَان : الرحمة ، يقال : حنَّ عليه يحنُّ حنانًا ، ومنه قوله تعالى : ( وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وزكاةً ). والحنَّان بالتشديد : ذو الرحمة . وتحننَّ عليه : ترحَّم ، والعرب تقول : حنانيك يا رب! وحنانك! بمعنى واحد ؛ أي : رحمتك . وهذا كلام الجوهري  . وفي الأثر في تفسير الحنَّان المنَّان: "أنَّ الحنان هو الذي يُقبل على من أعرض عنه، والمنَّان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال" ، وهذا باب واسع " انتهى .   وقال ابن القيم في "القصيدة النونية" (1/50) رادًا على الجهمية نفاة الصفات: "قالوا وليس لربِّنَا سَمْعٌ ولا بَصَرٌ ... ولا وَجْهٌ، فكيفَ يَدَانِ وكذاك ليس لربِّنَا من قُدْ ... رَةٍ وإرادةٍ أو رحمةٍ وحَنَانِ كلا ولا وَصْفٌ يَقُومُ بِه ... سِوى ذاتٍ مجردةٍ بِغَيْرِ مَعَانِ".   وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله : " هو صفة فعل لله -  تعالى - بمعنى الرحيم، من الحنان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال الله تعالى: ( وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا ) مريم/ 13 ، أي : رحمة منا "، انتهى من "معجم المناهي اللفظية" (237).   وقال علوي السقاف : " [ الحنان ] صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة. الدليل من الكتاب:   قوله تعالى: ( يَايَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّاً - وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيَّاً ) مريم/ 12 - 13.   الدليل من السنة: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا: ( يوضع الصراط بين ظهراني جهنم، عليه حسك كحسك السعدان ... ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أنَّ لا إله إلا الله مخلصاً، فيخرجونهم منها ) . قال: ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها، فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها ) . رواه: الإمام أحمد (3/11) ، وابن جرير في التفسير (16/113) " انتهى من "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة" (140) .    ثانيًا : الذي يظهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أنه يعد (الحنان) من أسماء الله تعالى الحسنى. قال: " وجاء في تفسير اسمه الحنّان، المنّان: أنّ الحنّان: الذي يُقبل على من أعرض عنه. والمنّان: الذي يجود بالنوال قبل السؤال" انتهى من "النبوات" (1/365). وبعض أهل العلم يمنع ذلك ، لأنه الأسماء الحسنى مبناها على "ثبوت التوقيف" بها، فما لم يرد بذكر الاسم دليل ثابت من الكتاب، أو صحيح السنة، فلا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى.   سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: " هل الحنَّان, المنان ,المحسن, من أسماء الله؟ فأجاب رحمه الله تعالى: الحنان لم يثبت أنها من أسماء الله. وأما المنان : فثابت أنها من أسماء الله، والمحسن أيضاً من أسماء الله تبارك وتعالى. ولهذا ما زال الناس يسمون عبد المحسن، عبد المنان، والعلماء يعلمون بذلك ولا ينكرونها." انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (4/2) - الشاملة - .   وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/172) : " أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يسمى الله جل وعلا إلا بما جاء في القرآن أو صحت به السنة، وبناء على ذلك فإن (الحنان) ليس من أسماء الله تعالى، وإنما هو صفة فعل، بمعنى: الرحيم، من الحنان بتخفيف النون- وهو الرحمة، قال الله تعالى: وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا، أي: رحمة منا، على أحد الوجهين في تفسير الآية. وأما ما جاء في بعض الأحاديث من تسمية الله تعالى ب: (الحنان) فإنه لا يثبت.   وأما: (المنان) فهو من أسماء الله الحسنى الثابتة، كما في (سنن أبي داود والنسائي) من حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع داعيا يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" انتهى. وقد توسع الشيخ "علوي السقاف" في دراسة ثبوت "الحنَّان" اسما لله تعالى ، في كتابه "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة" (140 - 147) ، ثم قال: "والخلاصة : أنَّ عدَّ بعضهم (الحنَّان) من أسماء الله تعالى فيه نظر ؛ لعدم ثبوته"  انتهى . وانظر: " معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى " ، لمحمد بن خليفة بن علي التميمي : (224).   وأما العبارة المذكورة في السؤال - (الله أَحَنُّ عليك من ألف كتف) - : فليست من باب "التسمية" ، أو إطلاق "اسم" (الحنان)، على الله جل جلاله، بل هي من باب الإخبار عنه بعظم تحننه على عباده ، وأن رحمته وحنانه على عباده: أقرب لهم من كل من سواه ، وعونه لهم ، أقرب من عون من عداه ، سبحانه ، وهذا معنى صحيح ، شريف ، لا مانع منه ، ولا حرج فيه .   والحاصل: أن في عد (الحنان) من أسماء الله الحسنى: اختلافا بين أهل العلم، والأحسن أن يتوقف عن ذكره في باب الأسماء، ولا حرج في الإخبار عن الله جل جلاله بحنانه على عباده ، أو تحننه عليهم، ونحو ذلك. والله أعلم .   المصدر:  موقع الإسلام سؤال وجواب     {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا} [مريم :١٣] قيمة المرء عند الله ليس بما يملك من مال أو جاه ، بل بما يملك من نفيس الأخلاق والدين .. والتقوى رأس مالك .

      {وكان تقياً} هي أعظم تزكية ، اختار الله التقوى ليلفت نظرنا إلى أهم خصلة يتحلى بها المرء ... ونحن لاندري أيقول الله عنا في الملأ الأعلى وكان تقياً أو وكان شقياً ؟!
      {وحناناً من لدنا} مهما كان ألمك وأملك سيدركه حنان الله . الحنان  هبة من الله ، عندما يعطيك الله الحنان والرحمة فقد أعطاك خيراً عظيماً ..   استشعر  {فإنك بأعيننا} كيف تشعر ؟ أمع الله جرح لايبرأ ؟! أمع الله كسر لايُجبر ؟!

      لن نجد أحن من الله تعالى علينا ، الله وحده يغشانا بحنانه حين يتخلى عنا الجميع .. كم من ظلم وقع عليك ونصرك الله ؟! الحنان هو الرحمة والرأفة التي تتيسر بها الأمور وتستقيم بها الأحوال .. اللهم هب لنا من لدنك حناناً
    • أَهْلُ النَّارِ مُتَفَاوِتُونَ فِي الْعَذَابِ تَفَاوُتًا كَبِيرًا؛ فَيُعَذَّبُونَ بِحَسَبِ تَفَاوُتِ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي دَخَلُوا بِهَا النَّارَ مِنَ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ، وَالصَّدِّ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمُحَارَبَةِ أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَكُلَّمَا كَثُرَتْ أَعْمَالُهُمُ السَّيِّئَةُ وَتَعَدَّدَتِ اشْتَدَّ عَذَابُهُمْ، وَكَانَ غَيْرُهُمْ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ أَخَفَّ عَذَابًا مِنْهُمْ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ * ‌وَلِكُلٍّ ‌دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الْأَحْقَافِ: 18-19]؛ «أَيْ: وَلِكُلٍّ دَرَجَةٌ فِي النَّارِ بِحَسَبِهِ»، وَقَالَ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ عَدَّدَ جُمْلَةً مِنْ أَنْوَاعِ عَذَابِهِمْ: ﴿ جَزَاءً ‌وِفَاقًا ﴾ [النَّبَأِ: 26]؛ «أَيْ: جَزَيْنَاهُمْ جَزَاءً ‌وَافَقَ ‌أَعْمَالَهُمْ»، «فَلَيْسَ عِقَابُ مَنْ تَغَلَّظَ كُفْرُهُ، وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ، وَدَعَا إِلَى الْكُفْرِ، كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ»؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ‌زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴾ [النَّحْلِ: 88]، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي تَفْسِيرِهَا: «زِيدُوا عَقَارِبَ لَهَا أَنْيَابٌ كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ» صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَغَيْرُهُ.   وَيَدْعُو الْأَتْبَاعُ عَلَى مَنْ أَضَلُّوهُمْ، وَهُمْ جَمِيعًا فِي النَّارِ؛ ﴿ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ ‌لِكُلٍّ ‌ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الْأَعْرَافِ: 38]؛ «أَيْ: قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ وَجَازَيْنَا كُلًّا بِحَسْبِهِ».   وَدَلَّ عَلَى تَفَاوُتِهِمْ فِي الْعَذَابِ حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حُجْزَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ ‌قَدِ ‌اغْتُمِرَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.   وَإِذَا عَمِلَ الْكَافِرُ حَسَنَاتٍ فِي الدُّنْيَا كَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَكَفَالَةِ الْأَيْتَامِ، وَالسَّعْيِ عَلَى الْأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ، وَمُعَالَجَةِ الْمَرْضَى، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ فِي الدُّنْيَا؛ فَلَا تُقْبَلُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَنْ تَكُونَ سَبَبًا فِي تَخْفِيفِ الْعَذَابِ عَنْهُ؛ لِأَنَّ أَعْمَالَهُ الطَّيِّبَةَ تَفْتَقِدُ شَرْطَ الْقَبُولِ وَهُوَ الْإِيمَانُ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ ‌افْتَدَى ‌بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 91]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ ‌فَقَدْ ‌حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الْمَائِدَةِ: 5]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ ‌أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الْأَعْرَافِ: 147]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ ‌أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [التَّوْبَةِ: 17]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ‌أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾ [إِبْرَاهِيمَ: 18]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا ‌أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النُّورِ: 39]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ ‌وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الْفُرْقَانِ: 23].   وَيُجْزَى الْكَافِرُ بِأَعْمَالِهِ الْحَسَنَةِ جَزَاءً دُنْيَوِيًّا مِنْ سَعَةِ الرِّزْقِ، وَبِرِّ الْوَلَدِ، وَحُنُوِّ الزَّوْجَةِ، وَالْعَافِيَةِ فِي الْبَدَنِ، وَالْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتٍ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ ‌لَمْ ‌يَقُلْ ‌يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.   وَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ تَخْفِيفِ الْعَذَابِ عَنْ أَبِي طَالِبٍ بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ؛ فَهُوَ خَاصٌّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي طَالِبٍ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، ‌وَلَوْلَا ‌أَنَا ‌لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَيَبْقَى عُمُومُ الْكُفَّارِ لَا شَفَاعَةَ لَهُمْ فِي تَخْفِيفِ الْعَذَابِ؛ لِبُطْلَانِ أَعْمَالِهِمْ؛ وَلِعُمُومِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ فَمَا ‌تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [الْمُدَّثِّرِ: 48]، قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْكَافِرَ الَّذِي مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ لَا ثَوَابَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا يُجَازَى فِيهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا مُتَقَرِّبًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى».    كَمَا يَتَفَاوَتُ عَذَابُ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ؛ فَإِنَّ عُصَاةَ الْمُوَحِّدِينَ -وَهُمْ أَهْلُ الْكَبَائِرِ- إِذَا دَخَلُوا النَّارَ يَتَفَاوَتُونَ فِيهَا؛ فَأَمَّا أَهْلُ الصَّغَائِرِ فَتُغْفَرُ لَهُمْ صَغَائِرُهُمْ بِاجْتِنَابِهِمُ الْكَبَائِرَ، وَبِأَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ إِنْ ‌تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النِّسَاءِ: 31].   وَعُصَاةُ الْمُوَحِّدِينَ عَلَى أَقْسَامٍ ثَلَاثَةٍ: فَقِسْمٌ مِنْهُمْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُمْ عَلَى سَيِّئَاتِهِمْ؛ فَلَا يَدْخُلُونَ النَّارَ، بَلْ يَصِيرُونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِسْمٌ تَسَاوَتْ حَسَنَاتُهُمْ مَعَ سَيِّئَاتِهِمْ، وَهُمْ أَهْلُ الْأَعْرَافِ، فَيُحْبَسُونَ فِي قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِسْمٌ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُمْ عَلَى حَسَنَاتِهِمْ، فَهُمْ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْجُو مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ الشُّفَعَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُهَا لِيُطَهَّرَ مِنْ ذُنُوبِهِ،   وَالْمُعَذَّبُونَ فِي النَّارِ مِنْ عُصَاةِ الْمُوَحِّدِينَ عَلَى أَقْسَامٍ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرَجُ مِنْهَا قَبْلَ اسْتِكْمَالِ عَذَابِهِ، إِمَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَفْوِهِ سُبْحَانَهُ، وَإِمَّا بِشَفَاعَةِ الشُّفَعَاءِ، وَقَبُولِ اللَّهِ تَعَالَى شَفَاعَتَهُمْ فِيهِمْ رَحْمَةً مِنْهُ سُبْحَانَهُ، وَكَرَامَةً لِلشُّفَعَاءِ مِنَ الرُّسُلِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالصَّالِحِينَ، وَمِنْهُمْ أُنَاسٌ يَبْقَوْنَ فِي النَّارِ إِلَى اسْتِكْمَالِ عُقُوبَتِهِمْ، ثُمَّ يُخْرَجُونَ مِنْهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُونَ فِي النَّارِ، فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا وَيُحْيِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى لِدُخُولِ الْجَنَّةِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ، فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً، حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ‌ضَبَائِرَ ‌ضَبَائِرَ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.   وَالْمُؤْمِنُ إِذَا ذُكِّرَ تَذَكَّرَ، وَإِذَا وُعِظَ اتَّعَظَ، وَتَرْدَعُهُ آيَاتُ الْوَعِيدِ وَالتَّرْهِيبِ عَنْ غَيِّهِ، وَتَرُدُّهُ عَنْ عِصْيَانِهِ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ مِنَ الْمُتَفَكِّرِينَ الْمُتَدَبِّرِينَ، فَيَتَفَكَّرُ فِي حَرِّ الصَّيْفِ وَشَمْسِهِ اللَّاهِبَةِ لِحَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ، وَيَتَدَبَّرُ آيَاتِ وَصْفِ النَّارِ فِي الْقُرْآنِ؛ لِيَفِرَّ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ لَهُ طَاقَةٌ عَلَى عَذَابِ النَّارِ؟! نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْهَا.   الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل   شبكة الالوكة        
    • الرسالة في ثلاث كلمات:


      س 354: آية كريمة من آيات الكتاب العزيز مكونة من ثلاث كلمات، اشتملت على جميع ما في الرسالة، فما هي؟



      ج 354: قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ﴾ [الحجر: 94].



      الحرث:

      س 355: قال تعالى: ﴿ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]، لماذا قال: ﴿ حَرْثَكُمْ ﴾، هذه اللفظة الدقيقة المعبرة عن الجماع؟



      ج 355: لأنه لما كان يحتمل معنى كيف وأين احترس سبحانه بقوله: ﴿ حَرْثَكُمْ ﴾؛ لأنَّ الحرث لا يكون إلا حيث تنبت البذور، وينبت الزرع، وهو المحل المخصوص؛ [البرهان للزركشي 1/ 67].



      تقديم ذكر العذاب:

      س 356 :قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 40]، لمَ قدم العذاب عن المغفرة في هذه الآية؟



      ج 356: اقتضت الحكمة تقديم ذكر العذاب ترهيبًا وزجرًا؛ لأنَّ الآية وردت في ذكر قطاع الطريق والمحاربين والسُّرَّاق، فكان المناسب تقديم ذكر العذاب. وهو ما ورد في الآية 33 قبلها:

      ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ ﴾ [المائدة: 33] والآية 38: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].



      تكرار [إذا]:

      س 357: في سورة كريمة من سور القرآن الكريم، تكرر اسم الشرط إذا اثنتا عشرة مرة في السورة ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي هذه السورة الكريمة؟



      ج 357: سورة التكوير.



      أحد عشر قسمًا متواليًا في سورة:

      س 358: أقسم الله تعالى في إحدى سور القرآن الكريم أحد عشر قسمًا متواليًا، ولا يوجد في القرآن بأكمله أقسام متوالية على هذا النسق البديع، فما الآيات؟ وما السورة؟



      ج 358: قوله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحاها * وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها * وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها * وَالسَّماءِ وَما بَناها * وَالْأَرْضِ وَما طَحاها * وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ﴾ [الشمس: 1 - 7].



      جعلناه... لجعلناه:

      س 359: قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجًا... ﴾ [الواقعة: 68 - 70] وقال سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطامًا ﴾ [الواقعة: 63 - 65]، لماذا قال في الأولى جَعَلْناهُ وفي الثانية: لَجَعَلْناهُ؟



      ج 359: في الأولى جعلناه أجاجًا مالحًا بدون لام التوكيد؛ لأن أحدًا لن يستطيع الادِّعاء بإمكانيته إنزال المطر المالح الأجاج من السحب، فلا حاجة للتوكيد، بينما في الثانية كان التوكيد لضرورة، فهناك من قد يدعي أنه يستطيع إتلاف الزرع؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35].



      والذي هو يطعمني:

      س 360: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾ [الشعراء: 81]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾ [الشعراء: 79]، لماذا جاء بكلمة هُوَ في الثانية ولم يأتِ به في الأولى؟



      ج 360: جاء بكلمة هُوَ ليؤكد الفعل الإلهي وصرف دعوة المدَّعين أنهم سبب الإطعام، بينما في الأولى لن يدعي أحد خلق الإنسان وإماتته وإحياءه؛ فلم تكن ضرورة للتوكيد؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35].



      السمع والبصر:

      س 361: قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾ [النحل: 78]، وقال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً ﴾ [الأحقاف: 26]، لماذا يقدم دائمًا السمع على البصر؟



      ج 361: الحقيقة العلمية أن السمع أكثر كمالًا وإرهافًا، كما يصاحب السمع الإنسان حتى في نومه فينام بصره ولا ينام سمعه.



      وتشريحيًّا جهاز السمع أعظم دقة من العين. والطفل لا يرى ولكنه يسمع من لحظة الميلاد. وإشارة إلى أنَّ السمع لا يتعطَّل في النوم أو غيره كانت الآية: ﴿ فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ [الكهف: 11] دلالة على تعطيل كافة الحواس. فتأمل هنا كذلك الإعجاز العلمي إلى جانب الإعجاز البلاغ؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 33].



      اختلاف الفاصلتين:

      س 362: قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [الجاثية: 15]، وقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ما سِرُّ اختلاف الفاصلتين في الآيتين؟ أي اختلاف الخاتمتين.



      ج 362: نكتة ذلك أنَّ قبل الآية الأولى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الجاثية: 14]، فناسب الختام بفاصلة البعث؛ لأن قبله وصفهم بإنكاره، وأما الآية الثانية فالختام بما فيها مناسب أنه لا يضيع عملًا صالحًا ولا يزيد على من عمل سيئًا؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 131].



      اختلاف الفاصلتين:

      س 363: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]، ما سبب اختلاف الفاصلتين في الآيتين؟



      ج 363: نكتة ذلك أن الأولى نزلت في اليهود وهم الذين افتروا على الله ما ليس في كتابه، والثانية نزلت في المشركين ولا كتاب لهم وضلالهم أشد؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 131].



      تقديم المنِّ على الفداء:

      س 364: قال تعالى: ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً ﴾ [محمد: 4]، لماذا قدَّم المنَّ على الفداء؟



      ج 364: في الآية الكريمة إشارة إلى ترجيح حرمة النفس على طلب المال، فالمجاهد في سبيل الله يقاتل لإعلاء كلمة الله، لا للمغنم المادي والكسب الدنيوي؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 449].



      وتدلوا:

      س 365: قال تعالى: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]، ما الحكمة في التعبير بكلمة ﴿ وَتُدْلُوا ﴾؟



      ج 365: كلمة تدلوا تبين أن اليد التي تأخذ الرشوة هي اليد السفلى، مع كون الحكام الذين تلقى إليهم الأموال في الأعلى لا في الأسفل، فجاءت لتعبِّر عن دناءة المرتشي وسفله ولو كان في الذروة من حيث المنصب وموقع المسئولية؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 32].



      فاجلدوا:

      س 366: قال تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، لم عبَّر بقوله: ﴿ فَاجْلِدُوا ﴾ ولم يقل: فاضربوا؟



      ج 366: للإشارة إلى أن الغرض من الحد الإيلام بحيث يصل ألمه إلى الجلد؛ لعظم الجرم ردعًا له وزجرًا؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 15].



      غض البصر:

      س 367: قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]، ما السر في تقديم غض البصر على حفظ الفروج؟



      ج 367: لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور، وهو مقدمة للوقوع في المخاطر، ولأن البلوى فيه أشد وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه، وهو الباب الأكبر الذي يوصل إلى القلب؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 148].



      أغطش:

      س 368: قال تعالى: ﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ﴾ [النازعات: 29]، لم قال: "أغطش"، ولم يقل: أظلم؟



      ج 368: أغطش مساوية من حيث الدلالة اللغوية لأظلم؛ ولكن أغطش تمتاز بدلالة أخرى من وراء حدود اللغة، فالكلمة تعبر عن ظلام انتشر فيه الصمت وعمَّ الركود وبدت في أنحائه مظاهر الوحشة، ولا يفيد هذا المعنى أظلم؛ إذ هي تعبر عن السواد الحالك ليس غير؛ [مباحث في إعجاز القرآن/ 147].



      اثَّاقَلْتم:

      س 369: قال تعالى: ﴿ ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ﴾ [التوبة: 38]، ما الحكمة في التعبير بكلمة "اثَّاقَلْتُمْ"؟



      ج 369: كلمة "اثَّاقَلْتُمْ" غير تثاقلتم، ففي حروف الأولى اندماج وتلاصق لتعبر أعظم تعبير عن جبن الجبناء الذين يلتصقون بالأرض خوفًا إذا ما دعوا إلى القتال؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 32].



      الزانية والزاني:

      س 370: قال تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، لماذا قدم الزانية على الزاني بينما في السرقة قدم السارق على السارقة؟



      ج 370: لما للمرأة من دور إيجابي يفوق دور الرجل، كما أنَّ آثار الزنى ستظهر على المرأة لا الرجل؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 33].



      من إملاق، خشية إملاق:

      س 371: قال تعالى: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وقال سبحانه: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾ [الإسراء: 31]، لماذا قال في الأولى: ﴿ مِنْ إِمْلاقٍ ﴾ وفي الثانية: ﴿ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾؟



      ج 371: لأن الأولى خطاب للفقراء المقلين؛ أي: لا تقتلوهم من فقر بكم فحسن: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ ﴾- ما يزول به إملاقكم. ثم قال: ﴿ وَإِيَّاهُمْ ﴾؛ أي: نرزقكم جميعًا.



      والثانية خطاب للأغنياء: أي خشية فقر يحصل لكم بسببهم، ولذا حسن: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 148].



      وجنة عرضها السماوات والأرض:

      س 372: قال تعالى: ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ﴾ [آل عمران: 133]، لماذا قال الحق سبحانه وتعالى: ﴿ عَرْضُهَا ﴾ ولم يقل: طولها؟



      ج 372: لأن العرض أخص؛ إذ كل ما له عرض فله طول ولا ينعكس؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 101].



      بعض آية ومعانٍ جمَّة:

      س 373: قال السيوطي في إتقانه عن بعض آية: جمعت الخير والطلب والإثبات والنفي والتأكيد والحذف والبشارة والنذارة والوعد والوعيد، فما هي الآية؟



      ج 373: قوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].



      الحياة الآمنة:

      س 374: قالوا في الآية: المعنى كثير واللفظ قليل. وقد فضلت هذه الآية على أوجز ما كان عند العرب في هذا المعنى وهو قولهم: القتل أنفى للقتل بعشرين وجهًا أو أكثر. فما هي هذه الآية البالغة الذروة في الإيجاز والفصاحة؟



      ج 374: قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179].



      من مال وبنين:

      س 375: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ ﴾ [الشعراء: 88]، وقال سبحانه: ﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 116].



      لماذا قدم الله تعالى المال على البنين؟

      ج 375: أثبتت الدراسات الاجتماعية والواقع المجرب أنَّ المال عند أكثر الناس أعز من الولد، كما يفقد المرء أولاده، ولكنه يحرص على ماله الذي يصحبه حتى الممات. وفوق هذا وذاك، يستغني الإنسان عن ولده في أمور معيشته ولكنه لا يستطيع أن يستغني عن المال، فبدونه لا تتحقق له معيشة وحياة؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 34].



      لمن عزم الأمور:

      س 376: قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43] لم الصبر في الأولى ﴿ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ وفي الثانية ﴿ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾؟



      ج 376: سر التوكيد باللام في الثانية أنه صبر مضاعف؛ لأنه صبر على عدوان بشري له فيه غريم وهو مطالب فيه بالصبر والمغفرة معًا، وهو أمرُّ على النفس من الصبر على القضاء الإلهي الذي لا حيلة فيه؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35].



      العدة حق للمطلق:

      س 377: قال تعالى: ﴿ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ﴾ [الأحزاب: 49]، لماذا أسند العدة للرجال في قوله تعالى: ﴿ لَكُمْ ﴾؟



      ج 377: إشارة إلى أنها حق للمطلق، فوجوب العدة على المرأة من أجل الحفاظ على نسب الإنسان، فإنَّ الرجل يغار على ولده، ويهمه ألَّا يسقي زرعه بماء غيره، ولكنها على المشهور ليست حقًّا خالصًا للعبد؛ بل تعلُّق بها حق الشارع أيضًا، فإنَّ منع الفساد باختلاط الأنساب من حق الشارع؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 288].



      ثنى ثم جمع ثم أفرد:

      س 378: قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]، لماذا ثنَّى في الخطاب ثم جمع ثم أفرد؟



      ج 378: ثنى في الأول تَبَوَّءا؛ لأنه خوطب أولًا موسى وهارون لأنهما المتبوعان، ثم سيق الخطاب عامًّا ﴿ وَاجْعَلُوا ﴾ و ﴿ وَأَقِيمُوا ﴾ لهما ولقومهما باتخاذ المساجد والصلاة فيها؛ لأنه واجب عليهم، ثم خصَّ موسى بالبشارة وَ﴿ بَشِّرِ ﴾ تعظيمًا له؛ [البرهان للزركشي 2/ 242].



      من فوقهم:

      س 379: قال تعالى: ﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 26]، لماذا قال: ﴿ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾، والسقف لا يكون إلا من فوق؟



      ج 379: لأنه سبحانه رفع الاحتمال الذي يتوهم من أنَّ السقف قد يكون من تحت بالنسبة، فإنَّ كثيرًا من السقف يكون أرضًا لقوم وسقفًا لآخرين، فرفع تعالى هذا الاحتمال بشيئين: وهما قوله: ﴿ عَلَيْهِمُ ﴾، ولفظة "خرّ"؛ لأنها لا تُستعمَل إلا فيما هبط أو سقط من العلوِّ إلى أسفل، وهذا من بلاغة القرآن ودقته؛ [البرهان للزركشي 3/ 67].



      تواب حكيم:

      س 380: قال تعالى: ﴿ وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 9، 10]، لما كانت الفاصلة في الآية ﴿ حَكِيمٌ ﴾؟



      ج 380: إنَّ الذي يظهر في أول النظر أنَّ الفاصلة تواب رحيم؛ لأنَّ الرحمة مناسبة للتوبة، وخصوصًا من هذا الذنب العظيم، ولكن هاهنا معنى دقيق من أجله قال ﴿ حَكِيمٌ ﴾، وهو أن ينبِّه على فائدة مشروعية اللّعان، وهي الستر عن هذه الفاحشة، وذلك من عظيم الحكم؛ فلهذا كان حَكِيمٌ بليغًا في هذا المقام دون رحيم؛ [البرهان للزركشي 1/ 91].



      عشرون ضربًا من البديع في آية:

      س 381: قال ابن أبي الأصبع: ولم أرَ في الكلام مثل قوله تعالى... وذكر الآية، فإن فيها عشرين ضربًا من البديع، وهي سبع عشرة لفظة، كل لفظة سهلة مخارج الحروف عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة وعقادة التركيب، فما هي هذه الآية الغنية بضروب البديع؟



      ج 381: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44].



      آية تكررت ثماني مرات في سورة:

      س 382: التكرار من محاسن الفصاحة في القرآن الكريم، وفي إحدى سور القرآن الكريم تكررت هذه الآية ثماني مرات: ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾، كل مرة عقب كل صورة. فما هي هذه السورة؟

      ج 382: سورة الشعراء.



      أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين:

      س 383: قال تعالى: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]، لماذا قال: ﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ﴾ عقب ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾؟



      ج 383: فإنه لو اقتصر على ﴿ أَذِلَّةٍ ﴾ لتوهم أنه لضعفهم فدفع هذا الوهم بقوله: ﴿ أَعِزَّةٍ ﴾، وسبحان من هذا كلامه؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 96].



      أشداء على الكفار رحماء بينهم:

      س 384: قال تعالى في وصف أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، لماذا قال: ﴿ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ عقب ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾؟



      ج 384: إذ لو اقتصر على ﴿ أَشِدَّاءُ ﴾ لتوهم أنه لغلظهم، فدفع هذا الوهم بقوله: ﴿ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإتقان للسيوطي 2/ 96].



      ذلكم قولكم بأفواهكم:

      س 385: قال تعالى: ﴿ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4] قال الزمخشري: من المعلوم أن القول لا يكون إلا بالفم، فلماذا ذكر قوله: ﴿ بِأَفْواهِكُمْ ﴾؟



      ج 385: الجواب: أنَّ فيه إشارة إلى أنَّ هذا القول ليس له من الحقيقة والواقع نصيب، إنما هو مجرد ادعاء باللسان، وقول مزعوم باطل نطقت به شفاههم دون أن يكون له نصيب من الصحة والله أعلم؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 260].



      ثم طلقتموهن:

      س 386: قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 49]، لماذا كان التعبير بـ "ثُمَّ" دون الفاء أو الواو؟



      ج 386: لأن "ثُمَّ" تفيد الترتيب مع التراخي، للإشارة إلى أنَّ الطلاق ينبغي أن يكون بعد تريث وتفكير طويل، ولضرورة ملحة؛ لأن الطلاق من الأمور التي يبغضها الله؛ حيث فيه هدم وتحطيم للحياة الزوجية؛ ولهذا قال بعض الفقهاء: إنَّ الآية ترشد إلى أنَّ الأصل في الطلاق الحظر، وأنه لا يباح إلا إذا فسدت الحياة الزوجية، ولم تفلح وسائل الإصلاح بين الزوجين؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 288].



      فلا يقربوا:

      س 387: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا ﴾، لماذا كان النهي عن قربان المسجد الحرام مع أن المراد نهيهم عن دخول المسجد الحرام؟



      ج 387: النهي عن قربان المسجد الحرام جاء بطريق المبالغة؛ لأن الغرض نهيهم عن دخول المسجد الحرام، فإذا نهوا عن قربانه كان النهي عن دخوله من باب أولى، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ ﴾، وقوله: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ﴾، فيكون النهي عن أكل مال اليتيم، وارتكاب الزنا محرمًا من باب أولى؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 579].



      تكرار [أم]:

      س 388: أم حرف عطف تكرر في سورة كريمة من سور القرآن الكريم ستّ عشرة مرة بين آيات السورة، ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي هذه السورة الكريمة؟



      ج 388: سورة الطور.



      ويل يومئذ للمكذبين:

      س 389: في إحدى سور القرآن الكريم تكررت الآية: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة؟ وكم مرة تكررت الآية؟



      ج 389: سورة المرسلات، تكررت الآية عشر مرات في السورة.



      والسارق والسارقة:

      س 390: قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾ [المائدة: 38] لماذا قدَّم السارق على السارقة؟



      ج 390: لأنَّ السرقة في الذكور أكثر، والغالب وقوعها من الرجل؛ لأنَّه أجرأ عليها وأجلد وأخطر، فقدم عليها لذلك؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 14].



      جباههم وجنوبهم وظهورهم:

      س 391: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾ [التوبة: 35]، لماذا قدَّم الجباه ثم الجنوب ثم الظهور؟



      ج 391: لأن مانع الصدقة في الدنيا كان يصرف وجهه أولًا عن السائل، ثم يعرض بجانبه، ثم يتولَّى بظهره، فعوقب بكيِّها في نار جهنم؛ [مختصر تفسير الطبري].



      ذو رحمة واسعة:

      س 392: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ﴾ [الأنعام: 147]، لماذا قال: ﴿ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ﴾ مع أنَّ ظاهر الخطاب ذو عقوبة شديدة؟



      ج 392: إنما قال ذلك نفيًا للاغترار بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء على معصيته، وذلك أبلغ في التهديد، ومعناه: لا تغتروا بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء على معصيته، فإنَّه مع ذلك لا يردُّ عذابه عنكم؛ [البرهان للزركشي 1/ 91].



      لعلَّهم يرشدون:

      س 393: قال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186] لماذا ختم الآية بقوله لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ عقب الأمر بطلب الدعاء والإجابة؟



      ج 393: قيل: فيه تعريض بليلة القدر؛ أي: لعلهم يرشدون إلى معرفتها، وإنَّما يحتاجون للإرشاد إلى ما لا يعلمون، فإنَّ هذه الآية الكريمة ذكرت عقب الأمر بالصوم وتعظيم رمضان وتعليمهم الدعاء فيه، وأنَّ أرجى أوقات الإجابة فيه ليلة القدر؛ [البرهان للزركشي 1/ 93].



      أفلا تعقلون:

      س 394: قال تعالى: ﴿ أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 76]، لماذا ختم الآية بقوله: ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾؟



      ج 394: لأنَّ من دلَّ عدوَّه على عورة نفسه، وأعطاه سلاحه ليقتله به، فهو جدير بأن يكون مقلوب العقل؛ فلهذا ختمها بقوله: ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾؛ [البرهان للزركشي 1/ 83].



      وهم لا يشعرون:

      س 395: قال تعالى على لسان النملة: ﴿ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18]، لماذا قال: ﴿ لا يَشْعُرُونَ ﴾ عقب تحذير النملة؟



      ج 395: هذا احتراس؛ لئلا يتوهم نسبة الظلم إلى سليمان عليه السلام؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 96].



      أحد عشر جنسًا من الكلام في آية:

      س 396: آية كريمة من أربع كلمات، جمعت أحد عشر جنسًا من الكلام: النداء، والكناية، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والقصص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم، والإشارة، والعذر، فأدَّت خمسة حقوق: حق الله، وحق رسوله، وحقها، وحق رعيتها، وحق نبيِّها، ورعيته. فما هي هذه الآية الكريمة المعجزة؟



      ج 396: قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ﴾ [النمل: 18]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 71].



      أصول الكلام في آية:

      س 397: آية كريمة من آيات الكتاب العزيز، جمع الله فيها أصول الكلام: النداء، والعموم، والخصوص، والأمر، والإباحة، والنهي، والخبر، فما هي الآية الكريمة؟



      ج 397: قوله تعالى: ﴿ يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 72].



      أعظم آية في القرآن فصاحة:

      س 398: قال ابن العربي: هي من أعظم آي القرآن فصاحة؛ إذ فيها أمران ونهيان وخبران وبشارتان، فما هي؟



      ج 398: قوله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7].



      لو غفر ورحم لما قطع:

      س 399: قال الأصمعي: كنت أقرأ: "﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ ﴾ [المائدة: 38] غفور رحيم" وبجانبي أعرابي فقال: كلام من هذا؟ فقلت: كلام الله. قال: أعد، فأعدت، فقال: ليس هذا كلام الله، فانتبهت، فقرأت: ﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾، فقال: أصبت، هذا كلام الله، فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، فقلت: من أين علمت؟



      ج 399: قال الأعرابي: يا هذا، عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع؛ وبهذا كشف الأعرابي وجه الإعجاز في الآية؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 545].



      الأمن والأمنة:

      س 400: قال تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ﴾ [الأنفال: 11] وقال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 67]، فما هو الفرق بين الأمنة والأمن في الآيتين؟



      ج 400: ورد في كتاب الكليات لأبي البقاء هذا الفرق: الأمن يكون مع زوال سبب الخوف، والأمنة مع بقاء سبب الخوف، ونلاحظ في الآية الأولى أن النعاس الأمنة لم يلغ سبب الخوف، وهو وجود الكفار المحاربين ونشوب الحرب واحتدام القتال.



      ونلاحظ في الآية الثانية أنَّ الله امتنَّ على قريش بأن هيَّأ لهم الأمن، فعاشوا في ظلال حرم الله الآمن، عاشوا آمنين في واحة الأمن والأمان عند الكعبة، والناس حولهم يتعذبون ويتخطَّفون في صحراء الحرب والنهب والخوف والقلق.



      إن شاء الله:

      س 401: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ﴾ [التوبة: 28] لماذا علق الإغناء بالمشيئة في الآية السابقة؟



      ج 401: تعليق الإغناء بالمشيئة في قوله جل وعلا: ﴿ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ﴾ لتعليم رعاية الأدب مع الله تعالى كما في قوله تعالى: ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ وللإشارة إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على أنَّ المطلوب سيحصل حتمًا، بل لا بدَّ من التضرُّع إلى الله تعالى في طلب الخير، وفي دفع الآفات؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 580].



      وما أنزلنا على عبدنا:

      س 402: قال تعالى: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ ﴾ [الأنفال: 41] لم قال: ﴿ عَبْدِنا ﴾ ولم يقل: محمدًا؟



      ج 402: قوله تعالى: ﴿ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا ﴾ المراد به محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ وإنما لم يذكره باسمه تعظيمًا له وتكريمًا؛ لأنَّ أعظم وأشرف أوصاف الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصفه بالعبودية، وهذا هو السرُّ في ذكره في سورة الإسراء بهذا الوصف الجليل: ﴿ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ﴾ وإضافة العبد إليه تعالى تشعر بكمال العناية والتكريم؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 602].



      الإصلاح بين الزوجين:

      س 403: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما ﴾ [النساء: 35]، لماذا قال: ﴿ حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ ﴾ و ﴿ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها ﴾؟



      ج 403: قال الزمخشري: وإنما كان الحكمان من أهلهما؛ لأن الأقارب أعرف ببواطن الأحوال، وأطلب للصلاح، وإليهم تسكن نفوس الزوجين، ويبرز إليهم ما في ضمائرهما من الحب والبغض، وإرادة الصحبة والفرقة، وموجبات ذلك ومقتضياته، وما يزويانه عن الأجانب، ولا يحبان أن يطلعوا عليه؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 468].



      الإناث والذكور:

      س 404: قال تعالى: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ﴾[الشورى: 49] لماذا قدم سبحانه الإناث على الذكور في الآية؟



      ج 404: يقول ابن القيم- رحمه الله- في كتابه أحكام المولود: بدأ سبحانه بذكر الإناث جبرًا لهنَّ لأجل استثقال الوالدين لمكانهنّ، وقيل- وهو أحسن-: إنما قد قدمهنَّ؛ لأنَّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان، فإنَّ الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبًا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان.



      وعندي وجه آخر- والكلام لابن القيم- وهو أنه سبحانه قدَّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهنَّ؛ أي: هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر، وتأمل كيف نكَّر الله الإناث، وعرَّف الذكور، فجبر نقص الأنوثة بالتقديم، وجبر نقص التأخير بالتعريف، فإنَّ التعريف تنويه؛ [أحكام المولود لابن القيم].

        التناسب في المعنى:
      س 405: قال تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119]، كيف قابل الجوع بالعري، والظمأ بالضحى؟

      ج 405: يقول ابن القيم في فوائده: الداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى الفصاحة والجلالة؛ لأن الجوع ألم الباطن، والعري ألم الظاهر، فهما متناسبان في المعنى، وكذلك الظمأ مع الضحى؛ لأن الظمأ موجب لحرارة الباطن، والضحى موجب لحرارة الظاهر؛ فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرًا وباطنًا؛ [الفوائد لابن القيم].

      أفلا تبصرون:
      س 406: قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَدًا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]، لماذا قال: ﴿ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ ولم يقل: أفلا تسمعون؟

      ج 406: لأنه لما أضاف جعل النهار سرمدًا إليه صار النهار كأنه سرمد، وهو ظرف مضيء تنوّر فيه الأبصار، وأضاف الإتيان بالليل إلى غيره، وغيره ليس بفاعل على الحقيقة، فصار الليل كأنه معدوم؛ إذ نسب وجوده إلى غير موجد، والنهار كأنه موجود سواه؛ إذ جعل وجوده سرمدًا منسوبًا إليه، فاقتضت البلاغة أن يقول: ﴿ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾؛ إذ الظرف مضيء صالح للإبصار، وهذا من دقيق المناسبة المعنوية؛ [البرهان للزركشي 1/ 82].

      أفلا تسمعون:
      س 407: قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]، لماذا قال: ﴿ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ ولم يقل: ﴿ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾؟

      ج 407: اقتضت البلاغة أن يقول: ﴿ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ لمناسبة ما بين السماع والظرف الليلي الذي يصلح للاستماع، ولا يصلح للإبصار؛ [البرهان للزركشي 1/ 82].

      عن صلاتهم ساهون:
      س 408: قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]، لماذا قال: ﴿ عَنْ صَلاتِهِمْ ﴾ ولم يقل: في صلاتهم؟

      ج 408: قال بعض السلف: الحمد لله الذي قال: ﴿ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ﴾ ولم يقل: في صلاتهم؛ لأنه لو قال: في صلاتهم، لكانت في المؤمنين، والمؤمن قد يسهو في صلاته، ولكنه أراد بهم المنافقين؛ لأنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها، وهذا هو السرُّ في التعبير بـ "عَنْ"؛ [مختصر تفسير الطبري].

      أعرابي سجد لفصاحة كلام الله تعالى:
      س 409: جاء في الإتقان للسيوطي أنَّ أعرابيًّا لما سمع هذه الآية... وذكرها، سجد وقال: سجدت لفصاحة هذا الكلام. فما هي الآية الكريمة التي هزَّت الأعرابي، فسجد لفصاحتها؟

      ج 409: قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]؛ [الإتقان للسيوطي].

      تكرار [أو]:
      س 410: في آيتين كريمتين من آيات القرآن الكريم تكرر حرف العطف أو إحدى عشرة مرة في كل من الآيتين الكريمتين، ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة، وما الآيتان اللتان ورد فيهما التكرار؟

      ج 410: سورة النور، والآيتان هما: الآية رقم 31، والآية رقم 61؛ إذ تكرر حرف العطف أو في كل من الآيتين إحدى عشرة مرة.

      لولا:
      س 411: في إحدى سور القرآن الكريم تكررت كلمة لولا سبع مرات في سبع آيات، ولم تكن غرابة، ولا تنافر، ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة، وما هي الآيات؟

      ج 411: سورة النور، والآيات هي: 10، 12، 13، 14، 16، 20، 21.

      جميع عيوب الخمر:
      س 412: في آية موجزة بليغة وصف الله تعالى خمر أهل الجنة وصفًا جمع فيه جميع عيوب الخمر في الدنيا من الصداع وذهاب العقل ونفاد المال، وأنَّ أهل الجنة لا يصيبهم ذلك أبدًا، فما هي هذه الآية الكريمة؟

      ج 412: قوله تعالى: ﴿ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ﴾ [الواقعة: 19].

      حصونهم ثم بيوتهم:
      س 413: قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ﴾ [الحشر: 2]، لماذا عدل القرآن عن كلمة حصون إلى كلمة بيوت؟ وما الذي تغير في هذه الحصون حتى صارت بيوتًا؟

      ج 413: إنها هي لم يتغير شيء في حجارتها ولا بنيانها، ولكن التي تغيرت هي إرادة وعزيمة وثبات الذين بداخلها، إنَّ نظرة اليهود لحصونهم هي التي تغيرت، نتيجة الرعب الذي ملأ قلوبهم، لقد سيطر الجبن عليهم وتمكَّن من قلوبهم، فما عادوا يعتمدون على حصونهم، ولا يركنون إليها، إنها الآن نتيجة للجبن والرعب ليست إلا بيوتًا عادية.

      كلما:
      س 414: قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ* أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 99 - 101]، والسؤال: ما سرُّ اختيار كلمة "كلما" في سياق الآيات؟

      ج 414: كلمة "كلما" تدل على أنَّ نقض العهد عملية متكررة عند اليهود، فكل عهد يعقدونه يقومون بنقضه، مهما كان الطرف الآخر الذي عقدوا معه؛ لأن "كلما" حرف يفيد التكرار والاستمرار، ويدل على تحقيق وتوفر وجود جوابها عند وجود شرطها- كلما حرف شرط، وفعلها في الآية ﴿ عاهَدُوا عَهْدًا ﴾- فيتكرر وجود الجواب بتكرار وجود الفعل.

      والعجيب في الآية: أنها تدلنا على خبث ومكر اليهود في نقض العهود، فعندما يعقدون عهدًا لا يقومون جميعًا بنقضه؛ وإنما ينقضه فريق منهم، والآخرون قد يتبرءون من هذا الفريق الناقض، وقد يعلنون معارضتهم لفعله، مع أنهم هم الذين رتبوا الأدوار، وأوحوا للناقض بذلك. إنه مكر يهودي حاقد واضح في تاريخ اليهود.

      فاجتنبوه:
      س 415: قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]، لماذا عبَّر بقوله: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ ولم يقل تعبيرًا غيره؟

      ج 415: التعبير بقوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ أبلغ في النهي والتحريم من لفظ حرَّم؛ لأن معناه البُعْد بالكلية فهو مثل قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ﴾، فقوله: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ معناه: كونوا في جانب آخر منه، وكلما كانت الحرمة شديدة جاء التعبير بلفظ الاجتناب كما قال تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ﴾ ومعلوم أنه ليس هناك ذنب أعظم من الإشراك بالله؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 561].

      بم فضَّل الله بعضهم على بعض:
      س 416: قال تعالى: ﴿ الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34]، لماذا ورد النظم الكريم ﴿ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ﴾ ولم يرد "بما فضلهم عليهن"؟

      ج 416: ورد التعبير بهذه الصيغة لحكمة جليلة، وهي إفادة أنَّ المرأة من الرجل، والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من جسم الإنسان، فالرجل بمنزلة الرأس، والمرأة بمنزلة البدن، ولا ينبغي أن يتكبَّر عضو على عضو؛ لأن كل واحد يؤدي وظيفته في الحياة، فالأذن لا تغني عن العين، واليد لا تغني عن القدم، فالكل يؤدي دوره بانتظام، ولا غنى لواحد عن الآخر، ثم للتعبير حكمة أخرى وهي الإشارة إلى أنَّ هذا التفضيل إنما هو للجنس، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم، والدين، والعمل، وكما يقول الشاعر: ولو كان النساء كمن ذكرنا
      لفُضِّلَتِ النساءُ على الرجال  

      وبهذين المعنيين اللذين ذكرناهما ظهر أن الآية في نهاية الإيجاز والإعجاز؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 467].

      فتحت أبوابها... وفتحت أبوابها:
      س 417: قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 71]، وقال سبحانه: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 73]، لماذا قال في الأولى: ﴿ فُتِحَتْ ﴾ وفي الثانية: ﴿ وَفُتِحَتْ ﴾؟

      ج 417: قال المفسرون: إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير: حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة. وحذف الواو في قصة أهل النار؛ لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالًا وترويعًا لهم؛ [تفسير القرطبي].

      ثيبات وأبكارًا:
      س 418: قال تعالى: ﴿ عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكارًا ﴾ [التحريم: 5]، لماذا لم ترد الواو بين الصفات الست الأولى، ووردت فقط بين ثيبات وأبكارًا؟

      ج 418: لأنهما صفتان متنافيتان، فالواو هنا للعطف وتفيد أيضًا التنويع وإفادة المغايرة؛ [تفسير أبي السعود].

      غافر الذنب وقابل التوب:
      س 419: قال تعالى: ﴿ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ﴾ [غافر: 3]، لماذا جاءت الواو بين الوصفين الأوَّلين ولم تأتِ بعدهما؟

      ج 419: توسيط الواو بين الأوَّلين لإفادة الجمع بين محو الذنوب وقبول التوبة أو تغاير الوصفين؛ إذ ربما يتوهم الاتحاد أو تغاير موقع الفعلين؛ لأن الغفر هو الستر مع بقاء الذنب، وذلك لمن لم يتب فإنَّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ [تفسير أبي السعود 7/ 265].

      أصحاب الأيكة، مدين:
      س 420: قال تعالى: ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾ [الشعراء: 176، 177]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾ [الأعراف: 85]، لماذا لم يذكر الأخوة بعد الآية الأولى، وذكرها في الثانية؟

      ج 420: يقول الإمام المفسر ابن كثير: لأنه وصفهم بعبارة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة هاهنا. ولما نسبهم إلى القبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم. وهذا الفرق من النفائس اللطيفة العزيزة الشريفة؛ [قصص الأنبياء لابن كثير].

      يخلق ما يشاء... يفعل ما يشاء:
      س 421: قال تعالى في خلق عيسى ابن مريم: ﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 47]، وقال سبحانه في قصة زكريا: ﴿ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40].

      والسؤال لماذا قال تعالى في شأن عيسى: ﴿ يَخْلُقُ ﴾ وفي شأن زكريا: ﴿ يَفْعَلُ ﴾ وهو الشيخ الكبير وامرأته عاقر؟

      ج 421: لأن أمر عيسى عليه السلام أعجب وأغرب؛ حيث يأتي الولد من غير زوج، فناسبه ذكر الخلق، وفي شأن زكريا حيث هو أب كبير والأم عقيم فناسبه ذكر الفعل، والقدرة وهذا من أسرار القرآن؛ [مختصر تفسير الطبري 1/ 105].

      من ترك الحج وهو قادر:
      س 422: قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، والسؤال: لماذا قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ ﴾ بدل "ومن لم يحج"؟

      ج 422: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ ﴾ بدل "ومن لم يحج" للتنبيه على أن من ترك الحج وهو قادر مستطيع له، فقد سلك طريق الكافرين؛ [مختصر تفسير الطبري].

      قدَّم الجبال على الطير:
      س 423: قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ﴾[الأنبياء: 79]، لماذا قدَّم الجبال على الطير؟

      ج 423: قال الزمخشري: قدم الجبال على الطير؛ لأنَّ تسخيرها له وتسبيحها أعجب وأدلُّ على القدرة، وأدخل في الإعجاز، والطير حيوان ناطق. قال النحاس: وليس مراد الزمخشري: ناطق ما يراد به في حد الإنسان؛ [البرهان للزركشي 3/ 273].

      لعب ولهو:
      س 424: قال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [الأنعام: 32]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [محمد: 36]، والسؤال: لماذا قدَّم اللعب على اللهو في الآيات؟

      ج 424: لأن اللعب زمان الصبا، واللهو زمان الشباب، وزمان الصبا متقدِّم على زمان اللهو؛ [البرهان للزركشي 1/ 121].

      على ظهورهم:
      س 425: قال تعالى: ﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ ﴾ [الأنعام: 31]، لماذا جعل الفاصلة الخاتمة... يَزِرُونَ؟ ولماذا قال: ﴿ عَلى ظُهُورِهِمْ ﴾ ولم يقل: على رءوسهم؟

      ج 425: جعل الفاصلة ﴿ يَزِرُونَ ﴾ لجناس ﴿ أَوْزارَهُمْ ﴾، وقال: ﴿ عَلى ظُهُورِهِمْ ﴾ ولم يقل: على رءوسهم؛ لأنَّ الظهر أقوى للحمل؛ فأشار إلى ثقل الأوزار؛ [البرهان للزركشي 1/ 94].

      آية أفردت بالتأليف لبلاغتها:
      س 426: قيل عن الآية: أمر فيها ونهى وأخبر ونادى ونعت وسمَّى وأهلك وأبقى وأسعد وأشقى وقصَّ من الأنباء ما لو شرح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والإيجاز والبيان لجفَّت الأقلام، وقد أفردت بلاغة هذه الآية بالتأليف.

      وفي العجائب للكرماني: أجمع المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية بعد أن فتشوا جميع كلام العرب والعجم فلم يجدوا مثلها في فخامة ألفاظها وحسن نظمها وجودة معانيها في تصوير الحال مع الإيجاز من غير إخلال. فما هذه الآية الكريمة؟

      ج 426: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 71].

      جميع ما أخرجه من الأرض في آية:
      س 427: آية كريمة من آيات القرآن الكريم مكونة من أربع كلمات دلَّت على جميع ما أخرجه سبحانه وتعالى من الأرض قوتًا ومتاعًا للأنام، من العشب، والشجر، والحب، والثمر، والعصف، والحطب، واللباس، والنار، والملح؛ لأن النار من العيدان، والملح من الماء، فما هي الآية؟

      ج 427: قوله تعالى: ﴿ أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ﴾ [النازعات: 31].

      قدرة الله:
      س 428: آية كريمة من آيات القرآن الكريم دلّت على قدرة الله ولطفه ووحدانيته؛ لأنه لو كان ظهور الثمرة بالماء والتربة، لوجب في القياس ألا تختلف الطعوم والروائح، ولا يقع التفاضل في الجنس الواحد إذا نبت في مغرس واحد، ولكنه صنع اللطيف الخبير. فما هي هذه الآية الكريمة؟

      ج 428: قوله تعالى: ﴿ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ﴾ [الرعد: 4].

      يتربَّصْن بأنفسهن:
      س 429: قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ﴾ [البقرة: 226]، وقال سبحانه: ﴿ وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228] قيَّد الله التربُّص في هذه الآية بذكر الأنفس بقوله: ﴿ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ﴾ ولم يذكره في الآية الأولى ﴿ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ﴾، فما هي الحكمة؟

      ج 429: إنَّ في ذكر الأنفس تهييجًا لهن على التربُّص وزيادة بعث لهن على قمع نفوسهن عن هواها، وحملها على الانتظار؛ لأن أنفس النساء طوامح إلى الرجال، فأراد الله تعالى أن يقمعن أنفسهن، ويغالبن الهوى بامتثال أمر الله لهن بالتربُّص، والمخاطب في الآية الأولى الرجال، فلم يوجد ذلك الداعي إلى التقييد، فتدبر ذلك السر الدقيق؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 325].

      المولود له:
      س 430: قال تعالى: ﴿ وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، والسؤال: لم قيل: ﴿ الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾ دون الوالد؟

      ج 430: قال الزمخشري في كشافه: فإن قلت: لم قيل ﴿ الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾ دون الوالد؟ قلت: ليعلم أن الوالدات إنما ولدن لهم؛ لأن الأولاد للآباء؛ ولذلك ينسبون إليهم لا إلى الأمهات؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 351].

      بولدها... بولده:
      س 431: قال تعالى: ﴿ لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ﴾ [البقرة: 233]، لم أضاف الولد في الآية إلى كل من الأبوين بِوَلَدِها، وبِوَلَدِهِ؟

      ج 431: أضاف الولد في الآية إلى كل من الأبوين ﴿ والِدَةٌ بِوَلَدِها ومَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ﴾ وذلك لطلب الاستعطاف والإشفاق، فالولد ليس أجنبيًّا عن الوالدين، هذه أمه، وذاك أبوه، فمن حقهما أن يشفقا عليه، ولا تكون العداوة بينهما سببًا للإضرار بالولد؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 351].

      الخَبَر والخُبْر:
      س 432: قال تعالى: ﴿ إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نارًا سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ ﴾ [النمل: 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴾ [الكهف: 68]، والسؤال: ما الفرق بين الخَبر بالفتح والخُبر بالضم؟

      ج 432: الخَبَر: هو العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر؛ يعني أنه إذا كان يتعلق العلم بالأخبار الظاهرة، والأشياء الظاهرة، والأمور الظاهرة، فهو الخبر.

      أما الخُبْر: فهو المعرفة ببواطن الأمر؛ يعني إذا كان يتعلق العلم بالأمور الباطنة، وخفايا الأشياء وأسرارها ولطائفها وألغازها، فهو الخُبر.

      اسطاعوا واستطاعوا:
      س 433: قال تعالى: ﴿ فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 97]، ما هي الحكمة من حذف التاء من الفعل في الجملة الأولى مع أنها أثبتت في الفعل نفسه في الجملة الثانية؟

      ج 433: إن حذف التاء في الجملة الأولى للتخفيف؛ ولذلك يمكن أن نسميها تاء الخفَّة، ووجه الخفة أنَّ الجملة أخبرت عن عجزهم عن تسلُّق السّد، وهذا التسلق يحتاج إلى سرعة المتسلق ومهارته ورشاقته أولًا؛ ولذلك غالبًا ما يعجز البدين عن التسلق؛ لأنه يحتاج إلى خفة، ليتسلق بسرعة؛ ولذلك حذفت التاء من الفعل تسهيلًا وتخفيفًا.

      أما الفعل الثاني: ﴿ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ فإنَّ التاء بقيت فيه؛ لأنَّ هذا هو الأنسب للسياق، والمتفق مع الجو العام، وذلك أنَّ نقب السّد وهدمه يحتاج إلى جهد ومشقة وثقل ووقت، يحتاج إلى أدوات للحفر والنقض، بقيت التاء للثقل، لتساعد في رسم جو الثقل والجهد في نقض السد.

      واو الثمانية:
      س 434: قال تعالى: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [الكهف: 22] في هذه الآية وردت الواو في قوله: ﴿ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ ولم ترد في الموضعين قبلها، فلماذا؟

      ج 434: يقول المفسرون: وهذه الواو التي آذنت بأنَّ الذين قالوا: "سبعة وثامنهم كلبهم" هم على الصواب، والدليل عليه أن الله سبحانه أتبع القولين الأولين قوله: ﴿ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ﴾، وأتبع الثالث قوله: ﴿ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾، وقال ابن عباس: حين وقعت الواو انقطعت العدة؛ أي: لم يبق بعدها عدة عاد يلتفت إليها. وثبت أنهم سبعة وثامنهم كلبهم على القطع والثبات.

      وقال ابن جرير عن ابن عباس: ﴿ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ قال: أنا من القليل كانوا سبعة من هذه النصوص نستدل على أنَّ الواو جاءت لبيان القول الحق وللتفريق بينه وبين الباطل الذي هو رجم بالغيب؛ [تفسير الكشاف وتفسير أبي السعود].

      واستوى:
      س 435: قال الله تعالى في سورة القصص عن سيدنا موسى عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾. وقال في سورة يوسف عن يوسف عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ بدون كلمة ﴿ وَاسْتَوى ﴾، فلماذا ذكرها عند ذكر موسى ولم يذكرها عند ذكر يوسف؟

      ج 435: السبب كما جاء في كتب التفاسير أنه سبحانه لم يذكر كلمة ﴿ وَاسْتَوى ﴾ عند ذكر يوسف عليه السلام؛ لأنه أوحي إليه في صباه بخلاف سيدنا موسى عليه السلام، فكان إثباتها في الآية الأولى وحذفها من الآية الثانية الخاصة بسيدنا يوسف لسبب وهذا في غاية الدقة؛ [مجلة الجندي المسلم 38/ 85].

      الأسلوب الحكيم في الدعوة:
      س 436: قال تعالى بلسان مؤمن آل فرعون: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ﴾، والسؤال: لمَ نكَّر رَجُلًا؟

      ج 436: ليوهمهم أنه لا يعرفه، فقد استدرجهم الرجل المؤمن بطريق النصح والملاطفة، فلم يقل لهم: أتقتلون نبيّ الله؟ أو أتقتلون رجلًا مؤمنًا؟ [مختصر تفسير الطبري].

      تقديم الكذب لحكمة:
      س 437: قال تعالى بلسان مؤمن آل فرعون: ﴿ وَإِنْ يَكُ كاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾، والسؤال: لم قدَّم الكذب في خطابه، وجاء بصيغة تدلُّ على الشك؟

      ج 437: وذلك مراعاة لشعورهم، لئلا يعتقدوا أنه متعصب له؛ [مختصر تفسير الطبري].

      التقية:
      س 438: قال تعالى بلسان مؤمن آل فرعون: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾، لماذا ختم حديثه بذلك وقد كان يتحدث قبلها عن موسى؟

      ج 438: ختم حديثه بما يفهم منه أنه ليس بمصدق له، وفيه تعريض بفرعون دقيق، بكذبه وطغيانه، وهذا من أسرار إعجاز القرآن؛ [مختصر تفسير الطبري].

      إيجاز وإعجاز:
      س 439: قال النحاس عن بعض آية: هذا من معجز ما جاء في القرآن، مما لا يوجد في الكلام مثله على اختصاره وكثرة معانيه، والمعنى: إن خفت من قوم بينك وبينهم عهد خيانة، فانبذ إليهم العهد؛ أي قل لهم: قد نبذت إليكم عهدكم وأنا مقاتلكم، ليعلموا ذلك فيكونوا معك في العلم سواء، ولا تقاتلهم وبينك وبينهم عهد فيكون ذلك خيانة وغدرًا، فما هي الآية الكريمة؟

      ج 439: قوله تعالى: ﴿ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ﴾ [الأنفال: 58]؛ [مختصر تفسير الطبري].

      المباشرة الزوجية في القرآن:
      س 440: كنَّى الله تعالى عن الجماع بكنايات لطيفة، ليُعلِّم الأمة الأدب الرفيع، وليتخلقوا بأخلاق القرآن، والكناية إنما تكون فيما لا يحسن التصريح به. فما هذه الكنايات؟

      ج 440:
      1- الحرث: ﴿ نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223].
      2- السر: ﴿ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا ﴾ [البقرة: 235].
      3- اللباس: ﴿ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].
      4- الملامسة: ﴿ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ ﴾ [النساء: 43].
      5 - المماسة: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ] [البقرة: 237].
      6- الرفث: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187].
      7- الغشيان: ﴿ فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا ﴾ [الأعراف: 189].
      8- المباشرة: ﴿ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ ﴾ [البقرة: 187].
      9- الإفضاء: ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 21].
      10- الاقتراب: ﴿ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ [البقرة: 222].
      11- الدخول: ﴿ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 23].
      12- الإتيان: ﴿ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 222].
      13- المراودة: ﴿ وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ ﴾ [يوسف: 23].
      14- الطمث: ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56].
      15- الهجر: ﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ ﴾ [النساء: 34].

      وجزاء سيئة سيئة مثلها:
      س 441: قال تعالى: ﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ﴾ [الشورى: 40]، ورد لفظ سيئة مرتين في الآية بلفظ واحد ومعنيين مختلفين، فما هما؟

      ج 441: سيئة الأولى معصية، والثانية عدل؛ لأنها جزاء على المعصية، ويسمى هذا عند علماء البلاغة بالمشاكلة، وهي الاتفاق باللفظ دون المعنى؛ [مختصر تفسير الطبري 1/ 14].

      الظلمات والنور:
      س 442: قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ﴾ [الأنعام: 1]، لماذا أفرد النور وجمع الظلمات؟

      ج 442: يقول ابن القيم- رحمه الله-: إنَّ طريق الحق واحد؛ إذ مرده إلى الله الملك الحق، وطرق الباطل متشعِّبة متعددة؛ فإنها لا ترجع إلى شيء موجود، ولا غاية لها يوصل إليها؛ بل هي بمنزلة بنيات الطريق، وطريق الحق بمنزلة الطريق الموصل إلى المقصود، فهي وإن تنوَّعت فأصلها طريق واحد. ولما كانت الظلمة بمنزلة طريق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق، أفرد النور وجمع الظلمات، وهذا من إعجاز القرآن؛ [بدائع الفوائد].  


      قاسم عاشور


      شبكة الالوكة
    • الترغيب في الزواج:

      س 279: رغَّب الإسلام في الزواج، ودلَّ على ذلك آيات قرآنية كريمة، فما هي؟



      ج 279: 1 - قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً ﴾ [النساء: 1]. 2 - وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها ﴾ [الأعراف: 189]. 3 - وقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]. 4 - وقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ﴾ [النحل: 72]. 5 - وقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. 6 - وقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجًا ﴾ [فاطر: 11]. 7 - وقوله تعالى: ﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها ﴾ [الزمر: 6].



      8 - وقوله تعالى: ﴿ فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا ﴾ [الشورى: 11].



      معاملة الزوجة:

      س 280: أوصى القرآن الكريم بمعاملة الزوجة والإحسان إليها، وملاطفتها ومؤانستها، وتطييب القول لها بكلمتين اثنتين في إحدى آيات القرآن الكريم، فما هي الآية الكريمة؟



      ج 280: قوله تعالى: ﴿ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19].



      الزواج غنى:

      س 281: يلفت الإسلام نظر الرجل إلى أن الله سيجعل الزواج سبيلًا إلى الغنى، وأنه سيحمل عنه هذه الأعباء ويمده بالقوة التي تجعله قادرًا على التغلب على أسباب الفقر، فما الآية الكريمة التي تضمنت هذا المعنى؟



      ج 281: قوله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].



      الذرية الصالحة:

      س 282: من أول أهداف الأسرة في القرآن الكريم: الذرية الصالحة التي تكون قرة أعين للأبوين، ما الآيات الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟



      ج 282: 1 - قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]. 2 - وقوله تعالى مخبرًا عن عباد الرحمن: ﴿ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا ﴾ [الفرقان: 74]. 3 - وقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100، 101]. 4 - وقوله تعالى عن زكريا عليه السلام: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].



      الزواج آية من آيات الله:

      س 283: الزواج هو أساس تكوين الأسرة، فهو يربط بين رجل وامرأة رباطًا شرعيًّا وثيق العرى، مكين البنيان، مؤسسًا على تقوى من الله ورضوان، وقد اعتبر القرآن هذا الزواج آية من آيات الله، مثل خلق السموات والأرض، وخلق الإنسان من تراب، فما الآية الكريمة الدالة على ذلك والتي أشارت إلى الدعائم الثلاث التي تقوم عليها الحياة الزوجية؟



      ج 283: قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].



      الزواج ميثاق غليظ:

      س 284: سمَّى القرآن الكريم الارتباط بين الزوجين مِيثاقًا غَلِيظًا كما ورد في إحدى سور القرآن، فما الآيات التي ورد فيها ذلك؟



      ج 284: قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 20، 21].




      الزواج سكن واطمئنان:

      س 285: أشارت آية كريمة إلى أن الزواج هو أحسن وضع طبيعي، وأنسب مجال حيوي لإرواء الغريزة وإشباعها، فيهدأ البدن من الاضطراب، وتسكن النفس من الصراع، ويكف النظر عن التطلُّع إلى الحرام، وتطمئن العاطفة إلى ما أحلَّ الله، فما هي هذه الآية الكريمة؟



      ج 285: قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].



      الصفات المرغوبة في الزوجة:

      س 286: أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى الصفات المرغوبة في الزوجة؛ وهي: طاعة الله، وطاعة زوجها، وحفظ نفسها في غيبة زوجها، وحفظ ماله عن التبذير، وذلك بحفظ الله لها، فما هي الآية الكريمة التي تعد مفتاح الخير والسعادة للزوجة في الدنيا والآخرة؟



      ج 286: قوله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34].



      الصفات المرغوبة في الزوج:

      س 287: أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى الصفات المرغوبة في الزوج، وقد جاءت الآية على لسان إحدى ابنتي شعيب وهي البنت التي تزوَّجها سيدنا موسى عليه السلام، فما هي هذه الآية الكريمة؟



      ج 287: قوله تعالى: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، والصفتان المرغوبتان في الزوج هما: القوة والأمانة.



      مواصفات الزوجة المؤمنة الصالحة:

      س 288: في آية من آيات القرآن الكريم وردت مواصفات الزوجة المؤمنة الصالحة، وهي المؤهلات الأخلاقية التي ارتضاها الله تعالى لها، فما الآية الكريمة؟



      ج 288: قوله تعالى: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴾ [التحريم: 5].



      الخير فيما اختاره الله تعالى:

      س 289: يكره الرجل المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها خيرٌ كثيرٌ لا يعرفه، ويحب المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها شرٌّ كثير لا يعرفه، فلا ينبغي أن يجعل المعيار هواه؛ بل المعيار على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه، وفي كتاب الله عز وجل آية كريمة تشير إلى هذا المعنى، فما هي؟



      ج 289: قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].



      تحريم نكاح المشركة والمشرك:

      س 290: حرَّم الله تعالى نكاح المشركة والمشرك، فالمسلم لا يحل له نكاح المشركة، والمسلمة لا يحل لها نكاح المشرك، ما الآية الدالة على ذلك في كتاب الله عز وجل؟



      ج 290: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴾ [البقرة: 221]، والمشركات هن الوثنيات اللاتي لا دين لهنَّ، ولا يدخل في الآية نساء أهل الكتاب؛ لأن الله تعالى أحل نكاحهن.



      تفسير الدرجة:

      س 291: ما تفسير الدرجة في قوله تعالى: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]؟



      ج 291: قال الطبري: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما قاله ابن عباس، وهو أن الدرجة هي الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها، وإغضاؤه لها عنه، وأداء كل الواجب لها عليه، وذلك أنَّ الله تعالى ذكره، قال: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ عقب قوله: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]... ثم ندب الرجال إلى الأخذ عليهن بالفضل، إذا تركن بعض ما أوجب الله لهم عليهنَّ.



      وعلق على قول الطبري الأستاذ محمود شاكر محقق التفسير قائلًا: ولم يكتب الطبري ما كتب على سبيل الموعظة؛ بل كتب بالبرهان والحجة الملزمة، واستخرج ذلك من سياق الآيات المتتابعة، ففيها بيان تعادل حقوق الرجل على المرأة، وحقوق المرأة على الرجل، ثم أتبع ذلك بندب الرجال إلى فضيلة من فضائل الرجولة، لا ينال المرء نبلها إلا بالعزم والتسامي، وهي أن يتغاضى عن بعض حقوقه لامرأته، فإذا فعل ذلك فقد بلغ من مكارم الأخلاق منزلة تجعل له درجة على امرأته.



      هذه الجملة حثٌّ وندب للرجال على السموِّ إلى الفضل، لا خبرًا عن فضل قد جعله الله مكتوبًا له، أحسنوا فيما أمرهم به أم أساءوا؛ [مجلة النور 157/ 37].



      الزواج من زوجة الابن المتبنَّى:

      س 292: ما الدليل من كتاب الله عز وجل على جواز نكاح زوجة الابن المتبنَّى إذا طَلَّقها وفارقها؟



      ج 292: قوله تعالى: ﴿ لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ﴾ [الأحزاب: 37].



      جواز المغالاة في المهور:

      س 293: المهر في الشريعة الإسلامية هبة وعطية، وليس له قدر محدد؛ إذ الناس يختلفون في الغنى والفقر، ويتفاوتون في السعة والضيق، فتركت الشريعة التحديد ليعطى كل واحد على قدر طاقته وحسب حالته، وقد اتفق الفقهاء على أنه لا حدَّ لأكثر المهر إشارة إلى آية كريمة في كتاب الله تعالى، فما هي الآية؟



      ج 293: قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 20]، قال العلامة القرطبي: في هذه الآية دليل على جواز المغالاة في المهور؛ لأنَّ الله تعالى لا يمثل إلا بمباح، وذكر قصة عمر وفيها قوله: أصابت امرأة وأخطأ عمر؛ [آيات الأحكام للصابوني].



      الحقوق الزوجية:

      س 294: للزوجة من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف، مثل ما عليها من الطاعة لزوجها. ورد هذا المعنى في آية كريمة من آيات القرآن الكريم، فما هي الآية؟



      ج 294: قوله تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228].



      العفاف لمن لم يملك نفقة الزواج:

      س 295: في آية كريمة من آيات القرآن الكريم أمرنا الله تعالى أن نلزم العفاف، وأن نحفظ الفروج إن لم نقدر على الزواج، فما هي الآية؟



      ج 295: قوله تعالى: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33].



      القرآن يحث المرأة على التعلُّم:

      س 296: حثَّ القرآن الكريم المرأة على التعلم والتعليم في إحدى الآيات الكريمة، فما هي هذه الآية؟



      ج 296: قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34].



      المهر في كتاب الله تعالى:

      س 297: يقول الطبري عن المهر في تفسيره: اعطوا النساء مهورهنَّ عطية واجبة وفريضة لازمة، فإن طابت لكم أنفسهنَّ بشيء من المهر فكلوه هنيئًا مريئًا، وقد ذكر المهر في كتاب الله تعالى في آيات كثيرة، فما هي؟



      ج 297: 1 - قوله تعالى: ﴿ وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4].



      2 - وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 20، 21]. 3 - وقوله تعالى: ﴿ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ﴾ [النساء: 24]. 4 - وقوله تعالى: ﴿ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 25]. 5 - وقوله تعالى: ﴿ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ ﴾ [المائدة: 5]. 6 - وقوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 50]. 7 - وقوله تعالى: ﴿ وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾ [الممتحنة: 10].



      المحرمات من النساء:

      س 298: آيتان كريمتان من آيات القرآن الكريم جمعتا المحرَّمات من النساء تحريمًا مؤبدًا بسبب النسب والمصاهرة والرضاعة، فما الآيتان؟



      ج 298: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ ﴾ [النساء: 22، 23].



      تحريم الجمع بين الأختين:

      س 299: حرَّم الإسلام الجمع بين الأختين في آن واحد، فما الآية الكريمة الدالة على ذلك؟



      ج 299: قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 23].



      الإنفاق على الزوجة والأولاد:

      س 300: فرض الله تعالى على الرجل الإنفاق على زوجته وأولاده، وقد ورد ذلك في كتاب الله تعالى، فما الآيات؟



      ج 300: قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها ﴾ [البقرة: 233]، وقوله تعالى: ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 6، 7].



      مدة الحمل الشرعي:

      س 301: كم هي مدة الحمل الشرعي؟



      ج 301: أجمع الفقهاء على أنَّ أقل مدة الحمل هي ستة أشهر، وهذا الحكم مستنبط من قوله تعالى: ﴿ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15]، ومن قوله تعالى في الآية الأخرى: ﴿ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾ [لقمان: 14]، فمن مجموع الآيتين الكريمتين يتبين أن أقل مدة الحمل هي ستة أشهر.



      قال ابن العربي في تفسيره: روي أنَّ امرأة تزوجت فولدت لستة أشهر من يوم تزوجت، فأتى بها عثمان رضي الله عنه فأراد أن يرجمها، فقال ابن عباس لعثمان: إنها إن تخاصمكم بكتاب الله تخصمكم، قال الله عز وجل: ﴿ وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا ﴾، وقال: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ [البقرة: 233]، فالحمل ستة أشهر، والفصال أربع وعشرون شهرًا، فخلَّى عثمان- رضي الله عنه- سبيلها. وفي رواية أن: عليَّ بن أبي طالب قال له ذلك.



      قال ابن العربي: وهو استنباط بديع؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 245].



      المحرمات من النساء بسبب المصاهرة:

      س 302: من هن المحرمات من النساء بسبب المصاهرة، مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل؟



      ج 302: 1 - زوجة الأب لقوله تعالى: ﴿ وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ﴾ [النساء: 22]. 2 - زوجة الابن؛ لقوله تعالى: ﴿ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ﴾ [النساء: 23]. 3 - أم الزوجة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ ﴾ [النساء: 23]. 4 - بنت الزوجة إذا دخل بأمها؛ لقوله تعالى: ﴿ وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 23].



      قوامة الرجل:

      س 303: للرجال درجة القوامة على نسائهم بسبب ما منحهم الله من العقل والتدبير، وخصهم به من الكسب والإنفاق، في كتاب الله تعالى آية كريمة بهذا الأمر، فما هي؟



      ج 303: قوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].



      نكاح نساء أهل الكتاب:

      س 304: أحلَّ الله تعالى نكاح العفائف الحرائر من نساء أهل الكتاب الذين آمنوا بما في التوراة والإنجيل، فما الآية الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟



      ج 304: قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ ﴾ [المائدة: 5].



      المباشرة، متى وأين؟

      س 305: بين الله تعالى في كتابه العزيز متى وكيف وأين يأتي الرجل أهله، وهو مكان الحرث والذرية، في قبلها لا في دبرها، وهي طاهرة من الحيض، كيف شاء من وجوه المأتى، فما الآيات التي أشارت إلى هذا الأمر؟



      ج 305: قوله تعالى: ﴿ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ * نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 222، 223].



      أخذ رأي المرأة في زواجها:

      س 306: يقول الطبري في معنى الآية: إذا طلقتم النساء، وانقضت عدتهن، فلا تمنعوهن أن يرجعن إلى أزواجهن إذا تراضى الأزواج والنساء، وأرادت المرأة أن ترجع إلى زوجها بنكاح جديد، فما هي الآية التي أشارت إلى ذلك؟



      ج 306: قوله تعالى: ﴿ وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 232]، وقوله تعالى: ﴿ فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 234].



      المرأة أقل عقلانية من الرجل:

      س 307: آية كريمة من آيات القرآن الكريم تقول: إن المرأة أقل ضبطًا وعقلانية من الرجل وأقل تذكرًا منه للأمور، وأنَّ عاطفتها تنسيها الأشياء، فما هي هذه الآية الكريمة؟



      ج 307: قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى ﴾ [البقرة: 282].



      غير أولي الإربة من الرجال:

      س 308: قال تعالى: ﴿ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ﴾ [النور: 31] هؤلاء ممن استثناهم الله تعالى وجعلهم كالمحارم تمامًا؛ كالأخ والزوج والأب، وجوَّز للمرأة أن تظهر عليهم بزينتها من غير تبرُّج، فما هي صفة هؤلاء الرجال؟



      ج 308: هم كالأجراء والأتباع الذين ليسوا بأكفاء، وهم مع ذلك في عقولهم وله، ولا همة لهم إلى النساء، ولا يشتهونهن. قال ابن عباس: هو المغفل الذي لا شهوة له. وقال مجاهد: هو الأبله.



      وفي تفسير أبي السعود: هم البُلْه الذين يتتبعون الناس لفضل طعامهم، ولا يعرفون شيئًا من أمور النساء؛ [تفسير ابن كثير].



      الوالدة حقها أكبر:

      س 309: وجب الإحسان للوالدين معًا؛ لكنَّ الوالدة هي التي تعاني من آلام الحمل والوضع ما لا يعانيه الآباء، وقد تخص الأمهات بالإحسان والبر أكثر من الآباء، وفي القرآن الكريم آيتان كريمتان نوهتا بخصوصية الأم وفضلها، فما هما؟



      ج 309: 1 - قوله تعالى: ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ ﴾ [لقمان: 14]. 2 - وقوله تعالى: ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ﴾ [الأحقاف: 15].



      العروب:

      س 310: قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً* فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكارًا* عُرُبًا أَتْرابًا ﴾ [الواقعة: 35 - 37]، ما معنى قوله تعالى: ﴿ عُرُبًا ﴾؟



      ج 310: ﴿ عُرُبًا ﴾؛ أي: عاشقات لأزواجهنَّ، جمع عروب؛ وهي المحبة العاشقة لزوجها.



      الترائب:

      س 311: قال تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ ﴾ [الطارق: 5 - 7]، ما هي الترائب؟



      ج 311: الترائب: عظام الصدر، جمع تريبة مثل فصيلة وفصائل، قال ابن كثير: ترائب المرأة يعني صدرها، وهو قول ابن عباس ومجاهد.




      الإنفاق:
      س 312: الإنفاق حيث وقع في القرآن فهو الصدقة، إلَّا في آية واحدة فإن المراد به المهر، وهو صدقة في الأصل تصدَّق الله بها على النساء، فما هي الآية الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟

      ج 312: قوله تعالى: ﴿فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا﴾ [الممتحنة: 11]؛ [الإتقان للسيوطي 1/ 188].

      شاهدا عدل:
      س 313: روى الإمام ابن كثير في تفسيره عن ابن جريج: أن عطاء كان يقول: لا يجوز في نكاح ولا طلاق ولا إرجاع إلا شاهدا عدل، كما قال الله عز وجل، إلا من عذر، فما الآية الكريمة الدالة على ذلك؟

      ج 313: قوله تعالى: ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ [الطلاق: 2].

      الظِّهار:
      س 314: الظِّهار مشتق من الظهر، وهو قول الرجل لزوجته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمي. والظِّهار كان طلاقًا في الجاهلية، فأبطل الإسلام هذا الحكم، وجعل الظِّهار محرمًا للمرأة حتى يكفِّر زوجها.

      وقد أجمع العلماء على حرمته، فلا يجوز الإقدام عليه، فما الآية الكريمة التي حرَّمت الظِّهار؟

      ج 314: قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [المجادلة: 2].

      كفارة الظهار:
      س 315: ما كفارة الظهار من كتاب الله تعالى؟

      ج 315: الكفارة: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكينًا، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ [المجادلة: 3، 4].

      الإيلاء:
      س 316: الإيلاء في الشرع هو الامتناع باليمين من وطء الزوجة. وقد كان الرجل في الجاهلية يحلف ألا يمسَّ امرأته السنة والسنتين والأكثر من ذلك بقصد الإضرار بها فيتركها معلقة، لا هي زوجة، ولا هي مطلقة، فأراد الله سبحانه أن يضع حدًّا لهذا العمل الضار، فوقَّته بمدة أربعة أشهر، يتروى فيها الرجل، عَلَّه يرجع إلى رشده، فإن رجع في تلك المدة أو في آخرها، وإلَّا طلق، ما الآيات الكريمة التي تحدثت عن الإيلاء؟

      ج 316: قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 226، 227].

      حرمة الإساءة إلى الزوجة لتختلع:
      س 317: قال الطبري في تفسير الآية: لا يحل لكم أيها المؤمنون أن تحبسوا نساءكم وتضيقوا عليهن مضارة لهنَّ ليفتدين منكم بما أعطيتموهن من المهر. قال ابن عباس: الرجل تكون له المرأة وهو كاره لصحبتها ولها عليه مهر فيضربها؛ لتفتدي نفسها منه، فما هي هذه الآية الكريمة؟

      ج 317: قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ﴾ [النساء: 19].

      الرغبة في التزوج بالمعتدة:
      س 318: يقول الطبري في تفسير الآية: لا ضيق ولا حرج عليكم أيها الرجال في إبداء الرغبة بالتزوج من النساء المعتدات بطريق التلميح لا التصريح، أو أخفيتم وسترتم في أنفسكم، عزمكم على نكاحهن، فما هي الآية الكريمة الدالة على هذا المعنى؟

      ج 318: قوله تعالى: ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ [البقرة: 235]، وهذه التي تجوز خطبتها تعريضًا لا تصريحًا هي المعتدة في الوفاة، ومثلها المعتدة البائن المطلقة ثلاثًا، فيجوز التعريض لها دون التصريح.

      الإصلاح بين الزوجين:
      س 319: أمر الله تعالى عباده في إحدى آيات القرآن الكريم عند وقوع الشقاق بين الزوجين، بإرسال حَكَمَين عدلين، واحد من أقارب الزوج، وواحد من أقارب الزوجة؛ لينظرا في أمرهما ويفعلا ما فيه المصلحة، وإن قصد الحكمان الإصلاح بين الزوجين، وفقهما الله تعالى للحق والصواب، فما الآية الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟

      ج 319: قوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ [النساء: 35].

      الصلح خير:
      س 320: إن خافت امرأة من زوجها استعلاء بنفسه عنها، لبغض لها لدمامتها أو كبر سنها، أو إعراضًا بصرف وجهه عنها، فلا حرج على الرجل والمرأة أن يتصالحا بينهما على شيء، بترك بعض الحق استدامة لعقد النكاح، فالصلح خير من طلب الفرقة والطلاق، ما الآية الكريمة الدالة على ذلك من كتاب الله عز وجل؟

      ج 320: قوله تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزًا أَوْ إِعْراضًا فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].

      العدل بين النساء:
      س 321: لن تستطيعوا أيها الرجال أن تعدلوا بين أزواجكم في المحبة والهوى، ولو كنتم حريصين على ذلك، ما الآية الكريمة الدالة على ذلك من كتاب الله تعالى؟

      ج 321: قوله تعالى: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾ [النساء: 129]، أمر الله تعالى الرجال بالعدل بين أزواجهم فيما استطاعوا من القسمة والنفقة والمعاشرة بالمعروف، وصفح لهم عما لا يطيقونه مما في القلوب من المحبة والهوى؛ [مختصر تفسير الطبري].

      علاج النشوز:
      س 322: أرشد القرآن الكريم في بعض آية إلى علاج المرأة إذا أساءت عِشرة زوجها، وركبت رأسها، وطغت وبغت، فما الآية الكريمة التي تدل على ذلك؟

      ج 322: قوله تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ [النساء: 34]. وهذا العلاج خير من طلاقها؛ لأن الطلاق هدم للأسرة، وتمزيق لشملها، وإذا قيس الضرر الأخف بالضرر الأعظم، كان ارتكاب الأخف حسنًا وجميلًا؛ [مختصر تفسير الطبري].

      الميل المنهي عنه:
      س 323: قال الطبري في تفسير الآية: فلا تميلوا بأهوائكم إلى بعضهن، وتتركوا بعضهن حتى تصبح الواحدة كالتي ليست بذات زوج، ولا مطلقة، فما الآية الكريمة الدالَّة على ذلك؟

      ج 323: قوله تعالى: ﴿فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ﴾ [النساء: 129].

      لا يجوز الإضرار بالزوجة:
      س 324: لا يجوز الإضرار بالزوجة بأي حال من الأحوال، وقد كلف الله تعالى الرجل إمَّا أن يمسك زوجته بمعروف أو يُسرِّحها بإحسان، وهذا التكليف نصَّت عليه ثلاث آيات في كتاب الله تعالى، فما هي؟

      ج 324:
      1 - قوله تعالى: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ﴾ [البقرة: 229].

      2 - وقوله تعالى: ﴿وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرارًا لِتَعْتَدُوا﴾ [البقرة: 231].

      3 - وقوله تعالى: ﴿فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾ [الطلاق: 2].

      الخمر والجيوب:
      س 325: قال تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31]، ما هي الخمر؟ وما هي الجيوب؟

      ج 325: قال ابن كثير: الخُمُر: جمع خمار وهو ما يُغطى به الرأس.
      والجيوب؛ أي: النحور والصدور.

      فالمراد بضرب النساء بخمرهن على جيوبهن أن يغطين رءوسهن وأعناقهن وصدورهن بكل ما فيها من زينة وحلي.

      والمراد بالآية كما رواه ابن أبي حاتم: أمرهن الله بستر نحورهن وصدورهن بخمرهن؛ لئلا يُرى منها شيء؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 145].

      ملك اليمين:
      س 326: قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ﴾ [الأحزاب: 50].
      ما المراد بملك اليمين؟


      ج 326: أي: أحللنا لك إماءك اللواتي ملكتهن بالسّباء والفيء عن طريق الحرب والجهاد، أو عن طريق الغنيمة؛ كصفية وجويرية؛ [تفسير الطبري].

      المرأة مندوبة إلى الغلظة في المقالة مع الأجانب:
      س 327: قال الإمام الواحدي في كتابه البسيط: المرأة مندوبة إذا خاطبت الأجانب إلى الغلظة في المقالة؛ لأن ذلك أبعد من الطمع في الريبة، وكذلك إذا خاطبت محرمًا عليها بالمصاهرة، ألا ترى أن الله تعالى أوصى أمهات المؤمنين وهن محرمات على التأبيد بهذه الوصية، فما الآية الكريمة التي أشارت لوصية الله تعالى لأمهات المؤمنين؟

      ج 327: قوله تعالى: ﴿يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب: 32].

      النهي عن التبتُّل للقادر على الزواج:
      س 328: نهى الله تعالى في آية كريمة عن الانقطاع عن الزواج للقادر عليه، فما هي الآية التي أشارت إلى ذلك؟

      ج 328: قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [المائدة: 87].
      آيات الحجاب:
      س 329: الحجاب مفروض على جميع نساء المؤمنين، وهو واجب شرعي محتم، وبنات الرسول ونساؤه هن الأسوة والقدوة لسائر النساء، والجلباب الشرعي يجب أن يكون ساترًا للزينة والثياب ولجميع البدن، والحجاب لم يفرض على المسلمة تضييقًا عليها، وإنما تشريفًا لها وتكريمًا وصيانة لها وحماية للمجتمع من ظهور الفساد، وانتشار الفاحشة، ما هي النصوص الواردة في الحجاب؟

      ج 329:
      1 - قوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى﴾ [الأحزاب: 33].

      2 - وقوله تعالى: ﴿وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ﴾ [الأحزاب: 53].

      3 - وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].

      4 - وقوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ [النور: 31].

      قدسية الزواج:
      س 330: الزواج شركة مقدسة طرفاها الزوجان، وقد وصف الله تعالى عقد الزواج بما وصف به عقد الإيمان، فما الآيتان الدالتان على ذلك؟

      ج 330: قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ [الأحزاب: 7]، وقوله تعالى: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21].

      النساء الصالحات:
      س 331: ورد في القرآن الكريم العديد من النساء الصالحات، مرة بالتصريح، ومرة بالتلميح، فمَنْ هنَّ؟

      ج 331: الصالحات هن: حواء، ومريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وأمهات المؤمنين: عائشة، وحفصة، وزينب بنت جحش، رضي الله عنهن، وزوجة سيدنا إبراهيم، وأم وأخت وزوجة سيدنا موسى، وزوجة سيدنا زكريا، وزوجة سيدنا أيوب، وملكة سبأ، والمجادلة خولة بنت ثعلبة، والواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من واحدة.

      النساء العاصيات:
      س 332: ورد في القرآن الكريم ذكر النساء العاصيات الكافرات، فمن هنَّ؟

      ج 332: العاصيات هنَّ: امرأة سيدنا نوح، وامرأة سيدنا لوط، وامرأة أبي لهب.

      كانت العدَّة حولًا ثم خُفِّفت:
      س 333: كان الرجل إذا مات عن امرأة أنفق عليها من ماله حولًا، وهي في عدته ما لم تخرج، فإن خرجت انقضت العدة ولا شيء لها؛ لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ﴾ [البقرة: 240] نسخ الله تعالى هذه الآية بآية أخرى، فما هي؟

      ج 333: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234]، فصارت الأربعة أشهر والعشر ناسخة للحول.

      وجوب المتعة:
      س 334: من عدل الإسلام، إذا طلَّق الرجل زوجته قبل الدخول، ولم يفرض لها صداقًا، وجب عليه المتعة تعويضًا لها عمَّا فاتها، وقد أجمع العلماء على أنَّ التي لم يفرض لها، ولم يدخل بها، لا شيء لها غير المتعة، فما الآية الكريمة الدالة على هذه المتعة من كتاب الله تعالى؟

      ج 334: قوله تعالى: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا﴾ [البقرة: 236].

      نفقة المعتدة:
      س 335: للمعتدة الرجعية، والمعتدة الحامل النفقة، وقد أوجب الله تعالى هذه النفقة على الزوج، فما الدليل من كتاب الله تعالى على نفقة هذه وتلك؟

      ج 335: المعتدة الرجعية: قال تعالى: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ﴾ [الطلاق: 6]، والمعتدة الحامل: قال تعالى: ﴿وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: 6].

      المطلقة قبل الدخول بها:
      س 336: هل للمطلقة قبل الدخول بها من عدة؟ مع الدليل.

      ج 336: ليس للمطلقة قبل الدخول بها من عدة، والدليل: قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا﴾ [الأحزاب: 49].

      للمطلقة الحق في أخذ أجرة الرضاع:
      س 337: إذا ولدت المطلقة، ورضيت أن ترضع ابنها، فعلى الرجل أن يدفع لها أجر الرضاعة، فما الآية الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟

      ج 337: قوله تعالى: ﴿فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾ [الطلاق: 6].

      حرمة عقد النكاح على المعتدة:
      س 338: أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى حرمة عقد النكاح على المعتدة في حالة العدة وفساد هذا العقد، فما الآية الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟

      ج 338: قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ﴾ [البقرة: 235] حرم الله النكاح في العدة، وأوجب التربص على الزوجة، سواء كان ذلك في عدة الطلاق، أو في عدة الوفاة، وقد دلَّت الآية على تحريم العقد على المعتدة، واتفق العلماء على أنَّ العقد فاسد ويجب فسخه؛ لنهي الله تعالى عنه، وإذا عقد عليها وبنى بها فسخ النكاح؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 377].

      المطلقة قبل الدخول بها لها نصف المهر:
      س 339: أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى أنَّ المطلقة قبل الدخول بها، لها نصف المهر إذا كان المهر مذكورًا، فما الآية الكريمة التي أشارت إلى ذلك؟

      ج 339: قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ﴾ [البقرة: 237].

      طلاق الرجعة:
      س 340: الطلاق الذي فيه الرجعة مرتان: فإما أن يمسكها بالمعروف، فيحسن صحبتها، أو يفارقها ويسرحها، ولا يظلمها من حقها شيئًا. وقد أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى ذلك، فما هي؟

      ج 340: قوله تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229].

      لا يجوز خروج المعتدَّة:
      س 341: أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى أنَّ المعتدة تقعد في منزل زوجها لا يجوز له أن يخرجها، ولا يجوز لها أن تخرج، ولو أذن لها زوجها بذلك، وهذا أمر الله وحكمه، فما الآية الكريمة التي ورد فيها هذا الأمر؟

      ج 341: قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ﴾ [الطلاق: 1].

      لا يحل استرجاع المهر من المطلقة:
      س 342: أشارت آية كريمة من آيات القرآن الكريم إلى أنه إذا أراد الرجل تطليق امرأته ونكاح امرأة أخرى فإنه لا يحل له استرجاع شيء من مهرها ولو كان كثيرًا، وقد وصل كل منهما إلى الآخر بالمباشرة والجِماع، فما هي هذه الآية؟

      ج 342: قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 20، 21].

      لا يجوز الطلاق في الحيض:
      س 343: روى البخاري أن عبدالله بن عمر طلَّق امرأة له وهي حائض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرة قبل أن يمسها، فتلك العدة التي أمر بها الله عز وجل».

      وقال ابن عباس: لا يطلقها وهي حائض، ولا في طهر قد جامعها فيه، ولكن يتركها حتى إذا حاضت وطهرت طلقها تطليقة، ما الآية الدالة على ذلك من كتاب الله عز وجل؟
      ج 343: قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ﴾ [الطلاق: 1].

      المطلقة ثلاثًا:
      س 344: المطلقة ثلاثًا لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجًا غيره نكاحًا صحيحًا، ثم يجامعها فيه ثم يطلقها حتى تحل لزوجها الأول، فمن تزوَّجها بقصد الإحلال كان زواجه صوريًّا غير صحيح، ولا تحل به المرأة للأول، فما الآية الكريمة الدالة على ذلك؟

      ج 344: قوله تعالى: ﴿فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا﴾ [البقرة: 230]، والمعنى: فَإِنْ طَلَّقَها زوجها الأول التطليقة الثالثة فلا رجعة له عليها، حتى تتزوج غيره ويدخل بها، فَإِنْ طَلَّقَها زوجها الثاني فلا حرج على الأول أن يتزوجها إذا طلقها الآخر أو مات عنها بنكاح جديد؛ [مختصر تفسير الطبري].

      عدة الحامل:
      س 345: ما عدَّة الزوجة الحامل إذا طُلِّقت أو توفي عنها زوجها؟

      ج 345: عدَّة الحامل تنتهي بوضع الحمل، سواء أكانت مطلقة أو متوفى عنها زوجها؛ لقوله تعالى: ﴿وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: 4].

      عدة المتوفى عنها زوجها:
      س 346: ما عدة المتوفى عنها زوجها إذا لم تكن حاملًا؟

      ج 346: قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234].

      وإن طلق امرأته طلاقًا رجعيًّا، ثم مات عنها وهي في العدة اعتدت بعدة الوفاة؛ لأنه توفي عنها وهي زوجته.

      عدة غير المدخول بها وقد مات عنها زوجها:
      س 347: ما عدة الزوجة غير المدخول بها وقد مات عنها زوجها؟

      ج 347: عليها العدة كما لو كان قد دخل بها؛ لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234]، وإنما وجبت العدة عليها وإن لم يدخل بها وفاء للزوج المتوفى ومراعاة لحقه.

      عدة المطلقة الحائض:
      س 348: ما عدة الزوجة إذا كانت مدخولًا بها ومن ذوات الحيض؟

      ج 348: عدتها ثلاثة قروء؛ أي: ثلاث حيضات؛ لقوله تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ﴾ [البقرة: 228].

      عدة المطلقة غير الحائض:
      س 349: ما عدَّة المطلقة غير الحائض؟

      ج 349: إذا كانت المطلقة من غير ذوات الحيض، فعدتها ثلاثة أشهر، ويصدق ذلك على الصغيرة التي لم تبلغ، والكبيرة التي لا تحيض؛ سواء أكان الحيض لم يسبق لها، أو انقطع حيضها بعد وجوده؛ لقوله تعالى: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ﴾ [الطلاق: 4].

      كيد النساء:
      س 350: جاء وصف النساء بالكيد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، مرتين على لسان يوسف عليه السلام، ومرة على لسان العزيز، فما هي الآيات؟

      ج 350:
      1 - قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف: 33].
      2 - وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 50].
      3 - وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ [يوسف: 28].

      الإسلام حفظ للأنثى كرامتها:
      س 351: يأبى القرآن للمسلم أن يتبرم بذرية البنات وأن يتلقى ولادتهنَّ بالعبوس والانقباض، وقد أشارت آية كريمة إلى هذا الأمر، فما هي الآية؟

      ج 351: قوله تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [النحل: 58، 59].

      المرأة والرجل متساويان في الثواب عن العمل:
      س 352: المرأة والرجل متساويان في الأجر والثواب عن العمل، والمنافسة هي العمل والإخلاص فيه لله تعالى، وفي كتاب الله تعالى آيات كريمة أشارت إلى هذه المساواة، فما هي؟

      ج 352:
      1 - قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 195].

      2 - وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ [النساء: 124].

      3 - وقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].

      4 - وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35].

      5 - وقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر: 40].

      6 - وقوله تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ [النساء: 32].

      7 - كما أنهما متساويان في العقاب: قال تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ﴾ [المائدة: 38].

      8 - وقال سبحانه: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ [النور: 2].

      الذكر والأنثى:
      س 353: سوَّى الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية؛ حيث خلق الله تعالى الاثنين من طينة واحدة ومن معين واحد، فلا فرق بينهما في الأصل والفطرة، ولا في القيمة والأهمية.

      والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس، وروح خلقت لتتكامل مع روح، وشطر مساوٍ لشطر، ما الدليل على ذلك من كتاب الله عز وجل؟

      ج 353: قوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ [القيامة: 36 - 39].

      وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [فاطر: 11]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ [النجم: 45، 46].


      من كتاب جواهر قرآنية سؤال وجواب في القرآن


      قاسم عاشور
       
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182441
    • إجمالي المشاركات
      2535942
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93288
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×