اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57999
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9068
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180630
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259988
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8330
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4165
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25482
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53086
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97012
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36839
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29722
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32205
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13119
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (38429 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • مَن أراد سَعة الرزق، والذكر الحسن بين الخلق، وحلول البركة في الأموال والأوقات، ومغفرة الذنوب والزلات، ودفع البلايا والمدلهمَّات، وتفريج الهموم والكربات، وحسنات عظيمة جارية حتى بعد الممات، فعليه الإكثار من الصدقات؛ فهي الجسر الخفي للبركة.

      عباد الله، الجوع والخوف في القرآن قرينان، فلنسد الجوعَ؛ حتى ننعم باستمرار الأمن؛ قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].

      الصدقة تُطفئ غضب الرب كما تُطفي الماء النارَ، وإن الصدقة لتُطفئ عن أهلها حرَّ القبور، والصدقة تَشرَح الصدر وتدفع البلاء، وتُبعد الشقاء، وتقي مصارع السوء، والصدقة تُعين على تيسير الأمر، وتفريج الكرب، ففي الصدقة إعانةٌ للفقير والمسكين، والله يعين مَن يعين أخاه، ويفرِّج كربَ القيامة لمن فرَّج كربَ أخيه في الدنيا الصدقة علامة الإيمان؛ قال صلى الله عليه وسلم: "الصدقة برهان"؛ رواه مسلم.

      وسبب للشفاء من الأمراض والأسقام، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "داوُوا مرضاكم بالصدقة"؛ أخرجه الطبراني والبيهقي، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.
        الصدقة تنمي المال وتُباركه؛ قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276]، وقال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].     واستمِع لخبر هذا الرجل الذي يرويه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل بفَلاتٍ من الأرض، فسمِع صوتًا في سحابة تقول: "اسقِ حديقة فلان"، فتنحَّى ذلك السحاب فأفرَغ ماءه في حرَّة، ثم ذهب إلى ذلك المكان فوجد رجلًا قائمًا، قال: ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سَمِعه، فسأله: لِمَ تسألني عن اسمي، فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذا قلت هذا، فإني أنظُر إلى ما يَخرُج منها، فأتصدَّق بثُلثها، وآكُل أنا وعيالي ثلثَه، وأرد فيها ثلثه". هذا في الدنيا، السحاب يُسخَّر لسقي حديقته، فسبحان مدبر الكون، وقاسم الأرزاق بين العباد، ولَما تصدَّق أبو الدحداح ببستانه بنخلةٍ في الجنة؛ قال عليه السلام: كم من عذق رَداحٍ لأبي الدحداح، والعذق ما يَحمل التمر في النخلة.
      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصدَّق أحدٌ بصدقة من طيبٍ - ولا يَقبَل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل! كما يربي أحدكم فَلوَّه، أو فصيله))؛ رواه البخاري ومسلم.

      عبد الله، لا تَحقِر المال القليل، فالحرمان والمنع أقلُّ منه، واعلَم أن الله يقبل الصدقة وإن كانت قليلة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وابدأ بمن تَعول، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتَّقوا النار ولو بشقِّ تمرة".

      عبد الله، لا تَمتنع من الصدقة خوف الفقر، فهذه وسوسة الشيطان؛ قال تعالى بعد الأمر بالصدقة: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، فبأي الوعدين تصدِّق وتَثق.

      عبد الله، يا مَن مَنَّ الله عليك بالإنفاق والصدقة، أنت أحوج إلى أجر صدقتك من الفقير، فلا تُبطل صدقتك بالمن والأذى، فالمال مال الله وأنت مؤتَمن عليه، فأدِّ الأمانة إلى مستحقِّها كما أمر الله

        وتذكَّر الحديث الذي يقول الله فيه يوم القيامة: "يا بن آدم، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا بْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".
      ولقد كان سفيان الثوري رحمه الله ينشرح إذا رأى سائلًا على بابه ويقول: (مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي).



      عبد الله، احرِص على إخفاء الصدقة، فهو أَولى ما لم يكن مصلحة راجحة من إظهارها؛ كتحفيز الناس على الإنفاق؛ قال جل جلاله: ﴿ نْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]، فالصدقة الخفية أجرها الاستظلال بظل عرش الرحمن يوم القيامة، أظلنا الله وإياكم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظلُّه؛ قال بعض أهل العلم في لطيفة: ومِن إخفاء الصدقة أن تعطي الفقير صدقة وهو لا يَشعُر بأنها صدقة، كأن تُكافئه على عمل بأكثر مما يَستحق.

      عبد الله، الصدقة لا تُقبل إلا إذا كانت لله خالصة، طيِّب كسبُها، فالله طيِّب، ولا يقبل إلا طيبًا، والأَولى في الصدقة أن تكون عن ظهر غنى، وأحقُّ مَن تتصدَّق عليهم ذَوو القربى؛ فالصدقة عليهم برٌّ وصلة، وكذا أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح قبل الموت، فلقد روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمُل الغنى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ)).
        عبد الله، من علامة الإيمان الظاهرة الإنفاق من المال المحبوب للمسلم، فلما نزل قول الله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]     ويوم العسرة تصدَّق أبو بكر بماله كله، وعمر بنصفه، وتصدَّق عثمان رضي الله عنه بصدقة عظيمة، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ضرَّ عثمان ما فعَل بعد اليوم".
      عباد الله، تتأكد الصدقة والإنفاق على الجار القريب الفقير، فقد روى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن الذي يَشبَع وجارُه جائعٌ إلى جنبه".

      و تفقُّد أحوال المساكين من الأقارب والجيران، وأن تُسَدَّ حاجتُهم؛ علَّ الله أن يَرحَمنا، فلنعجِّل بالإنفاق في سبيل الله قبل أن يَفجَأَنا الأجل؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].

      سبحانَ ربِّك ربِّ العزة عما يَصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.

      الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
      شبكة الالوكة
       
    • السلام عليكن ورحمة الله وبركاته أخواتي الحبيبات 🌿
      أحببت اليوم أن ألفت انتباهكن إلى نقطة مهمّة جدًا تساعدنا جميعًا في إعادة إحياء المنتدى وزيادة تفاعله: ✅ لدينا قناة رسمية على التلغرام
      وهي المنصة التي نعتمد عليها في نشر التنبيهات السريعة، الإعلانات، الروابط، المستجدات، وكل ما يخص الدروس والمشاريع. 📥 زيادة عدد المشتركات في القناة = زيادة وصول المحتوى = زيادة التفاعل داخل المنتدى نفسه
      لذلك، نحتاج من كل أخت هنا أن تنضم للقناة، وتنشر الرابط لمن تعرفه، لكي نصل لأكبر عدد ممكن من الأخوات المهتمّات. 🎯 خطتنا القادمة – بإذن الله – هي:
         
          •    نشر التحديات والدروس والمواد المفيدة
          •    متابعة مستمرة لكل جديد في المنتدى عبر القناة
          •    المشاركة الجماعية في الأعمال الدعوية وتواجدكن معنا في القناة يسهل علينا إيصال كل شيء في وقته، بدل أن تفوتكن المواضيع المهمة. 🌸 رابط القناة الرسمية:
      ⬇️⬇️
      https://t.me/akhawatislamway وجودكن معنا إضافة.. ومشاركتكن قوة.. وتشجيعكن حياة لهذا المكان الطيب 💛
      بارك الله فيكن وجمعنا على ما يحب ويرضى 🌿✨
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواتي الغاليات يشغلني كثيرًا ما يحدث في هذا الزمان وهذا الجيل بالرغم من التقنيات الحديثة التي يعيشها هذا الجيل إلا أنني أجد الكثير إلا ما رحم ربي يتبرم ويقنط من حياته أمام اي ابتلاء أو ضائقة تمر به بل ويلوم والديه على أنهم السبب فيما هو فيه وترى الآباء والأمهات عاجزون عن تقويمهم وتغيير سلوكهم بسبب ذلك العالم المنفتح على جميع الثقافات الأخرى دون رابط أو ضابط فعجيب هو أمر الإنسان وتلك النماذج التي لا ترى نعم الله وينكر وجودها لماذا وصلنا لهذا الحال لماذا نقف مكتوفي الأيدي وأين حمد الله على النعم التي رزقهم الله إياها؟!  لماذا دائمًا هذا الجيل ينفر ويُنفّر غيره! أليس هذا من كفران النعم التي يعذب الله الناس بسببها، في حين أنهم لو شكروا لزادهم منها، فقال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]. يقول الشيخ السعدي رحمه الله في هذه الآية: "وقال لهم حاثًا على شكر نعم الله: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} أي: أعلم ووعد، {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} من نعمي، {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ومن ذلك أن يزيل عنهم النعمة التي أنعم بها عليهم، والشكر: هو اعتراف القلب بنعم الله والثناء على الله بها وصرفها في مرضاة الله تعالى، وكفر النعمة ضد ذلك". وقال ابن كثير رحمه الله فيها: "وقوله: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ} أي: كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها، {إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} وذلك بسلبها عنهم، وعقابه إياهم على كفرها، وقد جاء في الحديث: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه». وفي المسند: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به سائل «فأعطاه تمرة»، فتسخطها ولم يقبلها، ثم مر به آخر «فأعطاه إياها»، فقبلها وقال: تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم «فأمر له بأربعين درهمًا» -أو كما قال- قال الإمام أحمد: حدثنا أسود، حدثنا عمارة الصيدلاني عن ثابت، عن أنس قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل«فأمر له بتمرة» فلم يأخذها -أو: وحش بها- قال: «وأتاه آخر فأمر له بتمرة»، فقال: سبحان الله! تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال للجارية: «اذهبي إلى أم سلمة فأعطيه الأربعين درهمًا التي عندها»" تفرد به الإمام أحمد... ألا لنحمد الله على نعمه حتى لا نُحرم ونُعذب بسبب جحودنا وكفرنا بتلك النعم التي حُرم منها الكثير، وليزيدنا الله منها ويحفظها لنا من الزوال، بل قد تكون سبب في عفوه ورضاه إن أحسنا استخدامها ووجهناها لطاعته وابتغاء مرضاته، وحتى نكون من القليلالشكور الذين قال الله تعالى فيهم: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف:10].  فاللهم اجعلنا من القليل الشكور  واهدنا وذرياتنا واهدي بنا اللهم آمين   
    • الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد: فالعناء من المواضيع التي تكلم عليها العلامة ابن القيم, رحمه الله في عدد من كتبه وقد جمعتُ بفضل من الله وكرمه بعضًا مما ذكره.     ●  الغناء ينبت النفاق في القلب:       [كتاب: مدارج السالكين في منازل السائرين]   قال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل. وهذا كلام عارفٍ بأثر الغناء وثمرته, فإنه ما اعتاده أحد إلا نافق قلبه وهو لا يشعر, ولو عرف حقيقة النفاق وغايته لأبصره في قلبه, فإنه ما اجتمع في قلب محبة الغناء ومحبة القرآن إلا وطردت إحداهما الأخرى, وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه, وتبرُّمهم به, وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم, وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرؤه, فلا تتحرك ولا تطرب ولا يهيج منها بواعث الطلب, فإذا جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله, كيف تخشع منهم الأصوات, وتهدأ الحركات, وتسكن القلوب وتطمئن, ويقع البكاء والوجد, والحركة الظاهرة والباطنة, والسماحة بالأثمان والثياب, وطيبُ السهر وتمنِّى طول الليل! فإن لم يكن هذا نفاقاً فهو آخيَّة النفاق وأساسه.     ●  ما ظهرت المعازف في قوم وفشت فيهم إلا سُلط عليهم العدو: والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سُلط عليهم العدو, وبُلُوا بالقحط والجدب وولاة السوء, والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر, والله المستعان.                [كتاب: إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان]     ●  الغناء يلهي القرآن ويصده عن فهم القرآن وتدبره: اعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق, ونباته فيه كنبات الزرع بالماء, فمن خواصه: أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره, والعمل بما فيه, فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً, لما بينهما من التضاد, فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى, ويأمر بالعفة, ومجانبة شهوات النفوس, وأسباب الغي وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء يأمر بضد ذلك كله ويحسنه ويُهيج النفوس إلى شهوات الغي, فيثير كامنها, ويزعج قاطنها, ويحركها إلى كل قبيح     ●  حكم الغناء عند الأئمة الأربعة: قال الإمام أبو بكر الطرطوشي في كتابه في تحريم السماع: أما مالك فإنه نهى عن الغناء, وعن استماعه...وسئل عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء, فقال: إنما بفعله عندنا الفساق. وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء, ويجعله من الذنوب. وأما الشافعي فقال: إن الغناء لهو مكروه, يُشبه الباطل والمحال, ومن استكثر منه فهو سفيه تُرد شهاته. وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه, وأنكروا على من نسب إليه حله. وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبدالله ابنه: سألت أبي عن الغناء. فقال: الغناء يُنبتُ النفاق في القلب.     ●  سماع الغناء من المرأة الأجنبية وأما سماعه من المرأة الأجنبية أو الأمرد فمن أعظم المحرمات وأشدها فساداً.       ●  سماع الغناء من مكايد الشيطان: من مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين, وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن وهو رقية اللواط والزنى وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكراً منه وغروراً وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقلبت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجوراً. مزامير الشيطان أحبُّ إليهم من استماع سور القرآن, لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً, ولا أزعج له قاطناً, ولا أثار فيه وجداً, ولا قدح فيه من لواعج الشوق إلى الله زنداً, حتى إذا تلي عليهم قرآن الشيطان وولج مزموره سمعه, تفجرت ينايبع الوجد من قلبه على عينيه فجرت, وعلى أقدامه فرقصت, وعلى يديه فصفقت, وعلى سائر أعضائه فاعتزت وطربت, وعلى أنفاسه فتصاعدت, وعلى زفراته فتزايدت, وعلى نيران أشواقه فاشتعلت                      [كتاب: الكلام على مسألة السماع]     ●  صوت القرآن وصوت الغناء: صوت القرآن يُسكِّن النفوس ويُطمئنها ويُوقرها, وصوت الغناء يستفزها ويُزعجها ويُهيجها,...فتبارك من جعل كلامه شفاء لصدور المؤمنين, وحياةً لقلوبهم, ونوراً لبصائرهم, وغذاءً لقلوبهم, ودواءً لأسقامهم, وقرةً لعيونهم, وفتح به منهم أعيناً عُميناً, وآذاناً صُماً وقلوباً غلفاً,..فأشرقت به الوجوه, واستنارت به القلوب.       ●  أدلة تحريم الغناء: قال تعالى: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡم وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَاب مُّهِين * وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرًا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡراًۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان:6-7] فسر غير واحد من السلف لهو الحديث بأنه الغناء,...فقال أبو الصهباء: سألت عبدالله بن مسعود عن هذه الآية فقال: هو الغناء والاستماع إليه. وقال إبراهيم النخعي والحسن البصري في هذه الآية: إنه الغناء. وقال عكرمة عن ابن عباس في قوله: ﴿ أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ * وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ * وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ﴾ [النجم:59-61] إنَّ السمود هو الغناء, يقال: سمد فلان إذا غنى, وقد فُسر السمود باللهو, وفسر بالإعراض, وفسر بالغفلة, وفسر بالأشر والبطر, ولا ينافى تفسيره بالغناء, فإن الغناء ثمرة ذلك كله, فإن الحامل عليه اللهو والغفلة والإعراض والأشر والبطر, وذلك كله مناف للعبودية. قال تعالى: ﴿ وَٱستفزِزۡ مَنِ ٱستَطَعتَ مِنهُم بِصَوۡتِكَ ﴾ [الإسراء:64] قال مجاهد: هو الغناء والمزامير, وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم: (( صوتاً أحمق فاجر)) ولو كان مباحاً لما كان فاجراً فروى البخاري في صحيحه من حديث عبدالرحمن بن عوف قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي حِجره إبراهيم, يعني: ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو يجود بنفسه, وعيناه تذرفان, فقلت: يا رسول الله! أو تبكي؟ أو لم تنه عن البكاء ؟ فقال: ( إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: رنة عند مصيبة وشق جيب وخمش وجوه, ورنة شيطان عند نعمة ولهو ولعب.))       ●  مفاسد السماع: هذا السماع...كم حصل به من مفسدةٍ...فكم أفسدَ من دين, وأمات من سنة, وأحيا من فجور وبدعة, وكم هُدِمَ به من مرضاة الله ورسوله, وبُني به من مساخطه ومساخط رسوله, ولا إله إلا الله كم جلب من شرك, وأخفى من توحيد, وكم فيه من فتحٍ لطرق الشيطان, وصدٍّ عن سبيل الله وعن الإيمان, وكم أنبت في القلب من نفاقٍ, وغرَسَ فيه من عداوة لدين الله وشقاق, وكم وقع فيه من رقية للزنا والحرام, وتسهل به من طريق إلى ما كرهه الله من المعاصي والآثام, وكم قرت به للشيطان وحزبه من عيون وتقرحت به لأولياء الله وحزبه من جفون, وكم مالت به الطباعُ إلى ما حرمه الله ورسوله عليها وكم سكرت به النفوس فعربدت بالمحارم وانقادت قسراً إليها هذا ولو لم يكن فيه من المفاسد إلا ثِقلُ استماع القرآن على قلوب أهله, واستطالته إذا قُرئ بين يدي سماعهم, ومرورهم على آياته صُماً وعمياناً, لم يحصل لهم منه ذوق ولا وجد ولا حلاوة, بل ولا يصغى أكثر الحاضرين أو كثير منهم إليه, ولا يُقومون معانيه, ولا يغضون أصواتهم عند تلاوته. فإذا جاء السماع الشيطاني خشعت منهم الأصوات, وهدأت الحركات, ودارت عليهم كؤوس الطرب والوجد, وحدا حينئذٍ حادي الأرواح إلى محل السرور والأفراح. ومن مفاسده: أنه يُثقل على القلوب الفكر في معاني القرآن وحقائق الإيمان, فبحسب انصرافه إلى السماع يكون انصرافه عن ذلك, فمستقل ومستكثر. وكذلك يُثقل على اللسان ذكر الله, وإن خف الذكر على لسانه كان ذكراً مجرداً عن مواطأة القلب للسان, وهذا أمر يعلمه السماعي الصادق من نفسه, ولا يمكنه جحده بقلبه فما اجتمع السماع والذكر والقرآن في موطن إلا وطرد أحدهما الآخر, فلا يجتمعان إلا حرباً, لا يجتمعان سلماً قط. كم أُفسِد بالسماع من قلب, وكم سُلِب من نعمة, وكم جُلِب من نقمة, وكم رُكِب به من فرج حرام, وكم استُحلَّ به من المحارم والآثام, وكم صَدَّ عن ذكر الله وعن الصلاة, وكم قطع على السالكين سبيل النجاة, وكم تهافت به فراشُ العقول والأحلام في الجحيم, وكم فاتها به من حظها من الله وجنات النعيم ؟ ومن مفاسده: أنه يميل بسامعه إلى اللذات العاجلة, ويدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات بحسب الإمكان...وبين الغناء وشهوة الجماع ولذته أقرب نسبٍ من جهة أن الغناء لذة الروح, والجماع أكبر لذات النفس, فيجتمع داعي اللذتين على طبع مستعد ونفس فارغة, فيجد الداعي محلاً فارغاً لا مدافع له, فيتمكن منه,كما قيل: أتاني هواها قبل أن أعرِف الهوى       فصادف  قلباً فارغاً    فتمكـنا وبالجملة فمفاسد هذا السماع في القلوب والنفوس والأديان أكثر من أن يحيط بها العدُّ, ومن عرف مقاصد الشرع في سدِّ الذرائع المفضية إلى الحرام قطع بتحريم هذا السماع, فإن النظر إلى الأجنبية واستماع صوتها لغير حاجة حرام سدًّ للذريعة. فتحريم...الآلات المطربة من تمام حكمة الشارع, وكمال شريعته, ونصيحته للأمة, فإنه لو حرّم ما اشتمل على المفاسد, وما هو وسيلة وذريعة إليه, ولو أباح وسائل المفاسد مع تحريمها لكان تناقضاً يُنزه عنه, ولو أن عاقلاً من العقلاء حرَّم مفسدة وأباح الوسيلة المفضية إليها لعدَّه الناس سفيهاً متلاعباً.       ●  الداهية الكبرى القول بجواز هذا السماع: قال غير واحد من السلف: ادعى قوم محبة الله تعالى, فأنزل الله تعالى: ﴿ قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾  [آل عمران:31] فلم يقل: فارقصوا واطربوا على صوت المزامير والشبابات, والألحان المطربات, بالتوقيعات والنغمات, فمن أضلُّ سبيلاً ممن يدعي محبة الله ويزعم أنه يتقرب إليه بهذا السماع الشيطاني. فالمصيبة العظمة والداهية الكبرى: نسبة ذلك إلى دين الرسول صلى الله عليه وسلم وشرعه, وأنه أذن في ذلك لأمته, وأباحه لهم وأطلقه, ورفع الحرج عن فاعله, مع اشتماله على هذه المفاسد المضادة لشرعه ودينه وأظلم من هذه البلية وأشدُّ: اعتقاد أنه قُربة حتى يُتقرب به إلى الله, ودين يُدان الله به, وأن فيه من صلاح القلوب وعمارتها بالأحوال العلية والصفات الزكية ما يجعله أفضل من كثير من النوافل, كقيام الليل وقراءة القرآن, وطلب ما يُقرب إلى الله من العلم النافع والعمل الصالح وأعظم من هذا كلِّه بليةً ومصيبةً اعتقاد أن تأثُّر القلوب به أسرع وأقوى من تأثرها بالقرآن, وأنه قد يكون أنفع للعبد من سماع القرآن, وأن فتحه أعجل وأقوى من فتح القرآن من وجوه متعددة. ولا ريب أن هذا من النفاق الذي أنبته الغناء في القلب, فإنه كما قال ابن مسعود: " الغناء يُنبتُ النفاقَ في القلب كما يُنبت الماءُ البقلَ "وأي نفاق فوق هذا النفاق؟ ولا ريب أن ارتكاب المحرمات مع العلم بتحريمها أسهلُ وأسلمُ عاقبةً من ارتكابها على هذا الوجه, فإن هذا قلب للدين, ومشاققة لرسول رب العالمين, واتباع لغير سبيل المؤمنين, وقد قال تعالى: ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا﴾  [ النساء: 115]     ●  تحذير سائر طوائف أهل العلم من الغناء والسماع: يتبين لمن له قلب حي وبصيرة منور بنور الإيمان, أن الغناء والسماع الشيطاني وآلات اللهو إنما نصبها الشيطان مضادةً لأمر الله ومعارضةً لما شرعه لعباده, وجعله سببَ صلاح قلوبهم  وأديناهم, واستخف الشيطان وحزبه وحسن لهم ذلك, فأطاعوه, وزينه لهم فاتبعوه, ولما فعلوا ذلك واستجاب لهم من قّل نصيبه من العلم والإيمان, صاح بهم جند الله وحزبه من كل قطر وناحية, وحذَّروا منهم, ونهوا عن مشابهتهم والاقتداء بهم من سائر طوائف أهل العلم, فصاح بهم أئمة الحديث, وأئمة الفقه, وأئمة التفسير, وأئمة الزهد والسلوك إلى الله, وحذروا منهم كل الحذر.     ●  الغناء من أصوات الشيطان: قال تعالى للشيطان: ﴿ وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ ﴾ [الإسراء:64] فالصوت الشيطاني يستفز بني آدم, وصوت الشيطان كل صوت في غير طاعة الله, نُسِبَ إلى الشيطان لأمره به ورضاه به, وإلا فليس هو الصوت نفسه, فصوت الغناء وصوت النوح وصوت المعازف...كلها من أصوات الشيطان, التي يستفز بها بني آدم فيستخفهم ويُزعجهم, ولهذا قال السلف في هذه الآية: " إنه الغناء"             [كتاب: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح]     ●  الغناء مفتاح الزنا: جعل الغناء مفتاح الزنا.                            [كتاب: تحفة المودود بأحكام المولود]     ●  تربية الصغار على تجنب سماع الغناء. وكذلك يجب أن يجنب الصبيُّ إذا عقل مجالس اللهو والباطل، والغناء.
      كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ صيد الفوائد    
    • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وجنده، وبعد:
      الخلائق جميعا سيجمعهم الله تعالى في يوم تشيب له الولدان، وتتصدع فيه القلوب وتقشعر له الأبدان، في مشهد مهول، وأحوال فظيعة، وأوقات عصيبة، ومواقف عظيمة؛ ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )[1].

      الناس يوم القيامة صنفان، إما آمنون كما في قوله تعالى( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )[2]، هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك، له، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة[3]، ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ )[4]، والصنف الآخر: خائفون نادمون متحسرون يحزنهم الفزع الأكبر.
        والحسرة: شدة التلهف والندم والتأسف، على ما فات ومضى، وهو تعبير عن الحزن لمصاب وقع، ومن أسماء يوم القيامة " يوم الحسرة" قال تعالى( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )[5]، وأي: حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنته، واستحقاق سخطه والنار، على وجه لا يتمكن من الرجوع، ليستأنف العمل، ولا سبيل له إلى تغيير حاله بالعود إلى الدنيا؟![6].
        وَالْمُرَادُ بِيَوْمِ الْحَسْرَةِ يَوْمُ الْحِسَابِ، أُضِيفَ الْيَوْمُ إِلَى الْحَسْرَةِ لِكَثْرَةِ مَا يَحْدُثُ فِيهِ مِنْ تَحَسُّرِ الْمُجْرِمِينَ عَلَى مَا فَرَّطُوا فِيهِ مِنْ أَسْبَابِ النَّجَاةِ، فَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ كَأَنَّهُ مِمَّا اخْتَصَّتْ بِهِ الْحَسْرَةُ، فَهُوَ يَوْمُ حَسْرَةٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ وَإِنْ كَانَ يَوْمَ فَرَحٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الصَّالِحِينَ.[7]
      وباعتبار آخر الناس جميعا يتحسرون يوم القيامة، المؤمن والمحسن يتحسر لعدم ازدياده من الطاعة والإحسان، والمسيء يتحسر لتفريطه في جنب الله وضياع أوقاته في المعاصي والموبقات.
      { وأنذرهم يوم الحسرة } نفسه في ذلك المشهد العظيم، يوم تزل القدم، ولا ينفع الندم، للمسيء على إساءته، وللمحسن على عدم ازدياده من الإحسان.[8]

        هنالك حسرات خاصة لأهل الإيمان بسبب تفريطهم وتركهم أعمال محددة أو مقارفة أمور معينة، من ذلك:

      - حسرة من ترك قراءة سورة البقرة لمن استطاع ذلك، فإذا عاين البركة والخير والأجر العميم فيما لو كان قرأها وتدبرها وانتفع بما فيها؛ فإنه يتحسر ولات ساعة مندم!
      يقول عليه الصلاة والسلام( اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ ).[9]

      - حسرة أصحاب المجالس التي تخلو من ذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم:
      يقول عليه الصلاة والسلام( ما قعد قومٌ مَقعدًا لم يذكروا فيه اللهَ عزَّ وجلَّ، ويُصلُّوا على النَّبيِّ، إلَّا كان عليهم حسرةً يومَ القيامةِ، وإن دخلوا الجنَّةَ للثَّوابِ )[10].

      - من حرص على الإمارة والمنصب والقيادة والمكانة، ثم لم يؤد حقها تكون عليه حسرة يوم القيامة:
      يقول عليه الصلاة والسلام( إنكم ستَحرصون على الإمارةِ، وإنها ستكونُ ندامةً و حسرةً، فنعْمَتِ المُرْضِعَةُ، و بِئْسِتِ الفاطمةُ ).[11]

      - الحسرة على أعمال صالحة خالطتها الشوائب والأكدار، من رياء وسمعة وعُجُب ومنة:
      قال تعالى( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )[12].

          أما حسرات الكفار والمجرمين والعصاة والظالمين المفرطين يوم القيامة عديدة ومتنوعة، هي عذاب معنوي أشد من العذاب الجسدي والحسي، من ذلك:

      - حسرة أهل النار:
      قال عليه الصلاة والسلام( لا يَدخلُ الجنةَ أحدٌ إلَّا أُرِيَ مَقعدَهُ من النارِ لوْ أساءَ لِيزدادَ شُكرًا، ولا يَدخلُ النارَ أحدٌ إلَّا أُرِيَ مَقعدَهُ من الجنةِ لوْ أحسَنَ لِيكونَ عليه حسرةً )[13].

      - حسرة الكفار وتمنيهم الموت يوم القيامة:
      قال تعالى( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا )[14].
      ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم.[15]

      - حسرة أتباع الشيطان الذين استجابوا لنزغاته ووساوسه، عندما يتخلى عنهم في النار:
      قال تعالى( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )[16].

      - حسرة المجرمين منكسي رؤوسهم عند معاينة العذاب:
      قال تعالى( وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ )[17].

      - حسرة وندم المفرطين عند معاينة الموت:
      قال تعالى( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )[18]، أي: مجرد قول باللسان، لا يفيد صاحبه إلا الحسرة والندم، وهو أيضا غير صادق في ذلك، فإنه لو رد لعاد لما نهي عنه.[19]

      - الكافر يوم القيامة يرى أنه لم يلبث في الدنيا إلا قليلا فيتحسر على ذلك:
      قال تعالى( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )[20].

      - حسرة عظيمة لمن خسر نفسه وأهله يوم القيامة:
      قال تعالى( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )[21].

      - حسرة المكذبين بلقاء الله ويوم القيامة:
      قال تعالى( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ )[22]، يقول تعالى مخبرا عن خسارة من كذب بلقاء الله وعن خيبته إذا جاءته الساعة بغتة، وعن ندامته على ما فرط من العمل، وما أسلف من قبيح الفعال.[23]

      - حسرة المشركين لعدم اتباعهم ما أُنزل من القرآن:
      قال تعالى( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )[24].

      - حسرة مَن جانب طريق الهداية والتقوى:
      قال تعالى( أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )[25].

      - حسرة المفرطين عند رؤية العذاب:
      قال تعالى( أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )[26].

      - حسرة الظالمين بمختلف أصنافهم:
      قال تعالى( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا )[27]، ويوم يعضّ الظالم نفسه المشرك بربه على يديه ندما وأسفًا على ما فرط في جنب الله.[28]
      وعض اليدين كناية عن شدة الحسرة والندامة والغيظ، لأن النادم ندما شديدا، يعض يديه. وليس أحد أشد ندما يوم القيامة من الكافرين.[29]

      - حسرة الظالمين عند رؤية العذاب، وعدم تمكنهم من الافتداء والتحلل من الظلم:
      قال تعالى( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ).

      - حسرة من اتخذ قرناء السوء وصاحبهم في الدنيا:
      قال تعالى مخبرا عن حال هذا الصنف( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا )[30]، تشتد حسراته وتتصاعد زفراته يَقُولُ: يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا.[31]

      - حسرة من ضيع ماله في الدنيا ولم ينفق منه في سبيل الله؛ عند معاينة الموت:
      قال تعالى( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ )[32].
      الإنفاق إنما ينفع إذا كان عن ملكة السخاء، وهيئة التجرد في النفس. فأما عند حضور الموت، فالمال للوارث لا له، فلا ينفعه إنفاقه، وليس إلا التحسر والتندم، وتمني التأخير في الأجل بالجهل.[33]

      - حسرة أهل النار عند معاينتهم وإذاقتهم أشد العذاب، مطالبين ربهم بالخروج منها والرجوع للدنيا ليعملوا الصالحات، لكن هيهات!
      قال تعالى عن أهل النار أعاذنا الله وإياكم منهم( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )[34].

      - حسرة أهل النار عندما يناديهم أصحاب الجنة وقد فازوا بالنعيم المقيم:
      قال تعالى( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )[35].
      وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ، أي إذا استقروا في منازلهم، أَصْحابَ النَّارِ توبيخا وتحسيرا لهم.[36]

      - حسرة أهل النار بعد طلبهم من أهل الجنة شرب الماء والطعام:
      قال تعالى( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )[37].

      - حسرة أهل النار بعد ندائهم خزنة جهنم وطلب التخفيف من العذاب:
      قال تعالى( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )[38].

      - حسرة أهل النار بعد جواب مالك خازن النار لهم بأنهم خالدون ماكثون فيها بلا موت:
      قال تعالى( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ )[39]، أي: مقيمون فيها، لا تخرجون عنها أبدا، فلم يحصل لهم ما قصدوه، بل أجابهم بنقيض قصدهم، وزادهم غما إلى غمهم.[40]

      - حسرة الكفار على الأموال التي أنفقوها للصد عن سبيل الله:
      قال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )[41].

      - حسرة الإمعات أتباع كل ناعق، المقلدين المتعصبين لغيرهم دون بينة أو برهان، عندما يتخلى عنهم ويتبرأ منهم المتبوعين:
      قال تعالى( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )[42].

      - المقلدون الطائعون لأسيادهم وكبرائهم ومنظريهم ورؤسائهم، يتحسرون لأنهم أيقنوا ما كانوا فيه من ضلال:
      قال تعالى( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا . رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )[43].

      - الحسرة على أعمال محدثة ومُبتَدعة تخالف الشريعة:
      قال تعالى(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )[44].

      - أعمال الكفار يتحسرون عليها لأنهم فقدوا أصل الإيمان والتوحيد:
      قال تعالى( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )[45].

      - الأعمال التي لم تكن خالصة لوجه الله يتحسر عليها أهلها لأنها ذهبت سدى وهباءً:
      قال تعالى( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )[46].

      - حسرة من تعلم العلم ولم يعمل به:
      قال حاتم الأصم رحمه الله: ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس علمًا فعملوا به ولم يعمل هو به، ففازوا بسببه وهلك هو.[47]

      - كل أخوة وصداقة قائمة على غير تقوى الله، كصداقة المنفعة واللذة يتحسر أهلها يوم القيامة:
      قال تعالى( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ . يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ )[48].
      أي: لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور، ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها، وإذا انتفى المكروه من كل وجه، ثبت المحبوب المطلوب.[49]

      - المنافقون والمنافقات يتحسرون لعدم تمكنهم من اقتباس نور أهل الإيمان يوم القيامة:
      قال تعالى( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ )[50].

      - كل من أضاع وقته في الدنيا بالملهيات، والخطايا والمنكرات، ولم يستجيب لأوامر رب الأرض والسماء، سيتحسر يوم القيامة على جميع الأوقات:
      قال تعالى( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )[51]، أي أيام حياتي في الدنيا أو لأجل حياتي هذه الباقية التي لا موت بعدها[52].

      نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن لا يجعلنا من النادمين المتحسرين يوم القيامة



      [1] ( الحج: 2 ).
      [2] ( الأنعام:82 ).
      [3] تفسير ابن كثير.
      [4] ( الأنبياء:103).
      [5] ( مريم:39 ).
      [6] تفسير السعدي.
      [7] التحرير والتنوير.
      [8] تفسير البقاعي.
      [9] صحيح الجامع برقم 1165.
      [10] السلسلة الصحيحة برقم 76، وفي رواية ( ما من قومٍ اجْتَمَعُوا في مَجْلِسٍ، فَتَفَرَّقُوا و لمْ يَذْكُرُوا اللهَ إلَّا كان ذلكَ المَجْلِسُ حَسْرَةً عليهم يومَ القيامةِ ) كما في السلسلة الصحيحة برقم 2557، وهذا يشمل كل المجالس دون استثناء حتى المجاميع في مواقع التواصل كالفيسبوك والواتس آب وغيرها، لذلك وجب الانتباه فالأمر جد خطير.
      [11] صحيح الترغيب والترهيب برقم 2178.
      [12] (الزمر:47).
      [13] صحيح الجامع برقم 7668.
      [14] (النبأ:40).
      [15] تفسير السعدي.
      [16] (إبراهيم:22).
      [17] (السجدة:12).
      [18] (المؤمنون:99-100).
      [19] تفسير السعدي.
      [20] (يونس:45).
      [21] (الزمر:15).
      [22] (الأنعام:31).
      [23] تفسير ابن كثير.
      [24] ( الزمر:55-56).
      [25] ( الزمر:57).
      [26] (الزمر:58).
      [27] (الفرقان:27).
      [28] تفسير الطبري.
      [29] التفسير الوسيط.
      [30] (الفرقان:28).
      [31] تفسير القاسمي.
      [32] (المنافقون:10).
      [33] تفسير القاسمي.
      [34] (فاطر:37).
      [35] (الأعراف:44).
      [36] تفسير القاسمي.
      [37] (الأعراف:50).
      [38] (غافر:49-50).
      [39] (الأعراف:77).
      [40] تفسير السعدي.
      [41] (الأنفال:36).
      [42] (البقرة:167).
      [43] (الأحزاب:67-68).
      [44] (الكهف:103).
      [45] (النور:39).
      [46] (الفرقان:23).
      [47] إحياء علوم الدين(1/63).
      [48] ( الزخرف:67-68 ).
      [49] تفسير السعدي.
      [50] (الحديد:13).
      [51] (الفجر:24). [52] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.

      صيد الفوائد


         
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • **راضية** تشعر الآن ب راضية
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182598
    • إجمالي المشاركات
      2536256
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×