اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. ساحة القرآن الكريم العامة

      مواضيع عامة تتعلق بالقرآن الكريم

      المشرفات: **راضية**
      58041
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9071
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      المشرفات: **راضية**
      180652
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259998
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23503
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8333
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32136
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25482
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30262
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53094
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21008
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97014
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36840
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15482
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12928
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41316
      مشاركات
    2. 33886
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32206
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34856
      مشاركات
    4. 65624
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      المشرفات: خُـزَامَى
      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38482 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • الرحمن الرحيم


      ذكر الرحمن في القرآن (170) مرة ذكر الرحيم في القرآن (228) مرة.

      المعنى : قال تعالى : " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " (البقرة 162) . الاسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمن اسم له سبحانه وحده ، فهو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا ، وللمؤمنين في الآخرة ، أما الرحيم فهو ذو الرحمة الذي لا يقابل السيئة بمثلها . ومن رحمته سبحانه وتعالى أن أرسل إلينا رسوله وكتابه وهدانا من الضلالة وجعل الليل والنهار وأطلع الشمس والقمر .

      من الحياة :

      1- ان يتسع قلبي للجميع وتملأ الرحمة جوانحي ، "فمن لا يرحم الناس لا يرحمه الله"- البخاري .

      2- أن أكون عبدا مطيعا لله ورسوله حتى تشملني رحمة في الآخرة (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ).

      3- ألا نترك فقيرا إلا ونتعهده حتى ولو بالإعانة بالدعاء . وأن ننظر دائما إلى العصاة بعين الرحمة لا بعين الإيذاء .




      الملك


      ورد في القرآن (5) مرات "فتعالى الله الملك الحق" (طه/114)

      المعنى : الملك الحق أي بيده الملك ، هو المتصرف في كل شيء بالإبداع أي الخلق لأول مرة على غير مثال سبق ، وكذلك والخلق والموت والحياة والنشور هو الغني المطلق عن كل ما سواه .

      من الحياة :

      1- لندرك أن الإنسان مستخلف فقط فيما آتاه الله من ملك ومال وجاه وعقار فلا يظن أنه المالك الحقيقي لما يملك ، فليتصرف به حسب ما شرعه الله له

      .2- لنحاول دائما أن نجد أفكارا جديدة لعمارة الأرض ولتحقيق الخلافة فيها.

      3- لنتوجه دائما بالدعاء إلى الله في كل صغيرة وكبيرة لأنه مالك كل شيء

      .

      المُـقيت


      ورد في القرآن مرة واحدة "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ، وكان الله على كل شيء مُقيتاً " (النساء: 85)

      المعنى : هو خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة ، وإلى القلوب وهي المعرفة ، فيكون بمعنى الرزاق إلا أنه أخص منه ، إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت ... والقوت ما يكتفي به من قوام البدن .

      من الحياة:


      1- إن أفضل رزق يرزقه الله لعباده العقل ، فلنتعهد عقولنا بالتفكير السليم ولننمها بالمعرفة والإبداع.

      2- لقد قرر الله في هذه الدنيا رزق أهلها وما يصلح لمعاشهم من الأشجار والمنافع في كل بلدة ما لم يجعله الأخرى ليعيش بعضهم مع بعض بالتجارة والأسفار.




      الحليم


      ورد في القرآن "11" مرة. " والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليماً حليماً " (الأحزاب 51)

      المعنى : هو الذي لا يعجل بالانتقام ويفسح الأمل أمام عباده في أن يتوبوا ويندموا ويستغفروا على ما وقعوا فيه من الذنوب فيمهلهم ولا يعجل بعقابهم ، ويؤخر الظالمين إذا شاء فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وهو الذي يشاهد معصية العصاة ، ويرى مخالفة ا؟لأمر فلا يعتريه غيظ ، ولا يحمله إلى الانتقام عجلة.

      من الحياة :


      1- عدم مؤاخذة الله سبحانه للعباد بصورة عاجلة ، وهذا يستوجب علينا دوام الشعور بمراقبة الخالق وخشيته .

      2- الحلم من الصفات الحسنة التي يجب أن نتصف بها عند الغضب .





      الخبير
        ورد في القرآن خمساً وأربعين مرة "ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير" (آل عمران180).

      المعنى : هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة ،ولا يجرى في ملكوته شيء ، ولا تتحرك ذرة إلا ويكون عنده خبر بها وهو بمعنى عليم ، لكن العلم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي صاحبها خبيراً


      من الحياة :

      1- على الإنسان أن يكون عليماً بما يجرى في قلبه وبدنه ، والخفايا التي يتصف بها قلبه من غش وخيانة وحقد وحسد وغيره فعليه أن يسعى بإصرار على التخلص منها بالاجتهاد بالعبادة والمثابرة على الطاعة.

      2- أن الله خبير بأعمال عباده وما يجول في صدورهم فلنتق الله ، ولنعبده بإحسان "وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً " النساء (128)


      الحفيظ
        ورد في القرآن "3" مرات
      " إن ربي على كل شيء حفيظ." (هود 57)

      المعنى : هو الذي يحفظ السماوات والأرض وما فيها ، وهو الذي يحفظ عباده من المهالك وهو الذي يحفظ على الخلق أعمالهم ويحصى عليهم أقوالهم ويعلم ما تكن صدورهم وهو الذي يحف أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب ويحرسهم من مكائد الشيطان.

      من الحياة :

      1- أن نتعهد بكتاب الله بالتلاوة والحفظ والفهم والتطبيق لأنه الكتاب المحفوظ من التحريف والتغيير.

      2- أن أعظم ما أمر المسلم بحفظه الصلاة وأركانها فالصلاة جالبة للبركة مبعدة عن الشيطان ومقربة للرحمن وتفتح للإنسان أبواب الخير.

      3- لنحفظ السمع والبصر ، فلا نسمع ولا نبصر إلا من يرضى الله ، ولنحفظ اليمين وأن لا نتساهل في الحلف الكذب.

       

      العلي
        ورد في القرآن في "8" مواضع
      "ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم."
      المعنى : هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه علو الذات وعلو القدر والصفات وعلو القهر.وهو الذي على العرش استوى وبجميع صفاته العظيمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف.

      من الحياة :


      1- عندما نستشعر معنى الاسم ، ونعلم أنه سبحانه على العرش وفوق السماوات السبع ، فإذا ما نزلت بنا شدة رفعنا أيدينا إلى السماء نستغيث ربنا تبارك وتعالى .

      2- لنعلم أن العبد مهما نال من درجات العلم والمكانة لم يبلغ مكانة عليا لأنه لا يوجد درجة إلا ويكون في الوجود ما فوقها ، وأعلى الدرجات هي للأنبياء والملائكة.

       

      الجبار
        ورد في القرآن مرة واحدة "العزيز الجبار المتكبر" (الحشر /23)
      المعنى : هو المصلح أمور خلقه المصرفهم فيما فيه صلاحهم ، وهو القاهر خلقه على ما أراد من أمر ونهي إرادة حكيم ، وهو الخبير بما فيه مصلحتهم ونفعهم . وكذلك هو الذي يجبر كسر عباده ، فقد جبر الفقير حين شرع الزكاة والصدقات ، وجبر المريض حين جعل له أجرا إذا تقبل البلاء بالصبر والرضا.

      من الحياة :

      1- أن نقبل على أوامر الله ونواهيه بنفس راضية ، ليتحقق الغرض من خلقنا ، ونصل إلى التوفيق في الدنيا والنجاة في الآخرة .

      2- أن نأخذ عبرة من نهاية المتجبرين المتكبرين ، حيث كان التكبر سببا في الطبع على قلوبهم


      العزيز
        ذكر في القرآن (92) مرة "والله عزيز ذو انتقام" (آل عمران /4)
      المعنى : المنيع الذي لا ينال ولا يغالب ، وهو العزيز في انتقامه ممن أراد الانتقام منه ولا يقدر أحد أن يدفعه عنه . وهو الذي عز كل شيء فقهره.

      من الحياة :

      1- لنطلب العزة من الله دائماً ولا نبحث عنها من غير الله ، وإذا أردنا أن نكون عزيزين في الدنيا والآخرة فلنلتزم طاعة الله.

      2- أن تمتلىء أنفسنا بالثقة والشجاعة ، فالله عز وجل لا يقهر ولا يرد أمره وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن حتى لو شاء الناس وأرادوا.
      من آداب من عرف أن الله هو العزيز ألا يعتقد لمخلوق إجلالاً أو تعظيماً ويتذلل له.

       

      المهيمن
      ورد في القرآن مرة واحدة "المؤمن المهيمن" (الحشر/23)

      المعنى: هو الرقيب ولحافظ والخاضع لسلطانه كل شيء وهو المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور وهو الشاهد على خلقه بأعمالهم ، وهو المهيمن على كونه من لحظة خلقه وهيمنته مستمرة إلى أن تقوم الساعة ، فلا يحدث أي شيء إلا بأمره.

      من الحياة :

      1- أن ندرك أن هذا النظام الدقيق المحكم في الكون سينقلب رأساً على عقب يوم القيامة ، وإذا شاء الله له النهاية كانت له النهاية.

      2- عندما ندرك هيمنته سبحانه على كل شيء في الكون وسعة علمه ، نخشاه ونراقب أنفسنا ونستشعر مراقبة الله الدائمة.

      3- أن ندعو الله سبحانه أن يهيمن على قلوبنا يوم الفزع الأكبر ويلهمنا الثبات والسكينة وألا نكون ممن بلغت قلوبهم الحناجر من شدة الخوف بل نكون من الامنين من فزع يومئذ.



      الشكور
        ورد في القرآن "4" مرات .
      "إن ربنا لغفور شكور " (فاطر 34) .

      المعنى : هو الذي يجازي بيسير الطاعات كثير الدرجات ، يعطي بالعمل في أيام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود .

      من الحياة :

      1- شكر العباد لربهم يكون عن طريق القلوب والألسنة ، أما القلوب فتقر له عز وجل بأنه صاحب الفضل كله ، وأما الألسنة فلا تنقطع عن شكره على سعة كرمه

      2- أن استعمل النعم التي رزقني إياها ربي في طاعته وليس في معصيته لأكون عبدا شاكرا لربي.

      3- من الخصال الحميدة أن يكون العبد شاكرا في حق العباد الآخرين ، مرة بالثناء ومرة بالمجازاة بأكثر مما صنعوا .

      4- عندما نعلم أن القليل من العمل يعطي الكثير من الثواب لا نستصغر شيئا من أعمال البر ولو كان يسيرا .

      5- إظهار النعمة والتحدث بها لأنها من صفات المؤمنين ، ولأن كفران النعمة من صفات الجاحدين

       


      الحكم
        ورد مرة واحدة في القرآن وبصيغة الجمع "5" مرات "أفغير الله أبتغى حكما "
      الأنعام(114).

      المعنى : هو الحاكم والقاضي الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وهو الذي حكم على القلوب بالرضى وعلى النفوس بالانقياد والطاعة. والفرق بين الحكم والحاكم أن الحكم أبلغ من الحاكم ولا يستحق التسمية بالحكم إلا من يحكم بالحق.


      من الحياة :

      1- من يؤمن بهذا الاسم ينقطع تعلق قلبه بالمستقبل، بل يصير مشغول القلب بأنه لا يصيبه إلا الذي جرى الأزل.

      2- ليستقر اليقين في القلب أن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله.

      3- وحكمة الله تقتضي أن يكون القرآن حكيماً ومحكماً لأنه الكتاب الذي ليس بعده كتاب.

       

      السميع
        ورد في القرآن 450 مرة " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " البقرة /127

      المعنى : يسمع كل ما ينطق من قول ودعاء مع اختلاف ألسنتهم ولغاتهم ويعلم ما في قلب القائل قبل أن يقول وهو المستجيب لعباده إذا توجهوا إليه بالدعاء.


      من الحياة :

      1- أن يكون دائماً مع الله بقلوبنا ، فالله سبحانه يسمع حمد الحامدين فيجازيهم ودعاء الداعين فيستجيب لهم.

      2- في هذا الاسم تنبيه للعاقل وتذكير كي يراقب نفسه وما يصدر عنها من أقوال وأفعال.


      اللطيف
      ورد في القرآن (157) مرة. "قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم " (البقرة 32)

      المعنى : هو الذي لا تخفى عليه الأشياء وإن وقت ولطفت وتضاءلت وهو أيضاً البر بعباده الذي يلطف ويرفق بهم من حيث لايعلمون ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.


      من الحياة :

      1- إما علمنا أن ربنا متصف بدقة العلم ، والإحاطة بكل صغيرة وكبيرة ، حاسبنا أنفسنا على الأقوال والأفعال والحركات والسكنات.

      2- من لطف الله بنا أنه أعطانا فوق الكفاية ، وكلفنا دون الطاقة ، وسهل علينا الوصول إلى سعادة الأبد بسعي خفيف ومدة قصيرة هي العمر.

      3- ينبغي لنا أن نكون رفقاء بعباد الله ، وبخاصة في دعوتهم إلى الله والهداية من غير خصام وتعب.



      السلام
        ورد في القرآن مرة واحدة "الملك القدوس السلام " (الحشر /23)

      المعنى : هو الذي سلم من كل عيب سبحانه وبريء من كل آفة وهذه صفة يستحقها بذاته00وهو المسلم على عباده في الجنة ، وهو الذي سلم على الخلق من ظلمه.


      من الحياة :

      1- دعوة للتأمل في الكون من حولنا ، فكل ما فيه سلم من الاضطراب والخلل ويسير وفق نظام محكم وثابت.

      2- لا يوصف بالإسلام ، إلا من سلم المسلمون من لسانه ويده.

      3- من أهم أسباب التآلف واستجلاب المودة إفشاء السلام على كل المسلمين من عرفنا ومن لم نعرف 00وهو أيضاً رياضة للنفس على التواضع.

      4- أن نحمد الله على نعمة السلام الدائم الذي نعيش به ليل نهار.


        العليم
      ورد في القرآن (157) مرة " قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "

      المعنى : هو الله العالم لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها ، أحاط بالظواهر والبواطن وبالماضي والحاضر والمستقبل.


      من الحياة :

      1- مهما بلغنا من العلم فعلمنا محدود بالنسبة لعلم الله تعالى ، كما أننا لا نعلم شيئاً عن ذاته وصفاته إلا ما أطلعنا الله سبحانه وتعالى عليه عن طريق رسوله وكتابه المنزل.

      2- دعوة للعلم لاكتشاف أسرار الحياة من حولنا لنملك الدين والعلم فيسود الإسلام شتى أنحاء الأرض.

      3- أن نظهر سريرتنا ونتغلب على وسوسة النفس لأن الله عليم بذات الصدور.



      المؤمن
      ورد في القرآن مرة واحدة "السلام ، المؤمن ، المهيمن " (الحشر/23)

      المعنى : هو الذي يؤمن عباده من كل خوف وهو لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب بل يؤمنهم من عذاب جهنم ويبعثهم يوم القيامة من الفزع أمنين وذلك بدعوته عز وجل لهم للإيمان به والالتزام بطاعته.


      من الحياة :

      1- إذا استجبنا لدعوة الله لنا بالإيمان يكون جزاؤنا الأمن يوم الفزع الأكبر والأمن الدائم في جنات الخلد.

      2- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن » . قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : « من لا يأمن جاره بوائقه » . صحيح البخاري

      3- الإيمان يكون بإظهار الخضوع والقبول بالشريعة ، ولما أتى به –صلى الله عليه وسلم- واعتقاده وتصديقه بالقلب.


      الفتاح
        ورد مفرداً مرة واحدة وبصيغة الجمع (الفاتحين)مرة واحدة.
      " قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم". (سبأ 26)

      المعنى : هو الذي يفتح لعباده أبواب الرحمة والرزق ويسهل عليهم ما كان صعباً ، وقد يكون هذا الفتح في أمور الدين والعلم أو في أمور الدنيا فيغني فقيراً وينصر مظلوماً ويزيل كربة ، وهذا الاسم يختص في الفصل والقضاء بين العباد بالقسط والعدل وتوجهت الرسل إلى الله الفتاح سبحانه أن يفتح بينهم وبين أقوامهم المعاندين.


      من الحياة :

      1- أن الفتح والنصر من الله سبحانه ، فهو يفتح على من يشاء ويخذل من يشاء فلا نطلب الفتح ولا النصر إلا منه.

      2- علينا الاجتهاد في العبادة والطاعة وندعو الله أن يفتح علينا أبواب رحمته ويلهمنا صائب الرشد وييسر لنا التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة .


      الوهاب
        ورد في القرآن (3) مرات.
      "قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " (ص35) .

      المعنى : كثير العطاء والجود ، لا تنفد خزائنه ، ولا ينقص فضله ، يجود بالخير والنعمة والبركة على من يشاء من عباده ، فهو المنان المعطي بلا سبب ولا حدود ، وهبته خالية من العوض والغرض .


      من الحياة :

      1- لنرض بما وهبه لنا الله ، ونكون قانعين بما قسمه لنا .

      2- أن لا ينقطع رجاؤنا ودعاؤنا لله عز وجل ، وأن لا نجعل اليأس يدخل إلى قلوبنا .

      3- أن نشتاق دائما إلى الله وإلى لذة لقائه والنظر إلى وجهه الكريم ، لأن من حرم هذا الإحساس كان كالأجير السوء الذي لا يعمل إلا بأجرة طمع فيها .

       

      القهار
        ورد في القرآن (6) مرات . "سبحانه هو الواحد القهار " (الزمر 4) .

      المعنى : الذي يقهر خلقه بسلطانه وقدرته ، فكل ما سواه مغلوب على أمره مقهور بسلطانه وجبروته وكبريائه ، وهو أيضا الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة ، وقهر الخلق كلهم بالموت .


      من الحياة :

      1- عندما ندرك أن الله تعالى قهر عباده جميعا بالموت ، نعلم أن حياتنا منتهية فلنعمل من أجل الحياة لما بعد الموت .

      2- أن السبيل الأمثل لقهر سلطان الغضب والشهوة عن طريق الانشغال بالذكر والإكثار من أعمال البر والطاعات ، فمن قهر شهوات نفسه فقد قهر الشيطان .

      3- ولنعلم أن الواحد القهار إذا أسلمنا له فيما يريد كفانا ما نريد ، فلا بد للاستسلام له ولأوامره



      الغفار
        ورد في القرآن (5) مرات "رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار" (ص/66) .

      المعنى : كثير المغفرة لعباده ، يستر المعاصي التي يرتكبونها ويغفرها لهم كلما لحقتهم الندامة على فعلها ، فقد كتب سبحانه على نفسه أن يغفر للمستغفرين بعظيم مغفرته وكثير فضله وإحسانه .

      من الحياة :

      1- ألا يتسرب اليأس إلى أنفسنا أو نقنط إذا ما أخطأنا ، لأن مغفرته سبحانه أعظم من ذنوبنا . وأن نعلم أن من فضله سبحانه أنه يبدل سيئاتنا حسنات ، إذا تبنا توبة نصوحا .

      2- ألا نسرف في الخطايا والمعاصي بحجة أن الله غفور رحيم ، فالمغفرة فقط للتائبين الأوابين .

      3- لنصفي أكدار قلوبنا من الأمراض التي يعلمها وحده سبحانه فهو لا يخفى عليه خافية .

      4- أن نستر على الآخرين ، وألا نجاهر بالمعصية ، وأن نتخلق بخلق الحياء في السر والعلانية .


      المصور
        ورد في القرآن مرة واحدة.
      "هوالله الخالق البارىء المصور" (الحشر/ 24) .
      المعنى : هو المبدع للصور ، فهو الذي يصور كل واحد من الأشخاص بصورته الخاصة ، وهو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة وهيئات متباينة من الطول والقصر والحسن والقبيح والذكورة والأنوثة ، وهو الذي صورنا في الأرحام أطوارا .


      من الحياة :

      1- لنعلم أن التعامل مع الآخرين لا يعتمد على جمال الشكل والصورة فقط لأننا جميعا مخلوقات صورنا الله عز وجل بل يضاف إليها حسن الخلق واستقامة السلوك .

      2- ليس من الأخلاق الإسلامية الاستهزاء والسخرية بصور الآخرين ، فكلنا أخوة وكلنا نعمل لغاية عظيمة .

       


      البارئ
        ورد في القرآن (3) مرات "فتوبوا إلى بارئكم " (البقرة / 54) .

      المعنى : أي الذي خلق الخلق واستحدثهم من العدم المطلق ، وخلقهم صالحين ومناسبين للمهمة والغاية التي خلقوا من أجلها .


      من الحياة :

      1- لا يوجد مخلوق على وجه الأرض إلا خلقه الله مناسبا لمهمته وغايته ، حتى تلك المخلوقات التي تعتقد أنها تمثل شرا للإنسان خلقت مناسبة للوظيفة التي تقوم بها على وجه الأرض .

      2- أن أوظف حواسي ومواهبي وطاقتي للعبادة ولخدمة هذا الدين ، لأن الله رزقني كل هذا مناسبا للوظيفة التي أقوم بها .

       

      الخالق
        ورد في القرآن (11) مرة "فتبارك الله أحسن الخالقين " (المؤمنون /14)

      المعنى : الخلق يراد به الإيجاد والإبداع تارة والتقدير تارة أخرى . والخالق هو الفاطر وهو الموجد المبدع على غير مثال سبق ؟


      من الحياة :

      1- لندرك حقيقة ثابتة أننا لم نخلق عبثا وإنما لغاية وهدف ، لذلك علينا أن نستغل فترة حياتنا الدنيا بالطاعة والعبادة .

      2- لنتأمل خلق الله الصغير والكبير ، الطويل والقصير ، الإنسان والبهيم ، الدابة والطائر والحيوان . لندرك معنى الإبداع في الخلق ، فالتأمل عبادة العلماء .



      المتكبر
        ورد في القرآن مرة واحدة "العزيز الجبار المتكبر" (الحشر/ 23) .
      المعنى : الذي تكبر بربوبيته فلا شيء من صفات الخلق مثله ، وهو المتكبر سبحانه على كل سوء . وهو الذي له الكبرياء والسلطان والعظمة في السماوات والأرض .


      من الحياة :

      1- ما أجمل خشوعنا وخضوعنا لرب كبير متكبر ، فلا نكون من المتكبرين الذين يرفضون الانقياد لأوامره وعبادته لأن نهايتهم إلى الهلاك ، فالكبر كان من أسباب طرد إبليس من رحمة الله .

      2- لا نترفع ولا نتكبر عن طلب العلم والسؤال عنه والجلوس بين يدي العلماء ، ولكن لنتكبر ونترفع عن الشهوات والمعاصي .


      المصدر

      مع الله

       
    • الرحمن الرحيم
      ذكر الرحمن في القرآن (170) مرة ذكر الرحيم في القرآن (228) مرة.

      المعنى : قال تعالى : " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " (البقرة 162) . الاسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمن اسم له سبحانه وحده ، فهو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا ، وللمؤمنين في الآخرة ، أما الرحيم فهو ذو الرحمة الذي لا يقابل السيئة بمثلها . ومن رحمته سبحانه وتعالى أن أرسل إلينا رسوله وكتابه وهدانا من الضلالة وجعل الليل والنهار وأطلع الشمس والقمر .

      من الحياة :

      1- ان يتسع قلبي للجميع وتملأ الرحمة جوانحي ، "فمن لا يرحم الناس لا يرحمه الله"- البخاري .

      2- أن أكون عبدا مطيعا لله ورسوله حتى تشملني رحمة في الآخرة (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ).

      3- ألا نترك فقيرا إلا ونتعهده حتى ولو بالإعانة بالدعاء . وأن ننظر دائما إلى العصاة بعين الرحمة لا بعين الإيذاء .




      الملك
        ورد في القرآن (5) مرات "فتعالى الله الملك الحق" (طه/114)

      المعنى : الملك الحق أي بيده الملك ، هو المتصرف في كل شيء بالإبداع أي الخلق لأول مرة على غير مثال سبق ، وكذلك والخلق والموت والحياة والنشور هو الغني المطلق عن كل ما سواه .

      من الحياة :

      1- لندرك أن الإنسان مستخلف فقط فيما آتاه الله من ملك ومال وجاه وعقار فلا يظن أنه المالك الحقيقي لما يملك ، فليتصرف به حسب ما شرعه الله له

      .2- لنحاول دائما أن نجد أفكارا جديدة لعمارة الأرض ولتحقيق الخلافة فيها.

      3- لنتوجه دائما بالدعاء إلى الله في كل صغيرة وكبيرة لأنه مالك كل شيء

      .

      المُـقيت
        ورد في القرآن مرة واحدة "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ، وكان الله على كل شيء مُقيتاً " (النساء: 85)

      المعنى : هو خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة ، وإلى القلوب وهي المعرفة ، فيكون بمعنى الرزاق إلا أنه أخص منه ، إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت ... والقوت ما يكتفي به من قوام البدن .

      من الحياة:

      1- إن أفضل رزق يرزقه الله لعباده العقل ، فلنتعهد عقولنا بالتفكير السليم ولننمها بالمعرفة والإبداع.

      2- لقد قرر الله في هذه الدنيا رزق أهلها وما يصلح لمعاشهم من الأشجار والمنافع في كل بلدة ما لم يجعله الأخرى ليعيش بعضهم مع بعض بالتجارة والأسفار.


      الحليم
        ورد في القرآن "11" مرة. " والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليماً حليماً " (الأحزاب 51)

      المعنى : هو الذي لا يعجل بالانتقام ويفسح الأمل أمام عباده في أن يتوبوا ويندموا ويستغفروا على ما وقعوا فيه من الذنوب فيمهلهم ولا يعجل بعقابهم ، ويؤخر الظالمين إذا شاء فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وهو الذي يشاهد معصية العصاة ، ويرى مخالفة ا؟لأمر فلا يعتريه غيظ ، ولا يحمله إلى الانتقام عجلة.

      من الحياة :

      1- عدم مؤاخذة الله سبحانه للعباد بصورة عاجلة ، وهذا يستوجب علينا دوام الشعور بمراقبة الخالق وخشيته .

      2- الحلم من الصفات الحسنة التي يجب أن نتصف بها عند الغضب .



      الخبير
        ورد في القرآن خمساً وأربعين مرة "ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير" (آل عمران180).

      المعنى : هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة ،ولا يجرى في ملكوته شيء ، ولا تتحرك ذرة إلا ويكون عنده خبر بها وهو بمعنى عليم ، لكن العلم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي صاحبها خبيراً

      من الحياة :

      1- على الإنسان أن يكون عليماً بما يجرى في قلبه وبدنه ، والخفايا التي يتصف بها قلبه من غش وخيانة وحقد وحسد وغيره فعليه أن يسعى بإصرار على التخلص منها بالاجتهاد بالعبادة والمثابرة على الطاعة.

      2- أن الله خبير بأعمال عباده وما يجول في صدورهم فلنتق الله ، ولنعبده بإحسان "وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً " النساء (128)


      الحفيظ
        ورد في القرآن "3" مرات
      " إن ربي على كل شيء حفيظ." (هود 57)

      المعنى : هو الذي يحفظ السماوات والأرض وما فيها ، وهو الذي يحفظ عباده من المهالك وهو الذي يحفظ على الخلق أعمالهم ويحصى عليهم أقوالهم ويعلم ما تكن صدورهم وهو الذي يحف أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب ويحرسهم من مكائد الشيطان.

      من الحياة :

      1- أن نتعهد بكتاب الله بالتلاوة والحفظ والفهم والتطبيق لأنه الكتاب المحفوظ من التحريف والتغيير.

      2- أن أعظم ما أمر المسلم بحفظه الصلاة وأركانها فالصلاة جالبة للبركة مبعدة عن الشيطان ومقربة للرحمن وتفتح للإنسان أبواب الخير.

      3- لنحفظ السمع والبصر ، فلا نسمع ولا نبصر إلا من يرضى الله ، ولنحفظ اليمين وأن لا نتساهل في الحلف الكذب.
       

      العلي
        ورد في القرآن في "8" مواضع
      "ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم."
      المعنى : هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه علو الذات وعلو القدر والصفات وعلو القهر.وهو الذي على العرش استوى وبجميع صفاته العظيمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف.

      من الحياة :

      1- عندما نستشعر معنى الاسم ، ونعلم أنه سبحانه على العرش وفوق السماوات السبع ، فإذا ما نزلت بنا شدة رفعنا أيدينا إلى السماء نستغيث ربنا تبارك وتعالى .

      2- لنعلم أن العبد مهما نال من درجات العلم والمكانة لم يبلغ مكانة عليا لأنه لا يوجد درجة إلا ويكون في الوجود ما فوقها ، وأعلى الدرجات هي للأنبياء والملائكة.

       

      الجبار
        ورد في القرآن مرة واحدة "العزيز الجبار المتكبر" (الحشر /23)
      المعنى : هو المصلح أمور خلقه المصرفهم فيما فيه صلاحهم ، وهو القاهر خلقه على ما أراد من أمر ونهي إرادة حكيم ، وهو الخبير بما فيه مصلحتهم ونفعهم . وكذلك هو الذي يجبر كسر عباده ، فقد جبر الفقير حين شرع الزكاة والصدقات ، وجبر المريض حين جعل له أجرا إذا تقبل البلاء بالصبر والرضا.

      من الحياة :

      1- أن نقبل على أوامر الله ونواهيه بنفس راضية ، ليتحقق الغرض من خلقنا ، ونصل إلى التوفيق في الدنيا والنجاة في الآخرة .

      2- أن نأخذ عبرة من نهاية المتجبرين المتكبرين ، حيث كان التكبر سببا في الطبع على قلوبهم


      العزيز
        ذكر في القرآن (92) مرة "والله عزيز ذو انتقام" (آل عمران /4)
      المعنى : المنيع الذي لا ينال ولا يغالب ، وهو العزيز في انتقامه ممن أراد الانتقام منه ولا يقدر أحد أن يدفعه عنه . وهو الذي عز كل شيء فقهره.

      من الحياة :

      1- لنطلب العزة من الله دائماً ولا نبحث عنها من غير الله ، وإذا أردنا أن نكون عزيزين في الدنيا والآخرة فلنلتزم طاعة الله.

      2- أن تمتلىء أنفسنا بالثقة والشجاعة ، فالله عز وجل لا يقهر ولا يرد أمره وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن حتى لو شاء الناس وأرادوا.
      من آداب من عرف أن الله هو العزيز ألا يعتقد لمخلوق إجلالاً أو تعظيماً ويتذلل له.

       

      المهيمن
      ورد في القرآن مرة واحدة "المؤمن المهيمن" (الحشر/23)

      المعنى: هو الرقيب ولحافظ والخاضع لسلطانه كل شيء وهو المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور وهو الشاهد على خلقه بأعمالهم ، وهو المهيمن على كونه من لحظة خلقه وهيمنته مستمرة إلى أن تقوم الساعة ، فلا يحدث أي شيء إلا بأمره.

      من الحياة :

      1- أن ندرك أن هذا النظام الدقيق المحكم في الكون سينقلب رأساً على عقب يوم القيامة ، وإذا شاء الله له النهاية كانت له النهاية.

      2- عندما ندرك هيمنته سبحانه على كل شيء في الكون وسعة علمه ، نخشاه ونراقب أنفسنا ونستشعر مراقبة الله الدائمة.

      3- أن ندعو الله سبحانه أن يهيمن على قلوبنا يوم الفزع الأكبر ويلهمنا الثبات والسكينة وألا نكون ممن بلغت قلوبهم الحناجر من شدة الخوف بل نكون من الامنين من فزع يومئذ.



      الشكور
        ورد في القرآن "4" مرات .
      "إن ربنا لغفور شكور " (فاطر 34) .

      المعنى : هو الذي يجازي بيسير الطاعات كثير الدرجات ، يعطي بالعمل في أيام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود .

      من الحياة :

      1- شكر العباد لربهم يكون عن طريق القلوب والألسنة ، أما القلوب فتقر له عز وجل بأنه صاحب الفضل كله ، وأما الألسنة فلا تنقطع عن شكره على سعة كرمه

      2- أن استعمل النعم التي رزقني إياها ربي في طاعته وليس في معصيته لأكون عبدا شاكرا لربي.

      3- من الخصال الحميدة أن يكون العبد شاكرا في حق العباد الآخرين ، مرة بالثناء ومرة بالمجازاة بأكثر مما صنعوا .

      4- عندما نعلم أن القليل من العمل يعطي الكثير من الثواب لا نستصغر شيئا من أعمال البر ولو كان يسيرا .

      5- إظهار النعمة والتحدث بها لأنها من صفات المؤمنين ، ولأن كفران النعمة من صفات الجاحدين

       


      الحكم
        ورد مرة واحدة في القرآن وبصيغة الجمع "5" مرات "أفغير الله أبتغى حكما "
      الأنعام(114).

      المعنى : هو الحاكم والقاضي الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وهو الذي حكم على القلوب بالرضى وعلى النفوس بالانقياد والطاعة. والفرق بين الحكم والحاكم أن الحكم أبلغ من الحاكم ولا يستحق التسمية بالحكم إلا من يحكم بالحق.

      من الحياة :

      1- من يؤمن بهذا الاسم ينقطع تعلق قلبه بالمستقبل، بل يصير مشغول القلب بأنه لا يصيبه إلا الذي جرى الأزل.

      2- ليستقر اليقين في القلب أن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله.

      3- وحكمة الله تقتضي أن يكون القرآن حكيماً ومحكماً لأنه الكتاب الذي ليس بعده كتاب.

       

      السميع
        ورد في القرآن 450 مرة " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " البقرة /127

      المعنى : يسمع كل ما ينطق من قول ودعاء مع اختلاف ألسنتهم ولغاتهم ويعلم ما في قلب القائل قبل أن يقول وهو المستجيب لعباده إذا توجهوا إليه بالدعاء.

      من الحياة :

      1- أن يكون دائماً مع الله بقلوبنا ، فالله سبحانه يسمع حمد الحامدين فيجازيهم ودعاء الداعين فيستجيب لهم.

      2- في هذا الاسم تنبيه للعاقل وتذكير كي يراقب نفسه وما يصدر عنها من أقوال وأفعال.


      اللطيف
      ورد في القرآن (157) مرة. "قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم " (البقرة 32)

      المعنى : هو الذي لا تخفى عليه الأشياء وإن وقت ولطفت وتضاءلت وهو أيضاً البر بعباده الذي يلطف ويرفق بهم من حيث لايعلمون ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

      من الحياة :

      1- إما علمنا أن ربنا متصف بدقة العلم ، والإحاطة بكل صغيرة وكبيرة ، حاسبنا أنفسنا على الأقوال والأفعال والحركات والسكنات.

      2- من لطف الله بنا أنه أعطانا فوق الكفاية ، وكلفنا دون الطاقة ، وسهل علينا الوصول إلى سعادة الأبد بسعي خفيف ومدة قصيرة هي العمر.

      3- ينبغي لنا أن نكون رفقاء بعباد الله ، وبخاصة في دعوتهم إلى الله والهداية من غير خصام وتعب.



      السلام
        ورد في القرآن مرة واحدة "الملك القدوس السلام " (الحشر /23)

      المعنى : هو الذي سلم من كل عيب سبحانه وبريء من كل آفة وهذه صفة يستحقها بذاته00وهو المسلم على عباده في الجنة ، وهو الذي سلم على الخلق من ظلمه.

      من الحياة :

      1- دعوة للتأمل في الكون من حولنا ، فكل ما فيه سلم من الاضطراب والخلل ويسير وفق نظام محكم وثابت.

      2- لا يوصف بالإسلام ، إلا من سلم المسلمون من لسانه ويده.

      3- من أهم أسباب التآلف واستجلاب المودة إفشاء السلام على كل المسلمين من عرفنا ومن لم نعرف 00وهو أيضاً رياضة للنفس على التواضع.

      4- أن نحمد الله على نعمة السلام الدائم الذي نعيش به ليل نهار.


        العليم
      ورد في القرآن (157) مرة " قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "

      المعنى : هو الله العالم لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها ، أحاط بالظواهر والبواطن وبالماضي والحاضر والمستقبل.

      من الحياة :

      1- مهما بلغنا من العلم فعلمنا محدود بالنسبة لعلم الله تعالى ، كما أننا لا نعلم شيئاً عن ذاته وصفاته إلا ما أطلعنا الله سبحانه وتعالى عليه عن طريق رسوله وكتابه المنزل.

      2- دعوة للعلم لاكتشاف أسرار الحياة من حولنا لنملك الدين والعلم فيسود الإسلام شتى أنحاء الأرض.

      3- أن نظهر سريرتنا ونتغلب على وسوسة النفس لأن الله عليم بذات الصدور.



      المؤمن
      ورد في القرآن مرة واحدة "السلام ، المؤمن ، المهيمن " (الحشر/23)

      المعنى : هو الذي يؤمن عباده من كل خوف وهو لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب بل يؤمنهم من عذاب جهنم ويبعثهم يوم القيامة من الفزع أمنين وذلك بدعوته عز وجل لهم للإيمان به والالتزام بطاعته.

      من الحياة :

      1- إذا استجبنا لدعوة الله لنا بالإيمان يكون جزاؤنا الأمن يوم الفزع الأكبر والأمن الدائم في جنات الخلد.

      2- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن » . قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : « من لا يأمن جاره بوائقه » . صحيح البخاري

      3- الإيمان يكون بإظهار الخضوع والقبول بالشريعة ، ولما أتى به –صلى الله عليه وسلم- واعتقاده وتصديقه بالقلب.


      الفتاح
        ورد مفرداً مرة واحدة وبصيغة الجمع (الفاتحين)مرة واحدة.
      " قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم". (سبأ 26)

      المعنى : هو الذي يفتح لعباده أبواب الرحمة والرزق ويسهل عليهم ما كان صعباً ، وقد يكون هذا الفتح في أمور الدين والعلم أو في أمور الدنيا فيغني فقيراً وينصر مظلوماً ويزيل كربة ، وهذا الاسم يختص في الفصل والقضاء بين العباد بالقسط والعدل وتوجهت الرسل إلى الله الفتاح سبحانه أن يفتح بينهم وبين أقوامهم المعاندين.

      من الحياة :

      1- أن الفتح والنصر من الله سبحانه ، فهو يفتح على من يشاء ويخذل من يشاء فلا نطلب الفتح ولا النصر إلا منه.

      2- علينا الاجتهاد في العبادة والطاعة وندعو الله أن يفتح علينا أبواب رحمته ويلهمنا صائب الرشد وييسر لنا التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة .


      الوهاب
        ورد في القرآن (3) مرات.
      "قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " (ص35) .

      المعنى : كثير العطاء والجود ، لا تنفد خزائنه ، ولا ينقص فضله ، يجود بالخير والنعمة والبركة على من يشاء من عباده ، فهو المنان المعطي بلا سبب ولا حدود ، وهبته خالية من العوض والغرض .

      من الحياة :

      1- لنرض بما وهبه لنا الله ، ونكون قانعين بما قسمه لنا .

      2- أن لا ينقطع رجاؤنا ودعاؤنا لله عز وجل ، وأن لا نجعل اليأس يدخل إلى قلوبنا .

      3- أن نشتاق دائما إلى الله وإلى لذة لقائه والنظر إلى وجهه الكريم ، لأن من حرم هذا الإحساس كان كالأجير السوء الذي لا يعمل إلا بأجرة طمع فيها .

       

      القهار
        ورد في القرآن (6) مرات . "سبحانه هو الواحد القهار " (الزمر 4) .

      المعنى : الذي يقهر خلقه بسلطانه وقدرته ، فكل ما سواه مغلوب على أمره مقهور بسلطانه وجبروته وكبريائه ، وهو أيضا الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة ، وقهر الخلق كلهم بالموت .

      من الحياة :

      1- عندما ندرك أن الله تعالى قهر عباده جميعا بالموت ، نعلم أن حياتنا منتهية فلنعمل من أجل الحياة لما بعد الموت .

      2- أن السبيل الأمثل لقهر سلطان الغضب والشهوة عن طريق الانشغال بالذكر والإكثار من أعمال البر والطاعات ، فمن قهر شهوات نفسه فقد قهر الشيطان .

      3- ولنعلم أن الواحد القهار إذا أسلمنا له فيما يريد كفانا ما نريد ، فلا بد للاستسلام له ولأوامره



      الغفار
        ورد في القرآن (5) مرات "رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار" (ص/66) .

      المعنى : كثير المغفرة لعباده ، يستر المعاصي التي يرتكبونها ويغفرها لهم كلما لحقتهم الندامة على فعلها ، فقد كتب سبحانه على نفسه أن يغفر للمستغفرين بعظيم مغفرته وكثير فضله وإحسانه .

      من الحياة :

      1- ألا يتسرب اليأس إلى أنفسنا أو نقنط إذا ما أخطأنا ، لأن مغفرته سبحانه أعظم من ذنوبنا . وأن نعلم أن من فضله سبحانه أنه يبدل سيئاتنا حسنات ، إذا تبنا توبة نصوحا .

      2- ألا نسرف في الخطايا والمعاصي بحجة أن الله غفور رحيم ، فالمغفرة فقط للتائبين الأوابين .

      3- لنصفي أكدار قلوبنا من الأمراض التي يعلمها وحده سبحانه فهو لا يخفى عليه خافية .

      4- أن نستر على الآخرين ، وألا نجاهر بالمعصية ، وأن نتخلق بخلق الحياء في السر والعلانية .


      المصور
        ورد في القرآن مرة واحدة.
      "هوالله الخالق البارىء المصور" (الحشر/ 24) .
      المعنى : هو المبدع للصور ، فهو الذي يصور كل واحد من الأشخاص بصورته الخاصة ، وهو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة وهيئات متباينة من الطول والقصر والحسن والقبيح والذكورة والأنوثة ، وهو الذي صورنا في الأرحام أطوارا .

      من الحياة :

      1- لنعلم أن التعامل مع الآخرين لا يعتمد على جمال الشكل والصورة فقط لأننا جميعا مخلوقات صورنا الله عز وجل بل يضاف إليها حسن الخلق واستقامة السلوك .

      2- ليس من الأخلاق الإسلامية الاستهزاء والسخرية بصور الآخرين ، فكلنا أخوة وكلنا نعمل لغاية عظيمة .

       


      البارئ
        ورد في القرآن (3) مرات "فتوبوا إلى بارئكم " (البقرة / 54) .

      المعنى : أي الذي خلق الخلق واستحدثهم من العدم المطلق ، وخلقهم صالحين ومناسبين للمهمة والغاية التي خلقوا من أجلها .

      من الحياة :

      1- لا يوجد مخلوق على وجه الأرض إلا خلقه الله مناسبا لمهمته وغايته ، حتى تلك المخلوقات التي تعتقد أنها تمثل شرا للإنسان خلقت مناسبة للوظيفة التي تقوم بها على وجه الأرض .

      2- أن أوظف حواسي ومواهبي وطاقتي للعبادة ولخدمة هذا الدين ، لأن الله رزقني كل هذا مناسبا للوظيفة التي أقوم بها .

       

      الخالق
        ورد في القرآن (11) مرة "فتبارك الله أحسن الخالقين " (المؤمنون /14)

      المعنى : الخلق يراد به الإيجاد والإبداع تارة والتقدير تارة أخرى . والخالق هو الفاطر وهو الموجد المبدع على غير مثال سبق ؟

      من الحياة :

      1- لندرك حقيقة ثابتة أننا لم نخلق عبثا وإنما لغاية وهدف ، لذلك علينا أن نستغل فترة حياتنا الدنيا بالطاعة والعبادة .

      2- لنتأمل خلق الله الصغير والكبير ، الطويل والقصير ، الإنسان والبهيم ، الدابة والطائر والحيوان . لندرك معنى الإبداع في الخلق ، فالتأمل عبادة العلماء .



      المتكبر
        ورد في القرآن مرة واحدة "العزيز الجبار المتكبر" (الحشر/ 23) .
      المعنى : الذي تكبر بربوبيته فلا شيء من صفات الخلق مثله ، وهو المتكبر سبحانه على كل سوء . وهو الذي له الكبرياء والسلطان والعظمة في السماوات والأرض .

      من الحياة :

      1- ما أجمل خشوعنا وخضوعنا لرب كبير متكبر ، فلا نكون من المتكبرين الذين يرفضون الانقياد لأوامره وعبادته لأن نهايتهم إلى الهلاك ، فالكبر كان من أسباب طرد إبليس من رحمة الله .

      2- لا نترفع ولا نتكبر عن طلب العلم والسؤال عنه والجلوس بين يدي العلماء ، ولكن لنتكبر ونترفع عن الشهوات والمعاصي .   المصدر

      مع الله

       
    • وأحسن إليك وجزاك الله خير الجزاء يا غالية  لا حرمني الله من مرورك الكريم 
    • " وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون "
      أي: قال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم: هل يكلمنا الله, كما كلم الرسل.
      " أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ " , يعنون آيات الاقتراح, التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة, وآرائهم الكاسدة, التي تجرأوا بها على الخالق, واستكبروا على رسله كقولهم.
      " لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً " , " يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ " الآية.
      " لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا " الآيات.
      وقوله " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا " الآيات.
      فهذا دأبهم مع رسلهم, يطلبون آيات التعنت, لا آيات الاسترشاد, ولم يكن قصدهم تبين الحق.
      فإن الرسل, قد جاءوا من الآيات, بما يؤمن كل مثله البشر, ولهذا قال تعالى " قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " .
      فكل موقن, فقد عرف من آيات الله الباهرة, وبراهينه الظاهرة, ما حصل له به اليقين, واندفع عنه كل شك وريب.


      " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم "
      ثم ذكر تعالى بعض آية موجزة مختصرة جامعة للآيات الدالة على صدقه صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به فقال: " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا " فهذا مشتمل على الآيات التي جاء بها, وهي ترجع إلى ثلاثة أمور: الأول, في نفس إرساله, والثاني, في سيرته وهديه ودله.
      والثالث, في معرفة ما جاء به من القرآن والسنة.
      فالأول والثاني, قد دخلا في قوله: " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ " .
      والثالث في قوله " بِالْحَقِّ " .
      وبيان الأمر الأول وهو - نفس إرساله - أنه قد علم حالة أهل الأرض قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من عبادة الأوثان والنيران, والصلبان, وتبديلهم للأديان, حتى كانوا في ظلمة من الكفر, قد عمتهم وشملتهم, إلا بقايا من أهل الكتاب, قد انقرضوا قبيل البعثة.
      وقد علم أن الله تعالى لم يخلق خلقه سدى, ولم يتركهم هملا, لأنه حكيم عليم, قدير رحيم.
      فمن حكمته ورحمته بعباده, أن أرسل إليهم هذا الرسول العظيم, يأمرهم بعبادة الرحمن وحده لا شريك له, فبمجرد رسالته يعرف العاقل صدقه, وهو آية كبيرة على أنه رسول الله.
      وأما الثاني, فمن عرف النبي صلى الله عليه وسلم معرفة تامة, وعرف سيرته وهديه قبل البعثة, ونشوءه على أكمل الخصال, ثم من بعد ذلك, قد ازدادت مكارمه وأخلاقه العظيمة الباهرة للناظرين, فمن عرفها,, وسبر أحواله, عرف أنها لا تكون إلا أخلاق الأنبياء الكاملين, لأنه تعالى جعل الأوصاف أكبر دليل على معرفة أصحابها وصدقهم وكذبهم.
      وأما الثالث, فهو معرفة ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الشرع العظيم, والقرآن الكريم, المشتمل على الإخبارات الصادقة, والأوامر الحسنة, والنهي عن كل قبيح, والمعجزات الباهرة, فجميع الآيات تدخل في هذه الثلاثة.
      قوله " بَشِيرًا " أي لمن أطاعك بالسعادة الدنيوية والأخروية.
      " وَنَذِيرًا " لمن عصاك بالشقاوة والهلاك الدنيوي والأخروي.
      " وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ " أي: لست مسئولا عنهم, إنما عليك البلاغ, وعلينا الحساب.


        " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير "
      يخبر تعالى رسوله, أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى, إلا باتباعه دينهم, لأنهم دعاة إلى الدين الذي هم عليه, ويزعمون أنه الهدى.
      فقل لهم " إِنَّ هُدَى اللَّهِ " الذي أرسلت به " هُوَ الْهُدَى " .
      وأما ما أنتم عليه, فهو الهوى بدليل قوله " وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ " .
      فهذا فيه النهي العظيم, عن اتباع أهواء اليهود والنصارى, والتشبه بهم فيما يختص به دينهم.
      والخطاب - وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فإن أمته داخلة في ذلك.
      لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب.
      كما أن العبرة بعموم اللفظ, لا بخصوص السبب.


      " الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون "
      ثم قال: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ " .
      يخبر تعالى أن الذين آتاهم الكتاب, ومن عليهم به منة مطلقة, أنهم " يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ " أي: يتبعونه حق اتباعه, والتلاوة: الاتباع.
      فيحلون حلاله, ويحرمون حرامه, ويعملون بمحكمه, ويؤمنون بمتشابهه.
      وهؤلاء هم السعداء من أهل الكتاب, الذين عرفوا نعمة الله وشكروها, وآمنوا بكل الرسل, ولم يفرقوا بين أحد منهم.
      فهؤلاء, هم المؤمنون حقا, لا من قال منهم " نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه " .
      ولهذا توعدهم بقوله " وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " وقد تقدم تفسير الآية التي بعدها.


      " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين "
      يخبر تعالى, عن عبده وخليله, إبراهيم عليه السلام, المتفق على إمامته وجلالته, الذي كل من طوائف أهل الكتاب تدعيه, بل وكذلك المشركون: أن الله ابتلاه وامتحنه بكلمات, أي: بأوامر ونواهي, كما هي عادة الله في ابتلائه لعباده, ليتبين الكاذب الذي لا يثبت عند الابتلاء, والامتحان من الصادق, الذي ترتفع درجته, ويزيد قدره, ويزكو عمله, ويخلص ذهبه.
      وكان من أجلهم في هذا المقام, الخليل عليه السلام.
      فأتم ما ابتلاه الله به, وأكمله ووفاه, فشكر الله له ذلك, ولم يزل الله شكورا فقال: " إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا " أي: يقتدون بك في الهدى, ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية, ويحصل لك الثناء الدائم, والأجر الجزيل, والتعظيم من كل أحد.
      وهذه - لعمر الله - أفضل درجة, تنافس فيها المتنافسون, وأعلى مقام, شمر إليه العاملون, وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم, من كل صديق متبع لهم, داع إلى الله وإلى سبيله.
      فلما اغتبط إبراهيم بهذا المقام, وأدرك هذا, طلب ذلك لذريته, لتعلو درجته ودرجة ذريته.
      وهذا أيضا من إمامته, ونصحه لعباد الله, ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون.
      فلله عظمة هذه الهمم العالية, والمقامات السامية.
      فأجابه الرحيم اللطيف, وأخبر بالمانع من نيل هذا المقام فقال: " لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " أي: لا ينال الإمامة في الدين, من ظلم نفسه وضرها, وحط قدرها, لمنافاة الظلم لهذا المقام, فإنه مقام, آلته الصبر واليقين.
      ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة, والأخلأق الجميلة, والشمائل السديدة, والمحبة التامة, والخشية والإنابة.
      فأين الظلم وهذا المقام؟ ودل مفهوم الآية, أن غير الظالم, سينال الإمامة, ولكن مع إتيانه بأسبابها.


      " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود "
      ثم ذكر تعالى, أنموذجا باقيا دالا على إمامة إبراهيم, وهو: هذا البيت الحرام الذي جعل قصده, ركنا من أركان الإسلام, حاطا للذنوب والآثام.
      وفيه من آثار الخليل وذريته, ما عرف به إمامته, وتذكرت به حالته فقال: " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ " أي: مرجعا يثوبون إليه, لحصول منافعهم الدينية والدنيوية, يترددون إليه, ولا يقضون منه وطرا.
      وجعله " أَمْنًا " يأمن به كل أحد, حتى الوحش, وحتى الجمادات كالأشجار.
      ولهذا كانوا في الجاهلية - على شركهم - يحترمونه أشد الاحترام, ويجد أحدهم قاتل أبيه في الحرم, فلا يهيجه.
      فلما جاء الإسلام, زاده حرمة وتعظيما, وتشريفا وتكريما.
      " وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " يحتمل أن يكون المراد بذلك, المقام المعروف الذي قد جعل الآن, مقابل باب الكعبة.
      وأن المراد بهذا, ركعتا الطواف, يستحب أن تكونا خلف مقام إبراهيم, وعليه جمهور المفسرين.
      ويحتمل أن يكون المقام مفردا مضافا, فيعم جميع مقامات إبراهيم في الحج.
      وهي المشاعر كلها, من الطواف, والسعي, والوقوف بعرفة, ومزدلفة ورمي الجمار والنحر, وغير ذلك من أفعال الحج.
      فيكون معنى قوله: " مُصَلًّى " أي: معبدا, أي: اقتدوا به في شعائر الحج.
      ولعل هذا المعنى أولى, لدخول المعنى الأول فيه, واحتمال اللفظ له.
      " وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ " أي: أوحينا إليهما, وأمرناهما بتطهير بيت الله من الشرك, والكفر والمعاصي, ومن الرجس والنحاسات, والأقذار, ليكون " لِلطَّائِفِينَ " فيه " وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " أي: المصلين.
      قدم الطواف, لاختصاصه بالمسجد الحرام.
      ثم الاعتكاف, لأن من شرطه, المسجد مطلقا.
      ثم الصلاة, مع أنها أفضل, لهذا المعنى.
      وأضاف الباري البيت إليه لفوائد.
      منها: أن ذلك يقتضي شدة اهتمام إبراهيم وإسماعيل بتطهيره, لكونه بيت الله.
      فيبذلان جهدهما, ويستغرقان وسعهما في ذلك.
      ومنها: أن الإضافة, تقتضي التشريف والإكرام.
      ففي ضمنها أمر عباده بتعظيمه وتكريمه.
      ومنها: أن هذه الإضافة, هي السبب الجالب للقلوب إليه.
      أي: وإذ دعا إبراهيم لهذا البيت, أن يجعله الله بلدا آمنا, ويرزق أهله من أنواع الثمرات.


      " وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير "
      ثم قيد عليه السلام هذا الدعاء للمؤمنين, تأدبا مع الله, إذ كان دعاؤه الأول, فيه الإطلاق, فجاء الجواب فيه مقيدا بغير الظالم.
      فلما دعا لهم بالرزق, وقيده بالمؤمن, وكان رزق الله شاملا للمؤمن والكافر, والعاصي والطائع, قال تعالى: " وَمَنْ كَفَرَ " أي: أرزقهم كلهم, مسلمهم وكافرهم.
      أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله, ثم ينتقل منه إلى نعيم الجنة.
      وأما الكافر, فيتمتع فيها قليلا " ثُمَّ أَضْطَرُّهُ " أي: ألجئه وأخرجه مكرها " إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " .


      " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم "
      أي: واذكر إبراهيم وإسماعيل, في حالة رفعهما القواعد من البيت.
      الأساس, واستمرارهما على هذا العمل العظيم.
      وكيف كانت حالهما من الخوف والرجاء, حتى إنهما - مع هذا العمل - دعوا الله أن يتقبل منهما عملهما, حتى يجعل فيه النفع العميم.


      " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم "
      ودعوا لأنفسهما, وذريتهما بالإسلام, الذي حقيقته, خضوع القلب, وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح.
      " وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا " أي: علمناها على وجه الإرادة والمشاهدة, ليكون أبلغ.
      يحتمل أن يكون المراد بالمناسك: أعمال الحج كلها, كما يدل عليه السياق والمقام.
      ويحتمل أن يكون المراد: ما هو أعظم من ذلك, وهو الدين كله, والعبادات كلها, كما يدل عليه عموم اللفظ, لأن النسك: التعبد, ولكن غلب على متعبدات الحج, تغليبا عرفيا.
      فيكون حاصل دعائهما, يرجع إلى التوفيق للعلم النافع, والعمل الصالح.
      ولما كان العبد - مهما كان - لا بد أن يعتريه التقصير, ويحتاج إلى التوبة قالا: " وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

        " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم "
      " رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ " أي: في ذريتنا " رَسُولًا مِنْهُمْ " ليكون أرفع لدرجتهما, ولينقادوا له, وليعرفوه حقيقة المعرفة.
      " يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ " لفظا, وحفظا, وتحفيظا " وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ " معنى.
      " وَيُزَكِّيهِمْ " بالتربية على الأعمال الصالحة والتبري من الأعمال الردية, التي لا تزكي النفس معها.
      " إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ " أي: القاهر لكل شيء, الذي لا يمتنع على قوته, شيء.
      " الْحَكِيمُ " الذي يضع الأشياء مواضعها.
      فبعزتك وحكمتك, ابعث فيهم هذا الرسول.
      فاستجاب الله لهما, فبعث الله هذا الرسول الكريم, الذي رحم الله به ذريتهما خاصة, وسائر الخلق عامة.
      ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " أنا دعوة أبي إبراهيم " .


      " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين "
      ولما عظم الله إبراهيم هذا التعظيم, وأخبر عن صفاته الكاملة قال تعالى: " وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .
      أي: ما يرغب " عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ " بعد ما عرف من فضله 4 " إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ " أي: جهلها وامتهنها, ورضي لها بالدون, وباعها بصفقة المغبون كما أنه لا أرشد وأكمل, ممن رغب في ملة إبراهيم.
      ثم أخبر عن حالته في الدنيا والآخرة فقال: " وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا " أي: اخترناه ووفقناه للأعمال, التي صار بها, من المصطفين الأخيار.
      " وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ " الذين لهم, أعلى الدرجات.


      " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين "
      " إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ " امتثالا لربه " أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " .
      إخلاصا وتوحيدا, ومحبة, وإنابة فكان التوحيد لله نعته.
      ثم ورثه في ذريته, ووصاهم به, وجعلها كلمة باقية في عقبه, وتوارثت فيهم, حتى وصلت ليعقوب فوصى بها بنيه.


      " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
      فأنتم - يا بني يعقوب - قد وصاكم أبوكم بالخصوص, فيجب عليكم كمال الانقياد, واتباع خاتم الأنبياء قال: " يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ " أي: اختاره وتخيره لكم, رحمة بكم, وإحسانا إليكم, فقوموا به, واتصفوا بشرائعه, وانصبغوا بأخلاقه, حتى تستمروا على ذلك فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه, لأن من عاش على شيء, مات عليه, ومن مات على شيء, بعث عليه.


      " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون "
      ولما كان اليهود يزعمون أنهم على ملة إبراهيم, ومن بعده يعقوب, قال تعالى منكرا عليهم: " أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ " أي: حضورا " إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ " .أي: مقدماته وأسبابه.
      فقال لبنيه على وجه الاختبار, ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به.
      " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي " فأجابوه بما قرت به عينه فقالوا: " نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا " .
      فلا, نشرك به شيئا, ولا نعدل به.
      " وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " فجمعوا بين التوحيد والعمل.
      ومن المعلوم أنهم لم يحضروا يعقوب, لأنهم لم يوجدوا بعد.
      فإذا لم يحضروا, فقد أخبر الله عنه أنه وصى بنيه بالحنيفية, لا باليهودية.


      " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون "
      ثم قال تعالى: " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ " أي: مضت " لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ " أي: كل له عمله, وكل سيجازى بما فعله, لا يؤاخذ أحد بذنب أحد ولا ينفع أحدا إلا إيمانه وتقواه.
      فاشتغالكم به وادعاؤكم, أنكم على ملتهم, والرضا بمجرد القول, أمر فارغ لا حقيقة له.
      بل الواجب عليكم, أن تنظروا حالتكم التي أنتم عليها, هل تصلح للنجاة أم لا


      " وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين "
      أي: دعا كل من اليهود والنصارى المسلمين إلى الدخول في دينهم, زاعمين أنهم هم المهتدون وغيرهم ضال.
      قال له مجيبا جوابا شافيا " بَلْ " نتبع " مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا " أي: مقبلا على الله, معرضا عما سواه, قائما بالتوحيد, تاركا للشرك والتنديد.
      فهذا الذي في اتباعه الهداية, وفي الإعراض عن ملته, الكفر والغواية.


      " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون "
      هذه الآية الكريمة, قد اشتملت على جميع ما يجب الإيمان به.
      واعلم أن الإيمان الذي هو تصديق القلب التام, بهذه الأصول, وإقراره المتضمن لأعمال القلوب والجوارح.
      وهو - بهذا الاعتبار - يدخل فيه الإسلام, وتدخل فيه الأعمال الصالحة كلها.
      فهي من الإيمان, وأثر من آثاره.
      فحيث أطلق الإيمان, دخل فيه ما ذكر.
      وكذلك الإسلام, إذا أطلق دخل فيه الإيمان.
      فإذا قرن بينهما, كان الإيمان اسما لما في القلب من الإقرار والتصديق.
      والإسلام, اسما للأعمال الظاهرة.
      وكذلك إذا جمع بين الإيمان والأعمال الصالحة.
      فقوله تعالى: " قُولُوا " أي: بألسنتكم, متواطئة عليها قلوبكم.
      وهذا هو القول التام, المترتب عليه الثواب والجزاء.
      فكما أن النطق باللسان, بدون اعتقاد القلب, نفاق وكفر.
      فالقول الخالي من العمل عمل القلب, عديم التأثير, قليل الفائدة, وإن كان العبد يؤجر عليه, إذا كان حيرا ومعه أصل الإيمان.
      لكن فرق بين القول المجرد, والمقترن به عمل القلب.
      وفي قوله " قُولُوا " إشارة إلى الإعلان بالعقيدة, والصدع بها, والدعوة لها, إذ هي أصل الدين وأساسه.
      وفي قوله: " آمَنَّا " ونحوه, مما فيه صدور الفعل, منسوبا إلى جميع الأمة, إشارة إلى أنه يجب على الأمة, الاعتصام بحبل الله جميعا, والحث على الائتلاف حتى يكون داعيهم واحدا, وعملهم متحدا, وفي ضمنه النهي عن الافتراق.
      وفيه: أن المؤمنين كالجسد الواحد.
      وفي قوله: " قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ " إلخ دلالة على جواز إضافة الإنسان إلى نفسه الإيمان, على وجه التقييد, بل على وجوب ذلك.
      بخلاف قوله " أنا مؤمن " ونحوه, فإنه لا يقال إلا مقرونا بالاستثناء بالمشيئة, لما فيه من تزكية النفس, والشهادة على نفسه بالإيمان.
      فقوله: " آمَنَّا بِاللَّهِ " أي: بأنه واجب الوجود, واحد أحد, متصف بكل صفة كمال, منزه عن كل نقص وعيب, مستحق لإفراده بالعبادة كلها, وعدم الإشراك به في شيء منها, بوجه من الوجوه.
      " وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا " يشمل القرآن والسنة لقوله تعالى: " وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ " فيدخل فيه الإيمان بما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله, من صفات الباري, وصفات رسله, واليوم الآخر, والغيوب الماضية والمستقبلة, والإيمان بما تضمنه ذلك من الأحكام الأمرية الشرعية, وأحكام الجزاء وغير ذلك.
      " وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ " إلى آخر الآية.
      فيه الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء.
      والإيمان بالأنبياء عموما وخصوصا, ما نص عليه في الآية, لشرفهم ولإتيانهم بالشرائع الكبار.
      فالواجب في الإيمان بالأنبياء والكتب, أن يؤمن بهم على وجه العموم والشمول.
      ثم ما عرف منهم بالتفصيل, وجب الإيمان به مفصلا.
      وقوله: " لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ " أي: بل نؤمن بهم كلهم.
      هذه خاصية المسلمين, التي انفردوا بها عن كل من يدعي أنه على دين.
      فاليهود والنصارى والصابئون وغيرهم - وإن زعموا أنهم يؤمنون بما يؤمنون به من الرسل والكتب - فإنهم يكفرون بغيره.
      فيفرقون بين الرسل والكتب, بعضها يؤمنون به وبعضها يكفرون به.
      وينقض تكذيبهم تصديقهم.
      فإن الرسول الذي زعموا, أنهم قد آمنوا به, قد صدق سائر الرسل وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم.
      فإذا كذبوا محمدا, فقد كذبوا رسولهم فيما أخبرهم به, فيكون كفرا برسولهم.
      وفي قوله: " وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ " دلالة على أن عطية الدين, هي العطية الحقيقية المتصلة بالسعادة الدنيوية والأخروية.
      لم يأمرنا أن نؤمن بما أوتي الأنبياء من الملك والمال ونحو ذلك.
      بل أمرنا أن نؤمن بما أعطوا من الكتب والشرائع.
      وفيه أن الأنبياء مبلغون عن الله, ووسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه, ليس لهم من الأمر شيء.
      وفي قوله: " مِنْ رَبِّهِمْ " إشارة إلى أنه من كمال ربوبيته لعباده, أن ينزل عليهم الكتب, ويرسل إليهم الرسل, فلا تقتضي ربوبيته, تركهم سدى ولا هملا.
      وإذا كان ما أوتي النبيون, إنما هو من ربهم, ففيه الفرق بين الأنبياء وبين من يدعي النبوة, وأنه يحصل الفرق بينهم بمجرد معرفة ما يدعون إليه.
      فالرسل لا يدعون إلا إلى الخير, ولا ينهون إلا عن كل شر.
      وكل واحد منهم, يصدق الآخر, ويشهد له بالحق, من غير تخالف ولا تناقض لكونه من عند ربهم " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " .
      وهذا بخلاف من ادعى النبوة, فلا بد أن يتناقضوا في أخبارهم وأوامرهم ونواهيهم, كما يعلم ذلك من سبر أحوال الجميع, وعرف ما يدعون إليه.
      فلما بين تعالى جميع ما يؤمن به, عموما وخصوصا, وكان القول لا يغني عن العمل قال: " وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " أي: خاضعون لعظمته, منقادون لعبادته, بباطننا وظاهرنا, مخلصون له العبادة.
      بدليل تقديم المعمول, وهو " لَهُ " على العامل وهو " مُسْلِمُونَ " .
      فقد اشتملت هذه الآية الكريمة - على إيجازها واختصارها - على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية, وتوحيد الألوهية, وتوحيد الأسماء والصفات.
      واشتملت على الإيمان بجميع الرسل, وجميع الكتب.
      وعلى التخصيص الدال على الفضل, بعد التعميم.
      وعلى التصديق بالقلب واللسان والجوارح والإخلاص لله في ذلك.
      وعلى الفرق بين الرسل الصادقين, ومن ادعى النبوة من الكاذبين.
      وعلى تعليم الباري عباده, كيف يقولون, ورحمته وإحسانه عليهم بالنعم الدينية المتصلة بسعادة الدنيا والآخرة.
      فسبحان من جعل كتابه تبيانا لكل شيء, وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.


      " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم "
      أي: فإن آمن أهل الكتاب بمثل ما آمنتم به - يا معشر المؤمنين - من جميع الرسل, وجميع الكتب, الذين أول من دخل فيهم, وأولى خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن, وأسلموا لله وحده, ولم يفرقوا بين أحد من الرسل " فَقَدِ اهْتَدَوْا " للصراط المستقيم, الموصل لجنات النعيم.
      أي: فلا سبيل لهم إلى الهداية, إلا بهذا الإيمان.
      ولا كما زعموا بقولهم " كونوا هودا أو نصارى تهتدوا " .
      فزعموا أن الهداية, خاصة بما كانوا عليه.
      و " الهدى " هو العلم بالحق, والعمل به, وصده, الضلال عن العلم, والضلال عن العمل بعد العلم, وهو الشقاق الذي كانوا عليه, لما تولوا وأعرضوا.
      فالمشاق, هو الذي يكون في شق والله ورسوله, في شق.
      ويلزم من المشاقة, المحادة, والعداوة البليغة, التي من لوازمها, بذل ما يقدرون عليه من أذية الرسول.
      فلهذا وعد الله رسوله, أن يكفيه إياهم, لأنه السميع لجميع الأصوات, باختلاف اللغات, على تفنن الحاجات, العليم بما بين أيديهم وما خلفهم, بالغيب والشهادة, بالظواهر والبواطن.
      فإذا كان كذلك, كفاك الله شرهم.
      وقد أنجز الله لرسوله وعده, وسلطه عليهم, حتى قتل بعضهم, وسبى بعضهم, وأجلى بعضهم, وشردهم كل مشرد.
      ففيه معجزة من معجزات القرآن, وهو الإخبار بالشيء قبل وقوعه, فوقع طبق ما أخبر.


      " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون "
      أي: الزموا صبغة الله, وهو دينه, وقوموا به قياما تاما, بجميع أعماله الظاهرة والباطنة, وجميع عقائده في جميع الأوقات, حتى يكون لكم صبغة, وصفة من صفاتكم.
      فإذا كان صفة من صفاتكم, أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامره, طوعا واختيارا ومحبة, وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة, فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية, لحث الدين على مكارم الأخلاق, ومحاسن الأعمال, ومعالي الأمور.
      فلهذا قال - على سبيل التعجب المتقرر للعقول الزكية-: " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً " أي: لا أحسن صبغة من صبغته.
      وإذا أردت أن تعرف نموذجا يبين لك الفرق بين صبغة الله وبين غيرها من الصبغ, فقس الشيء بضده.
      فكيف ترى في عبد آمن بربه إيمانا صحيحا, أثر معه خضوع القلب وانقياد الجوارح.
      فلم يزال يتحلى بكل وصف حسن, وفعل جميل, وخلق كامل, ونعت جليل.
      ويتخلى من كل وصف قبيح, ورذيلة وعيب.
      فوصفه, الصدق في قوله وفعله, والصبر والحلم, والعفة, والشجاعة, والإحسان القولي والفعلي, ومحبة الله وخشيته, وخوفه, ورجاؤه.
      فحاله الإخلاص للمعبود, والإحسان لعبيده.
      فقسه بعبد كفر بربه, وشرد عنه, وأقبل على غيره من المخلوقين.
      فاتصف بالصفات القبيحة, من الكفر, والشرك والكذب, والخيانة, المكر, والخداع, وعدم العفة, والإساءة إلى الخلق, في أقواله, وأفعاله.
      فلا إخلاص للمعبود, ولا إحسان إلى عبيده.
      فإنه يظهر لك الفرق العظيم بينهما, ويتبين لك أنه لا أحسن من صبغة الله, وفي ضمنه أنه لا أقبح صبغة ممن انصبغ بغير دينه.
      وفي قوله: " وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ " بيان لهذه الصبغة, وهي القيام بهذين الأصلين, الإخلاص والمتابعة, لأن " العبادة " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه, من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة.
      ولا تكون كذلك, حتى يشرعها الله على لسان رسوله.
      والإخلاص أن يقصد العبد وجه الله وحده, في تلك الأعمال.
      فتقديم المعمول, يؤذن بالحصر.
      وقال: " وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ " فوصفهم باسم الفاعل الدال على الثبوت والاستقرار, ليدل على اتصافهم بذلك.
       
    • تذكرة قيمة نافعة يا غالية أحسن الله إليك وجزاك خيرا 
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182634
    • إجمالي المشاركات
      2536456
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93297
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×