اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57948
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180622
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259975
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8310
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53077
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38411 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 182 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    2 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • 1- ﴿ مِن المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ﴾ . مهما كانت الفتن حولك، ومهما قلّ صوت الحق بجانبك، فاعلم أن صدقك مع الله سيثبتك، فاثبت ياعبدالله، ولاتبدل حالك مع الله، وتذكر قصص الثابتين الذين رحلوا ، إنما هي أيام وترح .   2- ﴿ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ﴾. في الآية دليل أن الإثم مصدره من القلب، فهو الذي يأمر الجوارح بالخطأ. وأما الفعل غير المقصود باللسان أو بغيره فلا إثم فيه، لأن القلب لم يتعمد ذلك، لذلك احرص على تنقية قلبك حتى يكون طيباً فلايأمرك إلا بخير.   3- ﴿ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾. لقد أجمع السلف على أن بلوغ المراتب العالية لن يتحقق إلا بالصبر واليقين . الصبر على العلم والعمل. الصبر على الدعوة وعقباتها. ثم اليقين بلقاء الله. واليقين بأن المستقبل لهذا الدين.   4- ﴿ ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون ﴾. كل حسنة تعملها فإنها تمهد لك الطريق إلى الجنة، فاجتهد في عمرك القصير، فالطريق شاق يحتاج إلى تمهيد وتثبيت، وبعد ذلك سعادةٌ أبدية في جنان الخلد.
        5- " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". كن دقيق المحاسبة لنفسك، فإن رأيتَ تغير في قلبك أو إقبالك على الطاعات أو تساهلك في الذنوب أو وقوعك في الشبهات المالية ونحو ذلك، فاعلم أن حفظ الله لك بدأ يتغير، فانتبه، واستقم كما يريد الله، " ويحذركم الله نفسه ".   6- ﴿ إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ﴾ . كل اللحظات التي تحتاج منك الصبر، هي عربون لتلك الجنة العظيمة. صبرك على الطاعة، وصبرك عن المعصية، وصبرك على الأقدار المؤلمة. كن قوياً واصبر فهناك جنة.   7- ﴿ وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ﴾. ما أجمل الكلمة " هذا يومكم " ، هذا يوم الفوز العظيم ، هذا يوم نهاية التعب. هذا يوم الخلود، هذا يوم الفرح الكبير برؤية الله، هذا يوم السرور برؤية النبيين والصالحين.   8- من مشاهد القيامة الجميلة استقبال الملائكة للصالحين بالبشارات. ﴿ وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ﴾. قيل : يكون هذا عند قيامهم من قبورهم، وقيل : عند أبواب الجنة. فاجتهد في عمرك القصير، فهناك نعيمٌ عظيم بانتظارك.   9- استيقظ من غفلتك ، واعلم أن هناك لقاء بينك وبين الله. انتبه قبل أن تقول ﴿ يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ﴾.   10- ﴿ وعجلتُ إليك رب لترضى ﴾. سابِق الزمن، وانطلق إلى أبواب الطاعات، تعال إلى باب الكريم سبحانه، لعله يرضى عنك. اسجد واقترب، تعال بدموع الاعتراف والاعتذار ، وقل يارب :﴿ وعجلتُ إليك رب لترضى ﴾.   11- إذا أحاطت بك الذنوب وشعرتَ باليأس والألم النفسي ، فتذكر : ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾ . مهما كانت ذنوبك، فهناك ربٌ يغفر ويتوب، ولكن لمن صدق معه.   12- ﴿ ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ﴾. إن الجنة ليست درجة، بل درجات عظيمة، وأنت الآن في الدنيا تستطيع أن ترتفع في درجات الجنة من خلال إيمانك الصادق وعملك الصالح.   13-﴿ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ﴾. هناك لن تهتم بغير نفسك فابدأ الآن بالاهتمام بها.   14- " إن معي ربي سيهدين ". حينما تزداد صلتك بالله، تشعر بأنه معك بلطفه وهدايته، وتوقن بأن توفيقه يجري معك في تفاصيل حياتك، وهكذا تزداد محبة الله لك ورعايته على حسب قدرك عنده.   15-في آيات الطلاق وإرجاع المطلقة،قال تعالى ﴿ ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ﴾ وفي هذا دليل على أن صدق الإيمان بالله والخوف من الآخرة يجعلان الرجل يخاف من الظلم بالطلاق أو الخداع في المراجعة، لأن هناك فوضى في الطلاق وتضييع للبيوت بشكل عجيب.   16-﴿ وَأَنفِقوا خَيرًا لِأَنفُسِكُم ﴾. بعضنا يظن أن المنتفع بالصدقة هو الشخص المحتاج فقط.
      نعم سينتفع بما تعطيه، ولكنك سوف تحصل على أشياء أعظم مما حصل عليه ذلك المحتاج، من الثواب، ومحبة الله، وتيسير أمورك، والفوز بظل صدقتك يوم القيامة.   17- ﴿ وَأَنا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم وَما أَعلَنتُم ﴾. إذا رسخ في قلبك مبدأ مراقبة الله لكل أحوالك، فإن إيمانك بالله يقوى بشكل كبير، وستشعر بالرغبة لفعل الطاعات، والنفرة من كل المعاصي حتى الصغائر منها.    18-﴿ يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم ﴾. قصص المظلومين ستنكشف يوم القيامة بشكل مختلف، لأن الله سيتولى الحكم النهائي.

      1- " فأهلكناهم بذنوبهم ".  إنها الذنوب التي تدمر المجتمعات، ثم قال الله بعد ذلك " وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين "، إنها القدرة الربانية على إنشاء جيل جديد مباشرة.   2- " قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ".  فتأمل مع بيان خضوع الكون له سبحانه إلا أنه ذكر بعد ذلك أنه كتب الرحمة على نفسه.   3- " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ".  أي ضُرّ ؟ مالي، نفسي، أسري، وظيفي، صحي، كل الأضرار تزول حينما يريد الله زوالها عنك.   4- " ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه ". بعض الناس ربما سمع عشرات الآيات ولكنها لاتصل إلى قلبه لأن الله ختم عليه بسبب ذنوبه.   5- " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون ".  حتى مشاعر الحزن يراها الله ويعالجها لنبيه صلى الله عليه وسلم. 6- " ولقد كُذِّبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كُذِّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ".  حقيقتان : 1- تاريخ التكذيب للرسل ليس جديد.  2- الرسل هم سادات الصبر.   7- " قل لا أتبع أهواءكم قد ضللتُ إذاً وما أنا من المهتدين ".  لابد أن يتميز المؤمن بعقيدته ولا يجامل فيها، ويثبت على القواعد والأسس الدينية.   8- " ويعلمُ ما جرحتم بالنهار ".  ذنوبك جراحات لقلبك، كفى جراحاً، داو جراحاتك بالاستغفار والتوبة الصادقة.   9- " ويرسل عليكم حفظة ". إنهم معك، وقد أرسلهم الله، فاحذر منهم، وافرح بهم.   10- " فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ".  حتى الجلوس مع أصحاب الظلم جرمٌ عظيم، الزم المساكين واقترب من وادي المساكين.   11- " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ".  المؤمن الصادق لا يجلس مع أصحاب الأهواء الضالة، ولا المنحرفين فكرياً وعقدياً.   12- " لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ".  هذا من كلام إبراهيم عليه السلام وهذا يعطيك قاعدة في استشعار الحاجة إلى هداية الله في كل لحظة. 13- لما ذكر الله أسماء ١٨ نبي قال لنبيه " فبهداهم اقتده "، أي سر على منهجهم واصبر كما صبروا وابذل كما بذلوا، وهي رسالة للدعاة كذلك.   14- " وهذا كتاب أنزلناه مبارك ".  القرآن يفيض بالبركة ، اُدنُ منه، عش معه، اقض وقتك بالقرب منه، هو مبارك ومن يعيش معه سيكون مبارك.   15- " وكذلك جعلنا لكل نبيٍ عدواً شياطين الإنس والجن ".  لاحظ " لكل " فيا أيها الداعية لا تستغرب وجود العداوات، فهذا طريق الرسل . 16- " وإن كثيراً ليُضِلون بأهواءهم بغير علم ".  الكثير من أهل الضلال يمارسون الإفساد لتمكن الهوى والجهل منهم ، لهذا لابد من مقاومتهم بالعلم والهدى.   17-  " وذروا ظاهر الإثم وباطنه ".  كم من رجل وامرأة ظاهرهما الصلاح وقد تركوا المعاصي الظاهرة ولكن قلوبهم تغلي بالحقد والبغي والظلم.   18- " وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم ".  هناك مددٌ شيطاني لحزب الشيطان وأتباعه، الهدف منه الجدال والتشكيك، فأعرض عنهم.   18- " أوَمن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ".  أنت ميت بلا نور الله، بلا هداية الله، حياتك كلها ظلام بلا نور الله.   19- حينما يزداد صاحب الطغيان في الإجرام فليوقن أنه يضر نفسه  " وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ".   20- " وهو وليهم بما كانوا يعملون ".  ولاية الله منصبٌ كبير ، ولا يتحقق لك ذلك إلا بالعمل الصادق، وكلما كنت لله تقياً كلما كنت لله ولياً . 21- " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً ". كلما ازداد ظلم العباد سلط الله عليهم ظالماً عليهم، وهذا من سوء عاقبة الظلم.   22- في باب الحوار وطرح الآراء " نبئوني بعلم " .  الكلام بلا علم ولا برهان إضاعة للوقت وجدلٌ مذموم .   23- " ولا تقربوا الفواحش ". التقوى ليست في ترك المحرم فحسب، بل في ترك مقاربته.   24- " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ".  إذا كان صراط الله مستقيماً فاسلك الطريق بكل استقامة لكي لا تسقط من على الصراط.   25- من فضل الله لأصحاب الحسنات، أن يضاعف الحسنات إلى أضعاف كثيرة ، ففي الآية " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ".   26- الهداية نعمة من الله واختيار رباني " قل إنني هداني ربي إلى صراطٍ مستقيم ".   27- حينما تلتزم الصراط المستقيم فأنت على طريق ابتدأه إبراهيم وانتهى بمحمد عليهم الصلاة والسلام " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً ".   28- " ومحياي ومماتي لله رب العالمين ".  أنفساك في الحياة مع الله ولأجله، حتى عند سكرات الموت تخرج الروح وهي تودع العمل مع الله.   29- " ومحياي ومماتي لله رب العالمين ".  ما أجمل أن تراجع نيتك وأعمالك في كل تفاصيل حياتك، وهل هي لله، وما أجمل أن تودع الدنيا وأنت مخلص لله. 1- " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ".  من هذه الساعة ابدأ بعمل يثقل ميزانك يوم القيامة، ونوع في الأعمال حتى لا تمل.   2- " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان ".  نداء رباني لطيف، ياعبدالله احذر من خطوات الشيطان، إنه يريد إيقاعك في الذنب، وغداً سيتبرأ منك.   3- من صور العذاب في النار " لهم من جهنم مهاد " أي فراش " ومن فوقهم غواش " أي لحاف. إلى متى ونحن نصر على الذنوب؟ لماذا لا نخاف من النار؟   4- " ونزعنا ما في صدورهم من غل " . هناك وفي الجنان لا يصلح لك الدخول وأنت تحمل شرارات الحسد والحقد، لابد من نزعها تماماً حتى يكون اللقاء أجمل.   5- حينما يطأ أهل الجنان تلك الجنان تنطق الألسن " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " ، شعور جميل ، واعتراف كبير.   6- " ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ". نعيم الجنة هو نتيجة لأعمالك الصالحة وأقوالك الطيبة، جاهد نفسك على بذل المزيد.   7- " وادعوه خوفاً وطمعاً ".  حينما تدعو الله، اجمع بين الخوف من الله وبين الرجاء في ثواب الله ورحمته.   8- " إن رحمت الله قريب من المحسنين ". تلك الساعات التي تحسن فيها لغيرك، هي الساعات التي تستجلب بها رضا ربك ليرحمك في حياتك القادمة.   9- " إن رحمت الله قريب من المحسنين ".  إذا أحاط الحزن بك، وتقلبت بك مواجع الدهر فأطعم مسكيناً وارحم يتيماً لعل رحمت الله تغشاك.   10- " أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ". حينما تتغير المفاهيم تكون الطهارة والعفاف جريمة يستحق صاحبها الطرد.   11- في زحمة فتن الحياة ومؤثراتها سوف تضعف ، وقد تبتلى ، فلا تتردد أن تبكي ساجداً وتقول " ربنا أفرغ علينا صبراً ".   12- حينما أراد فرعون قتل السحرة بعد إيمانهم، تأمل أنه لم تتعلق قلوبهم بموسى ولم يطلبوا منه شيء بل قالوا " ربنا أفرغ علينا صبراً " هذا هو التوحيد.   13- " ولاتكن من الغافلين ".  الغفلة سبب لموت القلب ، ونقص الرزق ، وضياع بركة العمر ، هيا قم من غفلتك ، واتصل بمولاك وتبتل إليه تبتيلاً.   14- " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض " المتكبرون محرومون من بركة القرآن وفهمه وحلاوته.   15- " وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ".  كثيرون يعرفون الحق، ولكنهم لا يعملون به ولا يلتزمونه، وذلك لأنهم قومٌ لم يرد الله هدايتهم.   16- " أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ".  حينما تحيط بك الخطايا تذكر سعة رحمة الله .   17- " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ".  حينما تقترب من أنوار الحسنات، أنت تقترب من رحمة الله. 18- " واتبعوا النور الذي أنزل معه ".  ليس هناك نور إلا الذي جاء به رسولنا، نبينا نور، وجاء بالنور، اقترب من النور لتكون نوراً لنفسك وللعالمين. 19- " إنا لا نضيع أجر المصلحين ". خطواتك في سبيل الإصلاح، تعبك وجهدك وسهرك وسفرك، كل ذلك محفوظ سوف تنسى كل تعب حينما تلقى ربك وعملك. 20- " فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ".  في مسيرتك الدعوية يختار الله لك وسيلة مؤثرة وهو العليم بما يؤثر في النفوس، فاختر القصص المميزة لعلهم يهتدون. 21- " قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ". إذا كان رسولنا ﷺ يقول هذا عن نفسه وهو حي، فكيف به وهو ميت، فكيف بحال من يتوسل بأصحاب القبور؟   22- " وجعلَ منها زوجها ليسكن إليها ".  العلاقة بين الزوجين علاقة هدوء وسكون وليست بوابة للمشكلات، حافظا على حياتكم الزوجية واحترما حقوق بعضكما.   23- كلما زاد نصيبك من الصلاح والتقوى أحاطت بك العناية الربانية " وهو يتولى الصالحين " يرعاهم ، يلطف بهم ، يسددهم ، ينتصر لهم.   24- " وأعرِض عن الجاهلين ".  منهج رائع يرسمه القرآن لنا، أعرض عن الجاهلين في حياتك، في العمل، بين الزملاء، في الشارع.   25-  " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ".  إذا كان الإنصات للقرآن سبب للرحمة ، فكيف بمن يقرأ ويحفظ ويعيش مع القرآن في كل حياته 1- في قوله تعالى: ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ).
      لماذا قال أحمد ولم يقل محمد وهو أشهر أسماءه عليه الصلاة والسلام ؟
      الجواب :
      ١- لأنه في الإنجيل مسمى بهذا الاسم.
      ٢- ولأنه أحمد الناس لربه ، كما سيظهر يوم القيامة في وقت الشفاعة.
      2- في قوله تعالى: ( هم وأزواجهم في ظِلالٍ على الأرائك ).
      كيف يكون في الجنة ظل ، والظل لا يكون إلا ما يقع تحت الشمس، ولا شمس في الجنة لقوله تعالى : " لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا "؟
      الجواب : ظل أشجار الجنة يكون من نور العرش.
        3- في قوله تعالى: ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ).
      هنا سؤال : أي فائدة في الإخبار بإيمان الرسول مع أن الأنبياء في أعلى درجات الإيمان ؟
      الجواب : فائدته أن يبين للمؤمنين زيادة شرف الإيمان ، حيث مدح به خواصه ورسله.
      4- " كان " تأتي في القرآن على معان :
      ١- للحال ، ومنه " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا ".
      ٢- للاستقبال ، ومنه " ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ".
      3 - للدوام ، ومنه " وكان الله عليماً حكيماً ".
      4  - بمعنى صار ، ومنه " وكان من الكافرين ".
      5- في قصة آدم تأملات :
      - قال الله " ولاتقربا هذه الشجرة ".
      هذا أصلٌ مهم في النهي عن القرب عن أي معصية.
      - " فتكونا من الظالمين ".
      في هذا دليل أن المعصية ظلم للنفس.
      - " فتاب عليه ".
      في هذا رحمة الله وقبوله لتوبة آدم، وهكذا مع كل تائب لأنه التواب الرحيم.
        6- أحياناً يسألك أحدهم ولايكون عندك جواب، فحينها لاتتكلف، واحذر أن تتكلم بلاعلم، واستفد من قول الملائكة " لاعلم لنا إلا ما علمتنا "، وهذا يشمل كل أبواب الدين والدنيا، لأن المتكلم بلا علم يُضر بالآخرين ويوقعهم في مفاسد كثيرة.

      7- الإيمان الصادق المقرون بالعمل الصالح يُكسب صاحبه فراسة يعرفُ بها الحق من الباطل ، والصدق من الكذب .
      قال تعالى " فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " لأن الإيمان له نور يمنح صاحبه التمييز والمعرفة للحق.

      8- في قوله تعالى: " ولهم فيها أزواجٌ مطهرة " لم يقل : " مطهرة من العيب الفلاني " ليشمل جميع أنواع التطهير، فهنّ مُطّهرات الأخلاق، مُطّهرات الخَلْق والصورة ، مُطّهرات اللسان ، مُطّهرات الأبصار.
        9 - في قوله تعالى: ﴿ فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ﴾ .
      بدأ سبحانه بذكر الناس قبل الحجارة؛ لأسباب:
      - لأنهم الذين يدركون الألم.
      - أو لكونهم أكثر إيقاداً من الجماد لما فيهم من الجلود واللحوم والشحوم.
      - ولأن في ذلك مزيد التخويف.
      10 - في قوله تعالى: " ختم الله على قلوبهم " .
      من عقوبات الإصرار على الذنوب أنها تغطي القلب فلايبصر الحق ولايسمعه، ولاينقاد له، ولاحظ هنا أن الله ذكر القلب، لأن صلاحهُ صلاح لبقية الجوارح وفسادهُ فساد للجوارح.
      11- في قوله تعالى: " وبالآخرة هم يوقنون ".
      اليقين هو أرفع درجات العلم، وهو العلم الذي لايداخله شك، ومن أيقن بالآخرة وجعلها نصب عينيه، فسوف يشعر بيقظة القلب والانتباه للعمل للآخرة ، فلنجاهد أنفسنا على تحقيق اليقين بالآخرة ، " والآخرةُ خيرٌ وأبقى ".

      12- في قوله تعالى:  " الذين يقيمون الصلاة " .
      ذكر الله لفظ يقيمون ولم يقل يصلون، لأن الإقامة معناها أشمل، ويدخل فيها إقامتها بشكل كامل في طهارتها وشروطها وأركانها وخشوعها، والصلاة بهذه الصفة هي التي يحبها الله ويرضى عن صاحبها.

       13- في قوله تعالى: " ومما رزقناهم ينفقون " .
      ذكر " مما " أي بعض ممّا رزقناهم، ولهذا فإن الزكاة والصدقة جزء بسيط من مالك .
      وفي قوله " رزقناهم " دليل أن المال رزق من الله وليس منك.
      وفي قوله " ينفقون " فعل مضارع يدل على استمرارهم في النفقة، وهذا شيء جميل أن تداوم على الصدقة ولو بشيء يسير.
        14- الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وهذا معتقد أهل السنة والجماعة .
      قال تعالى " وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ".
      وإذا زاد إيمانك، فسوف ترتفع درجات عند الله، وتنال محبة الله، وتحيط بك العطايا الربانية على قدر إيمانك.

      15- من عقوبات الذنوب، حرمان العلم أصلاً فلايوفق له، أو حرمان بركته ونفعه، ونحن نجد أن من اتقى الله نال التوفيق للعلم وانتفع به الناس، وآخرون انتكسوا بعد علمهم بسبب ذنوبهم، قال تعالى ﴿ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ﴾.
        16- مِن عقوبات الذنوب أن الله ينساك .
      قال تعالى " نسوا الله فنسيهم " ونسيان الله يعني إعراضه عنك، فيتركك للشياطين ولنفسك ولأصدقاء السوء، وكما أن من أقبل على الله وجد التوفيق والخيرات فكذلك من أعرض عن الله فقد خسر كل أبواب التوفيق والسعادة.
        17- مشهد عجيب ﴿ يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً ﴾.
      يوم يقف الملائكة المقربين ومعهم جبريل عليه السلام، في لحظة خشوع عجيب وهم صفوف بين يدي الرحمن، لايتكلمون، لايهمسون بشيء، إنها لحظة تشعرك بجلال وعظمة ذلك اليوم.   18- في قوله تعالى: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى ".
      في حياتنا قد نقع في الذنب بسبب ضعفنا، لهذا كان لابد من تجديد الخوف من الله ، ويجب أن نجاهد هذه النفس التي تدفعنا للمعصية.
      إذا انتصرت على هواك فإن الجنة هي الثواب الكبير الذي ينتظرك.
        19- في قوله تعالى: ﴿ رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً ﴾ .
      هذا هو الله، رب المشرق والمغرب، وأنت يا أيها العبد الضعيف اتجه بقلبك وعقلك وهمومك لهذا الرب، واتخذه وكيلاً.
      وكن واثقاً بأن همومك ستنتهي يوماً ما لأنك اتخذت الله وكيلاً.   20 - قوله تعالى: ﴿ واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً ﴾.
      نداءٌ لطيف لنبينا ﷺ وهو يعيش مراحل الدعوة بكل همومها، اصبر يامحمد على هذا الطريق، واصبر على كلمات المخالفين، ومع صبرك هذا، ابتعد عنهم، بشكل جميل، بدون أذى.
      وأنتَ هنا ترى الجمال في أخلاق الداعية حتى مع المخالفين .   21- في قوله تعالى: ﴿ فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً ﴾.
      هنيئاً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، يافوز من اقترب من الله، إن الرابح من فاز بحب الله. 1- ﴿ يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ﴾.

      تأمل في هذا النعيم ،الخدم يطوفون حولك بصحاف من ذهب، والقوارير من فضة، ولباسك حرير، وأي شيء تشتهيه يأتيك مباشرة.
      اجتهد في عمرك القصير لتسكن جنات الخلود أبد الآباد.
        2- تشتد أهوال القيامة على الناس، ويأتي هذا النداء اللطيف ليسكب على قلبك الطمأنينة، ﴿ يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ﴾.
      ﴿ ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ﴾ أي : تتنعمون، وتسعدون بالنعيم المقيم والخيرات المتنوعة .

        3- ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ﴾.

      ومن يعرض عن القرآن لايقرأه ولا يعمل به، فإن الله يعاقبه بأن يسلط عليه شيطاناً يلازمه كل وقت، ولهذا تجده بعيداً عن الطاعات ويشعر بأنها ثقيلة عليه بسبب هذا القرين.
        4- ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ﴾.

      كن على يقين بقدرة ربك أن يقول لأمنياتك : كن ، لتكون.
      استمر في الدعاء، مع الثقة برب الأرض والسماء.
        5- ﴿ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴾.
      الإكثار من الصلاة، مع الخشوع فيها، وصلاتها مع الجماعة، كل ذلك يعطيك قوة عجيبة في إيمانك، وسلطة قاهرة في منع النفس من المحرمات، ولكن حينما تقصر في الصلاة يضعف إيمانك، ويبدأ الشيطان بخطواته.
        6- ﴿ فكلا أخذنا بذنبه ﴾.
      الذنوب مراتب ودرجات، منها الصغير ومنها الكبير، وبعضها يكون بعدها استغفار وتوبة، وبعضها يكون معها إصرار، وقد يأتيك الموت وأنت مصر عليها، فحينها يجب أن تخاف من الذنوب لأن الله يبغضها، ويبغض أهلها، وقد يغفر لك، وقد يرمي بك في جهنم لأنك أغضبته.
        7- من فضائل الحسنات ؛ حصول الأمن يوم القيامة كما قال تعالى ( وهم من فزع يومئذ آمنون ).
      وقال ( لا يحزنهم الفزع الأكبر ) وقال : ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة )، فلن يكون هناك خوف ياصاحب الحسنات بل ستشعر بالطمأنينة والفرح .
        8- ﴿ واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ﴾.
      إذا ضاقت بك الحياة بهمومها ، فلا تيأس من لطف الله ورعايته ، هو مولاك وناصرك ورازقك . 9- ﴿ لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ﴾.
      قوله " فيه ذكركم " أي شرفكم ورفعتكم لو عملتم به.
      " أفلا تعقلون " أي تدركون ذلك وتتبعوا هذا الدين.
      وهذا معروف؛ فكل من قرأ القرآن وعمل به فإن الله يرفع منزلته في الدنيا والآخرة .
        10-﴿ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ﴾.

      قد تشاهد بعض المظاهر الدنيوية فهنا يأتي التوجيه بأن لاتمد عينك لها ولاتتحسر عليها، إنما هي لحظات وتنتهي، إنها فتنة واختبار لأهلها، وتذكر النعيم الأبدي في الجنة واعمل له. 11- ﴿ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ﴾.
      حينما تقرأ القرآن وتعمل به ، وتتبع منهجه ، فإنك تفوز بأمرين:
      ١- لاتضل في الدنيا.
      ٢- لاتشقى في الآخرة.
        12- ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾.
      في تلك الساعة التي تقرر فيها أن تتوب من ذنوبك وتقبل على ربك بصدق، سوف تجد الله " الغفّار " الذي سيغفر كل سيئةٍ وقعت منك، صغيرةً كانت أو كبيرة، وسوف يحبك، ويفرح بك، ولن ينظر إلى تاريخك السابق، فسبحان الله ما أعظم مغفرته. 13- ﴿ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ﴾.

      قد يكون صاحبك الذي تمشي معه يفوقك في درجات الجنة بمئات الدرجات، لأنه أصدق منك، ويملك قلباً أصفى منك، وعنده استثمار لوقته في الحسنات.


      14- الخدم في الجنة.
      ﴿ ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ﴾ وفي آية أخرى : ﴿ إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ﴾.
      إذن هم ولدان صغار و مخلدون لايموتون، وعددهم كثير لتنوع النعيم الذي يقدمونه لك ، وصفتهم كأنهم لؤلؤ مكنون، هذا جزء من نعيم الجنة ﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾.

      15 - " ففروا إلى الله "  لتجدوا عنده الأنس والسرور .
      " ففروا إلى الله " ليثبتكم على الدين في زمن الفتن المتلاطمة.
      " ففروا إلى الله " ليرزقكم من حيث لاتحتسبون.
      " ففروا إلى الله " ليتوب عليكم ويغفر لكم.
      " ففروا إلى الله " ليشفي أرواحكم من القلق والضيق والحزن.   1- " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ".  نداء لك أيها المؤمن ، احرص على الوفاء بالعقود مع الآخرين ، وحذار من الغش والخداع والتقصير . 2-  " وتعاونوا على البر والتقوى ".  بادر لأي برنامج وأي مشروع فيه الخير للمجتمع، شارك بمالك، برأيك، بجهدك، بجوالك، بأي موهبة تملكها. 3- " اليوم أكملت لكم دينكم ".  هذه الآية أصل في ردّ كل بدعة، فالله قد أكمل الدين فلا زيادة بعد الإكمال، وكل بدعةٍ فهي نقص وضلال على صاحبها. 4- " ورضيت لكم الإسلام ديناً ".  يجب أن ترى في كل تفاصيل دينك أن هذا هو ما رضيه الله لك، ولن يرضى لك إلا الخير، حينها تلهج : رضيت بالله رباً. 5- " وما عُلّمتم من الجوارح " .  إذا كان الكلب المتعلم للصيد له مزية على غيره من الكلاب، فكذلك الإنسان صاحب العلم له مزية على غيره. 6- " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ".  إذا كان هذا مراد الله، فينبغي على الدعاة وطلاب العلم أن يرفعوا الحرج على الناس ولا يشددوا على الناس. 7- " اعدلوا هو أقرب للتقوى ".  هذه الآية تؤكد أن التقوى ليست في ترك المحرمات فحسب، بل كل الأخلاق دليل على التقوى. 8- بعض الناس يحصر التقوى فقط في أعمال القلب من المراقبة وغيرها ، والحقيقة أنها سلوك في التعامل مع الآخرين أيضاً " اعدلوا هو أقرب للتقوى ".  9- " اعدلوا هو أقرب للتقوى ". اعدل في بيتك مع أولادك وبناتك، اعدل في إدارتك لموظفيك، اعدل في نقدك للآخرين، عش مع العدل لتدخل مع " المتقين ". 10- " فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية ".  كل من نقض عهده مع الله وأعرض عنه يصاب بقسوة في قلبه على قدر نقضه . 11- " فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء ".  حينما يترك الناس دينهم يعاقبون بالعداوة فيما بينهم، لأن الدين يجمع القلوب. 13- قد يتسلل الشيطان عليك ويجعلك تحسد أخوك الشقيق لأجل نعمةٍ تميز بها عليك، فهذا ابن آدم قتل أخاه بسبب الحسد " فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله ".  14- حتى مع اليهود والنصارى يأتي التوجيه الرباني لنبيه " وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط ".  ماهذا الجمال في الإسلام ؟ عدل وقسط حتى مع الكفار. 15-  " أكّالون للسحت " .  السحت : المال الحرام ، وُسّمي أكل المال الحرام سحتاً لأنه يسحت الطاعات أي يذهبها، وقيل لأنه يسحت مروءة الإنسان. 16- " ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ".  رسالة لكل داعية، لا تتبع شهوات الآخرين وطموحاتهم التي تدعوك للتنازل عن الحق. 17- " وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ".  الاستهزاء بالدين وشعائره من سمات الكفار في كل زمن، فلا تتشبه بهم. 18- لما ذكر الله عيوب أهل الكتاب ، قال جل وعلا " ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم "، هنا يفتح لهم باب الأمل ، فسبحانه. 19- " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ".  وكذلك أنت أيها الداعية، بلّغ ما في كتاب ربك وما في سنة نبيك ولا تكسل ولا تتأخر. 20- " إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ".  التوحيد أهم المهمات، ولذا فمن الواجب أن نتعلم التوحيد ونعرف نواقض الإسلام حتى لا نقع في شيء منها. 21- لما نزلت اللعنة على بني إسراءيل، ذكر الله السبب " كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه " ، إنه وعيد شديد على من يشاهد المنكرات ولا ينكرها. 22- " فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري ".  بعض الكلمات التي تنطق بها تكون سبباً لدخولك الجنة، فأطلق لسانك في طيبات القول بأنواعها. 23- " ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب "، قد يهيء الله لك سبل المعصية عند يديك ، ليختبر إيمانك. 24- من أسباب الوقوع في البدع : التعصب لمناهج المتقدمين، قال تعالى " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ".  25- من أمنيات الشيطان " ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ".  تأمل في واقعك وحاول أن تبتعد عن كل شيء يشغلك عن ذكر الله وعن الصلاة. 26- في أرض المحشر " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ".  في زحمة الشهرة ومواقع التواصل قد يختفي الصدق مع الله . 27- لما ذكر الله مكانة الصادقين ، قال " رضي الله عنهم  ".  لم يصلوا إلا رضوان الله إلا : ١- بمعرفة الله. ٢- بمجاهدة النفس. ٣- الزهد في الناس.
      1-  " فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ". هناك فقط " الفوز الكبير " ثم تمشي نحو الجنان ماشعورك ؟ هناك تبدأ الحياة الأبدية. 2- سحائب البلايا لابد أن تمطر علينا ، وطرق الهموم لابد من السير عليها، ولكن " وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور " . 3-  " الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون ". قدّم الله " يذكرون " على " يتفكرون " لأن الأفكار لا تستنير إلا بذكر الله. 4-  " إن الله كان عليكم رقيباً " . من أعظم مقامات العبد أن يستشعر مراقبة الله في كل لحظة، فمهما تزينت لك الدنيا بشهواتها فتذكر " الله ". 5- " ولاتؤتوا السفهاء أموالكم ". الصواب أنها عامة في حق كل سفيه صغيراً أم كبيراً ذكراً أو أنثى ، والسفيه هو الذي يضيع المال ويفسده بسوء تدبيره. 6- " يوصيكم الله في أولادكم ". ما أعجب عناية الله بالأسرة، هو يوصينا في أولادنا، فيا أيها الآباء هل تستجيبون لهذه الوصية ؟ 7- " ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ". إذن هم أهل شهوات ، ويريدون - فعل مضارع مستمر - ميلاً عظيماً : ضياعاً وانحرافاً. 8- " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ". في الخلافات الكبرى مع زوجتك لابد من إخبار أهلك وأهل زوجتك ليجدوا حلاً لكما . 9- " وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً ". الحسنات تتضاعف بأسباب ومنها : ١- مرتبة العمل. ٢- قوة الإخلاص. ٣- نفع العمل للغير. 10- المنافقون إذا ذكرت لهم الكتاب والسنة والتحاكم إليهما " رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً "، وهذا إعراض عن العمل بالوحي ، فحذار من التشبه بهم . 11- " وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً ". يجب على الداعية أن يحرص على البلاغة والإتقان وأن يكون حسن المنطق لكي يؤثر في الناس. 12- " وكفى بالله عليماً ". يكفي حديث عن أعمالك وبرامجك، مرةً من باب تحفيز الناس ولعل مرات من باب " انظروا لأعمالي " حذار من آفات نفسك. 13- " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً " . لا شهاداتك ولا عباداتك ولا برامجك ولا ثقافتك، إنما هو الله الذي يحفظك فقط . 14- وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً " . هتف الذكاء فقال لستُ بنافعٍ    إلا بتوفيقٍ من الوهاب . 15- " وأُحضرت الأنفس الشح " . أي جُبلت النفوس على البخل والتركيز على حظوظ النفس، والواجب هو تزكية النفس على خُلق العطاء. 16- " وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته ". حينما تتعسر الحياة بين الزوجين، فالفراق هو الحل، وسوف يغنِ الله كل واحدٍ منهما من فضله. 17- " فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ". بعض الناس يميل للهوى حينما يحكم وينتقد الآخرين وتغيب التقوى ويختفي العدل ولايبالي بظلمه. 18- " إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً ". كما اجتمعوا في الدنيا على الطعن في الدين والاستهزاء بالإسلام فسوف يجمعهم الله في جهنم . 19- من صفات اليهود والنصارى :  1- الظلم . 2- الصد عن سبيل الله . 3- أكل أموال الناس بالباطل . 4- أكل الربا . وبعض المسلمين ربما شابههم في ذلك . 20-  " ورسلاً قد قصصناهم عليك ". إذا كان الله يقص على نبيه قصص الرسل، فما أجمل أن نتدارس نحن تلك القصص من القرآن ونلتمس الفوائد منها. 21- " ولا تقولوا على الله إلا الحق ". رسالة لأهل العلم بأن يحذروا من الفتوى بلا علم أو بالظن، لأن كل ما خالف الحق فهو باطل . 22-  " وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ". على قدر قربك من القرآن تلاوة وحفظاً وعملاً على قدر مايحيط بك من نور القرآن في حياتك وفي قبرك ويوم القيامة. 23- امتلأت سورة النساء بعشرات الأحكام المتنوعة والآداب الرائعة، وكانت آخر آية في السورة " يبين الله لكم أن تضلوا "، ما أجمل هذا البيان يارب.

      24- ﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾.
      حينما تحسن عملك مع الله وحينما تحسن إلى الناس بقولك أو مالك أو بأي شيء ، فهناك ثواب كبير ينتظرك من ربك المحسن.
      إنها الجنة أعظم عطاء يمنحك الله إياه ، ﴿ لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ﴾.

      25- ﴿ إن ربك واسع المغفرة ﴾.
      مهما كانت ذنوبك ، مهما كان تاريخك السابق.
      اطرق باب الغفور وقل : يارب ظلمتُ نفسي فاغفر لي، وكن صادقاً مع الله، وابتعد عن كل شيء يقربك من الذنوب حتى لاتعود لها مستقبلاً.
      1- " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " .
        هذا قالته أم مريم ، وما أجمل أن تعوذ أسرتك وتحصنهم من الشيطان الرجيم اقتداءً بها .
        2- حينما دعى زكريا ربه بالولد ، قال الله " فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ". صلواتنا وسجداتنا أشرف ما نفعل ، وبها تُستجاب الدعوات . 3- حينما قال الله لمريم " إن الله اصطفاك  "، قال " يامريم اقنتي لربك واسجدي "، إذا اختارك الله للكمالات فلابد أن تنكسر على عتبات العبودية.
        4- " يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك ". جاهدي نفسك يا أختاه أن تكوني مميزة بدينك وعبادتك ليصطفيك الله لرحمته وعطاياه وجنته.
        5- " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " . مهما رأيت من كيد الأعداء وحربهم على الإسلام وأهله ، فكن على يقين بأن الله سيمكر بهم ولو بعد حين .
        6- " فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علم ". يذم الله أهل الكتاب بجدالهم فيما ليس لهم به علم، فحذار من التشبه بهم وسلوك مسلكهم.
        7- " بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ". الوفاء بالعهود من التقوى التي يحبها الله ، وهذا دليل على ارتباط التقوى بتعاملاتك مع الناس.
        8- من أعظم صفات العلماء " ولكن كونوا ربانيين ". أي تابعين طريق الرب ، منسوبين إليه بكمال العلم المقرون بالعمل.
        9- " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ". يا صاحب المال، هناك جنات ونعيم مقيم، ابذل مالك لعله يكون سبباً لدخولك الفردوس الأعلى .
        10- " واعتصموا بحبل الله جميعاً ". جميعاً، فلا تتركوا أحداً منكم يشذ ويبتعد عن المنهج المستقيم، فإن ذهب فانصحوه وارفقوا به لعله يعود.
        11- لما ذكر الله المؤمنين قال " كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف " ولما ذكر أهل الكتاب قال " كانوا لايتناهون عن منكرٍ فعلوه "، هل علمت الفرق بينهما ؟
        12- " كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف ". أعمالك الخاصة من صلاة وصوم شيء، ولكن انطلاقتك لنصح الناس يجعلك لأن تكون خير الناس.
        13- من سمات الكفار : " ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم " إنها حقيقتهم التي يعلمها الله .
        14- مع كل من يخالفك وينصب لك العداء ، تذكر قول الله تعالى  " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً ".
        15- لما ذكر الله إمداده بالملائكة في غزوة بدر قال بعد ذلك " وما النصر إلا من عند الله " أي : حتى لو ساعدتكم الملائكة فالنصر من عند الله فقط.
        16- " فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ". في هذا حث على دراسة التاريخ ومعرفة أحوال الأمم السابقة والاعتبار بماجرى لهم.
        17- " ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً ". يا من ذاق لذة القرب من الله، إياك والانتكاسة والرجوع للوراء، والله لن تضر إلا نفسك.
        18- " حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر ". الفشل من أسباب الهزيمة، وأكبر سبب يقوي الفشل هو التنازع والاختلاف بين المسلمين.
        19- القلوب لها شأنٌ عند الله، ولابد من تهذيبها مما يعلق بها من الضعف والذنوب، فيأتي البلاء " وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ".
        20- التمحيص لما في قلبك أمرٌ لا بد منه ولهذا جاء سنة الابتلاء " ولِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ " والناجحون في البلاء هم قلة.
        21- " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ".
        حتى في ميادين الجهاد، يحضر الشيطان ويبدأ في الكيد وإضعاف المجاهدين.
        22- بين وقت وآخر جدد عبادة " التوكل " في قلبك، وعش مع آيات التوكل : " إن الله يحب المتوكلين ".
        23- " أفمن اتبع رضوان الله ". ما أجمل حياتك ، حينما تبحث عن رضوان الله، رغم توالي الشهوات، وتزين الفتن ، إلا أنك تريد رضوان الله.
        24- " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ " . أنت في أي درجة ؟ يمكنك أن ترتفع درجات عند الّلَه ؟ ويمكنك أن تنزل درجتك عند الّلَه ؟ القرار بيدك أنت.
        25- لمانزلت الهزيمة بالمسلمين في معركة أحد تعجبوا من ذلك ، فأنزل الله " قل هو من عند أنفسكم "، تأكد أن الذنوب ستهزمك في كل مجالات حياتك، فاحذر منها.   موقع سلطان العمري
       
    • (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) ٧٢ -الأحزاب العَرْض: إدارة معروض على معروض عليه، كما نرى مثلاً في العرض العسكري، حيث تمر نماذج من الجيوش والأسلحة أمام القائد، ومنه قوله تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام: { { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ ٱلصَّافِنَاتُ ٱلْجِيَادُ } [ص: 31].
      ومنه قولك: عرضتُ على فلان الأمر يعني: أطلعتُه عليه، ليرى فيه رأيه يقبل أو لا يقبل، فالعرض تخيير لا إلزامَ فيهِ. فالحق سبحانه يقول: عرضت الأمانة على خَلْقي كلّ خَلْقي، ومنه الإنسان والحيوان والجماد والنبات لأرى مَنْ منهم سيقبل تحمُّلها، ومَنْ سيرفض، إذن: معنى العَرْض أن هناك مَنْ سيقبل، وهناك مَنْ سيرفض. لذلك قًلْنا: من الخطأ: أن نقول: إن الأرض والسماء والجبال .. إلخ مُسَيَّرة مقهورة، بل يجب أن نُعدِّل العبارة فنقول هي مقهورة باختيارها؛ لأن الله حين عرض عليهن الأمانة أبينْ أن يحملنها وأشفقْنَ منها، وقالت: نخرج من باب الجمال، فاختارتْ ألاَّ تكون مختارة. ومعنى الأمانة في عُرْفنا هي المال، أو الأشياء النفيسة التى تخشى عليها الضياع، فتُودعها عند مَنْ تلتمس فيه أنه يحافظ عليها لحين حاجتك لها، وليس لك أنْ تأخذ ممَّنْ ائتمنته صَكاً، ولا أنْ تُحضر شهوداً، وإلا ما أصبحت أمانة، إذن: ليس عليها إثبات إلا أمانة مَنْ أخذها، فإنْ شاء أقرَّ بها وأدَّاها، وإنْ شاء أنكرها.
      فالأمانة إيعاد النفس بأن تكون مختارة في الفعل وغيره، فإنْ كانت مقهورة بصَكٍّ، أو بشهادة شهود لم تَعُدْ أمانة. والأمانة التي عرضها الحق سبحانه على خَلْقه هي أمانة الاختيار في أنْ يكون مختاراً في أنْ يؤمن أو يكفر، في أنْ يطيع أو يعصي، فكل ما عدا الإنسان رفض التحمُّل؛ لأنه لم تأخذه الحمية وقت العَرْض والتحمُّل، مخافة أنْ يأتي وقت الأداء، فلا يجد له ذمة. وفَرْق بين وقت التحمُّل ووقت الأداء، فمَنْ يلاحظ وقت التحمل فقط يُقدِم عليها ويقبلها، لكن مَنْ يلاحظ مع التحمُّل الأداءَ يرفض، فربما مع حُسْن النية والرغبة في الأداء تتغير الظروف، أو تتغير الذمة، أو يطرأ عليك ما يُحوجك لها، فتمتد إليها يدك، فيأتي وقت الأداء، فلا تستطيع.
      كل أجناس الوجود ما عدا الإنسان أبَوْا، أن يحملوا الأمانة واختاروا القهر والتسيير للخالق عز وجل؛ لأن الإنسان كما وصفه ربه { كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب: 72]. كذلك وصل عباد الله الصالحين إلى منزلة العبودية لله حين وجَّهوا اختيارهم حَسْب مراد ربِّهم، فالله أعطاهم الاختيار في الإيمان أو الكفر فآمنوا، وأعطاهم الاختيار في الطاعة وفي المعصية فأطاعوا، فوجَّهوا اختيارهم إلى ما أحبَّ ربهم، فصاروا من عباده المقربين.
      فكأنك إذن تنازلتَ عن اختيار نفسك في حرية الحركة، فصِرْتَ كالسماوات والأرض والجبال حين تنازلن عن اختيارهن لاختيار ربها ووصلْتَ - مع أنك مختار - إلى أنْ لا تختار إلا ما وضعه الله لك منهجاً.
      هنا يحلو للبعض أنْ يقول: كيف عُرِضَتْ الأمانة على السماوات والأرض والجبال، وهي جمادات، وكيف لها أنْ تأبى؟ ... إلخ نقول: أنت أدخلتَ نفسك في متاهة، وهل كان العرض منك أنت حتى لا تفهمك الجمادات؟ أم كان العرض من ربها وخالقها؟
      ساعة ترى فِعْلاً يحدث منك ويحدث من الله، إياك أنْ تعزل الحدث عن فاعله، والله يقول: { { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } [الملك: 14].
      فهو سبحانه خالقها، وهو الذي يخاطبها، ولم تنكر ذلك، وقد علَّم الله بعض رسله مثلاً لغة الطير فعرفها وتفاهم معها، كما قال سبحانه عن نبيه سليمان أنه قال: { { عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ .. } [النمل: 16].
      وقال: { { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا .. } [النمل: 19].
      وقال عن تسبيح الجبال مع سيدنا داود عليه السلام { { يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ .. } [سبأ: 10] فالجبال، نعم تُسبِّح في كل حال، لكن الذي امتاز به سيدنا داود أنْ يوافق تسبيحُه تسبيحَ الملائكة، وكأنهم جميعاً فرقة ينشدون نشيداً واحداً. إذن: الخالق سبحانه هو الذي يخاطب ما يشاء من خَلْقه، ولو علَّمك أنْ تخاطب الجمادات لخاطبتها، وتأمل مثلاً قصة الهدهد وسيدنا سليمان حين ذهب إلى أهل سبأ، ووجدهم يعبدون الشمس من دون الله، وكيف أنه كان على فقه تام بقضية التوحيد.
      فأَرِحْ نفسك وانْسِبْ الفعل إلى فاعله وأنت تستريح، ولك في تصرفات حياتك أُسْوَةٌ، فأنت مثلاً لو دخل عليك ولدك مُمزق الثياب، يسيل منه الدم، قبل أن تسأله عن شيء تسأله: مَنْ فعل بك هذا؟
      لا بُدَّ أن تحدد الفاعل أولاً، فعليه ستبني حكمك وقرارك، فإنْ كان الفاعل ابن الجيران مثلاً تقيم الدنيا ولا تُقعدها، وإنْ قال لك: عمِّي فلان ضربني تهدأ أعصابك، وتقول للولد: لا بُدَّ أنك فعلتَ شيئاً استحق العقاب، ولو ذهبتَ إلى عمه لعرفتَ فعلاً أن الولد ارتكب خطأ، إذن: الفعل الواحد يمكن أنْ يكون سيئاً، ويمكن أن يكون حسناً، المهم مَن الفاعل؟ وآياتُ القرآن يساند بعضها بعضاً، وتسعفنا في هذه المسألة، فالذي قال { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ .. } [الأحزاب: 72] قال { { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ .. } [الإسراء: 44].
      فكل شيء في الوجود كله مُسبِّح، فدلَّ هذا على أن الموجودات لها دلالة عن ذاتها، وتستطيع أن تبين عما في مرادها، ونعجب من بعض العلماء حين يقول: هذه دلالة حال، لا دلالة مقال، وهذا القول يرده قوله تعالى: { { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ .. } [الإسراء: 44].
        ونحن نفهم تسبيح الدلالة، ونراه في انسجام جزئيات الكون ونظامه البديع، والحق يقرر أننا لن نفهم هذا التسبيح. إذن: هو تسبيح مَقال على الحقيقة لا يعرفه إلا مَنْ عرّفه الله. ولِمَ نستبعد تسبيح الكائنات، ونحن نرى لبعض الطوائف والمهن (شفرات) وإشارات لا يفهمها غيرهم، وفي اللغة الواحدة يمكن أن تسمع كلمات لا تعرف معناها، فضلاً عن اختلاف اللغات بين الجنسيات المختلفة.
      فإذا كنتَ لا تعرف بعض المعاني في لغتك، وإذا كنت لا تعرف لغات الآخرين وهم من بني جنسك، فلماذا تنكر أنْ يكون للأجناس الأخرى في الوجود لغات يتعارفون عليها، ويُعبِّرون بها؟
      ثم أكُلّ اللغات ووسائل الفهم منطوقة؟ أليستْ هناك مثلاً لغة الإشارة، يتعارف عليها البعض، ويفهم بها؟ ومع ذلك هناك قَدْر مشترك ومنطق في الدلالة يتفق عليه الجميع في كل اللغات ويتفاهمون به، كما يتفاهم الخُرْس مثلاً، كما أن هناك أشياءً تتفق فيها كل الطباع كالضحك والبكاء، فليس هناك ضحك عربي، ولا بكاء فرنسي مثلاً. ومعنى حَمْل الأمانة أي: القيام بها وتطبيقها، كما جاء في قوله تعالى في معنى الحَمْل: { { مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً .. } [الجمعة: 5].
      فقد حملوها كمنهج وحفظوا ما فيها، لكن لم يحملوها بمعنى: لم يُطبِّقوا هذا المنهج، فصار مثَلهم عند الله كمثل الحمار الذي يحمل الكتب، وهو لا يستفيد مما فيها، وهذا في حَدِّ ذاته ليس ذمّاً للحمار، وليس اتهاماً له بالغباء كما يدَّعي البعض، فالحمار ليس شغله الفهم إنما الحَمل. فحسب، فمَنْ حمل منهجاً دون أنْ يستفيد به فهو شبه الحمار في هذه المسألة، وهذه خصوصية للحمار - أنه يحمل ما لا يفهم.
      والحمار في أمور أخرى يفهم ويؤدي مهمته على الوجه الذي ربما عجز عنه الإنسان، فمن المعروف عن الحمار أنه إذا ذهب إلى مكان فإنه لا ينساه ولا يضل عنه ولو بعد فترة، وربما يضلّ الإنسان طريقه الذي سار فيه منذ فترة، أما الحمار فلو تركتَ له حرية الحركة لذهبَ بك إلى نفس المكان. إذن: مَنِ الغبي؟
      لذلك فالبعض يسأل: إذن لماذا يتهمون الحمار بالغباء؟ قالوا: لأنهم كلَّفوه بما لم يُكلِّفه الله به، فالحمار خُلِق للحمل، وأنت تريده على درجة من الفهم ربما تفقدها في الإنسان العاقل. وسبق أن قُلْنا: إنك إذا أردتَ من الحمار أنْ يقفز فوق قناة مثلاً أوسع من إمكاناته، فإنه لا يطاوعك أبداً فمهما ضربته لا يُقدِم على القفز، فإنْ كانت في مقدوره نظر إليها وكأنه يُقدِّر اتساعها بالضبط، ثم يقفز دون أنْ تجبره، وهذا التصرف تصرف مَنْ يحسب العواقب جيداً، ويفهم ما يفعل. إذن: الشيء لا ينفصل عن مهمته، ولا يطلب منه فوق ما هُيِّىء له، ومثَّلنا لذلك بعود الحديد ترى جماله في استقامته، فإن أردته خُطَّافاً مثلاً فجماله وأداؤه لمهمته لا يتم إلا بِعوَجه، وساعتها لا تستطيع أنْ تقول عنه إنه مُعْوج؛ لأن هذا العوج هو عَيْن الاستقامة لمهمته.
      لذلك قلنا في قوله تعالى: { { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } [لقمان: 19] ليس ذماً لصوت الحمار؛ لأن صوت الحمار جعله الله عالياً هكذا؛ لأنه يعيش في بادية، وغالباً ما يستتر خلف مرتفع أو حجر أو شجرة أو يبتعد مسافة طويلة عن صاحبه، فجاء صوته بهذه الهيئة ليدل عليه ويُرشد صاحبه إلى مكانه. إذن: فالصوت العالي يكون مُنكراً إذا لم يكُنْ له مهمة، وإذا استُعمل في غير موضعه، والشيء قد يكون مختلفاً، لكن مهمته تكون متحدة.
      مثلاً، الدم الذي به حياة الإنسان إذا تجلط داخل أوعيته يؤدي إلى شلل العضو، ويحتاج إلى أدوية تعيد له سيولته، وفي المقابل إذا زادت سيولة الدم أدى ذلك إلى نزيف، وإذا حدث جُرْح مثلاً لا يندمل؛ لأن الدم لا يتجلط ولا يسدّ أماكن خروجه، إذن: تجلُّط الدم مطلوب خارج الأوعية، وسيولة الدم مطلوبة داخل الأوعية. إذن: لكل منهما حكمة في مكانه.
      ومعنى: { وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا .. } [الأحزاب: 72] أي: خِفْنَ وقت التحمل مخافة أنْ يأتي وقت الأداء فلا يؤدي { وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ .. } [الأحزاب: 72] لما عنده من فكر واختيار ومحاولة، لكن قد يأتي فكره بالضرر.
      وقلنا: إن الإنسان يأكل مثلاً حتى يشبع، ثم يُعرض عليه الحلو والبارد، فتمتلئ بطنه حتى التخمة وحتى المرض، في حين أن الحمار أو الجاموسة مثلاً لا تأكل عوداً واحداً فوق الشِّبع؛ لأنها محكومة بالغريزة التي لا تعرف التصرف في الأشياء، وميزة الحيوان في هذه الغريزة وفي عدم تصرفه. لذلك وصف الإنسان هنا بأنه { كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب: 72] وهذه صيغة فَعُول الدالة على المبالغة في الظلم والمبالغة في الجهل. وقد يُعقل الظلم للغير؛ لأن الظالم يظن أنه يستفيد منه، أمّا أنْ يظلم المرءُ نفسه بأنْ يمنعها خيراً، أو يجلب لها ضُرًّا، فهذا ما لا يُعقل ودليل الغباء.
      فحين يتكاسل عن الطاعة لشهوة نفس موقوتة يمنعها خيراً باقياً، ومتعة لا حدودَ لها، فهو عدو لنفسه؛ لذلك قال العلماء: إن نفس الإنسان هي أعدى أعدائه؛ لأن العدو إنْ كان من خارجك تستطيع أنْ تراه، وأنْ تحتاط له، أمّا إنْ كان من داخلك فأمره شاقّ.
      وقد بيَّن الحق سبحانه أن أعظم الظلم الشرك بالله، فقال سبحانه: { { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13] وهذا الظلم أيضاً لا يعود ضرره على الله تعالى، إنما يعود على المشرك بالله؛ لذلك وصف الإنسانَ بعد الظلم بأنه جهول؛ لأنه يظلم نفسه، وهذا يدل على الجهل وعدم العلم، والجهول هو الذي يقع في الخطأ ويعدل عن الحق عن جهل، فالوصف هنا يدل على الحكمة الأدائية { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب: 72].
      ثم يقول الحق سبحانه:
      { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ... }. أولاً: يلفت أنظارنا أن الآية السابقة ذُيِّلَتْ بقوله تعالى { { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب: 72] وذُيِّلَتْ هذه الآية بقوله سبحانه { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الأحزاب: 73] فكأن وصف (ظَلُومَاً) قابله (غَفُورَاً)، و (جَهُولاً) قابله (رَحيماً).
      فالحق سبحانه غفور لمن ظلم، ورحيم لمن جهل، فالنسق القرآني مظهر من مظاهر رحمة الله، والله سبحانه وتعالى عُلم عنه مِمَّنْ آمن به أنه غفور رحيم، لكن لا ينبغي أنْ تغرَّك صفات الجمال في ربك - عز وجل - فتُقدِم على الذنب وتظلم، اعتماداً على أنَّ ربك سيغفر وسيرحم.
      لذلك قالوا في قوله تعالى: { { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } [الانفطار: 6] أن الذي غَرَّ الإنسان بربه فعصاه أو كفر به اعتماده على أن ربه كريم، فصفة الكرم في الله هي التي أغرَتْ بعصيانه.
      وكأن الحق سبحانه لقَّنَ الإنسان الجواب عن هذه المسألة، فإنْ سُئِل: ما غرَّك بربك؟ يقول: كرمه، وعندنا في الفلاحين يسأل أحدهم الآخر: لماذا لا تطمئن في صلاتك، وتنقرها هكذا أرأيتَ لو كان عليك (شلن) لواحد هل يصلح أن تعطيه (شلناً ممسوحاً)؟ فردَّ عليه الرجل: والله لو كان كريماً لقَبِله. وفي الآية دقيقة أخرى في قوله تعالى: { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ .. } [الأحزاب: 73] فهل كان عَرْضُ الأمانة والتكليف للناس ليُعذبهم؟ هل التعذيب مقصود لله في الحكم؟
      قالوا: لا؛ لأن اللام هنا { لِّيُعَذِّبَ .. } [الأحزاب: 73] لام العاقبة، فالحق سبحانه جعل التكليف ليتبعه الناس ولا يعذبون، فاللام دلَّت على النتيجة كما في قوله تعالى: { { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [القصص: 8].
      فساعة التقطه آل فرعون التقطوه عليه السلام ليكون قُرَّة عَيْن لهم، لا ليكون عدواً، لكن الذي حدث أنه صار عدواً وحَزَناً، فاللام ليست للتعليل، إنما لام النتيجة والعاقبة، وهي أن تفعل الشيء لمراد عندك، ثم تأتي العاقبة لتدلّ على غباء الذي فعل. وقوله: { ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ .. } [الأحزاب: 73] سبق أن عرَّفنا النفاق، وقلنا: إن النفاق أشدُّ من الكفر؛ لأن الكافر كان منطقياً مع نفسه؛ لأنه كفر بقلبه وبلسانه. يعني: وافق لسانه ما في قلبه، أما المنافق فغير منطقي مع نفسه؛ لأنه اعتقد شيئاً ونطق بخلافه: أخفى الكفرَ وأظهر الإيمانَ فهو مُشتَّت الفكر؛ لذلك استحق أنْ يكون أعدى الأعداء، وأن يكون في الدَّرْك الأسفل من النار، ويكفي ما فيه من خداع وتمويه، فهو بظاهره معك، وفي حقيقته هو عدوك. ونلاحظ أيضاً في هذه الآية أن الحق سبحانه أراد أنْ يفصل فصلاً تاماً بين جزاء المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، وبين جزاء المؤمنين والمؤمنات، فالأسلوب البشري يقتضي أن يقول بعدها: { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ .. } [الأحزاب: 73] ويتوب على المؤمنين والمؤمنات.
      لكن السياق القرآني هنا لم يعطف التوبة على العذاب وفصل الفعلين بتكرار الفاعل الصريح، وهو لفظ الجلالة فقال { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ .. } [الأحزاب: 73] وقال: { وَيَتُوبَ ٱللَّهُ .. } [الأحزاب: 73] ليفصل هذا عن هذا، ويعزله بحكم خاص به؛ لأن لله تعالى - كما ذكرنا - صفات جلال، تختص بالكافرين والمنافقين، وصفات جمال تختص بالمؤمنين، ولكل من النوعين سياق خاص مستقل. نداء الايمان    
    • (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كالَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً) ٦٩ -الأحزاب بعد أن تكلم الحق سبحانه عن الذين آذوا الله، وآذوا رسول الله، وآذوا المؤمنين دَلَّ على أن المسألة ليست تعصُّباً لمحمد، إنما هذا مبدأ سائد في كل رسل الله، وليس معنى منع إيذاء محمد أن تؤذوا غيره من إخوانه الرسل، فقال سبحانه: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ .. } [الأحزاب: 69] وموسى - عليه السلام - كانت له في رحلة دعوته علاقتان: علاقة مع الفراعنة، وعلاقة مع بني إسرائيل، ولم يكُنْ موسى - عليه السلام - رسولاً إلى الفراعنة، إنما أُرسل إلى بني إسرائيل؛ لذلك قال موسى وهارون لفرعون: { { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ .. } [طه: 47] فهدفه تخليص بني إسرائيل من استعباد فرعون. أما دعوته لفرعون إلى الإيمان بالله وإظهار المعجزة أمامه لعله يؤمن، فجاءت على هامش دعوته الأساسية لبني إسرائيل، ومع ذلك لم يَسْلم موسى عليه السلام من إيذاء فرعون، فقال عنه { { سَاحِرٌ كَـذَّابٌ } [غافر: 24].
      وقال: { { إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [الشعراء: 27].
      وقال: { { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } [الزخرف: 52].
      وطبيعي أنْ يُؤْذّى موسى عليه السلام من فرعون، وقد جاء ليبطل ألوهيته المزعومة، لكن كيف يُؤْذَى من بني إسرائيل، وهو الذي جاء لينقذهم من قبضة فرعون، ومما كانوا فيه من العذاب والاستعباد؟
      قال العلماء: إن بني إسرائيل آذوا موسى حين آذوا مَنْ بعثه، الله سبحانه وتعالى، فقالوا له: { { أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً .. } [النساء: 153].
      وقالوا: { { إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ .. } [آل عمران: 181].
      وآذَوْا موسى حين قالوا معترضين على ما رزقهم الله من المنِّ والسَّلْوى، فقالوا: { { لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ .. } [البقرة: 61]. ومعلوم أن المنَّ هو سائل يشبه العسل، يتساقط مثل الندى في الصباح من الأشجار، والسَّلْوى طائر يشبه السّمان يسوقه الله إليهم دون تعب منهم، لكنهم قوم لا يؤمنون بالغيب، ولا يريدون هذا الطعام الجاهز، فهم يريدون شيئاً محسوساً يزرعونه، ويُعدونه بأنفسهم.
      ثم آذَوْا موسى عليه السلام في شخصه، حين اتهموه بقتل أخيه هارون حين صَعَدا الجبل، ومات هارون هناك، فقالوا: إن موسى حقد على أخيه فقتله، فجعل الله الملائكة تحمل جسد هارون وتمرُّ به على بني إسرائيل وهو سليم لا جُرْحَ فيه، وهذا معنى قوله تعالى: { فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ .. } [الأحزاب: 69].
      وقال آخرون: بل اتهموا موسى عليه السلام بمرض في جسده؛ لأنه عليه السلام كان شديد الحياء، سِتِّيراً، يحتاط في ستر نفسه عند استحمامه وعند قضاء حاجته، فَقالوا: ما فعل ذلك إلا لعيب يريد أنْ يستره.
      ومنهم مَنْ قال: به برص. ومنهم من تجرَّأ واتهمه بعيب في أعضائه التناسلية، فشاء الله أنْ يبرئه مما قالوا، فنزل ذات يوم النهرَ ليستحم، فأمر الله حجراً فأخذ ثيابه بعيداً عنه، فجرى موسى عليه السلام خلف الحجر وهو يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر فرأوه مُبراً من العيوب التي اتهموه بها.
      أو: أن قارون لما حصلتْ الخصومة بينه وبين موسى عليه السلام استأجر امرأة بغيّاً، وقال لها: اتهمي موسى على مَشْهد من الناس، فشاء الله أنْ يجتمع الناس وتنطق هي وتقول: قارون فعل كذا وكذا، فبرَّأه الله بذلك. والحق سبحانه وتعالى يقول هنا: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ .. } [الأحزاب: 69] فينفي عنه العيب، ثم يُثبت له الوجاهة والشرف. { وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } [الأحزاب: 69] وأيٌّ وجاهة بعد أنْ أظهر الله براءته، وبيَّن كذب أعدائه، فالوجاهة هيئة تدل على أنه مقبول الرجاء، مقبول الدعاء، لا يجرؤ أحد أنْ يرميه بعيب بعد ذلك، ولا أنْ يتهمه بذنب لم يفعله؛ لأنهم علموا أن لموسى رباً يحميه، ويدافع عنه.
      ومن عدالته سبحانه وتعالى مع خَلْقه أن مَنْ يُرْمَى بذنب لم يفعله يُعوِّضه عنه بأنْ يستر عليه ذنباً فعله، ولا يفضحه به، فواحدة بواحدة، إلا شيئاً واحداً كان مع موسى - عليه السلام - فحين لقي جواب الله، فكأنه غرَّه كرم ربه معه فقال: يا رب ما داموا قالوا فيَّ كذا وكذا، أسألُكَ ألاَّ يُقال فيَّ ما ليس فيَّ، فقال: يا موسى، أنا لم أفعل ذلك لنفسي، فكيف أفعله لك؟ والمعنى أنهم يقولون في حقِّ الله تعالى أكثر من ذلك.
      إذن: أبقى الله الكفر ليطمئن كل مَنْ أُنكر جميله، وكأنه يقول له: لا تحزن فأنا الخالق، وأنا الرازق، ومع ذلك كفروا بي وأنكروا الجميل.   (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً)٧٠ (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )٧١ سبق أن تكلمنا عن معنى التقوى، وهي أن تجعل بينك وبين الله وقاية، فالحق سبحانه له صفاتُ جمالٍ، وصفات جلال: صفات الجمال الفضل والرأفة والمغفرة والغِنَى والنفع .. إلخ وصفات الجلال: الجبار المنتقم ذو البطش .. إلخ فالتقوى أنْ تجعل بينك وبين صفات الجلال وقاية تقيك منها لأنك لستَ مطيقاً لبطش الله وانتقامه.
      ومع ذلك يقول أحد العارفين: احرص على معيتك مع الله، نعم لأنك حين تجعل بينك وبين صفات الجلال وقاية تقترب من صفات الجمال.
      أما إذا اشتبه عليك قوله تعالى: { { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ .. } [المائدة: 112] وقوله تعالى: { { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ .. } [آل عمران: 131] فاعلم أن النار جند من جنود غضب الله، فمن يتقي اللهَ يتقي النارَ، فلا تعارضَ إذن. ومعنى: { وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } [الأحزاب: 70] أي: قولاً صادقاً يُوصل للحق، وكلمة سديد من سداد السهم، حين يصيب هدفه ولا يُخْطئه، وهدفك أن تنعم بذات الله في الآخرة، وأنْ تنفض الأسباب التي في الدنيا، وتعيش مع المسبِّب سبحانه.
      فأنت في الدنيا حين تريد أن تأكل مثلاً انظر إلى الطعام الذي أُعِدَّ لك، كم أخذ من وقت وإمكانات وأموال .. إلخ، أما في الآخرة، فمجرد أنْ يخطر الشيء على بالك تجده بين يديك، إذن: هذه معية يجب أنْ تحرص عليها كلَّ الحرص. ثم يذكر لنا الحق سبحانه نتيجة القول السديد { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب: 71] أي: في الآخرة، ووصف الفوز بأنه عظيم؛ لأنك في الدنيا تأخذ عطاء الله بأسباب الله، أما في الآخرة فتأخذ عطاء الله من ذات الله، وليس هناك أعظم من هذا.   نداء الايمان        
    • في القرآن ثلاث آيات، هي آيات الحجاب وهن قوله تعالى: وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. {الأحزاب: 53}. وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ. {الأحزاب: 59}.  وقوله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا. {النور: 31}.   تفسير الشيخ الشعراوي لآية 59 الاحزاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}الاحزاب نلاحظ أن الأمر توجَّجه أولاً لأزواج النبي، ثم لبناته صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن رسول الله لا يأمر أمته بشيء هو عنه بنجوى، إنما يأمرهم بشيء بدأ فيه بأهل بيته، وهذا أدْعَى لقبول الأمر وتنفيذه، فقبل أنْ آمركم أمرت نفسي فلم أتميز عنكم بشيء. لذلك جاء في سيرة القائد المسلم (طارق بن زياد) أنه لما ذهب لفتح الأندلس وقف بجنوده على شاطيء البحر، وأعداؤه على الشاطيء الآخر، ثم قال للجنود: أيها الناس أنا لن آمركم بأمر أنا عنه بنجوى، وإنني عند ملتقى القوم سابقكم، فمبارز سيِّدَ القوم، فإنْ قتلتُه فقد كُفيتم أمره، وإنْ قتلني فلن يعوزكم أمير بعدي.
      أي: أنني سابقكم إلى القتال، ولن أرسلكم وأجلس أتفرج وأرقب ما يحدث، يعني: أنا لا أتميز عنكم بشيء. وبهذه المساواة أيضاً ساد عمر- رضي الله عنه- القوم وقاد العالم وهو يرتدي مُرقَّعته بالمدينة؛ لذلك لما رآه رجل وهو نائم تحت شجرة كعامة الناس قال: حكمتَ فعدلْتَ فأمنْتَ، فنمتَ يا عمر.
      وكان- رضي الله عنه- إذا أراد أنْ يأخذ قراراً في أمر من أمور رعيته يعلم أن الفساد إنما يأتي أولاً من الحاشية والأقارب والأتباع ومن مراكز القوى التي تحيط به؛ لذلك كان يجمع قرابته ويحذرهم: أنا اعتزمْتُ أنْ صدر قراراً في كذا وكذا، فوالذي نفسي بيده مَنْ خالفني منكم إلى شيء منه لجعلته نكالاً للمسملين، أيها القوم إياكم أنْ يدخل عليكم مَنْ يدَّعي صلته بي، فتعطونه غير حق مَنْ لم يعرفني، والله إنْ فعلتُم لأجعلنكم نكالاً للمسلمين. وورود النص القرآني بلفظ {ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ...} [الأحزاب: 59] دليل على أن سيدنا رسول الله كان ينقل النص الذي جاءه، والصيغة التي تكلَّم الله بها دون أنْ يٌغيِّر فيها شيئاً، وإلا فقد كان بإمكانه أن ينقل الأمر لأزواجه، فيقول: يا أيها النبي أزواجك وبناتك يدنين عليهن من جلابيبهن. إنما نقل النص القرآني كما أُنزل عليه؛ ليعلم الجميع أن الأمر من الله، وما محمد إلا مُبلِّغ عن الله، فمَنْ أراد أنْ يناقش الأمر فليناقش صاحبه. وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ساعة نزلتْ عليه هذه الآية كُنَّ تسعة أزواج، كرَّمهن الله وخيَّرهن فاخترْنَ رسول الله، كان منهن خمس من قريش هُنَّ: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وسودة بنت زمعة، وثلاث من سائر العرب هُنَّ: ميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وجُويرية بنت الحارث من بني المصطلق، وواحدة من نسل هارون أخي موسى- عليهما السلام- هي السيدة صفية بنت حيي بن أخطب. أما بنات رسول الله، فرسول الله نجب البنين والبنات: البنون ماتوا جميعاً في الصِّغَر، أما البنات فأبقاهُنَّ الله حتى تزوَّجْنَ جميعاً، وهُنَّ: زينب، ورقية، وأم كلثوم.
      وأصغرهن فاطمة، وهي الوحيدة التي بقيتْ بعد موت سيدنا رسول الله، أما زينب ورقية وأم كلثوم فقد مُتْنَ في حياة رسول الله.
      ولفاطمة قصة في الضحك والبكاء؛ لذلك بعض العارفين كان يقول في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبزى} [النجم: 43] أن السيدة فاطمة حينما سُئلت ما الذي أبكاكِ وما الذي أضحكك؟ قالت: لأنني لما دخلتُ على أبي وهو مريض قال لي: إن هذا هو مرض الموت يا فاطمة فبكيت، ثم انصرفت فأشار إليَّ وقال لي: يا فاطمة ستكونين أول أهل بيتي لحوقاً بي فضحكت. لذلك لم تمكث فاطمة بعد رسول الله إلا ستة أشهر. وقد أخذ العلماء من هذا الحديث أن لقاء الأموات يكون بمجرد الموت، وإلا لو كان اللقاء في البعث والقيامة لاستوى في ذلك مَنْ مات أولاً، ومَنْ مات آخراً، فدلَّ قوله: (ستكونين أول أهل بيتي لحوقاً بي) على أن لقاءه صلى الله عليه وسلم بها سيكون بمجرد أنْ تموت.
      الشاهد في هذه القصة أن أحدهم- أظنه الإمام علياً- قال لفاطمة: الله يقول {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى} [النجم: 43] أما رسول الله فأبكاك أولاً، ثم أضحكك حتى لا يكون أضحك وأبكى كربه. أما السيدة زينب فتزوجت العاص بن الربيع قبل أنْ يُحرَّم الزواج من الكفار، وقد أُسِر العاص في غزوة بدر، فذهبتْ زينب لتفديه، وقدمت قلادة كانَت معها، فلام رآها رسول الله وجد أنها قلادة خديجة- رضي الله عنها- قد وهبتْها لابنتها، فقال: إنْ رأيتم أنْ تردوا لها قلادتها وتفكُّوا لها أسيرها فافعلوا، فردَّ صلى الله عليه وسلم الأمر إلى مَنْ ينتفع به، فتنازلوا عن القلادة. أما رقية وأم كلثوم فلهما حوادث، منها حوادث مؤسفة، ومنها حوادث مبهجة، أما المؤسف فإنَّ عتبة بن أبي لهب عقد على رقية، وأخوه عتيبة عقد على أم كلثوم، وكان هذا قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث رسول الله وحدث ما حدث بينه وبني أبي لهب وأنزل الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1-2].
      قال لابنه عتبة: رأسي ورأسك عليَّ حرام حتى تُطلِّق رقية فطلَّقها، بعدها مَرَّ عتبة على رسول الله، وفعل فَعْلةً فيها استهزاء برسول الله، فقال له صلى الله عليه وسلم: «أكلك كلب من كلاب الله».
      أخبر عتبة أباه بما كان من دعاء رسول الله عليه، وكان أبو لهب يعلم صدْق رسول الله، وأن دعاءه مستجاب لا يرَدُّ، فخاف على ابنه، وأخذ يحتاط له، ويوصي به رفاقه في رحلات تجارته- وعجيب أنه مع هذا كله لم يؤمن.
      وفعلاً كان عتبة في رحلات التجارة ينام في وسط القوم، وهم يحيطون به من كل جانب، وفي إحدى الليالي جاءه أسد، فأخذه من بين القوم، ولم يَبْقَ منه إلا ما يُعرف به.
      علَّق على هذه الحادثة أحد المغرضين فقال: إن رسول الله قال: «أكلك كلب» وهذا أسد، فردَّ عليه أحد العارفين فقال: إذا نُسِب الكلب إلى الله، فلابد أنْ يكون أسداً، فرسول الله لم يقل: كلب من كلابكم، إنما من كلاب الله.
      هذا ما كان من أمر عتبة، أما عتيبة فقد طلَّق أم كلثوم، لكنه لم يتعرض لرسول الله بإيذاء، بل قالوا: إنه كان يستحي أنْ يواجه رسول الله، لذلك لم يَدْعُ عليه رسول الله. أما الحادث المبهج في حياة رقية وأم كلثوم، فقد أبدلهما الله خيراً من عتبة وعتيبة، حيث تزوجت رقية من سيدنا عثمان، فلما ماتت تزوج بعدها من أم كلثوم؛ لذلك لُقِّب- رضي الله عنه- بذي النورين، وكانت النساء يُغنين حين تزوج عثمان برقية:
      أَحْسَن مَا رأى إنْسَانٌ ** رُقيَّة وزوجُها عُثْمَانُ فانظر إلى عِظَم هذا العوض أنْ يُبدِلَهُمَا الله بعتبة وعتيبة مَنْ؟ عثمان، نعم العِوَض هذا، والعِوَض في مثل هذه المسائل إنما يتأتَّى بقبول القضاء في نظائره، فإذا أُصيب الإنسان فاستسلم وسلَّم الأمر لله؛ فقال كما علَّمنا رسول الله: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أَجْرني في مصيبتي- أيّاً كانت هذه المصيبة- وأخْلُفْنِي خَيْراً منها).
      إذا قال ذلك وعلم أن لله حكمة في كل قضاء يقضيه لابد أنْ يُعوِّضه الله خيراً، وأظن أن قصة السيدة أم سلمة مشهورة في هذا المقام، فلما توفي زوجها أبو سلمة حزنتْ عليه حزناً شديداً، ولما جاءها النسوة يُعزِّينها في زوجها قالت إحداهن: يا أم سلمة، قولي كما قال رسول الله: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أأجرني في مصيبتي، واخْلُفْني خيراً منها، فقالت: وهل هناك خير من أبي سلمة، يعني: هو في نظرها أحسن الناس وخيرهم.
      لكنها مع هذا رضيَتْ بقضاء الله فما انقضَتْ عِدَّتها حتى طرق عليها طارق يقول: يا أم سلمة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبِك لنفسه، فضحكتْ لأن الله عوَّضها بمَنْ هو خير من أبي سلمة. بعد أن أمر الحق سبحانه أزواج النبي وبناته أولاً بهذا الأدب ثِنَّى بنساء المؤمنين، فقال {ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 59] لأن أسرة رسول الله ليست أزواجه وبناته فحسب، إنما العالم كله، وكلمة(نساء) جمع، لا واحد له من لفظه، فمفرد أزواج زوج، ومفرد بنات بنت، أما(نساء) فمفردها من معناها، لا من لفظها، فتقول: امرأة، واسْتُثْقِل جمع امرأة على امرآت فقالوا: نساء وأصلها في اللغة من النسيء، قالوا: لأن المرأة أُجِّلَ خَلْقُها بعد خَلْق الرجل.
      وفي اللغة: النَّسْء أي: التأخير والتأجيل، فقالوا: نساء.
      ثم يذكر سبحانه الأمر الذي وُجِّه إلى زوجات النبي، وبناته ونساء المؤمنين جميعاً {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ...} [الأحزاب: 59] فالفعل {يُدْنِينَ...} [الأحزاب: 59] مجزوم في جواب الطلب(قُلْ) مثل: اسكُتْ تسْلَم، ذاكر تنجح، وفي الآية شرط مُقدَّر: إنْ تَقُلْ لهُنَّ ادنين يُدنين.
      كما في {وَأَذِّن فِي الناس بالحج يَأْتُوكَ رِجَالاً...} [الحج: 27] لأن الخطاب هنا للمؤمنات، وعلى رَأْسِهن أزواج النبي وبناته، وإنْ لم يستجب هؤلاء للأمر، فقد اختلَّ فيهِنَّ شرط الإيمان.
      ومعنى: الإدناء: تقريب شيء من شيء، ومن ذلك قوله تعالى في وصف ثمار الجنة {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23] أي: قريبة التناول سَهْلة الجَنْي، والمراد: يُدنين جلابيبهن أي: من الأرض لتستر الجسم. وقوله: {عَلَيْهِنَّ...} [الأحزاب: 59] يدل على أنها تشمل الجسم كله، وأنها ملفوفة حوله مسدولة حتى الأرض. وكلمة {جَلاَبِيبِهِنَّ...} [الأحزاب: 59] مفردها جلباب، وقد اختلفوا في تعريفه فقالوا: هو الثوب الذي يُلْبس فوق الثوب الداخلي، فتحت الجلباب مثلاً(فانلة) أو قميص وسروال، ويجوز أن تكون الملابس الداخلية قصيرة، أما الجلباب فيجب أن يكون سابغاً طويلاً قريباً من الأرض. وقالوا: الجلباب هو الخمار الذي يغطي الرأس، ويُضرب على الجيوب- أي فتحة الرقبة- لكن هذا غير كافٍ، فلابد أنْ يُسدل إلى الأرض ليستر المرأة كلها؛ لأن جسم المرأة عورة، ومن اللباس ما يكشف، ومنه ما يصف، ومنه ما يلفت النظر. وشرط في لباس المرأة الشرعي ألاَّ يكون كاشفاً، ولا واصفاً، ولا مُلْفِتاً للنظر؛ لأن من النساء مَنْ ترتدي الجلباب الطويل السَّابغ الذي لا يكشف شيئاً من جسمها، إلا أنه ضيِّق يصف الصَّدْر، ويصف الأرداف، ويُجسِّم المفاتن، حتى تبدوا وكأنها عارية. لذلك من التعبيرات الأدبية في هذه المسألة قَوْل أحدهم- وهو على حق- إنَّ مبالغة المرأة في تبرُّجها إلحاح منها في عَرْض نفسها على الرجل. يعني: تريد أنْ تُلفت نظره، تريد أنْ تُنبِّه الغافل وكأنها تقول: نحن هنا. وإنْ تساهلنا في ذلك مع البنت التي لم تتزوج، ربما كان لها عُذْر، لكن ما عذر التي تزوجت؟ ثم يُبيِّن الحق تبارك وتعالى الحكمة من هذا الأدب في مسألة اللباس، فيقول: {ذلك...} [الأحزاب: 59] أي: إدناء الجلباب إلى الأرض، وسَتر الجسم، وعدم إبداء الزينة {أدنى...} [الأحزاب: 59] أي: أقرب {أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ...} [الأحزاب: 59]. فالمرأة المسلمة تُعْرف بزيِّها وحِشْمتها، فلا يجرؤ أحد على التعرض لها بسوء أو مضايقتها، فلباسها ووقارها يقول لك: إنها ليست من هذا النوع الرخيص الذي ينتظر إشارة منك، وليست ممَّنْ يَعْرض نفسه عَرْضاً مُهيِّجاً مستميلاً مُلْفتاً. وقوله تعالى بعد ذلك وفي ختام الآية {وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 59] جاء وَصْف المغفرة والرحمة هنا ليشير إلى أن عقوبة الله ليست بأثر رجعي، فما سبق هذا الأمر من تجاوزات مغفور معفوٌّ عنه برحمة الله، والعبرة بسلوك المؤمنة بعد أنْ تسمع هذا الأمر بإدناء الجلباب والتستُّر.
      والحق سبحانه بمثل هذا الأدب إنما يُؤمِّن حياة المرأة المسلمة، كيف؟ نقول: معنى التأمين أنْ نأخذ منك حال يُسْرك، وحين تكون واجداً، لنعطيك حينما تكون غير واجد.
      كذلك الإسلام حين يستر جمال المرأة ومفاتنها حال شبابها ونضارتها يسترها حين تكبر، وحين يتلاشى الجمال، ويحلُّ محلَّه أمور تحرص المرأة على سترها، فالإسلام في هذه الحالة يحمي المرأة ويحفظ لها عِزَّتها. نداء الايمان    
         
    • 1- من فنون الأخلاق . قال ﷺ : وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ؛ فإنما وبال ذلك عليه . رواه أبو داود بسند صحيح .   2- بشارة للدعاة . قال ﷺ : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً . رواه مسلم . في الحديث : بشارة للدعاة إلى الله الذين يعلمون الناس الخير ، فكم لهم من الثواب الذي يلحقهم في حياتهم وبعد موتهم بسبب الخير الذي نشروه في المجتمع .   3- الأذكار تحميك بإذن الله . جاء رجل فقال : يا رسول الله ، لُدغت الليلة فلم أنم حتى أصبحت ، قال : ماذا ؟ قال : عقرب ، قال : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ؛ لم تضرك إن شاء الله . رواه أبو داود بسند صحيح .   4- البيع عند المساجد . عن عمر بن الخطاب أنه رأى حلة سيراء - أي من حرير - عند باب المسجد تباع ، وكان معه النبي ﷺ . متفق عليه . وهذا أصل لجواز البيع عند أبواب المسجد لأن الرسول ﷺ لم ينكر على البائع.   5- العناية بالشعر والثياب . عن جابر بن عبد الله قال : أتانا رسول الله ﷺ فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره . فقال : أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره ؟ ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة ، فقال : أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه ؟ رواه أبو داود بسند صحيح .   6-كراهة التبذير في الأثاث والفرش . قال جابر : ذكر رسول الله ﷺ الفرش فقال : فراش للرجل ، وفراش للمرأة ، وفراش للضيف ، والرابع للشيطان . رواه مسلم . قال العلماء : معناه أن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة ، وما كان بهذه الصفة فهو مذموم .   7- اتخاذ الطيب والعناية به . عن أنس بن مالك قال : كانت للنبي ﷺ سكة يتطيب منها . رواه أبو داود بسند صحيح . والسكة هي: العلبة أو القارورة التي يوضع فيها الطيب كما هو الحال في عصرنا.   8- في الحديث " من عُرِض عليه طيب فلا يرده ؛ فإنه طيب الريح خفيف المحمل ". رواه أبو داود ، ورواه مسلم بلفظ : من عُرِض عليه ريحان فلا يرده . وعند الترمذي " ثلاث لاترد الوسادة والدهن واللبن ". وكل ذلك من باب مراعاة مشاعر الشخص الذي أعطاك ، ولأن هذه الأشياء تدل على إكرام الناس لك .   9- الابتعاد عن الفتن والشبهات وعدم الثقة بالنفس في مواجهتها . يقول ﷺ : من سمع بالدجال فلينأ عنه ؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ". رواه أبو داود بسند صحيح .   10- اللعن قد يرجع لصاحبه . قال ﷺ : إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يميناً وشمالاً ، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها . رواه أبو داود بسند حسن .   11- خطورة اللعن وتحريم لعن الريح . كان الصحابة مع الرسول ﷺ وكانت هناك ريح ، فقام أحد الصحابة ولعن الريح لأنها كادت تأخذ بثوبه من شدتها ، فقال ﷺ : لا تلعنها ؛ فإنها مأمورة ، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه . رواه أبو داود بسند صحيح .   12- تكنية الزوجة . عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله ، كل صواحبي لهن كنى، قال : فاكتني بابنك عبد الله ، يعني ابن أختها عبدالله بن الزبير ، فكانت تكنى بأم عبد الله. رواه أبو داود بسند صحيح . وفي الحديث ؛ أن الزوجة تحب الكنية وأن هذا الشيء يشعرها بقيمتها .   13- مزاح الصحابة مع النبي ﷺ . عن عوف بن مالك ، قال : أتيت رسول الله ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فسلمتُ ، فردّ وقال : ادخل ، فقلت : أكُلّي يا رسول الله ؟ قال : كُلّك ، فدخلت. رواه أبو داود بسند صحيح . وفي الحديث بساطة النبي ﷺ ومزاحه مع الصحابة .   14- النوم على طهارة والدعاء عند الاستيقاظ . قال ﷺ: " ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل ، فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ". رواه أبو داود بسند صحيح .
      15 - حديث " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت ". رواه أبو داود بسند صحيح . والمراد : أن الرؤيا الصادقة كأنها على رِجل طائر ، فإذا عبّرها الخبير ، ووافقت قدر الله ، وقعت مباشرة ، ولهذا ينبغي أن تختار الرجل الخبير الحكيم بتعبير الرؤى .   16- حديث_ضعيف . كان ﷺ يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ، وقال : إن فيهن آية أفضل من ألف آية . رواه أبو داود بسند ضعيف ، وفي سنده بقية بن الوليد وفيه مقال . ومعنى المسبحات أي السور التي تبدأ ب : سبح أو يسبح ، مثل سورة الصف والجمعة والتغابن.   17- تحريم نشر أسرار علاقة الفراش في جلسات الرجال والنساء ولو من باب المزاح وقضاء الوقت . قال ﷺ : إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها . رواه مسلم .   18- مجالس الغفلة . قال ﷺ: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه ، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان لهم حسرة . رواه أبو داود بسند صحيح . فينبغي علينا أن نحذر من مجالس الغفلة وأن نتذاكر فيها بالخير والعلم والموعظة لينتفع بعضنا من بعض .   19- حديث مخيف في عقوبة الغيبة . قال ﷺ : لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم . رواه أبو داود بسند صحيح .   20- تعجيل عقوبة الظالم وقاطع الرحم . قال ﷺ : " ما من ذنب أجدر أن يُعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا ، مع ما يدخر له في الآخرة ؛ مثل البغي وقطيعة الرحم ". رواه أبو داود بسند صحيح .  

      1- فضل عظيم لكلمات يسيرة . قال ﷺ : " وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض " رواه مسلم . ومعناه أن يقال : لو قدر ثوابهما جسماً لملأ ما بين السماوات والأرض ، وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى ، قاله النووي رحمه الله تعالى .
      2- العمل بالقرآن يجعل القرآن شفيعاً لك يوم القيامة . قال ﷺ : يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به ، تقدمه سورة البقرة وآل عمران ، كأنهما غمامتان ، تحاجان عن صاحبهما . رواه مسلم .   3- أنواع البيوت . قال ﷺ : مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت . رواه مسلم. وذكر الله في البيت يكون ب : ١- قراءة القرآن . ٢- كثرة التسبيح والتهليل . ٣- عقد جلسات إيمانية للأسرة .   4- قال ﷺ : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته ؛ فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا . رواه مسلم . وهناك فوائد لصلاة النافلة في البيت، ومنها : ١- رؤية أولادك وهذا يدعوهم للاقتداء بك . ٢- أقرب للإخلاص . ٣- عمارة البيت بالطاعة .   5- إيقاظ الزوجة لصلاة الوتر . قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ، فإذا أوتر قال : قومي ؛ فأوتري يا عائشة . رواه مسلم .   6- في الحديث " المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة " رواه مسلم . والمعنى : - أنهم أكثر الناس تشوفاً إلى رحمة الله تعالى . - إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق . - أنهم سادة ورؤساء ، والعرب تصف السادة بطول العنق .   7- احذر من الوساوس في الصلاة التي تقول إنك أحدثت ، ولاتخرج من صلاتك إلا بيقين . قال ﷺ : إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه ، أخرج منه شيء أم لا ؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً ، أو يجد ريحاً . رواه مسلم .   8- ثلاثة أعمال تمحو الخطايا وترفع الدرجات، كلها مرتبطة بالوضوء والصلاة. قال ﷺ : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة . رواه مسلم .   9- لما ذكر النبي ﷺ الصراط الذي يكون على جهنم قال : فيمرُّ أولكم كالبرق ، ثم كمرّ الريح ، ثم كمرّ الطير وشد الرجال ، تجري بهم أعمالهم " رواه مسلم . انظر لتفاوت سرعة الناس في المرور على الصراط ، ثم تأمل قوله " تجري بهم أعمالهم " حينها توقن أن أي عمل صالح يعتبر وقود لسرعة مرورك هناك .   10- متى تكون الصلاة كفارة للذنوب ؟ قال ﷺ : ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة ، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله. رواه مسلم. تأمل هنا كيف ذكر إحسان الوضوء والخشوع والأداء ، فمن أحسن ذلك كانت صلاته كفارة ومن لا فلا .     11- متى يكون الوضوء كفارة للذنوب ؟ قال ﷺ : من توضأ ، فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره . رواه مسلم. حينما تحسن الوضوء يكون كفارة لذنوبك ، وحتى تحقق ذلك لابد من معرفة صفة وضوء النبي ﷺ .   12- قال ﷺ : والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم. يدل الحديث على بطلان عقيدة النصارى واليهود الموجودة الآن . فالإسلام نسخ جميع الأديان . والقرآن نسخ جميع الكتب السابقة .   13- قال ﷺ : لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم . رواه مسلم. انظر كيف ذكر المحبة بين المؤمنين وجعلها شرط لكمال الإيمان . هذا يؤكد على ضرورة التعاطف والتراحم وسلامة القلب بين المؤمنين .   14- عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي المسلمين خير ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده . رواه مسلم. في الحديث التأكيد على ضرورة كف أذى اللسان واليد في التعامل مع الناس ، لأن خطرهما كبير ويضر بالناس .   15- عن عبد الله بن عمرو : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الإسلام خير ؟ قال : " تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف ". رواه مسلم . يدل الحديث أن أعمال المسلم متفاوته في الفضل ، وأن النفع المتعدي بإطعام الطعام ونشر السلام من أفضل الأعمال .   16- المحافظة على الواجبات وترك المحرمات سبب لدخول الجنة . عن جابر رضي الله عنه قال : أتى النبي ﷺ النعمان بن قوقل فقال : يا رسول الله ، أرأيت إذا صليت المكتوبة ، وحرمت الحرام ، وأحللت الحلال، أأدخل الجنة ؟ فقال النبي ﷺ : نعم . رواه مسلم.   17- أهمية صلة الرحم . جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : دلني على عمل أعمله ، يدنيني من الجنة ، ويباعدني من النار . قال : تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل ذا رحمك . رواه مسلم . انظر كيف ذكر الرسول ﷺ صلة الرحم بعد الصلاة والزكاة لأهميته .   18- زمن الكذب في تفسير القرآن والحديث والإتيان بمفاهيم مخالفة للكتاب والسنة . عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج ، فتقرأ على الناس قرآنا . رواه مسلم في المقدمة .   19- زمن الشائعات والكذب في نشر الأحاديث. قال ﷺ : " يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم ". رواه مسلم في مقدمته .   20- الداعية وانتقاء المحتوى المناسب للجمهور . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة . رواه مسلم في المقدمة .
      21- حديث_ضعيف نهى أن يمشي - يعني الرجل - بين المرأتين . رواه أبو داود وهو حديث موضوع . وفي سنده داود بن أبي صالح وهو منكر الحديث .   22- قال ﷺ : ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا . رواه أبو داود بسند صحيح. تأمل كيف أن الإسلام يرتب الأجور العظيمة على أيسر الأعمال ، فهنا تجد كيف أن المصافحة وهي حركة يسيرة باليد أثناء السلام سبب لمغفرة الذنوب .   23- قال ﷺ : إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً . رواه أبو داود بسند صحيح . يستفاد منه تكرار السلام إذا فرّق بينكم شيء من المكان الذي أنتم فيه ، مثل مكاتب العمل حينما يذهب الشخص ويرجع لنفس المكان ونحو ذلك .   24- قال ﷺ : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة . وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام. رواه البخاري . ومعنى " كافل " أي القائم بمصالحه كالتربية والرعاية . قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي ﷺ في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك .     1- قال ﷺ : من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه . رواه أبو داود بسند صحيح .
      يستفاد من الحديث :
      ١- الحذر من الكلام في الحلال والحرام بدون علم لأن كل شخص أخذ منك تلك المسألة وهي على غير الصواب فإن عليك إثمه .
      ٢- ينبغي على الشخص أن يسأل العلماء أو طلاّب العلم الثقات .
      2- في الحديث " ما عاب ﷺ طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه . متفق عليه .
      ذهب بعض العلماء إلى أن العيب إن كان من جهة الخلقة فإنه مكروه ، وإن كان من جهة إعداد الطعام لم يكره ، لأن صنعة الله لا تعاب وصنعة الآدميين تعاب ، قال ابن حجر : والذي يظهر التعميم ، فإن فيه كسر قلب الصانع .   3- حديث_ضعيف . " ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا ، فإن لم يأكله أصابه من بخاره " قال ابن عيسى أحد رواة الحديث : " أصابه من غباره ".
      رواه أبو داود وسنده ضعيف لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة فهو منقطع.   4- في هذه الساعة وفي كل يوم هناك من يزداد ثباتاً على الدين ، وهناك من يتراجع للوراء ، إن القصة تتعلق بالقلب الذي يقلبه الله ولهذا كان ﷺ يتضرع لربه " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ". إن الشيطان يزين الحرام بطرق عجيبة ، فاحذر على قلبك أن يختار غير مرضاة الله .   5- لحظات البلاء ترفعك درجات عند الله . قال ﷺ : إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده ، أو في ماله ، أو في ولده " وفي رواية " ثم صبّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى ". رواه أبو داود بسند صحيح .   6- في الحديث " اصنعوا لآل جعفر طعاماً ؛ فإنه قد أتاهم أمر شغلهم ". رواه أبو داود بسند صحيح . قال العلماء : يستحب لجيران أهل الميت والأقارب تهيئة الطعام لأهل الميت ، ويكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت ؛ لأنهم في حالة حزن ، والضيافة إنما تُشرع في السرور لا في الأحزان .
      7- حديث ضعيف .
      " بادروا بالأعمال سبعاً ، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال ، فشرُّ غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ". 
      رواه الترمذي ، وفي سنده محرز بن هارون، قال فيه البخاري : منكر الحديث.   8- قال ﷺ  : " إن أبرّ البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه ". رواه الترمذي بسند صحيح . يستفاد من ذلك : إذا كان حُسن التواصل مع أصدقاء والدك جميل بعد موت والدك ، فمن باب أولى حسن التعامل معهم في حياته ، والغريب أن بعض الشباب لايبالي بذلك لا في حياة والده ولا بعد موته .   9- سبحانك يارب تستحي من عبادك إذا دعوك . قال ﷺ : إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً . رواه أبو داود بسند صحيح .   10- احرص على الأدعية الجامعة للخير . قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله ﷺ يستحب الجوامع من الدعاء ، ويدع ما سوى ذلك. رواه أبو داود بسند صحيح .
      11- حديث_ضعيف . " من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم ، فما ظنكم بالذي عمل بهذا ". رواه أبو داود وفي سنده رجلان ضعيفان .   12- قال ﷺ : يا أهل القرآن ، أوتروا ؛ فإن الله وتر يحب الوتر . رواه أبو داود بسند صحيح.
      كأن الرسول ﷺ يشير هنا إلى أن طالب القرآن لابد أن يكون له نصيب من الليل ، وأن يتميز بليله وقرآنه إذا الناس نائمون .
      13- قال ﷺ : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه . متفق عليه . قيل : كفتاه من قيام الليل ، وقيل: من الشيطان ، وقيل: من الآفات ، ويحتمل من الجميع .   14- عمل يسير وأجرٌ كبير . 
      قال ﷺ : " ما من أحد يتوضأ، فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين، يقبل بقلبه ووجهه عليهما ؛ إلا وجبت له الجنة ". رواه أبو داود بسند صحيح .
      في الحديث :
      ١- استحباب صلاة ركعتين بعد الوضوء .
      ٢- مجاهدة النفس في طرد الخواطر في الصلاة سبب لدخول الجنة .   15- قال ﷺ : إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه . متفق عليه. في الحديث : ١- فضل صلاة الجماعة وأن فيها غفران للذنوب . ٢- أن الملائكة يقولون مع المصلي هذا القول ، فليفرح المصلي بمشاركتهم له .   16- القراءة في صلاة الفجر تكون طويلة نحو ٦٠  آية ، كما جاء عنه ﷺ . ولكن جاء عنه ﷺ أنه صلى الفجر بالزلزلة وقرأها في الركعتين ، كما في سنن أبي داود بسند صحيح ، وهذا دليل على جواز تكرار السورة مرتين ، فلو فعل ذلك الإمام أحياناً فلا بأس .   17- حديث_ضعيف . " كان ﷺ  يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم ". رواه أبو داود وسنده ضعيف لأن فيه راو مجهول .      
      1- احرص على الصف الأول في المسجد . قال ﷺ : لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار . رواه أبو داود ، وقال ابن باز : سنده جيد . ورواه مسلم بلفظ : لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله . أي يؤخرهم عن رحمته وفضله .
        2- حديث_ضعيف . عن صفية زوجة النبي ﷺ قالت : دخل علي رسول الله ﷺ وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها ، فقال : لقد سبحتِ بهذه ؟ ألا أعلمك بأكثر مما سبحت ؟ فقلت : بلى علمني، فقال : قولي سبحان الله عدد خلقه . رواه الترمذي .
        3- حديث_ضعيف . أن علياً رضي الله عنه مرّ بمدينة ببابل في العراق ثم قال إن النبي ﷺ نهاه أن يصلي ببابل ، وقال إنها ملعونة . رواه أبو داود . ولم يقل بالنهي عن الصلاة فيها أحد من العلماء .
      4- حديث_ضعيف . " لا يقبل الله صلاة رجل مسبل إزاره ". رواه أبو داود وفي سنده مجهول. ويجب أن نفرق بين تحريم الإسبال للثوب فهذا قد وردت فيه عدة نصوص ، ولكن الحكم ببطلان صلاة المسبل لايجوز لأن الأصل هو صحة صلاته ، ولايجوز أن نبني حكم شرعي بحديث لايصح عن النبي ﷺ
      5- حديث_ضعيف.  " من أذّن فهو يقيم ". رواه الترمذي . والأصل أن المؤذن هو الذي يقيم كما كان عليه العمل في زمن النبي ﷺ والصحابة ، ولكن لاحرج أن يقيم غير المؤذن ، وقد نقل الحازمي اتفاق العلماء على جواز ذلك .
      6- حديث ضعيف . سئل ﷺ : متى يؤمر الصبي بالصلاة ؟ فقال : إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة . رواه أبو داود بسند ضعيف . والصواب أنه يؤمر إذا بلغ سبع سنوات كما في النصوص الثابتة عنه ﷺ .   7- كان النبي ﷺ إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ، ثم قال : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك . رواه الترمذي بسند صحيح . ما أعظمك يا رسول الله ، وأنت سيد الأولين والآخرين ، تخاف من يوم القيامة وتدعو ربك أن يقيك العذاب في كل ليلة ، قبل أن تنام .   8- قال ﷺ  : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ؛ فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن . رواه الترمذي بسند صحيح . هذا الحديث يدعوك لمجاهدة النفس على قيام الليل ، لأنه وقت القرب الرباني والعطايا الإلهية .   9- قال النبي ﷺ : من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة . رواه الترمذي بسند صحيح . قال سهيل - أحد رواة الحديث - : فكان أهلنا تعلموها ، فكانوا يقولونها كل ليلة ، فلُدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعاً .
      10- رأى النبي ﷺ رجلاً يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم ، لم يصبها الماء ، فأمره النبي ﷺ أن يعيد الوضوء والصلاة . رواه أبو داود بسند صحيح . في الحديث دليل على وجوب إيصال الماء لكل موضع من أعضاء الطهارة ، وقد يسرع البعض في الوضوء فيقع في نفس الخطأ الوارد في الحديث .   11- تنبيه لما يحصل يوم الجمعة . قال ﷺ : " ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا ". رواه أبو داود بسند حسن . يستفاد منه : كراهة تخطي رقاب الناس يوم الجمعة ، وأن من فعل ذلك فاته ثواب الجمعة الذي هو غفران ذنوب أسبوع كامل ، ويكتب له فقط ثواب صلاة الظهر .   12-كلماتك قد ترفعك درجات عند الله . قال ﷺ : إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه . رواه الترمذي بسند صحيح .   13- في بعض المجالس قد تسمع من يقع في غيبة الآخرين . فأذكرك بأن تمنع صاحبك من الغيبة وتذكره بحرمتها ، وأن تدافع عن المغتاب ، لتفوز بهذا الثواب . قال ﷺ : من رد عن عرض أخيه ؛ رد الله عن وجهه النار يوم القيامة . رواه الترمذي بسند حسن .   14- قال ﷺ : إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإذا أبصر أحدكم امرأة ؛ فليأت أهله ؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه . رواه مسلم . معنى الحديث : ليس أن المرأة شيطان ، ولكن يزين الشيطان صورتها لكي يفتنك بها ، لأن الرجل بطبعه يميل للمرأة ، فالواجب غض البصر عنها .   15- احذر أن توقع الضرر أو المشقة بأخيك المسلم في أي شيء ، لأن الله سينتقم منك . قال ﷺ : من ضار ؛ ضار الله به ، ومن شاق ؛ شاق الله عليه . رواه الترمذي بسند حسن .   16- بعد موتك ، يفنى جسمك ويبقى فقط آخر عظم في ظهرك وهو عجب الذنب ، والباقي تأكله الدود . وأما روحك ، فقد جاء في الحديث " إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة " رواه أحمد بسند صحيح . فحاسب نفسك الآن واجتهد ، فهناك نعيم لروحك حتى تقوم القيامة .   17- قال ﷺ  : يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر . رواه الحاكم ، وصححه الألباني . انظر لطف الله بعباده وتخفيفه عليهم شدة يوم القيامة .   18- فضل العناية بطرق الناس . قال ﷺ : بينما رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك ، فأخره ، فشكر الله له ؛ فغفر له . متفق عليه . ويدخل في هذا الفضل بإذن الله إصلاح حفريات الطرق وإزالة كل ضرر فيها ، لأنها تضر بالناس وسياراتهم .
        19 = حديث " العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم ، والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين . رواه الترمذي بسند حسن. العجوة نوع من تمر المدينة وتنفع في علاج السم والسحر . والكمأة تسمّى الفقع في زمننا . وقوله " من المنّ " أي الذي نزل على بني إسرائيل ، وماؤها شفاء ، فيُعصر ويُجعل في العين .   20- أهمية الثبات على الدين . عن أنس قال : كان ﷺ يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ، فقلت : يا رسول الله ، آمنّا بك وبما جئتَ به ، فهل تخاف علينا ؟ فقال ﷺ : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله ، يقلبها كيف يشاء . رواه الترمذي بسند صحيح .   21- قال ﷺ  : لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً ، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه  . رواه الترمذي بسند صحيح . يستفاد من الحديث : عدم التساهل في المزاح مع الآخرين بأخذ ممتلكاتهم كالجوال أو غيره لأن هذا يسبب مفاسد نفسية على الشخص ، وربما حصل بعد ذلك نزاع وخلاف شديد .   22- قال ﷺ : من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن . رواه الترمذي بسند صحيح . الفرح بالحسنات ينقسم إلى : ١- فرح محمود وهو الفرح بتوفيق الله لك ومايتبع ذلك من لذة الحسنات ، وهذا المقصود بالحديث السابق . ٢- فرح مذموم وهو الذي يجعلك تعجب بالعمل الصالح وتنسى فضل الله عليك .   23- إذا كان المسجد بعيد عنك ، فاحرص أن يصلي أحد معك سواء في بيتك أو في العمل أو أي مكان آخر  . قال ﷺ : صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى . رواه أبو داود بسند صحيح .   24- حديث_ضعيف  . " إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد ، لا يجدون إماماً يصلي بهم ". رواه أبو داود ، وعند ابن ماجه " يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماماً يصلي بهم ".   موقع سلطان العمري  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182539
    • إجمالي المشاركات
      2536134
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×