اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57964
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180624
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259975
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8311
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53078
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38413 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 365 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    2 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • * "آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله" أي شرف له أن يقدم الله الأمر بالإيمان به على الإيمان بكتابه؟

      * "من يطع الرسول فقد أطاع الله" أوقف فلسفتك وآراءك ووجهات نظرك .. واجعلها تطأطئ رأسها جيدا عند جملة: قال رسول الله

      * "والضحى.والليل إذا سجى.ما ودعك ربك وما قلى" أي حب إلهي عظيم هذا ؟ حين يقسم الله لنبيه بالضحى وبالليل على أنه يحبه    .     * "ألم يجدك يتيما فآوى"أتذكر كيف أحبتك حليمة..وكيف حن عليك عمك..أتذكر ذلك الأمان الذي كان يحيط طفولتك..إنه بسبب إيوائنا لك .

      * تخيل حين يقول الله لعبد من عباده : أقسم لك بالضحى وبالليل إذا سجى أني أحبك .. اقرأ بداية سورة الضحى ثم عش ذلك الشعور الشفيف .

      * "ألم نشرح لك صدرك"ألم نجعل الإيمان يغمره وصدور أهل مكة ملأى بالكفر؟ألم نأمر الهداية أن تشع منه؟ألم نجعله القلب الأكثر ضياء؟   * "إنا كفيناك المستهزئين" لم يقل سنكفيك .. بل جاءت بصيغة الماضي .. لزيادة توكيدها .. فهو مكفي حتما بالله وحده.

      * "إنا كفيناك المستهزئين" فيه إشارة إلى أن العداوة الأكثر بقاء هي عداوة الاستهزاء.

      * "إنا كفيناك المستهزئين" فدفاع الرب سبحانه عن نبيه يكفيه عن دفاعنا .. ولكن احرص على أن تكون ممن يستعملهم الله للدفاع عن نبيه.

      * "إنا كفيناك المستهزئين " أهوِن بخصم وعدو قصارى عداوته استهزاء وسخرية .. إن كيده إذن لضعيف .. ومكره لتافه وسخيف.

      * "إنا كفيناك المستهزئين" .. هناك ذعر يسكن قلب المستهزئ بالنبي لا نعلمه نحن .. هناك ضيق لا ندركه .. هناك حرب يخوضها مع الجبار.

      * "سبحان الذي أسرى بعبده" ما يضره استهزاء دواب الأرض .. وقد أسرى به ربه إلى الأرض المباركة وعرج به إلى السماء .

      * من حكم تمكين الله الكفرة أن ينتجوا فيلما تافها يسيء لأعظم رسله؛ اختباره سبحانه لنا "وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب".

      * "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" يقسم الله تعالى بحياته .. تشريفا لها .. أفلا ينصره بعد مماته ؟ بلى والله .

      * "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" مهما بلغت العطاءات التي ينالها مخلوق..فلن يقارب شأنها إنزال القرآن على النبي.

      * "قل..." إذا سمعت كلمة قل في القرآن فليزد تعظيمك لهذا النبي الذي اختاره الله من بين البشر ليقول لك ويخبرك عنه سبحانه.

      * "وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلا" الإهلاك العام عقوبة إخراج النبي .. فما ظنكم بعقوبة السخرية به .. وبطريقته .. وشريعته؟   * "عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" حتى أهل الكفر والساخرين به سيحمدونه ويشكرونه على شفاعته عند ربه للفصل بين الخلائق .

      * "إن فضله كان عليك كبيرا"لم يؤت الله أحدا من الأولين والآخرين من النعم والأفضال والخيرات كماآتى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

      * "قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم" أعظم من شهد ويشهد وسيشهد على صدق نبوة محمد هو الله .. ألا يكفي الله؟

      صيد الفوائد  
    • "الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ"(1)   1_"الر" وأخواتها درس عميق في التسليم : فهي أحرف مقطّعة لا نعرف معناها، ومع ذلك يجب علينا أن نؤمن بأنّها من كلام الله ، وبأن الله يعلم معناها ، بل ونحن متعبّدون بتلاوتها وحفظها ، بل ويكفر من ردّها أو سخر بها أو قلل من شأنها ! فتأمّل .   2_"تِلْكَ" مع أنها بين يديك ، ممسك بها ، إلا أنّك تقول : تلك (إشارة للبعيد) .. استشعاراً لعلوّ مكانتها ، وشموخ معانيها ، ورفعة شأنها .   3_"الْكِتَابِ الْمُبِينِ" ومن كونه مبيناً أنّ كل الكتب يعتريها غموض سواه ، وكل الكتب فيها لبس غيره ، وكل الكتب قد يطرأ عليها شيء من التناقض عداه .     "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"(2)   4_"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا" كل ما ليس من معهود كلام العرب :لغة وأسلوبا وطريقة ، لا ينبغي أن يُفسّر به القرآن العربي .   5_"لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" من قرأ القرآن ثم لم تتضح الرؤى لديه ، ولم تترتب فوضى عقله ، ولم تنسجم قناعاته مع مبادئه ، فلم يقرأ القرآن !     "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ"(3)   6_"نَحْنُ نَقُصُّ" الله سبحانه يقص ! وبعض أهل العلم يستنكف عن إيراد قصّة في كلامه يفيد بها الناس ، ظنّاً منه أن ذلك يهبط بأسلوبه العلمي !     "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"(4)   7_"يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ" اعقد بينك وبين أبنائك عقد حب وثقة ؛ يبثونك من خلاله رؤاهم ، ويحكون لك عن طموحاتهم ، ويشرحون لك همومهم .   8_"إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا" لم يقل : رأيت في المنام ؛ اكتفى بدلالة السياق . احذف من كلامك الحشو الذي يفهمه المستمع ببداهته ، أما إذا كان الكلام ذا شأن وخَطر ؛ فيجب هنا التوضيح وفكّ الغموض كما في رؤيا إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل فقال له : " يا بني إنّي أرى في المنام أني أذبحك" ففصّل ولم يختصر لأن القضيّة متعلّقة بذبح الابن ! فتأمّل.      9_ بين : "يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ" و "يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ" تاريخ  :كلّه أحزان ، وابتلاءات ، ومواجع ، وصبر كالجبال .     "قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"(5)   10_لم تسهُل "يَا أَبَتِ" على يوسف عليه السلام إلا لما سهُلت "يَا بُنَيَّ" على يعقوب عليه السلام ! : هذّب خطاب ابنك ؛ برفع مستوى خطابك معه .   11_"قَالَ يَا بُنَيَّ" تحبّب إلى طفلك ونادهِ بلفظ البنوّة ، اغرسها في قلبه صغيرا ، لعلّها تثمر فيه البرّ كبيرا .   12_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" أطفئ نار الحاسدين بإخفاء مميزاتك عنهم .   13_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" من أشد الفراسات مواطأة للحق فراسة الوالدين في أبنائهما .   14_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" ليس شرطا أن يعبّر المعبّر كلّ الرؤى ! بعض الرؤى يُكتفى معها بالتوجيه العام.      15_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" وضح مرادك وأفصح خطابك لدى الصغار ، ومن يحتاج إلى مزيد إيضاح وبيان ، لاحظ فك إدغام : تقصّ إلى تقصص .   16_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" لا بأس أن تحذّر الأخ من إخوته والرجل من قريبه إن علمت الشر فيهم يقيناً ، وليكن تحذيرك مرتدياً ثياب الحكمة والعقل .   17_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" طاقة الحسد تتيقظ لدى الأقربين ومن تربطك بهم علاقة أكثر من غيرهم .   18_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" قَصّ الرؤى والأحلام وغرائب الأمور على الآخرين عادة إنسانية عتيقة ، توارثتها الأجيال البشرية ، وأتت الشرائع بتهذيبها وتأطيرها .   19_"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ" هناك نفوس ضعيفة ، حتى الرؤى والأحلام تستنزف طاقة الحسد لديها .   20_ بداية القصّة "إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" ، ونهاية القصة "مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي" : الشيطان هو العنصر الأخطر في بؤس البشر .         "وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"(6)   21_" وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ" إذا اجتباك ربّك واصطفاك : فعصف المكائد هباء ، وخطط الإغراء غباء ، وظلام السجون ضياء .          22_ "وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ" الرؤيا العظيمة التي يراها الطفل قد يُستدل بها على علاقة ستربطه مستقبلاً بالرؤى ؛ كأن يكون معبراً .   23_"الأَحَادِيثِ" التحدّث بالرؤى من الفطر المغروسة في النفوس ، لذلك اشتُقّ لها من هذا التحدّث اسماً فكانت (أحاديث) ، فلا تعاند الناس في فطرهم ، ما لم يبالغوا فيها .          24_ "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ" اسأل الله النعمة ؛ فإن وهبك إياها فاسأله تمامَها !       وتمامُها أن تكون سبباً في دخولك الجنّة .          25_ "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ" العابد يسأل الله النعمة ويكتفي بذلك ، والعالم يسأله النعمة وتمامها .     "لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ"(7)   26_"آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ" لو لم تبق من الصفات البشريّة غير ثلاث صفات ، فأظنّ أنّ التساؤل وحب طرح الأسئلة ستكون إحدى تلك الصفات الثلاث !   27_ "وَإِخْوَتِهِ" لا تؤذ من سيبقى أخاك مهما فعلت به !   28_ "وَإِخْوَتِهِ" أعمق جرح يبقى في صدرك هو ذلك الذي جاء من ناحية أخيك ؛ لأنّه جاء من الناحية التي كنت تظنّ أنه لن يأتيك منها إلا الأمان.   29_"وَإِخْوَتِهِ" مشكلة أخيك الذي ظلمته ، أنّه مهما بلغت درجة الظلم والقطيعة بينكما : سيبقى أخاك ! يخترق أحلامك ليلاً ، ويتسلل إلى كلماتك دون ترتيب ، ويظهر على سطح ذكرياتك فجأة .   30_"وَإِخْوَتِهِ" كلمة (الأخ) فيها من الدفء والعطف والراحة ما فيها ، من المحزن أن تقترن بالظلم والقهر والدموع ، فلا تسمع بعدها كلمة أخ ، إلا وقلت من شدّة القهر : أخّ !     "إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ"(8)   31_"إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ" لم يظن أحد أن هذا الحب سيوصل يوسف إلى غيابة الجب ! كم من مقدّمة لا تدلّ على نتيجتها .   32_" أَحَبُّ" غالبيّة من حولك لا يطالبونك بأن تحبّهم ؛ بل بأن يكونوا الأحب إلى قلبك ! عندما تغدو " أفعل التفضيل" أزمة ..   33_"وَنَحْنُ عُصْبَةٌ" هناك أزمة حقيقية في الذهنيّة البشريّة لا يمكن أن تزول ! إنّها أزمة العدد !! أزمة الأرقام الكبيرة ، الانبهار بها ، وتعظيمها ، وتقديسها ، وعدم إمكانيّة الخروج من سطوتها !     34_ في الحلقة الأولى قالوا عن أبيهم :"إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" وفي الحلقة الأخيرة قالوا عنه: "إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ" سمّوا حبه لابنه ضلالا مبينا ، وذكره له ضلالاً قديماً ! مشكلةٌ إن كان ميلك الطبيعي سبباً في رميك بالضلال .     "اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ"(9)   35_ما بين "اقْتُلُواْ يُوسُفَ" و "لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ" دارت أظلم اتفاقية : شردت حياة صبي بريء .. وأحرقت قلب شيخ كبير .. ودمرت أحلام أسرة هانئة .   36_ في خضم "اقْتُلُواْ يُوسُفَ" و "لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ" كان يوسف في مكان آخر ، منشغل بطفولته ، لا يدري أن هناك من يخطط لينهي طفولته البريئة .   37_"يَخْلُ" التفرّد والرغبة في الاستحواذ وعدم المشاركة داء بشريّ مقلق . فباتت همّة الأكثر من الناس لا أن ينجحوا بل أن يتفوّقوا ، لا أن يصلوا بل أن يتميّزوا ، لا أن يتخرّجوا بل أن يكونوا الأوائل على الدفعات ! وهذا درس نكرّسه من حب الذات وتمجيدها وغمط الآخرين ، وهي أنانيّة في ثوب عصري ، وغرور في لباس مدني !   38_ "وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" قد ينتج أعظم الفساد الآني ، من فكرة الصلاح المستقبلي .   39_ "وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" لم تكن لتُهضم فكرة القتل الشنيعة ، لولا تلطيفها بفكرة التوبة المستقبليّة ! احذر من زخرفة القبح .     "قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ"(10)   40_"قَائِلٌ مِّنْهُمْ" إذا عرف الله صدقك ؛ فليس مهمّاً أن يعرف الناس اسمك .   41_ "قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ" خفف الشر ما استطعت .   42_"لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ" محزن أن تبدو الرحمة في شكل رفض القتل ! حتى يظهر أن أكثر الموجودين حناناً ورحمة هو ذلك الذي يرفض القتل ! ويرضى بما دونه من التعذيب والتنكيل !   43_"لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ" الألطاف كانت تحوط بيوسف ؛ فمن بين مكائد إخوته ارتفع صوت "لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ" ، ومن عمق البئر جاءته صرخة "يا بشرى" ، وفي أولى خطواته في القصر سمع همسة "أكرمي مثواه" ، ولحظة إلصاق التهمة به في بيت العزيز ارتفعت شهادة "وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين" ، وفي آخر أيام السجن جاءه اعتراف "أنا راودته عن نفسه لمن الصادقين" ، وقبيل خروجه من السجن جاءته رسالة "ائتوني به أستخلصه لنفسي" .   44_ "وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ "لم يقل الجبّ وإنما قال غيابة الجبّ : تجُبرك وحشية الآخر أن تتوحش في لغتك حتى تناسبه حلولُك .     "قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ"(11)   45_"يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا" عندما ولجوا من باب الخيانة ؛ كان أول ما طرقوا موضوع الأمانة ! تنبّه لأول موضوع يطرحه خصمك فقد يكون الطُعْم فيه .   46_"يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ" لا يعلم الابن أن دسائسه مفضوحة ، ونظراته مكشوفة ، وهمساته مسموعة عند والده .   47_"مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا" استخدموا لفظ الأمن في الوقت الذي قرروا فيه زعزعته ! دقق في عبارات وألفاظ الآخرين ؛ فإنها قد تحوي شيئا من أفكارهم .   48_"مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا" شك في أمانة من يسألك : لماذا لا تأمنّي ، وفي صدق من يسألك : لماذا لا تصدقني ، وفي حكمة من يسألك : لماذا لا تعتمد علي .   49_"وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ" وصفوا أنفسهم بالنصح لأنهم علموا أن الناصح يستحيل أن يؤذي غيره : إذا رأيت ناصحا فتمسك به ؛ فإنه الأمان .     "أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"(12)   50_"أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا" إذا واجهك شخص بطيبة مفاجئة فاحذر منه ، فإذا كانت مفاجئة ومُلحّة ، ففرّ منه .   51_"أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا" الحقد يبحث عن أقرب فرصة لتنفيذ مخططاته .   52_"يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ" فقط مهتمون بلعبه ومتعته !! غالباً : خلف الاعتناء الزائد غرض فاسد .     "قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ"(13)   53_"قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ" لا تهمل الخاطر الأول ، والتوقع الأول ، فكثيراً ما يكون فيه شيء من الإلهام .   54_"قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ" عندما رأى الله شدّة تعلّق وحزن قلب نبيّه على ابنه جعل عينيه تبيضّان من الحزن : تعلّقْ بالله وحده .   55_"قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ" فأحزنه ذهابهم به سنوات وسنوات ؛ حتى أفقده الحزن بصره : احذر من كلماتك!   56_"وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ" لا تعط الآخرين السيف الذي يغتالونك به ، لا تساعدهم في مخططاتهم عن حسن نية .     "قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ"(14)   57_"إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ" ، "قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ" ونحن عصبة ، ونحن عصبة : عندما يصاب الإنسان بمرض الرقم ، وبأزمة الكَثرة!!     "فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ"(15)   58_"وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ" لم يدر في خلد حافري ذاك البئر أنه سيكون سجنا لنبيّ كريم ! كم من مكان عادي تحتفظ ذاكرته بمشهد أليم.   59_"وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا" من غرائب المصائب ، أن قلبك يكون فيها أكثر تهيؤاً لمعاني الربوبيّة .   60_"وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا" دائماً إذا أغلقت النوافذ ؛ يخلق الله لك باباً !   61_"وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا" من بين طوفان اليأس ؛ تأتي مراكب الفَرَج ، وفي وسط لهيب الأحزان ؛ تنمو زهور الفَرَح .   62_"وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا" ماذا تعني أكوام البلاءات ؛ عند قلب يستشعر قُرْب الله ؟   63_"لَتُنَبِّئَنَّهُم" يحتاج المظلوم أن يقول للظالم : أنت ظلمتني في يوم من الأيام ، أنت عبثت بتاريخي ، أنت لوثت سمعتي ، أنت لعبت بدموعي .   64_"لَتُنَبِّئَنَّهُم" هل كان يتصور الإخوة وهم يخططون للتخلص من أخيهم أن أفكارهم وتهامسهم وجريمتهم سيفضحها الله في كتاب مقدس ؟   هل كانوا وهم يلقونه في البئر يتوقّعون أن عملهم سينكشف بتفاصيله في سورة تحمل اسم ذلك الأخ الذي يهوي الآن ؟   65_"لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ" أشد ما تكون المصائب والفضائح والبلايا وقعا على القلوب إن كانت مفاجِئة ، صادمة ، لا يُتنبأ بوقوعها .     "وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ"(16)   66_"وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ" الأنباء السيئة تتشح عادة بالسواد !!   67_"وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ" أصحاب النظرات الزائغة ، والدموع الكاذبة ، والمشاعر الزائفة ؛ يحضرون في المساء لتسترهم الأضواء الخافتة !   68_"وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ" القلوب القاسية لديها قدرة عجيبة على أن تنتج دموعا شبيهة بدموع الحزانى ! : اهتم بتاريخ الباكي ودعك من ملامحه .   69_"يَبْكُونَ" لكل أكذوبة إطارها المناسب !             "قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ  وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ"(17)         70 _ " يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ" ، " يا أبانا مالك لا تأمنّا" ، "يا أبانا مُنع منّا الكيل" ، " يا أبانا إنّ ابنك سرق" ، "يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا" رحم الله يعقوب _ عليه السلام _  كم سمع من الكلمات القاسية ، والتي رضّت فؤاده وأطارت رقاده بعد كلمة الحنان والرحمة الشهيرة : يا أبانا !         72_ " نَسْتَبِقُ" بعيداً عن كون قصّة الاستباق مختلقة ، كثيراً ما تقع المصائب بعد أجواء مرح وسرور !         73_ "نَسْتَبِقُ" في كل العصور : يحرص الشباب على أن يبزّوا أقرانهم في القوّة والسرعة وبقيّة المهارات ، لذلك أنتجوا ألعاباً ومسابقات مهمّتها إظهار الأميز والأجدر والأقوى !     74_"إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا" عجيب! البارحة تريدونه أن يرتع ويلعب ، واليوم جعلتموه حارساً للمتاع وصرتم أنتم الراتعين اللاعبين ؟     75_"فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ" الذئب!  ذكره أبوهم بالأمس ؛ فبات متَهمهم اليوم! الكذب ممارسة هشة ، تتناول أقرب قناع .     76_ "فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ" لا تصدّق كل إشاعة تسمعها ، حتى وإن كانت هناك إمارات تشير إلى صدقها ، فمن عادة صانعي الإشاعات أن يضعوها في قوالب يمكن تصديقها !     "وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"(18)   77_"وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ" يا للوعة قلب الأب وهو يرى قميص ابنه ، كان بالأمس يرى فيه ابنه ، واليوم يرى عليه دم ابنه المزعوم .   78_"وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ" يبدو أن تزوير الحقائق عادة اكتسبها الإنسان منذ القدم !   79_"وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِب"   إنا له لحافظون ، يرتع ويلعب ، إنا له لناصحون ، البكاء ، ذهبنا نستبق ، تركنا يوسف ، أكله الذئب ، الدم ...         أنت بحاجة لحزمة أكاذيب ؛ حتى تنضج كذبة واحدة !   80_"وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ" عبق حياة يوسف في القميص أشد سخونة من صراخ الدم الكاذب .   81_"وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ" دموع باردة ، نبرة مخادعة ، تفاصيل مزوّرة ، دم كذب ، الكاذب يدجج نفسه بالأباطيل ؛ ليتقدّم في أرض البهتان !   82_"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا" تأمّل كيف سوّلت لهم أنفسهم أمراً بهذه الشناعة ، وجعلته مُسوّغاً ومُقنعاً !    : لا تثق دائما بميولات نفسك ؛ فقد تميل نفسك لأفعال غاية في الشناعة .   83_"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا" إذ كيف يأكله الذئب ولما تسجد له الكواكب بعد ؟ كن بمبشرات الله أوثق منك بما تراه عيناك .   84_"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا" لم تمحُ "فأكله الذئب" حقيقة "إني رأيت" ثق بالله ، وتجاهل كل الأيمان المغلظة التي تنثرها الحياة من حولك .   85_"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ" اهزمْ الكيد البشع ، والمؤامرات القبيحة ، والخطط الشمطاء ، بالصبـــر الجميــــل .     "وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ"(19)   86_"وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ" قيل: ضاعوا فبلغ بهم المسير إلى الجُب : إذا أراد اللطيف إنقاذك ، يُضيع آخرين لأجلك! يُريهم البئر لتنجو! يُعطشهم لتحيا!   87_"وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ" إذا أراد الله إنقاذك ؛ خلق حاجة ما في نفوس بعض خلقه ؛ يدفعهم بها لينتشلوك من جبّك الموحش .   88_"فَأَدْلَى دَلْوَهُ" لا تستهن بالأشياء والأشخاص الذين تجدهم مصادفة في دلوك أو طريقك أو بجوارك ؛ فقد يكونون أثمن مما تظن !   89_"فَأَدْلَى دَلْوَهُ" لا تستغرب : كثير ممن انحشرت أجسادهم في دلاء الابتلاء ؛ تربّعوا على عروش التمكين !   90_"فَأَدْلَى دَلْوَهُ" قد تكون نهاية مواجعك دلواً عتيقاً يقدّر الله أن ينتشلك به من جُبّك المظلم .   91_"قَالَ يَا بُشْرَى" تفاءل بالكلمات الأولى ، المضمّخة بعطر الفرح .   92_"وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً" مع الله : سلعة تباع وتشترى يقدّر الله أن تتربّع على عرش العزة في مصر ، وتنقذ البلد من طوفان القحط !   93_"وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً" حقيقتك لن تغيّرها نظرة الناس إليك : فيوسف ظنّوه بضاعة ، وحقيقته نبيّ كريم ، وعزيز لمصر عظيم .   94_"وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً" لم يخطر في خيالاتهم أن هذا السر الذي أسرّوه سيفضحه الله في كتاب ينزل من السماء !     "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ"(20)   95_"وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ" الدنيا كلها ثمن بخس في مقابل نبي كريم ، فكيف بدراهم ، ومعدودة أيضا؟   96_"وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ" لا تنزعج إن اعتبرك البعض بضاعة رخيصة الثمن ، دعهم يقدّرون ثمنك كما يشاؤون ، ثم ابتسم! فأنت وحدك من يعرف ثمنك الحقيقي!   97_"دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ" من قلّة الدراهم التي باعوا بثمنها يوسف أنّها تعدّ عدّا ولا توزن وزناً ! لا تحزن للمقابل الذي يدفع عن أتعابك ، لا تأس لتواضع مرتّبك .. فليست قيمتك ما تقبضه آخر الشهر ، بل ما تبذله آخر العمر !   98_"وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ" كم من سلعة أغلى من بائعها !     "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"(21)   99_"الَّذِي اشْتَرَاهُ" صفته الأهم في هذه الأثناء ليس أنّه عزيز مصر ، بل أنّه اشترى يوسف الصدّيق ! هناك أشياء يقول بها الإنسان ، يظنّها عاديّة ، وهي أهمّ شيء في حياته !     100_"أَكْرِمِي مَثْوَاهُ" إذا أراد الله إكرام عبده ؛ جعل عيناً ما تراه بكيفيّة أخرى ، أو أذناً ما تسمعه بهمسة أخرى ، أو قلباً ما يحبه بنبضة أخرى .   101_"أَكْرِمِي مَثْوَاهُ" كانت هذه أول وصايا العزيز لزوجته ، وكأنه قرأ في عينيّ زوجته مستقبل المؤامرات التي ستهدد مثوى يوسف .   102_"أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا" إذا أراد الله بعبد خيرا ألقى في قلوب من حوله مشجعات ومحفزات يبذلوا بسببها الخير له .      103_"أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا" بفطرته علم أن الإكرام مجلبة لنفع   المستقبل ، والبعض يظن أن ابنه لن يبرّه إلا إذا أهانه وقسا عليه في صغره !         104_"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ" إذا حضر قلبك عَتَبـَة الملك العظيم ؛  فليُلغيَ جميع مواعيده ، وليمحوَ كلّ أفكاره ، وليتجاهلَ كافّة ترتيباته ، فهو بحضرة  من بيده الملك وهو على كل شيء قدير .     "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"(22)   105_"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ" الكثير من العطايا والهبات الإلهيّة لا تأتي إلا بعد اختبارات ، ومحن ، وتجارب ، تكون أيام عمرك ميدانها ، وبعد هذا التاريخ الذي تثبت فيه أنّك وعاء جيد لتلقّي الأفضال ، ينشرح صدرك لكثير من الخير الذي لا تدري كيف أتاك ، وتعتقد أنّ مقدّمات حياتك لا تفضي إليه.   106_"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا" الأنبياء لا يتم علمهم وفهمهم ونبوّتهم إلا في سنّ الأربعين فكيف بغيرهم : فاحرص على الأكابر .   108_"وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" الغرف المغلقة التي لا يعلم فيها أحد عن إحسانك وإتقانك ؛ هي محك الإحسان .   "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"(23)   109_"وَرَاوَدَتْهُ" ستراودك : الحياة ، المناصب ، كلام الناس ، الشهوات ، الشبهات ، لن تدعك وشأنك ، ثق في ذلك ، فاعتصم بــ "مَعَاذَ اللَّهِ" .   110_"الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا" لا تجعل للآخرين دالة عليك ، بأن تكون في بيتهم أو تعمل عندهم فتجرّئهم دالتهم عليك في أن ينالوا منك !   111_"وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ" تنشط الشياطين في الغرف ذات الأبواب الموصدة !   112_ "وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ" إذا رأيت الأبواب تُغلق بدون سبب ظاهر ، فابحث عن امرأة العزيز التي ستظهر في شكل : اتفاقيّة ، مؤامرة ، توقيع ، صفقة !          113_"وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ" في قراءة هِئتُ بمعنى تهيأتُ : تهيأتْ وتزينتْ لمعصية الله ، أفلا نتهيأ ونتزين نحن لطاعته ؟   134_"وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ" ليس بين الجملتين أداة عطف توحي بالتريّث..لم يترك _عليه السلام_ فراغا زمنيا للتفكير :كن صارما مع الشهوات قبل أن تبتلعك .      115_"قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ" عندما أكرم العزيز مثواه لينفعه .. نال منه على أعظم نفع : صيانة عرضه .   116_"قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ" وحاول تذكيرها ، وهرب إلى الباب ، وأنكر التهمة ، وصمد لإقناع نساء المدينة ، ثم سأل الله السجن : هذه البطولـــــة .   117_"إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ" غالباً : إحسانك للآخرين.. صمام أمان عن إساءاتهم .     "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ"(24)   118_"وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ" امتنع الهم لوجود البرهان.. فكيف يصف البعض يوسف بأنه قد همّ.. كيف وهو من المخلَصين؟   119_"لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ" افتح عينيّ بصيرتك جيدا ؛ فهناك براهين للرب تظهر ، يعصم بها أحبابه .. يذكرهم بها أنه الله الذي لا ينبغي أن يُعصى .   120_"لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ" عند كل ريبة برهان إلهي يصرفك عنها .. حاول أن تبصره بقلبك .   121_"كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء" إذا تعبدت لله بالانصراف عن السوء والفحشاء زمنا . . يأمر الله بعد ذلك السوء والفحشاء أن تنصرف عنك .   122_"كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء" صرف الله عنه الزنا -الفحشاء-.. والهم بالزنا - السوء- والله أعلم     "وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"(25)   123_"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ" إذا زحفت إليك شهوة.. فابحث عن الباب .   124_"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ" الفرار الوحيد الذي يمارسه الشجعان دون الجبناء هو الفرار عن المعصية .   125_"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ" إذا تسللت أدخنة الريبة إلى مكان .. فالجأ إلى الباب قبل أن تختنق بسخط الله .   126_"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ" لا تكتفِ بـ " معاذ الله" .. بل ابحث عن أقرب باب.. واهرب .   127_"وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ" لا تبك على تمزق قميص.. أو انهيار حلم.. أو تلاشي وميض.. هناك من يصنع من إخفاقاتك اليسيرة مستقبلك العظيم .   128_"وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ" ربما ظن يوسف في تلك اللحظة أنها تمكّنت.. وما علم أنها وقعّت على الإدانة التي ستظهر براءته : لا تستأ من الانتصارات المؤقتة للظالم .   129_"وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ" لا تزدر كل رث هيئة معفر الجبين مشقوق الثوب .. فقد يكون نبل ما هو الذي شق ثوبه وعفر جبينه !   130_"وجاءوا على قميصه بدم كذب" "وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ" قميصان :قميص يوسف المشقوق : يستر الله به يوسف ، وقميصه غير المشقوق : يفضح به إخوته .   131_"وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب" لو رضخ يوسف لانفضح بعد دقائق ! لحظة دخول العزيز عليهما ! قد لا يفصل بين العظَمة والانحطاط غير دقيقة واحدة ، فتماسك ..   132_"وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ" قد يفضح الله عبده عند المكان الذي ظن أنه قد حصّنه جيدا .. اللهم سترك يا كريم ..   133_"وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ" من المؤكد أنها تيقنت من عدم مجيئه في هذا الوقت قبل أن تشرع في مراودتها .. ولكن مالذي جاء به ؟ إنه الله !   134_"وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا" لا تتعاطف مع أول منكر.. فقد يكون أخطر مجرم .   135_عندما "اسْتَبَقَا الْبَابَ"" وقرر يوسف أن يفر "أَلْفَيَا سَيِّدَهَا" عادة البلاءات العظيمة مكوّنة من جزئين أو أكثر.. فاصبر حتى يحكم الله !   136_"قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا" ليس المشتكي هو صاحب الحق دائما .. فقد تكون الشكوى ضربة استباقية من الظالم .   137_"مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ" ذكرته بأنها أهله لتستنفر غيرته : تجييش ظالم لّلغة .   138_"قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ" السجن خيار ملحّ في أذهان الظلمة.. على مرّ التاريخ !     "قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ"(26)   139_"هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي" الأبرياء.. لغتهم الهادئة الواثقة تغنيهم عن الحلف .. ورفع الصوت.. ومحاولات الإقناع ! يكفي أن يقول أحدهم بكل هدوء : هي راودتني ..   140_"قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا" ... "قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي" لا تتعلّق بأول جملة تطرق سمعك .. وإنما بأصدق عبارة تتسلل إلى قلبك .   141_"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا" إذا اتقى العبد ربه جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا .. حتى أقرب الناس إلى خصمه يشهدون له ويؤيدون دعواه .   142_"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا" بالقرب من كل ريبة شاهد من أهلها  ينتظر دوره ليشهد لك إن كنت من أصحاب : "معاذ الله" .     "وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ"(27)   143_"وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ" من خفايا لطف الله أنه قد ينجي عبده ببلاء.. بل وبموضع هذا البلاء : فإمساكها لقميصه كان بلاء ، فيوسف عندما هرب منها لم يكن يتمنى بالطبع أن تمسك قميصه ، بل أمسكته بقوّة لدرجة أنّه انقدّ ! فكان هذا الأمر غير المحبوب ليوسف هو الزورق الذي أنقذه الله به !     "فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ"(28)   144_"فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ" من أعظم الكرامات : قميص مشقوق .. يستر الله به سمعة يوسف : إذا لبست التقوى أغناك الله بها عن كل لباس ..   145_"إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ" أمامه آثمة واحدة.. ولكنه يوزع تهمتها على بقية الآثمات : تخفيف صرامة الاتهام .. هزيمة .     "يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ"(29)   146_"يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا" بلا أداة نداء.. وكأنه يهمس بها في أذنه.. لئلا يسمعه الحرس .   147_"يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ" حتى لسانه أنف أن يذكر اسم زوجته .. وكأنّه يشعر بقرف منها .   148_"وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ" حتى الكفار يرون الزنا ذنبا يجب الاستغفار منه .. وليس حرية شخصية ينبغي السكوت عنها .     "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ"(30)   149_وراودته التي هو في بيتها" اليوم فضيحتك يحتويها البيت.. "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا" غداً تتصدّع عنها أسوار المدينة .   150_"وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا" لو رفع الله عنا ستره.. لصرنا حديث المجالس.. يا رب سترك .   151_"امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا" لم يقولوا زليخا.. وإنما امرأة العزيز ولم يقولوا تراود رجلا.. وإنما فتاها ليمعنوا في التشنيع     الكلم الطيب  
    • الضيف فضيلة الشيخ سلمان السنيدي تغريدات الشيخ سليمان السنيدي أفتتح الله  سورة الذاريات بقسمه بمخلوقاته العظيمة وعظمتها من كمال عظمة قدرته لتتواضع النفوس وتذل ويزول ما فيها من كبر وطغيان ( في غمرة ساهون ) الانغماس في الدنيا مع الغفلة عن الآخرة يورث التخرص في القضايا الكلية وإنكار الحساب والسخرية بمن يؤمن به ( وبالأسحار هم يستغفرون ) أحسنوا العمل واخفوه وبالغوا في الاعتذار وهذه علامة التوفيق والقبول (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) القسم له وجل وفيه للسامع رهبة سمعها رجل فتأثر وقال: من أغضب الجبار حتى أقسم ( وبالاسحار هم يستغفرون ) كثرة الاستغفار ليست عن كثرة الذنوب بل عن صفاء القلوب (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) لا ندري ما يحدث في أجسامنا من عمليات هضم وتنفس و… هي بداخلنا والله وحده يرعها (أتواصوا به بل هم قوم طاغون) تتشابه مواقف الطغيان من أهل الحق ويجمعهم محاربة الدين وأهله فكيف إذا تآمروا والله من ورائهم محيط (إلا قالوا ساحر أو مجنون) ساحر:يغير القناعات ويجعل المؤمن يفارق من اعتاد من افعال واصحاب مجنون:يعد بالقيامة وبالنصر مع القلة (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين) ترد القصة في القرآن كثيرا لما لها من أثر تشد الانتباه تدعوا للتأمل تحوي رسائل لكل الفئات   تغريدات المشاركين تحت وسم المجلس والتي أعيد تغريدها من قبل الضيف: بدأت  سورة الذاريات بالإشارة للرزق [والذّاريات،فالحاملات…فالمقسمات] وتوسطت برزق غيرمتوقع(إسماعيل) وختمت ب[إن الله هو الرزاق] (للذين يخافون العذاب الأليم) لا يتأثر عند سماع أحوال المعذبين ،أو رؤية آثارهم إلا الخائف من عذاب الله. {والذاريات ذروا ، فالحاملات وقرا…} لا يُقسم الله سبحانه إلا بعظيم؛ يتجلَّى فيه عجيبُ صَنعته، وكمالُ قدرته، وجمالُ تدبيره. (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} ذكر الناس بآيات الله وبأيامه، وشرائعه ،، بن عثيمين “وفى السماء رزقكم وما توعدون ” إذا شعرت بنقص الرزق ارفع رأسك للسماء واسأل الكريم واستغفره “ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ” الجزاء من جنس العمل أذاقوا المؤمنين فذاقوا ما أعجب حالهم أكثر ليلهم صلاة وتضرع لكنهم لم يغتروا بل {وبالأسحار هم يستغفرون} (يُؤفك عنه مَن أُفك) أي يُصرف عن القرآن وحفظه وتدبره من صرف عقوبةً له بسبب ذنوبه وإعراضه عن الله . ﴿فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين﴾ لا تهولنَّك جحافل الكفار وسلاحهم ،فإذا جاء أمر الله لن تغني عنهم شيئا. وبالأسحار هم يستغفرون قال ابن القيم فباتوا لربهم سجدا وقياماً ثم تابوا إليه واستغفروه عقيب ذلك ﴿وفي أموالهم حق للسائل والمحروم﴾من صفات أهل التقوى تفقد الفقراءالمتعففين وإعانتهم. وللمحسنين مع الليل حكايات؛ فإما قيامٌ (كانوا قليلاً من الليل مايهجعون) وإما #استغفار (وبالأسحار هم يستغفرون) [يؤفك (عنه) من أفك] كم من رؤية صورة محرمة حرمت قراءة سورة مكرمة لاشئ أنفع للعبد في زمن الفتن من صدق الالتجاء إلى الله،ما أجمل التصوير القرآني لطالب الالتجاء(ففروا إلى الله) {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} فُر إلى الله ستجد السعة بعد الضيق والأُنس بعد الوحشة والفرج بعد الكرب فقط الزم عتبة بابه ( وبالأسحار هم يستغفرون ) بالإستغفار وقت الأسحار تفتح كل الأقفال الفرار إلى الله نجاة (ففروا إلى الله..) {آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا..} مَن أطاع الله في الدنيا عن رضًا وتسليم، أثابه مولاه وخصَّه بالنعيم. فأين المشمِّرون المحسنون؟ (فتول عنهم فما أنت بملوم وذكرفإن الذكرى تنفع المؤمنين) ليت الدعاةيتأملون الترتيب! تول عن من لا ينفع جدالهم،واشتغل بالوعظ الذي ينفع “وبالأسحار هم يستغفرون” لو علم أهل الحاجات بالاستغفار لضج سكون الليل في اﻷسحار “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه” “ففروا إلى الله” كل شيء إذا خفته فررت منه؛ إلا الله فإنك إذا خفته فررت إليه. امتلاء القلب بالتقوى يظهر أثره بأعمال لا تطيقها النفوس الغافلة ! (كانوا قليلاً من الليل مايهجعون) “كانوا قليلا من الليل مايهجعون” قال مسلم بن يسار:ماتلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله تعالى فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ فرارا الى الامن فرارا الى الجنان فرارا من هم الدنيا وشقائها فرارا الى الغفور الرحيم { فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ } مَنْ صَحَّ فِرارُه إلى اللّهِ صَحَّ قَرارُه مع الله https://pbs.twimg.com/media/Ca3vPyJW8AArdOs.jpg   تغريدات حسابي إسلاميات تحت وسم المجلس والتي أعيد تغريدها من قبل الضيف: (ففروا إلى الله)اترك كل ماسوى الله وهاجر إليه بقلبك وبدنك اسعَ في طلب الرزق لكن تجرد وعلق قلبك بالمسبب لا بالأسباب سؤال المجلس: ذكر الله المحسنين – جعلنا واياكم منهم – في   سورة الذاريات وذكر لهم أعمال فاضلة اذكر ثلاثة منها الإجابة: الصدقة، الاستغفار، قيام الليل (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون (18) وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)   تغريدات المشاركين تحت وسم المجلس والتي لم يعاد تغريدها من قبل الضيف: من الكرم عدم مشاورة الضيوف في تقديم الطعام ،بل المبادرة لتقديمه لهم (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون } ..ليعبدون … الهدف من خلقك العبودية لله العبودية لله غاية التشريف والتكريم [الرزاق] وليس [الرازق] تدل على المبالغة في كثرة الرزق و العطاء {ففروا إلى الله} كلما انكسر مجدافك وخابت أمانيك وضاق صدرك وهرب أحبابك /عبدالله بلقاسم ( وبالاسحار هم يستغفرون ) انسب وقت حيث الهدوء هدوء المكان هدوء البدن والاهم هدوء النفس كل شئ في الحياة مخلوق من زوجين ليدل على وحدانية الخالق تأمل(ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) “إن الله هو الرزاق” تأمل ظهور اسم الرزاق في الخليقة وكيف وسعهم رزقه ترى ماتعجب منه العقول. ابن القيم https://pbs.twimg.com/media/Ca3rsyHUYAAYeel.jpg ﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾إن كنّا نؤمن حقاً بأن الله هو الرزاق فلنجتنب ماحرَّم ليغدق علينا بما أحلَّ. “”فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ” خلق الله لك لسانك حق لتنطق بالحق .. “قال سلام”رد إبراهيم عليه السلام اكمل من تسليم الملائكة لأن رده بالجملة الاسمية الدالة ع الثبوت والاستمرار (“آخذين” ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك “محسنين”) أعطِ اليوم.. تأخذ غدا! (أتواصوا به بل هم قوم طَاغُون ) – الكفر ملة واحدة وإن اختلفت وسائله وتنوع أهله ومكانه وزمانه. المختصر في التفسير التعريف بمصدر الرزق وهو اللہ لكي يفر إليه الخلق ويحققوا العبودية له (وذكرفإن الذكرى تنفع المؤمنين) فتش عن نفسك هل إذاذكرت بالله ترجع تتذكر؟أم يكون قلبك قاسيا؟ إن كانت الأولى فاحمدالله وإلافحاسب نفسك (ففروا إلى الله)سمى الله الرجوع إليه فرارا؛لأن في الرجوع لغيره أنواع المكاره والمخاوف،وفي الرجوع إليه المحبةوالأمن فيطمئن المؤمن وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ من هذا المجنون الذي يجعل من الله الها اخر ربي انك الواحد الاحد الشتاءربيع المؤمن طال ليله فقام فيه، وقصر نهاره فصام فيه فإن شئت فكن من المحسنين(إنهم كانواقبل ذلك محسنين*كانواقليلامن الليل….) (ماأريدمنهم من رزق) سبحانه الغني مامن دابةإلاعليه رزقها فامش أيهاالعبدفي طلب رزقك،وسابق وسارع في عبادة الرزاق ورضاه وطلب جنته كل مكذب يدوم على تكذيبه من غيرتوبةلابدأن يقع عليه العذاب ولوتأخرعنه مدة(فإن للذين ظلموا ذنوبامثل ذنوب أصحابهم فلايستعجلون) من آداب الضيافة: رد التحية بأحسن منها،وتحضير المائدة خفية،والاستعداد للضيوف قبل نزولهم،وخطابهم برفق (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون( – الحكمة من خلق الجن والإنس تحقيق عبادة الله بكل مظاهرها. (وماخلقت الجن والإنس إلاليعبدون)هذه الغايةالتي خلق الله الخلق لها،بعث الرسل يدعون إليها،عبادته المتضمنةمعرفته ومحبته والإنابةإليه العجوز العقيم التي لاولد لها والريح العقيم التي لابركة فيها ولا منفعة ويوم القيامة عقيم لأنه ليس بعده يوم مثله (ذوالقوةالمتين )له القوةوالقدرةكلهامشيئته نافذةفي جميع البريات،ماشاءكان،ومالم يشألم يكن،لايعجزه هارب،ولايخرج أحدعن سلطانه سبحانه “وفى انفسكم افلا تبصرون ” تبحث عن نعمه سبحانه واياته الا ترى نعمه فيك فتشكره وتحمده !! (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)كل خلية فينا عبار عن اية من اياته الذكرى تنفع المؤمن لمامعه من إيمان وخشيةوإنابةواتباع رضوان الله يوجب أن تنفع فيه الذكرى(سيذكرمن يخشى*ويتجنبهاالأشقى) (وماخلقت الجن والإنس إلاليعبدون ) كلماازدادالعبدمعرفةبربه؛كانت عبادته أكمل فهذاالذي خلق الله الخلق لأجله،لالحاجةمنه إليهم في طريق الدعوة إلى الله ستقابل المستهزئين والمثبطين. فاعمل بقوله عز وجل : (فتول عنهم فما أنت بملوم) امتلأت السورة بأسباب الرزق، ومنها إكرام الضيف فقد قدم إبراهيم عليه السلام للضيفه عجلا سمينا فرزقه الله نبيا كريما! لما قال : ﴿وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين﴾ نبه على أعظم مايُذكر به : التوحيد ﴿وماخلقت الجن والإنس إلا (ليعبدون)﴾ أقسم الله سبحانه وتعالى في الآيات من 01 إلى 04 بالرياح ثم بالسحب ثم بالسفن ثم بالملائكة … ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) من في الأرض لا يطول السماء ليمنع ما قُسم لك ،،مما قرات {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} ﻻتطرق أبواب الخلق فالرزاق هو الله سيرزقك كما رزقهم   تغريدات حسابي إسلاميات تحت وسم المجلس والتي لم يعاد تغريدها من قبل الضيف: وماخلقت الجن والإنس إلا (ليعبدون))كل مافي دنياك إن لم يكن معينا على بلوغ تلك الغاية فهو حجاب أوقاطع طريق د.الخضيري الذي جعل الرياح التي تحمل السحب سببًا للحياة (والذاريات) قادر على جعلها سببًا لهلاك الكافرين (الريح العقيم) سبحانه! لا تقل فلان قطع رزقي! هو لا يملك رزق نفسه فكيف برزقك؟! (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) البعث والرزق محوران في   سورة الذاريات لأن الانشغال في طلب الرزق هو أحد عوائق الاستعداد للآخرة من أراد أن يتعلم أدب الضيافة فليقرأإكرام إبراهيم لضيفه الملائكة وليدع فنون الاتيكيت التي صمّ المتحضّرون آذاننا بها! سخّر الله الذارايات والحاملات والجاريات والمقسمات كلها موكلة بإيصال رزق الله لك فكيف تقلق على رزقك؟! من صفات المتقين أنهم لايشغلهم الكدح في طلب الرزق نهارا عن أداءحق الله ليلا،ماتكاسلوا عن القيام بحجة التعب والارهاق! (وماخلقت الجن والإنس إلاليعبدون) العبادة ليست تعبدية فقط وإنما هي تعاملية وأخلاقية فاقرن كل عملك بنية التعبّد لله حرّر نفسك من التعلّق بالدنيا واعتبر من الآيات في الأرض وتعلّق برب السماء، رزقك مقسوم ومضمون فلا تقلق… (مسومة عند ربك (للمسرفين)) هؤلاء رُزقوا فما شكروا بل وأسرفوا على أنفسهم بمعصية لم يسبقهم لها أحد!! (في غمرة ساهون) يا ترى في أيّ الغمرات نحن ساهون؟! (إنهم كانواقبل ذلك محسنين)محسنون في عبادتهم لربهم يقومون الليل يستغفرونه ومحسنون مع الخلق(وفي أموالهم حق للسائل..) (ومن كل شيء خلقنا زوجين) إذا كان كل شيء مخلوق زوجين فلا شك ولا ريب أن الخالق واحد أحد سبحانه! لم ترد العجلة في القرآن إلا في مقام الذمّ (هذا الذي كنتم به تستعجلون) (فإن للذين ظلموا ذنوبا …. فلا يستعجلون) كانواقليلا من الليل مايهجعون)فرق بين من قلّت ساعات نومه ليقوم بين يدي ربه ومن قلّت ساعات نومه لهواولغوا مضيعا للوقت (في جنات وعيون) في #سورة_الذاريات (في جنات ونعيم) في الطور (في جنات ونهر) في القمر، ألم تتحفّز نفسك وتتشوّف بعدُ للجنة؟! إذاضاقت بك السبل وسُدّت في وجهك الأبواب تذكر(ففروا إلى الله) سارع بالفرار إليه فهو الرزاق ذوالقوة المتين رزقك عنده إزاء تكذيب المكذبين اعمل بوصية الله لنبيه ولأمته من بعده: (فتول عنهم) وادّخر طاقتك وجهدك لمن يريد أن ينتفع بالذكرى (قال فما خطبكم) من تواضع إبراهيم علم أن الملائكة إنما نزلت لأمر أعظم من تبشيره هو بالولد الذي طال انتظاره له! من أعظم العوائق عن الفرار إلى الله الانشغال بالحصول على الرزق فكان لزامًا تنبيه المنشغلين وتذكيرهم (ففروا إلى الله) (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ما دام في قلبك ذرة إيمان أبشِر فأنت ممن ينتفعون بالتذكرة واحمد الله على هذه النعمة (وفي السماء رزقكم) علّق قلبك بربك (فورب السماء والأرض إنه لحق) هذا الرزق حق سيصل لكل إنسان بحسب ما كتبه الله وقدّره (فجاء بعجل سمين) ضيافة الكرام ليست بالكثرة وإنما بالنوعية مع حسن استقبال الضيف والقيام على خدمته وراحته من تعلق بالأسباب دون المسبِّب أهلكه الله بها يقسم الرزاق سبحانه (وفي السماء رزقكم) فلماذا نطلبه في الأرض؟! اطلبه ممن يملكه ويسوقه لك سوقا.. (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) والآيات تذكرة لهم(وفي الأرض آيات للموقنين) (وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم) (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) يا ترى هل نحن من أهل هذه الآية أم نحن ممن كثيرا من الليل ما يضيّعون؟! (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) يكفي أن تنظر في صورة أشعة أو تخطيط قلب لتعلم كم غفلنا عن آيات ربنا! سبحان الخالق البارئ! (ساحر أو مجنون) التُهم جاهزة ومكررة منذ الأزل وكأنها موروث ثابت للمنكرين المكذبين! وفي عصرنا تُهم جاهزة (إرهابي)! توجيهات وأعمال #سورة_الذاريات القرآن تدبر وعمل – https://pbs.twimg.com/media/Ca3zuPyW8AEZu_Z.jpg – https://pbs.twimg.com/media/Ca3zuTCWEAEzeHY.jpg (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين) افتتاح القصة بالاستفهام يجذب السامع ويشوّقه وهذا أسلوب قرآني بديع   جمع التغريدات: إسلاميات      
    • الموت قدر الله المكتوب على كل نفس، وقد جعله الله تعالى لزاماً لا نجاة لحي منه، وبه تنفصل الروح عن الجسد، فينتقل الميت إلى أول ساعات القيامة، فيفتن في قبره، ويبتلى بضمة القبر، ويصير حاله إما إلى نعيم أو عذاب مقيم، وإن المتأمل في المقابر والواقف على حقائقها يدرك قيمة الدنيا وغرور الأيام، فيدعوه ذلك إلى إحسان العمل والمبادرة بالطاعة.
        [شدة ساعة الاحتضار]   ساعة الاحتضار هي الساعة أو اللحظة التي تسبق انفصال الروح الثاني عن الجسد، وهذه الحالة تحيط بها السكرات التي تعوذ منها صلى الله عليه وسلم يوم عانى من نزع الروح، فكان عليه الصلاة والسلام -وهو أشرف الخلق على الله- يضع يده في الإناء ثم يمسح بما أخذ بيديه من ماء وجهه ويقول: (إن للموت لسكرات، اللهم إني أعوذ بك من سكرات الموت)، فهذا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من سكرات الموت.وورد أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه كانت بجواره ابنته عائشة رضي الله تعالى عنها، فلما رأت ما بأبيها من ثقل قالت مرددة ذلك البيت المشهور: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر فقال: ليس هذا يا بنتاه، ولكن قولي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:١٩]، فسكرات الموت هي كرباته وغمراته التي تحيط بالمخلوق حين يعاني من نزع الروح وانفكاكها بالكلية وانفصالها عن جسده.وفي ساعة الاحتضار تتنزل الملائكة تطميناً للمؤمنين، قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} [فصلت:٣٠] وذلك يكون في ساعة الاحتضار {أَلَّا تَخَافُوا} [فصلت:٣٠] من مستقبل أيامكم {وَلا تَحْزَنُوا} [فصلت:٣٠] على ما فاتكم من الدنيا، ثم تبشرهم {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [فصلت:٣٠ - ٣١] أي: كما كنا نؤيدكم على اتباع الحق في الدنيا فإنا نؤيدكم في هذه الساعة العصيبة، ثم نؤيدكم يوم يقوم الأشهاد لرب العالمين،   قال الله جل وعلا: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:٢٣ - ٢٤].وساعة الاحتضار هذه يفتن فيها العبد، ويقرب فيها الشيطان، ويحاول قدر الإمكان بوساوسه ونزعاته، ألا يفلت منه بنو آدم؛ لأنه -عليه من الله اللعنة- أخذ على نفسه العهد والميثاق أن يضل بني آدم، فإذا قارب العبد الموت خاف أن يفوته، فهناك يبذل الشيطان كل ما في وسعه من وساوس ونزغات وشبهات، محاولاً أن يصرف العبد عن طاعة الله، وأن يغويه؛ لأنه ليس هناك فسحة للتوبة أو الرجوع أو الإنابة بعد ذلك؛ لأن الإنسان مقبل على الآخرة مدبر عن الدنيا، فنسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة في كل آن وحين.وبعد النزع تخرج الروح، فإن كان مؤمناً تنزع نزعاً خفيفاً، ويكون منظر الملائكة يراه العبد المؤمن منظراً مطمئناً مبشراً، أما إذا كان العبد كافراً أو منافقاً أو مبالغاً في فجوره وفسقه فإنه يرى منظر الملائكة منظراً مخيفاً، وتستل روحه كما تستل الشوكة من العجين، وبعد ذلك تصعد الروح، فإن كانت مؤمنة نوديت بأحسن الأسماء، وفتحت لها أبواب السماء، وإن كانت خلاف ذلك أغلقت دونها أبواب السماء ونوديت بأخبث الأسماء، ثم تعود كرة أخرى إلى جسد صاحبها مصداقاً لقول ربنا جل جلاله: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:٥٥].     [أين تكون الروح بعد أن تفارق الجسد]   إن المستقرئ لآيات الكتاب وأحاديث المعصوم صلى الله عليه وسلم يكاد يجزم بأمور، منها: أن أرواح المؤمنين تكون في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى والمقام العظيم عند ربهم جل وعلا، ولذلك لما كان الأنبياء يخيرون عند الموت كان صلى الله عليه وسلم يقول -كما في حديث النزع المشهور-: (اللهم في الرفيق الأعلى)، أي: الرفيق الأعلى الذين عناهم الله بقوله: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:٦٩]، فالأنبياء والمرسلون في الرفيق الأعلى والمقام العظيم في أعلى عليين.ومنها أن أرواح الشهداء تكون في حواصل طير خضر تسرح في الجنة، ثم تأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش، كما ثبت ذلك الخبر في صحيح مسلم وغيره عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه.وأما أرواح المؤمنين فإنها تكون نسمة في حواصل طير، إلا أنه لم يرد خبر بأنها تسرح في الجنة.وأما أرواح الفجار والكفار وأهل الفسق والعصيان والخارجين عن طاعة ربهم جل جلاله فلا تسل عنهم، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين:٧ - ٩] فهم في أسفل سافلين في العذاب المقيم، أعاذنا الله وإياكم من ذلك كله.   [أين تكون الروح بعد أن تفارق الجسد]   إن المستقرئ لآيات الكتاب وأحاديث المعصوم صلى الله عليه وسلم يكاد يجزم بأمور، منها: أن أرواح المؤمنين تكون في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى والمقام العظيم عند ربهم جل وعلا، ولذلك لما كان الأنبياء يخيرون عند الموت كان صلى الله عليه وسلم يقول -كما في حديث النزع المشهور-: (اللهم في الرفيق الأعلى)، أي: الرفيق الأعلى الذين عناهم الله بقوله: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:٦٩]، فالأنبياء والمرسلون في الرفيق الأعلى والمقام العظيم في أعلى عليين.ومنها أن أرواح الشهداء تكون في حواصل طير خضر تسرح في الجنة، ثم تأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش، كما ثبت ذلك الخبر في صحيح مسلم وغيره عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه.وأما أرواح المؤمنين فإنها تكون نسمة في حواصل طير، إلا أنه لم يرد خبر بأنها تسرح في الجنة.وأما أرواح الفجار والكفار وأهل الفسق والعصيان والخارجين عن طاعة ربهم جل جلاله فلا تسل عنهم، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين:٧ - ٩] فهم في أسفل سافلين في العذاب المقيم، أعاذنا الله وإياكم من ذلك كله.     [مع الموتى في قبورهم]   القبر -أيها الأخ المؤمن- أول منازل الآخرة، ومساكن الموتى التي فيها يُؤْوَون، وفيها يبيتون، وفيها يقيمون حتى يدع الداع إلى شيء نكر، كما قال تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:٦ - ٨]، ومفهوم المخالفة أن المؤمنين يقولون: هذا يوم يسير، كما أخبر الله عنهم بقوله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم:٨٥].     [ضغطة القبر]   وأول ما يفاجئ الميت في قبره ضغطة القبر، وضمته، وكلاهما ورد به الخبر الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فذلك أمر حتمي لازم لا انفكاك منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم في دفن سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه: (إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)، ومعلوم أن سعداً رضي الله تعالى عنه شهد جنازته سبعون ألف ملك، ومشى صلى الله عليه وسلم في أوائل المشيعين لها، واهتز عرش الرحمن لصعود روحه فرحاً واستبشاراً، ومع هذا المقام العظيم عند الله وعند رسوله لن ينجو رضي الله تعالى عنه من ضغطة القبر.وقد ورد حديث آخر حسنه بعض أهل العلم وصححه بعضهم، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق صبي، قال: (إن هذا الصبي لن ينجو من ضمة القبر) فأول ما يفجأ الميت في قبره هذه الضمة، وهذه الضغطة التي لا بد منها، ثم يفرج عنه على قدر دينه وإيمانه وورعه كما أخبر صلى الله عليه وسلم.     [فتنة القبر]   ثم بعد ذلك فتنة القبر، ويراد بالفتنة السؤال؛ لأن الفتنة لها معان متعددة، ومن معانيها السؤال، قال الله تبارك وتعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات:١٣]، وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أتباعه أن يعوذوا بالله من فتنة المحيا والممات، وفتنة القبر هي تلك الأسئلة الثلاثة التي توجه إلى الميت في قبره، وورد أن اللذين يسألانه هما منكر ونكير، فيقعدان الميت ويسألانه تلك الأسئلة التي استفاضت شهرتها: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فعلى قدر صلاح العبد وتقواه وإيمانه يكون جوابه {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:٢٧].وهذه الأسئلة اختلف أهل العلم رحمهم الله فيها، هل يسأل بها كل مكلف؟ وهل يسأل بها الكفار والمؤمنون؟ وهل سئل بها الذين من قبلنا أو لم يسألوا؟ وأظهر أقوال أهل العلم -والله تعالى أعلم- أن الجميع يسأل، وإن خالف في هذه المسألة بعض أهل العلم من أهل السنة، والله تعالى أعلم.     [عذاب القبر ونعيمه]   ثم بعد ذلك على ما يكون من إجابة، وعلى ما كان من العبد من عمل يكون عذاب القبر ونعيمه، وعذاب القبر ونعيمه أمر استفاض علمه من دلائل الكتاب والسنة المطهرة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار، فحادت به بغلته حتى كادت أن تلقيه صلوات الله وسلامه عليه، فإذا أقبر خمسة أو ستة أو أربعة، فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وقال: (من يعرف أصحاب هذه القبور؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله.فقال: متى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في زمن الإشراك، فقال صلى الله عليه وسلم: لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع، ثم قال لأصحابه: تعوذوا بالله من عذاب القبر، فقالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: تعوذوا من فتنة المسيح الدجال، فقالوا: نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال).فهذا خبر صحيح، ويؤيده ما جاء في حديث عائشة أن امرأتين من اليهود قدمتا عليها، فأخبرتاها بأن أصحاب القبور يعذبون في قبورهم، فلم تصدقهما أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، فلما قدم نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرته الخبر، فقال: (نعم، إن هذه الأمة تبتلى في قبورها.قالت عائشة: فما وجدته بعدها إلا كثيراً ما يستعيذ بالله من عذاب القبر) ويدل عليه ظاهر القرآن، قال الله جل وعلا: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:٢١]، قال بعض أهل العلم: العذاب الأدنى: عذاب القبر، ويدل عليه قول الله جل وعلا في سورة غافر: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر:٤٦]، وهذا في القبر {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:٤٦]، فعذاب القبر ونعيمه أمر مستفيض مشهور، فمن عقيدتنا -أهل السنة والجماعة- أن أهل القبور إما في نعيم وإما في عذاب.وهذا العذاب أو النعيم يشمل الروح والجسد، ويشمل الروح حيناً، لأن الروح تنفك عن الجسد حيناً وتنفصل عنه، وهذا أمر غيبي لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، فهو الذي يعلم كنهه ولبه ومنتهى إدراكه، فالله تبارك وتعالى علام الغيوب.     [سماع الموتى كلام من يأتيهم]   إن المتأمل في أخبار الكتاب والسنة يجزم بأن أصحاب القبور يسمعون ذلك، ومما يدل عليه أمور عدة: أولها: ما ثبت في الصحيحين من طرق متعددة ووجوه مختلفة من أنه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتلى بدر ألقاهم في قليب، أي: في بئر مهجورة، ثم وقف عليهم بعد ثلاثة أيام فقال: (يا فلان ابن فلان! يا فلان ابن فلان! -يناديهم بأسمائهم- هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً) فأذهل هذا الأمر عمر، فقام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا، فقال: (يا عمر! والله ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جواباً) فأثبت لهم صلوات الله وسلامه عليه السمع، وقال: (ما أنت) أي: يا عمر (بأسمع) أي: بأشد سماعاً (لما أقول منهم)، ولكن وجه الخلاف هو أنهم لا يستطيعون جواباً.ولا يعارض هذا قول ربنا جل جلاله في سورة فاطر: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر:٢٢]، فإن قول ربنا جل جلاله: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر:٢٢] المقصود منه والمراد منه سمع الامتثال والقبول، لا سمع الأصوات، فهم يسمعون، ولكنهم لا يسمعون سماع من يمتثل ويقبل ما تقول، ويستطيع أن يمتثل لأمرك.ومما يدل عليه أيضاً ما ثبت في السنة الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن الميت يسمع قرع نعال من يشيعه إذا انصرفوا عنه.ومما يدل عليه أيضاً أن نبينا صلى الله عليه وسلم لما ندبنا ورغبنا في زيارة القبور علمنا ماذا نقول، فمن ضمن ما نقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين) ولا ريب في أن استعمال كاف الخطاب يلزم منه -كما هو مفهوم من لغة العرب- أن يدرك من تبلغه السلام سلامك ذلك، وإلا لكان هذا السلام كالسلام على العدم المحض، وهذا أمر لا يعقل، ولا يخاطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم به، فمن ذلك يفهم أن الموتى يأنسون بمن يزورهم، ويسمعون نداء ودعاء من يأتيهم، إلا أنهم لا يملكون إجابة، ولا يستطيعون رداً على ما يقوله لهم من يسلم عليهم.     [انتفاع الميت بعمل الحي]   هل ينتفع الميت بعمل الحي ودعائه له؟ الذي يكاد ينقل الإجماع فيه أن الموتى ينتفعون بالدعاء والاستغفار لهم، إذ قال الله جل جلاله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} [الحشر:١٠] فقول الله جل وعلا حكاية عن الصالحين: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) مفهومه أنهم ينتفعون بذلك الاستغفار -أي: الموتى- وينتفعون بذلك الدعاء، وإلا فلو كانوا لا ينتفعون بذلك الاستغفار، ولا ينتفعون بذلك الدعاء؛ فأي منقبة وأي مدح في دعاء واستغفار أولئك القوم الصالحين.وقد أخبر جل جلاله أن حملة العرش يستغفرون للذين آمنوا، ولم يحصر جل وعلا ذلك الاستغفار على الأحياء دون الأموات، فالآية جاءت عامة.وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأتي أهل بقيع الغرقد فيدعو لهم ويستغفر الله جل وعلا لهم، كما ثبت ذلك عنه صلوات الله وسلامه عليه في السنة الصحيحة.ومما نقل أن الموتى ينتفعون بالصدقة عنهم،   كما في حديث ابن عباس في صحيح مسلم وغيره أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه قال: (يا رسول الله! إن أمي ماتت وأنا غائب عنها، أينفعها إن أنا تصدقت عنها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال: يا رسول الله! إني أشهدك أن حائطي -أي: بستاني في مكان كذا وكذا- صدقة عن أمي).وكذلك نقل أن الموتى ينتفعون بالحج والعمرة عنهم، واختلف في غير ذلك، كالصيام وما شابهه ذلك من قراءة القرآن وغير ذلك من سائر الأعمال الصالحة، ويظهر -والله تعالى أعلم- أنا لا نجد مانعاً من أنهم ينتفعون بذلك كله، فإن قال قائل: ما تقولون في قول ربنا جل جلاله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم:٣٩] في سورة النجم؟ فنقول: إن الله جل وعلا في الآية: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم:٣٩] قصر ما يحاسبون عليه في سعيهم، وأما ما يكون لهم فإنه ليس في الآية ما يدل عليه، فلو فرضنا أن رجلاً استدان من بقال ثلاثة آلاف ريال، فكتبها عليه ديناً، فجاء رجل آخر فدفع ثلاثة آلاف للبقال، وقال له: اقض بهذا المال دين فلان، فلا يقول عاقل: إن هذه الثلاثة الآلاف للرجل المتصدق، وفي نفس الوقت نفعت ذلك المديون فأدت دينه عنه، فنفع المؤمن الحي لأخيه الميت كائن بهذا المثال، فإنك إذا استغفرت لأخيك أو دعوت له أو تصدقت عنه، أو اعتمرت عنه، أو حججت عنه، فإن كل ذلك -بإذن الله- ينفعك، ولا يمنع ولا يعارض قول ربنا تبارك وتعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم:٣٩].     [حتمية الموت]   فمن ذلك كله يفهم أن الموت أمر محتوم، وأمر لازم، ولكن الله جل وعلا أخفى عن كل أحد ساعة موته، قال ربنا تبارك وتعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام:٥٩] وفسر صلى الله عليه وسلم مفاتح حالغيب، فقال -كما في المسند من حديث ابن عمر -: (مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله،) ثم تلا خواتيم سورة لقمان: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان:٣٤]، فلا تعلم نفس بأي أرض تموت، ومن جهل المكان أولى وأحرى به أن يجهل الزمان، فكل إنسان يعلم أنه ميت، وهنا نقول: إن حقيقة الموت - أي علم الإنسان بأنه يموت- لا أعلم أحداً حتى الساعة خالف فيها، فأهل الكفر وأهل الملل المتفرقة، وأهل النفاق، وأهل الفسق، والدهريون، والبعثيون، والشيوعيون، والماركسيون، وغيرهم من أهل الملل والنحل من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة لا يظهر لنا أنهم خالفوا في حقيقة الموت، فلم يأت أحد من الناس ليقول: إنه لا يموت، ولكن الخلاف بيننا وبينهم فيما بعد الموت من بعث ونشور، فحقيقة الموت قد سلم بها الجميع،   ولذلك ترى الله جل وعلا يحكي عن كفار قريش قولهم: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية:٢٤] فأثبتوا لأنفسهم أنهم يموتون، وإن نسبوا ذلك إلى الدهر، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.وذلك الرجل البالغ في الإثم من القرشيين لما أخذ عظاماً قد بليت، وقال: يا محمد! أتزعم أن ربك يحيي هذه بعدما أرمت؟! ونفخها بفيه حتى تناثرت، فأنزل الله جل وعلا قوله: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس:٧٧ - ٧٨]، فذلك القرشي لم ينكر أن الناس سيموتون، لكنه أنكر أن يكون هناك بعث بعد ذلك الموت.فحقيقة الموت قد سلم بها كل أحد، وأيقن كل أحد، بأنه ميت لا محالة، ومقدار إيمانك ويقينك بأنك ستبعث بعد الموت هو الدافع للعمل الصالح.ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شيء فالموت أمر حتمي لازم لا ينجو منه أحد،   وقد جاء في الحديث عن ابن عباس: (أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن والأنس يموتون)، وظاهر الكتاب والسنة أن الموت أمر حتمي لازم لا ينجو منه أحد، قال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:٨٨]، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:٢٦ - ٢٧]، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:١٨٥]، {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} [الجمعة:٨]، {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران:١٥٤]، فالموت أمر حتمي لازم لا يفر منه أحد.وهنا نقول: إنه لا ينجي من الموت حذر، ولا ينجي من الموت سبب، ولا يعصم من الموت ملجأ ولا نفق ولا سرداب، ولا سلم في السماء، ولا غير ذلك مما يخطر ببالك أو لا يخطر ببالك، فالموت أمر حتمي لازم،   ولذلك ورد أن ابن عباس رضي الله تعالى عنه لما مكث في مسجده يحدث الناس ويفسر لهم كتاب ربنا جل جلاله وصل إلى قول الله جل وعلا: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل:٢٠] فقال رضي الله تعالى عنه يخبر من حوله: إن الهدهد كان يعمل لسليمان أنه يرى له تخوم الأرض، فينظر إلى مواقع الماء ومواقع القطر.فتعجب نافع بن الأزرق -وهو رجل من الخوارج كان حاضراً- من مقولة ابن عباس، وقال: غلبت اليوم يا ابن عباس، قال: وما ذاك؟ قال: تزعم أن الهدهد يعلم ما تحت تخوم الأرض من مواقع الماء؟ قال: نعم، قال: يا ابن عم رسول الله! كيف والطفل الصغير يأتي بالفخ فيضع عليه شيئاً من التراب فيقع فيه الهدهد دون أن يدري ما تحت ذلك التراب؟ فقال له ابن عباس ذلك الحبر العظيم: يا ابن أخي! خفت أن تخرج من حلقتي وتقول: غلب ابن عباس، وإلا لما أجبتك، ثم أجابه فقال: يا ابن أخي! إنه إذا نزل القدر عمي البصر وبطل الحذر؛ لأنه لابد من أن يقع أمر الله، فلا يمنع وقوع أمر الله شيء، {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب:٣٨]، {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [الأنفال:٤٢].   ولذلك قد ترى الحادث المروري فتقول عند رؤيتك له: لن ينجو منه أحد، فترى القوم جميعاً سالمين، وترى الحادث المروري فتقول: هذا حادث يسير لا يصاب فيه أحد، فإذا بالقوم أمواتاً، وما ذلك إلا لأن الأمر أولاً وأخيراً منوط بما قدر له الله أن يكون، فما قدر الله له أن يكون لابد من أن يكون حتماً ولزاماً، قال الله جل جلاله: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:٣٤].   كتاب دروس للشيخ صالح المغامسي   المكتبة الشاملة  
    • السؤال
      أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.
        الجواب
      الحمد لله.
      والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.

      وهي قسمان :القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
      القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .



      فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :   النوع الأول:  الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :

      أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
      والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".

      ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
      عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .
      وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".
      ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
      فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )
      رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
      وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 )

      النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:
      أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
      ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .

      ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.

      ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".

      شروط هذه الشفاعة :
      دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :

      1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
      2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
      3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
      كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.




      القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:

      الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :
      1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .
      وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).
      وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.
      2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
      فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .

      الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .
      وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.

      والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .

      والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.
      ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .
      وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
      ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .

      وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .
      ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملكله . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .
      للاستزادة ينظر كتاب ( الشفاعة عند أهل السنة والجماعة للشيخ / ناصر الجديع .) ، والقول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين ( 1 / 423 ) ، أعلام السنة المنشورة ( 144 ).

      الاسلام سؤال وجواب


       
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182559
    • إجمالي المشاركات
      2536154
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×