اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57885
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180604
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8288
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53051
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31798
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91747
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32204
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37669 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 21 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    2 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ المقدمة: أورد الله عز وجل في سورة التكاثر هذه الآية: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، فما معنى النعيم في هذه الآية؟ هل النعيم هو ما يحياه الإنسان من حياة مليئة بالمتع والطيبات، وكثرة الأموال، والأُبهة والسلطان، أم أن هناك معانيَ أخرى للنعيم في هذه الآية؟   1- ما المقصود بالتكاثر؟ وردت الآية المباركة: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8] في سورة سماها الله عز وجل بسورة التكاثر؛ وقال فيها: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 1 - 8].   والمقصود بـ ﴿ التكاثر ﴾: الانشغال بمغريات الحياة، والتكالب على جمع حطام الدنيا[1]، وقوله تعالى: ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [التكاثر: 2]: "حتى يقطع الموت عليهم متعتهم، ويأتيهم فجأة وبغتة، فينقلهم من القصور إلى القبور"[2].   والجزاء لذلك: الزجر والتهديد والوعيد: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 3 - 7]، وقد حذف الله جواب لو: "لقصد التهويل، فيقدر السامع أعظم ما يخطر بباله"[3].   2- المقصود بالنعيم: ختم الله عز وجل السورة بقوله: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، فماذا يقصد المولى تبارك وتعالى به؟   ليس المقصود بالنعيم – كما يدور بعقل بعضنا - الغنى والبذخ فقط، لكن النعيم له مظاهر كثيرة، يُسأل عنها الإنسان.   روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال صلى الله عليه وسلم: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا والذي نفسي بيده لَأخرجني الذي أخرجكما، فقوما، فقاموا معه، فأتى رجلًا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحبًا وأهلًا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله وصاحبيه ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني، فانطلق فجاءهم بعذق – عنقود - فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المُدية – السكين - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوبَ، فذبح له شاة، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما شبِعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: والذي نفسي بيده، لتُسألن عن النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم)).   3- من أنواع النعيم: روى البخاري في الصحيح: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)).   فمن أنواع النعيم: الصحة: فالإنسان الصحيح في نعيم كبير، فماذا فعل بالصحة؟   النبي صلى الله عليه وسلم يعظ رجلًا – كما روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما - فيقول: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرَمك، وصحتك قبل سُقمك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)).   وروى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال سبعًا، ما تنتظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنًى مُطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرَمًا مفنِّدًا، أو موتًا مُجهزًا، أو الدجال؛ فإنه شر منتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمَرُّ)).   فمن النعيم: الصحة، ينبغي للإنسان أن يحافظ عليها، ويستثمرها، فيجعلها في طاعة الله.   ومن رحمة الله بنا أن جعل ثواب العمل قائمًا، إذا فقد الإنسان صحته، فيُعطى ثوابه، كما لو كان صحيحًا معافًى؛ روى البيهقي في شعب الإيمان قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرِض العبد، أو سافر، كُتب له من الأجر مثلما كان يعمل مقيمًا صحيحًا)).   قرأ الفضيل ليلة هذه الآيات: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾ [البلد: 8، 9]، فبكى، فسُئل عن بكائه، فقال: هل بتَّ ليلةً شاكرًا لله أن جعل لك عينين تبصر بهما؟ هل بت ليلة شاكرًا لله أن جعل لك لسانًا تنطق به؟[4]   وعن أبي الدرداء أنه كان يقول: "الصحة غنى الجسد"[5].   وعن وهب بن منبه، قال: "مكتوب في حكمة آل داود: العافية المُلك الخفيُّ"[6].   وعن بكر المزني قال: "يا بنَ آدم، إن أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك، فغمِّض عينيك"[7].   وفي بعض الآثار: "كم من نعمة لله في عرق ساكن!"[8].   فالصحة من النعيم، ينبغي للإنسان أن يؤدي شكره، ويحمَد ربه على إنعامه بها.   ومن أنواع النعيم: الوقت: فالحياة التي يعيشها الإنسان نعيم، سوف يُسأل عليه، وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في أكثر من موضع؛ منها: ما رواه الطبراني في الكبير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة، حتى يُسأل عن أربع خِصال: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟)).   وقد ذكر سلفنا الصالح مجموعة كلمات، تدعو إلى استثمار الأوقات وتعميرها بالطاعات: يقول الحسن البصري: "من كان يومه مثل أمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شرًّا من أمسه فهو ملعون، ومن لم يتعاهد النقصان من نفسه فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالموت خير له"[9].   ويقول أيضًا: "ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل، وأنت تعلم فاعمل"[10].   ويقول بشر بن الحارث الحافي: "أمس قد مات، واليوم في النزع، وغدٌ لم يُولد، فبادر بالأعمال الصالحة"[11].   ويقول أيضًا: "الليل والنهار حثيثان يعملان فيك، فاعمل فيهما"[12].   4- نماذج في حسن استثمار الوقت: نختم ببعض النماذج الإسلامية، في حسن استثمار الأوقات، وتعميرها بالخيرات والطاعات: أبو الفرج ابن الجوزي: عالم كبير من علماء المسلمين، له مؤلفات وكتب كثيرة، يتحدث عن نفسه فيقول: "كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلدٍ، وتاب على يدي مائة ألفٍ، وأسلم على يدي عشرون ألفًا من اليهود والنصارى، ولو قلت أني قد طالعت عشرين ألف مجلدٍ كان أكثر، وأنا بعدُ في الطلب"[13].   شرف الدين النووي: يموت في عمر قصير، ويترك من المؤلفات الكثيرة؛ يقول رحمه الله: "وبقيت سنتين لم أضع جنبي على الأرض"[14].   عبدالرحمن السميط: طبيب كويتي، داعية في إفريقيا، يسلم على يديه الآلاف، ويبني من المشروعات التي تخدم الإسلام، ويجني له الحسنات حتى الآن.   حاوِل - أخي الكريم - أن تستثمر وقتك وعمرك وصحتك، فهذا خير ما يقدمه الإنسان لنفسه، ويشهد له أمام ربه.   [1] انظر: الصابوني، صفوة التفاسير، (3/ 597). [2] المرجع السابق، (3/ 597). [3] المرجع السابق، (3/ 598، 599). [4] انظر: ابن رجب: جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم، ط2، تحقيق: محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، 1424ه/ 2004م، (2/ 709). [5] المرجع السابق، (2/ 709). [6] المرجع السابق، (2/ 709). [7] المرجع السابق، (2/ 710). [8] المرجع السابق، (2/ 710). [9] الأصبهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، السعادة، 1394ه/ 1974م، (8/ 35). [10] المرجع السابق، (2/ 148). [11] عبدالحليم محمود: بشر بن الحارث، دار المعارف، ص56. [12] المرجع السابق، ص57. [13] عبدالفتاح أبو غدة: قيمة الزمن عند العلماء، ط10، مكتبة المطبوعات الإسلامية، ص62، 63. [14] المرجع السابق، ص71.   د. حسام العيسوي سنيد شبكة الالوكة  
    • 1- التحذير من الشرك: [البخاري ومسلم: 127 ، 139]
      عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقي الله ، لا يشرك به شيئا، دخل الجنة، ومن لقيه، يشرك به، دخل النار ".



      2- أَطِع أبا القاسم: [البخاري: 6766]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا : يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال : من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى "




      3- نَفْعُ المسلمين: [ مسلم: 4083]
      عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " .



      4- التَّحلُل من مظالم العباد: [ البخاري: 6082 ]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه ".




      5- من حقوق المسلم على المسلم: [ مسلم: 4657]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم، حرام دمه، وماله، وعرضه ". ** النجش: الزيادة في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها من أجل نفع البائع والإضرار بالمشتري. ** لا تدابروا، أي: لا يعرض بعضكم عن بعض.



      6- أكذبُ الحديث: [متفق عليه: 5653 ، 4653]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ".





      7- ذمُ الظلم والشُّح: [ مسلم:4682]
      عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " . ** الشح: شدة الحرص على المال وتحصيله .




      8- الإيصاء بالسلام: [ مسلم:84]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم ".





      9- امتثال السمع والطاعة: [متفق عليه: 6640 ، 3429]
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ".




      10- التحذير من الموبقات: [متفق عليه:2574 ، 132]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن ؟ قال : الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ". ** الموبقات ، أي: المهلكات.




      11- حُرمة الأموات: [ البخاري: 6064]
      عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ".




      12- النهي عن التفرق: [ متفق عليه: 5729 ، 102]
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويحكم، أو قال : ويلكم، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".




      13- أدبُ المناجاة: [ متفق عليه: 5845 ، 4061]
      عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه ". ** المناجاة: التحدث سرا.




      14- حُرمة الطريق وحقوقه: [متفق عليه: 5790 ، 3967]
      عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والجلوس بالطرقات "، فقالوا : يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال : " إذ أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه "، قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : " غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ".





      15- جزاءُ إنظار المعسر: [ متفق عليه: 3246 ، 2930]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان الرجل يداين الناس فكان، يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا. قال : فلقي الله فتجاوز عنه ".




      16- ثمرات الإيمان: [متفق عليه: 5700 ، 71]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".




      17- قيمة التواضع: [ مسلم: 5114]
      عن عياض بن حمار ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغ أحد على أحد".








      18- هَوانُ الدنيا: [ البخاري: 5966]
      عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنكبي، فقال : " كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل "، وكان ابن عمر يقول : "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".




      19- بركة الصدقة: [ مسلم: 4696]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ".








      20- فضلُ الإنفاق في سبيل الله: [متفق عليه: 1357 ، 1684]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا ".




      21- حقيقةُ المؤمن: [ مسلم: 4832]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ".




      22- من ثمراتِ صلةِ الرحم: [متفق عليه: 1936 ، 4645]
      عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من سره أن يبسط له في رزقه، و ينسأ له في أثره، فليصل رحمه ".




      23- فضل الدعوة: [مسلم:4838]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا".




      24- ذم الغضب: [ البخاري: 5680]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصني، قال : " لا تغضب " فردد مرارا، قال : " لا تغضب ".




      25- ثمرات المبادرة بالأعمال: [مسلم:4874]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ".








      26- جِمَاُع الوَصَايا: [ الترمذي: 2453 ].
      عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت خلف رسول الله يوما، فقال : "يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف ".




      27- التربية النبوية: [متفق عليه: 5795 ، 3855]
      عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ قال : " أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبع : بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم، ونهى عن الشرب في الفضة، ونهانا عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق " ** إبرار المقسم، أي: فعل ما أقسم عليه ليكون بارا في قسمه.




      28- العمل خير من السؤال: [متفق عليه: 2212 ، 1735].
      عن الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يحتزم أحدكم حزمة من حطب ، فيحملها على ظهره فيبيعها، خير له من أن يسأل رجلا يعطيه أو يمنعه "




      29- خطورة الكذب على رسول الله [ متفق عليه: 1216 ، 5]
      عن المغيرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار".




      30- منهج المسلم: [متفق عليه: 1114 ، 1188]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: " أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر ".




      31- المسؤولية العظمى: [ متفق عليه: 2244 ، 3414]
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته ".



      32- تحذير: [متفق عليه: 4859 ، 4044]
      عن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء "، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال : "الحمو: الموت ". ** الحمو: قريب الزوج غير أبيه أو ابنه.





      33- سفر المرأة: [ متفق عليه: 1937 ، 2399]
      عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب يقول : " لا يخلون رجل بامرأة، إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة، إلا مع ذي محرم ".




      34- إرشادٌ وتوجيه: [ متفق عليه: 4727 ، 2669]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".





      35- من وصايا السفر: [متفق عليه: 2796 ، 3561]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه، وطعامه، وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته، فليعجل إلى أهله ". ** نهمته: حاجته.










      36- خطرُ اللِسَان: [متفق عليه: 6025 ، 5309]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب".



      37- حال المؤمن: [ مسلم: 5323]
      عن صهيب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له ".



      38- تقدير النِّعم: [ مسلم: 5269]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى من أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله". قال أبو معاوية: عليكم.








      39- وصيةٌ ثمينة: [ مسلم: 374]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟" قالوا : بلى يا رسول الله، قال : "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ".




      40- ثوابُ الصدق: [ متفق عليه: 5685 ، 4728]
      عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ".



      41- وجوبُ العدل بين الأولاد: [ متفق عليه: 2411 ، 3063]
      عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ قال : " تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تشهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فانطلق أبي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليشهده على صدقتي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفعلت هذا بولدك كلهم؟" قال : لا، قال : "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " فرجع أبي فرد تلك الصدقة.





      42- من مظاهر الإيمان: [ متفق عليه: 3351 ، 1695]
      عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشقة تمرة، فمن لم يجد شقة تمرة فبكلمة طيبة".




      43- توضيح وإرشاد: [ متفق عليه: 1344، 1722]
      عن حكيم بن حزام ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله ".




      44- فضلُ التفقه بالدين: [ متفق عليه: 70 ، 1728]
      عن معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم ويعطي الله ".



      45- الحلف في البيع: [رواه مسلم: 3023]
      عن أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله: " إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق ". ** ينفق ثم يمحق، أي: ينفق السلعة ثم يمحق بركتها.



      46- شُكرُ النِّعَم: [ مسلم: 4922]
      عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ".




      47- من آداب الأكل: [متفق عليه: 4984 ، 3774]
      عن عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت غلاما في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك"، فما زالت تلك طعمتي بعد ".




      48- الوصية بالجار: [ مسلم: 4766]
      عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: " إن خليلي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصاني: إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف ".








      50- التيسير والتأليف: [ متفق عليه: 5689 ، 3270]
      عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا ".








      51- وصايا قيمة: [ متفق عليه: 151، 399]
      عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء ، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه، ولا يتمسح بيمينه ".




      52- الرأفة بالحيوان: [ مسلم: 3622]
      عن شداد بن أوس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته ".




      53- التثاؤب وأدبه: [ مسلم: 5315]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع". ** يكظم، أي: وذلك بتطبيق الأسنان وضم الشفتين ، فإن لم يندفع كظمه بيده .




      54- تشميت العاطس: [مسلم: 5313]
      عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا عطس أحدكم فحمد الله، فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ". **شمتوه، أي: تقول له: يرحمك الله.




      55- من شروط البيع: [مسلم: 2827]
      عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " إذا ابتعت طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه " ** تستوفيه: أي تقبضه.




      56- من أحكام بيع الثمار: [ متفق عليه: 2055 ، 2835]
      عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها ، نهى البائع والمبتاع.




      57- الحث على كثرة السجود: [مسلم: 758]
      عن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عمل أعمله يدخلني الله به الجنة ، فقال " عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة ". ** كثرة السجود، أي: السجود في الصلاة وإطالته.




      58- القصدُ في العمل: [ متفق عليه: 42 ، 1314]
      عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل عليها وعندها امرأة، قال : "من هذه؟" قالت : فلانة تذكر من صلاتها، قال : "مه، عليكم بما تطيقون ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا " . وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه . ** مه: اسم فعل بمعنى اكفف.




      59- لزوم السكينة: [ متفق عليه: 863 ، 951]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ".








      60- فضل تسوية الصفوف: [ متفق عليه: 685، 622]
      عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة ".





      61- عمارة البيوت بالطاعات: [ متفق عليه: 417، 1302]
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورا". ** والمقصود بذلك صلاة النافلة.



      62- أفضل الأعمال: [ متفق عليه: 7006، 123]
      عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي الأعمال أفضل؟، قال : " الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله ".




      63- الحث على دوام العمل الصالح: [متفق عليه: 1091 ، 1972]
      عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله: لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل ".




      64- من أعمال الجمعة: [متفق عليه: 865 ، 1424]
      عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طهر، ثم ادهن أو مس من طيب، ثم راح فلم يفرق بين اثنين فصلى ما كتب له، ثم إذا خرج الإمام أنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ".




      65- مكانة صلاة العصر: [ مسلم: 1378]
      عن أبي بصرة الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال : صلى بنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العصر بالمخمص ، فقال : " إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد "، والشاهد النجم .



      66- أعمال الجنائز وثوابها: [ متفق عليه: 1274 ، 1576]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان" قيل: وما القيراطان؟، قال: "مثل الجبلين العظيمين".




      67- زينةُ الرجال: [ متفق عليه: 5471، 387]
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب". [ متفق عليه: 5471، 387] ** أحفوا : المقصود قص الشارب والمبالغة في تخفيفه دون إزالته.





      68- أدب الاستئذان: [ البخاري: 5805]
      عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا استأذن أحدكم ثلاثا، فلم يؤذن له، فليرجع ".




      69- التعامل مع الأهل: [متفق عليه:4871 ، 3566]
      عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: " نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم " .




      70- ذم الحلف بغير الله: [متفق عليه: 3575 ، 3114]
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله " فكانت قريش تحلف بآبائها، فقال : " لا تحلفوا بآبائكم".




      71- كراهة تمني القتال: [متفق عليه: 2760 ، 3282]
      عن عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس: لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ".




      72- تلقين الميت: [مسلم: 1530]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ".




      73- لا يَتمنَّ المؤمنُ الموت: [متفق عليه: 5268 ، 4847]
      عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل، اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي".




      74- احفَظْ لِسَانَك: [مسلم: 6]
      عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء كذبا، أن يحدث بكل ما سمع ".



      75- حق الأم: [متفق عليه: 5543 ، 4628]
      عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:"أمك " قال : ثم من؟ قال : " ثم أمك " قال : ثم من؟ قال: " ثم أمك " قال : ثم من؟ قال : " ثم أبوك ".




      76- بركة الحياء: [متفق عليه: 5681 ، 56]
      عن عمران بن حصين ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء لا يأتي إلا بخير ".





      77- دعوةٌ للتوبة: [مسلم: 4960]
      عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله ـ عز و جل ـ يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ".










      78- أَرْجَى الدُّعاء: [مسلم: 749]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ".




      79- العزم في المسألة: [متفق عليه: 5892 ، 4844]
      عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا أحدكم، فليعزم في الدعاء، ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له ".




      80- الدعاءُ للمؤمنين: [ مسلم: 4920]
      عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من دعا لأخيه بظهر الغيب قال : الملك الموكل به: آمين ولك بمثل".




      81- من أدب الدعاء: [مسلم:5334]
      عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "... لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم ،لا توافقوا من الله ساعة، يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم".



      82- عُلُوُّ الهمة: [رواه البخاري: 6900]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سألتم الله؟، فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ".



      83- دعوة المظلوم: [ متفق عليه: 2281، 30]
      عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث معاذا إلى اليمن ، فقال : " اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ".




      84- من جوامع الدعاء: [ مسلم: 4872]
      عن طارق بن أشيم ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد أتاه رجل فقال : يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي ؟ قال : " قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، ويجمع أصابعه إلا الإبهام، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك ".




      85- فضل الدعاء قبل النوم: [البخاري: 241]
      عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به " قال : فرددتها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت : ورسولك، قال : "لا، ونبيك الذي أرسلت".




      86- من أدعية الصلاة: [ متفق عليه: 794 ، 4883]
      عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "علمني دعاء أدعو به في صلاتي" قال : " قل، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ".









      87- تكرار التوبة: [ مسلم: 4878]
      وعن الأغر بن يسار المزني ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس: توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة " .




      88- حفظ الدين والبدن: [ مسلم: 4889]
      عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " إذا نزل أحدكم منزلا، فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ".




      89- دعاء المصيبة: [مسلم: 1531]
      عن أم سلمة ـلـ قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " ما من مسلم تصيبه مصيبة ، فيقول ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها".



      90- عوِّذ نفسك منها: [متفق عليه: 6156 ، 4887]
      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". ** جهد البلاء، أي: البلاء والشدة والمشقة. ** درك الشقاء: أن يدركه شيء يوقعه في الشقاء.




      91- من كنوز الجنة: [ متفق عليه: 6150 ، 4880]
      عن أبي موسـى ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة : لا حول ولا قوة إلا بالله ".



      92- لا يخيب قائلهن: [ مسلم: 942]
      عن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معقبات ، لا يخيب قائلهن، أو فاعلهن، دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة ".




      93- أحبُّ الكلام إلى الله: [ مسلم: 4918]
      عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال قلت : يا رسول الله، أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال : " إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده ".








      94- الحثُّ على تعاهُدِ القران: [متفق عليه: 4672 ، 1323]
      عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعاهدوا هذا القرآن ، فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها ".




      95- من فضائل الأعمال: [ متفق عليه: 7001 ، 1365]
      عن سالم ، عن أبيه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به، آناء الليل، وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه، آناء الليل، وآناء النهار ".




      96- الوصية بالقرآن الكريم: [ مسلم:1343]
      عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرؤوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة " ، قال معاوية : بلغني أن البطلة: السحرة ".




      97- فضل سورة البقرة: [مسلم: 1306]
      عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ".



      98- آيتان عظيمتان: [متفق عليه: 4651 ، 1347]
      عن أبي مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ".




      99- بذلُ المعروف: [ مسلم: 4767]
      عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " .



      100- اشفعوا تؤجروا: [متفق عليه: 5597 ، 4768]
      عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال : " اشفعوا فلتؤجروا "



      الكلم الطيب


       
    • الآية التي تختصر حياة الإنسان وتصفها بالزينة والتفاخر هي قوله تعالى: "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ". هذه الآية من سورة الحديد (الآية 20) تشير إلى أن الحياة الدنيا هي في حقيقتها لعب ولهو وزينة وتفاخر، وأنها سريعة الزوال كالنبات الذي ينمو ثم يذبل ويصبح حطامًا.
        شرح الآية:     "اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو":
          توضح أن الحياة الدنيا ليست سوى لهو ولعب، أي أنها لا تدوم ولا تستحق التعلق بها بشكل مبالغ فيه. حياة الإنسان بأنها مجرد متاع زائل، وأنها ليست إلا خداعًا مؤقتًا، فكل ما فيها من متع وملذات فانٍ وزائل، ولا ينبغي للمرء أن يركن إليها ويلهو بها عن الاستعداد للآخرة.   "وزينة وتفاخر بينكم":
      تشير إلى أن مظاهر الحياة الدنيا من زينة وتفاخر هي أمور مؤقتة وعابرة.
        "وتكاثر في الأموال والأولاد":
      توضح أن التنافس على جمع الأموال والأولاد هو أيضًا من مظاهر الحياة الدنيا التي لا تدوم.
        "كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما":
      تستخدم الآية تشبيهًا بالمطر الذي يحيي الأرض بالنبات، ثم يذبل النبات ويصفر ويصبح حطامًا، لتبين أن الحياة الدنيا سريعة الزوال والتحول.
        "وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان":
      تذكر أن هناك آخرة، فيها إما عذاب شديد لمن آثر الدنيا على الآخرة، أو مغفرة من الله ورضوان لمن عمل للآخرة.
        "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور":
      تختم الآية بأن الحياة الدنيا هي متاع الغرور، أي أنها خداع للإنسان، فما هي إلا شيء زائل لا يدوم.       تحقير لشأن الدنيا:
          تُصَغّر الآية من شأن الدنيا وتحذر من الانشغال بها عن الآخرة، فهي ليست إلا فترة قصيرة للعمل الصالح.
          الدعوة للاستعداد للآخرة:
          تحث الآية على الاستعداد ليوم القيامة والعمل الصالح الذي يبقى للإنسان في الآخرة.
            تذكير بفناء الدنيا:
          تذكر الآية بأن كل ما في الدنيا من متع وشهوات زائل وفانٍ، وأن الآخرة هي الباقية.   أهمية الآية:
      تعتبر هذه الآية من الآيات الجامعة في القرآن الكريم، فهي تلخص جوهر العلاقة بين الدنيا والآخرة، وتدعو الإنسان إلى التفكير في مصيره الأبدي والعمل من أجله.  
    • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:   فإن الأولاد نعمة من الله عز وجل، وتكمل هذه النعمة بأن يبارك الله فيهم، فإذا بارك فيهم، كانوا متعةً ورزقًا حسنًا، تصلح به الأرض، ويسر به القلب، وتقرُّ به الأعين في الدنيا والآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].       فالبركة في الأولاد يعود نفعها على الوالدين في حياتهما، وحتى بعد موتهما؛ فأما في حياتهما، فينال الأبوين برُّهم، وطاعتهم، وإحسانهم ونفعهم، وأنعِم به وأكرم من برٍّ وطاعة وإحسان.       ولك أن تتخيل أنَّ بعض الناس تجد عنده ولدًا واحدًا، وتجد فيه الصلاح والخير والبركة، وهذا الابن سعادة لأبيه، فلا يقوم أبوه ولا يقعد إلا وهو يذكر ابنه، إما بدعوة صالحة أو بخير، مما وضع الله من البركة في هذا الابن، إنها البركة في الذرية؛ كما قال تعالى: ﴿ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 73].       وأما بعد موتهما، فالأجر والثواب لا ينقطع؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات ابن آدم، انقطع عنه عمله، إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))، وفي الحديث الصحيح: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته))، وذكر منها: ((وولدًا صالحًا تركه)).       فما من صلاحٍ وخير يقوم الأبوان بتربيتهم عليه، إلا وهو في ميزان حسناتهم يوم القيامة؛ لأن الولد من كسب وسعي أبويه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 39 - 41]، فما يسجد سجدةً، ولا يقرأ حرفًا، ولا يسبح تسبيحةً، ولا يعمل معروفًا إلا وكان للوالدين من ذلك حظٌّ ونصيب، إنها بركة تربية الأبناء.       بل ويستمر نفعهم، ويجني الأبوان ثمارَ هذه البركة في الأولاد حتى في الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل لَترفع درجته في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هذه؟! فيقول: باستغفار ولدك لك))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع].       فكل هذه النصوص تحفز المسلم على تحري أسباب البركة في الأولاد، وإليك طرفًا منها:   1- من أهم هذه الأسباب: أن يتأسَّس الأولاد على الدين القويم، ويبدأ هذا التأسيس من حسن اختيار الزوجة التي ستكون أمًّا لهؤلاء الأولاد؛ كما في الحديث: ((فاظفر بذات الدين، ترِبت يداك))؛ [رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه]، فإن البركة واليُمن، واليُسر والرضا مع ذات الدين؛ وقال صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطفكم، وانكحوا الأكفَاء، وأنكحوا إليهم))؛ [رواه ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، وصححه الألباني].       ثم الالتزام بالهديِ النبوي عند المعاشرة الزوجية؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أمَا إن أحدكم إذا أتى أهله، فقال: بسم الله، اللهم جنِّبني الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، ثم قُدِّر بينهما في ذلك، أو قُضِيَ ولدٌ، لم يضره شيطان أبدًا))؛ [متفق عليه].       فإذا رُزق الأبوان بالمولود، فيُستحب الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، ليكون أولَّ ما يطرق سمعه ويستقر في أعماقه تكبيرُ الله عز وجل، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، والدعوة إلى الصلاة والفلاح، طلبًا والتماسًا للبركة.       ثم اختيار أحسن الأسماء للأولاد، وهذا من حقوق المولود في يوم سابعه؛ فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ غلامٍ رهينة بعقيقته، تُذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويُسمَّى))، وفي رواية: ((أمَر بتسمية المولود يوم سابعه، ووضع الأذى عنه، والعقِّ))، [رواه أبو داود، والترمذي].       لأن الاسم له تأثيرٌ ظاهر على المولود؛ ففي صحيح البخاري عن ابن المسيب عن أبيه: ((أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: حزَن، قال: أنت سهل، قال: لا أغيِّر اسمًا سمَّانِيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد)).       ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه تغيير أي اسم تنفر النفوس من معناه، فقد غيَّر اسم عاصية بجميلة، واسم أصرم بزرعة، واسم العاص، وعزيز، وغفلة، وشيطان، وغراب، وشهاب، وحرب، وغيرها.       وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة، فقال: ابن من؟ فقال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيِّها؟ قال: بذات لظى، قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، قال: فكان كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.       وأفضل المراتب في اختيار أحسن الأسماء؛ اسمي عبدالله، وعبدالرحمن، وذلك لِما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن))؛ [رواه مسلم]، ثم سائر الأسماء المعبدة لله عز وجل، وأسماء الأنبياء والمرسلين، وأسماء الصحابة والصالحين.       ومن ذلك العقيقة عنهم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل غلام ‌مرتهن ‌بعقيقته))، وأرجح الأقوال: أنه محبوس مرتهن عن الشفاعة لوالديه؛ أي: إنه إذا لم يُعق عنه، فمات طفلًا لم يشفع في والديه؛ وهو قول الإمام أحمد رحمه الله.       2- ومن أهم أسباب البركة: صلاح الوالدين، فصلاحهم بإذن الله تعالى سبب للبركة في أولادهم؛ قال ابن كثير رحمه ﷲ: "البركة التي تحل على الأبناء تكون بأعمال الآباء، والبركة التي تحل على الآباء تكون بدعاء الأبناء".       فإن المربيَ الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يُطاع ويكون لتوجيهه أثرٌ، وهو يخالف فعله قوله؟! وقد قال ربنا سبحانه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].       3- ومن أهم أسباب البركة أيضًا: الدعاء لهم، فإن دعاء الوالدين له أثر كبير في صلاح الأبناء والبنات، وهو من ثلاث دعوات مستجابات؛ ففي السنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث دعوات يُستجاب لهن، لا شكَّ فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن].       ودعاء الوالدين لأولادهم، لا شكَّ أنه أحرى وأولى بالقبول، وله تأثير على الأولاد حتى قبل ولادتهم، فهذه امرأة عمران، كانت عقيمًا لا تنجب، فنذرت إن هي حملت، لَتجعلنَّ ولدها محررًا لله تعالى، خالصًا لخدمة بيت المقدس، فقالت: ﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35]، فلما وضعتها أنثى وكانت ترغب في ذَكَرٍ ليخدم بيت الله، قالت: ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]، فاستجاب الله تعالى دعاءها، وبارك في ابنتها مريم، وحفظها ورعاها، واصطفاها، وجعلها آيةً من آياته الكبرى؛ كما قال تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]، ثم تأتيها البشارة من الملائكة بأن الله تعالى اصطفاها، ووهبها عيسى عليه السلام، وأعاذها وابنها من الشيطان الرجيم؛ كما قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 45، 46].       ودعاء الآباء للأبناء، منهج الرسل والأنبياء؛ فهذا خليل الرحمن يسأل ربه الولد الصالح فيقول: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، فيأتيه الجواب: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]، وبعد أن رُزق بالولد الصالح، لم ينقطع دعاؤه لأبنائه، فقال: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].       وهذا نبي الله زكريا عليه السلام يسأل ربه أن يرزقه ولدًا صالحًا؛ فكان يقول: ﴿ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 4 - 6]، وقال تعالى: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].       وقال الله تعالى في ذكر العبد الصالح: ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].       ونبينا صلى الله عليه وسلم كان من هديه الدعاءُ لأبنائه وأحفاده، وأبناء أصحابه؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((اللهم علِّمه الكتاب))، وفي رواية: ((اللهم فقِّهه في الدين))، فأصبح ابن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الأمة، وترجمان القرآن.       وفي الصحيحين: ((قالت أم أنس رضي الله عنهما: يا رسول الله، خويدمك أنسٌ، ادعُ الله له، قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته، قال أنس رضي الله عنه: فإني لمن أكثر الأنصار مالًا، وحدثتني ابنتي: أنه دُفن لصُلبي مقدم حجَّاج البصرة، بضع وعشرون ومائة)).       فعليك بالإكثار من الدعاء ولا تيأس، فالهداية من عند الله تعالى، رُوي عن معروف الكرخي رحمه الله: أنه كان يدعو لابنه عليٍّ قائلًا: "اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليًّا، فلم أقدر على تأديبه، فأدِّبه أنت لي"، واستجاب الله له حتى أصبح ابنه عابدًا ورعًا تقيًّا".       4- حفظ اللسان عن شتمهم، والسب واللعن لهم، والدعاء عليهم:   فمن المفاهيم الخاطئة: الدعاء عليهم بحُجة تخويفهم، أو ردعهم عن الخطأ، أو تعزيرًا لهم عند الوقوع في الخطأ، فليحذر الوالدان كل الحذر من الدعاء عليهم؛ ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعةً نِيل فيها عطاء، فيستجيب لكم))، وفي رواية: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم)).       وتأمل: كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن تصاحبهم ناقة قد لعنها صاحبها؛ كما في صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: ((بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجِرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد)).       نسأل الله العظيم أن يبارك لنا أجمعين في أولادنا، وأن يجعلهم مباركين أينما كانوا. رمضان صالح العجرمي شبكة الالوكة    
    • من سنن الله تعالى في خلقه (6) [وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]   مِنْ سُنَنِ اللَّـهِ -تَعَالَى- الْعَجِيبَةِ فِي عِبَادِهِ مَا ذَكَرَهُ -سُبْحَانَهُ- فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129].   وَلِهَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ فِي الظَّالِمينَ جَانِبَانِ: فَالجَانِبُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الظَّلَمَةَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَلَوِ اخْتَلَفَتْ أَدْيَانُهُمْ وَمَنَاهِجُهُمْ وَمَذَاهِبُهُمْ وَثَقَافَاتُهُمْ وَاتِّجَاهَاتُهُمْ، فَيَجْمَعُهُمُ الظُّلْمُ وَلَوْ تَفَرَّقُوا، وَيُوَحِّدُهُمْ قَصْدُهُمْ لِلْمَظْلُومِ بِالظُّلْمِ وَلَوْ تَبَايَنَتْ غَايَاتُهُمْ مِنْ ظُلْمِهِ.   وَلمَّا كَانَ الشِّرْكُ أَعْظَمَ الظُّلْمِ كَانَ الْكُفْرُ مِلَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ الْكُفَّارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَكَانَ المُنَافِقُونَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ؛ لِأَنَّ بُغْضَهُمْ لِلْإِيمَانِ يَجْمَعُهُمْ وَلَوْ تَفَرَّقُوا فِي غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ يَعْبُدُ الْحَجَرَ، وَبَعْضُهُمْ يَعْبُدُ الْبَشَرَ، وَلَوْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ هَوَاهُ وَشَهْوَتَهُ كَالمَلَاحِدَةِ وَالْعَلْمَانِيِّينَ، أَوْ مَنْ يَعْبُدُ المَادَّةَ كَالشِّيُوعِيِّينَ، فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى ظُلْمِ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَلَوْ فَرَّقَتْهُمْ أَدْيَانُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ.   إِنَّ هَدَفَهُمْ مَحْوُ الْإِيمَانِ الصَّحِيحِ مِنَ الْوُجُودِ، ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا يَخْلُفُ الْإِيمَانَ بَعْدَ مَحْوِهِ، أَوْ يَخْتَلِفُونَ فِي اقْتِسَامِ تَرِكَةِ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَبُلْدَانِهِمْ، فَهُمْ أَوْلِيَاءُ فِي الْهَدَفِ وَالْقَصْدِ، وَإِنِ اخْتَلَفُوا بَعْدَ تَحْقِيقِ غَايَتِهِمْ فِي بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ، أَوْ فِي زَمَنٍ مِنَ الْأَزْمَانِ.   قَالَ اللهُ -تَعَالَى- فِي الْكُفَّارِ: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]، وَقَالَ -تَعَالَى- فِي كُفَّارِ أَهْلِ الْكِتَابِ: (لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [المائدة: 51].    وَقَالَ -سُبْحَانَهُ- فِي المُنَافِقِينَ: (المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) [التوبة: 67]، أَيْ: كَأَنَّهُمْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَفِيهِ نَفْيُ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُؤْمِنِينَ، وَتَكْذِيبُهُمْ فِي حَلِفِهِمْ أَنَّهُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ) وَتَقْرِيرٌ لِقَوْلِهِ: (وَمَا هُمْ مِنْكُمْ) [التوبة: 56]، فَبَيَّنَ -سُبْحَانَهُ- أَنَّ النِّفَاقَ حَالَةٌ وَاحِدَةٌ، وَأَنَّ أَصْحَابَهُ أَوْلِيَاءُ، سَوَاءً كَانَ نِفَاقًا سَلُولِيًّا شَهْوَانِيًّا، أَمْ كَانَ نِفَاقًا سَبَئِيًّا بَاطِنِيًّا؛ لِأَنَّ غَايَةَ النِّفَاقَيْنِ هَدْمُ الْإِسْلَامِ الصَّحِيحِ مِنْ دَاخِلِهِ، وَحِينَئِذٍ فَلَا غَرَابَةَ أَنْ يُوَالِيَ الْعَلْمَانِيُّ وَاللِّيبْرَالِيُّ الصَّفَوِيَّ الْبَاطِنِيَّ.   وَالْجَامِعُ الَّذِي يَجْمَعُ هَذِهِ المَذَاهِبَ وَالمِلَلَ وَالْأَهْوَاءَ الضَّالَّةَ عَنِ الْحَقِّ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ بِسَبَبِ تَقْصِيرِهِمْ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ، أَوْ بِسَبَبِ اسْتِكْبَارِهِمْ عَنْ قَبُولِهِ، أَوْ بِسَبَبِ إِعْرَاضِهِمْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.   وَمِنْ عَجَائِبِ الْقُرْآنِ وَكُنُوزِهِ أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- وَصَفَ فِيهِ أَصْحَابَ كُلِّ المَذَاهِبِ الْبَاطِلَةِ فِي جُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ: أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، وَجَعَلَ فِي مُقَابِلِهِمْ مَنْ يَعْلَمُونَ شَرِيعَةَ اللَّـهِ -تَعَالَى-، فَأَمَرَهُمْ بِالِاسْتِمْسَاكِ بِهَا، فَلَا يَغْتَرُّونَ بِكَثْرَةِ الضَّالِّينَ عَنْهَا، وَلَا يُخْدَعُونَ بِتَنَوُّعِ مَذَاهِبِهِمْ، وَاخْتِلَافِ مَنَاهِجِهِمْ، فَكُلُّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.    وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- لمَّا ذَكَرَ الْأَدْيَانَ المُخْتَلِفَةَ، وَالمَذَاهِبَ المُتَبَايِنَةَ، وَالمَنَاهِجَ المُتَعَدِّدَةَ، وَوَصَفَ أَصْحَابَهَا بِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ؛ ذَكَرَ سُنَّتَهُ المَاضِيَةَ فِي الظَّالِمينَ بِتَوْلِيَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَاسْتَمِعُوا لِذَلِكَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْعَظِيمَةِ: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ) [الجاثية: 18- 19].   نَعَمْ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَلَنْ يُغْنُوا عَنِ أَهْلِ الْإِيمَانِ شَيْئًا، بَلْ يَتَعَاوَنُونَ عَلَيْهِمْ وَيَتَعَاضَدُونَ، وَلَوِ اخْتَلَفُوا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ، فَلَا يَهُولَنَّ المُؤْمِنَ اجْتِمَاعُهُمْ وَتَوَلِّي بَعْضِهِمْ بَعْضًا؛ لِأَنَّ اللهَ -تَعَالَى- هُوَ وَلِيُّ المُتَّقِينَ.   وَرَأَيْنَا هَذِهِ السُّنَّةَ الرَّبَّانِيَّةَ فِي كُلِّ قَضَايَا المُسْلِمِينَ المُعَاصِرَةِ بَدْءًا بِقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ الَّتِي احْتَلَّهَا الْيَهُودُ بِمَعُونَةِ الْبُرُوتِسْتَانْتِ، ثُمَّ آزَرَهُمُ الْكَاثُولِيكُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَخَضَعَ لَهُمُ الْأَرْثُوذُكْسُ، كَمَا أَيَّدَهُمُ الْعَلْمَانِيُّونَ مِنْ رَأْسِمَالِيِّينَ وَشُيُوعِيِّينَ، عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ خِلَافَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَحُرُوبٍ مُسْتَعِرَةٍ.    وَآخِرُهَا قَضِيَّةُ سُورِيَا الَّتِي اقْتَسَمُوا الْأَدْوَارَ فِيهَا حَتَّى آلَتِ الشَّامُ إِلَى مَا آلَتْ إِلَيْهِ مِنْ تَدْمِيرٍ وَخَرَابٍ، وَقَتْلٍ بِمِئَاتِ الْآلَافِ، وَتَهْجِيرٍ بِالمَلَايِينِ، فِي زَمَنِ رَفْعِ لَافِتَاتِ حُقُوقِ الْإِنْسَانِ، وَحُقُوقِ المَرْأَةِ، وَحُقُوقِ الطِّفْلِ.   وَمَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّ الصَّلِيبَ الْأَرْثُوذُكْسِيَّ المُطَعَّمَ بِالشِّيُوعِيَّةِ المَادِّيَّةِ سَيَقِفُ مَعَ الْعِمَامَةِ الصَّفَوِيَّةِ المُتَعَصِّبَةِ الَّتِي وَقَفَتْ مِنْ قَبْلُ مَعَ النُّصَيْرِيِّ الْعَلْمَانِيِّ، مَعَ أَنَّ المَذْهَبَ الْإِمَامِيَّ يُكَفِّرُ النُّصَيْرِيَّةَ وَيَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ؟! وَبَقِيَّةُ اللَّاعِبِينَ مِنْ بُرُوتِسْتَانْتَ وَكَاثُولِيكَ وَمَلَاحِدَةٍ يُمْسِكُونَ بِالضَّحِيَّةِ لِلذَّابِحِ بِمُبَادَرَاتٍ وَمُقْتَرَحَاتٍ؛ لِيَسْتَمِرَّ الْعَذَابُ بِالمُعَذَّبِ، وَلِيَقْتُلَ المُجْرِمُ أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ. وَبَيْنَ الْقَضِيَّتَيْنِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ عَشَرَاتُ الْقَضَايَا لِلْمُسْلِمِينَ الَّتِي وَالَى فِيهَا الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِسَحْقِ المُؤْمِنِينَ، وَالِاجْتِمَاعِ عَلَيْهِمْ، وَاقْتِسَامِ الْأَدْوَارِ بَيْنَهُمْ. فَهَذَا الْجَانِبُ مِنْ هَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ وَاضِحٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ، وَرَآهُ مَنْ عَاشُوا عَصْرَنَا رَأْيَ الْعَيْنِ.   وَأَمَّا الْجَانِبُ الْآخَرُ مِنْ هَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ الَّتِي تُخْبِرُ عَنْهَا الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129] فَهُوَ تَسْلِيطُ الظَّالِمينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، فَالظَّالِمُ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ ظَالِمٌ مِثْلُهُ أَوْ أَشَدُّ ظُلْمًا مِنْهُ، وَكَمَا قِيلَ: "مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا عَلَى ظُلْمِهِ سُلِّطَ عَلَيْهِ"، وَقِيلَ أَيْضًا: "وَمَا ظَالِمٌ إِلَّا سَيُبْلَى بِظَالِمٍ".   وَقَرَأْنَا فِي التَّارِيخِ عِبَرًا كَثِيرَةً فِي ذَلِكَ. وَكَمْ مِنْ ظَالِمٍ تَسَلَّقَ عَلَى جُثَثِ ضَحَايَاهُ بِأَعْوَانٍ أَعَانُوهُ عَلَى ظُلْمِهِ، ثُمَّ سَحَقُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا يَزَالُ الظَّالِمُونَ يَسْحَقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَفِي حَادِثَةِ التَّتَارِ سَهَّلَ ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ احْتِلَالَهُمْ بَغْدَادَ لِذَبْحِ أَهْلِ الْإِيمَانِ، فَسُلِّطُوا عَلَيْهِ فَأَذَلُّوهُ حَتَّى مَاتَ كَمَدًا بَعْدَ أَشْهُرٍ قَلِيلَةٍ مِنْ خِيَانَتِهِ الشَّنِيعَةِ.   وَفِي عِرَاقِ الْيَوْمِ لَا زَالَ الصَّفَوِيُّونَ يُذِلُّونَ مَنْ شَارَكُوهُمُ الْخِيَانَةَ، وَأَعَانُوهُمْ عَلَى الظُّلْمِ، وَسَيُسَلَّطُ عَلَى الصَّفَوِيِّينَ مَنْ يَقْتَصُّ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ أَوْ مَنْ يُبَالِغُ فِي ظُلْمِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ؛ فَإِنَّ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي تَسْلِيطِ الظَّالِمينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لَا تَتَخَلَّفُ وَلَا تَتَبَدَّلُ (سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) [الأحزاب: 38].   أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: قَدْ يَبْدُو لِلنَّاظِرِ لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ أَنَّهُ لَا قِبَلَ لِأَهْلِ الْعَدْلِ وَالْإِيمَانِ بِمُوَاجَهَةِ أَهْلِ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ بِشَتَّى مِلَلِهِمُ الْكُفْرِيَّةِ وَمَذَاهِبِهِمُ النِّفَاقِيَّةِ، وَلَا سِيِّمَا أَنَّ الْأَحْدَاثَ تِلْوَ الْأَحْدَاثِ تَكْشِفُ عَنْ تَحَالُفَاتٍ خَبِيثَةٍ، وَمُخَطَّطَاتٍ رَهِيبَةٍ ضِدَّ أَهْلِ الْإِيمَانِ، تَعْمِدُ إِلَى فَنَائِهِمْ، وَاقْتِسَامِ بُلْدَانِهِمْ، وَقَهْرِهِمْ بِالْعَمَائِمِ الصَّفَوِيَّةِ، وَلَكِنَّ سُنَّةَ اللَّـهِ -تَعَالَى- المَذْكُورَةَ فِي الْقُرْآنِ تُفِيدُ عَكْسَ ذَلِكَ؛ فَفِي شَأْنِ المُنَافِقِينَ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 61- 62].   وَفِي شَأْنِ الْكُفَّارِ قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا) [الفتح: 22- 23]   فَإِنَّهُمْ وَإِنْ وَالَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَتَعَاضَدُوا وَتَنَاصَرُوا عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَاقْتَسَمُوا الْأَدْوَارَ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَصْمُدُوا أَمَامَ أَهْلِ الْإِيمَانِ، وَلَنْ يُحَقِّقُوا غَايَتَهُمْ فِي مَحْوِهِمْ مِنَ الْوُجُودِ.   وَمَعْرِفَةُ المُؤْمِنِينَ لِهَذِهِ السُّنَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ لَنْ تَزِيدَهُمْ إِلَّا تَمَسُّكًا بِإِيمَانِهِمْ، وَذَوْدًا عَنْ حَقِّهِمْ، وَدَفْعًا لِلظُّلْمِ عَنْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مَنْصُورُونَ، وَلَنْ يَنْفَعَ الظَّالِمُونَ تَوَلِّي بَعْضِهِمْ بَعْضًا، بَلْ سَيُخْذَلُونَ سَاعَةَ الْحَسْمِ.   وَيَسْتَفِيدُ أَهْلُ الْإِيمَانِ بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ السُّنَّةِ: مُجَانَبَةَ الظُّلْمِ بِشَتَّى أَنْوَاعِهِ، وَعَدَمَ اسْتِقْلَالِ الْقَلِيلِ مِنْهُ؛ لِئَلَّا تَجْرِيَ عَلَيْهِ سُنَّةُ اللَّـهِ -تَعَالَى- فِي الظَّالِمينَ.   كَمَا أَنَّ مَعْرِفَةَ هَذِهِ السُّنَّةِ سَبَبٌ لِلْحَذَرِ مِنَ الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِينَ؛ لِأَنَّ بَعْضَهُمْ يُوَالِي بَعْضًا، وَلَوْ صَاحَ إِعْلَامُهُمْ بِخِلَافِ ذَلِكَ؛ فَالْجَعْجَعَةُ شَيْءٌ، وَالْفِعْلُ شَيْءٌ آخَرُ، وَقَدْ رَأَيْنَا الْعَمَائِمَ الصَّفَوِيَّةَ تَرْتَمِي فِي أَحْضَانِ الشَّيْطَانِ الْأَكْبَرِ، وَرَأَيْنَا أَبْوَاقَ الصُّمُودِ وَالمُمَانَعَةِ انْقَلَبَتْ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، وَكَمْ مِنْ أَحْدَاثٍ مُبَارَكَةٍ كَشَفَتْ خَبَايَا كَانَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ عَنْهَا غَافِلِينَ!! وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.   وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182481
    • إجمالي المشاركات
      2536020
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×