اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57914
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180621
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259973
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8307
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53072
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38402 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • ورد اسم الله السِّتِّير مرة واحدة في السنة، لكن صفة الستر لله تعالى ثابتة ووردت كثيرًا في السنة؛ فعن يعلى بن أمية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يغتسل بالبراز بلا إزار، فصعِد المنبر، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((إن الله عز وجل حليم حييُّ سِتِّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر))؛ [رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع]، وفي رواية: ((إن الله حيي ستير، يحب الحياء والتستُّر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)).       والسِّتِّير: من الستر، يُقال: ستر الشيء، أي: غطَّاه، وحجبه، وأخفاه؛ كما قال تعالى: ﴿ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45]، فمعنى الستر: إخفاء ما يظهر من الزلَّات والعيوب.       قال البيهقي رحمه الله: "السِّتِّير: يعني أنه ساتر على عباده كثيرًا ولا يفضحهم في المشاهد، وكذلك يحب من عباده الستر على أنفسهم، واجتناب ما يشينهم"، وقال ابن الأثير رحمه الله: "ستِّير: فعِّيل بمعنى فاعل، أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون".       وقال ابن القيم رحمه الله:   وهو الحيي فليس يفضح عبده عند التجاهر منه بالعصيانِ لكنه يلقي عليه ستره فهو السِّتِّير وصاحب الغفرانِ       وقد اشتهر اسم السِّتِّير عند بعض الناس بأنه: [الستار أو الساتر]، حتى إنهم يتسمَّون به، وهذا كله خطأ؛ لأن أسماء الله الحسنى توقيفية على الشرع، والصحيح الثابت هو اسم السِّتِّير، وهو متضمن لصفة الستر.       والسِّتِّير جل جلاله: هو الذي يحب الستر، ويرغِّب فيه ويحث عليه، وهو الذي من شأنه وصفته حب الستر والصون، وهو الذي يستر عيوب عباده، وهو الذي يستر القبائح في الدنيا، ويستر الفضائح في الآخرة.   ونعمة الستر من الله تعالى هي من أعظم النعم، بدونها لا نهنأ بعيش، ولا يطيب لنا مقام، ولا نستقيم على حال، وهي نعمة تناساها كثير من الناس، ولم يعرفوا قدرها، ولم يستشعروا أثرها فأي نعمة أعظم من ستر الله تعالى على العبد في الدنيا وفي الآخرة على رؤوس الأشهاد، فلا يطَّلع الناس منه على العيوب والزلَّات، ولا تنكشف منه العورات؛ روى البيهقي في (شعب الإيمان) عن عطاء قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، قال: هذه من كنوز علمي، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أما الظاهرة: فما سوَّى من خَلقك، وأما الباطنة: فما ستر من عورتك))، وفي رواية: ((فما ستر من مساوئ عملك، ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم))، وقال الضحاك رحمه الله: "أما الظاهرة: فالإسلام والقرآن، وأما الباطنة: فما يستر من العيوب".   وحتى تستشعر هذه النعمة؛ تأمل: ماذا لو كشف الله ستره عنا؟ وماذا لو كانت للذنوب رائحة؟ هل يستطيع بعضنا أن يجالس بعضًا؟ وماذا لو كُتبت ذنوبنا على جباهنا، أو كُتبت على جدران بيوتنا فاطَّلع الناس عليها؟ ما استطاع أحدٌ أن يهنأ بعيش، أو يرفع رأسًا خجلًا من الناس   الوقفة الثانية: آثار ومظاهر ستر الله تعالى:   1- فمن آثار ومظاهر ستر الله تعالى: أنه لا يُظهر بواطننا، بل لا يحاسبنا عليها إلا إذا ظهرت في صورة أفعال أو أقوال؛ يقول الحسن البصري رحمه الله: "لو تكاشفتم لَما تدافنتم"؛ أي: لو علم بعضكم سريرةَ بعضٍ، لاستثقل تشييعه ودفنه.   ولما نزل قول الله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إن ذلك لا يطيقونه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا))، فقالوا: سمعنا وأطعنا، فلما قالوها وذلَّت بها ألسنتهم؛ أنزل الله بعدها قوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286].   2- ومنها: أنه يستر عنا البلاء والشر، فالستر يأتي بمعنى: الحفظ، فكم مرة قلنا: لولا ربك سترها، لحصل كذا وكذا من المصائب!   3- ومنها: عناية الشريعة بستر العورات، فهي من أعظم نِعم الله تعالى علينا؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]؛ أي: يستر عوراتكم، وسميت العورة سوأة: لأنه يسوء صاحبها انكشافُها.   هذه النعمة التي حاول الشيطان أن يهدمها في نفوس وقلوب الناس منذ زمن آدم عليه السلام، وذلك بنزع الستر عنه وعن زوجته حواء؛ كما قال تعالى: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 20 - 22].   وحذر الله تعالى ذريته من بعده إلى قيام الساعة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27].   4- ومنها: أن الله تعالى يستر على عباده الكثير من الذنوب والمعاصي، بل وييسر لهم من الأسباب ما ينالون به ستره، ويفتح لهم باب التوبة والندم؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 104].   وفي قصة استسقاء موسى عليه السلام، قال الله تعالى له: يا موسى، إن فيكم عاصيًا، ولما نزلت الأمطار، قال: يا رب، من هذا الذي كان يعصيك؟ قال: عجبت لك يا موسى، أستره عاصيًا، وأفضحه تائبًا؟     وتأمل: كيف كانت توبة الأمم السابقة؟ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب ذنبًا، كُتب ذنبه على باب داره، وكُتب معه كفارة ذلك، ليُغفر ذلك الذنب، أما أنتم فجعل الله مغفرة ذنوبكم قولًا تقولونه بألسنتكم؛ ثم تلا قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 135، 136]".     قال رجل لأحد السلف: كيف أصبحت؟ قال: "أصبحت بين نعمتين، لا أدري أيتهما أفضل: ذنوب سترها الله عز وجل، فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد، ومودة قذفها الله عز وجل في قلب العباد، لم يبلغها عملي".     5- ومنها: أنه يستر عباده في الآخرة، فمن ستر الله عيبه في الدنيا، فإنه سيستره في عَرَصَات القيامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة))؛ [رواه مسلم]، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يُدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته))، وفي رواية: ((وأما الكفار والمنافقون فينادَى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله)).     6- ومنها: فرض الحجاب على النساء، فهو ستر وعفاف، وطهارة وصيانة للمرأة المسلمة والمجتمع كله؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59]؛ أي: يُعرَفن بأنهن عفائف فلا يتعرض لهن الفسَّاق بأذًى من قول أو فعل؛ وذلك لأن التي تبالغ في التستر حتى تحجب وجهها، لا يطمع فيها أنها تكشف عورتها.   7- ومنها: ستر وحفظ الأعراض، ويظهر ذلك في العقوبات الشديدة والصارمة التي رتَّبها الشرع على العدوان على الأعراض؛ مثل: حد القذف، وتحريم الغيبة، وتحريم التجسس.     8- ومنها: الستر على ذوي الهيئات في عثراتهم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا الحدود))؛ [رواه أحمد، والنسائي]، ومعنى ذوي الهيئات: أي: ذوي الهيئات الحسنة، الذين لا يُعرفون بالشر، ولا يرى الناس منهم إلا الصلاح والخير، فهؤلاء إذا حصلت منهم هفوات وزلَّات، وجب سترهم.       الواجبات العملية لاسم الله السِّتِّير:   1- أن يستر المسلم نفسه؛ بعدم المجاهرة بالذنب، فإن الله سبحانه وتعالى يأمر بالستر، ويكره المجاهرة بالمعصية؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أمتي معافًى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)).       2- أن يستر المسلم عوراته؛ كما في الحديث: ((إن الله حييٌّ ستِّير، يحب الحياء والتستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)).       فليس من الحياء والستر ما يفعله بعض الناس من قضاء الحاجة في الطرقات؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز، انطلق، حتى لا يراه أحد))، وفي رواية: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز، حتى يتغيب فلا يُرى))؛ [رواه أبو داود، وابن ماجه].     وليس من الحياء والستر كشف وإظهار العورات أمام أعين الناس، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة كاشفًا عن فخذه؛ فقال له: ((غطِّ فخذك؛ فإنها عورة))؛ [رواه الترمذي].   وليس من الحياء والستر النظر إلى عورات الآخرين؛ ففي صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد)).     3- أن يستر المسلم إخوانه المسلمين، والجزاء من جنس العمل، فمن ستر إخوانه المسلمين ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة))؛ [رواه مسلم]، وفي الحديث الصحيح: ((ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)).   وفي بعض روايات قصة ماعز: أن رجلًا اسمه هزال، هو الذي أشار على ماعز أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا هزال، لو سترته بردائك، لكان خيرًا لك))؛ [رواه النسائي، والبيهقي]، وإنما قال ذلك؛ حبًّا لإخفاء الفضيحة، وكراهيةً لإشاعتها.   وهنا تنبيه مهم جدًّا: لا يعني الستر ترك الإنكار على من تستُره فيما بينك وبينه، والستر: محله في معصية قد انقضت، والإنكار: في معصية قد حصل التلبُّس بها، فيجب الإنكار عليه.   4- أن يستر المسلم الميتَ، إذا غسَّله ورأى فيه شيئًا معيبًا، فعليه أن يستره ويكتم أمره؛ فعن أبي رافع رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من غسَّل مسلمًا، فكتم عليه، غفر الله له أربعين مرة))؛ [رواه الحاكم، والبيهقي، وصححه الألباني]، وفي رواية: ((من غسَّل ميتًا فستره، ستره الله من الذنوب، ومن كفَّنه، كساه الله من السندس)).     5- الحذر من تتبع عورات المسلمين؛ فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته))؛ [رواه أبو داود، وأحمد، وصححه الألباني].     6- ومن الواجبات العملية: الدعاء وسؤال الله الستر في الدنيا والآخرة، وتأمل هذا الدعاء العظيم؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: ((اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي))؛ [رواه أبو داود].   7- ومن الواجبات العملية: المحافظة على هذه الأعمال اليسيرة للستر من النار؛ ومن ذلك:   الإحسان في تربية البنات، فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن تربية البنات ستر من النار؛ ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ابتُلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن، كنَّ له سترًا من النار)).     الصدقة ولو بالقليل؛ ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة، فليفعل))، وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: ((يا عائشةُ، استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسُد من الجائع مسدها من الشبعان))؛ [رواه أحمد].   المحافظة على الباقيات الصالحات وهن المُنجيات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا جُنتكم، قالوا: يا رسول الله، أمن عدوٍّ قد حضر؟ قال: لا، ولكن جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مُجنِبات ومُعقِّبات، وهن الباقيات الصالحات))؛ [رواه النسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع].     نسأل الله العظيم أن يمُنَّ علينا بستره وعفوه في الدنيا والآخرة. رمضان صالح العجرمي شبكة الالوكة  
    • آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الأخلاق عن آيات العبادات بكثير، حيث يُقدّر عدد الآيات المتعلقة بالأخلاق الأخلاق 1504  آية، بينما يُقدّر عدد آيات العبادات بحوالي 130 آية،
      مما يشير إلى الأهمية الكبيرة للأخلاق في الإسلام كجوهر الدين وغاية العمل. وفي هذا يقول الدكتور عمر عبدالكافي: (إن القرآن الكريم ٦٢٣٦ آية، وآيات العبادات في القرآن لا تزيد عن ١٣٠ آية فقط أي بنسبة ٢٪؜ من القرآن، في حين ان آيات الأخلاق ١٥٠٤ آية، أي ما نسبته ٢٤٪؜ من القرآن تقريبا أو ربع القرآن

          يشير ذلك إلى أن الدين الإسلامي هو أساس الأخلاق، وأن الأخلاق هي نتيجة ومُحصّلة العبادات والأعمال الصالحة،   ولقد كان التحلي بحسن الخلق من أخلاق الأنبياء والرسل، وفي مقدمتهم نبينا محمد الذي وصفه ربه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم(4)..   ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ
      خلاصة حكم المحدث : صحيح
      الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب فمن فاقك في الخلق فاقك في الدين، لأن الأخلاق الحسنة تثقل ميزان المؤمن يوم القيامة.   ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ
      الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي و قد سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: "تقوى الله، وحسن الخلق".الراوي : أبو هريرة | المحدث : البغوي | التخريج : أخرجه الترمذي (2004)   وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون))، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: ((المتكبِّرون)؛) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. (الثرثار): هو كثير الكلام تكلفًا. (والمتشدق): المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه. و(المتفيهق): أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه، ويغرب به تكبُّرًا وارتفاعًا، وإظهارًا للفضيلة على غيره.   كما أن التحلي بحسن الخلق هو سبيل إلى تحقيق التقوى، ولذلك فقد أوصى النبي –صلى الله عليه وسلم- بذلك؛ كما في وصيته لمعاذ-رضي الله عنه-، : "اتق الله حيثما كنت، وأتبعِ السيئة الحسنةَ تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن".
      وروى الترمذي عن عبدالله بن المبارك رحمه الله في تفسير حُسنِ الخلق قال: هو طلاقة الوجه، وبذلُ المعروف، وكفُّ الأذى   ولما سئلت أم المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنها ــ عن خلقه -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كان خلقه القرآن" أي متخلقاً بأخلاق القرآن فعلاً لما يجب ويستحب فعله، وتاركاً لما يحرم ويكره فعله، فكان عاملاً بالأوامر مجتنباً للزواجر..   كما أن التحلي بحسن الخلق من صفات عباد الله المتقين، كما أخبر الله بذلك، فقال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، فكل هذه الأعمال المذكورة في الآية من الأخلاق الحسنة.
        قال ابن القيم-رحمه الله-: "جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين تقوى الله وحسن الخلق؛ لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه, وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه. فتقوى الله توجب له محبة الله, وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته".".   قال ابن رجب -رحمه الله-: "هذه من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به -أي مخالقة الناس بالخلق الحسن-، وإنما أفردها بالذكر للحاجة إلى بيانه؛ فإن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده، فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس، فإنه كان قد بعثه إلى اليمن معلماً لهم ومفهماً وقاضياً، ومن كان كذلك فإنه يحتاج إلى مخالقة الناس بخلق حسن ما لا يحتاج إليه غيره ممن لا حاجة للناس به ولا يخالطهم، وكثيراً ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله، والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمال حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها، والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيزٌ جداً لا يقوى عليه إلا الكُمَّلُ من الأنبياء والصديقين".   وصاحب الخلق الحسن مع الإيمان هو من خير الناس فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قلنا : يا نبي الله من خير الناس ؟ قال : "ذو القلب المخموم ، واللسان الصادق" . قال : يا نبي الله : قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المخموم ؟ قال : "التقي النقي الذي لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا حسد" . قال : قلنا يا رسول الله ، فمن على أثره ؟ قال : "الذي يشنأ الدنيا ، ويحب الآخرة". قلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن على أثره ؟ قال : "مؤمن في خلق حسن" . قلنا : أما هذه ففينا.   ولأن حسن الخلق يجمع خلال الخير فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر في دعائه من سؤال الله الهداية لأحسن الأخلاق، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم عن علي بن أبي طالب عن رسول الله أنه كان إذا قام من الليل، وفيه: "... واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت". ويكون حسن الخلق ببذل السلام، وكف الأذى، وطلاقة الوجه، وسعة الصدر، وكظم الغيظ، والعفو عمن ظلمك، ووصل من قطعك، وغير ذلك من الخصال الحميدة، فعن عبد الله بن المبارك ــ رحمه الله ــ قال: "هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى".   نسأل الله تعالى أن يهدينا لأحسن الأخلاق وأن يزيننا بزينة الإيمان وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.    
    • ما أحوجنا أن نقف مع أنفسنا وقفات في زمن الفتن لمحاسبتها عن كل تقصير، حتى يخفف عنا ربنا ما نحن فيه من البلاء والمصائب، وحتى نسعد ذلك اليوم. قال بعض الحكماء لابنه: يا بني لا تشغل قلبك من الدنيا إلا بقدر ما تحققه من عمرك، ولتكن جرأتك على المعاصي بقدر صبرك على النار، وإذا أردت أن تعص الله فانظر موضعاً لا يراك الله فيه، وانظر إلى نفسك فإن كانت عزيزة فلا تذلها، وإن كانت ذليلة فلا تزدها إلى ذلها ذلاً.   روى أن الحسن البصري رحمه الله يقول: (ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة).   عباد الله: من أراد النجاة من الفتن في الدنيا والآخرة، فليقف مع نفسه اليوم قبل غد، يحاسبها ويصلحها ويزكيها، والله لا يسعد النفس ولا يزكيها ولا يذهب همها وغمها وحزنها وألمها إلا الإيمان بالله رب العالمين. قال الفضيل بن عياض: من حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه وحضر عن السؤال جوابه وحسن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته، وأكيس الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها وعمل لما بعد الموت واشتغل بعيوبه وإصلاحها.    ينبغي للمسلم أن يكون شعاره شعار الفاروق عمر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا...   وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبادر بالأعمال قبل أن يفاجئنا هذا اليوم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا, أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا،أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ؟) الترمذي في سننه
      قال ميمون بن مهران: لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبته لشريكه . فمن أراد أن يكون من أولياء الله المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فليتخلق بخلق المحاسبة.   عباد الله: ينبغي للعاقل أن يكون له في يوم ساعة يحاسب فيها نفسه كما يحاسب الشريك شريكه في شؤون الدنيا، فكيف لا يحاسب الإنسان نفسه في سعادة الأبد وشقاوة الأبد؟! نسأل الله أن يجعلنا من الأبرار والسعداء. كان داود الطائي يحاسب نفسه قائلا: يا داود من خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن طال أمله قصر عمره وكل ما هو آت قريب واعلم يا داود أن كل شيء يشغلك عن ربك فهو عليك مشؤوم وأعلم يا داود أن أهل الدنيا جميعا من أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون ويحزنون بما يقصرون. {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ   وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ    أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}  [الزمر:53- 56 ]   معاشر المسلمين الموحدين: ما أحوجنا لنقف مع أنفسنا وقفات جادة صادقة، ما أحوجنا في زمن الفتن أن نقبل على الله، لنعترف بتقصيرنا بين يديه، فرصة لنعرض حوائجنا له سبحانه فهو أرحم بنا من الوالدة بولدها. فمن منا لم يذنب؟ ومن منا لم تقع عينه فيما حرم الله؟ ومن منا لم يعق والديه؟ ومن منا لم يقع في مستنقع الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء؟ ليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ دون محاسبة ورجوع صادق إلى الله سبحانه وتعالى.   أيها المؤمنون: هل هناك أرحم من الله؟! هل هناك أكرم من الله؟! لا وألف لا، إذاً فهيا نمشي سويا إلى الأمام ، فهيا بنا جميعا نقبل إليه سبحانه فمهما بلغت الذنوب فالله سبحانه يبدلها حسنات إذا صدقناه في التوبة وفي محاسبة أنفسنا.   الذين يحاسبون أنفسهم إذا مرت جنازة تذكروا الر حيل وتذكروا ما مرت به الجنازة من سكرات الموت ابتداءً إلى دفنها انتهاءً، وكأن القائل منهم يقول: أقربوه، وكأن القـــوم قد قاموا فقالوا أدركوه، سائلـوه، كلِّــمــوه، حــركـــوه، لقــنــــوه، حرّفوه، وجّهــــــوه، مــدّدوه، غـمضوه، عجّلوه لرحيـــــلٍ عجّلوا لا تــحـــــبسوه، ارفعوه غــسّلـــــوه كـــفـنـــوه حنّطـــوه، فإذا ما لف في الأكفـان قالوا فاحملوه أخرجوه فوق أعــــــواد المنايا شيّعــوه، فإذا صلّـــوا عليه قــيـــــل هاتوا اقبروه، فإذا ما استودعوه الأرض فـــردا تركـوه، خلفوه تحــت رمــــسٍ أوقـــروه، أثقلــــوه، أبعـــــدوه أسحقوه، أوحــــــدوه، أفــــــــردوه، ودعـــــــوه، فارقوه، أســلـــمـــوه، خلـفــــــوه، وانثنوا عنه وخلّــــوه كأن لم يعرفوه.  هذه حكايتنا من سكرات الموت ابتداءً إلى دفنها انتهاءً.   أخي المؤمن: هل وقفت وقفة تأمل مع القبور؛ قبورٍ خرقت الأكفان ومزقت الأبدان ومصت الدم وأكلت اللحم؟! ،تٌرى ما صنعت بهم الديدان؛ محت الألوان، عفرت الوجوه، كسرت الفقار، أبانت الأعضاء، مزقت الأشلاء، تُرى أليس الليل   والنهار عليهم سواء؟! أليس هم في مدلهمة ظلماء؟! كم من ناعم وناعمة أصبحوا وجوههم بالية، وأجسادهم عن أعناقهم نائية قد زالت الحدقات على الوجنات، وامتلأت الأفواه دماً وصديداً ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً. قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين   أيها الباكي على أقاربه الأموات: ابك على نفسك فالماضي قد فات وتأهب لنزول البلايا والآفات.   يقول ابن الجوزي رحمه الله: ابك على نفسك قبل أن يبكى عليك، وتفكر في سهم صوب إليك، وإذا رأيت جنازة فاحسبها أنت وإذا عاينت قبراً فتوهمه قبرك.
      النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيهــــــا
      لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا***إلا التي كان قبل الموتِ بانيـــــها
      فإن بناها بخير طاب مسكنـــــــه *** وإن بناها بشر خاب بانيـــــــــها
      أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا ***ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــــــا
      أين الملـــــوك التي كانت مسلطنة***حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها
      فكم مدائن في الآفاق قـــد بنـــــيت***أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
      لا تركنن إلى الدنيا وما فيهــــــــا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيـــــــها
      لكل نفس وان كانت على وجــــــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــــــــــــا
      المرء يبسطها والدهر يقبضُهـــــا ***والنفس تنشرها والموت يطويهـا
      إن المكارم أخلاقٌ مطهـــــــــرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيهـــــــــــا
      والعلم ثالثها والحلم رابعهـــــــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
      والبر سابعها والشكر ثامنهـــــــا ***والصبر تاسعها واللين باقيهـــــــا
      والنفس تعلم أني لا أصادقهـــــــا ***ولست أرشدُ إلا حين أعصيهـــــا
      واعمل لدار غداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيهــــا
      قصورها ذهب والمسك طينتهــــا***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيهـــــا
      أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عســـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
      والطير تجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيهـــــا
      من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظلام الليل يحييها.   عباد الله: ألا إن سلعة الله غاليه ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة. أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الفردوس الأعلى، وأسأله بمنه وكرمه ان يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن وعبادته، وأن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى .........   وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين   ياسر عبدالله الحوري موقع مداد
    • {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (ابراهيم :٢٥)
        أحياناً كلمة طيبة تسبب هداية إنسان؛ اهتدى هو، وزوجته، وأولاده، وذريته. الكلمة الطيبة آثارها تمتد إلى يوم القيامة: لذلك: الكلمة الطيبة صدقة؛ بمعنى أن آثارها إلى يوم القيامة، وهي في صحيفة من قالها
      لاتتوقف عن غرس الكلمات الطيبة فستبقى تؤتي أثرها في كل الأوقات .. ياللبركة

      الكلمة الطيبة تؤتي ثمرها بذاتها ، اكتبها  ، تكلم بها ،دعها ترحل إنها تنمو وتثمر ولو في صحراء قاحلة من غير سقي ولا جني فقط قلها ، اكتبها وانقلها ستطيب حياتك من حيث لاتحتسب

      الكلام الطيب ينثر المحبة والرضا والسعادة و يحيي النفوس ويريح القلوب المتعبة ويمدها بالأمل والتفاؤل ، ويبقى يؤتي أثره طوال الأعوام فلا تتوقف عن غرس أطيب الكلام .. كن طيباً واترك أثراً طيباً يزهر أينما حللت    
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182514
    • إجمالي المشاركات
      2536088
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×