اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57889
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180611
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259973
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8290
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53058
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32204
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37975 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 106 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    2 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • منذ مئات السنين، ارتبط اسم ألمانيا بالدقة الصناعية والإتقان في أدق التفاصيل، ومن أبرز الصناعات التي تعكس هذا الإرث هي الساعات الألمانية. سواء كنت تبحث عن ساعات يد رجالية تحمل طابعًا كلاسيكيًا صارمًا، أو ساعات نسائية فخمه للبيع تضيف لمسة من الرقي لإطلالتك، فإن الساعات المصنوعة في ألمانيا تظل رمزًا للجودة والتميز. تاريخ الساعات الألمانية تعود صناعة الساعات في ألمانيا إلى منطقة غلاشوت (Glashütte) الشهيرة التي أصبحت مهدًا للحرفيين وصانعي الساعات منذ القرن التاسع عشر. ما يميز هذه الصناعة أنها تجمع بين التقنيات الميكانيكية التقليدية والابتكارات الحديثة، لتقدم ساعات لا تُقارن من حيث الدقة والفخامة. لماذا يفضل عشاق الساعات ساعات صناعة المانية؟ حركات ميكانيكية دقيقة: آليات الساعات الألمانية مشهورة بمتانتها وانسيابيتها التي قد تدوم لعقود. تصاميم راقية ومتنوعة: تتدرج بين البساطة العصرية والفخامة المزينة بالأحجار الكريمة. قيمة استثمارية: اقتناء ساعة ألمانية يعني امتلاك قطعة فنية قابلة للتوريث، وليست مجرد إكسسوار عابر. حرفية لا مثيل لها: كل ساعة تمر بمراحل تصنيع يدوية دقيقة، ما يضمن فرادة كل قطعة.
        أبرز الماركات الألمانية A. Lange & Söhne واحدة من أرقى العلامات الفاخرة عالميًا، تقدم ساعات معقدة ميكانيكيًا ومحدودة الإصدار. Glashütte Original تمثل التوازن بين الأصالة والحداثة، بساعات فاخرة تليق بالرجال والنساء على حد سواء. Nomos Glashütte تعرف بتصاميمها البسيطة والعصرية، ما يجعلها خيارًا مميزًا للشباب الباحثين عن الأناقة العملية. Junghans ماركة ألمانية عريقة تقدم ساعات بجودة عالية بأسعار أكثر معقولية، مع لمسات تصميمية أنيقة. ساعات يد رجالية من ألمانيا الرجل العصري يبحث دائمًا عن ساعة تُكمل مظهره وتعكس شخصيته. الساعات الألمانية توفر: تصاميم كلاسيكية مناسبة للاجتماعات والمناسبات الرسمية. موديلات رياضية ميكانيكية تتحمل الظروف القاسية. ساعات فاخرة تُظهر الذوق الرفيع وتدوم لسنوات طويلة. ساعات نسائية فخمة ألمانية للبيع أما النساء، فيجدن في الساعات الألمانية خيارات تجمع بين الأنوثة والأناقة: ساعات مرصعة بالألماس تناسب الحفلات والمناسبات الخاصة. ساعات بلمسات عصرية وبسيطة تلائم الحياة اليومية. خيارات جلدية أو معدنية بألوان الذهب الوردي أو الأبيض لإطلالة عصرية أنيقة.
        نصائح قبل شراء ساعة ألمانية تحقق من الأصالة: اشترِ من متجر موثوق يقدم شهادة ضمان. حدد ميزانيتك: تتنوع الأسعار من الفاخرة جدًا إلى المتوسطة. اختر ما يناسب أسلوبك: كلاسيكية، رياضية، أم مرصعة بالأحجار؟ لا تهمل العناية: صيانة دورية تضمن بقاء الساعة بحالتها الأصلية.
        الخلاصة إن ساعات صناعة المانية ليست مجرد وسيلة لمعرفة الوقت، بل هي تحف فنية تجسد عبق التاريخ الألماني ودقته الهندسية. وباختيارك ساعات يد رجالية أو ساعات نسائية فخمه للبيع من ألمانيا، فأنت تستثمر في قطعة خالدة تحمل توقيع الحرفية والفخامة في آن واحد اكتشف كل هذا الآن من هنا.
    • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، أما بعد: كنت أبحث عن سرِّ قوله تعالى في سورة الأحقاف على لسان ذلكم الرجل الصالح: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15].   لماذا قال: ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾، ولم يقل: "وأصلح ذريتي"؟ فبحثت في كتب المفسرين، فوجدت كلامًا بديعًا لابن عاشور رحمه الله في كتابه الثمين "التحرير والتنوير"، وجدت كلامًا بديعًا في التدبُّر والتفسير في كل لفظ في الآية، لم أسمع بذلك الكلام الجميل والعقد الفريد من قبل، فشدني ذلك لجمع كلامه وفوائده في تلك الآية في نقاط، وأضفت إليه فوائد أخرى من كتب المفسرين الآخرين عليهم رحمة الله، ورتبتها كي يسهل على الناس فهمها.   فالآية في بر الوالدين ولا يخفى أهمية ذلك البر. أترككم مع تلكم الفوائد والنكات، وهذه العظات والتدبرات. والله أسأل أن يرزقني وإياكم نفع العلم وحسن العمل.   قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].   1- قال السعدي رحمه الله: هذا من لطفه تعالى بعباده وشكره للوالدين أن وصَّى الأولاد وعهد إليهم أن يحسنوا إلى والديهم بالقول اللطيف، والكلام اللين، وبذل المال والنفقة، وغير ذلك من وجوه الإحسان.   2- قال ابن عاشور رحمه الله في وجه مناسبة وقوع هذه الآية عقب التي قبلها: تطلب بعض المفسرين وجه مناسبة وقوع هذه الآية عقب التي قبلها، وذكر القرطبي عن القشيري أن وجه اتصال الكلام بعضه ببعض أن المقصود بيان أنه لا يبعد أن يستجيب بعض الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، ويكفر به بعضهم، كما اختلف حال الناس مع الوالدين. وقال ابن عساكر: لما ذكر الله التوحيد والاستقامة عطف الوصية بالوالدين كما هو مقرون في غير ما آية من القرآن.   ثم قال رحمه الله: ووجه الاتصال عندي أن هذا الانتقال إلى قول آخر من أقوال المشركين وهو كلامهم في إنكار البعث وجدالهم فيه، فإن ذلك من أصول كفرهم بمحل القصد، من هذه الآيات قوله: ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا ﴾ [الأحقاف: 17] إلى قوله: ﴿ خَاسِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 18].   وصيغ هذا في أسلوب قصة جدال بين والدين مؤمنين وولد كافر، وقصة جدال بين ولد مؤمن ووالدين كافرين؛ لأن لذلك الأسلوب وقعًا في أنفس السامعين مع ما روي أن ذلك إشارة إلى جدال جرى بين عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق قبل إسلامه وبين والديه كما سيأتي؛ ولذلك تعين أن يكون ما قبله توطئةً وتمهيدًا لذكر هذا الجدال.   3- قال ابن عاشور: قد تكررت الوصاية ببر الوالدين في القرآن، وحرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عديدة، فكان البر بالوالدين أجلى مظهرًا في هذه الأمة منه في غيرها، وكان من بركات أهلها بحيث لم يبلغ بِرُّ الوالدين مبلغًا في أمة مبلغَه في المسلمين، وتقدم: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].   4- قال ابن عاشور: المعنى: أنها حملته في بطنها متعبةً من حمله تعبًا يجعلها كارهةً لأحوال ذلك الحمل.   ووضعته بأوجاع وآلام جعلتها كارهةً لوضعه. وفي ذلك الحمل والوضع فائدة له هي فائدة وجوده الذي هو كمال حال الممكن، وما ترتب على وجوده من الإيمان والعمل الصالح الذي به حصول النعم الخالدة.   وأشير إلى ما بعد الحمل من إرضاعه الذي به علاج حياته، ودفع ألم الجوع عنه، وهو عمل شاق لأمه، فذكرت مدة الحمل والإرضاع؛ لأنها لطولها تستدعي صبر الأم على تحَمُّل كلفة الجنين والرضيع.   5- قال الشوكاني رحمه الله: وفي هذه الآية إشارة إلى أن حق الأم آكد من حق الأب؛ لأنها حملته بمشقة، ووضعته بمشقة، وأرضعته هذه المدة بتعبٍ ونَصَبٍ، ولم يشاركها الأب في شيء من ذلك.   وقال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: وهذه المشاق العظيمة التي تلاقيها الأم في حمل الولد ووضعه، لا شك أنها يعظم حقها بها، ويتحتم بِرُّها والإحسان إليها، كما لا يخفى.   6- قال ابن عاشور: والفصال: الفطام، وذكر الفصال؛ لأنه انتهاء مدة الرضاع، فذكر مبدأ مدة الحمل بقوله: ﴿ وَحَمْلُهُ ﴾ [الأحقاف: 15]، وانتهاء الرضاع بقوله: ﴿ وَفِصَالُهُ ﴾ [الأحقاف: 15]. والمعنى: وحمله وفصاله بينهما ثلاثون شهرًا.   7- قال ابن عاشور: ومن بديع معنى الآية جمع مدة الحمل إلى الفصال في ثلاثين شهرًا لتطابق مختلف مدد الحمل؛ إذ قد يكون الحمل ستة أشهر، وسبعة أشهر، وثمانية أشهر، وتسعةً وهو الغالب، قيل: كانوا إذا كان حمل المرأة تسعة أشهر وهو الغالب أرضعت المولود أحد وعشرين شهرًا، وإذا كان الحمل ثمانية أشهر أرضعت اثنين وعشرين شهرًا، وإذا كان الحمل سبعة أشهر أرضعت ثلاثةً وعشرين شهرًا، وإذا كان الحمل ستة أشهر أرضعت أربعةً وعشرين شهرًا، وذلك أقصى أمد الإرضاع، فعوضوا عن نقص كل شهر من مدة الحمل شهرًا زائدًا في الإرضاع؛ لأن نقصان مدة الحمل يؤثر في الطفل هزالًا.   8- قال ابن عاشور: ومن بديع هذا الطي في الآية أنها صالحة للدلالة على أن مدة الحمل قد تكون دون تسعة أشهر، ولولا أنها تكون دون تسعة أشهر لحددته بتسعة أشهر؛ لأن الغرض إظهار حق الأم في البر بما تحملته من مشقة الحمل، فإن مشقة مدة الحمل أشد من مشقة الإرضاع، فلولا قصد الإيماء إلى هذه الدلالة لكان التحديد بتسعة أشهر أجدر بالمقام.   وقد جعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية مع آية سورة البقرة: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾ [البقرة: 233] دليلًا على أن الوضع قد يكون لستة أشهر، ونسب مثله إلى ابن عباس. ورووا عن معمر بن عبدالله الجهني، قال: تزوَّج رجل منا امرأةً من جهينة فولدت لتمام ستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان، فذكر له، فبعث إليها عثمان، فلما أُتِيَ بها أمر برجمها، فبلغ ذلك عليًّا، فأتاه فقال: أما تقرأ القرآن، قال: بلى. أما سمعت قوله: ﴿ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15]، وقال: ﴿ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾ فلم نجده بقي إلا ستة أشهر. فرجع عثمان إلى ذلك، وهو استدلال بُنِي على اعتبار أن شمول الصور النادرة التي يحتملها لفظ القرآن هو اللائق بكلام علَّام الغيوب الذي أنزله تبيانًا لكل شيء من مثل هذا.   9- قال البقاعي رحمه الله: ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ [الأحقاف: 15]، فاجتمع أشده وتم حزمه وجده، وزالت عنه شرة الشباب، وطيش الصبا، ورعونة الجهل؛ ولذلك كان هذا السن وقت بعثة الأنبياء، وهو يشعر بأن أوقات الصبا أخف في المؤاخذة مما بعدها، وكذا ما بين أول الأشد والأربعين.   10- قال ابن عاشور: والمعنى: حتى يبلغ أشده؛ أي: يستمر على الإحسان إليهما إلى أن يبلغ أشده فإذا بلغه ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾ [الأحقاف: 15]؛ أي: طلب العون من الله على زيادة الإحسان إليهما بأن يلهمه الشكر على نعمه عليه وعلى والديه.   ومن جملة النعم عليه أن ألهمه الإحسان لوالديه.   ومن جملة نعمه على والديه أن سخَّر لهما هذا الولد ليحسن إليهما، فهاتان النعمتان أول ما يتبادر عن عموم نعمة الله عليه وعلى والديه؛ لأن المقام للحديث عنهما.   وهذا إشارة إلى أن الفعل المؤقت ببلوغ الأشد وهو فعل ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾ [الأحقاف: 15] من جملة ما وصي به الإنسان؛ أي: أن يحسن إلى والديه في وقت بلوغه الأشد. فالمعنى: ووصينا الإنسان حسنًا بوالديه حتى في زمن بلوغه الأشد؛ أي: ألَّا يفتر عن الإحسان إليهما بكل وجه حتى بالدعاء لهما.   11- قال السعدي رحمه الله: والنعم على الوالدين نعم على أولادهم وذريتهم؛ لأنهم لا بد أن ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها، خصوصًا نعم الدين، فإن صلاح الوالدين بالعلم والعمل من أعظم الأسباب لصلاح أولادهم.   12- قال ابن عاشور: وإنما خُصَّ زمان بلوغه الأشد؛ لأنه زمن يكثر فيه التكلف بالسعي للرزق؛ إذ يكون له فيه زوجة وأبناء، وتكثر تكاليف المرأة، فيكون لها فيه زوج وبيت وأبناء، فيكونان مظنة أن تشغلهما التكاليف عن تعهُّد والديهما والإحسان إليهما، فنبها بألَّا يفترا عن الإحسان إلى الوالدين.   13- قال ابن عاشور: ومعنى ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾ [الأحقاف: 15] أنه دعا ربه بذلك، ومعناه: أنه مأمور بالدعاء إليهما بأنه لا يشغله الدعاء لنفسه عن الدعاء لهما، وبأنه يحسن إليهما بظهر الغيب منهما حين مناجاته ربه، فلا جرم أن إحسانه إليهما في المواجهة حاصل بفحوى الخطاب كما في طريقة الفحوى في النهي عن أذاهما بقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾ [الإسراء: 23].   وحاصل المعنى: أن الله أمر بالإحسان إلى الوالدين في المشاهدة والغيبة وبجميع وسائل الإحسان الذي غايته حصول النفع لهما، وهو معنى قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]، وأن الله لما أمر بالدعاء للأبوين وعد بإجابته على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم بثه في صدور الرجال، وولد صالح يدعو له بخير».   وما شكر الولد ربه على النعمة التي أنعمها الله على والديه إلا من باب نيابته عنهما في هذا الشكر، وهو من جملة العمل الذي يؤديه الولد عن والديه.   وفي حديث الفضل بن عباس «أن المرأة الخثعمية قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع: إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفيجزئ أن أحج عنه، قال: نعم حجي عنه»، وهو حج غير واجب على أبيها لعجزه.   14- قال ابن عاشور: الأشد: حالة اشتداد القوى العقلية والجسدية، وهو جمع لم يسمع له بمفرد. وقيل مفرده: شِدة بكسر الشين وهاء التأنيث، مثل نِعمة جمعها أنعم، وليس الأشد اسمًا لعدد من سني العمر؛ وإنما سنو العمر مظنة للأشد. ووقته ما بعد الثلاثين سنةً، وتمامه عند الأربعين سنةً؛ ولذلك عطف على ﴿ بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾ [الأحقاف: 15] قوله: ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ [الأحقاف: 15]؛ أي: بلغ الأشد، ووصل إلى أكمله، فهو كقوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ﴾ [القصص: 14]، وتقدم في سورة يوسف، وليس قوله: ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ تأكيدًا لقوله: ﴿ بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾؛ لأن إعادة الفعل "بلغ" تبعد احتمال التأكيد، وحرف العطف أيضًا يبعد ذلك الاحتمال.   قال أبو حيان في البحر المحيط: ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ [الأحقاف: 15] والعطف يقتضي التغاير، إلا إن ادُّعي أن ذلك توكيد لبلوغ الأشد فيمكن، والتأسيس أولى من التأكيد، وبلوغ الأربعين اكتمال العقل لظهور الفلاح. قيل: ولم يُبعَث نبي إلا بعد الأربعين.   15- قال ابن عاشور: و﴿ أَوْزِعْنِي ﴾: ألهمني. وأصل الفعل "أوزع" الدلالة على إزالة الوزع؛ أي: الانكفاف عن عمل ما، فالهمزة فيه للإزالة، وتقدم في سورة النمل.   و﴿ نِعْمَتَكَ ﴾: اسم مصدر مضاف يعم؛ أي: ألهمني شكر النعم التي أنعمت بها عليَّ وعلى والديَّ من جميع النعم الدينية؛ كالإيمان والتوفيق، ومن النعم الدنيوية؛ كالصحة والجدة.   16- قال ابن عاشور: وما ذكر من الدعاء لذريته بقوله: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15] استطراد في أثناء الوصاية بالدعاء للوالدين بألَّا يغفل الإنسان عن التفكر في مستقبله بأن يصرف عنايته إلى ذريته كما صرفها إلى أبويه ليكون له من إحسان ذريته إليه مثل ما كان منه لأبويه، وإصلاح الذرية يشمل إلهامهم الدعاء إلى الوالد.   قلت (صبري): لعله يشير إلى حديث «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: (وذكر منها) أو ولد صالح يدعو له».   17- قال ابن عاشور: وفي إدماج تلقين الدعاء بإصلاح ذريته مع أن سياق الكلام في الإحسان إلى الوالدين إيماء إلى أن المرء يلقى من إحسان أبنائه إليه مثل ما لقي أبواه من إحسانه إليهما، ولأن دعوة الأب لابنه مرجوَّة الإجابة. وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم»، وفي رواية «لولده»، وهو حديث حسن متعددة طرقه.   18- قال السعدي رحمه الله: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ لما دعا لنفسه بالصلاح دعا لذريته أن يصلح الله أحوالهم، وذكر أن صلاحهم يعود نفعه على والديهم؛ لقوله: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾.     19- قال ابن عاشور: واللام في ﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾ لام العلة؛ أي: أصلح في ذريتي لأجلي ومنفعتي؛ كقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1]. ونكتة زيادة هذا في الدعاء أنه بعد أن أشار إلى نعم الله عليه وعلى والديه تعرَّض لنفحات الله، فسأله إصلاح ذريته، وعرض بأن إصلاحهم لفائدته، وهذا تمهيد لبساط الإجابة كأنه يقول: كما ابتدأتني بنعمتك وابتدأت والدي بنعمتك ومتعتهما بتوفيقي إلى بِرِّهما، كمِّل إنعامك بإصلاح ذريتي؛ فإن إصلاحهم لي. وهذه ترقيات بديعة في درجات القرب.   20- قال ابن عاشور: ومعنى ظرفية ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ أن ذريته نزلت منزلة الظرف يستقر فيه ما هو به الإصلاح ويحتوي عليه، وهو يفيد تمكُّن الإصلاح من الذرية وتغلغله فيهم. ونظيره في الظرفية قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ﴾ [الزخرف: 28].   قال البقاعي رحمه الله: والمراد بقصر الفعل وجعلهم ظرفًا له أن يكون ثابتًا راسخًا ساريًا فيهم وهم محيطون به فيكونوا صالحين.   (سبحان الله! هذه النقطة هي السبب في كتابة هذا المقال، فكنت أبحث عن سبب وجود لفظ (في) هنا، فلما قرأت ما قبلها من نكات ومناسبات وعظات شدني ذلك لكتابة هذا المقال).   21- قال ابن عاشور: وجملة: ﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾ [الأحقاف: 15] كالتعليل للمطلوب بالدعاء، تعليل توسُّل بصلة الإيمان، والإقرار بالنعمة والعبودية.   وحرف (إن) للاهتمام بالخبر كما هو ظاهر، وبذلك يستعمل حرف (إن) في مقام التعليل، ويغني غناء الفاء.   22- قال ابن عاشور: والمراد بالتوبة: الإيمان؛ لأنه توبة من الشرك، وبكونه من المسلمين أنه تبع شرائع الإسلام، وهي الأعمال.   23- قال ابن كثير: ﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]، وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل، ويعزم عليها.   24- قال ابن عاشور: وقال: ﴿ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ دون أن يقول: وأسلمت، كما قال: ﴿ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾ لما يؤذن به اسم الفاعل من التلبس بمعنى الفعل في الحال وهو التجدد؛ لأن الأعمال متجددة متكررة، وأما الإيمان فإنما يحصل دفعةً فيستقر؛ لأنه اعتقاد، وفيه الرعي على الفاصلة.   ثم قال رحمه الله: هذا وجه تفسير الآية بما تعطيه تراكيبها ونظمها دون تكلف ولا تحمل، وهي عامة لكل مسلم أهل لوصاية الله تعالى بوالديه والدعاء لهما إن كانا مؤمنين.   25- قال الرازي رحمه الله: اعلم أنه تعالى حكى عن هذا الداعي أنه طلب من الله تعالى ثلاثة أشياء: أحدها: أن يوفقه الله للشكر على نعمه. والثاني: أن يوفقه للإتيان بالطاعة المرضية عند الله.   الثالث: أن يصلح له في ذريته، وفي ترتيب هذه الأشياء الثلاثة على الوجه المذكور وجهان: الأول: أنا بينا أن مراتب السعادات ثلاثة: أكملها النفسانية، وأوسطها البدنية، وأدونها الخارجية، والسعادات النفسانية: هي اشتغال القلب بشكر آلاء الله ونعمائه، والسعادات البدنية: هي اشتغال البدن بالطاعة والخدمة، والسعادات الخارجية: هي سعادة الأهل والولد، فلما كانت المراتب محصورةً في هذه الثلاثة لا جرم رتبها الله تعالى على هذا الوجه.   والسبب الثاني: لرعاية هذا الترتيب أنه تعالى قدم الشكر على العمل؛ لأن الشكر من أعمال القلوب، والعمل من أعمال الجوارح، وعمل القلب أشرف من عمل الجارحة، وأيضًا المقصود من الأعمال الظاهرة أحوال القلب؛ قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14] بين أن الصلاة مطلوبة لأجل أنها تفيد الذكر، فثبت أن أعمال القلوب أشرف من أعمال الجوارح، والأشرف يجب تقديمه في الذكر، وأيضًا الاشتغال بالشكر اشتغال بقضاء حقوق النعم الماضية، والاشتغال بالطاعة الظاهرة اشتغال بطلب النعم المستقبلة، وقضاء الحقوق الماضية يجري مجرى قضاء الدين، وطلب المنافع المستقبلة طلب للزوائد. ومعلوم أن قضاء الدين مقدم على سائر المهمات؛ فلهذا السبب قدم الشكر على سائر الطاعات، وأيضًا فإنه قدم طلب التوفيق على الشكر وطلب التوفيق على الطاعة، على طلب أن يصلح له ذريته؛ وذلك لأن المطلوبين الأولين اشتغال بالتعظيم لأمر الله، والمطلوب الثالث اشتغال بالشفقة على خلق الله، ومعلوم أن التعظيم لأمر الله يجب تقديمه على الشفقة على خلق الله.   26- قال الرازي رحمه الله: قال أصحابنا: إن العبد طلب من الله تعالى أن يلهمه الشكر على نعم الله، وهذا يدل على أنه لا يتم شيء من الطاعات والأعمال إلا بإعانة الله تعالى، ولو كان العبد مستقلًّا بأفعاله لكان هذا الطلب عبثًا.   27- قال القرطبي رحمه الله: وقال علي رضي الله عنه: هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه! أسلم أبواه جميعًا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره، فأوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده. ووالده هو أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وأمه أم الخير، واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد. وأم أبيه أبي قحافة "قيلة" "بالياء المعجمة باثنتين من تحتها". وامرأة أبي بكر الصديق اسمها "قتيلة" "بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها" بنت عبد العزى.   ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ [الأحقاف: 15] قال ابن عباس: فأجابه الله فأعتق تسعةً من المؤمنين يعذبون في الله؛ منهم: بلال، وعامر بن فهيرة، ولم يدع شيئًا من الخير إلا أعانه الله عليه. وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازةً؟». قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟». قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟». قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة».   السابعة- قوله تعالى: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]؛ أي: اجعل ذريتي صالحين. قال ابن عباس: فلم يبق له ولد ولا والد ولا والدة إلا آمنوا بالله وحده. ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم هو وأبواه وأولاده وبناته كلهم إلا أبو بكر.   28- قال الطبري رحمه الله: وذكر أن هذه الآية من أولها نزلت في شأن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ثم هي تتناول من بعده، وكان رضي الله عنه قد أسلم أبواه، فإنما يتجه هذا التأويل على أن أبا بكر رضي الله عنه كان يطمع بإيمان أبويه ويرى مخايل ذلك فيهما، فكانت هذه نعمة عليهما، أن ليسا ممن عسى في الكفر ولج وحتم عليه ثم ظهر إيمانهما بعد، والقول بأنها عامة في نوع الإنسان لم يقصد بها أبو بكر ولا غيره أصح، وباقي الآية بين إلى قوله تعالى: ﴿ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].   29- قال أبو حيان رحمه الله في البحر المحيط: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]: سأل أن يجعل ذريته موقعًا للصلاح ومظنةً له، كأنه قال: هب لي الصلاح في ذريتي، فأوقعه فيهم، أو ضمن ﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾ معنى: والطف بي في ذريتي؛ لأن أصلح يتعدى بنفسه؛ لقوله: ﴿ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 90]؛ فلذلك احتيج قوله: ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ إلى التأويل. قيل: نزلت في أبي بكر رضي الله عنه، وتتناول من بعده، وهو مشكل؛ لأنها نزلت بمكة، وأبوه أسلم عام الفتح، ولقوله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا ﴾ [الأحقاف: 16]؛ فلم يُقصَد بذلك أبو بكر ولا غيره. والمراد بالإنسان الجنس؛ ولذلك أشار بقوله: ﴿ أُولَئِكَ ﴾ جمعًا.   30- قال القرطبي وقال مالك بن مغول: اشتكى أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف، فقال: استعن عليه بهذه الآية، وتلا ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين ﴾ [الأحقاف: 15].   31- قلت (صبري): جمع هنا ذلكم الرجل الصالح في دعائه بين والديه وولده كما فعل إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى على لسان إبراهيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35].   وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 40، 41].   32- قلت (صبري): من أسباب صلاح الذرية التوبة والتوحيد والاستسلام؛ لأنه توسل إلى ربِّه بهذين الأمرين بين يدي دعائه بصلاح الذرية، فتب توبةً نصوحًا واستسلم لأمر ربك ووحده حق التوحيد يصلح الله ذريتك.   كما إن من أسباب صلاح دنياهم وربما دينهم أيضًا تقوى الآباء وقولهم السديد العادل، قال تعالى: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].   33- ذكر الله جزاء من عمل بهذه الآية في الآية التي تليها فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ [الأحقاف: 16].   قال السعدي رحمه الله: ﴿ أُولَئِكَ ﴾ الذين ذكرت أوصافهم ﴿ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا ﴾ وهو الطاعات؛ لأنهم يعملون أيضًا غيرها. ﴿ وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ في جملة ﴿ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ﴾ فحصل لهم الخير والمحبوب، وزال عنهم الشر والمكروه.   ﴿ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾؛ أي: هذا الوعد الذي وعدناهم هو وعد صادق من أصدق القائلين الذي لا يخلف الميعاد.   هذه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.   د. محمد أحمد صبري النبتيتي شبكة الالوكة
    • الحمد لله، دافع المحنة والبلاء، وكاشف الضراء، نحمده تعالى، جعل المنح بعد المحن تكرُّمًا منه وفضلًا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عمَّ فضلُه وخيرُه الأرض والسماء، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسوله، أكثر الناس رجاءً وتوكُّلًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.     أهمية الحديث عن العطايا والمنح بعد المحن: أيها المسلمون، ما من محنة إلا في طيَّاتها مِنْحة، وما من شدَّة إلا وراءها لله حكمة، وما من عُسْر إلا معه يُسْر، هذه سنن ربانية، فقد تقسو المحنة وتشتد الفتنه فيمتحن الله العباد ليختبر صبرهم ويضاعف أجرهم، فيخرجوا بمنحة عظيمة، أقوى إيمانًا، وأثبت يقينًا، وأصلب عودًا، وأعلى همَّةً تُمكِّنهم من الصمود في وجه العوادي والنكبات، وتسلِّحُهم ضد أهوال الحياة وتقلُّباتها، وحينما تأتي المحن فإن المنحة منها تكشف معادن الناس، وتُبيِّن حقيقتهم، وتُجلِّي كامن صفاتهم، فقد تعرف إنسانًا لفترات طويلة، ولا يبين لك منه صفاته الحقة، فإذا مرت المحنة ظهرت صفاته، وبانت علاماته، فلكأنما تكشَّف بعد اختفاء وتعرَّى بعد غطاء، فكم من امرئ ظنَّه الناس عالمًا عاملًا، وإذا به ينقلب حليفًا لكسبه، فيلوي عنق الكلمات، ويدنس نفسه بممالأة أهل الكفر والنفاق، فلا يرفع للحق راية، ولا يقيم للدين وزنًا، فينزع عنه قناعه ليُظهر وجهه القبيح، وكل أفعاله التي ينخدع بها البعض لم تكن إلا ستارًا يُخْفي من ورائه قبح خططه ومُخطَّطاته.   والمحنة تقوي النفس، وتقوم الظهر، وتثبته، وتجعله صلبًا في مواجهة تقلبات الدنيا، فإنْ صبر المرء فيها وتوكَّلَ على الله ربِّه، وأخذ بالأسباب، وداوم وصلًا بالرحمن الرحيم ذكرًا ودعاءً والتجاءً، فما يلبث أن يعود أقوى وأرسخ، وتأتيه المنح والعطايا الربانية من حيث لا يشعر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.     القرآن والسُّنَّة يُحدِّثاننا عن العطايا والمنح بعد المحن: أيها المسلمون، لقد ذكر في القرآن وسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، أن المحنة سُنَّة ثابتة في حياة البشر، قال تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، وأشار القرآن أن المحنة حتى مع الرسل، فقال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأنعام: 34]، وذكر الله في القرآن أن المحنة تغربل الناس والجماعات والجيوش، والأمم، ففي قصة طالوت وجالوت، قال الله عنهم: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 246]، ثم جاءت غربلة أخرى عند عبور النهر: ﴿ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [البقرة: 249]، ثم الامتحان الثالثة: ﴿ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 249]، وبيَّن لنا القرآن أن مع المحن المنح والعطايا الربانية، فقال تبارك وتعالى: ﴿ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 141]، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، ويقول: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، ويقول الله تعالى في محكم آياته: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ ﴾ [النور: 11]، وقال تعالى: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، وفي السُّنَّة النبوية يُعلِّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم وما يصيبه من محنة وبلاء إنما هو منحة من الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ أَوِ المؤمنةِ في نَفْسِهِ، ومالِهِ، ووَلَدِهِ، حتَّى يَلْقى اللهَ وما عليهِ مِن خطيئةٍ)؛ حسن صحيح ابن حبان.     سنة المحن جارية: أيها المسلمون، إن الله تعالى جعل الدنيا دارَ ممرٍّ وامتحانٍ، وجعل فيها المحن سُنَّةً من سُنَنه الربانية الجارية؛ ذلك أن طبيعة الحياة الدنيا، وطبيعة البشر فيها تقتضي ألا يخلو المرء فيها من كوارث تصيبه، وشدائد تحل بساحته، فمنهم من تنزل به محنة حروب فيهلك فيها الولد والوالد والقريب والبعيد، ومنهم من ينزل بهم الزلازل والبراكين والفيضانات والأمطار، فيهلك فيها الآلاف من الناس، وأقل الناس من يُخفق في عمل، ويخيب له أمل، أو يُبتلى بموت حبيب، أو يَمرض له بدن، أو يُفقد منه مالٌ أو ولد، أو يُبتلى في قوة تمسُّكه بدينه، أو غير ذلك مما تفيض به الحياة الدنيا من ابتلاءات وشدائد ومحن وتمحيصات.   إنها سُنَّة جارية منذ أن خلق الله الأرض وأجرى فيها قدر الحياة والموت، فهو القائل سبحانه: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، وقال سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 155، 156]، وقال الله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]، إنهاحكمةٌ بالغةٌ وسنةٌ ماضيةٌ: ﴿ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43] ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140]، وورد في الخبر: (إنَّ هذه الدنيا دار الْتِواء لا دار اسْتِواء، ومنزِل تَرَحٍ لا منزل فرح، فَمَن عرفَها لم يفْرَح لِرَخاء، ولم يحْزن لِشَقاء، جعلها الله دار بلْوى، وجعل الآخرة دار عُقبى، فجَعَلَ بلاء الدنيا لِعَطاء الآخرة سببًا، وجعل عطاء الآخرة من بلْوى الدنيا عِوَضًا، فيأخُذ لِيُعْطي ويبْتلي ليُجْزي)؛ أخرجه الديلمي.   والمحنة تكشف معادن الرجال، وتُميِّز الصفوف، وتهتك الستر عن المنافقين، وتظهر إيمان المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179]، فيخرج في الأمة من لا تصدق أن فيها منهم، قال ابن مسعود- رضي الله عنه-: (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشرُّ مما كان قبله: أَمَا إني لا أعني أميرًا خيرًا من أمير، ولا عامًا خيرًا من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون، ثم لا تَجِدون منهم خلَفًا، ويَجيء قوم يُفتون برأيهم)، وفي لفظ عنه: (فيَثْلِمون الإسلام ويَهدِمونه)؛ أخرجه الدارمي بسند حسن.     المنحة بعد المحنة عطاء رباني: أيها المسلمون: كم يكون بعد المحنة من منحة وعطاء! وكم يكون في الظلمة معرفة قدر النور! والمحن سحائب منح، والبلايا عطايا، والأمور المؤلمات هي في الحقيقة هبات، ولو لم يكن من عطايا المحن إلا منحة التذكير بالرجوع إلى المولى الرحيم، والخالق العظيم، وإحسان الظن به، والوقوف بين يديه، والالتجاء إليه في خضوع وذلة، وانطراح صادق يقطع العبد العلائق إلا مع الله، ويتجاوز المعوقات، ويصدق في دعائه وخضوعه ورجائه، ويسأل ربَّه أن يبدل الله العُسْر يسرًا، والمحنة منحة، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال الله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].   لقد اشتدت المحنة بنبي الله إبراهيم عليه السلام حتى ألقي في النار، فجاءته المنحة الربانية، فقال الله للنار: ﴿ قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]، وجاءت العطية الربانية ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71]، لقد نزلت بموسى عليه السلام عند خروجه من مدين راجعًا إلى مصر محنة عظيمة، فأضل الطريق في ليلة شاتية، بين شعاب وجبال، في برد وشتاء وظلام وضباب، فخرج يبحث عن النار، فرجع موسى عليه السلام بمنحة؛ ألا وهي النبوَّة والرسالة أعظم من النار التي خرج يبحث عنها، قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل: 7، 8]؛ أي: فلما جاء موسى إلى الذي ظن أنه نار وهي نور، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ [طه: 11، 12]، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في محنة الهجرة إلى غار ثور هو وأبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، فيخاف الصديق على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته المنحة الربانية بكلمة صادقة، وعزيمة صارمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، فما دام الله معنا فلمَ الحزن؟! ولمَ الخوف؟! تمتحن أم سلمة في هجرتها، ويأخذ ابنها، ثم تهاجر إلى زوجها، فيموت زوجها أبو سلمة- رضي الله عنه- فتحزن لفراقه أُمُّ سلمة- رضي الله عنها- حزنًا شديدًا، وتقول: أيُّ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟ أوَّل بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأتي المنحة الربانية فتتزوَّج خيرًا من أبي سلمة، فيتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتصبح أُمًّا للمؤمنين، وزوجةً لسيد المرسلين.   إن الأمر قد يكون في ظاهره شرًّا، ثم تكون العاقبة خيرًا بإذن الله، أرأيت حادثة الإفك وفيها من الشناعة والبشاعة ما فيها، ومع ذلك هي بنصِّ القرآن: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، فقد تقولون لكن يحدث في المحن الموت والقتل والجوع، إن من يموت وقت المحنة يأتيه العطاء الرباني، فهو شهيد في سبيل الله بإذن الله يجري عليه رزقه ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الحج: 58]، ﴿ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، قال ابن القيم رحمه الله: من تدبر حكمته سبحانه، ولطفه وبرَّه بعباده وأحبابه، في كسره لهم ثم جبره بعد الانكسار، كما يكسر العبد بالذنب، ويُذلُّه به، ثم يجبرُه بتوبته عليه، ومغفرته له، وكما يكسره بأنواع المصائب والمحن، ثم يجبره بالعافية والنعمة انفتح له باب عظيم من أبواب معرفته ومحبته، وعَلِمَ أنه أرحمُ بعباده من الوالدة بولدها، وأن ذلك الكسر هو نفس رحمته به وبره ولطفه، وهو أعلم بمصلحة عبده منه، ولكن العبد لضعف بصيرته ومعرفته بأسماء ربه وصفاته لا يكاد يشعر بذلك، ولا يُنالُ رضا المحبوب وقربه والابتهاج والفرح بالدنو منه والزُّلْفى لديه إلا على جسر من الذل والمسكنة، وعلى هذا قام أمرُ المحبة، فلا سبيل إلى الوصول إلى المحبوب إلا بذلك)؛ انتهى.   فكم ذكَّرت الشدائد من غافل! وكم هدَتْ من عاصٍ! وكم قربتْ من بعيد! وكم غفرتْ من ذنب! وكم غسلتْ من قلب! فكيف تجزع من أمر يعيدك إلى محبوبك، ويغفر لك ذنوبك، ويخلصك من حب الدنيا، ويبدِّل مكانه حب الآخرة، ويعلمك أن كل أمر صغير أو كبير هو بيد الله، فهو وحده سبحانه من يملك الأمر، ووحده سبحانه من يكشف الضر، ويبدل العسر يسرًا، والمحنة عطاء ومنحة، إن الخسارة والمحنة العظيمة أن ترضى بالضعف وتقبل الذل والهوان، وتنسى أن الضريبة المدفوعة للذُّل هي نفس الضريبة المدفوعة للعزة والكرامة، وإن ضريبة الذل لأفدَحُ في كثير من الأحيان، وإن بعض النفوس الضعيفة لَيُخَيَّلُ إليها أن للكرامة ضريبةً باهظةً لا تُطاق، فتختار الذل والمهانة هربًا من هذه التكاليف الثقال؛ فتعيش عيشةً تافهةً رخيصةً، مفزعةً قلقةً، تخاف من ظلها، وتَفْرَقُ من صداها، ﴿ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ﴾ [المنافقون: 4] ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96]، وصدق الله إذ يقول: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3].     موقف المسلم من المحنة والمنحة: أيها المسلمون، إن أمتنا اليوم في محنة، ونحن بانتظار المنحة والعطاء بإذن الله، فنحتاج إلى إيمان عميق، وفهم دقيق، وصدق في الطريق إلى الله، وصبر على الشدائد هذه هي الحقيقة الأساسية التي ينبغي أن يفقهها كل مسلم في وقت المحنة، كيف لا؟ والله عز وجل هو مالك كل شيء، وقائم على كل شيء، ومهيمن على كل شيء، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، أحاط بكل شيء علمًا، يقدم ويؤخر، يخفض ويرفع، يعز ويذل، يقبض ويبسط، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فهو الذي يفتح القلوب للإيمان به ﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي ﴾ [المائدة: 111]، ويختار من ينتصر لدينه ﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [الدخان: 32]. ويحميهم ويرعاهم ويكفيهم ويحفظهم ﴿ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ ﴾ [الفتح: 20]، ويبتلي الأمة تطهيرًا أو تذكيرًا ﴿ وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ﴾ [الدخان: 33]، وهو الذي سيمكنها وينصرها رغم أنوف المفسدين ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]. إن مقتضى هذه الحقائق يؤكد أن على الأمة أن تتجه أولًا وقبل أي شيء، نحو الله سبحانه وتعالى لاستجلاب رضاه ومعيته وكفايته ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123]،لقد نسي الكثير من الناس في غمرة الأحداث والمحن والمصائب والكوارث أن الله هو الذي بيده الموت والحياة وكل شيء عنده بمقدار، وأنه كتب الآجال، وقدر الأقدار، وحكم بين العباد، ولا يجري في هذا الكون أمر إلا بإرادته ومشيئته، وعنده علم الغيب، لا ينازعه فيه أحد، قال تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، قال عامر بن قيس: (ثلاث آيات من كتاب الله استغنيت بهن على ما أنا فيه: قرأت قول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام: 17]، فعلمت وأيقنت أن الله إذا أراد بي ضرًّا لم يقدر أحد على وجه الأرض أن يدفعه عني، وإن أراد أن يعطيني شيئًا لم يقدر أحد أن يأخذه مني، وقرأت قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، فاشتغلت بذكره جل وعلا عمَّا سواه، وقرأت قوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، فعلمت وأيقنت وازددت ثقة بأن رزقي لن يأخذه أحد غيري.لما لجأَ الرجلُ المؤمنُ من آل فرعون إلى الله كُفِي شرُّ قومه، قال سبحانه عنه: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 44، 45].   د. عبدالرزاق السيد شبكة الالوكة  
    • شرح مفهوم الحوكمة :   إذا كان ترتيب الحروف الأبجدية كالتالي: ‏A B C D E F G H I J K L M N O P Q R S T U V W X Y Z يوافق ترتيبها العددي كالتالي : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 إذا أعطينا لكل حرف منها وزناً بناءً على ترتيبه الأبجدي ، يعنى مثلًا أول حرف هو A وزنه يساوي 1 ، وآخر حرف Z وزنه يساوي 26 ..     فإن وزن بعض الكلمات التي نعتمد عليها في حياتنا يكون كالآتي :   ~ العمل الجاد يساوي : ‏( H+A+R+D+W+O+R+K ) = 8+1+18+4+23+15+18+11 = 98% ~ المعرفة تساوي : ( K+N+O+W+L+E+D+G+E ) = 11+14+15+23+12+5+4+7+5 = 96% ~ الحب يساوي ‏( L+O+V+E ) = 12+15+22+5 = 54% ~ الحظ يساوي ‏( L+U+C+K ) = 12+21+3+11 = 47% معنى هذا انه لا شيء مما سبق سوف يعطيك نتيجة 100% التي تريدها إذن هل هي ،،، النقود ؟؟؟ ‏( M+O+N+E+Y ) = 13+15+14+5+25 = 72% طبعاً لا ! -ربما تكون القيادة ؟ ‏( L+E+A+D+E+R+S+H+I+P ) = 12+5+1+4+5+18+19+8+9+16 = 97% أيضا لا !!   لكل مشكلة حل ، ربما إذا غيرنا سلوكنا وأسلوبنا في التعامل فقط .. *السلوك " ATTITUDE* " ‏( *A+T+T+I+T+U+D+E* ) = 1+20+20+9+20+21+4+5 = 100% إذن هو السلوك ،،   *إذا غيرنا سلوكنا تجاه الحياة ، سوف نحدث تغير حقيقي في حياتنا* ... وهذه النظرية قدمها الإسلام قبل 14قرن بقوله تعالى : *{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهم... }*   و القرآن الكريم أرقى نموذج في التربية والتوازن النفسي للانسان حيث : ~ ضبط صوتنا : " و اغضض من صوتك " ~ ضبط مشيتنا : " و لا تمش في الأرض مرحا " .. ~ ضبط نظراتنا : " و لا تمدن عينيك " ~ ضبط سمعنا : " و لا تجسسوا ".. ~ ضبط طعامنا : " و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا " .. ~ *ضبط ألفاظنا : " و قولوا للناس حسنا* " .. ~ *ضبط مجالسنا : " و لا يغتب بعضكم بعضا* " .. ~ *ضبط نفوسنا .. "لا يسخر قوم من قوم*" ~ *ضبط أفكارنا .. "ان بعض الظن اثم*" ~ *ضبط تصريحاتنا : " و لا تقف ما ليس لك به علم* " ~ *علمنا العفو و التسامح : " فمن عفا وأصلح فأجره على الله* " ~ علمنا التوازن في الفرح والسرور : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكم ~ ضبط تعاملنا بوالدينا : " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما" ~ القرأن كفيل أن يضبط حياتنا و يحقق حياة السعداء : " الذين ءامنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "   *الخلاصة* : *تخلَّقْ بخلق القرآن تعيش متّزِنا وتكتسب حياة السعداء* القرآن الكريم هو منهج الحوكمة الرباني     منقول  
    • بسم الله الرحمن الرحيم إلى أختنا الفاضلة أماني، نتوجه إليكِ بخالص الشكر وعظيم الامتنان على ما بذلته من جهد وعطاء في خدمة المنتدى عبر السنوات الماضية. لقد كنتِ مثالاً للأخت الحريصة على النفع والخير، لا تدخرين وقتاً ولا جهداً في نشر المواضيع النافعة، وإثراء الساحات بما يفيد الأخوات ويقوي روابطنا في سبيل الله. إن اهتمامك ومتابعتك الدؤوبة كانت ولا تزال بصمة مضيئة في مسيرة المنتدى، ودليلاً على إخلاصك وحبك للخير. نسأل الله أن يجعل كل ما قدمتِ في موازين حسناتك، وأن يكتب لكِ القبول والبركة في عمرك وعملك. جزاكِ الله خير الجزاء، وبارك فيك، وجعل ما قدمتِه علماً نافعاً وصدقة جارية لا تنقطع..
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182490
    • إجمالي المشاركات
      2536042
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×