اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. ساحة القرآن الكريم العامة

      مواضيع عامة تتعلق بالقرآن الكريم

      المشرفات: **راضية**
      58035
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9071
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      المشرفات: **راضية**
      180648
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259998
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23503
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8332
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32136
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25482
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30262
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53093
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21008
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97014
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36840
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15482
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12927
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41316
      مشاركات
    2. 33886
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32206
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. 65624
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      المشرفات: خُـزَامَى
      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38480 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • ما الفرق بين اليقين وبين الثقة؟

      [ انظر: مدارج السالكين] :
      الثقة في حقيقتها: هي أمن العبد من فَوت المقدور، وانتقاض المسطور، فيظفر بِرَوْح الرضا، أو بعين اليقين، أو يلجأ إلى الصبر كما قال ذلك شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى:'وذلك: أن من تحقق بمعرفة الله، وأن ما قضاه الله، فلا مرد له البتة؛ أَمِنَ من فَوْت نصيبه الذي قسمه الله له، وأَمِنَ أيضاً من نقصان ما كتبه الله وسطره في الكتاب المسطور، فيظفر بِرَوْح الرضا، أي: براحته، ولذته، ونعيمه؛ لأن صاحب الرضا في راحة ولذة وسرور'- إلى أن يقول-:'فإن لم يقدر العبد على رَوْح الرضا؛ ظفر بعين اليقين، وهو قوة الإيمان ومباشرته للقلب، فيكون التسليم لأحكامه الشرعية وأحكامه الكونية'.

      وخلاصة ذلك أن يقال:
      الفرق بين الثقة وبين اليقين:

      أن اليقين إذا وُجد في القلب؛ وُجدت الثقة فيه، فإذا تيقن العبد أن هذه الشريعة مثلاً من عند الله عز وجل؛ فإنه يطمئن إلى أحكامها، وأنه لاحيف فيها، ولا نقص ولا هضم لحق أحد، إذا علمت المرأة أن هذه الشريعة من عند الله عز وجل؛ فهي تعلم أن إعطائها نصف الميراث أنه حق، وأنه كمال العدل والإنصاف، وأنه لا ظلم فيه ولا غلط ولا شطط؛ فوُجدت الثقة، فيثق العبد بأحكام الله عز وجل الشرعية، وإذا وُجد اليقين في قلب العبد؛ وُجدت الثقة أيضاً في قلبه في أحكام الله عز وجل الكونية والقدرية، فإذا رأى مبتلى فإنه لا يقول: فلان ما يستاهل، فلان ما يستحق هذا البلاء الذي نزل به . لا يقول: لماذا أنا يا رب؟ لماذا تقع المصائب والكوارث والمحن على أهل الإيمان، والكفار ينعمون بهذه النعم التي تُغْدَق عليهم صباح ومساء؟ وإنما يثق بأن الله عز وجل حكمٌ عدلٌ، وأنه تبارك وتعالى يُعطى ويمنع لحكمة بالغة يعلمها جل جلاله، فالثقة توجد إذا وُجِدَ اليقين في القلب، ولذلك لا ثقة من غير يقين.



      الفرق بين الخشوع وبين الضراعة:
      فكذلك بينهما تقارب،
      وقد قيل: أكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح في الظاهر، وإن كان أيضاً يرتبط بالقلب بلا شك،
      وأما الضراعة: فأكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب،
      وأصل الضراعة في كلام العرب: الذل والخضوع . وبهذا نعرف أنها معان متقاربة .



      الفرق بين الخشوع وبين الخضوع

      الفرق بين الخشوع وبين الخضوع: فبينهما تقارب أيضاًَ،
      وقد قيل:
      أن الخضوع: بالبدن، يقال:فلان خضع لفلان، وإن كان قلبه لم يخضع له، فالخضوع في البدن وهو الإقرار بالاستخذاء، فيستسلم لمن خضع له.
      وأما الخشوع: فيكون في القلب، والبدن، والصوت، والبصر، فيظهر هذا على بصره وجوارحه،
      فأصل الخضوع: هو الذل والانقياد، فإذا قيل خضوع القلب فهو:ذل القلب، وإذا قيل 'خضوع البدن ' فهو انقياده واستسلامه .



      ما الفرق بين العلم وبين اليقين؟
        [انظر: بصائر ذوى التمييز [5/397]
      فالعلم قد لا يحمل صاحبه على العمل والامتثال، وقد لا يصير العبد بهذا العلم بمنزلة المشاهِد للحقائق الغيبية، فقد يعلم باليوم الآخر، ولكن هذا العلم قد يضعف في قلبه، وقد تعتريه في بعض الأحيان بعض الشكوك، وبعض الشبهات، فتؤثر عليه. وأما إذا كان اليقين مستقراً في القلب، فلا طريق للشُبه، ولا طريق للأمور المشككة، وإنما هو اعتقاد جازم راسخ، لا يقبل التشكيك بحال من الأحوال، ولهذا يقولون:'العلم يعارضه الشكوك واليقين لا شك فيه'.

      ونحن نعلم في الجملة: أن العلم يتفاوت كما أن الإيمان يتفاوت، فعلمك بخبر المُخْبِر أن فلاناً قد قدم من سفره إذا كان هذا المُخْبِر ثقة، فإن هذا يورث علماً في القلب، فإذا جاءك آخر ممن تثق به وأخبرك أن فلاناً قد قدم من السفر، فإن هذا العلم قد ازداد مع أن العلم حصل من أول مرة، ثم إذا صادفت العشرات وأخبروك أن فلاناً قد قدم من السفر، فإن ذلك يصير راسخاً قد لا يقبل التشكيك بحال من الأحوال. أما خبر المُخبر الأول -مع أنه ثقة- فإنه قد يقبل التشكيك، فلو جاءك إنسان آخر وقال: أنا أعلم أنه لم يأتِ، وأن الخبر الذي وصلك بمجيئه لا حقيقة له؛ فإن هذا يزعزع هذا المعلوم، أما إذا وصل هذا العلم في قلبك إلى مرتبة اليقين فإنه لا يقبل التشكيك...فهذا فرق بين العلم واليقين.
      ومُحَصِّلَتُه: أن العلم على درجات، فمن أعلى درجات العلم، ومن أكملها، وأرفعها، وأقواها، وأثبتها درجة اليقين، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة، أعني: أن العلم يتفاوت كما أن الإيمان يتفاوت.

      معرفة الله  
    • من نعم الله العظيمة على عباده نعمة المال

      قال تعالى
      ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
      [الكهف: 46]

      وقد نظّم الإسلام العلاقات المالية، وسَنّ القوانين والتشريعات، وحدّد الحقوق والواجبات، ووجه الأنظار إلى حقيقة المال والمتاع، وكيف يُستخدم وما هي أغراضه؟
      قال تعالى
      ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
      [التغابن:15]

      وقال تعالى
      ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾
      [الفجر:20]

      وقال -صلى الله عليه وسلم
      «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ»

      وقال تعالى
      ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾
      [آل عمران: 14]

      فالمال نعمة من الله قد يبتلي به من شاء من خلقه ليرى من يشكر ومن يكفر، فهو من الفتن العظيمة التي يُبتلى بها المؤمن، والقليل من الناس من يصبر عليها، عن عياض بن حمار رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وإن فتنة أمتي الْمالُ».
      فالأموال في أيدي الناس فتنة، جعلها الله تعالى فتنة للعباد، فتنة في كل حوالها وبكل ألوانها، سواء في تحصيلها أوفي تمويلها أو في إنفاقها.
      وقد جُبلت النفوس على حب المال،
      قال تعالى
      ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾
      [الفجر20]

      وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».


      فأما الفتنة في تحصيله:

      فإن الله تعالى شرع لتحصيله طرقاً معينة مبنية على العدل بين الناس واستقامة معاملتهم، بحيث يكسبها الإنسان من وجه طيب ليس فيه ظلم ولا عدوان، فانقسم الناس في ذلك قسمين: قسم اتقى الله تعالى وأجمل في الطلب، واكتسبها من طريق الحلال فكانت بركة عليه إذا أنفق ومقبولة منه إذا تصدق وأجراً له إذا خلفها لورثته فهو غانم منها دنيا وأخرى. قسم لم يتق الله ولم يجمل في الطلب فصار يكتسب المال من أي طريق أتيح له من حلال أو حرام من عدل أو ظلم لا يبالي بما اكتسب فالحلال عنده ما حل بيده، فهذا المال الذي اكتسبه من طريق محرم إن أنفقه لم يبارك له فيه وإن تصدق به لم يقبل منه وإن خلفه بعده كان زادا له إلى النار، لغيره غنمه وعليه إثمه وغرمه. [[[فهذه فتنة المال في تحصيله]]].


      وأما فتنة المال في تمويله فمن الناس من كان المال أكبر همه وشغل قلبه ولا نصب عينه إلا المال، إن قام فهو يفكر فيه وإن قعد فهو يفكر فيه وإن نام كانت أحلامه فيه، فالمال ملء قلبه وبصر عينه وسمع أذنه وشغل فكره يقظة ومناماً، حتى عباداته لم تسلم فهو يفكر في ماله في صلاته وفي قراءته وفي ذكره كأنما خلق المال وحده، فهو النهم الذي لا يشبع والمفتون الذي لا يقلع، ومع ذلك الهم والفتنة فلن يأتيه من الرزق إلا ما كتب له، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها. ومن الناس من عرف للمال حقه ونزله منزلته فلم يكن أكبر همه ولا مبلغ علمه، وإنما جعله في يده لا في قلبه فلم يشغله عن ذكر الله ولا عن الصلاة ولا عن القيام بشرائع الدين ولا فروضه، بل جعله وسيلة يتوسل بها إلى فعل الخيرات ونفع القرابات وذوي الحاجات، فهذا هو صاحب العيش الرغد المحصل لما كتب له في الرزق من غير تعب في قلبه ولا نكد. [[[فهذه فتنة المال في تمويله]]]

      فتنة المال في إنفاقه

      وأما الفتنة في إنفاق المال فإن الناس انقسموا إلى ثلاثة أقسام: البخيل الذي منع حق الله وحق عباده في ماله، فلم يؤد الزكاة ولم ينفق على من يجب الإنفاق عليه من الأهل والمماليك والقرابات. المسرف المفرط الذي يبذر ماله وينفقه في غير وجهه وفيما لا يحمد عليه شرعاً ولا عرفاً، فهذا من إخوان الشياطين. الذي إذا أنفق لم يسرف ولم يقتر ويبخل، فبذل الواجبات، وأكمل المستحبات، وبذل ما يُحمَدُ عليه في العادات، فهؤلاء هم عباد الرحمن﴿وَالّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾
      [الفرقان 67]

      ومن أعظم صور فتنة المال أن يكون سبباً في معصية الله وارتكاب الكبائر والمحرمات.. فقد يقتل الإنسان، ويسفك الدماء بسبب المال، وقد يؤذي إنساناً آخر، وقد يقطع الأرحام ويعق والديه بسبب المال، والأعظم من ذلك أن يبيع دينه ويوالي أعداء الأمة، ويتنازل عن قيمه ومبادئه، ويحرم نفسه الهداية والتوفيق والثبات والسير في ركب الصالحين بسبب المال.. وتأمل في حال الناس اليوم ماذا فعل المال من فتن ومصائب وكوارث في حياتنا؟ .. لقد ظهرت الصراعات وقامت الحروب بين الأفراد والدول وسُفكت الدماء ودُمرت المدن والقرى، وتشرد الإنسان، وظهرت بسبب فتنة المال وسائل الغش والتزوير والتحايل، وارتُكبت جميع المحرمات؛ كل ذلك سعياً وراء المال.. بل عُطلت فرائض الدين، وطُمست القيم، وسمعنا بالأيمان الفاجرة، وشهادة الزور، وخيانة الأمانات، والرشوة، وفسدت كثير من الأخلاق، وانتشرت الكثير الانحرافات والمنكرات، وضاعت الأخوة، واشتعلت نيران العداوة والشقاق والاختلاف والفُرقة والتقاطع والحسد..

      قال -صلى الله عليه وسلم: «فَوَ اللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ».
      والذي يتأمل في أحوال الناس في هذه الأيام، وانكبابهم على كسب هذا المال بأي وسيلة كانت سواء كان في مساهمات مشبوهة، أو معاملات فيها مخالفات شرعية كالربا، والغش، وأكل أموال الناس بالباطل وغيرها، ليتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال: أمن حلال أم من حرام»؟

      وهذا المال إن لم يستخدمه صاحبه في طاعة الله وينفقه في سبيله، كان وبالاً وحسرة عليه،
      قال تعالى
      ﴿فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾
      [التوبة: 55]

      لقد لعب الشيطان بأفكار بعض الناس فجرأهم على المعاملة المحرمة السيئة فارتكبوا محارم الله وهم يعلمون، وتجرؤوا على الإثم كأنهم لا يعقلون، ومُنَاهم الكسب وكثرة المال، فبئس ما يصنعون، لقد تجرأ كثير من الناس على الغش في معاملتهم وجعلوا الكسب من الغش والخداع مغنماً، ووالله إنه المغرم لأنه كسب حرام لا بركة فيه ولا مصلحة بل فيه مفاسد، فهو خراب للذمم، وضياع للأمانات، وخراب للعلاقات، ودمار لكل معنى جميل في حياة الناس.
      إن المتعامل بالغش مع الناس وظن انه يكسب فشطارته، فهو خاطئ، بل هو خاسر فقد أدخل على بيته وأهله ما يدمّر أساس كل بيت، ويفسد علاقة كل أسرة، ويكفيه أنه أنبت جسد أهله من حرام، فالنار أولى بهذه الأجساد التي تربت على الحرام وألفته، وخاصة إذا كانت على دراية بما يفعله ولي أمرهم، ويقرونه على فعل الحرام واكله، ليعيشوا في مستوى اجتماعي أعلى، وليركبوا سيارات أغلى.


      علاج تلك الفتنة

      لا شك أن هذه الفتنة التي حذّر منها الإسلام، سواء في آيات القرآن، او في الأحاديث النبوية، قد أوجد الإسلام لها الحل الجذري أيضا، فدين الإسلام ليس الدين الذي يصف الداء ولا يذكر الدواء، بل يحيك الإنسان بكل جوانب الموضوع ليسير على بصيرة ونور.
      وقد أتى الإسلام بالدواء الواقي، والعلاج الناجع، من هذه الفتنة، ومن ذلك: - الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ومعرفة ماله من صفات الكمال، ونعوت الجلال، فيه نجاة من هذه الفتنة، فيعلم غنى الله المطلق، وفقر العباد المطلق، فيقر بما أعطاه الله إياه،قال تعالى
      ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾
      [فاطر: 15]
      ﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ﴾
      [محمد:38]
          آيات تؤكد غنى الخالق وفقر المخلوق، أيًا كان ذلك المخلوق فهو الفقير مهما بلغت أملاكه، ومهما وصلت أرصدته، إذا أدرك ذلك فإنه يحتقر نفسه ويعظم ربه، وينجو من الفتنة. الإقرار بحقيقة مهمة وهي ((أن ما حصل عليه من مال، وما امتلكه من عقار،إنما ذلك كله من الله سبحانه وتعال
      ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾
      [النحل:53]
        ولقد ذم الله سبحانه وتعالى قارون الذي نسب المال إلى علمفقال تعالى حاكيا على لسانه
      ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾
      [القصص: 78]

      فنسبه إلى نفسه، فرد الله سبحانه وتعالى عليه قائلاً:﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾
      [القصص: 78]
            دعاء الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه وقاية من هذه الفتنة ومن الأدعية في هذا الشأن عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ومن فتنة القبر وعذاب القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى وأعوذ بك من فتنة الفقر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب)) العلم بحال سيد البشر وخير الأنبياء، فهو من هو عند الله مقاما، وبين الناس جاها، إلا أنه لم يكن أبدا حريصا على مبدأ أن يكون معه من المال الكثير، فلم يرفض المال، إنما علّم الأمة ألا يكون حرصهم عليه أن يزيد فقط، سواء بالحرام أو بالحلال، لا يهمه، فالنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى أبعد من مجرد جمع مال وكنزه، بل لابد من معرفة الهدف وكيف ينفقه فيما يفيد؟ القناعة، والرضا بعيشة الكفاف: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ». معرفة حقيقة هذا المال، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فرأى شاة ميتة شائلة برجلها فقال: «أترون هذه الشاة هينة على صاحبها قالوا نعم قال: والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» الصبر على ضيق العيش، والاقتصاد في الإنفاق، فالصبر له منزلة عظيمة في الدين، فمن توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ما ورد عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفد ما عنده قال: «ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يصبر يصبّره الله، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر». الإيمان بزوال الدنيا وما فيها، فإيمان العبد أن هذه الدنيا وهذا المال زائل لا محالة يؤدي إلى عدم التعلق الشديد بالمال وجمعه، فإذا آمن الإنسان بذلك الحساب فإن وراء الحساب جزاء، إما نعيم أو جحيم، أما النعيم ففيه صنوف من التلذذ بأنواع من المال خير من تلذذ صاحبه في الدنيا، فإذا كان على سبيل المثال صاحب المال يرغب في الدنيا بالقصور الفاخرة، فإن في الجنة قصورًا لا تدانيها قصور الدنيا، قال تعالى
      ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾
      [القصص: 60]
          الإيمان بالقضاء والقدر الذي يتمثل بعدد من المسائل: تلك النظرة العميقة تجلب للعبد السعادة الأبدية التي لا يشوبها مرض، ولا هرم، ولا موت، فلو أن أصحاب الأموال نظروا بهذا المنظار لسلموا من الفتنة، ولهان عندهم المال.
      عن عروة عن عائشة أنها قالت: إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نار فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أبياتهم فيسقيناه.
      ولما كانت هذه بعض حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شأن العيش، فلم يكن عليه الصلاة والسلام يدعو بكثرة المال، بل كان يدعو بأن يكون رزقه كفافا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم ارزق آل محمد قوتا))
      وعَنْ أُسَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينَ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ» وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ»، وقد ذم الله ورسوله عبد المال الذي إذا أعطي رضي، وإن لم يعط سخط،

      قال تعالى
      ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾
      [التوبة: 58]

      وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» أن يدرك صاحب الغنى أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، فلا يغتر بماله، فكما أن الله سبحانه أغناه، فهو سبحانه قادر على إفقاره، وإغناء غيره من الناسقال تعالى
        ﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [الرعد: 26] أن كثرة المال وسعة الرزق ليست دليلاً على الرضا بل ابتلاء من الله لصاحب المال، وفي قارون ومصيره عبرة وعظة. أن الحال الاقتصادية للإنسان لا تدوم، فربما يكون الإنسان غنيًا وقد كتب عليه في القدر أن يكون فقيرًا، وكذلك العكس ربما كان الإنسان فقيرًا وكتب عليه في القدر أن يكون غنيًا، والواقع يدل على ذلك فكم هم أرباب الملايين قد أثقلوا بالديون وأودعوا السجون. أن يعلم الإنسان أن الله سبحانه وتعالى هو الذي، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب))  
      وقد أخبر عز وجل أن المال عرض زائل ومتاع مفارَق


      قال تعالى
      ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
      [الحديد: 20]

      روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله».
      وبعض الناس يغلط، ويظن أن من رُزِق مالاً كثيراً، فإنه قد وفق، وهو دليل على محبة الله له! والأمر ليس كذلك، فإن الدنيا يعطيها الله من يحب ومن لا يحب، وقد ذكر الله هذا عن الإنسان، وأخبر أن الأمـر ليس كما ظن،
      قال تعالى
      ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ* نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ﴾
      [المؤمنون 55-56]

      وقال تعالى
      ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا﴾
      [الفجر15: 17]

      علينا جميعا أن نحمد الله جل جلاله على نعمة الاسلام والإيمان، و نشكره على ما رزقنا، ونرضى بما قسمه لنا، ونحرص دائما على الكسب الحلال وبذل المال فيما ينفع في الدنيا والآخرة، ونبتعد عن الكسب الحرام، أو تضييع المال فيما يضر، ونجتنب الشبهات مهما كانت، فكل ما نفعله سيكتب في صحيفة أعمالنا، وسنسأل عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولنعلم أن المال يُقبل ويُدبر فكم من غني صار فقيرا، وكم من فقير صار غنيا، والله جل وعلا هو المعطي و المانع.   معرفة الله
    • اعتذار
        العنوان خطأ
      الموضوع لا يخص جارى ميلر
      ولكنه خاص بفريق العمل بموقع معرفة الله
      لم استطيع تغير العنوان لانتهاء المهلة المحددة لتغيره  
    • كيف نؤمن بقدر الله
      القضاء والقدر وكيف نؤمن به مع بيان مراتب القدر الأربعة وعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الشأن، والمسلم يؤمن بالقدر خيره وشره فهو أصل من أصول الإيمان   الإيمان بالقضاء والقدر آثار طيبة على حياة المسلم في الدنيا والآخرة تجعله يطمئن إلي قضاء الله خيره وشره، الله سبحانه وتعالى قدر أقدار الخلائق منذ الأزل فلا شيء يحدث في هذا العالم إلا بتقدير الله عز وجل وكل ما في هذا الكون يخضع لمشيئته، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه علم بعض بناته : « ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن » رواه أبو داود، الإيمان بالقدر أصل من أصول الأيمان بالله ومن أنكره فقد كفر" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني محمد رسول الله بعثي بالحق ، ويؤمن بالموت ، ويؤمن بالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر ) رواه الترمذي وصححه الألباني .، فالمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره ويعتقد أن النفع والضر بيد الله وحده لا شريك له والاعتقاد الجازم بأن كل خير وشر هو بقدر الله وقضائه لا راد له فهو بتقدير الله الأزلي .   مراتب القدر     الإيمان أن الله تبارك وتعالى علم ما هو كأن وما سيكون وما لم يكن لو قدر له أن يكون لعلم كيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، يقول الله تعالي" الم ترا أن الله يعلم ما في السموات والأرض " قال تعالي وعنده مفاتح الغيب " إن الله عنده علم الساعة"
          المرتبة الثانية من مراتب القدر الكتابة وهي الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ ما سيكون إلي يوم القيامة :" ألم تعلم أن الله  يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} [الحج: 70].
          أما المرتبة الثالثة فهي الإيمان بالمشيئة وأن كل ما في السموات والأرض لا يكون شيء إلا بمشيئته الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
          الإيمان بأن الله تعالي خلق  كل شئ ، قال تعالى فتؤمن بأن الله تعالى: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السماوات والأرض} (لزمر: 62، 63).   الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الدين وأحد الأركان الأساسية للإيمان بالله عز وجل، فالمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره ويتوكل عليه ويأخذ بالأسباب التي يسرها الله تبارك وتعالى، فالإيمان بقضاء الله وقدره لا يعنى التواكل والاستسلام أو الجمود واختلاق الأعذار وعدم العمل بحجة القضاء والقدر وعليه أن يدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه فلا معقب لحكم الله عز وجل ولا رد لقضائه.
      كيف ترضى بقدر الله؟
      الرضا بقضاء الله وقدره وتعريفه وكيف يكون وموقف المسلم من المصائب والابتلاءات التي قد تصيبه في الحياة الدنيا مع بيان ثمرات الرضا بقدر الله تعالى الرضا بقدر الله من أعظم أعمال القلوب وركن أساسي من أركان الإيمان، فالمسلم يؤمن بقضاء الله تعالى وقدره خيره وشره  الذي قدر مقادير كل شئ  لذا فالواجب على المسلم أن يسلم أمره لله فى جميع الأمور فهو مولاه وخالقه ويرضى بإرادة الله فالعبد ليس له اختيار في قضاء الله وقدره ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله قد كتب أمور الخلائق ومقاديرها قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)، ويقول سبحانه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم [الحديد:22-23]، فالإيمان والرضا بقدر الله والتسليم بأن كل ما في هذا الكون يخضع لإرادة الله ومشيئته يجلب الراحة والسكينة وطمأنينة القلب عند الابتلاء بالمصائب. ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالأيمان بالقضاء والقدر والرضا به لأنه فى كل الأحوال خير للمؤمن، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء شكر ،  كان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر ، كان خيرا له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ) رواه مسلم.
        ثمرات الرضا بقدر الله       الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو النافع والضار، والمعز والمذل والرافع والخافض، والمحي والمميت والقادر علي كل شيء .
          الصبر والثبات عند لابتلاء بالمصائب والأزمات ومواجهة مصاعب الحياة ومشاقها بطمأنينة ويقين صادق أنه الخير له هو الذي قدره له الله تعالى.
          أن يرضي العبد بقدر الله تعالى يجعله يستشعر أنه في معية الله ويطمئن لحكم الله تبارك وتعالى وقضائه في الأمور كلها وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطائه لم يكن ليصيبه.
          من ثمرات الرضا بقدر الله أنه يخلص العبد من السخط على قضائه الذي يفتح باب الشك في قدر الله وحكمته والسلامة من الاعتراض علي أحكامه وتمتلئ نفسه بالرضا بقضاء الله ولا يستسلم للخوف والجزع أو القلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن عظم الجزاء من عظم البلاء ،وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي.  
        كيف أعرف أن الله راضي عني
      الرضا بالله وأهميته ورضا العبد عن الله سبحانه وتعالي وعلامات رضا الله عن العبد مع بيان ذلك من القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال أهل العلم أن مقام الرضا هو أعلى مقامات الإحسان وهو أن ترضى عن الله ويرضى الله عنك لكي نكون أهل لرضا الله عنا، نرضي بأوامره ونواهيه وحدوده وبما يقدره عليك من البلاء والمحن والمصائب وإفراده وحده بالعبادة والطاعة والبعد عن كل صور الشرك به والذنوب والمعاصى لكي يرضى الله عنك وتفوز بالجنة وتنجو من النار، قال تعالي   :" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم" (التوبة:72). لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرضا من أعلى المراتب الإيمانية وسبب لسعادة المسلم في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسا، وقال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) رواه أحمد والترمذي، فالسعادة الحقيقية كما بينها الحديث الشريف في الرضا بما قسمه الله لك وقضائه وقدره والرضا بما قدره لأن قضائه كله خير سواء عرف الإنسان أو لم يعرف.
        علامات رضا الله عن العبد   ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية التي تبين علامات رضي الله سبحانه وتعالى عن عبده ونعرف من خلالها هل الله راضٍ عنا أم لا:     الابتلاء بالمصائب والأمراض في الدنيا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى للعبد ومحبته له فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وجعلها سبباً فى تكفير الذنوب والسيئات وإذا أراد به الشر أمهل له واستدرجه حتى يوافي به يوم القيامة، والمؤمن يبتلى على قدر دينه وأشد الناس بلاء هم الأنبياء.
           من علامات رضا الله عن العبد محبة الناس له  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل فقال : إني أحب عبدي فأحبوه ، فينوه بها جبريل في حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة العرش ، فيحبه أهل السماء السابعة ، ثم سماء، حتى ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يهبط إلى الأرض ، فيحبه أهل الأرض ".
          التوفيق إلى الطاعة والأعمال الصالحة وهي أفضل علامات رضا الله عن العبد وأن يرزق الله العبد هداية التوفيق في كل ما يقوم به من أعمال ويتقرب إليه، فلا يفعل إلا ما يرضى الله جل جلاله، فينتقل العبد بهذه الهداية من طاعة إلى طاعة ومن ذكر إلى ذكر، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت"رواه الترمذي.
            من علامات رضا الله عن العبد أيضاً الابتعاد عن المحرمات والمعاصي والانشغال بالأعمال الصالحة وبذكره عز وجل، قال تعالى : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (العنكبوت:69).   معرفة الله

      يتبع
    • دكتور جاري ميلر   د. جاري ميلر (تسمى بعد إسلامه بـ عبد الأحد عمر)، يرينا هنا كيف أنه يمكن تأسيس الإيمان عن طريق بناء معايير للحقيقة.
      وهو متخصص في المنطق الرياضي والأديان، كان نشطا في مجال التبشير، ولكنه اكتشف خللا واضحا في الكتاب المقدس، وفي عام 1978 قرأ القرآن متوقعا نفس النوعية من الأخطاء والحقائق، ثم درس اللغة العربية لكي يستطيع فهم القرآن، وأخيرا اعتنق الإسلام. وصار يلقي محاضرات ويكتب مقالات ويؤلف كتبا حول الإسلام.
      عمل عضو هيئة تدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المملكة العربية السعودية لعدة سنوات بعد إسلامه.     كيف نؤمن بقدر الله
      القضاء والقدر وكيف نؤمن به مع بيان مراتب القدر الأربعة وعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الشأن، والمسلم يؤمن بالقدر خيره وشره فهو أصل من أصول الإيمان   الإيمان بالقضاء والقدر آثار طيبة على حياة المسلم في الدنيا والآخرة تجعله يطمئن إلي قضاء الله خيره وشره، الله سبحانه وتعالى قدر أقدار الخلائق منذ الأزل فلا شيء يحدث في هذا العالم إلا بتقدير الله عز وجل وكل ما في هذا الكون يخضع لمشيئته، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه علم بعض بناته : « ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن » رواه أبو داود، الإيمان بالقدر أصل من أصول الأيمان بالله ومن أنكره فقد كفر" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني محمد رسول الله بعثي بالحق ، ويؤمن بالموت ، ويؤمن بالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر ) رواه الترمذي وصححه الألباني .، فالمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره ويعتقد أن النفع والضر بيد الله وحده لا شريك له والاعتقاد الجازم بأن كل خير وشر هو بقدر الله وقضائه لا راد له فهو بتقدير الله الأزلي .   مراتب القدر     الإيمان أن الله تبارك وتعالى علم ما هو كأن وما سيكون وما لم يكن لو قدر له أن يكون لعلم كيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، يقول الله تعالي" الم ترا أن الله يعلم ما في السموات والأرض " قال تعالي وعنده مفاتح الغيب " إن الله عنده علم الساعة"
          المرتبة الثانية من مراتب القدر الكتابة وهي الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ ما سيكون إلي يوم القيامة :" ألم تعلم أن الله  يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} [الحج: 70].
          أما المرتبة الثالثة فهي الإيمان بالمشيئة وأن كل ما في السموات والأرض لا يكون شيء إلا بمشيئته الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
          الإيمان بأن الله تعالي خلق  كل شئ ، قال تعالى فتؤمن بأن الله تعالى: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السماوات والأرض} (لزمر: 62، 63).   الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الدين وأحد الأركان الأساسية للإيمان بالله عز وجل، فالمسلم يؤمن بقضاء الله وقدره ويتوكل عليه ويأخذ بالأسباب التي يسرها الله تبارك وتعالى، فالإيمان بقضاء الله وقدره لا يعنى التواكل والاستسلام أو الجمود واختلاق الأعذار وعدم العمل بحجة القضاء والقدر وعليه أن يدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه فلا معقب لحكم الله عز وجل ولا رد لقضائه.
      كيف ترضى بقدر الله؟
      الرضا بقضاء الله وقدره وتعريفه وكيف يكون وموقف المسلم من المصائب والابتلاءات التي قد تصيبه في الحياة الدنيا مع بيان ثمرات الرضا بقدر الله تعالى الرضا بقدر الله من أعظم أعمال القلوب وركن أساسي من أركان الإيمان، فالمسلم يؤمن بقضاء الله تعالى وقدره خيره وشره  الذي قدر مقادير كل شئ  لذا فالواجب على المسلم أن يسلم أمره لله فى جميع الأمور فهو مولاه وخالقه ويرضى بإرادة الله فالعبد ليس له اختيار في قضاء الله وقدره ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله قد كتب أمور الخلائق ومقاديرها قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)، ويقول سبحانه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم [الحديد:22-23]، فالإيمان والرضا بقدر الله والتسليم بأن كل ما في هذا الكون يخضع لإرادة الله ومشيئته يجلب الراحة والسكينة وطمأنينة القلب عند الابتلاء بالمصائب. ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالأيمان بالقضاء والقدر والرضا به لأنه فى كل الأحوال خير للمؤمن، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء شكر ،  كان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر ، كان خيرا له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ) رواه مسلم.
        ثمرات الرضا بقدر الله       الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو النافع والضار، والمعز والمذل والرافع والخافض، والمحي والمميت والقادر علي كل شيء .
          الصبر والثبات عند لابتلاء بالمصائب والأزمات ومواجهة مصاعب الحياة ومشاقها بطمأنينة ويقين صادق أنه الخير له هو الذي قدره له الله تعالى.
          أن يرضي العبد بقدر الله تعالى يجعله يستشعر أنه في معية الله ويطمئن لحكم الله تبارك وتعالى وقضائه في الأمور كلها وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطائه لم يكن ليصيبه.
          من ثمرات الرضا بقدر الله أنه يخلص العبد من السخط على قضائه الذي يفتح باب الشك في قدر الله وحكمته والسلامة من الاعتراض علي أحكامه وتمتلئ نفسه بالرضا بقضاء الله ولا يستسلم للخوف والجزع أو القلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن عظم الجزاء من عظم البلاء ،وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي.  
        كيف أعرف أن الله راضي عني
      الرضا بالله وأهميته ورضا العبد عن الله سبحانه وتعالي وعلامات رضا الله عن العبد مع بيان ذلك من القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال أهل العلم أن مقام الرضا هو أعلى مقامات الإحسان وهو أن ترضى عن الله ويرضى الله عنك لكي نكون أهل لرضا الله عنا، نرضي بأوامره ونواهيه وحدوده وبما يقدره عليك من البلاء والمحن والمصائب وإفراده وحده بالعبادة والطاعة والبعد عن كل صور الشرك به والذنوب والمعاصى لكي يرضى الله عنك وتفوز بالجنة وتنجو من النار، قال تعالي   :" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم" (التوبة:72). لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرضا من أعلى المراتب الإيمانية وسبب لسعادة المسلم في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسا، وقال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) رواه أحمد والترمذي، فالسعادة الحقيقية كما بينها الحديث الشريف في الرضا بما قسمه الله لك وقضائه وقدره والرضا بما قدره لأن قضائه كله خير سواء عرف الإنسان أو لم يعرف.
        علامات رضا الله عن العبد   ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية التي تبين علامات رضي الله سبحانه وتعالى عن عبده ونعرف من خلالها هل الله راضٍ عنا أم لا:     الابتلاء بالمصائب والأمراض في الدنيا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى للعبد ومحبته له فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وجعلها سبباً فى تكفير الذنوب والسيئات وإذا أراد به الشر أمهل له واستدرجه حتى يوافي به يوم القيامة، والمؤمن يبتلى على قدر دينه وأشد الناس بلاء هم الأنبياء.
           من علامات رضا الله عن العبد محبة الناس له  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل فقال : إني أحب عبدي فأحبوه ، فينوه بها جبريل في حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة العرش ، فيحبه أهل السماء السابعة ، ثم سماء، حتى ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يهبط إلى الأرض ، فيحبه أهل الأرض ".
          التوفيق إلى الطاعة والأعمال الصالحة وهي أفضل علامات رضا الله عن العبد وأن يرزق الله العبد هداية التوفيق في كل ما يقوم به من أعمال ويتقرب إليه، فلا يفعل إلا ما يرضى الله جل جلاله، فينتقل العبد بهذه الهداية من طاعة إلى طاعة ومن ذكر إلى ذكر، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت"رواه الترمذي.
            من علامات رضا الله عن العبد أيضاً الابتعاد عن المحرمات والمعاصي والانشغال بالأعمال الصالحة وبذكره عز وجل، قال تعالى : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (العنكبوت:69).   معرفة الله

      يتبع
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182627
    • إجمالي المشاركات
      2536441
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93297
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×