اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57884
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180604
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8287
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53051
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31798
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32203
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37669 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 7 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:   فإن الأولاد نعمة من الله عز وجل، وتكمل هذه النعمة بأن يبارك الله فيهم، فإذا بارك فيهم، كانوا متعةً ورزقًا حسنًا، تصلح به الأرض، ويسر به القلب، وتقرُّ به الأعين في الدنيا والآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].       فالبركة في الأولاد يعود نفعها على الوالدين في حياتهما، وحتى بعد موتهما؛ فأما في حياتهما، فينال الأبوين برُّهم، وطاعتهم، وإحسانهم ونفعهم، وأنعِم به وأكرم من برٍّ وطاعة وإحسان.       ولك أن تتخيل أنَّ بعض الناس تجد عنده ولدًا واحدًا، وتجد فيه الصلاح والخير والبركة، وهذا الابن سعادة لأبيه، فلا يقوم أبوه ولا يقعد إلا وهو يذكر ابنه، إما بدعوة صالحة أو بخير، مما وضع الله من البركة في هذا الابن، إنها البركة في الذرية؛ كما قال تعالى: ﴿ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 73].       وأما بعد موتهما، فالأجر والثواب لا ينقطع؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات ابن آدم، انقطع عنه عمله، إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))، وفي الحديث الصحيح: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته))، وذكر منها: ((وولدًا صالحًا تركه)).       فما من صلاحٍ وخير يقوم الأبوان بتربيتهم عليه، إلا وهو في ميزان حسناتهم يوم القيامة؛ لأن الولد من كسب وسعي أبويه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 39 - 41]، فما يسجد سجدةً، ولا يقرأ حرفًا، ولا يسبح تسبيحةً، ولا يعمل معروفًا إلا وكان للوالدين من ذلك حظٌّ ونصيب، إنها بركة تربية الأبناء.       بل ويستمر نفعهم، ويجني الأبوان ثمارَ هذه البركة في الأولاد حتى في الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل لَترفع درجته في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هذه؟! فيقول: باستغفار ولدك لك))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع].       فكل هذه النصوص تحفز المسلم على تحري أسباب البركة في الأولاد، وإليك طرفًا منها:   1- من أهم هذه الأسباب: أن يتأسَّس الأولاد على الدين القويم، ويبدأ هذا التأسيس من حسن اختيار الزوجة التي ستكون أمًّا لهؤلاء الأولاد؛ كما في الحديث: ((فاظفر بذات الدين، ترِبت يداك))؛ [رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه]، فإن البركة واليُمن، واليُسر والرضا مع ذات الدين؛ وقال صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطفكم، وانكحوا الأكفَاء، وأنكحوا إليهم))؛ [رواه ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، وصححه الألباني].       ثم الالتزام بالهديِ النبوي عند المعاشرة الزوجية؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أمَا إن أحدكم إذا أتى أهله، فقال: بسم الله، اللهم جنِّبني الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، ثم قُدِّر بينهما في ذلك، أو قُضِيَ ولدٌ، لم يضره شيطان أبدًا))؛ [متفق عليه].       فإذا رُزق الأبوان بالمولود، فيُستحب الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، ليكون أولَّ ما يطرق سمعه ويستقر في أعماقه تكبيرُ الله عز وجل، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، والدعوة إلى الصلاة والفلاح، طلبًا والتماسًا للبركة.       ثم اختيار أحسن الأسماء للأولاد، وهذا من حقوق المولود في يوم سابعه؛ فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ غلامٍ رهينة بعقيقته، تُذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويُسمَّى))، وفي رواية: ((أمَر بتسمية المولود يوم سابعه، ووضع الأذى عنه، والعقِّ))، [رواه أبو داود، والترمذي].       لأن الاسم له تأثيرٌ ظاهر على المولود؛ ففي صحيح البخاري عن ابن المسيب عن أبيه: ((أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: حزَن، قال: أنت سهل، قال: لا أغيِّر اسمًا سمَّانِيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد)).       ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه تغيير أي اسم تنفر النفوس من معناه، فقد غيَّر اسم عاصية بجميلة، واسم أصرم بزرعة، واسم العاص، وعزيز، وغفلة، وشيطان، وغراب، وشهاب، وحرب، وغيرها.       وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة، فقال: ابن من؟ فقال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيِّها؟ قال: بذات لظى، قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، قال: فكان كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.       وأفضل المراتب في اختيار أحسن الأسماء؛ اسمي عبدالله، وعبدالرحمن، وذلك لِما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن))؛ [رواه مسلم]، ثم سائر الأسماء المعبدة لله عز وجل، وأسماء الأنبياء والمرسلين، وأسماء الصحابة والصالحين.       ومن ذلك العقيقة عنهم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل غلام ‌مرتهن ‌بعقيقته))، وأرجح الأقوال: أنه محبوس مرتهن عن الشفاعة لوالديه؛ أي: إنه إذا لم يُعق عنه، فمات طفلًا لم يشفع في والديه؛ وهو قول الإمام أحمد رحمه الله.       2- ومن أهم أسباب البركة: صلاح الوالدين، فصلاحهم بإذن الله تعالى سبب للبركة في أولادهم؛ قال ابن كثير رحمه ﷲ: "البركة التي تحل على الأبناء تكون بأعمال الآباء، والبركة التي تحل على الآباء تكون بدعاء الأبناء".       فإن المربيَ الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يُطاع ويكون لتوجيهه أثرٌ، وهو يخالف فعله قوله؟! وقد قال ربنا سبحانه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].       3- ومن أهم أسباب البركة أيضًا: الدعاء لهم، فإن دعاء الوالدين له أثر كبير في صلاح الأبناء والبنات، وهو من ثلاث دعوات مستجابات؛ ففي السنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث دعوات يُستجاب لهن، لا شكَّ فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن].       ودعاء الوالدين لأولادهم، لا شكَّ أنه أحرى وأولى بالقبول، وله تأثير على الأولاد حتى قبل ولادتهم، فهذه امرأة عمران، كانت عقيمًا لا تنجب، فنذرت إن هي حملت، لَتجعلنَّ ولدها محررًا لله تعالى، خالصًا لخدمة بيت المقدس، فقالت: ﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35]، فلما وضعتها أنثى وكانت ترغب في ذَكَرٍ ليخدم بيت الله، قالت: ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]، فاستجاب الله تعالى دعاءها، وبارك في ابنتها مريم، وحفظها ورعاها، واصطفاها، وجعلها آيةً من آياته الكبرى؛ كما قال تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]، ثم تأتيها البشارة من الملائكة بأن الله تعالى اصطفاها، ووهبها عيسى عليه السلام، وأعاذها وابنها من الشيطان الرجيم؛ كما قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 45، 46].       ودعاء الآباء للأبناء، منهج الرسل والأنبياء؛ فهذا خليل الرحمن يسأل ربه الولد الصالح فيقول: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، فيأتيه الجواب: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]، وبعد أن رُزق بالولد الصالح، لم ينقطع دعاؤه لأبنائه، فقال: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].       وهذا نبي الله زكريا عليه السلام يسأل ربه أن يرزقه ولدًا صالحًا؛ فكان يقول: ﴿ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 4 - 6]، وقال تعالى: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].       وقال الله تعالى في ذكر العبد الصالح: ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].       ونبينا صلى الله عليه وسلم كان من هديه الدعاءُ لأبنائه وأحفاده، وأبناء أصحابه؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((اللهم علِّمه الكتاب))، وفي رواية: ((اللهم فقِّهه في الدين))، فأصبح ابن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الأمة، وترجمان القرآن.       وفي الصحيحين: ((قالت أم أنس رضي الله عنهما: يا رسول الله، خويدمك أنسٌ، ادعُ الله له، قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته، قال أنس رضي الله عنه: فإني لمن أكثر الأنصار مالًا، وحدثتني ابنتي: أنه دُفن لصُلبي مقدم حجَّاج البصرة، بضع وعشرون ومائة)).       فعليك بالإكثار من الدعاء ولا تيأس، فالهداية من عند الله تعالى، رُوي عن معروف الكرخي رحمه الله: أنه كان يدعو لابنه عليٍّ قائلًا: "اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليًّا، فلم أقدر على تأديبه، فأدِّبه أنت لي"، واستجاب الله له حتى أصبح ابنه عابدًا ورعًا تقيًّا".       4- حفظ اللسان عن شتمهم، والسب واللعن لهم، والدعاء عليهم:   فمن المفاهيم الخاطئة: الدعاء عليهم بحُجة تخويفهم، أو ردعهم عن الخطأ، أو تعزيرًا لهم عند الوقوع في الخطأ، فليحذر الوالدان كل الحذر من الدعاء عليهم؛ ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعةً نِيل فيها عطاء، فيستجيب لكم))، وفي رواية: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم)).       وتأمل: كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن تصاحبهم ناقة قد لعنها صاحبها؛ كما في صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: ((بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجِرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد)).       نسأل الله العظيم أن يبارك لنا أجمعين في أولادنا، وأن يجعلهم مباركين أينما كانوا. رمضان صالح العجرمي شبكة الالوكة    
    • من سنن الله تعالى في خلقه (6) [وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]   مِنْ سُنَنِ اللَّـهِ -تَعَالَى- الْعَجِيبَةِ فِي عِبَادِهِ مَا ذَكَرَهُ -سُبْحَانَهُ- فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129].   وَلِهَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ فِي الظَّالِمينَ جَانِبَانِ: فَالجَانِبُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الظَّلَمَةَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَلَوِ اخْتَلَفَتْ أَدْيَانُهُمْ وَمَنَاهِجُهُمْ وَمَذَاهِبُهُمْ وَثَقَافَاتُهُمْ وَاتِّجَاهَاتُهُمْ، فَيَجْمَعُهُمُ الظُّلْمُ وَلَوْ تَفَرَّقُوا، وَيُوَحِّدُهُمْ قَصْدُهُمْ لِلْمَظْلُومِ بِالظُّلْمِ وَلَوْ تَبَايَنَتْ غَايَاتُهُمْ مِنْ ظُلْمِهِ.   وَلمَّا كَانَ الشِّرْكُ أَعْظَمَ الظُّلْمِ كَانَ الْكُفْرُ مِلَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ الْكُفَّارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَكَانَ المُنَافِقُونَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ؛ لِأَنَّ بُغْضَهُمْ لِلْإِيمَانِ يَجْمَعُهُمْ وَلَوْ تَفَرَّقُوا فِي غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ يَعْبُدُ الْحَجَرَ، وَبَعْضُهُمْ يَعْبُدُ الْبَشَرَ، وَلَوْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ هَوَاهُ وَشَهْوَتَهُ كَالمَلَاحِدَةِ وَالْعَلْمَانِيِّينَ، أَوْ مَنْ يَعْبُدُ المَادَّةَ كَالشِّيُوعِيِّينَ، فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى ظُلْمِ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَلَوْ فَرَّقَتْهُمْ أَدْيَانُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ.   إِنَّ هَدَفَهُمْ مَحْوُ الْإِيمَانِ الصَّحِيحِ مِنَ الْوُجُودِ، ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا يَخْلُفُ الْإِيمَانَ بَعْدَ مَحْوِهِ، أَوْ يَخْتَلِفُونَ فِي اقْتِسَامِ تَرِكَةِ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَبُلْدَانِهِمْ، فَهُمْ أَوْلِيَاءُ فِي الْهَدَفِ وَالْقَصْدِ، وَإِنِ اخْتَلَفُوا بَعْدَ تَحْقِيقِ غَايَتِهِمْ فِي بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ، أَوْ فِي زَمَنٍ مِنَ الْأَزْمَانِ.   قَالَ اللهُ -تَعَالَى- فِي الْكُفَّارِ: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]، وَقَالَ -تَعَالَى- فِي كُفَّارِ أَهْلِ الْكِتَابِ: (لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [المائدة: 51].    وَقَالَ -سُبْحَانَهُ- فِي المُنَافِقِينَ: (المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) [التوبة: 67]، أَيْ: كَأَنَّهُمْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَفِيهِ نَفْيُ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُؤْمِنِينَ، وَتَكْذِيبُهُمْ فِي حَلِفِهِمْ أَنَّهُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ) وَتَقْرِيرٌ لِقَوْلِهِ: (وَمَا هُمْ مِنْكُمْ) [التوبة: 56]، فَبَيَّنَ -سُبْحَانَهُ- أَنَّ النِّفَاقَ حَالَةٌ وَاحِدَةٌ، وَأَنَّ أَصْحَابَهُ أَوْلِيَاءُ، سَوَاءً كَانَ نِفَاقًا سَلُولِيًّا شَهْوَانِيًّا، أَمْ كَانَ نِفَاقًا سَبَئِيًّا بَاطِنِيًّا؛ لِأَنَّ غَايَةَ النِّفَاقَيْنِ هَدْمُ الْإِسْلَامِ الصَّحِيحِ مِنْ دَاخِلِهِ، وَحِينَئِذٍ فَلَا غَرَابَةَ أَنْ يُوَالِيَ الْعَلْمَانِيُّ وَاللِّيبْرَالِيُّ الصَّفَوِيَّ الْبَاطِنِيَّ.   وَالْجَامِعُ الَّذِي يَجْمَعُ هَذِهِ المَذَاهِبَ وَالمِلَلَ وَالْأَهْوَاءَ الضَّالَّةَ عَنِ الْحَقِّ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ بِسَبَبِ تَقْصِيرِهِمْ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ، أَوْ بِسَبَبِ اسْتِكْبَارِهِمْ عَنْ قَبُولِهِ، أَوْ بِسَبَبِ إِعْرَاضِهِمْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.   وَمِنْ عَجَائِبِ الْقُرْآنِ وَكُنُوزِهِ أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- وَصَفَ فِيهِ أَصْحَابَ كُلِّ المَذَاهِبِ الْبَاطِلَةِ فِي جُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ: أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، وَجَعَلَ فِي مُقَابِلِهِمْ مَنْ يَعْلَمُونَ شَرِيعَةَ اللَّـهِ -تَعَالَى-، فَأَمَرَهُمْ بِالِاسْتِمْسَاكِ بِهَا، فَلَا يَغْتَرُّونَ بِكَثْرَةِ الضَّالِّينَ عَنْهَا، وَلَا يُخْدَعُونَ بِتَنَوُّعِ مَذَاهِبِهِمْ، وَاخْتِلَافِ مَنَاهِجِهِمْ، فَكُلُّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.    وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- لمَّا ذَكَرَ الْأَدْيَانَ المُخْتَلِفَةَ، وَالمَذَاهِبَ المُتَبَايِنَةَ، وَالمَنَاهِجَ المُتَعَدِّدَةَ، وَوَصَفَ أَصْحَابَهَا بِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ؛ ذَكَرَ سُنَّتَهُ المَاضِيَةَ فِي الظَّالِمينَ بِتَوْلِيَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَاسْتَمِعُوا لِذَلِكَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْعَظِيمَةِ: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ) [الجاثية: 18- 19].   نَعَمْ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَلَنْ يُغْنُوا عَنِ أَهْلِ الْإِيمَانِ شَيْئًا، بَلْ يَتَعَاوَنُونَ عَلَيْهِمْ وَيَتَعَاضَدُونَ، وَلَوِ اخْتَلَفُوا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ، فَلَا يَهُولَنَّ المُؤْمِنَ اجْتِمَاعُهُمْ وَتَوَلِّي بَعْضِهِمْ بَعْضًا؛ لِأَنَّ اللهَ -تَعَالَى- هُوَ وَلِيُّ المُتَّقِينَ.   وَرَأَيْنَا هَذِهِ السُّنَّةَ الرَّبَّانِيَّةَ فِي كُلِّ قَضَايَا المُسْلِمِينَ المُعَاصِرَةِ بَدْءًا بِقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ الَّتِي احْتَلَّهَا الْيَهُودُ بِمَعُونَةِ الْبُرُوتِسْتَانْتِ، ثُمَّ آزَرَهُمُ الْكَاثُولِيكُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَخَضَعَ لَهُمُ الْأَرْثُوذُكْسُ، كَمَا أَيَّدَهُمُ الْعَلْمَانِيُّونَ مِنْ رَأْسِمَالِيِّينَ وَشُيُوعِيِّينَ، عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ خِلَافَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَحُرُوبٍ مُسْتَعِرَةٍ.    وَآخِرُهَا قَضِيَّةُ سُورِيَا الَّتِي اقْتَسَمُوا الْأَدْوَارَ فِيهَا حَتَّى آلَتِ الشَّامُ إِلَى مَا آلَتْ إِلَيْهِ مِنْ تَدْمِيرٍ وَخَرَابٍ، وَقَتْلٍ بِمِئَاتِ الْآلَافِ، وَتَهْجِيرٍ بِالمَلَايِينِ، فِي زَمَنِ رَفْعِ لَافِتَاتِ حُقُوقِ الْإِنْسَانِ، وَحُقُوقِ المَرْأَةِ، وَحُقُوقِ الطِّفْلِ.   وَمَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّ الصَّلِيبَ الْأَرْثُوذُكْسِيَّ المُطَعَّمَ بِالشِّيُوعِيَّةِ المَادِّيَّةِ سَيَقِفُ مَعَ الْعِمَامَةِ الصَّفَوِيَّةِ المُتَعَصِّبَةِ الَّتِي وَقَفَتْ مِنْ قَبْلُ مَعَ النُّصَيْرِيِّ الْعَلْمَانِيِّ، مَعَ أَنَّ المَذْهَبَ الْإِمَامِيَّ يُكَفِّرُ النُّصَيْرِيَّةَ وَيَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ؟! وَبَقِيَّةُ اللَّاعِبِينَ مِنْ بُرُوتِسْتَانْتَ وَكَاثُولِيكَ وَمَلَاحِدَةٍ يُمْسِكُونَ بِالضَّحِيَّةِ لِلذَّابِحِ بِمُبَادَرَاتٍ وَمُقْتَرَحَاتٍ؛ لِيَسْتَمِرَّ الْعَذَابُ بِالمُعَذَّبِ، وَلِيَقْتُلَ المُجْرِمُ أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ. وَبَيْنَ الْقَضِيَّتَيْنِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ عَشَرَاتُ الْقَضَايَا لِلْمُسْلِمِينَ الَّتِي وَالَى فِيهَا الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِسَحْقِ المُؤْمِنِينَ، وَالِاجْتِمَاعِ عَلَيْهِمْ، وَاقْتِسَامِ الْأَدْوَارِ بَيْنَهُمْ. فَهَذَا الْجَانِبُ مِنْ هَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ وَاضِحٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ، وَرَآهُ مَنْ عَاشُوا عَصْرَنَا رَأْيَ الْعَيْنِ.   وَأَمَّا الْجَانِبُ الْآخَرُ مِنْ هَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ الَّتِي تُخْبِرُ عَنْهَا الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129] فَهُوَ تَسْلِيطُ الظَّالِمينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، فَالظَّالِمُ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ ظَالِمٌ مِثْلُهُ أَوْ أَشَدُّ ظُلْمًا مِنْهُ، وَكَمَا قِيلَ: "مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا عَلَى ظُلْمِهِ سُلِّطَ عَلَيْهِ"، وَقِيلَ أَيْضًا: "وَمَا ظَالِمٌ إِلَّا سَيُبْلَى بِظَالِمٍ".   وَقَرَأْنَا فِي التَّارِيخِ عِبَرًا كَثِيرَةً فِي ذَلِكَ. وَكَمْ مِنْ ظَالِمٍ تَسَلَّقَ عَلَى جُثَثِ ضَحَايَاهُ بِأَعْوَانٍ أَعَانُوهُ عَلَى ظُلْمِهِ، ثُمَّ سَحَقُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا يَزَالُ الظَّالِمُونَ يَسْحَقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَفِي حَادِثَةِ التَّتَارِ سَهَّلَ ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ احْتِلَالَهُمْ بَغْدَادَ لِذَبْحِ أَهْلِ الْإِيمَانِ، فَسُلِّطُوا عَلَيْهِ فَأَذَلُّوهُ حَتَّى مَاتَ كَمَدًا بَعْدَ أَشْهُرٍ قَلِيلَةٍ مِنْ خِيَانَتِهِ الشَّنِيعَةِ.   وَفِي عِرَاقِ الْيَوْمِ لَا زَالَ الصَّفَوِيُّونَ يُذِلُّونَ مَنْ شَارَكُوهُمُ الْخِيَانَةَ، وَأَعَانُوهُمْ عَلَى الظُّلْمِ، وَسَيُسَلَّطُ عَلَى الصَّفَوِيِّينَ مَنْ يَقْتَصُّ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ أَوْ مَنْ يُبَالِغُ فِي ظُلْمِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ؛ فَإِنَّ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي تَسْلِيطِ الظَّالِمينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لَا تَتَخَلَّفُ وَلَا تَتَبَدَّلُ (سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) [الأحزاب: 38].   أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: قَدْ يَبْدُو لِلنَّاظِرِ لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ أَنَّهُ لَا قِبَلَ لِأَهْلِ الْعَدْلِ وَالْإِيمَانِ بِمُوَاجَهَةِ أَهْلِ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ بِشَتَّى مِلَلِهِمُ الْكُفْرِيَّةِ وَمَذَاهِبِهِمُ النِّفَاقِيَّةِ، وَلَا سِيِّمَا أَنَّ الْأَحْدَاثَ تِلْوَ الْأَحْدَاثِ تَكْشِفُ عَنْ تَحَالُفَاتٍ خَبِيثَةٍ، وَمُخَطَّطَاتٍ رَهِيبَةٍ ضِدَّ أَهْلِ الْإِيمَانِ، تَعْمِدُ إِلَى فَنَائِهِمْ، وَاقْتِسَامِ بُلْدَانِهِمْ، وَقَهْرِهِمْ بِالْعَمَائِمِ الصَّفَوِيَّةِ، وَلَكِنَّ سُنَّةَ اللَّـهِ -تَعَالَى- المَذْكُورَةَ فِي الْقُرْآنِ تُفِيدُ عَكْسَ ذَلِكَ؛ فَفِي شَأْنِ المُنَافِقِينَ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 61- 62].   وَفِي شَأْنِ الْكُفَّارِ قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا) [الفتح: 22- 23]   فَإِنَّهُمْ وَإِنْ وَالَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَتَعَاضَدُوا وَتَنَاصَرُوا عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَاقْتَسَمُوا الْأَدْوَارَ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَصْمُدُوا أَمَامَ أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَلَنْ يُحَقِّقُوا غَايَتَهُمْ فِي مَحْوِهِمْ مِنَ الْوُجُودِ.   وَمَعْرِفَةُ المُؤْمِنِينَ لِهَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ لَنْ تَزِيدَهُمْ إِلَّا تَمَسُّكًا بِإِيمَانِهِمْ، وَذَوْدًا عَنْ حَقِّهِمْ، وَدَفْعًا لِلظُّلْمِ عَنْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مَنْصُورُونَ، وَلَنْ يَنْفَعَ الظَّالِمُونَ تَوَلِّي بَعْضِهِمْ بَعْضًا، بَلْ سَيُخْذَلُونَ سَاعَةَ الْحَسْمِ.   وَيَسْتَفِيدُ أَهْلُ الْإِيمَانِ بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ السُّنَّةِ: مُجَانَبَةَ الظُّلْمِ بِشَتَّى أَنْوَاعِهِ، وَعَدَمَ اسْتِقْلَالِ الْقَلِيلِ مِنْهُ؛ لِئَلَّا تَجْرِيَ عَلَيْهِ سُنَّةُ اللَّـهِ -تَعَالَى- فِي الظَّالِمينَ.   كَمَا أَنَّ مَعْرِفَةَ هَذِهِ السُّنَّةِ سَبَبٌ لِلْحَذَرِ مِنَ الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِينَ؛ لِأَنَّ بَعْضَهُمْ يُوَالِي بَعْضًا، وَلَوْ صَاحَ إِعْلَامُهُمْ بِخِلَافِ ذَلِكَ؛ فَالْجَعْجَعَةُ شَيْءٌ، وَالْفِعْلُ شَيْءٌ آخَرُ، وَقَدْ رَأَيْنَا الْعَمَائِمَ الصَّفَوِيَّةَ تَرْتَمِي فِي أَحْضَانِ الشَّيْطَانِ الْأَكْبَرِ، وَرَأَيْنَا أَبْوَاقَ الصُّمُودِ وَالمُمَانَعَةِ انْقَلَبَتْ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، وَكَمْ مِنْ أَحْدَاثٍ مُبَارَكَةٍ كَشَفَتْ خَبَايَا كَانَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ عَنْهَا غَافِلِينَ!! وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.   وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...  
    • (الر تلك آيات الكتاب الحكيم) فاتحة سورة يونس (الم تلك آيات الكتاب الحكيم) فاتحة سورة لقمان وفي خواتيمهما نداء (يا أيها الناس) وفيهما (دعوا الله مخلصين له الدين)
      د. أحمد نوفل
      —————————-
      وقفة تدبرية بقلم موقع إسلاميات افتتاح السورتين بالحكمة التي تضمنتها آيات الكتاب الحكيم واختتامهما بالنداء العام (يا أيها الناس) كأنه والله أعلم إشارة للناس أنهم إن فهموا الحكمة التي في كتاب الله وتخلّقوا بها فإنه لا يسعهم إلا أن يؤمنوا بالله تعالى وحده ويعلنوا التوحيد لله عز وجلّ مخلصين له الدين لا شريك له ولا ندّ لأنه لا يمكن للذات البشرية الحكيمة إلا أن تنقاد للعبودية الحقة لله تعالى الحكيم الذي أنزل الكتاب الحكيم وخلق الكون كله بحكمة عظيمة فتوحّده وتخلص له فإن فعلت تكون ممن أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فتشكر الله تعالى على هذه النعمة كما جاء في نصيحة لقمان الحكيم لابنه (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿١٢﴾) وسياق سورتي يونس ولقمان في الحكمة: الحكمة في الكتاب والحكمة في خلق السموات والأرض وما فيهما ومن فيهما والحكمة في تدبير الأمر في الكون والحكمة في إمهال المكذبين إلى يوم البعث والحكمة في البعث والجزاء والحساب فسبحان العزيز الحكيم.
      هذا والله تعالى أعلم. موقع إسلاميات ——————- في ظلال سورتي يونس ولقمان سورة يونس سياقها كما جاء في الظلال في عرض عدة أمور تبدو فيها الحكمة التي أشير إليها في وصف ‏الكتاب‎.‎ من الوحي إلى الرسول صلى الله عليه و سلم لينذر الناس ويبشر المؤمنين , والرد على المعترضين أن يوحي ‏الله إلى بشر.. إلى خلق السماوات والأرض وتدبير الأمر فيهما.. إلى جعل الشمس ضياء والقمر نورا , وتقدير ‏منازل القمر ليعلموا عدد السنين والحساب.. إلى اختلاف الليل والنهار وما فيه من حكمة وتدبير‎..‎ ويتطرق من عرض هذه الآيات الكونية إلى الغافلين عنها , الذين لا يرتقبون لقاء الله مدبر كل شيء , وما ‏ينتظر هؤلاء الغافلين من سوء المصير ; وما ينتظر المؤمنين في الجانب الآخر من نعيم مقيم‎.‎ ويسجل حكمة تأجيل المصير إلى يومه الموعود , وعدم تعجيل الشر للناس كما يستعجلون هم الخير في هذه ‏الدنيا ولو عجل لهم بالشر كما يستعجلون بالخير لانتهى الأجل وأخذوا بذنوبهم دون إمهال‎.‎ ومن ثم وصف لطبيعة البشر في تلقيهم للشر والخير‎.‎ وضراعتهم إلى الله عند مس الأذى , ونسيانهم له عند كشف الضر‏‎.‎ ولجاجهم فيما كانوا من قبل فيه , دون اعتبار بالقرون الخالية التي سارت في الطريق ذاته , ولقيت مصارعها ‏في ذلك الطريق‎ !‎ ومع أن مصارع الغابرين كانت واضحة للعرب الذين يدعوهم الرسول صلى الله عليه و سلم فإن المكذبين ‏كانوا يطلبون إلى الرسول أن يأتي لهم بقرآن غير هذا القرآن أو يبدل بعضه‎.‎ غير متدبرين ولا مدركين أن القرآن من عند الله , وأن له حكمة ثابتة فهو لا يقبل التبديل‎.‎ وهم يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم دون استناد إلى شيء , ويتركون عبادة الله وحده وهي تستند ‏إلى وحي من الله‎.‎ ثم يطلبون خارقة من الخوارق غير ناظرين إلى آية الله الواضحة في القرآن , غافلين عن آياته المعجزة في ‏تضاعيف الكون‎.‎ ثم عودة إلى طبيعة البشر في تلقي الرحمة والضر‎.‎ وعرض نموذج حي من هذه الطبيعة , في مشهد من المشاهدالنابضة المتحركة المؤثرة‎.‎ في ركوب البحر عندما تسير الفلك في أول الأمر رخاء , ثم تعصف بها الريح ويأتيها الموج من كل مكان‎.‎ ومشهد آخر يمثل غرور هذه الحياة الدنيا , وبريقها ولألاءها الذي ينطفئ في لحظة , وأهلها مأخوذون ‏بزخرفها غافلون عن المصير الخاطف المرهوب.. ذلك والله يدعو إلى دار السلام‎.‎ دار الأمن والاطمئنان‎.‎ الدار التي لا خوف من أخذها على حين غرة.. ( كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)..ويدركون حكمة الله في ‏الخلق والتدبير.‏   وسورة لقمان سورة الحكمة فموضوع الحكمة متكرر فيها ويتجلى بصورة واضحة في نصحية لقمان الحكيم ‏لابنه وجاء في الظلال: ( ولقد آتينا لقمان الحكمة) فما طبيعة هذه الحكمة وما مظهرها الفريد ? إنها تتلخص في ‏الاتجاه لله بالشكر: ( أن اشكر لله) فهذه هي الحكمة وهذا هو الاتجاه الحكيم.. والخطوة التالية هي اتجاه لقمان ‏لابنه بالنصيحة:نصيحة حكيم لابنه.‏  
    • (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿٢٩﴾ الأحقاف)
       عبد الله المهيلان •نجد لطف الله في فتوحاته لعبده بينما النبي الكريم خارجا من الطائف مغتمّا صدره منهم صرف الله إليه نفر الجنّ فكأنها رسالة مفادها لا تحزن فلن يضيع سعيك . •{يستمعون القرآن } لا إلى شئ غيره تنبيه على أن الداعية رسالته هي القرآن هو المورد والمصدر وهو البلاغ وعليه بحفظ القرآن وفهمه لتبليغه . •{فلما حضروه قالوا أنصتوا} قالوا لبعضهم أنصتوا فيه فضل التذكير للخير . •{فلما حضروه قالوا أنصتوا} أول درجات الانتفاع بالخير حضور البدن والقلب معا . •{فلما حضروه } لا تزهد في مجالس القرآن والخير فلعلك تسمع كلمة فيها سعادتك ونجاتك . •{فلمّا قُضي ولّوا } استمع للخير إلى أن ينتهي حتى يُدركه قلبك وسمعك . •{فلمّا قُضي ولّوا } ليس هناك وقت للكسل في الدعوة وانظر إلى نشاط الجن لما سمعوا كلام الله . •{ولّوا إلى قومهم } هؤلاء الجن فقهاء ذهبوا إلى قومهم لأنهم أولى بنشر الخير فيهم. •{ولّوا إلى قومهم منذرين } لم يذهبوا للإخلاد إلى الفراش الوثير بل إلى الدعوة والنذارة . •(فلما حضروه … فلما قضي ولوا ) جلسة قرآنية واحدة هدمت أنفاق الضلالة في قلوبهم وأقامت صرح التوحيد والإيمان في نفوسهم فعليكم بجلسات القرآن قراءة وتدبرا اسلاميات
    • تعلّمنا أن التربية في الصغر لها بالغ الأثر وستؤتي ثمارها لا محالة يعقوب الذي قال ليوسف في صغره مربيّا له (إن (ربك) عليم حكيم) لم يقل: إن الرب عليم حكيم بل قال (إن ربك) أشار له بكاف الخطاب ليشعر يوسف الطفل بهذه الصلة الخاصة بينه وبين ربه ويقر هذا المعنى في قلبه وروحه ومشاعره كأنه يقول له: ربك أنت يا بنيّ على وجه الخصوص، ربك أنت يا بنيّ عليم حكيم ليوقع الرهبة والمحبة في قلب يوسف الطفل الصغير فلا ينسى لحظة أن له ربا هو الذي خلقه وهداه وهو الذي سيرعاه ويحفظه فيحبه ويخشاه.. لم ينس يوسف الطفل هذه العلاقة التي زرعها أباه في نفسه وروحه وقلبه فاستحضرها في مواقف حياته وهرع لائذا بحماها من ساعة ما تآمر عليه إخوته وألقوه في الجبّ إلى أن تحققت رؤياه لم ينسها يوسف وهو شابّ قد بلغ أشدّه فاستعاذ بربه ساعة الابتلاء والمحنة في بيت العزيز (معاذ الله) ولجأ إليه عند ابتلاء النسوة (رب السجن أحب إليّ..) ولم ينسها وهو داعية في السجن فدعا بما علّمه ربّه ولم ينسب العلم لنفسه (ذلكما مما علمني ربي) ودعا صاحبي السجن إليه (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)؟ وأرجع الحكم إليه (إن الحكم إلا الله) ونسب العلم له (والله أعلم بما تصفون) وولم ينسها وهو ممكّن على خزائن الأرض فاعترف بنعم ربه عليه (قد منّ الله علينا) واعترف بفضله على المحسنين (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) ورغّب إخوته بمغفرته (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) ونسب المشيئة له (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) ولم ينسها حين جمع الله شمله بأهله فاعترف بمنّة ربه عليه (قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن..) ولم ينسها وقد تحقق له ما شاءه له ربه فأثنى عليه ببعض آثار ربوبيته عليه (إن ربي لطيف لما يشاء) وأكّد بـ(ربي) ربي أنا تمامًا كما علّمه أبوه (ربك) أنت.. وأكّد على صفات ربه التي رافقته من صغره حين رأى الرؤيا وقصّها على أبيه يعقوب إلى لحظة تحقيقها واقعا مشاهدا أمام ناظريه، جمع شمله بأبويه وإخوته لم يكن يدور في خلد يوسف حين رماه إخوته في البئر أن اللقاء الثاني سيكون هكذا، حقّا: (إنه هو العليم الحكيم) ولم ينسها يوسف وهو يتضرّع إلى ربه سائلا حسن الختام بما أغدق عليه من النعم وما مكّن له في الأرض فدعاه بالاسم الذي تربّى عليه مذ كان طفلا (رب) (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا توفني مسلما وألحقني بالصالحين) ما أعظمها من تربية! بدأت بكلمتين رافقتا يوسف عمره كله فأحسن ونجا وأفلح ومُكّن له! أن تكون مربّيا لأبنائك فعليك أن تكون قدوة
      يوسف الذي أسرّ في نفسه اتهام إخوته له بالسرقة وقال (والله أعلم بما تصفون)
      ربّاه يعقوب القدوة الذي قال (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
      وقال (والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) وقال (وما أغني عنكم من الله شيئا)
      وقال (إن الحكم إلا لله عليه توكلت)
      وقال (فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم)
      وقال (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون)
      وقال (ولا تيأسوا من روح الله) وقال (ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون)
      وقال (سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم)
      قد يبتعد عنك أبناؤك بالجسد لكن إن زرعت فيهم حب الله فستتواءم أرواحكم على التعلق بالله مهما بعدت المسافات حتى تتواءم أقوالكم في المواقف الشداد.. التطابق في كلام يعقوب ويوسف:
      يعقوب قال (والله المستعان على ما تصفون)
      ويوسف قال (والله أعلم بما تصفون)
      يعقوب قال (إنه هو العليم الحكيم)
      ويوسف قال (إنه هو العليم الحكيم)   الرسالة: اغرس في أبنائك حبّ الله واربطهم بأسمائه الحسنى واسأل ربك أن يجعل غرسك مثمرا ينفعه وينفعك وينفع الناس ولا تستهن بأثر كلمة تربي أبناءك عليها تقع في قلوبهم الغضّة الصافية موقعا يشكّل فيما بعد تفكيرهم وشخصياتهم وحياتهم من حيث لا تدري.. هذا والله أعلم   بقلم: سمر الأرناؤوط حصريا لموقع ومدونة وقناة وحساب إسلاميات اسلاميات
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182478
    • إجمالي المشاركات
      2536017
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×