اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. ساحة القرآن الكريم العامة

      مواضيع عامة تتعلق بالقرآن الكريم

      المشرفات: **راضية**
      58082
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9073
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      المشرفات: **راضية**
      180661
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 260001
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23503
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8337
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32136
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25484
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30262
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53099
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21008
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97014
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36840
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4884
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15482
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12928
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41316
      مشاركات
    2. 33886
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32212
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. 65624
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      المشرفات: خُـزَامَى
      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38501 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • من أعظم الأبواب الموصِلة إلى الله، التي تَمنحك حبَّه ورضاه: باب الرضا، فالله يُحب من عبده أن يَرضى عن قضائه، ويَصبر على بلائه، ويَشكُره في السرَّاء، ويلجأ إليه في الضراء.
      والرَّاضون عن الله هم أقوى المؤمنين إيمانًا، وأكملهم يقينًا، وأسكنهم قلوبًا، وأهدؤهم نفوسًا، لم تُزعزعهم الحوادث، ولم تَنل منهم المصائب، بل يتلقَّونها بقلوب راضية، وأنفسٍ مُطمئنة، لذلك عاشوا في هذه الحياة في جنة من الأُنس والرضا قبل جنة الآخرة؛ يقول ابن القيم: على العبد أن يَعلَم أن أعظم راحته وسروره ونعيمه في الرضا عن ربه تعالى وتقدَّس في جميع الحالات، فإن الرضا باب الله الأعظم، ومُستراح العارفين، وجنة الدنيا، فجديرٌ بمن نصَح نفسه أن تشتدَّ رغبته فيه، وألا يَستبدل بغيره منه[1].

      ومن أكبر الأسباب التي تُعين على تحقيق الرضا: قراءة سِيَر بعض سلفنا[2] الصالح، ومعرفة أقوالهم عن الرضا، وأحوالهم في تحقيقه، فهم خيرُ هذه الأمة وأبرُّها قلوبًا، وأقلها تكلفًا، وأسلمها قلوبًا، وهم لنا موضع الأُسوة والقدوة، لذلك تجد في أقوالهم وأحوالهم مسحةً من أنوار النبوة، وقبسًا من ضيائها، تضيء ظلام القلوب القلقة، وتُذهب غَبَشَ النفوس المضطربة، فتَجعلها راضية مطمئنة.
      لذلك جمعت في هذا المقال كثيرًا من أقوالهم وأحوالهم؛ حتى تعيننا على تحقيق مقام الرضا، والارتقاء في مدارجه.


      أولًا: بعض أقوال السلف عن الرضا:

      1- كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما يقول: "أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبِر" [3].
       

      2- قال عمر بن الخطاب أيضًا: «ما أُبالي على أي حال أصبحت؛ على ما أحب، أو على ما أكره؛ لأني لا أدري، الخير فيما أُحب أو فيما أَكره؟»[4].
       

      3- قال عبد الله بن مسعود: «ما أُبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم أبسرَّاء أم بضرَّاء، وما أصبحت على حال، فتمنَّيت أني على سواها»[5].
       

      4- وقال ابن مسعود أيضًا: «إن الله تبارك وتعالى بقسطه وحِلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط»[6].
       

      5- وقال أيضًا رضي الله عنه: «لأن يَعَضَّ أحدُكم على جَمرة حتى تبرُد، أو يُمسك عليها حتى تبرد، خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليتَه لم يكن»[7].
       

      6- قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ذِروة سَنام الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز وجل" [8].
       

      7- عن مجاهد في قوله: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ [الفجر: 27]، قال: الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أصابها لم يكن ليُخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها[9].
       

      8- قال عمر بن عبد العزيز: «ما لي في الأمور هوى سوى مواقع قضى الله عز وجل فيها» [10].

       
      9- وكان كثيرًا ما يدعو فيقول: اللهم رضِّني بقضائك، وبارِك لي في قدرك؛ حتى لا أحب تعجيلَ شيء أخَّرته، ولا تأخير شيء عجَّلته" [11].
       

      10- قال شريح القاضي: إني لأصاب بالمصيبة، فأحمَد الله عليها أربع مرات؛ أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزَقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفَّقني للاسترجاع لِما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني [12].
       

      11- قال أبو سليمان الداراني: «أرجو أن أكون قد رُزقت من الرضا طرفًا لو أدخلني النار، لكنت بذلك راضيًا» [13].

       
      12- قال عبد العزيز بن أبي روَّاد ليس الشأن في أكل خبز الشعير والخل، ولا في لبس الصوف والشعر - يقصد الزهد - ولكن الشأن في الرضا عن الله عز وجل [14].
       

      13- قال الثوري يومًا عند رابعة: اللهم ارضَ عني، فقالت: أما تستحيي من الله أن تسأله الرضا وأنت عنه غير راضٍ، فقال: أستغفر الله، فقال: جعفر بن سليمان الضبعي: فمتى يكون العبد راضيًا عن الله تعالى؟ قالت: إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة[15].
       

      14- قال أبو عبد الله البراثي: «لن يَرِد الآخرة أرفع درجات من الراضين عن الله عز وجل على كل حال»[16].
       

      15- قال ابن عون: «ارضَ بقضاء الله على ما كان مِن عُسر ويُسر، فإن ذلك أقلُّ لهمك، وأبلغُ فيما تطلب من آخرتك، واعلَم أن العبد لن يُصيب حقيقة الرضا؛ حتى يكون رضاه عند الفقر، والبلاء كرضاه عند الغنى والبلاء، كيف تستقضي الله في أمرك، ثم تَسخط إن رأيت قضاءه مخالفًا لهواك، ولعل ما هَويت من ذلك لو وفِّق لك، لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافَق هواك، وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك، ما أنصفت من نفسك، ولا أصبتَ باب الرضا»[17].
       

      16- قال أبو معاوية الأسود في قوله تعالى: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]؛ قال: «الرضا والقناعة»[18].
       

      17- قال شيبان الراعي لسفيان الثوري: يا سفيان، عُدَّ منعَ الله إياك عطاءً منه لك، فإنه لم يمنعك بخلًا، إنما منعك لطفًا [19].
       

      18- عن زمعة بن صالح قال: "كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يَعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه إليه، فكتب إليه: أما بعد، فجاءني كتابك تَعزم عليَّ إلا رفعت إليك حوائجي، وهَيْهات، رفعت حوائجي إلى مَن لا يختزن الحوائج، وهو ربي عز وجل، فما أعطاني منها قبِلت، وما أمسك عني قنعت"[20].

       
      19- قال ميمون بن مهران: من لم يرضَ بالقضاء فليس لِحُمقه دواء[21].
       

      20- سُئِل يحيى بن معاذ: متى يبلغ الإنسان مقام الرضا؟ قال: إذا أقام على نفسه أربعة أصول يعامل بها ربَّه؛ يقول: إن أعطيتني قبِلت، وإن منعتني رضِيت، وإن تركتني عبَدت، وإن دعوتني أجبَت"[22].
       

      21- قال عبدالواحد بن زيد: "ما أحسب أن شيئًا من الأعمال يتقدَّم الصبر إلا الرضا، ولا أعلم درجة أشرف ولا أرفع من الرضا، وهو رأس المحبة"[23].
       

      22- عن بشر بن بشار المجاشعي - وكان من العابدين - قال: لقيتُ عُبَّادًا ثلاثة في بيت المقدس، فقلت لأحدهم: أوصني، فقال: "ألقِ نفسَك مع القدر حيث ألقاك، وهو أحرى أن يَفرُغ قلبُك، ويَقل هَمُّك، وإياك أن تسخط ذلك، فيحل بك السخط وأنت في غفلةٍ لا تشعر به".
       

      وقلت للثاني: أوصني، فقال: "التمِس رضوانه في ترك مناهيه، فهو أوصلُ لك إلى القربى لديه".
       

      وقلت للثالث: أوصني، فبكى وقال: "لا تبتغِ في أمرك تدبيرًا غيرَ تدبيره، فتَهلِك فيمن هلَك، وتَضِل فيمن ضلَّ"[24].
       

      23- قال ابن القيم: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة؛ يقصد بجنة الدنيا الأنس بالله والرضا بقضائه.
       

      وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحتُ فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبًا ما عدل عندي شكرَ هذه النعمة، أو قال: ما جزيتهم على ما تسبَّبوا لي فيه من الخير، ونحو هذا [25].


      ثانيًا: مواقف للسلف عن الرضا بقضاء الله:

      1- قال عمر بن الخطاب لزوجته عاتكة رضي الله عنهما: "والله لأسوأنَّك - وكان قد غضب عليها - فقالت: أتستطيع أن تصرفني عن الإسلام بعد إذ هداني الله له؟ قال: لا، قالت: فأيُّ شيء تسؤني به إذًا؟"، تريد أنها راضية بمواضع القدر لا يسؤها منه شيء إلا صَرْفُها عن الإسلام، ولا سبيل له إليه[26].

       
      2- قدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة، وكان قد كُفَّ بصره، فجاءه الناس يُهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة، قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرَّفت عليه فعرَفني، وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم، فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك، فتبسم وقال: يا بُني قضاء الله سبحانه عندي أحسنُ من بصري[27].
       

      3- عن مُطرف قال: أتيت عمران بن حصين يومًا، فقلت له: والله إني لأَدَعُ إتيانَك لِما أراك فيه ولِما أراك تَلقى، قال: «فلا تفعَل، فوالله إن أحبَّه إليَّ أحبَّه إلى الله»، قال جرير: وكان أصابَه استسقاءٌ في بطنه، فمكث ثلاثين سنة على سرير مثقوب[28].
       

      4- أصابت مرةً عروةَ بن الزبير إصابةٌ في قدمه، فقالوا له: "ألا ندعو لك طبيبًا؟ فأخبرهم أنه لا بأس، فقالوا له: نسقيك شرابًا يزول فيه عقلُك، فلم يُعجبه ذلك، وقال: "ما كنتُ أَظنُّ أن خلقًا يشرب ما يزيل عقلُه؛ حتى لا يُعرف به"، فوضع المنشار على رُكبته اليسرى، فما سمعنا له حسًّا، فلما قطعها جعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليتَ لقد عافيتَ"، ولم يترك وردَه من قراءة القرآن [29].
       

      5- لَما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، وسهل بن عبد العزيز، ومزاحم مولى عمر في أيام متتابعة - دخل عليه الربيع بن سبرة، فقال: عظَّم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فما رأيت أحدًا أُصيب بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، والله ما رأيت مثل ابنك ابنًا، ولا مثل أخيك أخًا، ولا مثل مولاك مولًى قط، فطأطأ رأسه، فقال لي رجل معه على الوساد: لقد هيَّجت عليه، قال: ثم رفع رأسه، فقال: «كيف قلت لي يا ربيع؟»، فأعدت عليه ما قلت أولًا، فقال: "لا والذي قضى عليه، أو قال: عليهم الموت، ما أحب أن شيئًا كان من ذلك لم يكن"[30].
       

      6- ولَما دفنَ عمر بن عبد العزيز ولده عبد الملك قال: «رحمك الله يا بني، فقد كنت برًّا بأبيك، وما زلت منذ وهبَك الله لي مسرورًا بك، ولا والله ما كنت قط أشدَّ سرورًا ولا أرجى لحظِّي من الله فيك منذ وضعتك في الموضع الذي صيَّرك الله، فرحِمك الله وغفر لك ذنبَك، وجزاك بأحسن عملك، وتجاوز عن سيئه، ورَحِمَ كلَّ شافعٍ يشفع لك بخير مِن شاهدٍ وغائبٍ، ورضينا بقضاء الله، وسلَّمنا لأمره، والحمد لله رب العالمين»، ثم انصرف[31].
       

      7- ولما دخل عليه سليمان بن الغاز معزيًّا، قال له عمر بن عبد العزيز: "وأنا أعوذ بالله أن يكون لي محبةٌ في شيء من الأمور يُخالف محبة الله، فإن ذلك لا يُصلح لي في بلائه عندي وإحسانه إليَّ"[32].
       

      8- عن أبي علي الرازي، قال: صحِبت الفضيل بن عياض ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكًا ولا مبتسمًا، إلا يوم مات علي ابنه، فقلت له في ذلك، فقال: «إن الله عز وجل أحبَّ أمرًا، فأحببتُ ما أحبَّ الله»[33].
       

      9- وعن إبراهيم النخعي: أن أم الأسود قُعدت من رجليها، فجزِعت ابنةٌ لها، فقالت: لا تجزعي، اللهم إن كان خيرًا فَزِدْ [34].
       

      10- قال أبو عبد الرحمن حاتم الجرجاني: بلغني أن لله تبارك وتعالى عبادًا إلا أن بعضهم أرفع من بعض، ذهبت أعزي رجلًا وقد قتَلت الترك ابنَه، فبكى حيث رآني، فقلت: ما يُبكيك وقد قُتِل ابنك في سبيل الله؟ قال: «يا أبا عبد الرحمن، أنت تظن أني أبكي لقتْله، إنما أبكي كيف كان رضاه عن الله؛ حيث أخذته السيوف»[35].

       
      11- علي بن الحسن بن موسى، قال: قال رجل: لأمتحننَّ أهل البلاء، فقال: فدخلت على رجل بطرطوس وقد أكلت الأكلة أطرافه، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: «أصبحت والله وكل عرق وكل عضو يألَم على حِدته من الوجع، لو أن الروم في كفرها وشركها اطلعت علي لرحمتني مما أنا فيه، وإن ذلك لبعين الله، أحبه إليَّ أحبه إلى الله، وما قدر ما أخذ ربي مني، وَدِدت أن ربي قطع مني الأعضاء التي اكتسبت بها الإثم، وإنه لم يبق مني إلا لساني يكون له ذاكرًا»، فقال له رجل: متى بدأت بك هذه العلة؟ قال: «أما كفاك الخلق كلهم عبيد الله وعياله، فإذا نزلت بالعباد علة، فالشكوى إلى الله، ليس يُشتكى الله إلى العباد»[36].
       

      12- قال علي بن الحسين: كان رجل بالمصيصة ذاهب النصف الأسفل، لم يَبقَ منه إلا رُوحُه في بعض جسده، ضرير على سرير مثقوب، فدخل عليه داخل، فقال له: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: «ملك الدنيا منقطع إلى الله، ما لي إليه من حاجة إلا أن يتوفاني على الإسلام»[37].
       

      13- عن خلف بن إسماعيل قال: سمعت رجلًا مبتلًى من هؤلاء الزَّمنى يقول: «وعزتك لو أمرتَ الهوام فقسَّمتني مُضغًا، ما ازددت لك بتوفيقك إلا صبرًا، وعنك بمنِّك وحمدك إلا رضا»، قال خلف: وكان الجذام قد قطع يديه ورِجليه، وعامة بدنه[38].
       

      14- وكان صلة بن أُشيم في غزوة ومعه ابن له، فقال: أي بني، تقدم فقاتِل حتى أحتسبك، فقاتل حتى قُتل، فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة العدوية، فقالت: مرحبًا، إن كنتنَّ جئتنَّ لتُهنئنني فمرحبًا بكنَّ، وإن كنتنَّ جئتنَّ لغير ذلك فارجِعنَ [39].
       

      15- وذكر ابن حبَّان في الثقات عن عبد الله بن محمد قال: "خرجت إلى ساحل البحر مرابطًا، فلما انتهيت إلى الساحل إذا أنا بخيمةٍ فيها رجلٌ قد ذهب يداه ورجلاه، وثقُل سمعه وبصره، وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه، وهو يقول: اللهم أوزِعني أن أحمدك حمدًا أكافئ به شكرَ نعمتك التي أنعمتَ بها عليَّ، وفضَّلتني على كثير ممن خلقتَ تفضيلًا، فقلت: والله لآتينَّ هذا الرجل، ولأَسألنَّه أنَّى له هذا الكلام؟! فأتيت الرجل فسلَّمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: اللهم أوزِعني أن أحْمَدك حمدًا أكافئ به شكرَ نعمتك التي أنعمت بها عليَّ، وفضَّلتني على كثير ممن خلقتَ تفضيلًا، فأيُّ نعمة من نعم الله عليك تَحمَده عليها؟ وأي فضيله تفضَّل بها عليك تشكُره عليها؟ قال: أوما ترى ما صنع ربي؟! والله لو أرسل السماء علي نارًا فأحرَقتني، وأمر الجبال فدمَّرتني، وأمر البحار فغرَّقتني، وأمر الأرض فبلعَتني، ما ازددت لربي إلا شكرًا لِما أنعم عليَّ من لساني هذا، ولكن يا عبد الله، إذ أتيتني فإن لي إليك حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدِر لنفسي على ضرٍّ ولا نفعٍ، ولقد كان معي ابن لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضِّيني، وإذا جُعت أطعمني، وإذا عطِشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام، فتحسَّسه لي رحمك الله، فقلت: والله ما مشى خلقٌ في حاجة خلقٍ كان أعظم عند الله أجرًا ممن يمشي في حاجة مثلك، فمضيت في طلب الغلام، فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترَسه سَبُعٌ وأكل لحمَه، فاسترجَعت وقلت: بأي شيء أُخبر صاحبنا؟ فبينما أنا مُقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما أتيته سلَّمت عليه، فرد عليَّ السلام، فقال: ألست بصاحبي؟ قلت: بلى، قال: ما فعلت في حاجتي؟ فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟ قال: بل أيوب النبي! قلت: هل علِمت ما صنع به ربُّه؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟ قال: بلى، قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابرًا شاكرًا حامدًا! قلت: لم يرضَ منه ذلك حتى أوحَش من أقربائه وأحبَّائه؟ قال: نعم، قلت: فكيف وجده ربُّه؟ قال: صابرًا شاكرًا حامدًا!، قلت: فلم يَرضَ منه بذلك حتى صيَّره عرضًا لِمارِّ الطريق، هل علمت ذلك؟ قال: نعم، قلت: فكيف وجده ربُّه؟ قال: صابرًا شاكرًا حامدًا!، أوجِز رحمك الله! قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدتُه بين كثبان الرمل وقد افترسه سبعٌ فأكل لحمَه، فأعظم الله لك الأجر، وألْهَمك الصبر، فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يَخلق من ذريتي خلقًا يَعصيه، فيُعذبه بالنار، ثم استرجع وشهِق شهقة فمات، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، عظُمت مصيبتي في رجل مثل هذا، إن تركتُه أكلته السباع، وإن قعدت لم أقدر له على ضرٍّ ولا نفع، فسجَّيته بشملةٍ كانت عليه، وقعدت عند رأسه باكيًا، فبينما أنا قاعد إذ جاء أربعة رجال، فقالوا: يا عبد الله، ما حالك؟ وما قصتك؟ فقصصتُ عليهم قصتي وقصته، فقالوا لي: اكشِف لنا عن وجهه، فعسى أن نَعرِفه، فكشفت عن وجهه، فانكبَّ القوم عليه يقبِّلون عينيه مرة ويديه أخرى - أي ما بقي من يديه - ويقولون: بأبي عين طالَما غضَّت عن محارم الله، وبأبي جسم طالما كان ساجدًا والناس نيام، فقلت: من هذا يرحمكم الله؟ فقالوا: هذا أبو قلابة الجرمي صاحب ابن عباس رضي الله عنه، لقد كان شديدَ الحب لله وللنبي صلى الله عليه وسلم، فغسَّلناه وكفنَّاه بأثواب كانت معنا، وصلينا عليه ودفنَّاه، فانصرف القوم وانصرفتُ إلى رباطي، فلما أن جنَّ عليَّ الليل وضعتُ رأسي، فرأيتُه فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة، وعليه حُلتان مِن حُلل الجنة، وهو يتلو الوحي: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24]، فقلت: ألست بصاحبي؟ قال: بلى، قلت: أنَّى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تُنال إلا بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرَّخاء، مع خشية الله عز وجل في السر والعلانية [40].

       
      16- خرجت قرحةٌ في رِجل محمد بن واسع، فقال له رجل: إني لأرحمك من هذه القرحة، فقال محمد بن واسع: إني أشكر الله منذ خرجت أنها لم تخرج في عيني[41].
       

      17- قال ابن الجوزي: "دخلت على شيخنا عبد الأول وهو مريضٌ، قد بَلِيَ لحمُه ووَهَن عظمُه، واشتدَّ به الألم، قال: فدمَعت عيني لِما نزَل به، فنظر إليَّ، وقال: "يا بني، إن الله لا يُتَّهَم في قضائه"[42].
       

      فهذه هي أقوال سلفنا الصالح وأحوالهم عن الرضا بقضاء الله عز وجل، فيها عبرةٌ لكل معتبر، وعظةٌ لكل متَّعظ، بها يَقْوى الإيمان، ويَزداد اليقين، ويُنال الرضا، ويتحقَّق الصبر.

       

      [1] مدارج السالكين 2/ 200 بتصرف.

      [2] لا أقصد بالسلف هنا القرون الثلاثة المفضلة، وهم الصحابة والتابعون وأتباع التابعين، وإنما أقصد بالسلف معناه العام، وهم كل مَن سبقنا من أهل الصلاح والتقوى، حتى لو كانوا في القرون المتأخرة؛ كابن تيمية مثلًا.

      [3] الرسالة القشيرية 2/ 345.

      [4] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 65.

      [5] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 85.

      [6] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، ص 111.

      [7] المعجم الكبير للطبراني ( 9171).

      [8] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 85.

      [9] تفسير القرطبي 20/ 57.

      [10] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 49.

      [11] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 74.

      [12] سير أعلام النبلاء 4/ 105.

      [13] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 52.

      [14] إحياء علوم الدين 4/ 346.

      [15] إحياء علوم الدين 4/ 347.

      [16] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 59.

      [17] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 92.

      [18] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 93.

      [19] صيد الخاطر لابن الجوزي صـ 328.

      [20] حلية الأولياء 3/ 237.

      [21] إحياء علوم الدين 4/ 365.

      [22] صلاح الأمة في علو الهمة، سيد العفاني 4/ 494.

      [23] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، ابن حبان، صـ 161.

      [24] حلية الأولياء 10/ 133.

      [25] الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم، صـ 48.

      [26] صلاح الأمة في علو الهمة 4/ 512

      [27] إحياء علوم الدين للغزالي 4/ 368.

      [28] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 86.

      [29] سير أعلام النبلاء 4/ 430.

      [30] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 103.

      [31] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 104.

      [32] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 102.

      [33] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 108.

      [34] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 88.

      [35] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 95.

      [36] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 88.

      [37] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 89.

      [38] الرضا عن الله بقضائه، ابن أبي الدنيا، صـ 90.

      [39] سير أعلام النبلاء 3/ 498.

      [40] الثقات لابن حبان 5/ 3.

      [41] إحياء علوم الدين 4/ 365.

      [42] موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم 6/ 2123.


      د. أنس محمد الغنام

      شبكة الألوكة
    • للأستماع الى السورة بصوت القارئ : رعد بـن محمد الكردي       وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)  1 – قلوب تكبرت في الدنيا اغترت بحلم الله وربما سخرت من كل مؤمن فتبدل حالها يوم القيامة “قلوب يومئذ واجفة”/ خواطر قرآنية 2-﴿ والنازعات غرقا ﴾ قال ابن مسعود: هم الملائكة تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعنف فتغرق في نزعها  3-قال تعالى : { قلوبٌ يومئذ واجفة } أي : شديدة الاضطراب . ( وَجَف ) الشيء إذا اضطرب .       أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)  1-﴿فقل هل لك إلى أن تزكى﴾ مثال عجيب لقول ليّن أمر الله كليمه أن يخاطب به منازعا له في ربوبيته تقطر يده من دماء عباده فمن دونه أولى / 2-﴿ هل أتاك حديث موسى ﴾ انظر لجمال الخطاب سؤال قبل القصة لشدّ الإنتباه ! 3-﴿ فقل هل لك إلى أن تزكى ﴾ المراد بالزكاة هنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة ومن أهم ذلك طهارة النفس من الشرك . 4-﴿ اذهب الى فرعون إنه طغى ﴾ حلم الله على العصاة كبير ، لا يمكن أن يعاقبهم وينكل بهم دون ان يعطيهم فرصة فرحمة ربك تسبق غضبه . 5-}  إذ ناداه ربّه بالوادي المقدّس طوى{ ستجد العظماء في المكان اللائق بهم .     وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)     1- ما العلاقة بين الخشية والهداية في قوله{وأهديك إلى ربك فتخشى}لأن خشية الله لا تكون إلا بمعرفته حقا تأمل{إنما يخشى الله من عباده العلماء } / محمد الربيعة  2-” وأهديك إلى ربك فتخشى “الخشية غاية الهداية .. / بدر بن عبدالله الطخيس 3-﴿وأهديك إلى ربك فتخشى﴾ إذا عرفته خشيته؛ لأن من عرف الله خافه فخشيته مقرونة بمعرفته، وعلى قدر المعرفة تكون الخشية ابن القيم     فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24) 1-( فقال أنا ربكم الأعلى ) “ﻗﺎﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ : ( ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ ) ﻓﺄﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ البحر ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻳﺎ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﻓﺮﻋﻮﻥ : ﺍﺗﻌﻈﻮﺍ .” / بلال الفارس  2-” أنا ربكم الأعلى ” مشهد فرعوني متكرر .. لكن النتيجة : ” فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ” / نايف الفيصل  3-{ أنا ربكم الأعلى} قالها فرعون فصدقه الملأ المفسدون معه وهكذا الطغاة يضعون لأنفسهم الألقاب والمقامات فيصدقهم من حولهم من الطغمة الفاسدة/ محمد الربيعة 4- قال تعالى عن فرعون:(ثم أدبر يسعى*فحشر فنادى). تلتها آيات بيّنت عاقبة ذلك السعي يوم القيامة:(يوم يتذكر الإنسان ما سعى*وبُرّزت الجحيم لمن يرى) 5- قال فرعون ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ فكَفر ؛ وقال رجل فرحاً حينما وجد ناقته: ”اللهم أنت عبدي وأنا ربك” فلم يكفر ؛ ففرعون جحد الله ، والرجل غلبه الجهل. / فرائد قرآنية 6-قال فرعون: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ فكفروا به، . فقال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ﴾ فكثر عددهم، . فقال: ﴿إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾ فصاروا قوة، . فقال: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ ثم أغرق !! . 7-أهم درس تعلمته من التاريخ أن الله سبحانه يملي للباطل كي يرتفع لأنه يريد له سقوطا مريعا وينبت الحق على مهل لأنه يريد له وقوفا راسخا قصة موسى وفرعون تتكرر في كل عصر فالذي كان يتبجح قائلا . ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ غرق على مرأى الطفل الذي بكى يوما في قصره يريد أن يرضع ! .   فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) 1-  ما سر تقديم الآخرة على الأولى في قوله { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى }لأن سياق السورة في الحديث عن الآخرة ولأن نكال الآخرة أشد وأبقى/ محمد الربيعة 2-  ( فأخذهُ الله نكالا الآخرة والأولى )إمهال الله للطغاة تنكيلاً بهم ، وليس حباً لهم فإذا حانت ساعتهم أخذهم الله أخذ عزيزٌ مقتدر/عايض المطيري 3-  ” إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ” من لا يعرف الله … كيف يعتبر ويخشاه !! / نايف الفيصل 4-   ( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) “لا يعتبرون! لأنهم لا يعرفون الله فكيف يخشون من لا يعرفونه .” / عبد العزيز الطريفي 5-  أعظم أنواع الاعتبار ما كان مبعثه خشية الله، ولما كانت عقوبة فرعون بقدر طغيانه صارت خشية عقوبة الله سببا للاعتبار(إن في ذلك لعبرة لمن يخشى). /سعود الشريم 6-  من علامات البلادة وقلة الخشية وحرمان التوفيق عدمُ اعتبار المتأخر بحال المتقدم مع تشابه الحال بينهما من وجوه كثيرة(إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)./ سعود الشريم     أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)   -وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَ ⁠لِكَ دَحَىٰهَاۤ” الأرض كروية شرعاً وعقلاً وبإجماع أهل العلم.. / عادل صالح السليم   أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33)  1- (متاعاً لكم ولأنعامكم!)تشترك الكائنات في الإنعام عليها بالطعام ،ويفارقها الإنسان بنعمة العقل والإيمان،،/ وليد العاصمي 2-} متاعاً لكم ولأنعامكم{  لا تفخر بمتاع الدنيا الذي تعيشه ، الأنعام تشاركك بعض المنافع ! 3-} متاعاً لكم ولأنعامكم{  إنَّ متاعاً تُشاركك البهائم فيه ؛ لا يستحق سُكنى قلبك .     فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (35) 1- ﴿يوم يتذكّر الإنسان ما سعى﴾أعمالٌ نُسيت، ولكنها في كتابٍ أُحصيت، إن كانت خيرًا فنِعم ما تذكّر، وإن كانت شرّاً فبئس ما تذكّر.   / د. محمد الحارثي 2-( يوم يتذكر الإنسان ما سعى) شريط الأعمال يعرض يوم القيامة بتفاصيله؛ فيارب تقبل منا ما أحسنا واغفر لنا ما أسأنا. / حجاج العجمي . 3-﴿ يوم يتذكر الإنسان ما سعى ﴾ . لا تستغرب يوم القيامة من تلك المعاصي التي دفنها رياح الزمن ونسيتها./ تأملات قرآنية!     وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) - كقوله تعالى : ﴿ وبُرّزت الجحيم لمن يرى ﴾ ؛ أي لآحت وظهرت مع أنها تبعد مسيرة ٥٠٠ عام عن الناس يوم القيامة لكن من عظمتها يرونها. / فرائد قرآنية     فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) 1- هناك ارتباط وثيق بين الطغيان وبين إيثار الحياة الدنيا على اﻵخرة ،فاﻷول سبب لوجود الثاني(فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى). / سعود الشريم  2- {فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى }يكفي هذا الطريق تهديدا أنه يوصل إلى الجحيم فهل من معتبر !! / نايف المالكي 3-} فأما من طغى • وآثر الحياة الدنيا • فإن الجحيم هي المأوى{  أما تكفينا هذه الآية ، لتردعنا عن حب الدنيا .     فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) 1-  وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } حُقّ لهم والله .. أن يهنأوا بجنة المأوى .. تكون لهم مأوى .. / نايف الفيصل 2-  ﴿ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ﴾ “خشية الله” و “الهوىٰ” ضدان لا يجتمعان ! / نايف الفيصل 3-  (ونهى النفس عن الهوى) في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلًا لأنه قُهر؟ بخلاف غالب الهوى. ابن الجوزي/ماجد الغامدي 4-  ﴿ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴾ . أقصر طريق لتطوير الذات.. التغلب على اللذَّات! / أبرار بنت فهد القاسم 5-  ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ” اللهم أحفظ نُفوسنا/ عبد المحسن المطيري 6- ﴿ونهى النفس عن الهوى﴾ في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلًا لأنه قُهر .. بخلاف غالب الهوى. / ابن الجوزي 7-‏”وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ * فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ“ لذةُ الترك بانتصار الإرادة بمدافعةِ شهوةٍ أو شرهٍ أو فضولٍ من أجملِ الإنجازات، ولها أجلُّ المكافآت./ عادل صالح السليم 8-ما أجمل طعم الانتصار !!! وأجمله انتصارك على نفسك ! فهو أعظم الانتصارات وأكبرها جزاءً : . ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ • فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴾ . #تدبر 9-﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فإِنَّ الجَنَّة هي الْمَأْوَى﴾ مخالفة الهوى أمر صعب لكنه يصل بك إلى الغاية الأسمى وهي الجنة ! 10-﴿ ونهى النفس عن الهوى ﴾ إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه وجدت أنهم نالوا الظل بمخالفة الهوى فخالف هواك 11-﴿إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب• وحفظا من كل شيطان مارد﴾ السماء الدنيا زيّن الله ظاهرها بالنجوم وباطنها بالحراسة ابن القيم 12-} وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى{  اجهد نفسك في دفع الهوى ؛ حتى تستقر على طاعة الله . #تدبر 13-خشية الله وهوى النفس لا يجتمعان ، إذا زادت واحدة نقصت الأُخرى }.. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى   14-أن النفس تهوى؛ فإذا نهيتها كان نهيك عبادة لله وعملا صالحا}. ونَهَى النفسَ عن الهَوَى • فإن الجنّة هي المأوَى  {ابن تيمية 15-}وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى{ قسما بمن أحل القسم أن لكبح الشهوات لذة لا يعقبها لذة كيف لا وقد عظّم الجبار سبحانه!     فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)  1- ﴿فَإن الجنّـة هـي المأوَى﴾ اختصار أن الحياة فتره. / روائع القرآن 2-﴿ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى﴾ نفسك التي بين جنبيك أكبر عدو لك فخالفها إن اردت الجنة     يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)     1- ” يسألونك عن الساعة أيان (مرساها)” حين ترسو سفينة الآخرة لن يكون لك فيها إلا ما أودعته من عملك الصالح / عبد الله بلقاسم 2-﴿ يسألونك .. ﴾ وردت 14 مرة في القرآن .. مفتاح العلم: السؤال ، ومن استشار الرجال استعار عقولهم !     فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) 1-كان الحسن البصري إذا قرأ {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} قال: ابن آدم ، هذه الدنيا إنما هي غدوة أو روحة أما تصبر عن المعصية؟ / نايف الفيصل  2-﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾ مهما طال عمرك ؛ فلا قيمة له يوم القيامة إذا لم يكن لك صالح عمل . 3-اعلموا أن كل آتٍ قريب وكل شيء من الدنيا زائل} : كأنّهُم يَوْمَ يَرَوْنَهَا لمْ يَلْبَثوا إِلا عَشِيّةً أو ضُحَاها{   حصاد التدبر    
    • موضوع جدا قيم ونصائح رائعة أكرمك الله أم سارة الحبيبة وجزاك كل خير 🌷
    • صدقت يا حبيبة فالحديث عن تأثير المحتوى السريع ليس مبالغة، إذ تؤكد العديد من الدراسات أنّ الإفراط في استهلاك المقاطع القصيرة يضعف القدرة على التركيز العميق، ويغيّر أنماط الانتباه، ويجعل العقل معتادًا على التنقّل السريع بين المعلومات دون تمحيص أو تحليل. جزاك الله خيرًا على هذه التوعية المهمة، وبارك في جهودك..  
    • التوفيق بين آية: "أم حسب الذين اجترحوا السيئات...  وحديث: "التائب من الذنب... السؤال كيف نوفق بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له". وبين الوعيد في الآية: "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون"؟ فهل يشمل هذا الوعيد التائب حتى من الكبائر؟ الإجابــة ليس هناك أي وجه من وجوه التعارض بين الآية والحديث، فإن الآية في مرتكب السيئات المصر عليها، قال القاسمي: أم حسب الذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ: أي: اكتسبوا سيئات الأعمال. أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ: أي: من عدم التفاوت. قال الزمخشري: والمعنى إنكار أن يستوي المسيئون والمحسنون محيا، وأن يستووا مماتا؛ لافتراق أحوالهم أحياء، حيث عاش هؤلاء على القيام بالطاعات، وأولئك على ركوب المعاصي، ومماتًا حيث مات هؤلاء على البشرى بالرحمة، والوصول إلى ثواب الله ورضوانه، وأولئك على اليأس من رحمة الله، والوصول إلى هول ما أعدّ لهم. انتهى.   وزد عليه: حيث عاش هؤلاء على الهدى والعلم بالله، وسنن الرشاد، وطمأنينة القلب، وأولئك على الضلال والجهل، والعبث بالفساد، واضطراب القلب، وضيق الصدر، بعدم معرفة المخرج المشار إليه بآية: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً [طه:124]. انتهى.   فهذه الآية في صنف من الناس مضى مصرًّا على المعاصي، مقيمًا عليها، ظانًّا أن الله يسوي بينهم وبين غيرهم ممن قضوا حياتهم في طاعة الله تعالى، وبئس الظن ظنوا. وأما التائب الراجع إلى الله تعالى، فليس من هذا الصنف بسبيل، بل هو من الذين آمنوا وعملوا الصالحات.   إسلام ويب  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182652
    • إجمالي المشاركات
      2536535
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93297
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×